بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلاته وسلامه على إمام المتقين ، وخاتم النبيين وآله وصحبه أجمعين ، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
الحمد لله رب العالمين ، وصلاته وسلامه على إمام المتقين ، وخاتم النبيين وآله وصحبه أجمعين ، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
النقد سلاح ذو حدين، فقد يكون وسيلة إصلاح وتقويم، وقد يكون سلاح هدم وتحطيم، والناس في ذلك بين إفراط وتفريط ، والقليل هم الموفقون المسددون لاستخدام هذا السلاح بمهارة وتؤدة
و بين البناء والنقد علاقة جدلية، عظيمة الأهمية إلى درجة أن كلاً منهما يتغذى على الآخر بصورة جوهرية.
والنقد الإيجابي هو بذل جهد لوصف العمل وذكر سلبياته وإيجابياته بوجه منضبط.
بعض الناس يرفض النقد؛ لأن لديه نوعاً من الإعجاب بالذات والاستبداد بالرأي، وهذا يجعله يستخفّ بما يسمعه من الآخرين...
والحقيقة أن قبول النقد يمنحنا القوة؛ لأنه يساعدنا على عمل شيء قبل حدوث الانهيار. إنه يفتح سبيلاً للكف عن السير في نفق مظلم، في آخره مهلكة.
واعلم أن ذِكر الإنسان بما يكره محرم إذا كان المقصود منه مجرد الذمِّ والعيب والنقص .
فأما إن كان فيه مصلحة لعامة المسلمين خاصة لبعضهم وكان المقصود منه تحصيل تلك المصلحة فليس بمحرم بل مندوب إليه .
فأما إن كان فيه مصلحة لعامة المسلمين خاصة لبعضهم وكان المقصود منه تحصيل تلك المصلحة فليس بمحرم بل مندوب إليه .
وهناك من ينتقد نفسه، وهذا ما يسمى بالنقد الذاتي، يكتشف خطأه بنفسه، ويحاسب نفسه بنفسه، ، ومن ثم الرجوع عن هذا الخطأ، والاعتذار منه، خاصةً إذا كان خطأً معلناً -يعني فتوى -مثلاً- أو رأياً أو موقفاً أو اجتهاداً
وفيه دلالة على الشجاعة، وقدرة الإنسان على التصحيح. و الإنسان في بعض الأحيان أقدر على ملاحظة نفسه، وربما أمور لا يستطيع الآخرون أن يدركوها أنت تدركها، وعلى سبيل المثال مقاصدك الداخلية، ونياتك وأهدافك، وأسرارك وخواطرك، هذه لا يدركها الآخرون
{وطوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس}
ما هي أهمية النقد الإيجابي البناء
أ – حين نخطط لأمر من الأمور ، فإن من الواضح أننا لا نستطيع الإحاطة بالاعتبارات التي تجعل قراراتنا صائبة على نحو قاطع.
هناك دائمًا حقائق غائبة ، ومعلومات غير متوفرة، فعلينا أن نبني خططنا ومناهجنا على أنها أشياء قابلة للمراجعة، وتحتاج للتصحيح والتطوير.
إن الطبيب حين لا يتأكد منتشخيص مرض من الأمراض، يصف علاجًا مؤقتًا إلى أن تخرج نتائج الصوروالتحاليل، فيصف العلاج النهائي
ب– هناك دائمًا مفارقة بين النظرية والتطبيق، فنحن حين ننظر، ونخطط، نقوم بذلك في حالة من الطلاقة التامة ،لكن حين نأتي للتنفيذ، يتجلى لدينا القصور البشري فنحن نتحرك داخل الكثيرمن القيود الزمانية والمكانية. و إمكاناتنا وقدراتنا وعلاقاتنا أيضًا محدودة، مما يجعل وجود فجوة بين ما نريده وبين ما نفعله أو نحصل عليه أمرًا متوقعًا.
جـ - الأخطاء التي تقع أثناء التطبيق فالتقصير في الواجبات والوقوع في المنكرات من أكثر العوامل تأثيرًا في تخلف الأمة وتأزم أوضاعها.
كيف ننتقد نقدا إيجابيا ؟
ومع أهمية النقد فإن الشرع قد وضع له ضوابط وأصولا تضبطه وتحافظ على الانتفاع به، كل ذلك لتؤتي النصيحة ثمرتها الطيبة وليلاقي نقده أرضًا خصبة تستفيد من جناه الأمة.
1- قبل النقد يجب أن نتمهل ونرى هل هذا النقد عند محله وأن يكون لدى الناقد علم واسع في المسألة المنقودة حتى تقوم بالنقد عليها على علم وليس على التخمينات أو مجرد وجهة نظر فهناك فرق بين وجهة النظر وبين الانتقادالعلمي البناء
قال تعالى قوله تعالى ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ).
2- الحرص على سلامة القصد أي يبتغي بنصيحته وجه الله تعالى فقط ، بعيدا عن الأهواء ، والانتصار للنفس أو لحزب معين
3- يجب عليك أولا أن تقوم بشكره على مجهوده وانه ما قدم هذا الأمر إلا من قناعته الخاصة التي يعتقد هو أنها مفيدة للكل
4- لابد أن تعرف ما هو مستوى الشخص المنتقد في العلم أو فيما يكتبه حتى تتعامل معه بالطريقةالتي تناسب منزلته فإن كان ذا علم ومكانة فستفهمه عما أشكل عليك في كتابته
5- محاولة أيجاد نقاط الاتفاق قدر الإمكان , وهذا من شأنه أن يجعلك أكثر موضوعيه وأكثر جدية ويجعل الطرف الآخر ينظر لك كشخص صادق في نقده وطرحه لأنه قدم الاتفاق على الاختلاف
6- ضع نفسك موضع الشخص وتفكر وفق وجهة نظره الخاصة وتحاول قدر الإمكان فهم مراده ففهم الشخص قبل نقده
6- انتقد الفكرة وليس الشخص , عندما تريد الانتقاد فاجعل كل تفكيرك في الفكرة نفسها وليس في الشخص
واعلم أنه من السهل جداً انتقاد الآخرين واكتشاف الأخطاء وإبرازها، ولكن من الصعب بمكان إكمال البناء وإتمام النقص وسد الثغرات.
