الــسلام عليكم
قــالَ تعالــى : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ
أَلَدُّ الْخِصَامِ }.البقرة 204 صدق الله العظيم
مِــن النــاس مَن يحسن الكـلام في العموميات فيحسبـهُ القـارئ مجددا في فن الخطـاب و مفكـرا عبقريا ، و منهم مـن يلعـب علـى المفردات السياسية و المصطلحات الفضفاضـة التي اكتسبت هالة قدسية فيوهـم القارئ امتلاك القدرة علـى الإقنـاع ، ذاكَ مـا يقوم بـه العقل اللائكي في رحلتـه الهدامـة للقيم الإسلامية التداولية حيث يسافــر في فضاء قيم المُــثل الكونية و يُــبحر في أشرعــة ورقية سرعــان مـا تنكشف للحصيف هزالتها ، يتجــول في ساحات الفــكر الغربي و يأخــذ لنفســهِ فسحــة في نــوادي الزيف القيمي عبر محطات تنتمـي إلـى مؤسسات تغريبية أراد اللائكـي أن يضع لـها عنوان" الكونية" . ذاكَ مــا يصنعُــهُ اللائكـي حينمـا يقفـز علـى الخصوصيات فيتسلـق علـى نباتات مرنة لا تقوى على الصمود ، يتحدث بلغـة عجيبـة عن الحرية و القيم الكونية كمـا لو أنهُ يبشرنـا بنهاية التاريخ عند هـذا الحـد، لا يمــل من الاجتــرار السخيف لأبجديات الفكر السياسي الغربي بشأن علاقة الدولة بالمجتمـع فيهـز رأســهُ فرحـا بمـا قال ، يُــعجبَــكَ قولــهُ حول المساواة و العدالة و حقوق المرأة و المدنية و سلطة الشعب و هــو ألــد الخـصام بقيم الإســلام و عقيدته و شعائره
يقول في ظاهـر الكلام : لا تـعارض بين مطالب الإسلام في تحقيق العدالـة و توفير العيش الكريم عبر إطلاق الحريات و نبذ العنف ، لا تعارض بين قيم مستوحاة من تجارب عالمية و خبرات إنـسانية و بين مقاصـد الإسلام من التنزيل ، لا اختلاف حول فلسفة الإصلاح المطلوب تحقيقهـا إذا كـانت العناوين الكبرى للتغيير تسترشد بهـا كل الأمم و الشعوب .
يقول في باطن الكلام : مــا لنـا و للدين ؟ مـا لنـا نطالب التغيير بمنهج الإسلام ؟ الدين ليس إلا جملة معتقدات لا تختلف عن الديانات ، الدين شأن تعبدي فردي لا يمكن أن يـرسم طريق الإصلاح و لا يُعـقل أن تخضـعَ السياسة التدبيرية لتقييدات الشرع . الديـن آخـر مـا يمكن التفكير فيه مـادامت الحريات منتهكة و الحقوق مهضومة ، الدين طقوس و ترانيم و رموز يصلـح للتهدئة و ليس للقيادة السياسية ، الإسلام دين و الدين religion و لا حرية بدون عقلانية و لاعقلانية بدون أوغست و روسو و فولتير و مونتسكيو ، وِجهة التغيير واحدة لا تنفك عـن فكر "الأنوار" و عقل البحث المادي فليذهـب الدين إلـى مغارات التأمـل مـع رجال الدين الإيكليروس .
يقول في ظاهـر البيان : نحــن لا نعادي التدين و الدين ، و لكن نعارض الفكر الديني ، لا نهتــم بإيمـان المعتقدين و درجات اقتناعهم و إنـما ننتقــد مشروع الإسلاميين الحركيين و نعتبرهـم "إسلامويين" يستغلون الدين لتحقيق غايات سياسية تترقب لحظة اقتناص السلطة لإلغاء المكاسب الكونية التي ناضلت لأجلهـا الشعوب الحرة ، نحـن حياديون في التعامل مع الأديان لا شأن لنـا بإيمان من يعبد البقر و من يُــنزِّه الله تعالى ، نقف بين الأديان و ليس مع الأديان ، في الظاهـر حديث يدور حول مغازلة الإسـلام كدين سماوي منــزه عن الدسائس البشرية
يقول في العقل الباطني : الدين مشكلــة حقيقية للتطور الإنساني ، فهـو يعيق الاقتصاد و يُــكبِّــلُ المجتمع بالتقاليد و يحول دون تحقيق المساواة التـامة بين الجنسين ، كمـا أن الإســلام دين متحرك يحول دون اندماج في البنية اللائكية و بالتالـي يستعصي علـى " العلمنة " التي تقتضـي الخضــوع التام للعقل " المجرد " . نــحن لادينيون ماديون نؤمـن بأفضلية الدنـيا عن الآخــرة إن كانت ثمة آخـرة ، نرصد الواقـع و نتعقب الحوادث ، نــكيِّــفُ الدين ليكـون بساطا للتقدم العصري و نسخرهُ في خدمـة مسارات الحداثة الكونية فلا نهتـم إطـلاقا بأصالته و لا بخصوصيته .
