بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل كان صلى الله عليه وسلم يغير خططه حسب الظروف ؟
ملاءمة الظروف والتعامل مع معطيات الواقع المتغير لابد أن تكون إحدى المقسمات لرسالة لها صفة العالمية واكتمال الدين وتمامه .
فما دامت الرسالة للناس كافة عبر الزمان والمكان فمحال أن تتجمد نصوصها وتشريعاتها وفق ظروف الزمان الذي أنزلت فيه , ولابد أن تنطوي على مساحة كبيرة من الرؤية المستقبلية القادرة على التوافق مع متغيرات الزمان والمكان مع الارتباط الدائم والثابت بجوهر الرسالة وغايتها .
وفق هذا المعيار نجد الرسالة والرسول يضمان الثابت والمتغير .. والثابت في الإسلام هو أركانه الخمسة المعروفة وما تقوم عليه من وحدانية الخالق والإيمان بعالم الغيب .
أما المتغير فهو ما يتصل بحاجيات الناس
وبهذا نفسر لماذا قال القرآن مثلا (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة )
هكذا دون تحديد لأي تفصيل لهذه القوة لا كما ولا كيفا ..
بينما نراه في آيات الميراث يتحدث عن السدس والثمن والربع والثلث والثلثين والنصف ..
ذلك لان الأمر مع القوة قابل للتأثر بمتغيرات الزمان والمكان .. لكنه مع الميراث لا يتغير ولا يتأثر بزمان ولا مكان .
وتلك قسمة حضارية للرسالة وللرسول تتسق مع عموم الرسالة وكونها للناس كافة اى عالمية .
أما الزعم بان الرسول كان يغير خططه حسب الظروف فهو في مكة عربي الإسلام وفى المدينة إسلامه عالمي ..
فهذا الاتهام نتاج العجز عن فهم طبيعة الدين أو لسوء القصد والرغبة في القدح .. ولو طالع هؤلاء القرآن لأذهلهم انه منذ اللحظة الأولى , بل منذ السورة الأولى في المصحف (سورة الفاتحة) يتحدث عن (رب العالمين) وفى السورة الخاتمة (سورة الناس) يتحدث عن (رب الناس ملك الناس اله الناس) .
وكدليل على خطأ هذه المقولة ما هو ثابت في القرآن من الإشارة إلى العالية والحديث عن رب العالمين جاء في السور المكية 59 مرة وجاء في السور المدنية 19 مرة .
كما جاء الحديث عن القرآن انه تنزيل من رب العالمين في السور المكية اى في العهد الذي يزعمون انه كان فيه عربي الدين .
وأخيرا جاءت مخاطبة الرسول صلى الله عليه وسلم باعتباره الرسول إلى العالمين والى الناس كافة في السور المكية أيضا , ولم يرد شيء من ذلك في السور المدنية .
وحين يقال لمحمد صلى الله عليه وسلم (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) ويقال له (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ) فهذا إعلان عن عالمية الرسالة والرسول بينما كان يرسل النبي قبله إلى قومه وعشيرته كقوله تعالى (والى عاد أخاهم هودا) وقوله (والى مدين أخاهم شعيبا) وقوله (والى ثمود أخاهم صالح) .
فرسول الله لم يخطط كما زعموا وإنما خطط له , ولم يرد كما زعموا ولكن أريد له .
فليبحث القادحون عن الانتهازية بعيدا عن مقام النبوة العظيم .
[ القرآن والرسول ومقولات ظالمة – عبد الصبور مرزوق ص 37 : 39 ]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل كان صلى الله عليه وسلم يغير خططه حسب الظروف ؟
ملاءمة الظروف والتعامل مع معطيات الواقع المتغير لابد أن تكون إحدى المقسمات لرسالة لها صفة العالمية واكتمال الدين وتمامه .
فما دامت الرسالة للناس كافة عبر الزمان والمكان فمحال أن تتجمد نصوصها وتشريعاتها وفق ظروف الزمان الذي أنزلت فيه , ولابد أن تنطوي على مساحة كبيرة من الرؤية المستقبلية القادرة على التوافق مع متغيرات الزمان والمكان مع الارتباط الدائم والثابت بجوهر الرسالة وغايتها .
وفق هذا المعيار نجد الرسالة والرسول يضمان الثابت والمتغير .. والثابت في الإسلام هو أركانه الخمسة المعروفة وما تقوم عليه من وحدانية الخالق والإيمان بعالم الغيب .
أما المتغير فهو ما يتصل بحاجيات الناس
وبهذا نفسر لماذا قال القرآن مثلا (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة )
هكذا دون تحديد لأي تفصيل لهذه القوة لا كما ولا كيفا ..
بينما نراه في آيات الميراث يتحدث عن السدس والثمن والربع والثلث والثلثين والنصف ..
ذلك لان الأمر مع القوة قابل للتأثر بمتغيرات الزمان والمكان .. لكنه مع الميراث لا يتغير ولا يتأثر بزمان ولا مكان .
وتلك قسمة حضارية للرسالة وللرسول تتسق مع عموم الرسالة وكونها للناس كافة اى عالمية .
أما الزعم بان الرسول كان يغير خططه حسب الظروف فهو في مكة عربي الإسلام وفى المدينة إسلامه عالمي ..
فهذا الاتهام نتاج العجز عن فهم طبيعة الدين أو لسوء القصد والرغبة في القدح .. ولو طالع هؤلاء القرآن لأذهلهم انه منذ اللحظة الأولى , بل منذ السورة الأولى في المصحف (سورة الفاتحة) يتحدث عن (رب العالمين) وفى السورة الخاتمة (سورة الناس) يتحدث عن (رب الناس ملك الناس اله الناس) .
وكدليل على خطأ هذه المقولة ما هو ثابت في القرآن من الإشارة إلى العالية والحديث عن رب العالمين جاء في السور المكية 59 مرة وجاء في السور المدنية 19 مرة .
كما جاء الحديث عن القرآن انه تنزيل من رب العالمين في السور المكية اى في العهد الذي يزعمون انه كان فيه عربي الدين .
وأخيرا جاءت مخاطبة الرسول صلى الله عليه وسلم باعتباره الرسول إلى العالمين والى الناس كافة في السور المكية أيضا , ولم يرد شيء من ذلك في السور المدنية .
وحين يقال لمحمد صلى الله عليه وسلم (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) ويقال له (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ) فهذا إعلان عن عالمية الرسالة والرسول بينما كان يرسل النبي قبله إلى قومه وعشيرته كقوله تعالى (والى عاد أخاهم هودا) وقوله (والى مدين أخاهم شعيبا) وقوله (والى ثمود أخاهم صالح) .
فرسول الله لم يخطط كما زعموا وإنما خطط له , ولم يرد كما زعموا ولكن أريد له .
فليبحث القادحون عن الانتهازية بعيدا عن مقام النبوة العظيم .
[ القرآن والرسول ومقولات ظالمة – عبد الصبور مرزوق ص 37 : 39 ]