موسوعة أخطاء الكتاب المقدس - البهريز فى الكلام اللى يغيظ الجزء الخامس

تقليص

عن الكاتب

تقليص

abubakr_3 مسلم اكتشف المزيد حول abubakr_3
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • abubakr_3
    مشرف عام

    • 15 يون, 2006
    • 849
    • مسلم

    #31
    س180- لقد أكد يسوع أنه ذكرهم باسم الله، وعرفه لهم.
    (6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. ..... 26وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ) يوحنا 17: 6، 26
    (... أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا نَحْنُ. 12حِينَ كُنْتُ مَعَهُمْ فِي الْعَالَمِ كُنْتُ أَحْفَظُهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي) يوحنا 17: 11-12
    وفى الترجمة المشتركة: (أظهرتُ لهم اسمك ، وسأظهره لهم)
    والإظهار لا يتم إلا من بعد الإخفاء. والتعريف بالشىء يكون من بعد جهله.
    فأين هو اسم الله؟ لقد ضاع من اليهود ، وضاع من المسيحيين؟
    فلماذا تجنب كتاب الأناجيل ذكر اسم الله تعالى؟
    (26وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ) يوحنا 17: 6، 26
    فمعرفة اسم الله إذن تتسبب فى حب الله لمن يعرف اسمه، كحبه ليسوع. فهل محبة الله فى طمس اسمه أو إخفائه؟ أهكذا بكل بساطة ضيعوا اسمه؟ قولوا لى بالله عليكم: ماذا كان الشيطان سيفعل غير ذلك؟
    (7طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ.) متى 5: 7
    فمن هو هذا الإله الذى سيرحمهم؟ لماذا بنيت الجملة للمبنى للمجهول، ولم يُذكر فيها اسم الله صراحة؟ ولا أعنى هذه الجملة بالذات، بل إن طمس اسم لله جاء عمدًا، ولم يُذكر فى طول الكتاب وعرضه. ور يغتر القارىء البسيط بوجود كلمة (الله) فى التراجم العربية، فهى فى لغات المخطوطات التى بين أيديهم إما (يهوه) وإما (زيوس) باليونانية. وهو اسم الإله الذى كان يُعبد من قبل الوثنيين اليونان. ومع ذلك لم يتورع المترجم من ترجمة اسم زيوس إلى الله، واسم يهوه إلى الله.
    وحتى لو ذكرت بلفظة أبانا أو أبى أو أبوكم، فما هو اسم ذلك الأب؟ فهل ضنَّ يسوع على نفسه أن ينطق صراحة باسم إلهه؟ أم اتبع عادة اليهود فى طمس اسم الله؟ كيف؟ وهو القائل: وعلمتهم اسمك الأعظم الذى علمتنى؟
    (45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ .... ) متى 5: 45
    (48فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.) متى 5: 48
    (وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.) متى 6: 6
    (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ.) متى 6: 9
    فهل هذه الأناجيل امتداد لما يؤمن به اليهود وانتقده يسوع، وحكم على تقاليدهم بأنها تحريف لأوامر الله؟
    (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9
    (6فَأَجَابَ: «حَسَناً تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً 7وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. 8لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: .. .. .. 9ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حَسَناً! رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ. .. .. .. 13مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللَّهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُوراً كَثِيرَةً مِثْلَ هَذِهِ تَفْعَلُونَ».) مرقس 7: 7-13
    لقد دعا يسوع الله قائلا: (28أَيُّهَا الآبُ مَجِّدِ اسْمَكَ». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ: «مَجَّدْتُ وَأُمَجِّدُ أَيْضاً».) يوحنا 12: 28
    فما هو اسم الآب هذا الذى مجده؟ وكيف مجده وقد طُمس من الكتاب بأكمله؟ فهل أخفى النسَّاخ بأوامر من جهة ما اسم الله من الكتاب؟ أم كتب هذه الكتب أعداء يسوع من اليهود وطبقوا تقاليدهم التى هاجمها فى الكتاب الذى نسبوه للرب؟
    يقول الرب فى كتابه: (لأَنَّهُ مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا اسْمِي عَظِيمٌ بَيْنَ الأُمَمِ .. .. وَاسْمِي مَهِيبٌ بَيْنَ الأُمَمِ) ملاخى 1: 11 ، 14
    فهل لم يعلم يسوع أن اسم الرب مهيب؟ فهل طمسه يسوع أم طمسه الكتَّاب؟
    ألم يخبر الرب موسى عليه السلام أنه أرسله ليُخبر باسمه فى كل الأرض؟
    (16وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا أَقَمْتُكَ لِأُرِيَكَ قُوَّتِي وَلِيُخْبَرَ بِاسْمِي فِي كُلِّ الأَرْضِ.) خروج 9: 16
    ألم يكن يسوع تابعًا لموسى عليه السلام؟ فلماذا لم يسر على نفس دربه ويخبر أمته على الأقل باسم الرب؟؟
    لقد قال الرب لدانيال: (لِيَكُنِ اسْمُ اللَّهِ مُبَارَكاً مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ لأَنَّ لَهُ الْحِكْمَةَ وَالْجَبَرُوتَ) دانيال 2: 20
    فما هو اسم الرب هذا الذى ينبغى أن يكون مباركًا من الأزل إلى الأبد؟
    عزيزى المسيحى: إن عباد الله المؤمنين هم الذين يعرفون اسم الله كما قال إشعياء. (6لِذَلِكَ يَعْرِفُ شَعْبِيَ اسْمِي.) أشعياء 52: 6 فهل أنت من شعب الله؟ لا. وكيف تكون من شعب الله وأنت لا تعرف اسمه؟
    عزيزى المسيحى: هل أنت من الهالكين أم من المخلصين؟ إن الهالكين لا يعرفون اسم الله، ومن عرف اسم الله نجَّاه الله من كل هم وضيق: (14لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي. 15يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ. مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقِ. أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ. 16مِنْ طُولِ الأَيَّامِ أُشْبِعُهُ وَأُرِيهِ خَلاَصِي.) مزامير 91: 14-16
    س181- هل تم تعميد يسوع أم لا؟ ومن الذى عمَّده؟ تقول الأناجيل:
    (9وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يَسُوعُ مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ وَاعْتَمَدَ مِنْ يُوحَنَّا فِي الأُرْدُنِّ.) مرقس 1: 9
    (13حِينَئِذٍ جَاءَ يَسُوعُ مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى الأُرْدُنِّ إِلَى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ مِنْهُ. 14وَلَكِنْ يُوحَنَّا مَنَعَهُ قَائِلاً: «أَنَا مُحْتَاجٌ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ وَأَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ!» 15فَقَالَ يَسُوعُ لَهُ: «اسْمَحِ الآنَ لأَنَّهُ هَكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرٍّ». حِينَئِذٍ سَمَحَ لَهُ.) متى 3: 13-15
    (21وَلَمَّا اعْتَمَدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضاً. وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي انْفَتَحَتِ السَّمَاءُ) لوقا 3: 21
    (29وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ. 30هَذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ يَأْتِي بَعْدِي رَجُلٌ صَارَ قُدَّامِي لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي. 31وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ. لَكِنْ لِيُظْهَرَ لِإِسْرَائِيلَ لِذَلِكَ جِئْتُ أُعَمِّدُ بِالْمَاءِ». 32وَشَهِدَ يُوحَنَّا: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ مِنَ السَّمَاءِ فَاسْتَقَرَّ عَلَيْهِ. 33وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي لِأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ ذَاكَ قَالَ لِي: الَّذِي تَرَى الرُّوحَ نَازِلاً وَمُسْتَقِرّاً عَلَيْهِ فَهَذَا هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. 34وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هَذَا هُوَ ابْنُ اللَّهِ».) يوحنا 1: 29-34
    لقد اختلفت الأناجيل فى إعطاء إجابة واحدة على هذا السؤال، ومن ثم أصبح لدينا أربع إجابات مختلفة كالآتى:
    1- تبعًا لمرقس 1: 9 تُذكر بصورة مقتضبة جدًا أن تعميد يسوع حدث فى وقت قدومه من ناصرة الجليل إلى الأردن.
    2- وتبعًا لمتى 3: 13-15 قال له يوحنا المعمدان (أَنَا مُحْتَاجٌ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ وَأَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ!)، وفى النهاية سمح له يسوع أن يعمِّده لإكمال كل بر. ويقول المفسرون إن يسوع غُمِّد على الرغم من أنه بار، لا يحتاج للتعميد، الذى هو بمثابة التطهُّر من الذنوب السابقة، وبداية عهد جديد مع الله.
    3- وتبعًا للوقا 3: 21 عُمِّد يسوع، ولكن لا يُعرف من الذى عمَّده. فقد أدخل يسوع نفسه فى زمرة الشعب، واعتمد مثلهم. ولا يمكن أن يكون تعميده قد حدث على يد المعمدان، لأنه كان فى تلك اللحظات فى السجن: (19أَمَّا هِيرُودُسُ رَئِيسُ الرُّبْعِ فَإِذْ تَوَبَّخَ مِنْهُ لِسَبَبِ هِيرُودِيَّا امْرَأَةِ فِيلُبُّسَ أَخِيهِ وَلِسَبَبِ جَمِيعِ الشُّرُورِ الَّتِي كَانَ هِيرُودُسُ يَفْعَلُهَا 20زَادَ هَذَا أَيْضاً عَلَى الْجَمِيعِ أَنَّهُ حَبَسَ يُوحَنَّا فِي السِّجْنِ.) لوقا 3: 19-20، وهذا يُخالف ما قاله متى مُخالفة صريحة.
    4- وتبعًا ليوحنا 1: 29-34 فبمجرد رؤية يوحنا ليسوع عرف أنه حمل الله، وابنه الذى يرفع الله به خطايا العالم. فلو كانت المعمودية ترفع الخطايا وتزيلها لكان صلب يسوع غير مبرر وزائد عن الحاجة، ويكون الرب قد ضحى بنفسه هباءً منثورا، وفى نفس الوقت اعتراف ضمنى بعدم قيمة المعمودية. ولو كان الصلب هو الذى خلص العالم من الخطيئة الأزلية، فما جدوى معمودية يسوع؟ وما جدوى استمرار التعميد حتى الآن؟ ولم يتبق لهم إلا طريق واحد وهو أن يقروا أن يسوع كان مخطئًا، وأن هذه المعمودية لغفران ذنوبه هو الشخصية، الأمر الذى ينفى عنه الألوهية.
    وفى الحقيقة هناك احتمال آخر، وهو ما يراه القرآن الكريم من أن الاستغفار هو نوع من العبادة، فيه من التوحيد ما فيه، حيث يعترف المستغفر أن الله هو وحده الذى يغفر الذنوب، فلا إله غيره، ولا قادر غيره، ولا صافح أو رؤوف أو ودود أو ... أو ... غيره. وكان استغفار الأنبياء لمعرفتهم قدر الله تعالى بصورة أكبر من الناس. فهو يعرف أن صلاته ليست الصلاة التى تليق بجلال الله تعالى وقدره. فيستغفر الله تعالى أنه لم يصلى أفضل من ذلك أو أكثر من ذلك. وأن هذه الصلاة لا تليق به، فهو يستحق صلاة وعبادة أفضل من ذلك، لكن حيلة العبد أقل من أن تُعطى الله تعالى حقه، الذى يليق به فى العبادة. وفى كل هذه الحالات السابقة يجب الإقرار أن يسوع عبدًا من عباد الله تعالى. لأن التعميد وطلب التوبة من الله لا يكون إلا من العبد. فهل كان يسوع كإله يطلب التوبة من نفسه؟ أم أن أقنوم الابن كان يطلب المغفرة من أقنوم الآب؟ فلو حدث ذلك لكان هناك تمايز بين الأقانيم، وكان أحدهم إله الآخر، والآخر عبد للأول.
    وقد ذكر يوحنا فى الإنجيل المنسوب إليه أن يسوع جاء إلى يوحنا، ولكنه لم يذكر أنه عمَّده. أضف إلى ذلك أن هذا الإنجيل كتب ليرفع قدر (ألوهية؟) يسوع. لذلك جعل الإنجيل تعميد الناس بالماء على يد المعمدان، ولكن تعميد الناس بالروح القدس على يد يسوع نفسه.
    وفى النهاية لم يذكر إنجيل يوحنا أن المعمدان قام بتعميد يسوع، واتفق فى ذلك مع لوقا. وخالف مرقس ومتى.
    والسؤال الذى يطرح نفسه هنا: هل عمَّد يوحنا المعمدان يسوع أم لا؟
    ويمكننا طرح السؤال بصورة مغايرة: هل عمَّد يوحنا المعمدان من الأساس؟ وكيف عمَّد يسوع الناس بالروح القدس؟ فالتعميد بالماء مفهوم، ويمكن تخيله، لكن كيف يتم التعميد بالروح القدس هذا؟ أليس هذا هو يوحنا الذى ذكر فى إنجيله أن يسوع لم يكن يعمِّد بل تلاميذه؟ فمتى عمَّد يسوع سواء بالماء أم بالروح القدس؟ (2مَعَ أَنَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ لَمْ يَكُنْ يُعَمِّدُ بَلْ تلاَمِيذُهُ) يوحنا 4: 2
    يقول البروفيسور بينكاس لابيدى أستاذ العهد الجديد فى كتابه (هل ترجم الكتاب المقدس بصورة صحيحة؟) ص70: لم يكن المعمدان يعمِّد أحدًا، بل كان ينادى بأن على كل إنسان أن يتوب بنفسه ويتطهَّر. فإن ما يحدث اليوم من وجهة النظر المسيحية بعيدًا عن الواقع، وتؤكد نسخة الإنجيل المنتسب إلى لوقا فى مجلد بيزا وجهة النظر هذه، وهو الأمر الذى لم يقبله قانون الكتاب المقدس، على الرغم من وجودها فى أحد المخطوطات الهامة له، بل أحد أهم مخطوطات العهد الجديد. فلا يوجد فى النسخة اليونانية شىء عن مُعمِّد أو مُعمَّد، وغالبًا ما يوصف المعمدان أنه هو الذى عمَّدَ نفسه، ولم يكن ليوحنا المعمدان دورًا غير أنه سيكون شاهدًا على التعميد. فقال النص اليونانى: (وعمَّدوا أنفسهم أمام يوحنا) لوقا 3: 7 نسخة بيزا، وهى باليونانية (enopion) وتعنى تعميد الذات، أو تعميد النفس أمام ..
    والآن: هل عُمِّد يسوع أم لا؟ وهل عمَّده المعمدان؟ وإن لم يكن المعمدان قد عمَّده، فمن الذى عمده؟ أم عمَّد يسوع نفسه وكان المعمدان شاهدًا عليه؟
    ويبدو أن تعميد الإنسان لنفسه كانت عادة منتشرة آنذاك.
    وعلى أحسن الفروض، وهو ما تعترف يه الكنيسة القبطية وغيرها أيضًا من الكنائس، أن المعمدان هو الذى قام بتعميد يسوع: ألا يدل هذا على سمو مكانة المعمدان وأهميتها عن يسوع؟ فكيف يكون النبى أعلى قدرًا من إلهه؟ ولو عرف المعمدان أن يسوع إلهه وإله البشر وعمَّده، لحكمنا بكفر المعمدان نفسه، إذ لا يليق بنبى أو إنسان أن يضع إلهه فى منزلة أقل من منزلته هو نفسه!
    وإن قالوا: إن هذا يُعد نوع من تواضع الإله. لقلنا لا يليق بالإله أن يحقر نفسه باسم التواضع، ويحط من شأن نفسه ويصغرها أمام عبيده، حيث سينفى هذا عنه صفات الألوهية فى بعض الأوقات، حتى ولو كانت النية ظهوره بمظهر المتواضع. فهو فى لحظة تعميده على يد البشر لم يكن الإله الأعظم، ولا الأكبر.
    س182- يقول مرقس 6: 32 و45 و53 (1وَخَرَجَ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى وَطَنِهِ وَتَبِعَهُ تَلاَمِيذُهُ. .... 32فَمَضَوْا فِي السَّفِينَةِ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ مُنْفَرِدِينَ. ... 45وَلِلْوَقْتِ أَلْزَمَ تَلاَمِيذَهُ أَنْ يَدْخُلُوا السَّفِينَةَ وَيَسْبِقُوا إِلَى الْعَبْرِ إِلَى بَيْتِ صَيْدَا حَتَّى يَكُونَ قَدْ صَرَفَ الْجَمْعَ. ... 53فَلَمَّا عَبَرُوا جَاءُوا إِلَى أَرْضِ جَنِّيسَارَتَ وَأَرْسَوْا.)
    فبعد أن أطعم يسوع الخمسة آلاف فى شرق الأردن، أرسل تلاميذه إلى بيت صيدا الواقعة على الجانب الغربى. فموقع المدينة إذن كان بالقرب من الشاطىء الغربى لبحر الجليل فى منطقة كفرناحوم وكورزين، حيث يوجد الآن رديم وأطلال.