يقـول في الظـاهر : نــحن اللائكيون علميون و صارمون في استخدام المنهج التجريبي و البرهان الواقعي و لا نــقبل دون البحث المادي فلا نــضع في جدالاتنا ما يرتبط بالغيب و السماء ، و إنـما نستند إلـى الظواهـر الطبيعية فنكتشف قوانينهـا الداخلية التي تُــعلل الأحداث ، أمـا الدين فعندنـا طقوس و تعبدات ، يُــقدِّم الغيب على الشهادة و يُــقحم الآيات القرآنية في مجالات الطبيعة و الكون فالأولـى أن يــأخــذ مكانا بين أسوار المساجد و الكتاتيب التقليدية ، الأولـى أن لا يخوض في معترك الحياة ليناقش قضايا التحول الاجتماعي و مشاكل الاقتصاد و وسائل النهوض حتـى لا يفســد بالتأويلات الشخصية و المزايدات الذاتية فيصبح الدين مطية لكل الأهواء .
يجيب العقل الباطن : في الحقيقة لا يمكن أن نكشف عقيدتنا فنتحلى بالشجاعـة الكافية و لا نقدر أن نعترف بأزمتنـا المستديمة مع الإسلام كدين يتحدى ، لأن ذلك يعرينــا أمـام المسلمين و يعزلنـا عـن الشعب ، إنـنا معشر اللائكيين ندين في فلسفتنا الدهرية إلـى أفكار أوغست كونت الفيلسوف الإجتماعي الذي فك ألغاز الأديان بشكل علمي ، الأديان عقبة أمـامَ التطور البشري فينبغي أن يتجاوزهُ العقل العلمي الذي أبهـر العالم بإنجازاته و كشوفاته . الأديـان خرافات يتسلى بهـا الأباطرة و يمنِّي به البورجوازي الضعفاءَ ليمتص عرق جبينـهم فــلا مكــان له في صراع التدافع بين المصالح ، لا موطن له في عالـم الإبداع الكوني السريع و لا مكان لـه بين أجنـحة الاستقطـاب العالمي المـوّار .
يقول في الظاهـر : نــحن نعشــق الحرية و نرفعها أعلـى عليين و نضحي في سبيل أن تتصدر لائحـة المطالب ، حرية العقيدة ، حرية التنقل ، حرية التعبير ، حرية التفكير ...، الحرية عندنـا التزام ذاتي باحترام الآخـر و مبدأ يمارسـه العقلاني في علاقتـه مـع الغير ، فـلا بـد مــن إطـلاق الحريات و العيش بحرية بعيدا عن محاكم التفتيش و ملاحقة الأحـرار ، و لا معنى للحرية بدون احترام انسانية الإنسان و اختياراتـه الطوعية في نمط عيشه و ثقافته و زيه و شعاراتـه لأن من شأن التدخـل في خصوصياته أن يُــحوِّل المجتمـع إلـى دائرة مغلقة تكرس الكبت و تنتج كل أشكــال العنف . الحرية إحــساس بالحياة فلندع الناس و ما يصنعون .
