بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ...
اللهم اجعلنا ممن ختمت لهم رمضان برضوانك و العتق من نيرانك ..
آمين
إخواني الكرام....
وقفات بعد رحيل رمضان
الوقفة الأولى
ها نحن قد ودعنا شهر رمضان المبارك بنهاره الجميل ولياليه العطرة. هانحن قد ودعنا شهر القرآن والتقوى والصبر والجهاد والرحمة والمغفرة والعتق من النار.
هل حققنا التقوى، وتخرجنا في مدرسة رمضان بشهادة المتقين؟!
هل ربينا فيه أنفسنا على الجهاد بأنواعه؟! وهل جاهدنا أنفسنا وشهواتنا وانتصرنا عليها أم غلبتنا العادات والتقاليد السيئة؟ هل سعينا إلى العمل بأسباب الرحمة والمغفرة والعتق من النار؟.
هل.. هل.. وهل؟!
إنه بحق مدرسة للتغيير، نغيّر فيه من أعمالنا وسلوكنا وعاداتنا وأخلاقنا المخالفة لشرع الله جل وعلا: (إن الله لا يغيّّر ما بقومٍ حتى يغيروا مابأنفسهم).[الرعد:11].
الوقفة الثانية
( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها )
إن كنت ممن استفاد من رمضان.. وحققت فيه صفات المتقين، فصمته حقا، وقمته صدقا، واجتهدت في مجاهدة نفسك فيه، فاحمد الله واشكره واسأله الثبات على ذلك حتى الممات.
ثم إياك من نقض الغزل بعد غزله، أرأيت لو أن امرأة غزلت غزلاً، فصنعت بذلك الغزل قميصاً أو ثوباً، فلما نظرت إليه وأعجبها، جعلت تقطع الخيوط وتنقضها خيطاً خيطاً بدون سبب.
فماذا يقول الناس عنها؟!!
ذلك هو حال من يرجع إلى المعاصي والفسق والمجون، ويترك الطاعات والأعمال الصالحة بعد رمضان.. فبعد أن تنعم بنعيم الطاعة ولذة المناجاة ترجع إلى جحيم المعاصي والفجور!! فبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان.
و اعلم أن من علامات قبول العمل أن ترى العبد في حال أحسن من حاله السابق، وأن ترى فيه إقبالأ على الطاعة (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم) أي: زيادة في الخير الحسي والمعنوي، فيشمل الزيادة في الإيمان والعمل الصالح.. فلو شكر العبد ربه حق الشكر لرأيته يزيد من الخير والطاعة، ويبعد عن المعصية. والشكر ترك المعاصي كما قال السلف.
الوقفة الثالثة
"واعبد ربك حتى يأتيك اليقين"
إنه وإن انْقَضَى شهرُ رمضانَ فإن عمل المؤمنِ لا ينقضِي قبْلَ الموت، قال الله عزَّ وجلَّ: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ الْيَقِينُ } [الحجر: 99]، وقال تعالى: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } [آل عمران: 102]، وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلّم: «إذا مات العبدُ انقطعَ عملُه»، فلم يَجْعلْ لانقطاع العملِ غايةً إلاّ الموتَ
هكذا يجب أن يكون العبد، مستمر على طاعة الله، ثابت على شرعه، مستقيم على دينه، لا يروغ روغان الثعالب، فيعبد الله في شهر دون شهر، أو في مكان دون آخر، أو مع قوم دون آخرين.. لا.. وألف لا!!
بل يعلم أن رب رمضان هو رب بقية الشهور والأيام، وأنه رب الأزمنة والأماكن كلها.. فيستقيم على شرع الله حتى يلقى ربه وهو عنه راض، قال تعالى (فاستقم كما أمرت ومن تاب معك) وقال تعالى (فاستقيموا إليه واستغفروه) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم(قل أمنت بالله ثم استقم)
فلئن انتهئ صيام رمضان فهناك صيام النوافل: كالست من شوال، والاثنين والخميس، والأيام البيض، وعا شوراء، وعرفة وغيرها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر" [أبو داود وصححه الألباني]
و لئن انتهئ قيام رمضان فقيام الليل مشروع في كل ليلة قال الله تعالى (كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون)[الذاريات: 17].
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: «أفضلُ الصلاةِ بعد الفريضة صلاة الليل».