    وإذا ما قارنا ما ذكره مرقس أعلاه بما قاله لوقا فى (10: 9-17) نجد مدينة أخرى تُدعى أيضًا بيت صيدا، تقع بالقرب من الشاطىء الشمالى الشرقى لبحيرة طبرية. وفيها قام يسوع بإشفاء الأعمى (مرقس 8: 22). وجرت أيضًا معجزة إطعام الخمسة آلاف نفس بالقرب من هذه المدينة (لوقا 9: 10-17؛ متى 14: 13-21؛ مرقس 6: 31-44؛ يوحنا 6: 1-14).
    وسميت هذه المدينة فيما بعد باسم (جوليا)، وهى ابنة الإمبراطور أغسطس (وقيل زوجته). وذلك بعد أن قام أميرها فيليب بتوسعتها، وتُسمى هذه المدينة اليوم باسم التل، وبها عدة صخور قديمة، وبعض الكهوف. ومازال الأمر لم يُحسم بعد.
    الأمر الذى يعنى أنه من المستحيل أن تكون الأحداث المذكورة أعلاه قد حدثت فى بيت صيدا الواقعة على الجانب الغربى أو حتى بالقرب منها.
    وعلى ذلك نجد بيت صيدا فى مكانين مختلفين تمامًا عن بعضهما البعض. فماذا يفعل شارحو الكتاب المقدس أمام هذا المأزق، الذى وضعهم فيه كاتب الأناجيل الذى لا يعرف جغرافية فلسطين؟
    لقد ادعوا وجود مدينتين بنفس الاسم، أحدهما على الشاطىء الشرقى لنهر الأردن قرب مصبه في بحر طبرية، وتقع بيت صيدا الأخرى (وأسموها صيدا الجليل) على الجانب الغربى لنهر الأردن قرب بحيرة طبرية.
    ذكرت بيت صيدا فى العهد الجديد سبع مرات: خمس منها فى الأناجيل الثلاثة المتوافقة (متى 11: 21؛ مرقس 6: 45، و8: 22؛ لوقا 9: 10، و10: 13)، ومرتين عند (يوحنا 1: 44 و12: 21).
    وقد أشار يوحنا فى إنجيله أن بيت صيدا كانت منشأ التلاميذ (أندريا وسيمون بطرس وفيليب) يوحنا 1: 44، 12: 21.
    ويرتبط بيت صيدا عند مرقس أو لوقا بثلاث معجزات قام بها يسوع: مشيه على الماء (مرقس 6: 45-52)، وشفاء الأعمى (مرقس 8: 22-26) وإطعام الخمسة آلاف (لوقا 9: 10-17).
    لقد وضع يوحنا وبلينيوس بيت صيدا (جوليا) فى الجليل. وهو أمر غير دقيق؛ لأن الجليل تنتهى على شاطىء الأردن، وكانت بيت صيدا تقع فى منطقة بتنية Batanنa [بيت عنيا] فى جولانتيس Gaulanitis [الجولان]. ويُذكر أيضًا أن بيت صيدا ذُكرت فى مرقس ومتى ويوحنا 1: 44 دون معطيات جغرافية محددة.
    وقد أقر يوسيفوس فلافيوس فى (الحرب اليهودية 3: 10: 7) أن بيت صيدا تقع على الضفة الشرقية لنهر الأردن. ونعلم ذلك أيضًا من التلمود (شيكاليم 4: 2)؛ لأنها كانت تقع ضمن منطقة نفوذ الحاكم فيليب، وكان نهر الأردن يكوِّن حدود منطقة نفوذ الحاكم هيرودس أنتيباس (العاديات اليهودية 18: 2: 1)، ثم طواها النسيان منذ زمن الحروب الصليبية.
    إلا أن موقع المدينة قد طواه النسيان، وذلك بعد أن حدث زلزال مدمِّر عام 363م دُمِّرت المدينة على أثره، وأصبحت أثرًا بعد عين، وصار موقعها أمر غير مؤكد. لذلك كان يبحث حجاج العصور الوسطى عن بيت صيدا الإنجيلية فى منطقة كفرناحوم. وفى بعض خرائط الحجاج أبدلوا موقع الاثنين ببعضهما البعض. أما حديث بعض الحجاج عن زيارتهم لبيت صيدا، حيث كانوا، فلم يعد فى مقدور العلم اليوم توضيح ذلك الموقع.
    ولكن إن تدمير هذه المدينة فى زلزال عام 363م وطمسه لموقعها ليدل على أن الأناجيل كتبت بعد هذا الزمن، حيث لم يحدد الكاتب بدقة موقعها، ولم يتفقوا على مكان محدد لهذه المدينة. وقد حددت خرائط فلسطين الأوروبية الحديثة موقع بيت صيدا على جانبى بحيرة جنيسرات الشرقى والغربى.
    لكننى أتخيل لو حدث زلزال ودمر جزيرة الزمالك التى تقع على الجانب الشرقى للنيل، ومحاها من الوجود (حفظها الله وأهلها!). فهل سيختلط على الناس أو العلماء موقعها بالضبط، ويظن البعض أنها كانت فى الغرب بدلا من الشرق؟ فى الحقيقة إن هذه التبريرات مثيرة للعجب، وأعتقد أن هذا نتيجة للتخبط، وعدم رغبتهم فى مصارحة قراء هذا الكتاب، والمؤمنين به بحقيقة الأمر، وهو أن كُتَّاب هذه الأناجيل لم يكونوا من تلاميذ يسوع، ولم يعرفوا فلسطين، أو يزوروها مرة فى حياتهم، وأنها كتبت فى القرن الرابع بعد أن طمست معالم فلسطين الجغرافية!!
    ففى القرن الـ 19 بدأت حوارات نكثفة حول موقع بيت صيدا، تبعًا لما ذكره يوحنا 12: 21. إذ لا يُعقل أن يقوم يسوع بعدة معجزات فى بيت صيدًا التى تقع على الجانب الشرقى للبحر، ثم يرسل تلاميذه للجانب الغربى، فى الوقت الذى يقول فيه أحد الأناجيل الأخرى إن بيت صيدا يقع على الجانب الغربى من البحر. الأمر الذى يعنى إما أن المعجزات التى تمت فى الجانب الشرقى ما هى إلا رواية كاذبة، غير تاريخية، ولم تحدث، وهى من اختراع كاتب لا يعرف فلسطين ولا جغرافيتها، وبالتالى فهو ليس من التلاميذ، ولا حتى من أتباعهم. وإما إرسال التلاميذ بعد إتمام المعجزات أمر كاذب لم يحدث، وبالتالى فإن كاتب هذا الكلام لا يتورع أن يضع على لسان يسوع ما يريده هو، ولا علاقة للروح القدس فى كل الأحوال بهذه الرواية. لأنه لا يُعقل أن يُخطىء وحى الرب فى معلومة ما. ولا يتبق لنا إلا أن الكاتب لا يعرف موقع المدينة بالضبط، ففبركها.
    وافترض الباحثون وجود مكانين باسم بيت صيدا: وهما بيت صيدا العهد الجديد، وبيت صيدا الذى ذكره يوسيفوس فلافيوس باسم (جوليا). وافترضوا لبيت صيدا العهد الجديد الأماكن الآتية: العرج، وخربة المنجة، وتبغا. وافترضوا أيضًا أن بيت صيدا (جوليا) هى موقع (التل) اليوم.
    وحسمت لجان المناقشة والبحث الأمر على أن منطقة التل هى المكان الذى كانت تقع به مدينة بيت صيدا. وهو الأمر الذى ينفيه ويرفضه جانب آخر من الباحثين.
    وفى نهاية القرن التاسع عشر تزايدت المطالبة بالإقلاع عن الحديث عن وجود مدينتين باسم بيت صيدا، وقالوا بوجود مدينة واحدة فقط هى (التل) اليوم. حيث عثروا على كميات كبيرة من الفخار، الذى يرجع إلى العصر الرومانى.
    وجاءت موسوعة قاموس الكتاب المقدس مادة (بيت صيدا شرق نهر الأردن) فى العصر الحديث لتكذب هذا فقالت: (اسم ارامي معناه "بيت الصيد" (مت 11: 21) يطلق هذا الاسم على مدينتين: كانت أحداهما على الشاطئ الشرقي من نهر الأردن قرب مصبه في بحر طبرية. وبقربها كانت برية بيت صيدا (مت 14: 15-20 ولو 9: 10). وهي مدينة في شرقي الاردن في منطقة خلاء (أي ارض غير مزروعة تستخدم للرعي) وفيها اشبع يسوع الجموع من خمس خبزات وسمكتين (مر 6: 32 44، لو 9: 10 17) ولا شك في انها هي قرية "بيت صيدا" في جولونيتس السفلى، رفعها فيلبس رئيس الربع إلي مرتبة المدينة ودعاها "جولياس" تكريما لـ"جوليا" ابنة اوغسطس قيصر. وهي تقع بالقرب من ملتقى نهر الاردن ببحيرة جنيسارت ولعلها تقع عند "التل". وهو تل من الاطلال إلي الشرق من الأردن على مرتفع يبعد ميلا واحدا عن البحر. ولما كان هذا الموقع بعيدا عن البحر، فان شوماخر يرى ان بيت صيدا كقرية اشتهرت بالصيد كانت تقع عند "العرج" (el Arag) .... ولا يمكن ان تكون "بيت صيدا جولياس" هي نفسها "التل" وذلك لان ما بالربوة من أوان فخارية، يرجع إلي العصر البرونزي، فهي اذا لم تكن مسكونة في زمن ربنا يسوع المسيح. ومازال موقع بيت صيدا غير محدد تماما، الا انه من المحتمل جدا انه كان قريبا من الركن الجنوبي الشرقي لذلك السهل الواسع (يو 6).)
    يقول قاموس الكتاب المقدس مادة (بيت صيدا الجليل): (..... وكانت الأخرى تدعى بيت صيدا الجليل، في الجهة الغربية من نهر الأردن قرب بحيرة طبرية بقرب خان منيه. وهي مدينة اندراوس وبطرس وفيلبس (يو 1: 44) أما "طمسن" فيظن أن ليس إلا بيت صيدا واحدة، وأنها عند أبي زاني الحالية، بجانب مصب الأردن في بحيرة طبرية وذلك لأن الكلمات "لمدينة صيدا" محذوفة من بعض النسخّ. وهى المدينة التي عاش فيها فيلبس وأندراوس وبطرس (يو 1: 44، 12: 21)، وربما عاش فيها ايضا يعقوب ويوحنا. ويبدو ان منزل أندراوس وبطرس لم يكن يبعد كثيرا عن مجمع كفر ناحوم، ولعل بيت صيدا كانت قرية الصيد لمدينة كفر ناحوم. ولكنا لا نعلم موقعها على وجه التحديد. وتوجد قرية على قمة جبلية صخرية إلي الشرق من بلدة "خان منيا" تسمى "الشبخ على الصيادين" (او على شيخ الصيادين) وهى كا يبدو من الاسم تحمل في شقها الاول اسم احد الاولياء، وتحتفظ في شقها الثاني بما يدل على أنها "بيت الصيادين" (أي بيت صيدا). ويوجد بالقرب منها موقع " عين التبغة " التي يظن كثيرون انها " بيت صيدا الجليل". وتندفع المياه الدافئة من العيون الغزيرة نحو خليج صغير في البحيرة، حيث تتجمع الأسماك باعداد هائلة، وهو ما ينشده الصيادون. فان كانت كفر ناحوم عند "خان منيا" فمعنى ذلك انهما كانتا متجاورتين. وقد اندثر الكثير من الأسماء القديمة للمدن، كما تغيرت مواقع البعض الأخر مما يجعل من الصعب تحديد أماكنها بالضبط.)
    فلك أن تتخيل أن اسم المدينة التى نشأ فيها يسوع وتسمَّى باسمها غير معروفة، وهى الناصرة، ولم يذكرها التلمود أو المؤرخ فيلو أو غيره حتى القرن الرابع!!
    ولك أن تتخيل أنهم لا يعرفون إلام تشير النبوءة التى تقول إنه سيدعى ناصريًا!
    ولك أن تتخيل أنهم يفترضون أن متى هو لاوى جامع الضرائب!
    ولك أن تتخيل أن تفاسيرهم أجمعت على أن متى نسخ معظم إنجيل مرقس، وأضاف عليه من مصادر أخرى، على الرغم من أن متى المفترض هنا هو التلميذ الذى كان يرافق يسوع فى كل مكان، فهو شاهد العيان، وأن مرقس (كما يقولون) فهو مترجم بطرس. فلك أن تتخيل أن شاهد العيان ينسخ حوالى 85% من كتاب آخر!!
    ولك أن تتخيل أن يوحنا الأمى، عديم العلم، الذى لم يكن يقرأ ولا يكتب، كتب إنجيله بلغة يونانية، لا عيب فيها ولا خطأ!!
    (13فَلَمَّا رَأَوْا مُجَاهَرَةَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا وَوَجَدُوا أَنَّهُمَا إِنْسَانَانِ عَدِيمَا الْعِلْمِ وَعَامِّيَّانِ تَعَجَّبُوا. فَعَرَفُوهُمَا أَنَّهُمَا كَانَا مَعَ يَسُوعَ.) أعمال الرسل 4: 13 الفاندايك
    (فَتَعَجَّبَ الْمُجْتَمِعُونَ مِنْ جُرْأَةِ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا، لَمَّا عَرَفُوا أَنَّهُمَا غَيْرُ مُتَعَلِّمَيْنِ وَأَنَّهُمَا مِنْ عَامَّةِ الشَّعْبِ، فَأَدْرَكُوا أَنَّهُمَا كَانَا مَعَ يَسُوعَ) ترجمة كتاب الحياة
    (فلمَّا رأى أعضاءُ المَجلِسِ جُرأةَ بُطرُسَ ويوحنَّا، تَعَجَّبوا لأنَّهُم عَرَفوهُما أُمِّيَّينِ مِنْ عامَةِ النّـاسِ. ولكنَّهُم عَلِموا أنَّهُما كانا قَبلاً معَ يَسوعَ) الترجمة المشتركة
    (فلمَّا رأََوْا جُرْأََةَ بُطرسَ ويوحنَّا، وعَلِموا أَنَّهما رَجُلانِ مِنْ عامَّةِ الشَّعبِ وأُمِّيَّانِ، تَعَجَّبوا. وكانوا يَعْرفونَ أَنَّهما كانا مَعَ يَسوع؛) الترجمة البولسية
    (فلَمَّا رَأَوا جُرأَةَ بُطرُسَ ويوحَنَّا وقَد أَدركوا أَنَّهما أُمِّيَّان مِن عامَّةِ النَّاس، أَخَذَهُمُ العَجَب، وكانوا يَعرِفونَهما مِن صَحابَةِ يسوع،) الترجمة الكاثوليكية
    ولك أن تتعجب أنهم لا يعرفون موقع (وادى بكة) فأسموه وادى البكاء، على الرغم من أنه اسم علم، وأسماء الأعلام لا تُترجم! (مزمور 84: 6)
    ولك أن تتخيل أنهم نسبوا لهيرودس قتل 200 أو 2000 من أطفال بيت لحم، ولا يوجد فى التاريخ من يُدعم هذه القصة!!
    ولك أن تتخيل أنهم لا يعرفون كيف ذهب يوسف النجار مع خطيبته ليكتتبا فى بيت لحم، وهما لم يعلنا زواجهما بعد، أى ذهبا بأنفسهما ليثبتا على أنفسهما جريمة زنى!!
    ولك أن تتعجب أنهم لا يعرفون اسم إلههم، فيقولون الآب أو أبانا!
    ولك أن تتخيل أن اسم يهوه ليس اسمه الحقيقى، فقد فُقدَ اسم الله الحقيقى، ومن ثم فقدت صفاته الدالة عليه، فاخترعوا له هذه الحروف الأربعة.
    ولك أن تتخيل أنهم لا يعرفون موقع المدينة التى أقام فيها يسوع عدة معجزات منها إطعام خمسة آلاف من البشر!!