يجيب العقل الباطنـي : في الواقـع الحرية واجهـة في ميدان الصراع الايديولوجي ، الحرية رايـة احتجاج في وجـه الإسلاميين ، مـا نذهب إليه في مذهـب الحرية لا يعدو أن يكـون تلوينـا لعالم متشرد في القيم ، لا يتجـاوز كونـه ستـارا شفافا يُــخفي تحتـهُ منظومـة قيم منحلـة و فاسدة تفتـح أبوابا لطلاب الزنى و المواخير و السكر و الإفطار العلني في رمضان و التصرف بالجسد بمـا يضاهـي عقلية المتمرد علـى القيم الإسلامية ، الحريـة في عنوانـها العريض اعتراض علـى رؤية الدين للحياة و احتجاج علـى تدخل الدين و اعتناق للمطلق . الإنـسان خُــلِـقَ ليعيش حرا في تصرفه ، في أن يتـخـنـث كمـا يريد ، في أن يُــداعِـرَ من يشاء بالرضى ، في أن يعبد مـا شاء من الأحجـار ، في أن يتزوج أجناسـه ، في أن يُــهَــدهِــدَ رأســه أو يُــكوِّره أو يُــدَجِّـنه . بكلمة : الإنـسان سيد نفسه .
إذا كــان اللائكـي يعتــقد أن بضاعتـهُ المزجاة يمكن أن تنطلـي على الناس فيعجبهـم قوله في الحياة الدنـيا فــهو وهـم في خـيال صاحبه يداعب أحلامـه المنسوجـة من أخـلاط أفكار "الأستاذ الغرب" و هـو يدري في قرارة نفسه مــدى خصامه للدين ، تُــعجبه الكلمات الشائعة و المفردات العائمة في قواميس المُـغَرَّبين فيحسب نفسـه رسولا أتـى ليحرر العبـاد من سطوة الدين و إملاءاته ، يسارع في دبج مقالاتـه بطوفان من المصطلحات السائلة عسـى أن يُــلـغِّـمَ عقل المسلم الملتزم فإذا هـو في عموم المتدينين رمـز للشرود و التحلل . من الناس َمن تأخذهـم اجتهاداتهم الخاطئة إلـى طريق نقد ذاتـي صائب و من النـاس من تأخدهـم العجرفـة و الأنا إلى طريق الهلاك الفكري و القيمي فتأخذهم العزة بالإثم ، ألــدُّ الخـصام مَـــن يــصر علـى ممارسـة اللعب بالكلمات و ما تحتـها أهوال و فجور ، ألــدّ الخصــام مــن يُــشهِــد الله على مـا في قلبه فــلا يصغـي لنداء دينـه و فطرتـه .
قــالَ تعالــى : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ
أَلَدُّ الْخِصَامِ }.البقرة 204 صدق الله العظيم
مِــن النــاس مَن يحسن الكـلام في العموميات فيحسبـهُ القـارئ مجددا في فن الخطـاب و مفكـرا عبقريا ، و منهم مـن يلعـب علـى المفردات السياسية و المصطلحات الفضفاضـة التي اكتسبت هالة قدسية فيوهـم القارئ امتلاك القدرة علـى الإقنـاع ، ذاكَ مـا يقوم بـه العقل اللائكي في رحلتـه الهدامـة للقيم الإسلامية التداولية حيث يسافــر في فضاء قيم المُــثل الكونية و يُــبحر في أشرعــة ورقية سرعــان مـا تنكشف للحصيف هزالتها ، يتجــول في ساحات الفــكر الغربي و يأخــذ لنفســهِ فسحــة في نــوادي الزيف القيمي عبر محطات تنتمـي إلـى مؤسسات تغريبية أراد اللائكـي أن يضع لـها عنوان" الكونية" . ذاكَ مــا يصنعُــهُ اللائكـي حينمـا يقفـز علـى الخصوصيات فيتسلـق علـى نباتات مرنة لا تقوى على الصمود ، يتحدث بلغـة عجيبـة عن الحرية و القيم الكونية كمـا لو أنهُ يبشرنـا بنهاية التاريخ عند هـذا الحـد، لا يمــل من الاجتــرار السخيف لأبجديات الفكر السياسي الغربي بشأن علاقة الدولة بالمجتمـع فيهـز رأســهُ فرحـا بمـا قال ، يُــعجبَــكَ قولــهُ حول المساواة و العدالة و حقوق المرأة و المدنية و سلطة الشعب و هــو ألــد الخـصام بقيم الإســلام و عقيدته و شعائره
يقول في ظاهـر الكلام : لا تـعارض بين مطالب الإسلام في تحقيق العدالـة و توفير العيش الكريم عبر إطلاق الحريات و نبذ العنف ، لا تعارض بين قيم مستوحاة من تجارب عالمية و خبرات إنـسانية و بين مقاصـد الإسلام من التنزيل ، لا اختلاف حول فلسفة الإصلاح المطلوب تحقيقهـا إذا كـانت العناوين الكبرى للتغيير تسترشد بهـا كل الأمم و الشعوب .