وفي الصحيحين عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: «يَنْزلُ ربَنا تباركَ وتعالى كلِّ ليلةٍ إلى السماءِ الدنيا حينَ يبقى ثلثُ الليل الآخِرُ فيَقولُ: مَنْ يدعونِي فأسْتجِيبَ له؟ مَن يسألُني فأعطيه؟ من يستغفَرُني فأغفرَ له؟».
وعن عبدِالله بن سَلاَم رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: «أيُّها الناسُ أفْشُوا السَّلامَ وأطِعموا الطعامَ وصِلُوا الأرحامَ وصَلُّوا بالليل والناسُ نيامٌ تَدْخلوا الجنةَ بسَلامِ»، رواه الترمذيُّ وقال: حسن صحيح.
ولئن انتهت صدقة وزكاة الفطر فهناك الزكاة المفروضة، وهناك أبواب للصدقة والتطوع والجهاد كثيرة.
وقراءة القرآن وتدبره ليست خاصة برمضان، بل هي في كل وقت.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كتاب الله عز وجل هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة" [مسلم]
فالقرآن لا يهجر بمجرد انتهاء رمضان، بل حافظ على وردك الثابت فيه ، دم على ذلك فالقرآن هو الذى يزكّى نفسك ويصلح نفسك ويصلح قلبك ،ويثبتك على طريق الحق
فلنبادر بالأعمال الصالحة ؛ ولنجتهد في فعلِ الطاعاتِ، ولنجتنب الخطايَا والسيئاتِ، لنفز بالحياةِ الطيبةِ في الدنيا والأجْرَ الكثير بعد المَمَات قال الله عزَّ وجلَّ: {مَنْ عَمِلَ صَـلِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَوةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [النحل: 97].
"اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ".
و الحمدلله رب العالمين وصلى له على محمد و على آله و صحبه و سلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1-فصول في الصيام و التراويح و الزكاة
2-مجالس شهر رمضان
لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله تعالى-
3-مقالة للشيخ / محمد حسين يعقوب – حفظه الله -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ...
اللهم اجعلنا ممن ختمت لهم رمضان برضوانك و العتق من نيرانك ..
آمين
إخواني الكرام....
وقفات بعد رحيل رمضان
الوقفة الأولى
ها نحن قد ودعنا شهر رمضان المبارك بنهاره الجميل ولياليه العطرة. هانحن قد ودعنا شهر القرآن والتقوى والصبر والجهاد والرحمة والمغفرة والعتق من النار.
هل حققنا التقوى، وتخرجنا في مدرسة رمضان بشهادة المتقين؟!
هل ربينا فيه أنفسنا على الجهاد بأنواعه؟! وهل جاهدنا أنفسنا وشهواتنا وانتصرنا عليها أم غلبتنا العادات والتقاليد السيئة؟ هل سعينا إلى العمل بأسباب الرحمة والمغفرة والعتق من النار؟.
هل.. هل.. وهل؟!
إنه بحق مدرسة للتغيير، نغيّر فيه من أعمالنا وسلوكنا وعاداتنا وأخلاقنا المخالفة لشرع الله جل وعلا: (إن الله لا يغيّّر ما بقومٍ حتى يغيروا مابأنفسهم).[الرعد:11].
الوقفة الثانية
( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها )
إن كنت ممن استفاد من رمضان.. وحققت فيه صفات المتقين، فصمته حقا، وقمته صدقا، واجتهدت في مجاهدة نفسك فيه، فاحمد الله واشكره واسأله الثبات على ذلك حتى الممات.
ثم إياك من نقض الغزل بعد غزله، أرأيت لو أن امرأة غزلت غزلاً، فصنعت بذلك الغزل قميصاً أو ثوباً، فلما نظرت إليه وأعجبها، جعلت تقطع الخيوط وتنقضها خيطاً خيطاً بدون سبب.
فماذا يقول الناس عنها؟!!
ذلك هو حال من يرجع إلى المعاصي والفسق والمجون، ويترك الطاعات والأعمال الصالحة بعد رمضان.. فبعد أن تنعم بنعيم الطاعة ولذة المناجاة ترجع إلى جحيم المعاصي والفجور!! فبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان.
و اعلم أن من علامات قبول العمل أن ترى العبد في حال أحسن من حاله السابق، وأن ترى فيه إقبالأ على الطاعة (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم) أي: زيادة في الخير الحسي والمعنوي، فيشمل الزيادة في الإيمان والعمل الصالح.. فلو شكر العبد ربه حق الشكر لرأيته يزيد من الخير والطاعة، ويبعد عن المعصية. والشكر ترك المعاصي كما قال السلف.