    س183- يقول لوقا فى افتتاحيته: (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4
    وهذا يعنى أنه كانت هناك عمليات كثيرة لتدوين قصة يسوع، يقوم بها أناس مختلفى المشارب، منهم من يكتب عن علم، ومنهم من يُضلل، أو نقول بحسن نية إنه يكتب عن جهل، الأمر الذى سيتسبب فى ضلال الكثيرين. وأن شهود العيان من التلاميذ لم يكتبوا إنجيلا، بل أعطوا لوقا الوثائق التى لديهم ليكتب بدقة. فهذا اعتراف من لوقا أن التلاميذ لم يكتبوا إنجيلا. فمن أين جاءت هذه الأناجيل التى سبقت لوقا، وأعنى بهم مرقس ومتى؟
    س184- رفض يسوع أن يأذن للكاتب أن يذهب ليدفن أبيه المتوفى: (21وَقَالَ لَهُ آخَرُ مِنْ تَلاَمِيذِهِ: «يَا سَيِّدُ ائْذَنْ لِي أَنْ أَمْضِيَ أَوَّلاً وَأَدْفِنَ أَبِي». 22فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اتْبَعْنِي وَدَعِ الْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ».) متى 8: 21-22
    ومن هذه الفقرة نفهم أن الكاتب يعلم أن أباه قد مات، وينتظر الإذن من يسوع ليذهب ليدفنه. ويرفض يسوع طلب الرجل الذى أراد أن يبر أباه، ويدفنه. قائلا له عبارة لا تُفهم إلا على سبيل المجاز: (اتْبَعْنِي وَدَعِ الْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ).
    إن الموتى لا يَدفنون، بل يُدفنون. وعلى ذلك فقد شهد يسوع على أهل هذا الرجل بأنهم من الفاسدين، الذين سيرثون الموت، أى سيخلدون فى نار جهنم. وعلى ذلك فإن المفهوم لابد أن يكون دع هؤلاء الهالكين (أهلك أو جيرانك أو الاثنين معًا) يدفنون موتاهم.
    إن اتباعه ليسوع ليتعلم منه البر والصلاح، فأين البر الذى سيتعلمه الرجل من هذا الموقف؟
    لكن فى الحقيقة يقول البروفيسور بينكاس لابيدى أستاذ العهد الجديد: إن كلمة مدينة تعنى matta، بينما تعنى كلمة ميت metta، فأخطأ الكاتب فى نقل هذا الحرف المختلف بين الكلمتين، فجاءت الترجمة على هذا النحو. وعلى ذلك يجب أن يكون قول يسوع: دع المدينة تدفن ميتها. لأن هذا واجب من الواجبات التى تفرضها تعاليم موسى والأنبياء على المؤمنين بهم.
    لكن كيف فات هذا على كل المترجمين طوال ألفين سنة؟
    فى الحقيقة إن تفسير البروفيسور بينكاس لابيدى قد يكون مقنعًا لولا النصوص الأخرى التى تشير إلى أن يسوع جاء ليهدم الأسرة ويفرق أفرادها عن بعضهم البعض، وليقوِّض كل بر، منها: (25وَكَانَ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ سَائِرِينَ مَعَهُ فَالْتَفَتَ وَقَالَ لَهُمْ: 26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.) لوقا 14: 26
    (34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. 35فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا. 36وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ. 37مَنْ أَحَبَّ أَباً أَوْ أُمّاً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي وَمَنْ أَحَبَّ ابْناً أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي) متى 10: 34-37
    س185- من الأخطاء غير القابلة للتأويل أو الإصلاح هو الخطأ الحادث بين مرقس ويوحنا فى تحديد موعد موت يسوع. فبينما يكون وقت صلب يسوع فى الساعة الثالثة عند مرقس 15: 25 (25وَكَانَتِ السَّاعَةُ الثَّالِثَةُ فَصَلَبُوهُ.)، يكون صلبه فى الساعة التاسعة عند يوحنا 19: 14-16 (14وَكَانَ اسْتِعْدَادُ الْفِصْحِ وَنَحْوُ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ. فَقَالَ لِلْيَهُودِ: «هُوَذَا مَلِكُكُمْ». 15فَصَرَخُوا: «خُذْهُ! خُذْهُ اصْلِبْهُ!» قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «أَأَصْلِبُ مَلِكَكُمْ؟» أَجَابَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ: «لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلاَّ قَيْصَرُ». 16فَحِينَئِذٍ أَسْلَمَهُ إِلَيْهِمْ لِيُصْلَبَ.)
    ومعنى ذلك أنه بينما كان يسوع يقف أمام الكهنة يحققون معه عند يوحنا، كان يسوع على الصليب عند مرقس. فمن الذى أخطأ من الكاتبين: مرقس أم يوحنا؟ أم أخطأ الاثنان ولم يُصلب كما تقول الأناجيل التى ترجع إلى القرون الأولى من التوقيت، وترفضها الكنيسة؟
    لقد أجمع علم اللاهوت على أن الأناجيل كتبت بعد وقوع الأحداث التى تصورها بعدة عشرات من السنين. ومن هنا كان لابد أن يحدث عدم اتفاق فى رواية الأحداث.
    وهنا تتبع الكنيسة هذا التأويل: تبعًا لبلينوس الأكبر (بفرض صحة كلامه) إن اليوم يبدأ عند البابليين مع شروق الشمس، وينتهى عن شروق شمس اليوم التالى. ويخالفهم الأثينيون ويحسبون يومهم من غروب الشمس إلى غروب شمس اليوم التالى. يُخالفهم المصريون والرومانيون، فقد كان اليوم عندهم يبدأ من منتصف الليل، وينتهى بقدوم منتصف الليل التالى. ومن المعروف أن إنجيل يوحنا له الطابع الرومانى فى أفكاره.
    فلو تكلم يوحنا عن الساعة السادسة فمعنى هذا أنها الساعة السادسة تبعًا للحساب الرومانى، أى ست ساعات بعد منتصف الليل أى فى السادسة صباحًا. وكان يسوع فى هذا الوقت مقبوضًا عليه قيد التحقيق والاستجواب. وتبعًا للكهنة العبرانيين العبرى يبدأ يوم العمل فى السادسة صباحًا.
    وتبعًا لمرقس فإن يسوع صلب فى الساعة الثالثة أى فى التاسعة صباحًا تبعًا للحساب اليهودى، حيث يتم حساب يوحنا تبعًا للتوقيت الرومانى، بينما يحسب عند مرقس تبعًا للحساب اليهودى. وعلى ذلك فإنه بعد ثلاث ساعات من التحقيق مع يسوع عند يوحنا، تم إعدامه عند مرقس.
    لكن هذا سوف يوقع الكنيسة فى عدة مآزق: ما الذى جعل يوحنا اليهودى يتمسك بتقاليد الرومان دون تقاليد اليهود، على الرغم من أنه يكتب كتابًا دينيًا لليهود أتباع يسوع الجدد؟ بل ما الذى جعل الروح القدس (المتحد مع يسوع والآب) الذى أوحى هذا الكتاب يتمسك عند مرقس بالتقاليد اليهودية، ويخالفه بالحساب الرومانى عند يوحنا؟ فهل كان يسوع يميل إلى التقاليد الرومانية أكثر من التقاليد اليهودية؟ فكيف يكون المسِّيِّا ومن المفترض أنه سيقضى على الإمبراطورية الرومانية بتراثها الآسن الظالم؟
    وهل كان من المنطق أن يُخالف يوحنا نظم الرومان وتقاليدهم وقوانينهم ويتركونه حيًا؟ أم كتب هذا الإنجيل فى القرن الرابع بعد إصدار قانون التسامح الدينى، ورفع يد الرومان عن المسيحيين لعتنقوا ما يريدون؟
    لقد كان يسوع فى حياته يخاف من قيصر، ويدفع له الجزية، ولم يستطع أن يتفوَّه ضده بكلمة واحدة تغضبه. فهل بعد موته أثبت شجاعة منقطعة النظير وخالف قيصر وقوانينه وغيَّر من تقاليد الرومان عند مرقس وحسب بالحساب العبرى؟ وهل لم يعلم الروح القدس أنه بعد عدة سنوات أو مئات السنوات سيحدث هذا اللغط، وسيظن الناس فى الكتاب الظنون؟ فلماذا لم يفرض على الكاتب حساب محدد وأفكار ثابتة بين الأناجيل الأربعة؟ ولماذا لم يكتف بإنجيل واحد حتى لا تظهر مثل هذه الاختلافات البينة بينها؟
    كيف يكون فى بلد ما توقيتان؟ إن هذا جنوح يجانب الصواب، ويجافى العقل ويأباه المنطق؟ وكل هذا كان بفرض وجود ثلاث طرق لحساب التوقيت فى فلسطين أو فى الإمبراطورية الرومانية!!
    س186- نادى يوحنا المعمدان بالعودة إلى الله قائلا: (تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ.) متى 3: 2، وهو نفس ما نادى به يسوع نفسه: (17مِنْ ذَلِكَ الزَّمَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ : «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ».) متى 4: 17، وهى مع الأسف ترجمة خاطئة، ظهرت واستمرت منذ أيام مارتن لوثر، فالكلمة اليونانية المذكورة فى المخطوطات هى (metanoiete) وترجمتها الصحيحة هى (عودوا) أو (ارجعوا). ومن بالغ ذكاء مارتن لوثر أن غير فى الترجمة تجنبًا للمأزق الذى سنراه الآن.
    وكانت هذه الأوامر موجهة لليهود. فإلى أى عقيدة كان يطالبهم المعمدان بالعودة إليه؟ فهل كان يطالبهم بالعودة إلى الوثنية؟ لا أعتقد ذلك. وإلى أى عقيدة كان يطالبهم يسوع بالعودة إليه؟ إنهما طالبا اليهود إلى العودة إلى ناموس الرب وتوراته، ونبذ تقاليد الكهنة، التى أبدلوا شرع الله بتقاليدهم.
    (6فَأَجَابَ: «حَسَناً تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً 7وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. 8لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: .. .. .. 9ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حَسَناً! رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ. .. .. .. 13مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللَّهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُوراً كَثِيرَةً مِثْلَ هَذِهِ تَفْعَلُونَ».) مرقس 7: 7-13
    (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9
    س187- ما هى تهمة الذين صُلبوا مع يسوع؟
    لقد ذكر يوحنا أن اثنين صلبا مع يسوع بصورة عابرة، دون أن يُحدد تهمة ما لأى منهما. (18حَيْثُ صَلَبُوهُ وَصَلَبُوا اثْنَيْنِ آخَرَيْنِ مَعَهُ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَا وَيَسُوعُ فِي الْوَسْطِ.) يوحنا 19: 18
    أما لوقا فقد أدانهما بقوله (الْمُذْنِبَيْنِ)، ولكنه لم يُحدد أيضًا تهمة أى منهما بدقة: (33وَلَمَّا مَضَوْا بِهِ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُدْعَى «جُمْجُمَةَ» صَلَبُوهُ هُنَاكَ مَعَ الْمُذْنِبَيْنِ وَاحِداً عَنْ يَمِينِهِ وَالآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ.) لوقا 23: 33
    وأقر كل من متى ومرقس أنهما كانا لصين: (38حِينَئِذٍ صُلِبَ مَعَهُ لِصَّانِ وَاحِدٌ عَنِ الْيَمِينِ وَوَاحِدٌ عَنِ الْيَسَارِ.) متى 27: 38
    (27وَصَلَبُوا مَعَهُ لِصَّيْنِ وَاحِداً عَنْ يَمِينِهِ وَآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ. 28فَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ».) مرقس 15: 27-28
    إلا أن هناك تراجم أخرى لمتى 27: 38 ومرقس 15: 27 تذكر أنهما كانا من القتلة أو من المتمردين الثائرين أو من المجرمين بدلا من لصوص، وذلك لاختلافهم فى ترجمة الكلمة اليونانية (Lنstai):
    Then were there two thieves crucified with him, one on the right hand, and another on the left. (KJV, WEB)
    Then two robbers were crucified with Him, one on the right and another on the left. (NKJV, NIV, ESV, NASB, RSV, ASV, YLT, DBY, HNV)
    Two revolutionaries* were crucified with him, one on his right and one on his left. (NLY) Footnote: * Or criminals; also in 27:44.
    إلا أن هذه التهمة تثير اليوم أفكار قارىء اليوم، فيذهب نفر منهم إلى أنهما ربما كانا من قاطعى الطريق، الذين يسرقون المارين بالإكراه. إلا أن أمثال هؤلاء اللصوص لم يثيروا العدالة الرومانية قيد أنملة، ولم يحضرهم أحد للمحاكمة، بل كانت محاكمتهم تُعقد فى نفس مكان السرقة أو القبض عليهم بصورة سريعة. ولم تكن عقوبتهم الصلب. وهو السبب الذى من أجله يتم التلاعب فى تهمتهما. إذ كيف جاءوا باثنين هذه تهمتهما ليُصلبا مع يسوع؟ إن هذا الأمر لتزوير للحقائق التاريخية، وتأييف لنصوص الأناجيل لتقابل نبوءة ما فى العهد القديم!!
    وهو ما تفرَّد مرقس، إذ يُحدد السبب الذى من أجله جاءوا بهذين الاثنين فيقول: (28فَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ».) مرقس 15: 28، ولا تعرف الأناجيل الأخرى هذه الجملة، الأمر الذى يشير إلى أنها ربما تكون إضافة فى وقت لاحق.
    لذلك حذفت الترجمة الكاثوليكية اليسوعية الجملة رقم (28) من النص نهائيًا، وأبقت فقط على الرقم فى نسختها على النت، بينما فى نسختها الطبعة السادسة عام 2000 ذكرت فى هامش الصفحة 175 تحت رقم 21 الآتى: (فى بعض المخطوطات، هذه الآية: «فتمَّت الآية التى ورد فيها "وأُحصِىَ مع المجرمين». وهى استشهاد بـ أش 53/12 (راجع لو 22/37). هذه الطريقة فى الاستشهاد لا تتفق مع عادة مرقس فى استعماله نصوص العهد القديم. إنه لأمر مدهش أن لا تتضمَّن رواية الآلام عند مرقس أى استناد صريح إلى صورة العبد المتألم الوارد ذكره فى اش 53.)
    ووضعتها الترجمة العربية المشتركة (مرقس 15: 28) بين قوسين معكوفين، أى أخرجتها من متن النص المقدس، وكتبت فى هامشها (لا ترد هذه الآية فى معظم المخطوطات القديمة رج لو 22: 37؛ اش 53: 12).
    (12لِذَلِكَ أَقْسِمُ لَهُ بَيْنَ الأَعِزَّاءِ وَمَعَ الْعُظَمَاءِ يَقْسِمُ غَنِيمَةً مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ.) إشعياء 53: 12
    وهذا لا يعنى إلا أن هناك من تدخَّل، وعدَّل كلمة الرب، غير المتفقة هنا مع ما تؤمن به الكنيسة، ليحدث إنسجام، وتتطابق كلمة الرب مع ما تدين به الكنيسة وتعتقد فى صحته.
    والأغرب من ذلك أن هذا القول لا يتفق مع نبوءة إشعياء نفسها. فلم يسكب يسوع نفسه للموت، بل كان يصلى بأشد لجاجة أن يذهب الله عنه كأس الموت، بل نزل له ملاك من السماء يهديه، حيث نزلت قطرات عرقه كقطرات من الدماء: (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.) لوقا 22: 41-44
    ودُفِعَ دفعًا للموت عن طريق خيانة يهوذا الإسخريوطى، ولم يذهب طواعية للموت: (48فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «يَا يَهُوذَا أَبِقُبْلَةٍ تُسَلِّمُ ابْنَ الإِنْسَانِ؟») لوقا 22: 48
    أما كونه حمل (خطايا كثيرين)، فهناك نص يشير إلى أنه حمل خطايا العالم كله، وليس كثيرين فقط:
    فيقول بولس: (23إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ 24مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ 25الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ.) رومية 3: 23-25
    ويقول إن الخطية أصابت كل الناس: (31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية 8: 31-32
    ويقول: (18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ) رومية 5: 18
    وبقوله: (بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
    إذن فهى لا تصيب يسوع، لأن يسوع حمل خطايا العالم كله، وليس كثيرين، وشفع فى مذنبين، وليس فى جميع الناس، الأمر الذى يعنى أن هناك من الأبرار الذين لم تصيبهم على الأقل لعنة الخطيئة الأزلية، فلم يحتاجو إلى شفاعته: (وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ.) إشعياء 53: 12
    إن كلمة (Lنstai) أخذت من لغة الرومان الخاصة بالدعاية، واستعملها متى ومرقس دون نقد أن تعديل. وكانت منطقة الجليل قبل مجىء هيرودس للحكم تعج بالمتمردين على الحاكم الرومانى. هذا وقد استعمل هيرودس هذه الكلمة لوصف المتمردين على حكمه، بقوله (هذه العصابة)، التى قد تعنى مجموعة من الناس، وقد تعنى أيضًا عصابة من اللصوص القتلة، وكان ذلك قبل مولد يسوع بزمن كبير. وكان هدفه من استعمال هذه الكلمة تفريق الناس الطيبين عن هذه المجموعة المتمردة، بوصفه لها أنها من اللصوص القتلة.