يقول في باطن الكلام : مــا لنـا و للدين ؟ مـا لنـا نطالب التغيير بمنهج الإسلام ؟ الدين ليس إلا جملة معتقدات لا تختلف عن الديانات ، الدين شأن تعبدي فردي لا يمكن أن يـرسم طريق الإصلاح و لا يُعـقل أن تخضـعَ السياسة التدبيرية لتقييدات الشرع . الديـن آخـر مـا يمكن التفكير فيه مـادامت الحريات منتهكة و الحقوق مهضومة ، الدين طقوس و ترانيم و رموز يصلـح للتهدئة و ليس للقيادة السياسية ، الإسلام دين و الدين religion و لا حرية بدون عقلانية و لاعقلانية بدون أوغست و روسو و فولتير و مونتسكيو ، وِجهة التغيير واحدة لا تنفك عـن فكر "الأنوار" و عقل البحث المادي فليذهـب الدين إلـى مغارات التأمـل مـع رجال الدين الإيكليروس .
يقول في ظاهـر البيان : نحــن لا نعادي التدين و الدين ، و لكن نعارض الفكر الديني ، لا نهتــم بإيمـان المعتقدين و درجات اقتناعهم و إنـما ننتقــد مشروع الإسلاميين الحركيين و نعتبرهـم "إسلامويين" يستغلون الدين لتحقيق غايات سياسية تترقب لحظة اقتناص السلطة لإلغاء المكاسب الكونية التي ناضلت لأجلهـا الشعوب الحرة ، نحـن حياديون في التعامل مع الأديان لا شأن لنـا بإيمان من يعبد البقر و من يُــنزِّه الله تعالى ، نقف بين الأديان و ليس مع الأديان ، في الظاهـر حديث يدور حول مغازلة الإسـلام كدين سماوي منــزه عن الدسائس البشرية
يقول في العقل الباطني : الدين مشكلــة حقيقية للتطور الإنساني ، فهـو يعيق الاقتصاد و يُــكبِّــلُ المجتمع بالتقاليد و يحول دون تحقيق المساواة التـامة بين الجنسين ، كمـا أن الإســلام دين متحرك يحول دون اندماج في البنية اللائكية و بالتالـي يستعصي علـى " العلمنة " التي تقتضـي الخضــوع التام للعقل " المجرد " . نــحن لادينيون ماديون نؤمـن بأفضلية الدنـيا عن الآخــرة إن كانت ثمة آخـرة ، نرصد الواقـع و نتعقب الحوادث ، نــكيِّــفُ الدين ليكـون بساطا للتقدم العصري و نسخرهُ في خدمـة مسارات الحداثة الكونية فلا نهتـم إطـلاقا بأصالته و لا بخصوصيته .
يقـول في الظـاهر : نــحن اللائكيون علميون و صارمون في استخدام المنهج التجريبي و البرهان الواقعي و لا نــقبل دون البحث المادي فلا نــضع في جدالاتنا ما يرتبط بالغيب و السماء ، و إنـما نستند إلـى الظواهـر الطبيعية فنكتشف قوانينهـا الداخلية التي تُــعلل الأحداث ، أمـا الدين فعندنـا طقوس و تعبدات ، يُــقدِّم الغيب على الشهادة و يُــقحم الآيات القرآنية في مجالات الطبيعة و الكون فالأولـى أن يــأخــذ مكانا بين أسوار المساجد و الكتاتيب التقليدية ، الأولـى أن لا يخوض في معترك الحياة ليناقش قضايا التحول الاجتماعي و مشاكل الاقتصاد و وسائل النهوض حتـى لا يفســد بالتأويلات الشخصية و المزايدات الذاتية فيصبح الدين مطية لكل الأهواء .