الوقفة الثالثة
"واعبد ربك حتى يأتيك اليقين"
إنه وإن انْقَضَى شهرُ رمضانَ فإن عمل المؤمنِ لا ينقضِي قبْلَ الموت، قال الله عزَّ وجلَّ: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ الْيَقِينُ } [الحجر: 99]، وقال تعالى: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } [آل عمران: 102]، وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلّم: «إذا مات العبدُ انقطعَ عملُه»، فلم يَجْعلْ لانقطاع العملِ غايةً إلاّ الموتَ
هكذا يجب أن يكون العبد، مستمر على طاعة الله، ثابت على شرعه، مستقيم على دينه، لا يروغ روغان الثعالب، فيعبد الله في شهر دون شهر، أو في مكان دون آخر، أو مع قوم دون آخرين.. لا.. وألف لا!!
بل يعلم أن رب رمضان هو رب بقية الشهور والأيام، وأنه رب الأزمنة والأماكن كلها.. فيستقيم على شرع الله حتى يلقى ربه وهو عنه راض، قال تعالى (فاستقم كما أمرت ومن تاب معك) وقال تعالى (فاستقيموا إليه واستغفروه) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم(قل أمنت بالله ثم استقم)
فلئن انتهئ صيام رمضان فهناك صيام النوافل: كالست من شوال، والاثنين والخميس، والأيام البيض، وعا شوراء، وعرفة وغيرها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر" [أبو داود وصححه الألباني]
وصيامُ ثلاثةِ أيام من كلِّ شهرٍ قال فيها النبيُّ صلى الله عليه وسلّم: «ثلاث من كل شهر ورمضان إلى رمضان فهذا صيام الدهر كله»، رواه أحمد ومسلم.
وقال أبو هريرة رضي الله عنه: أوصانِي خَلِيلي صلى الله عليه وسلّم بثلاثٍ وذكر منها صيام ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهر.
قال صلى الله عليه وسلم : تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم" [الترمذي وصححه الألباني]
قال صلى الله عليه وسلم : تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم" [الترمذي وصححه الألباني]
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: «أفضلُ الصلاةِ بعد الفريضة صلاة الليل».
وفي الصحيحين عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: «يَنْزلُ ربَنا تباركَ وتعالى كلِّ ليلةٍ إلى السماءِ الدنيا حينَ يبقى ثلثُ الليل الآخِرُ فيَقولُ: مَنْ يدعونِي فأسْتجِيبَ له؟ مَن يسألُني فأعطيه؟ من يستغفَرُني فأغفرَ له؟».
وعن عبدِالله بن سَلاَم رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: «أيُّها الناسُ أفْشُوا السَّلامَ وأطِعموا الطعامَ وصِلُوا الأرحامَ وصَلُّوا بالليل والناسُ نيامٌ تَدْخلوا الجنةَ بسَلامِ»، رواه الترمذيُّ وقال: حسن صحيح.
ولئن انتهت صدقة وزكاة الفطر فهناك الزكاة المفروضة، وهناك أبواب للصدقة والتطوع والجهاد كثيرة.
وقراءة القرآن وتدبره ليست خاصة برمضان، بل هي في كل وقت.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كتاب الله عز وجل هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة" [مسلم]
فالقرآن لا يهجر بمجرد انتهاء رمضان، بل حافظ على وردك الثابت فيه ، دم على ذلك فالقرآن هو الذى يزكّى نفسك ويصلح نفسك ويصلح قلبك ،ويثبتك على طريق الحق
فلنبادر بالأعمال الصالحة ؛ ولنجتهد في فعلِ الطاعاتِ، ولنجتنب الخطايَا والسيئاتِ، لنفز بالحياةِ الطيبةِ في الدنيا والأجْرَ الكثير بعد المَمَات قال الله عزَّ وجلَّ: {مَنْ عَمِلَ صَـلِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَوةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [النحل: 97].
"اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ".
و الحمدلله رب العالمين وصلى له على محمد و على آله و صحبه و سلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
_______________________________________
1-فصول في الصيام و التراويح و الزكاة
2-مجالس شهر رمضان
لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله تعالى-
3-مقالة للشيخ / محمد حسين يعقوب – حفظه الله -
تعليق