    إن كلمة (Lنstai) هذه تعنى التمرد على كل حكم إلا حكم الله، فهى تعنى (لا حاكم علينا إلى الله)، فهم مجموعة إذن من المؤمنين الذين لا يقبلون غير حكم الله عليهم. ومعنى ذلك أنهما ليسا من اللصوص أو السرَّاق أو القتلة، بل من المتمردين على حكم الرومان، المطالبين بحكم الله. راجع أيضًا (العاديات) 14: 9: 4
    فلماذا صلبوا هذين المؤمنين مع يسوع؟ ولماذا جدف أحد هذين المؤمنين على يسوع؟ ألم يكن يعلم أنه إلهه المتجسد؟ ألم يعلم أنه نبى الله الذى أرسله إليهم؟ أم كان يحتقره لأنه من المنادين بحكم الله على أرض الله، بينما هادن يسوع قيصر، وأمر أن يُعطى ما لقيصر لقيصر؟ أم كفر بيسوع وأحس أنهم أحق منه بالألوهية أو النبوة لأنه كان يدفع لقيصر الجزية واستسلم له؟ فلماذا يُصلب يسوع المهادن لقيصر مع الشهداء؟ وهل الشهداء يحتاجون إلى شفاعة؟
    وعلى ذلك فإن ترجمة هذه الكلمة بعبارة (لصين) هى ترجمة خاطئة، لأنهما كانا من المتمردين المجاهدين الأصوليين.
    س188- يقول متى إن الرب إله أحياء وليس بإله الأموات: (31وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ أَفَمَا قَرَأْتُمْ مَا قِيلَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ: 32أَنَا إِلَهُ إِبْراهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ. لَيْسَ اللَّهُ إِلَهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلَهُ أَحْيَاءٍ».) متى 22: 31-32
    فمن هو إله الأموات؟ هل ينادى متى بوجود إلهين: إله للأحياء وآخر للموتى؟ وإلى أى نص يشير يسوع فى العهد القديم عن قيامة الأموات هذه؟ أم كان النص موجودًا وحُذف من بعده؟
    وتفسيرهم فى هذا القول غريب حقًا فهم يقولون إن يسوع يجيب الصدوقيين على عدم إيمانهم بالقيامة بالجسد فى الآخرة، فطمأنهم يسوع بقوله هذا. لكن لم يردوا على كيف نفى يسوع إلاهية الرب على الأموات: فهو عندهم إله للأحياء فقط وليس بإله للأموات. ومن ناحية أخرى فهو ليس بإله هذا العالم، عالم الأحياء أيضًا، بل إلهه هو الشيطان. (31اَلآنَ دَيْنُونَةُ هَذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ خَارِجاً.) يوحنا 12: 31؛ 14: 3؛ 16: 11
    (11وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ.) يوحنا 16: 11
    (2الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هَذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ،) أفسس 2: 2
    وبالتالى فالرب ليس بإله أموات، ولا بإله أحياء. فهل قال الرب ذلك فى كتابه؟ وماذا تتوقع أن يقول الشيطان ويمجد نفسه غير ذلك؟
    والنص المشار إليه هنا ذُكر فى الخروج 3: 6، وفيه يقدم الرب نفسه لموسى، متكلمًا من العليقة: (6ثُمَّ قَالَ: «أَنَا إِلَهُ أَبِيكَ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ». فَغَطَّى مُوسَى وَجْهَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى اللهِ.) خروج 3: 6، فما علاقة هذا بالقيامة من الأموات، التى استهل بها يسوع حديثه لتلاميذه قائلا (أَفَمَا قَرَأْتُمْ مَا قِيلَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ) متى 22: 31؟ فأين نبوءة القيامة من الموتى التى يستشهد بها يسوع هنا؟ لقد أساء الكاتب الاستشهاد، ونسبها ليسوع كباقى الكتاب!!
    ونكرر مرة أخرى أن هناك العديد من الاستشهادات، التى تشير فى العهد الجديد إلى العهد وهى فى الحقيقة لا وجود لها فى العهد القديم، مثل نبوءة متى 4: 14-15 مقارنة بإشعياء 8: 23 أو 9: 1).
    لكن هل هذه النبوءة تنطبق على يسوع وحياته؟ لماذا لا نقل إن كتبة حياة يسوع كتبوها وفقًا لما يعلموه من العهد القديم لتنطبق على يسوع؟
    فالنبوءة تكون دائمًا لحدث ما خارج عن الطبيعة، وسوف يحدث فى المستقبل. وبعض النبوءات المنتسبة ليسوع لم تتحقق. ففى إنجيل متى يذكر أن يسوع تنبأ عن موته وقيامته، لأنه مثل يونان، الذى جلس فى باطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال فى باطن الأرض. أى سيمكث يسوع 72 ساعة فى باطن الأرض، ثم يغادر عالم الأموات والقبر حيًا. (40لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ هَكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْبِ الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ.) متى 12: 40
    وهذا الحدث لم يُذكر فى يونا 2: 1 مطلقًا كنبوءة، حتى نقول إنها تحققت فى يسوع. بل جاء الحدث كحدث تاريخ مر عليه أزمان، وصوِّر بصورة عادية جدًا. (1فَصَلَّى يُونَانُ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِهِ مِنْ جَوْفِ الْحُوتِ) يونان 2: 1
    فهل كان يصلى يسوع فى جوف الأرض لإلهه؟ لا. بل كان ميتًا، ولم يستجب له إلهه فى تضرعه أن يُذهب عنه كأس الموت هذا؟ هل ليسوع إله؟ لماذا يقلد يسوع الإله عندكم أحد أنبيائه؟
    ومن المسلم به أن يسوع لم يمكث فى باطن الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال، بل مكث على أقصى تقدير 36 ساعة. فقد مات يوم الأربعاء أو الجمعة، ويرى البعض كحل وسط أنه مات الخميس، وخرج من قبره يوم الأحد قبل شروق الشمس. فلو مات الأربعاء لكان مكوثه فى باطن القبر أربعة أيام وأربع ليال.
    لكن يكذب هذه النبوءة التى تتعلق بثلاثة أيام وثلاث ليال أن يسوع قال للمصلوب معه: (... إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ.) لوقا 23: 43، فكيف كان فى نفس اليوم فى ملكوته فى الجنة، بينما تقول النبوءة إنه سيكون فى باطن الأرض، إلا إذا كان الله قد أنقذه من الموت ورفعه إليه؟ أليس هذا ما قاله كاتب سفر العبرانيين؟ (7الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ،) عبرانيين 5: 7
    كذلك يكذبها قول بولس بنزول يسوع إلى الأراضى السفلى لكى يخلص من بها من العذاب: (9وَأَمَّا أَنَّهُ صَعِدَ، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضاً أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى.) أفسس 4: 9
    فكيف مكث فى قبره ثلاثة أيام وثلاث ليال، ومثلهم فى باطن الأرض، أى بقى ستة أيام قبل قيامته من باطن الأرض، والأناجيل تخبرنا أنه قام فى اليوم الثالث، والنبوءة تخبرنا أنه مكث ثلاثة أيام وثلاث ليال مثلما فعل يونا؟
    ولو أن نبوءات يسوع عن حياته الشخصية ومستقبله لم تتحقق، فكيف نؤمن أن نبوءاته عن مستقبل غيره سوف تتحقق؟
    ومثال آخر من مرقس: (17وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ إِلَى الطَّرِيقِ رَكَضَ وَاحِدٌ وَجَثَا لَهُ وَسَأَلَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 18فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ. 19أَنْتَ تَعْرِفُ الْوَصَايَا: لاَ تَزْنِ. لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. لاَ تَسْلِبْ. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ». 20فَأَجَابَ: «يَا مُعَلِّمُ هَذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي». 21فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَأَحَبَّهُ وَقَالَ لَهُ: «يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ. اذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلاً الصَّلِيبَ». 22فَاغْتَمَّ عَلَى الْقَوْلِ وَمَضَى حَزِيناً لأَنَّهُ كَانَ ذَا أَمْوَالٍ كَثِيرَةٍ.
    23فَنَظَرَ يَسُوعُ حَوْلَهُ وَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ذَوِي الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللَّهِ!» 24فَتَحَيَّرَ التَّلاَمِيذُ مِنْ كَلاَمِهِ. فَقَالَ يَسُوعُ أَيْضاً: «يَا بَنِيَّ مَا أَعْسَرَ دُخُولَ الْمُتَّكِلِينَ عَلَى الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللَّهِ! 25مُرُورُ جَمَلٍ مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللَّهِ!» 26فَبُهِتُوا إِلَى الْغَايَةِ قَائِلِينَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «فَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟» 27فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ وَلَكِنْ لَيْسَ عِنْدَ اللَّهِ لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللَّهِ».
    28وَابْتَدَأَ بُطْرُسُ يَقُولُ لَهُ: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ». 29فَأَجَابَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لَيْسَ أَحَدٌ تَرَكَ بَيْتاً أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَباً أَوْ أُمّاً أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَداً أَوْ حُقُولاً لأَجْلِي وَلأَجْلِ الإِنْجِيلِ 30إِلاَّ وَيَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ الآنَ فِي هَذَا الزَّمَانِ بُيُوتاً وَإِخْوَةً وَأَخَوَاتٍ وَأُمَّهَاتٍ وَأَوْلاَداً وَحُقُولاً مَعَ اضْطِهَادَاتٍ وَفِي الدَّهْرِ الآتِي الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ. 31وَلَكِنْ كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَكُونُونَ آخِرِينَ وَالآخِرُونَ أَوَّلِينَ».) مرقس 10: 17-31، ولوقا 18: 18-27
    وفيها يذهب شاب غنى إلى يسوع يسأله عن كيفية دخول الجنة. فيخبره يسوع بالتمسك بوصايا الله تعالى لبنى إسرائيل، والتى أخبرهم بها موسى عليه السلام، ثم عليه أن يبيع كل ما يملك، ويعطيه للفقراء، ثم يتبعه.
    ثم قال لتلاميذه: (28فَقَالَ بُطْرُسُ: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ». 29فَقَالَ لَهُمُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَيْسَ أَحَدٌ تَرَكَ بَيْتاً أَوْ وَالِدَيْنِ أَوْ إِخْوَةً أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَداً مِنْ أَجْلِ مَلَكُوتِ اللهِ 30إِلاَّ وَيَأْخُذُ فِي هَذَا الزَّمَانِ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَفِي الدَّهْرِ الآتِي الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ».) لوقا 18: 28-30، ومرقس 10: 28-30
    وهنا يتملك الإنسان المتدبر فى هذه التعاليم من عدة أشياء:
    1- ما جدوى هذه التعاليم للتلاميذ وهم أساسًا من الفقراء؟
    2- وكيف سيترك الإنسان والديه ثم يكون له مائة والدين أيضًا فى هذا الزمان؟
    3- وهل لو ترك الإنسان زوجة من أجل الملكوت سيكون له مائة زوجة فى هذا الزمان أو فى الآخرة؟ أليس هذا موافقة على تعدد الزوجات؟ وأليس هذا ما يسميه المسلمون الحور العين أو زوجات الجنة الجميلات؟
    4- وأليس من يترك مالا من أجل الملكوت ويتضاعف ماله إلى مائة ضعف إشارة وإغراء إلى طريق الثراء والغنى الفاحش؟ فلماذا انتهر الغنى، وأمره بالتبرع بكل ما يملك؟ وكيف ستتضاعف النقود إلا عن طريق وجود نقود واستثمارها؟ إذن لا يمكن للإنسان أن يبيع كل ما يملك، ولكن استثمار أمواله، والعطف على الفقراء بإخراج الزكاة، والتصدق عليهم.
    5- ألم يكن من الأجدى أن يعلم يسوع أتباعه الأغنياء أنه لا ينقص مال من صدقة؟ وأنه عليهم أن يحصنوا أموالهم بالزكاة والفروض الشرعية الواجبة عليهم؟ وأنهم سيكونون باتباعه أكثر غناءً فى الدنيا والآخرة، بدلا من تنفيرهم وأفقارهم؟
    6- ألم يعلم يسوع أن المال كان وسيكون وسيظل عنصرًا من عناصر القوة؟ فلماذا أراد إضعاف أتباعه، وتقليصهم من عناصر القوة؟ ألم يكن فى علمه أنه بالمال الوفير تقوم المشروعات التى يستظل بالعمل فبها هؤلاء الفقراء، ليغنيهم عن مد أيديهم أو انتظار المساعدة؟
    7- ألم يندم يسوع على اجتذاب الفقراء، والتخلص من كل مال، حينما أمر تلاميذه ببيع ملابسهم وشراء سيوفًا للدفاع عنه وعن أنفسهم، فلم يجدوا إلا سيفين فقط، واضطر إلى التعذيب والإهانة والموت؟
    8- ألم ترفض الكنيسة تعاليم يسوع المتعلقة ببيع كل الممتلكات والتمسك بالفقر؟ ألا تسعى الكنيسة لامتلاك المال الذى هو أهم عنصر من عناصر القوة؟ ألم يرد يسوع كنيسة ضعيفة وفقيرة؟ أم لم يقل يسوع هذا بالمرة وهذه كانت رغبة اليهود ليسهل عليهم القضاء على أتباع يسوع بالتدريج وهدم دعوته؟
    9- ولو قال يسوع هذا الكلام لنمَّ ذلك عن إنسان لا يفهم الدنيا، وبالتالى نفت عنه الألوهية.
    10- ولو أخذنا قوله مأخذ الجد لكانت نبوءة بهدم الكنيسة وإضعافها، وتقويض دعوته!!
    مازال أتباع الكنيسة والعهد الجديد يبحثون منذ القرن الأول عن نبوءات فى العهد القديم تؤيد دعواهم فى يسوع أنه المسِّيِّا، كما قال عالم اللاهوت مرقس بارت.
    س189- إن النقاب فرض على نساء بنى إسرائيل والمسيحيين أيضًا، لأن يسوع لم يأت لينقض أو يُخالف تعاليم موسى أو الأنبياء:
    (وَخَرَجَ إِسْحَاقُ لِيَتَأَمَّلَ فِي الْحَقْلِ عِنْدَ إِقْبَالِ الْمَسَاءِ فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا جِمَالٌ مُقْبِلَةٌ. 64وَرَفَعَتْ رِفْقَةُ عَيْنَيْهَا فَرَأَتْ إِسْحَاقَ فَنَزَلَتْ عَنِ الْجَمَلِ. 65وَقَالَتْ لِلْعَبْدِ: «مَنْ هَذَا الرَّجُلُ الْمَاشِي فِي الْحَقْلِ لِلِقَائِنَا؟» فَقَالَ الْعَبْدُ: هُوَ سَيِّدِي. فَأَخَذَتِ الْبُرْقُعَ وَتَغَطَّتْ) التكوين 24: 63-65
    (خُذى الرَّحَى وَاطْحَنِي دَقِيقاً. اكْشِفِي نُقَابَكِ) إشعياء 47: 2
    (1هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ! عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ مِنْ تَحْتِ نَقَابِكِ) نشيد الأناشيد 4: 1، وها هو يغازل حبيبته التى لم ير من وجهها شيئًا إلا عينيها.
    (31وكانَت سوسَنَّةُ لَطيفَةً جِدّاً جَميلَةَ المَنظَر. 32ولَمَّا كانَت مُبَرقَعَة، أَمَرَ هذانِ الفاجِرانِ أَن يُكشَفَ وَجهُها، لِيَشبَعا من جَمالِها.) دانيال 13: 31-32، ومعنى هذا أن كشف وجه المرأة كبيرة من الكبائر عندهم، ومن تفعل هذا فهى فاجرة، ومن يفعل هذا بهن فهو أيضًا فاجر.
    ويقول كتاب الدسقولية الذى هو بمثابة تعاليم الرسل يقول ص27: (إذا مشيت فى الطريق فغطي رأسك بردائك "عب 10 : 26- 29 " فإنك إذا تغطيت بعفة تصانين عن نظر الأشرار لا تزيني وجهك الذى خلقه الله فليس فيه شئ ينقص زينة لأن كل ما خلقه الله فهو حسن جدا ولا يحتاج إلى زينة وما زيد على الحسن فإنه يغير نعمة الخالق .يكون مشيك ووجهك ينظر إلى أسفل وأنت مطرقة مغطاة من كل ناحية وإذا غطت وجهها فتغطيه بفزع من نظر رجال غرباء)
    والآن لماذا تصورون السيدة مريم العذراء مرتدية دائمًا الحجاب، بينما النقاب هو الزى الشرعى لنساء بنى إسرائيل؟

    تعليق

    • abubakr_3
      مشرف عام

      • 15 يون, 2006
      • 849
      • مسلم

      #32
      س180- لقد أكد يسوع أنه ذكرهم باسم الله، وعرفه لهم.
      (6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. ..... 26وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ) يوحنا 17: 6، 26
      (... أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا نَحْنُ. 12حِينَ كُنْتُ مَعَهُمْ فِي الْعَالَمِ كُنْتُ أَحْفَظُهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي) يوحنا 17: 11-12
      وفى الترجمة المشتركة: (أظهرتُ لهم اسمك ، وسأظهره لهم)
      والإظهار لا يتم إلا من بعد الإخفاء. والتعريف بالشىء يكون من بعد جهله.