يجيب العقل الباطن : في الحقيقة لا يمكن أن نكشف عقيدتنا فنتحلى بالشجاعـة الكافية و لا نقدر أن نعترف بأزمتنـا المستديمة مع الإسلام كدين يتحدى ، لأن ذلك يعرينــا أمـام المسلمين و يعزلنـا عـن الشعب ، إنـنا معشر اللائكيين ندين في فلسفتنا الدهرية إلـى أفكار أوغست كونت الفيلسوف الإجتماعي الذي فك ألغاز الأديان بشكل علمي ، الأديان عقبة أمـامَ التطور البشري فينبغي أن يتجاوزهُ العقل العلمي الذي أبهـر العالم بإنجازاته و كشوفاته . الأديـان خرافات يتسلى بهـا الأباطرة و يمنِّي به البورجوازي الضعفاءَ ليمتص عرق جبينـهم فــلا مكــان له في صراع التدافع بين المصالح ، لا موطن له في عالـم الإبداع الكوني السريع و لا مكان لـه بين أجنـحة الاستقطـاب العالمي المـوّار .
يقول في الظاهـر : نــحن نعشــق الحرية و نرفعها أعلـى عليين و نضحي في سبيل أن تتصدر لائحـة المطالب ، حرية العقيدة ، حرية التنقل ، حرية التعبير ، حرية التفكير ...، الحرية عندنـا التزام ذاتي باحترام الآخـر و مبدأ يمارسـه العقلاني في علاقتـه مـع الغير ، فـلا بـد مــن إطـلاق الحريات و العيش بحرية بعيدا عن محاكم التفتيش و ملاحقة الأحـرار ، و لا معنى للحرية بدون احترام انسانية الإنسان و اختياراتـه الطوعية في نمط عيشه و ثقافته و زيه و شعاراتـه لأن من شأن التدخـل في خصوصياته أن يُــحوِّل المجتمـع إلـى دائرة مغلقة تكرس الكبت و تنتج كل أشكــال العنف . الحرية إحــساس بالحياة فلندع الناس و ما يصنعون .
يجيب العقل الباطنـي : في الواقـع الحرية واجهـة في ميدان الصراع الايديولوجي ، الحرية رايـة احتجاج في وجـه الإسلاميين ، مـا نذهب إليه في مذهـب الحرية لا يعدو أن يكـون تلوينـا لعالم متشرد في القيم ، لا يتجـاوز كونـه ستـارا شفافا يُــخفي تحتـهُ منظومـة قيم منحلـة و فاسدة تفتـح أبوابا لطلاب الزنى و المواخير و السكر و الإفطار العلني في رمضان و التصرف بالجسد بمـا يضاهـي عقلية المتمرد علـى القيم الإسلامية ، الحريـة في عنوانـها العريض اعتراض علـى رؤية الدين للحياة و احتجاج علـى تدخل الدين و اعتناق للمطلق . الإنـسان خُــلِـقَ ليعيش حرا في تصرفه ، في أن يتـخـنـث كمـا يريد ، في أن يُــداعِـرَ من يشاء بالرضى ، في أن يعبد مـا شاء من الأحجـار ، في أن يتزوج أجناسـه ، في أن يُــهَــدهِــدَ رأســه أو يُــكوِّره أو يُــدَجِّـنه . بكلمة : الإنـسان سيد نفسه .
إذا كــان اللائكـي يعتــقد أن بضاعتـهُ المزجاة يمكن أن تنطلـي على الناس فيعجبهـم قوله في الحياة الدنـيا فــهو وهـم في خـيال صاحبه يداعب أحلامـه المنسوجـة من أخـلاط أفكار "الأستاذ الغرب" و هـو يدري في قرارة نفسه مــدى خصامه للدين ، تُــعجبه الكلمات الشائعة و المفردات العائمة في قواميس المُـغَرَّبين فيحسب نفسـه رسولا أتـى ليحرر العبـاد من سطوة الدين و إملاءاته ، يسارع في دبج مقالاتـه بطوفان من المصطلحات السائلة عسـى أن يُــلـغِّـمَ عقل المسلم الملتزم فإذا هـو في عموم المتدينين رمـز للشرود و التحلل . من الناس َمن تأخذهـم اجتهاداتهم الخاطئة إلـى طريق نقد ذاتـي صائب و من النـاس من تأخدهـم العجرفـة و الأنا إلى طريق الهلاك الفكري و القيمي فتأخذهم العزة بالإثم ، ألــدُّ الخـصام مَـــن يــصر علـى ممارسـة اللعب بالكلمات و ما تحتـها أهوال و فجور ، ألــدّ الخصــام مــن يُــشهِــد الله على مـا في قلبه فــلا يصغـي لنداء دينـه و فطرتـه .