يُحاول القساوسة والمُضللون من أهل الكتاب تزييف الحقيقة والمغالطة بتحوير معنى الآية عن مضمونها وغايتها
ومن هؤلاء عبدالمسيح بسيط الذي يقول :
نؤكّد أنّنا لا نقصد الإساءة إلى عقيدة ما أو إلى أشخاص بعينهم وإنّما فقط نشرح آيات الكتاب المقدّس الذي هو كتابنا نحن بمبدأ " وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ " (النحل43)....باعتبارنا أهل الذكر الذي يجب الرجوع إلينا فيما يختص بآيات كتابنا المقدّس،
أرأيتم يا سادة كيف يُدلس القس ؟!! ...
إن المأمور بسؤال أهل الذكر في هذه الآية هم المشركون
وليس المسلمون ...
فحرف القس: المعنى ودلس الحقيقة وتعامل وكأن الآية تتكلم عن المسلمين ...حتى يستقيم له تبرير ما يتبع
--------------------------------------------------------------------------------
تدليس القس في آية :
فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون !!!!
1- نعم أنتم أهل الذكر المقصودون في هذه الآية ... إذاً أنتم المعنيون بالسؤال ولا أحد غيركم ....
ولكن
من الذي يسألكم ...هل هم المسلمون ؟...
بالطبع لا ...
من الذي يسألكم إذن؟
مشركي مكة ... أبوجهل وأبولهب
الأمر بسؤال أهل الذكر موجه إلى المشركين
وليس لنا نحن المسلمون
هذه الآية موجهة إلى من كفر برسل الله وأنبيائه من كفار مكة حينما شككوا في رسالة محمد لا لشيء إلا لأنه بشر... مُتحججين بأن الرسل لا تكون من البشر ...
فقالوا : كيف يبعث الله بشراً رسولا ...؟!!!
فكان جواب الله عليهم :وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم
بل لم يامرهم الله إلا أن يسألوكم سؤال محدد واحد لا ثاني له , ولم يأمرهم ان يسألوكم في أي شيء آخر ...
بل في شيء واحد فقط ....
فبماذا يسألكم المشركون .... يسألوكم عن ماذا؟!!!!
يسألوكم ...السؤال التالي :
هل كان أنبيائكم بشراً أم لا؟
فاسألوا (يا كفار مكة يا مُتشككين ) أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون
إذهبوا واسالوا يا كفار قريش كل من عرفتم أنه نزل لهم أنبياء من أهل الذكر السابقين ...
فإن أنبيائهم جميعاً كانوا بشرا
إذاً بناءاً على الآية ستتوقع يا جناب القس من أبي جهل السؤال التالي :
هل كان انبيائكم يا أهل الذكر بشرا؟ أم ملائكة؟
وعليكم أن تُجيبهم بنعم كانوا بشراً
فلا تطلب منكم الآية اكثر من هذه الإجابة
ولا تطلب من المشركين سؤالكم شيئاً أكثر من هذا السؤال
إذاً فما عندكم من معلومات قد تُشبع متطلبات أبي جهل وأبي لهب ... ولا علاقة لها بالمسلم , ولا يروي المسلم عطشه بسؤالكم أبداً
فنحمد الله الذي روى ظمئنا بالقرآن الكريم , بالذكر الخاتم الذي جمع ذكر الأولين والآخرين...
هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ (سورة الأنبياء )
فلا حاجة لنا لما بين يديك لنسأل يا قس ....
إنما نسأل الله لكم الهداية
________________________________
2- وعندما يسألكم كفار مكة هل كان أنبيائكم بشراً؟!!...
فستكون إجابتكم هي :
بالطبع نعم كانوا بشراً ....
بإجابتكم هذه يكون القرآن قد أدان كليكما
أدان وأقام الحجة على مشركي مكة :
بأن أنهى حُجتهم فلم يعد لهم مبرر للكفر بمحمد بعدما علموا أن الرسل من البشر وليسوا من الملائكة
أدانكم وأقام الحجة عليكم يا أهل الذكر :
لأن كل الأنبياء والرسل بتأكيدكم أنفسكم للكفار كانوا بشراً ولم يكونوا ملائكة أو آلهة ... وبالتالي فلن يُغير الله سنته ويرسل آلهة
وبالتالي , فيسوع لن يعدو كونه بشراً
وهو نفسه إعترف أنه نبي أكثر من مرة ....والرسل لم تكن ملائكة بل بشر بإعترافكم فيُلزمكم هذا ببشرية يسوع ....
ومن باب اولى إن لم يكونوا ملائكة فلن يحدث أن يكونوا آلهة ....والراسل أعظم من المُرسل ...
فلو كان الراسل هو الله فيكون المسيح المُرسل أقل عظمة من الله ... ويشهد المسيح بذلك في كتابكم :
أبي أعظم مني
___________________________________
3- الآن شرح الآية بأقوال المفسرين :
قال الضحاك عن ابن عباس لما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم رسولا أنكرت العرب ذلك أو من أنكر منهم وقالوا الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا فأنزل الله
"أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس"
وقال تعالى "وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"
يعني أهل الكتب الماضية أبشرا كانت الرسل إليهم أم ملائكة؟
فإن كانوا ملائكة أنكرتم وإن كانوا بشرا فلا تنكروا أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم رسولا.
والآن يا إخوة قد علمنا كيف يُحاول القساوسة التدليس وقد فهمنا معنى ومضمون الآية
فلا يبقى إلا أن ندعو الله لهم بالهداية
والحمدلله على نعمة الإسلام
تعليق