      فأين هو اسم الله؟ لقد ضاع من اليهود ، وضاع من المسيحيين؟
      فلماذا تجنب كتاب الأناجيل ذكر اسم الله تعالى؟
      (26وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ) يوحنا 17: 6، 26
      فمعرفة اسم الله إذن تتسبب فى حب الله لمن يعرف اسمه، كحبه ليسوع. فهل محبة الله فى طمس اسمه أو إخفائه؟ أهكذا بكل بساطة ضيعوا اسمه؟ قولوا لى بالله عليكم: ماذا كان الشيطان سيفعل غير ذلك؟
      (7طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ.) متى 5: 7
      فمن هو هذا الإله الذى سيرحمهم؟ لماذا بنيت الجملة للمبنى للمجهول، ولم يُذكر فيها اسم الله صراحة؟ ولا أعنى هذه الجملة بالذات، بل إن طمس اسم لله جاء عمدًا، ولم يُذكر فى طول الكتاب وعرضه. ور يغتر القارىء البسيط بوجود كلمة (الله) فى التراجم العربية، فهى فى لغات المخطوطات التى بين أيديهم إما (يهوه) وإما (زيوس) باليونانية. وهو اسم الإله الذى كان يُعبد من قبل الوثنيين اليونان. ومع ذلك لم يتورع المترجم من ترجمة اسم زيوس إلى الله، واسم يهوه إلى الله.
      وحتى لو ذكرت بلفظة أبانا أو أبى أو أبوكم، فما هو اسم ذلك الأب؟ فهل ضنَّ يسوع على نفسه أن ينطق صراحة باسم إلهه؟ أم اتبع عادة اليهود فى طمس اسم الله؟ كيف؟ وهو القائل: وعلمتهم اسمك الأعظم الذى علمتنى؟
      (45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ .... ) متى 5: 45
      (48فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.) متى 5: 48
      (وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.) متى 6: 6
      (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ.) متى 6: 9
      فهل هذه الأناجيل امتداد لما يؤمن به اليهود وانتقده يسوع، وحكم على تقاليدهم بأنها تحريف لأوامر الله؟
      (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9
      (6فَأَجَابَ: «حَسَناً تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً 7وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. 8لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: .. .. .. 9ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حَسَناً! رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ. .. .. .. 13مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللَّهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُوراً كَثِيرَةً مِثْلَ هَذِهِ تَفْعَلُونَ».) مرقس 7: 7-13
      لقد دعا يسوع الله قائلا: (28أَيُّهَا الآبُ مَجِّدِ اسْمَكَ». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ: «مَجَّدْتُ وَأُمَجِّدُ أَيْضاً».) يوحنا 12: 28
      فما هو اسم الآب هذا الذى مجده؟ وكيف مجده وقد طُمس من الكتاب بأكمله؟ فهل أخفى النسَّاخ بأوامر من جهة ما اسم الله من الكتاب؟ أم كتب هذه الكتب أعداء يسوع من اليهود وطبقوا تقاليدهم التى هاجمها فى الكتاب الذى نسبوه للرب؟
      يقول الرب فى كتابه: (لأَنَّهُ مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا اسْمِي عَظِيمٌ بَيْنَ الأُمَمِ .. .. وَاسْمِي مَهِيبٌ بَيْنَ الأُمَمِ) ملاخى 1: 11 ، 14
      فهل لم يعلم يسوع أن اسم الرب مهيب؟ فهل طمسه يسوع أم طمسه الكتَّاب؟
      ألم يخبر الرب موسى عليه السلام أنه أرسله ليُخبر باسمه فى كل الأرض؟
      (16وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا أَقَمْتُكَ لِأُرِيَكَ قُوَّتِي وَلِيُخْبَرَ بِاسْمِي فِي كُلِّ الأَرْضِ.) خروج 9: 16
      ألم يكن يسوع تابعًا لموسى عليه السلام؟ فلماذا لم يسر على نفس دربه ويخبر أمته على الأقل باسم الرب؟؟
      لقد قال الرب لدانيال: (لِيَكُنِ اسْمُ اللَّهِ مُبَارَكاً مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ لأَنَّ لَهُ الْحِكْمَةَ وَالْجَبَرُوتَ) دانيال 2: 20
      فما هو اسم الرب هذا الذى ينبغى أن يكون مباركًا من الأزل إلى الأبد؟
      عزيزى المسيحى: إن عباد الله المؤمنين هم الذين يعرفون اسم الله كما قال إشعياء. (6لِذَلِكَ يَعْرِفُ شَعْبِيَ اسْمِي.) أشعياء 52: 6 فهل أنت من شعب الله؟ لا. وكيف تكون من شعب الله وأنت لا تعرف اسمه؟
      عزيزى المسيحى: هل أنت من الهالكين أم من المخلصين؟ إن الهالكين لا يعرفون اسم الله، ومن عرف اسم الله نجَّاه الله من كل هم وضيق: (14لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي. 15يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ. مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقِ. أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ. 16مِنْ طُولِ الأَيَّامِ أُشْبِعُهُ وَأُرِيهِ خَلاَصِي.) مزامير 91: 14-16
      س181- هل تم تعميد يسوع أم لا؟ ومن الذى عمَّده؟ تقول الأناجيل:
      (9وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يَسُوعُ مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ وَاعْتَمَدَ مِنْ يُوحَنَّا فِي الأُرْدُنِّ.) مرقس 1: 9
      (13حِينَئِذٍ جَاءَ يَسُوعُ مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى الأُرْدُنِّ إِلَى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ مِنْهُ. 14وَلَكِنْ يُوحَنَّا مَنَعَهُ قَائِلاً: «أَنَا مُحْتَاجٌ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ وَأَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ!» 15فَقَالَ يَسُوعُ لَهُ: «اسْمَحِ الآنَ لأَنَّهُ هَكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرٍّ». حِينَئِذٍ سَمَحَ لَهُ.) متى 3: 13-15
      (21وَلَمَّا اعْتَمَدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضاً. وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي انْفَتَحَتِ السَّمَاءُ) لوقا 3: 21
      (29وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ. 30هَذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ يَأْتِي بَعْدِي رَجُلٌ صَارَ قُدَّامِي لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي. 31وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ. لَكِنْ لِيُظْهَرَ لِإِسْرَائِيلَ لِذَلِكَ جِئْتُ أُعَمِّدُ بِالْمَاءِ». 32وَشَهِدَ يُوحَنَّا: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ مِنَ السَّمَاءِ فَاسْتَقَرَّ عَلَيْهِ. 33وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي لِأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ ذَاكَ قَالَ لِي: الَّذِي تَرَى الرُّوحَ نَازِلاً وَمُسْتَقِرّاً عَلَيْهِ فَهَذَا هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. 34وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هَذَا هُوَ ابْنُ اللَّهِ».) يوحنا 1: 29-34
      لقد اختلفت الأناجيل فى إعطاء إجابة واحدة على هذا السؤال، ومن ثم أصبح لدينا أربع إجابات مختلفة كالآتى:
      1- تبعًا لمرقس 1: 9 تُذكر بصورة مقتضبة جدًا أن تعميد يسوع حدث فى وقت قدومه من ناصرة الجليل إلى الأردن.
      2- وتبعًا لمتى 3: 13-15 قال له يوحنا المعمدان (أَنَا مُحْتَاجٌ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ وَأَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ!)، وفى النهاية سمح له يسوع أن يعمِّده لإكمال كل بر. ويقول المفسرون إن يسوع غُمِّد على الرغم من أنه بار، لا يحتاج للتعميد، الذى هو بمثابة التطهُّر من الذنوب السابقة، وبداية عهد جديد مع الله.
      3- وتبعًا للوقا 3: 21 عُمِّد يسوع، ولكن لا يُعرف من الذى عمَّده. فقد أدخل يسوع نفسه فى زمرة الشعب، واعتمد مثلهم. ولا يمكن أن يكون تعميده قد حدث على يد المعمدان، لأنه كان فى تلك اللحظات فى السجن: (19أَمَّا هِيرُودُسُ رَئِيسُ الرُّبْعِ فَإِذْ تَوَبَّخَ مِنْهُ لِسَبَبِ هِيرُودِيَّا امْرَأَةِ فِيلُبُّسَ أَخِيهِ وَلِسَبَبِ جَمِيعِ الشُّرُورِ الَّتِي كَانَ هِيرُودُسُ يَفْعَلُهَا 20زَادَ هَذَا أَيْضاً عَلَى الْجَمِيعِ أَنَّهُ حَبَسَ يُوحَنَّا فِي السِّجْنِ.) لوقا 3: 19-20، وهذا يُخالف ما قاله متى مُخالفة صريحة.
      4- وتبعًا ليوحنا 1: 29-34 فبمجرد رؤية يوحنا ليسوع عرف أنه حمل الله، وابنه الذى يرفع الله به خطايا العالم. فلو كانت المعمودية ترفع الخطايا وتزيلها لكان صلب يسوع غير مبرر وزائد عن الحاجة، ويكون الرب قد ضحى بنفسه هباءً منثورا، وفى نفس الوقت اعتراف ضمنى بعدم قيمة المعمودية. ولو كان الصلب هو الذى خلص العالم من الخطيئة الأزلية، فما جدوى معمودية يسوع؟ وما جدوى استمرار التعميد حتى الآن؟ ولم يتبق لهم إلا طريق واحد وهو أن يقروا أن يسوع كان مخطئًا، وأن هذه المعمودية لغفران ذنوبه هو الشخصية، الأمر الذى ينفى عنه الألوهية.
      وفى الحقيقة هناك احتمال آخر، وهو ما يراه القرآن الكريم من أن الاستغفار هو نوع من العبادة، فيه من التوحيد ما فيه، حيث يعترف المستغفر أن الله هو وحده الذى يغفر الذنوب، فلا إله غيره، ولا قادر غيره، ولا صافح أو رؤوف أو ودود أو ... أو ... غيره. وكان استغفار الأنبياء لمعرفتهم قدر الله تعالى بصورة أكبر من الناس. فهو يعرف أن صلاته ليست الصلاة التى تليق بجلال الله تعالى وقدره. فيستغفر الله تعالى أنه لم يصلى أفضل من ذلك أو أكثر من ذلك. وأن هذه الصلاة لا تليق به، فهو يستحق صلاة وعبادة أفضل من ذلك، لكن حيلة العبد أقل من أن تُعطى الله تعالى حقه، الذى يليق به فى العبادة. وفى كل هذه الحالات السابقة يجب الإقرار أن يسوع عبدًا من عباد الله تعالى. لأن التعميد وطلب التوبة من الله لا يكون إلا من العبد. فهل كان يسوع كإله يطلب التوبة من نفسه؟ أم أن أقنوم الابن كان يطلب المغفرة من أقنوم الآب؟ فلو حدث ذلك لكان هناك تمايز بين الأقانيم، وكان أحدهم إله الآخر، والآخر عبد للأول.
      وقد ذكر يوحنا فى الإنجيل المنسوب إليه أن يسوع جاء إلى يوحنا، ولكنه لم يذكر أنه عمَّده. أضف إلى ذلك أن هذا الإنجيل كتب ليرفع قدر (ألوهية؟) يسوع. لذلك جعل الإنجيل تعميد الناس بالماء على يد المعمدان، ولكن تعميد الناس بالروح القدس على يد يسوع نفسه.
      وفى النهاية لم يذكر إنجيل يوحنا أن المعمدان قام بتعميد يسوع، واتفق فى ذلك مع لوقا. وخالف مرقس ومتى.
      والسؤال الذى يطرح نفسه هنا: هل عمَّد يوحنا المعمدان يسوع أم لا؟
      ويمكننا طرح السؤال بصورة مغايرة: هل عمَّد يوحنا المعمدان من الأساس؟ وكيف عمَّد يسوع الناس بالروح القدس؟ فالتعميد بالماء مفهوم، ويمكن تخيله، لكن كيف يتم التعميد بالروح القدس هذا؟ أليس هذا هو يوحنا الذى ذكر فى إنجيله أن يسوع لم يكن يعمِّد بل تلاميذه؟ فمتى عمَّد يسوع سواء بالماء أم بالروح القدس؟ (2مَعَ أَنَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ لَمْ يَكُنْ يُعَمِّدُ بَلْ تلاَمِيذُهُ) يوحنا 4: 2
      يقول البروفيسور بينكاس لابيدى أستاذ العهد الجديد فى كتابه (هل ترجم الكتاب المقدس بصورة صحيحة؟) ص70: لم يكن المعمدان يعمِّد أحدًا، بل كان ينادى بأن على كل إنسان أن يتوب بنفسه ويتطهَّر. فإن ما يحدث اليوم من وجهة النظر المسيحية بعيدًا عن الواقع، وتؤكد نسخة الإنجيل المنتسب إلى لوقا فى مجلد بيزا وجهة النظر هذه، وهو الأمر الذى لم يقبله قانون الكتاب المقدس، على الرغم من وجودها فى أحد المخطوطات الهامة له، بل أحد أهم مخطوطات العهد الجديد. فلا يوجد فى النسخة اليونانية شىء عن مُعمِّد أو مُعمَّد، وغالبًا ما يوصف المعمدان أنه هو الذى عمَّدَ نفسه، ولم يكن ليوحنا المعمدان دورًا غير أنه سيكون شاهدًا على التعميد. فقال النص اليونانى: (وعمَّدوا أنفسهم أمام يوحنا) لوقا 3: 7 نسخة بيزا، وهى باليونانية (enopion) وتعنى تعميد الذات، أو تعميد النفس أمام ..
      والآن: هل عُمِّد يسوع أم لا؟ وهل عمَّده المعمدان؟ وإن لم يكن المعمدان قد عمَّده، فمن الذى عمده؟ أم عمَّد يسوع نفسه وكان المعمدان شاهدًا عليه؟
      ويبدو أن تعميد الإنسان لنفسه كانت عادة منتشرة آنذاك.
      وعلى أحسن الفروض، وهو ما تعترف يه الكنيسة القبطية وغيرها أيضًا من الكنائس، أن المعمدان هو الذى قام بتعميد يسوع: ألا يدل هذا على سمو مكانة المعمدان وأهميتها عن يسوع؟ فكيف يكون النبى أعلى قدرًا من إلهه؟ ولو عرف المعمدان أن يسوع إلهه وإله البشر وعمَّده، لحكمنا بكفر المعمدان نفسه، إذ لا يليق بنبى أو إنسان أن يضع إلهه فى منزلة أقل من منزلته هو نفسه!
      وإن قالوا: إن هذا يُعد نوع من تواضع الإله. لقلنا لا يليق بالإله أن يحقر نفسه باسم التواضع، ويحط من شأن نفسه ويصغرها أمام عبيده، حيث سينفى هذا عنه صفات الألوهية فى بعض الأوقات، حتى ولو كانت النية ظهوره بمظهر المتواضع. فهو فى لحظة تعميده على يد البشر لم يكن الإله الأعظم، ولا الأكبر.
      س182- يقول مرقس 6: 32 و45 و53 (1وَخَرَجَ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى وَطَنِهِ وَتَبِعَهُ تَلاَمِيذُهُ. .... 32فَمَضَوْا فِي السَّفِينَةِ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ مُنْفَرِدِينَ. ... 45وَلِلْوَقْتِ أَلْزَمَ تَلاَمِيذَهُ أَنْ يَدْخُلُوا السَّفِينَةَ وَيَسْبِقُوا إِلَى الْعَبْرِ إِلَى بَيْتِ صَيْدَا حَتَّى يَكُونَ قَدْ صَرَفَ الْجَمْعَ. ... 53فَلَمَّا عَبَرُوا جَاءُوا إِلَى أَرْضِ جَنِّيسَارَتَ وَأَرْسَوْا.)
      فبعد أن أطعم يسوع الخمسة آلاف فى شرق الأردن، أرسل تلاميذه إلى بيت صيدا الواقعة على الجانب الغربى. فموقع المدينة إذن كان بالقرب من الشاطىء الغربى لبحر الجليل فى منطقة كفرناحوم وكورزين، حيث يوجد الآن رديم وأطلال.
      وإذا ما قارنا ما ذكره مرقس أعلاه بما قاله لوقا فى (10: 9-17) نجد مدينة أخرى تُدعى أيضًا بيت صيدا، تقع بالقرب من الشاطىء الشمالى الشرقى لبحيرة طبرية. وفيها قام يسوع بإشفاء الأعمى (مرقس 8: 22). وجرت أيضًا معجزة إطعام الخمسة آلاف نفس بالقرب من هذه المدينة (لوقا 9: 10-17؛ متى 14: 13-21؛ مرقس 6: 31-44؛ يوحنا 6: 1-14).
