السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موقف الإسلام من المرأة هو العطاء بل حدود لصالحها في كل أوضاعها الخاصة والعامة وفى علاقتها بزوجها ومكانتها في الأسرة وفى المجتمع .
وقبل أن أمضى في تفصيل ذلك أحيل من يزعمون أن الإسلام هضم حقوقها ووضعها في المكانة الأدنى , إلى ما كتبه كبير فهيم هو وول ديورانت في كتابة قصة الحضارة ليقفوا من خلاله على ما كان عليه حال المرأة في الجاهليات القديمة عربية وغير عربية وكيف كانت تباع كالعبيد وتورث كالمتاع , بل كيف كانت تحرم من حق الحياة وتوأد حية على نحو ما كان يفعل بعض عرب الجاهلية , وكيف كان ينظر إليها في بعض الشرائع على أنها شيطان وان في روحها من الشر ما يجب توقيه .
حتى جاء الاسلام ..
فانقزها من مظالم هذه الجاهلية ووقف القرآن ليعلن حقها فى الحياة :
وينعى على اهل الجاهلية سلوكهم فيقول
(وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ) النحل : 58 - 59
كما اعلن الاسلام عن رفضه ان تهدر ادميتها وان تورث كالمتاع او ان يضيق على حريتها فى الزواج وامر باحسان عشرتهافقال :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ? وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ? وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ? فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى? أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) النساء 19
كما صان الاسلام العلاقة الاسرية الحميمة بها عن الابتذال وقرر لها حدودا تحميها وتصونها بحيث لا تصبح المرأة كصحفة الطعام يغمس يده بها الاب والابن والاخ والعم والخال وغيرهم مما ينزل بها حتى عن مستوى الحيوان , وحدد ذلك بوضوح تام واعتبر محالفة ذلك فاحشة حين قال :
(وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ? إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا (22)حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ? ) النساء : 22 - 23
تحدث القرآن بهذا قبل خمسة عشر قرنا ونسمع فى حضارتهم فى القرن العشرين من يمارسون الشذوذ مع بناتهم واخواتهم ومن يدنسون سواء الفطرة وينحطون بها الى اسفل درك .
ولعل من الطريف ان نشير الى تبرئة القرآن للمرأة من تهمة انها وسوست لآدم حتى اخرجته من الجنة حيث يقول :
(فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَ?ذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى? (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى? (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى? (119) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى? شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى? (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ? وَعَصَى? آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى? (121)ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى? (122) قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ? ) سورة طه : 117 - 123
فليست حواء هى التى وسوست لآدم وليست هى التى عصت الامر الالهى , لكنه الشيطان الذى وسوس وادم الذى عصى ربه .
ابعد هذا يقال ان الاسلام وضعها فى المكان الادنى .
[الرسول والقرآن ومقولات ظالمة – عبد الصبور مرزوق ص 89: 92]