7- عدم زج الموضوع أو النقد إلى الطعن في النوايا والتشكيك في التوجهات
7- عدم زج الموضوع أو النقد إلى الطعن في النوايا والتشكيك في التوجهات
لا حكم لك على النوايا قط , فالله وحده يعلم ما تكنه الصدور وما تخفيه الضمائر وتنوى فعله القلوب فلا نقد لك إلا على ظاهر المسائل و أما باطنها فلست عليها بحفيظ.
8- أحذر من تحويل النقد إلى انتصار أو هزيمة للذي تنتقده أو ذكرالعبارات التي يفهم منه المنتقد أنه جاهل أو أنه قد ارتكب جرما عظيما
8- أحذر من تحويل النقد إلى انتصار أو هزيمة للذي تنتقده أو ذكرالعبارات التي يفهم منه المنتقد أنه جاهل أو أنه قد ارتكب جرما عظيما
هذا من الأسباب التي تؤدي إلى فشل النقد و تحوله إلى معركة وحرب بين الناقد و صاحب الفكرة، يقوم كلا الطرفان بالدفاع عن أفكارهم حتى لو كانت خاطئة وغيرصائبة ويكون النقاش غير مجدي
9- أعط من تنقد فرصة الدفاع عن نفسه.. استمع إليه أوّلاً
10- يجب أن يكون كلامنا يدور بين النقد البناء، والنصيحة، والصدع بالحق، ، ونحترز من نواقض هذه الصفات كالتجريح ، والفضيحة، والتحامل
11- الناقد الصادق لا يتعسف في عباراته ويغلظ في أقواله؛ بل ينتقي أعذب الألفاظوأحسنها.
لابد أن يكون هناك درجة من التواضع والاحترام للآخرين، واحتمال أن يكون الصواب مع الآخرين والخطأ معك.
ولو فرض أنه وجد أسلوب غير مناسب، فهذا لا يمنع أبداً من قبول النصيحة، فليس الجميع قادرين على إتقان قواعد النقد وأساليبه وطرائقه، فمن ينتقدك أو يصحح خطأ، ولو بشيء من الخشونة، فلا ينبغي أن تتردد في قبول هذا النقد.
12- عند نقدك للآخرين لا تظن أنهم قد يستجيبون لنقدك حتى وإن كان في صورة جميلةزاهية.
فكثير من الحالات يمتنع الإنسان عن قبول النقد بسبب تصوره أن الأمر على خلاف ما يعتقده الناس أو أن هناك مبررات أخرى .. لذلك عليك فقط تقديم النقد البناء الهادف.
فكثير من الحالات يمتنع الإنسان عن قبول النقد بسبب تصوره أن الأمر على خلاف ما يعتقده الناس أو أن هناك مبررات أخرى .. لذلك عليك فقط تقديم النقد البناء الهادف.
13- النقد في السر نصيحة وفي العلن تشهير و فضيحة
14- الإنصاف
النقد هو حالة تقويم .. وحالة وزن بالقسطاس المستقيم ، وكلّما كنت دقيقاًفي نقدك ، بلا جور ولا انحياز ولا تعصب ولا إفراط ولا تجاوز كنت أقرب إلىالعدل و الإنصاف ، وبالتالي أقرب إلى التقوى
النقد هو حالة تقويم .. وحالة وزن بالقسطاس المستقيم ، وكلّما كنت دقيقاًفي نقدك ، بلا جور ولا انحياز ولا تعصب ولا إفراط ولا تجاوز كنت أقرب إلىالعدل و الإنصاف ، وبالتالي أقرب إلى التقوى
15- ما تكفيه الكلمة لا تعمّقه بالتأنيب ، وما يمكن إيصاله بعبارة لا تطوّله بالنقد العريض
16- في كلّ الأحوال إن كان بإمكانك أن تقدم حلاًّ أو مقترحاً أو علاجاً فبادر وسيكون نقدك مقروناً بما يعين المنقود على التخلّص من سلبياته .
و ختاما
النقد هدية .. فاعرف كيف تقدّمها
لأجل أن يكون النقد والنصيحة والتسديد مقبولاً ومرحباً به ، بل يُقابل بالشكر و الابتسامةفعليك أن تصوغ نقدك بأسلوب عذب جميل وقدمه على طبق من المحبّة والإخلاص ،وكنت دقيقاً ومحقاً فيما تنقد ، فسيكون لنقدك وقعه الطيب وأثره المؤثر على نفس من تنصح و تنتقد.
لأجل أن يكون النقد والنصيحة والتسديد مقبولاً ومرحباً به ، بل يُقابل بالشكر و الابتسامةفعليك أن تصوغ نقدك بأسلوب عذب جميل وقدمه على طبق من المحبّة والإخلاص ،وكنت دقيقاً ومحقاً فيما تنقد ، فسيكون لنقدك وقعه الطيب وأثره المؤثر على نفس من تنصح و تنتقد.
تعليق