      وسميت هذه المدينة فيما بعد باسم (جوليا)، وهى ابنة الإمبراطور أغسطس (وقيل زوجته). وذلك بعد أن قام أميرها فيليب بتوسعتها، وتُسمى هذه المدينة اليوم باسم التل، وبها عدة صخور قديمة، وبعض الكهوف. ومازال الأمر لم يُحسم بعد.
      الأمر الذى يعنى أنه من المستحيل أن تكون الأحداث المذكورة أعلاه قد حدثت فى بيت صيدا الواقعة على الجانب الغربى أو حتى بالقرب منها.
      وعلى ذلك نجد بيت صيدا فى مكانين مختلفين تمامًا عن بعضهما البعض. فماذا يفعل شارحو الكتاب المقدس أمام هذا المأزق، الذى وضعهم فيه كاتب الأناجيل الذى لا يعرف جغرافية فلسطين؟
      لقد ادعوا وجود مدينتين بنفس الاسم، أحدهما على الشاطىء الشرقى لنهر الأردن قرب مصبه في بحر طبرية، وتقع بيت صيدا الأخرى (وأسموها صيدا الجليل) على الجانب الغربى لنهر الأردن قرب بحيرة طبرية.
      ذكرت بيت صيدا فى العهد الجديد سبع مرات: خمس منها فى الأناجيل الثلاثة المتوافقة (متى 11: 21؛ مرقس 6: 45، و8: 22؛ لوقا 9: 10، و10: 13)، ومرتين عند (يوحنا 1: 44 و12: 21).
      وقد أشار يوحنا فى إنجيله أن بيت صيدا كانت منشأ التلاميذ (أندريا وسيمون بطرس وفيليب) يوحنا 1: 44، 12: 21.
      ويرتبط بيت صيدا عند مرقس أو لوقا بثلاث معجزات قام بها يسوع: مشيه على الماء (مرقس 6: 45-52)، وشفاء الأعمى (مرقس 8: 22-26) وإطعام الخمسة آلاف (لوقا 9: 10-17).
      لقد وضع يوحنا وبلينيوس بيت صيدا (جوليا) فى الجليل. وهو أمر غير دقيق؛ لأن الجليل تنتهى على شاطىء الأردن، وكانت بيت صيدا تقع فى منطقة بتنية Batanäa [بيت عنيا] فى جولانتيس Gaulanitis [الجولان]. ويُذكر أيضًا أن بيت صيدا ذُكرت فى مرقس ومتى ويوحنا 1: 44 دون معطيات جغرافية محددة.
      وقد أقر يوسيفوس فلافيوس فى (الحرب اليهودية 3: 10: 7) أن بيت صيدا تقع على الضفة الشرقية لنهر الأردن. ونعلم ذلك أيضًا من التلمود (شيكاليم 4: 2)؛ لأنها كانت تقع ضمن منطقة نفوذ الحاكم فيليب، وكان نهر الأردن يكوِّن حدود منطقة نفوذ الحاكم هيرودس أنتيباس (العاديات اليهودية 18: 2: 1)، ثم طواها النسيان منذ زمن الحروب الصليبية.
      إلا أن موقع المدينة قد طواه النسيان، وذلك بعد أن حدث زلزال مدمِّر عام 363م دُمِّرت المدينة على أثره، وأصبحت أثرًا بعد عين، وصار موقعها أمر غير مؤكد. لذلك كان يبحث حجاج العصور الوسطى عن بيت صيدا الإنجيلية فى منطقة كفرناحوم. وفى بعض خرائط الحجاج أبدلوا موقع الاثنين ببعضهما البعض. أما حديث بعض الحجاج عن زيارتهم لبيت صيدا، حيث كانوا، فلم يعد فى مقدور العلم اليوم توضيح ذلك الموقع.
      ولكن إن تدمير هذه المدينة فى زلزال عام 363م وطمسه لموقعها ليدل على أن الأناجيل كتبت بعد هذا الزمن، حيث لم يحدد الكاتب بدقة موقعها، ولم يتفقوا على مكان محدد لهذه المدينة. وقد حددت خرائط فلسطين الأوروبية الحديثة موقع بيت صيدا على جانبى بحيرة جنيسرات الشرقى والغربى.
      لكننى أتخيل لو حدث زلزال ودمر جزيرة الزمالك التى تقع على الجانب الشرقى للنيل، ومحاها من الوجود (حفظها الله وأهلها!). فهل سيختلط على الناس أو العلماء موقعها بالضبط، ويظن البعض أنها كانت فى الغرب بدلا من الشرق؟ فى الحقيقة إن هذه التبريرات مثيرة للعجب، وأعتقد أن هذا نتيجة للتخبط، وعدم رغبتهم فى مصارحة قراء هذا الكتاب، والمؤمنين به بحقيقة الأمر، وهو أن كُتَّاب هذه الأناجيل لم يكونوا من تلاميذ يسوع، ولم يعرفوا فلسطين، أو يزوروها مرة فى حياتهم، وأنها كتبت فى القرن الرابع بعد أن طمست معالم فلسطين الجغرافية!!
      ففى القرن الـ 19 بدأت حوارات نكثفة حول موقع بيت صيدا، تبعًا لما ذكره يوحنا 12: 21. إذ لا يُعقل أن يقوم يسوع بعدة معجزات فى بيت صيدًا التى تقع على الجانب الشرقى للبحر، ثم يرسل تلاميذه للجانب الغربى، فى الوقت الذى يقول فيه أحد الأناجيل الأخرى إن بيت صيدا يقع على الجانب الغربى من البحر. الأمر الذى يعنى إما أن المعجزات التى تمت فى الجانب الشرقى ما هى إلا رواية كاذبة، غير تاريخية، ولم تحدث، وهى من اختراع كاتب لا يعرف فلسطين ولا جغرافيتها، وبالتالى فهو ليس من التلاميذ، ولا حتى من أتباعهم. وإما إرسال التلاميذ بعد إتمام المعجزات أمر كاذب لم يحدث، وبالتالى فإن كاتب هذا الكلام لا يتورع أن يضع على لسان يسوع ما يريده هو، ولا علاقة للروح القدس فى كل الأحوال بهذه الرواية. لأنه لا يُعقل أن يُخطىء وحى الرب فى معلومة ما. ولا يتبق لنا إلا أن الكاتب لا يعرف موقع المدينة بالضبط، ففبركها.
      وافترض الباحثون وجود مكانين باسم بيت صيدا: وهما بيت صيدا العهد الجديد، وبيت صيدا الذى ذكره يوسيفوس فلافيوس باسم (جوليا). وافترضوا لبيت صيدا العهد الجديد الأماكن الآتية: العرج، وخربة المنجة، وتبغا. وافترضوا أيضًا أن بيت صيدا (جوليا) هى موقع (التل) اليوم.
      وحسمت لجان المناقشة والبحث الأمر على أن منطقة التل هى المكان الذى كانت تقع به مدينة بيت صيدا. وهو الأمر الذى ينفيه ويرفضه جانب آخر من الباحثين.
      وفى نهاية القرن التاسع عشر تزايدت المطالبة بالإقلاع عن الحديث عن وجود مدينتين باسم بيت صيدا، وقالوا بوجود مدينة واحدة فقط هى (التل) اليوم. حيث عثروا على كميات كبيرة من الفخار، الذى يرجع إلى العصر الرومانى.
      وجاءت موسوعة قاموس الكتاب المقدس مادة (بيت صيدا شرق نهر الأردن) فى العصر الحديث لتكذب هذا فقالت: (اسم ارامي معناه "بيت الصيد" (مت 11: 21) يطلق هذا الاسم على مدينتين: كانت أحداهما على الشاطئ الشرقي من نهر الأردن قرب مصبه في بحر طبرية. وبقربها كانت برية بيت صيدا (مت 14: 15-20 ولو 9: 10). وهي مدينة في شرقي الاردن في منطقة خلاء (أي ارض غير مزروعة تستخدم للرعي) وفيها اشبع يسوع الجموع من خمس خبزات وسمكتين (مر 6: 32 44، لو 9: 10 17) ولا شك في انها هي قرية "بيت صيدا" في جولونيتس السفلى، رفعها فيلبس رئيس الربع إلي مرتبة المدينة ودعاها "جولياس" تكريما لـ"جوليا" ابنة اوغسطس قيصر. وهي تقع بالقرب من ملتقى نهر الاردن ببحيرة جنيسارت ولعلها تقع عند "التل". وهو تل من الاطلال إلي الشرق من الأردن على مرتفع يبعد ميلا واحدا عن البحر. ولما كان هذا الموقع بعيدا عن البحر، فان شوماخر يرى ان بيت صيدا كقرية اشتهرت بالصيد كانت تقع عند "العرج" (el Arag) .... ولا يمكن ان تكون "بيت صيدا جولياس" هي نفسها "التل" وذلك لان ما بالربوة من أوان فخارية، يرجع إلي العصر البرونزي، فهي اذا لم تكن مسكونة في زمن ربنا يسوع المسيح. ومازال موقع بيت صيدا غير محدد تماما، الا انه من المحتمل جدا انه كان قريبا من الركن الجنوبي الشرقي لذلك السهل الواسع (يو 6).)
      يقول قاموس الكتاب المقدس مادة (بيت صيدا الجليل): (..... وكانت الأخرى تدعى بيت صيدا الجليل، في الجهة الغربية من نهر الأردن قرب بحيرة طبرية بقرب خان منيه. وهي مدينة اندراوس وبطرس وفيلبس (يو 1: 44) أما "طمسن" فيظن أن ليس إلا بيت صيدا واحدة، وأنها عند أبي زاني الحالية، بجانب مصب الأردن في بحيرة طبرية وذلك لأن الكلمات "لمدينة صيدا" محذوفة من بعض النسخّ. وهى المدينة التي عاش فيها فيلبس وأندراوس وبطرس (يو 1: 44، 12: 21)، وربما عاش فيها ايضا يعقوب ويوحنا. ويبدو ان منزل أندراوس وبطرس لم يكن يبعد كثيرا عن مجمع كفر ناحوم، ولعل بيت صيدا كانت قرية الصيد لمدينة كفر ناحوم. ولكنا لا نعلم موقعها على وجه التحديد. وتوجد قرية على قمة جبلية صخرية إلي الشرق من بلدة "خان منيا" تسمى "الشبخ على الصيادين" (او على شيخ الصيادين) وهى كا يبدو من الاسم تحمل في شقها الاول اسم احد الاولياء، وتحتفظ في شقها الثاني بما يدل على أنها "بيت الصيادين" (أي بيت صيدا). ويوجد بالقرب منها موقع " عين التبغة " التي يظن كثيرون انها " بيت صيدا الجليل". وتندفع المياه الدافئة من العيون الغزيرة نحو خليج صغير في البحيرة، حيث تتجمع الأسماك باعداد هائلة، وهو ما ينشده الصيادون. فان كانت كفر ناحوم عند "خان منيا" فمعنى ذلك انهما كانتا متجاورتين. وقد اندثر الكثير من الأسماء القديمة للمدن، كما تغيرت مواقع البعض الأخر مما يجعل من الصعب تحديد أماكنها بالضبط.)
      فلك أن تتخيل أن اسم المدينة التى نشأ فيها يسوع وتسمَّى باسمها غير معروفة، وهى الناصرة، ولم يذكرها التلمود أو المؤرخ فيلو أو غيره حتى القرن الرابع!!
      ولك أن تتخيل أنهم لا يعرفون إلام تشير النبوءة التى تقول إنه سيدعى ناصريًا!
      ولك أن تتخيل أنهم يفترضون أن متى هو لاوى جامع الضرائب!
      ولك أن تتخيل أن تفاسيرهم أجمعت على أن متى نسخ معظم إنجيل مرقس، وأضاف عليه من مصادر أخرى، على الرغم من أن متى المفترض هنا هو التلميذ الذى كان يرافق يسوع فى كل مكان، فهو شاهد العيان، وأن مرقس (كما يقولون) فهو مترجم بطرس. فلك أن تتخيل أن شاهد العيان ينسخ حوالى 85% من كتاب آخر!!
      ولك أن تتخيل أن يوحنا الأمى، عديم العلم، الذى لم يكن يقرأ ولا يكتب، كتب إنجيله بلغة يونانية، لا عيب فيها ولا خطأ!!
      (13فَلَمَّا رَأَوْا مُجَاهَرَةَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا وَوَجَدُوا أَنَّهُمَا إِنْسَانَانِ عَدِيمَا الْعِلْمِ وَعَامِّيَّانِ تَعَجَّبُوا. فَعَرَفُوهُمَا أَنَّهُمَا كَانَا مَعَ يَسُوعَ.) أعمال الرسل 4: 13 الفاندايك
      (فَتَعَجَّبَ الْمُجْتَمِعُونَ مِنْ جُرْأَةِ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا، لَمَّا عَرَفُوا أَنَّهُمَا غَيْرُ مُتَعَلِّمَيْنِ وَأَنَّهُمَا مِنْ عَامَّةِ الشَّعْبِ، فَأَدْرَكُوا أَنَّهُمَا كَانَا مَعَ يَسُوعَ) ترجمة كتاب الحياة
      (فلمَّا رأى أعضاءُ المَجلِسِ جُرأةَ بُطرُسَ ويوحنَّا، تَعَجَّبوا لأنَّهُم عَرَفوهُما أُمِّيَّينِ مِنْ عامَةِ النّـاسِ. ولكنَّهُم عَلِموا أنَّهُما كانا قَبلاً معَ يَسوعَ) الترجمة المشتركة
      (فلمَّا رأََوْا جُرْأََةَ بُطرسَ ويوحنَّا، وعَلِموا أَنَّهما رَجُلانِ مِنْ عامَّةِ الشَّعبِ وأُمِّيَّانِ، تَعَجَّبوا. وكانوا يَعْرفونَ أَنَّهما كانا مَعَ يَسوع؛) الترجمة البولسية
      (فلَمَّا رَأَوا جُرأَةَ بُطرُسَ ويوحَنَّا وقَد أَدركوا أَنَّهما أُمِّيَّان مِن عامَّةِ النَّاس، أَخَذَهُمُ العَجَب، وكانوا يَعرِفونَهما مِن صَحابَةِ يسوع،) الترجمة الكاثوليكية
      ولك أن تتعجب أنهم لا يعرفون موقع (وادى بكة) فأسموه وادى البكاء، على الرغم من أنه اسم علم، وأسماء الأعلام لا تُترجم! (مزمور 84: 6)
      ولك أن تتخيل أنهم نسبوا لهيرودس قتل 200 أو 2000 من أطفال بيت لحم، ولا يوجد فى التاريخ من يُدعم هذه القصة!!
      ولك أن تتخيل أنهم لا يعرفون كيف ذهب يوسف النجار مع خطيبته ليكتتبا فى بيت لحم، وهما لم يعلنا زواجهما بعد، أى ذهبا بأنفسهما ليثبتا على أنفسهما جريمة زنى!!
      ولك أن تتعجب أنهم لا يعرفون اسم إلههم، فيقولون الآب أو أبانا!
      ولك أن تتخيل أن اسم يهوه ليس اسمه الحقيقى، فقد فُقدَ اسم الله الحقيقى، ومن ثم فقدت صفاته الدالة عليه، فاخترعوا له هذه الحروف الأربعة.
      ولك أن تتخيل أنهم لا يعرفون موقع المدينة التى أقام فيها يسوع عدة معجزات منها إطعام خمسة آلاف من البشر!!
      س183- يقول لوقا فى افتتاحيته: (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4
      وهذا يعنى أنه كانت هناك عمليات كثيرة لتدوين قصة يسوع، يقوم بها أناس مختلفى المشارب، منهم من يكتب عن علم، ومنهم من يُضلل، أو نقول بحسن نية إنه يكتب عن جهل، الأمر الذى سيتسبب فى ضلال الكثيرين. وأن شهود العيان من التلاميذ لم يكتبوا إنجيلا، بل أعطوا لوقا الوثائق التى لديهم ليكتب بدقة. فهذا اعتراف من لوقا أن التلاميذ لم يكتبوا إنجيلا. فمن أين جاءت هذه الأناجيل التى سبقت لوقا، وأعنى بهم مرقس ومتى؟
      س184- رفض يسوع أن يأذن للكاتب أن يذهب ليدفن أبيه المتوفى: (21وَقَالَ لَهُ آخَرُ مِنْ تَلاَمِيذِهِ: «يَا سَيِّدُ ائْذَنْ لِي أَنْ أَمْضِيَ أَوَّلاً وَأَدْفِنَ أَبِي». 22فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اتْبَعْنِي وَدَعِ الْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ».) متى 8: 21-22
      ومن هذه الفقرة نفهم أن الكاتب يعلم أن أباه قد مات، وينتظر الإذن من يسوع ليذهب ليدفنه. ويرفض يسوع طلب الرجل الذى أراد أن يبر أباه، ويدفنه. قائلا له عبارة لا تُفهم إلا على سبيل المجاز: (اتْبَعْنِي وَدَعِ الْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ).
      إن الموتى لا يَدفنون، بل يُدفنون. وعلى ذلك فقد شهد يسوع على أهل هذا الرجل بأنهم من الفاسدين، الذين سيرثون الموت، أى سيخلدون فى نار جهنم. وعلى ذلك فإن المفهوم لابد أن يكون دع هؤلاء الهالكين (أهلك أو جيرانك أو الاثنين معًا) يدفنون موتاهم.
      إن اتباعه ليسوع ليتعلم منه البر والصلاح، فأين البر الذى سيتعلمه الرجل من هذا الموقف؟
      لكن فى الحقيقة يقول البروفيسور بينكاس لابيدى أستاذ العهد الجديد: إن كلمة مدينة تعنى matta، بينما تعنى كلمة ميت metta، فأخطأ الكاتب فى نقل هذا الحرف المختلف بين الكلمتين، فجاءت الترجمة على هذا النحو. وعلى ذلك يجب أن يكون قول يسوع: دع المدينة تدفن ميتها. لأن هذا واجب من الواجبات التى تفرضها تعاليم موسى والأنبياء على المؤمنين بهم.
      لكن كيف فات هذا على كل المترجمين طوال ألفين سنة؟
      فى الحقيقة إن تفسير البروفيسور بينكاس لابيدى قد يكون مقنعًا لولا النصوص الأخرى التى تشير إلى أن يسوع جاء ليهدم الأسرة ويفرق أفرادها عن بعضهم البعض، وليقوِّض كل بر، منها: (25وَكَانَ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ سَائِرِينَ مَعَهُ فَالْتَفَتَ وَقَالَ لَهُمْ: 26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.) لوقا 14: 26
      (34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. 35فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا. 36وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ. 37مَنْ أَحَبَّ أَباً أَوْ أُمّاً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي وَمَنْ أَحَبَّ ابْناً أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي) متى 10: 34-37
      س185- من الأخطاء غير القابلة للتأويل أو الإصلاح هو الخطأ الحادث بين مرقس ويوحنا فى تحديد موعد موت يسوع. فبينما يكون وقت صلب يسوع فى الساعة الثالثة عند مرقس 15: 25 (25وَكَانَتِ السَّاعَةُ الثَّالِثَةُ فَصَلَبُوهُ.)، يكون صلبه فى الساعة التاسعة عند يوحنا 19: 14-16 (14وَكَانَ اسْتِعْدَادُ الْفِصْحِ وَنَحْوُ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ. فَقَالَ لِلْيَهُودِ: «هُوَذَا مَلِكُكُمْ». 15فَصَرَخُوا: «خُذْهُ! خُذْهُ اصْلِبْهُ!» قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «أَأَصْلِبُ مَلِكَكُمْ؟» أَجَابَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ: «لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلاَّ قَيْصَرُ». 16فَحِينَئِذٍ أَسْلَمَهُ إِلَيْهِمْ لِيُصْلَبَ.)
      ومعنى ذلك أنه بينما كان يسوع يقف أمام الكهنة يحققون معه عند يوحنا، كان يسوع على الصليب عند مرقس. فمن الذى أخطأ من الكاتبين: مرقس أم يوحنا؟ أم أخطأ الاثنان ولم يُصلب كما تقول الأناجيل التى ترجع إلى القرون الأولى من التوقيت، وترفضها الكنيسة؟
      لقد أجمع علم اللاهوت على أن الأناجيل كتبت بعد وقوع الأحداث التى تصورها بعدة عشرات من السنين. ومن هنا كان لابد أن يحدث عدم اتفاق فى رواية الأحداث.
      وهنا تتبع الكنيسة هذا التأويل: تبعًا لبلينوس الأكبر (بفرض صحة كلامه) إن اليوم يبدأ عند البابليين مع شروق الشمس، وينتهى عن شروق شمس اليوم التالى. ويخالفهم الأثينيون ويحسبون يومهم من غروب الشمس إلى غروب شمس اليوم التالى. يُخالفهم المصريون والرومانيون، فقد كان اليوم عندهم يبدأ من منتصف الليل، وينتهى بقدوم منتصف الليل التالى. ومن المعروف أن إنجيل يوحنا له الطابع الرومانى فى أفكاره.
      فلو تكلم يوحنا عن الساعة السادسة فمعنى هذا أنها الساعة السادسة تبعًا للحساب الرومانى، أى ست ساعات بعد منتصف الليل أى فى السادسة صباحًا. وكان يسوع فى هذا الوقت مقبوضًا عليه قيد التحقيق والاستجواب. وتبعًا للكهنة العبرانيين العبرى يبدأ يوم العمل فى السادسة صباحًا.
      وتبعًا لمرقس فإن يسوع صلب فى الساعة الثالثة أى فى التاسعة صباحًا تبعًا للحساب اليهودى، حيث يتم حساب يوحنا تبعًا للتوقيت الرومانى، بينما يحسب عند مرقس تبعًا للحساب اليهودى. وعلى ذلك فإنه بعد ثلاث ساعات من التحقيق مع يسوع عند يوحنا، تم إعدامه عند مرقس.
      لكن هذا سوف يوقع الكنيسة فى عدة مآزق: ما الذى جعل يوحنا اليهودى يتمسك بتقاليد الرومان دون تقاليد اليهود، على الرغم من أنه يكتب كتابًا دينيًا لليهود أتباع يسوع الجدد؟ بل ما الذى جعل الروح القدس (المتحد مع يسوع والآب) الذى أوحى هذا الكتاب يتمسك عند مرقس بالتقاليد اليهودية، ويخالفه بالحساب الرومانى عند يوحنا؟ فهل كان يسوع يميل إلى التقاليد الرومانية أكثر من التقاليد اليهودية؟ فكيف يكون المسِّيِّا ومن المفترض أنه سيقضى على الإمبراطورية الرومانية بتراثها الآسن الظالم؟
      وهل كان من المنطق أن يُخالف يوحنا نظم الرومان وتقاليدهم وقوانينهم ويتركونه حيًا؟ أم كتب هذا الإنجيل فى القرن الرابع بعد إصدار قانون التسامح الدينى، ورفع يد الرومان عن المسيحيين لعتنقوا ما يريدون؟
      لقد كان يسوع فى حياته يخاف من قيصر، ويدفع له الجزية، ولم يستطع أن يتفوَّه ضده بكلمة واحدة تغضبه. فهل بعد موته أثبت شجاعة منقطعة النظير وخالف قيصر وقوانينه وغيَّر من تقاليد الرومان عند مرقس وحسب بالحساب العبرى؟ وهل لم يعلم الروح القدس أنه بعد عدة سنوات أو مئات السنوات سيحدث هذا اللغط، وسيظن الناس فى الكتاب الظنون؟ فلماذا لم يفرض على الكاتب حساب محدد وأفكار ثابتة بين الأناجيل الأربعة؟ ولماذا لم يكتف بإنجيل واحد حتى لا تظهر مثل هذه الاختلافات البينة بينها؟
      كيف يكون فى بلد ما توقيتان؟ إن هذا جنوح يجانب الصواب، ويجافى العقل ويأباه المنطق؟ وكل هذا كان بفرض وجود ثلاث طرق لحساب التوقيت فى فلسطين أو فى الإمبراطورية الرومانية!!
      س186- نادى يوحنا المعمدان بالعودة إلى الله قائلا: (تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ.) متى 3: 2، وهو نفس ما نادى به يسوع نفسه: (17مِنْ ذَلِكَ الزَّمَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ : «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ».) متى 4: 17، وهى مع الأسف ترجمة خاطئة، ظهرت واستمرت منذ أيام مارتن لوثر، فالكلمة اليونانية المذكورة فى المخطوطات هى (metanoiete) وترجمتها الصحيحة هى (عودوا) أو (ارجعوا). ومن بالغ ذكاء مارتن لوثر أن غير فى الترجمة تجنبًا للمأزق الذى سنراه الآن.
      وكانت هذه الأوامر موجهة لليهود. فإلى أى عقيدة كان يطالبهم المعمدان بالعودة إليه؟ فهل كان يطالبهم بالعودة إلى الوثنية؟ لا أعتقد ذلك. وإلى أى عقيدة كان يطالبهم يسوع بالعودة إليه؟ إنهما طالبا اليهود إلى العودة إلى ناموس الرب وتوراته، ونبذ تقاليد الكهنة، التى أبدلوا شرع الله بتقاليدهم.
      (6فَأَجَابَ: «حَسَناً تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً 7وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. 8لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: .. .. .. 9ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حَسَناً! رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ. .. .. .. 13مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللَّهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُوراً كَثِيرَةً مِثْلَ هَذِهِ تَفْعَلُونَ».) مرقس 7: 7-13
      (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9
      س187- ما هى تهمة الذين صُلبوا مع يسوع؟
      لقد ذكر يوحنا أن اثنين صلبا مع يسوع بصورة عابرة، دون أن يُحدد تهمة ما لأى منهما. (18حَيْثُ صَلَبُوهُ وَصَلَبُوا اثْنَيْنِ آخَرَيْنِ مَعَهُ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَا وَيَسُوعُ فِي الْوَسْطِ.) يوحنا 19: 18
      أما لوقا فقد أدانهما بقوله (الْمُذْنِبَيْنِ)، ولكنه لم يُحدد أيضًا تهمة أى منهما بدقة: (33وَلَمَّا مَضَوْا بِهِ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُدْعَى «جُمْجُمَةَ» صَلَبُوهُ هُنَاكَ مَعَ الْمُذْنِبَيْنِ وَاحِداً عَنْ يَمِينِهِ وَالآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ.) لوقا 23: 33
      وأقر كل من متى ومرقس أنهما كانا لصين: (38حِينَئِذٍ صُلِبَ مَعَهُ لِصَّانِ وَاحِدٌ عَنِ الْيَمِينِ وَوَاحِدٌ عَنِ الْيَسَارِ.) متى 27: 38
      (27وَصَلَبُوا مَعَهُ لِصَّيْنِ وَاحِداً عَنْ يَمِينِهِ وَآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ. 28فَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ».) مرقس 15: 27-28
      إلا أن هناك تراجم أخرى لمتى 27: 38 ومرقس 15: 27 تذكر أنهما كانا من القتلة أو من المتمردين الثائرين أو من المجرمين بدلا من لصوص، وذلك لاختلافهم فى ترجمة الكلمة اليونانية (Lästai):
      Then were there two thieves crucified with him, one on the right hand, and another on the left. (KJV, WEB)
      Then two robbers were crucified with Him, one on the right and another on the left. (NKJV, NIV, ESV, NASB, RSV, ASV, YLT, DBY, HNV)
      Two revolutionaries* were crucified with him, one on his right and one on his left. (NLY) Footnote: * Or criminals; also in 27:44.
      إلا أن هذه التهمة تثير اليوم أفكار قارىء اليوم، فيذهب نفر منهم إلى أنهما ربما كانا من قاطعى الطريق، الذين يسرقون المارين بالإكراه. إلا أن أمثال هؤلاء اللصوص لم يثيروا العدالة الرومانية قيد أنملة، ولم يحضرهم أحد للمحاكمة، بل كانت محاكمتهم تُعقد فى نفس مكان السرقة أو القبض عليهم بصورة سريعة. ولم تكن عقوبتهم الصلب. وهو السبب الذى من أجله يتم التلاعب فى تهمتهما. إذ كيف جاءوا باثنين هذه تهمتهما ليُصلبا مع يسوع؟ إن هذا الأمر لتزوير للحقائق التاريخية، وتأييف لنصوص الأناجيل لتقابل نبوءة ما فى العهد القديم!!
      وهو ما تفرَّد مرقس، إذ يُحدد السبب الذى من أجله جاءوا بهذين الاثنين فيقول: (28فَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ».) مرقس 15: 28، ولا تعرف الأناجيل الأخرى هذه الجملة، الأمر الذى يشير إلى أنها ربما تكون إضافة فى وقت لاحق.
      لذلك حذفت الترجمة الكاثوليكية اليسوعية الجملة رقم (28) من النص نهائيًا، وأبقت فقط على الرقم فى نسختها على النت، بينما فى نسختها الطبعة السادسة عام 2000 ذكرت فى هامش الصفحة 175 تحت رقم 21 الآتى: (فى بعض المخطوطات، هذه الآية: «فتمَّت الآية التى ورد فيها "وأُحصِىَ مع المجرمين». وهى استشهاد بـ أش 53/12 (راجع لو 22/37). هذه الطريقة فى الاستشهاد لا تتفق مع عادة مرقس فى استعماله نصوص العهد القديم. إنه لأمر مدهش أن لا تتضمَّن رواية الآلام عند مرقس أى استناد صريح إلى صورة العبد المتألم الوارد ذكره فى اش 53.)
      ووضعتها الترجمة العربية المشتركة (مرقس 15: 28) بين قوسين معكوفين، أى أخرجتها من متن النص المقدس، وكتبت فى هامشها (لا ترد هذه الآية فى معظم المخطوطات القديمة رج لو 22: 37؛ اش 53: 12).
      (12لِذَلِكَ أَقْسِمُ لَهُ بَيْنَ الأَعِزَّاءِ وَمَعَ الْعُظَمَاءِ يَقْسِمُ غَنِيمَةً مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ.) إشعياء 53: 12
      وهذا لا يعنى إلا أن هناك من تدخَّل، وعدَّل كلمة الرب، غير المتفقة هنا مع ما تؤمن به الكنيسة، ليحدث إنسجام، وتتطابق كلمة الرب مع ما تدين به الكنيسة وتعتقد فى صحته.
      والأغرب من ذلك أن هذا القول لا يتفق مع نبوءة إشعياء نفسها. فلم يسكب يسوع نفسه للموت، بل كان يصلى بأشد لجاجة أن يذهب الله عنه كأس الموت، بل نزل له ملاك من السماء يهديه، حيث نزلت قطرات عرقه كقطرات من الدماء: (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.) لوقا 22: 41-44
      ودُفِعَ دفعًا للموت عن طريق خيانة يهوذا الإسخريوطى، ولم يذهب طواعية للموت: (48فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «يَا يَهُوذَا أَبِقُبْلَةٍ تُسَلِّمُ ابْنَ الإِنْسَانِ؟») لوقا 22: 48
      أما كونه حمل (خطايا كثيرين)، فهناك نص يشير إلى أنه حمل خطايا العالم كله، وليس كثيرين فقط:
      فيقول بولس: (23إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ 24مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ 25الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ.) رومية 3: 23-25
      ويقول إن الخطية أصابت كل الناس: (31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية 8: 31-32
      ويقول: (18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ) رومية 5: 18
      وبقوله: (بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
      إذن فهى لا تصيب يسوع، لأن يسوع حمل خطايا العالم كله، وليس كثيرين، وشفع فى مذنبين، وليس فى جميع الناس، الأمر الذى يعنى أن هناك من الأبرار الذين لم تصيبهم على الأقل لعنة الخطيئة الأزلية، فلم يحتاجو إلى شفاعته: (وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ.) إشعياء 53: 12
      إن كلمة (Lästai) أخذت من لغة الرومان الخاصة بالدعاية، واستعملها متى ومرقس دون نقد أن تعديل. وكانت منطقة الجليل قبل مجىء هيرودس للحكم تعج بالمتمردين على الحاكم الرومانى. هذا وقد استعمل هيرودس هذه الكلمة لوصف المتمردين على حكمه، بقوله (هذه العصابة)، التى قد تعنى مجموعة من الناس، وقد تعنى أيضًا عصابة من اللصوص القتلة، وكان ذلك قبل مولد يسوع بزمن كبير. وكان هدفه من استعمال هذه الكلمة تفريق الناس الطيبين عن هذه المجموعة المتمردة، بوصفه لها أنها من اللصوص القتلة.
      إن كلمة (Lästai) هذه تعنى التمرد على كل حكم إلا حكم الله، فهى تعنى (لا حاكم علينا إلى الله)، فهم مجموعة إذن من المؤمنين الذين لا يقبلون غير حكم الله عليهم. ومعنى ذلك أنهما ليسا من اللصوص أو السرَّاق أو القتلة، بل من المتمردين على حكم الرومان، المطالبين بحكم الله. راجع أيضًا (العاديات) 14: 9: 4
      فلماذا صلبوا هذين المؤمنين مع يسوع؟ ولماذا جدف أحد هذين المؤمنين على يسوع؟ ألم يكن يعلم أنه إلهه المتجسد؟ ألم يعلم أنه نبى الله الذى أرسله إليهم؟ أم كان يحتقره لأنه من المنادين بحكم الله على أرض الله، بينما هادن يسوع قيصر، وأمر أن يُعطى ما لقيصر لقيصر؟ أم كفر بيسوع وأحس أنهم أحق منه بالألوهية أو النبوة لأنه كان يدفع لقيصر الجزية واستسلم له؟ فلماذا يُصلب يسوع المهادن لقيصر مع الشهداء؟ وهل الشهداء يحتاجون إلى شفاعة؟
      وعلى ذلك فإن ترجمة هذه الكلمة بعبارة (لصين) هى ترجمة خاطئة، لأنهما كانا من المتمردين المجاهدين الأصوليين.
      س188- يقول متى إن الرب إله أحياء وليس بإله الأموات: (31وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ أَفَمَا قَرَأْتُمْ مَا قِيلَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ: 32أَنَا إِلَهُ إِبْراهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ. لَيْسَ اللَّهُ إِلَهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلَهُ أَحْيَاءٍ».) متى 22: 31-32
      فمن هو إله الأموات؟ هل ينادى متى بوجود إلهين: إله للأحياء وآخر للموتى؟ وإلى أى نص يشير يسوع فى العهد القديم عن قيامة الأموات هذه؟ أم كان النص موجودًا وحُذف من بعده؟
      وتفسيرهم فى هذا القول غريب حقًا فهم يقولون إن يسوع يجيب الصدوقيين على عدم إيمانهم بالقيامة بالجسد فى الآخرة، فطمأنهم يسوع بقوله هذا. لكن لم يردوا على كيف نفى يسوع إلاهية الرب على الأموات: فهو عندهم إله للأحياء فقط وليس بإله للأموات. ومن ناحية أخرى فهو ليس بإله هذا العالم، عالم الأحياء أيضًا، بل إلهه هو الشيطان. (31اَلآنَ دَيْنُونَةُ هَذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ خَارِجاً.) يوحنا 12: 31؛ 14: 3؛ 16: 11
      (11وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ.) يوحنا 16: 11
      (2الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هَذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ،) أفسس 2: 2
      وبالتالى فالرب ليس بإله أموات، ولا بإله أحياء. فهل قال الرب ذلك فى كتابه؟ وماذا تتوقع أن يقول الشيطان ويمجد نفسه غير ذلك؟
      والنص المشار إليه هنا ذُكر فى الخروج 3: 6، وفيه يقدم الرب نفسه لموسى، متكلمًا من العليقة: (6ثُمَّ قَالَ: «أَنَا إِلَهُ أَبِيكَ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ». فَغَطَّى مُوسَى وَجْهَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى اللهِ.) خروج 3: 6، فما علاقة هذا بالقيامة من الأموات، التى استهل بها يسوع حديثه لتلاميذه قائلا (أَفَمَا قَرَأْتُمْ مَا قِيلَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ) متى 22: 31؟ فأين نبوءة القيامة من الموتى التى يستشهد بها يسوع هنا؟ لقد أساء الكاتب الاستشهاد، ونسبها ليسوع كباقى الكتاب!!
      ونكرر مرة أخرى أن هناك العديد من الاستشهادات، التى تشير فى العهد الجديد إلى العهد وهى فى الحقيقة لا وجود لها فى العهد القديم، مثل نبوءة متى 4: 14-15 مقارنة بإشعياء 8: 23 أو 9: 1).
      لكن هل هذه النبوءة تنطبق على يسوع وحياته؟ لماذا لا نقل إن كتبة حياة يسوع كتبوها وفقًا لما يعلموه من العهد القديم لتنطبق على يسوع؟
      فالنبوءة تكون دائمًا لحدث ما خارج عن الطبيعة، وسوف يحدث فى المستقبل. وبعض النبوءات المنتسبة ليسوع لم تتحقق. ففى إنجيل متى يذكر أن يسوع تنبأ عن موته وقيامته، لأنه مثل يونان، الذى جلس فى باطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال فى باطن الأرض. أى سيمكث يسوع 72 ساعة فى باطن الأرض، ثم يغادر عالم الأموات والقبر حيًا. (40لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ هَكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْبِ الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ.) متى 12: 40
      وهذا الحدث لم يُذكر فى يونا 2: 1 مطلقًا كنبوءة، حتى نقول إنها تحققت فى يسوع. بل جاء الحدث كحدث تاريخ مر عليه أزمان، وصوِّر بصورة عادية جدًا. (1فَصَلَّى يُونَانُ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِهِ مِنْ جَوْفِ الْحُوتِ) يونان 2: 1
      فهل كان يصلى يسوع فى جوف الأرض لإلهه؟ لا. بل كان ميتًا، ولم يستجب له إلهه فى تضرعه أن يُذهب عنه كأس الموت هذا؟ هل ليسوع إله؟ لماذا يقلد يسوع الإله عندكم أحد أنبيائه؟
      ومن المسلم به أن يسوع لم يمكث فى باطن الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال، بل مكث على أقصى تقدير 36 ساعة. فقد مات يوم الأربعاء أو الجمعة، ويرى البعض كحل وسط أنه مات الخميس، وخرج من قبره يوم الأحد قبل شروق الشمس. فلو مات الأربعاء لكان مكوثه فى باطن القبر أربعة أيام وأربع ليال.
      لكن يكذب هذه النبوءة التى تتعلق بثلاثة أيام وثلاث ليال أن يسوع قال للمصلوب معه: (... إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ.) لوقا 23: 43، فكيف كان فى نفس اليوم فى ملكوته فى الجنة، بينما تقول النبوءة إنه سيكون فى باطن الأرض، إلا إذا كان الله قد أنقذه من الموت ورفعه إليه؟ أليس هذا ما قاله كاتب سفر العبرانيين؟ (7الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ،) عبرانيين 5: 7
      كذلك يكذبها قول بولس بنزول يسوع إلى الأراضى السفلى لكى يخلص من بها من العذاب: (9وَأَمَّا أَنَّهُ صَعِدَ، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضاً أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى.) أفسس 4: 9
      فكيف مكث فى قبره ثلاثة أيام وثلاث ليال، ومثلهم فى باطن الأرض، أى بقى ستة أيام قبل قيامته من باطن الأرض، والأناجيل تخبرنا أنه قام فى اليوم الثالث، والنبوءة تخبرنا أنه مكث ثلاثة أيام وثلاث ليال مثلما فعل يونا؟
      ولو أن نبوءات يسوع عن حياته الشخصية ومستقبله لم تتحقق، فكيف نؤمن أن نبوءاته عن مستقبل غيره سوف تتحقق؟
      ومثال آخر من مرقس: (17وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ إِلَى الطَّرِيقِ رَكَضَ وَاحِدٌ وَجَثَا لَهُ وَسَأَلَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 18فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ. 19أَنْتَ تَعْرِفُ الْوَصَايَا: لاَ تَزْنِ. لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. لاَ تَسْلِبْ. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ». 20فَأَجَابَ: «يَا مُعَلِّمُ هَذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي». 21فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَأَحَبَّهُ وَقَالَ لَهُ: «يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ. اذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلاً الصَّلِيبَ». 22فَاغْتَمَّ عَلَى الْقَوْلِ وَمَضَى حَزِيناً لأَنَّهُ كَانَ ذَا أَمْوَالٍ كَثِيرَةٍ.
      23فَنَظَرَ يَسُوعُ حَوْلَهُ وَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ذَوِي الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللَّهِ!» 24فَتَحَيَّرَ التَّلاَمِيذُ مِنْ كَلاَمِهِ. فَقَالَ يَسُوعُ أَيْضاً: «يَا بَنِيَّ مَا أَعْسَرَ دُخُولَ الْمُتَّكِلِينَ عَلَى الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللَّهِ! 25مُرُورُ جَمَلٍ مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللَّهِ!» 26فَبُهِتُوا إِلَى الْغَايَةِ قَائِلِينَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «فَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟» 27فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ وَلَكِنْ لَيْسَ عِنْدَ اللَّهِ لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللَّهِ».
      28وَابْتَدَأَ بُطْرُسُ يَقُولُ لَهُ: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ». 29فَأَجَابَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لَيْسَ أَحَدٌ تَرَكَ بَيْتاً أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَباً أَوْ أُمّاً أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَداً أَوْ حُقُولاً لأَجْلِي وَلأَجْلِ الإِنْجِيلِ 30إِلاَّ وَيَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ الآنَ فِي هَذَا الزَّمَانِ بُيُوتاً وَإِخْوَةً وَأَخَوَاتٍ وَأُمَّهَاتٍ وَأَوْلاَداً وَحُقُولاً مَعَ اضْطِهَادَاتٍ وَفِي الدَّهْرِ الآتِي الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ. 31وَلَكِنْ كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَكُونُونَ آخِرِينَ وَالآخِرُونَ أَوَّلِينَ».) مرقس 10: 17-31، ولوقا 18: 18-27
      وفيها يذهب شاب غنى إلى يسوع يسأله عن كيفية دخول الجنة. فيخبره يسوع بالتمسك بوصايا الله تعالى لبنى إسرائيل، والتى أخبرهم بها موسى عليه السلام، ثم عليه أن يبيع كل ما يملك، ويعطيه للفقراء، ثم يتبعه.
      ثم قال لتلاميذه: (28فَقَالَ بُطْرُسُ: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ». 29فَقَالَ لَهُمُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَيْسَ أَحَدٌ تَرَكَ بَيْتاً أَوْ وَالِدَيْنِ أَوْ إِخْوَةً أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَداً مِنْ أَجْلِ مَلَكُوتِ اللهِ 30إِلاَّ وَيَأْخُذُ فِي هَذَا الزَّمَانِ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَفِي الدَّهْرِ الآتِي الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ».) لوقا 18: 28-30، ومرقس 10: 28-30
      وهنا يتملك الإنسان المتدبر فى هذه التعاليم من عدة أشياء:
      1- ما جدوى هذه التعاليم للتلاميذ وهم أساسًا من الفقراء؟
      2- وكيف سيترك الإنسان والديه ثم يكون له مائة والدين أيضًا فى هذا الزمان؟
      3- وهل لو ترك الإنسان زوجة من أجل الملكوت سيكون له مائة زوجة فى هذا الزمان أو فى الآخرة؟ أليس هذا موافقة على تعدد الزوجات؟ وأليس هذا ما يسميه المسلمون الحور العين أو زوجات الجنة الجميلات؟
      4- وأليس من يترك مالا من أجل الملكوت ويتضاعف ماله إلى مائة ضعف إشارة وإغراء إلى طريق الثراء والغنى الفاحش؟ فلماذا انتهر الغنى، وأمره بالتبرع بكل ما يملك؟ وكيف ستتضاعف النقود إلا عن طريق وجود نقود واستثمارها؟ إذن لا يمكن للإنسان أن يبيع كل ما يملك، ولكن استثمار أمواله، والعطف على الفقراء بإخراج الزكاة، والتصدق عليهم.
      5- ألم يكن من الأجدى أن يعلم يسوع أتباعه الأغنياء أنه لا ينقص مال من صدقة؟ وأنه عليهم أن يحصنوا أموالهم بالزكاة والفروض الشرعية الواجبة عليهم؟ وأنهم سيكونون باتباعه أكثر غناءً فى الدنيا والآخرة، بدلا من تنفيرهم وأفقارهم؟
      6- ألم يعلم يسوع أن المال كان وسيكون وسيظل عنصرًا من عناصر القوة؟ فلماذا أراد إضعاف أتباعه، وتقليصهم من عناصر القوة؟ ألم يكن فى علمه أنه بالمال الوفير تقوم المشروعات التى يستظل بالعمل فبها هؤلاء الفقراء، ليغنيهم عن مد أيديهم أو انتظار المساعدة؟
      7- ألم يندم يسوع على اجتذاب الفقراء، والتخلص من كل مال، حينما أمر تلاميذه ببيع ملابسهم وشراء سيوفًا للدفاع عنه وعن أنفسهم، فلم يجدوا إلا سيفين فقط، واضطر إلى التعذيب والإهانة والموت؟
      8- ألم ترفض الكنيسة تعاليم يسوع المتعلقة ببيع كل الممتلكات والتمسك بالفقر؟ ألا تسعى الكنيسة لامتلاك المال الذى هو أهم عنصر من عناصر القوة؟ ألم يرد يسوع كنيسة ضعيفة وفقيرة؟ أم لم يقل يسوع هذا بالمرة وهذه كانت رغبة اليهود ليسهل عليهم القضاء على أتباع يسوع بالتدريج وهدم دعوته؟
      9- ولو قال يسوع هذا الكلام لنمَّ ذلك عن إنسان لا يفهم الدنيا، وبالتالى نفت عنه الألوهية.
      10- ولو أخذنا قوله مأخذ الجد لكانت نبوءة بهدم الكنيسة وإضعافها، وتقويض دعوته!!
      مازال أتباع الكنيسة والعهد الجديد يبحثون منذ القرن الأول عن نبوءات فى العهد القديم تؤيد دعواهم فى يسوع أنه المسِّيِّا، كما قال عالم اللاهوت مرقس بارت.
      س189- إن النقاب فرض على نساء بنى إسرائيل والمسيحيين أيضًا، لأن يسوع لم يأت لينقض أو يُخالف تعاليم موسى أو الأنبياء:
      (وَخَرَجَ إِسْحَاقُ لِيَتَأَمَّلَ فِي الْحَقْلِ عِنْدَ إِقْبَالِ الْمَسَاءِ فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا جِمَالٌ مُقْبِلَةٌ. 64وَرَفَعَتْ رِفْقَةُ عَيْنَيْهَا فَرَأَتْ إِسْحَاقَ فَنَزَلَتْ عَنِ الْجَمَلِ. 65وَقَالَتْ لِلْعَبْدِ: «مَنْ هَذَا الرَّجُلُ الْمَاشِي فِي الْحَقْلِ لِلِقَائِنَا؟» فَقَالَ الْعَبْدُ: هُوَ سَيِّدِي. فَأَخَذَتِ الْبُرْقُعَ وَتَغَطَّتْ) التكوين 24: 63-65
      (خُذى الرَّحَى وَاطْحَنِي دَقِيقاً. اكْشِفِي نُقَابَكِ) إشعياء 47: 2
      (1هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ! عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ مِنْ تَحْتِ نَقَابِكِ) نشيد الأناشيد 4: 1، وها هو يغازل حبيبته التى لم ير من وجهها شيئًا إلا عينيها.
      (31وكانَت سوسَنَّةُ لَطيفَةً جِدّاً جَميلَةَ المَنظَر. 32ولَمَّا كانَت مُبَرقَعَة، أَمَرَ هذانِ الفاجِرانِ أَن يُكشَفَ وَجهُها، لِيَشبَعا من جَمالِها.) دانيال 13: 31-32، ومعنى هذا أن كشف وجه المرأة كبيرة من الكبائر عندهم، ومن تفعل هذا فهى فاجرة، ومن يفعل هذا بهن فهو أيضًا فاجر.
      ويقول كتاب الدسقولية الذى هو بمثابة تعاليم الرسل يقول ص27: (إذا مشيت فى الطريق فغطي رأسك بردائك "عب 10 : 26- 29 " فإنك إذا تغطيت بعفة تصانين عن نظر الأشرار لا تزيني وجهك الذى خلقه الله فليس فيه شئ ينقص زينة لأن كل ما خلقه الله فهو حسن جدا ولا يحتاج إلى زينة وما زيد على الحسن فإنه يغير نعمة الخالق .يكون مشيك ووجهك ينظر إلى أسفل وأنت مطرقة مغطاة من كل ناحية وإذا غطت وجهها فتغطيه بفزع من نظر رجال غرباء)
      والآن لماذا تصورون السيدة مريم العذراء مرتدية دائمًا الحجاب، بينما النقاب هو الزى الشرعى لنساء بنى إسرائيل؟

      تعليق

      • abubakr_3
        مشرف عام

        • 15 يون, 2006
        • 849
        • مسلم

        #33
        س190- تقول الأناجيل إن يهوذا خان يسوع، وبسببه تم القبض عليه، واقتادوه إلى رئيس الكهنة (متى 26: 57)؛ و(مرقس 14: 53)؛ و(لوقا 22: 54)، وتفرد متى بذكر اسم رئيس الكهنة، وهو قيافا.
        إلا أن إنجيل يوحنا خالفهم ويجعل يسوع يذهب مقبوضًا عليه إلى رئيس الكهنة الأسبق، وهو حنَّان حما رئيس الكهنة (12ثُمَّ إِنَّ الْجُنْدَ وَالْقَائِدَ وَخُدَّامَ الْيَهُودِ قَبَضُوا عَلَى يَسُوعَ وَأَوْثَقُوهُ 13وَمَضَوْا بِهِ إِلَى حَنَّانَ أَوَّلاً لأَنَّهُ كَانَ حَمَا قَيَافَا الَّذِي كَانَ رَئِيساً لِلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ.) يوحنا 18: 12-13
        فكيف يذهبون إلى الرئيس الأسبق تاركين الرئيس الحالى، متبعين إجراء غير رسمى؟ ولماذا؟ لقد عزل الرومان حنَّان هذا فى عام 15م. فهل كان يتمتع اليهود بغباء إدارى؟ أم أرادوا أن يستفزوا الحاكم الرومانى حتى لا يصلب يسوع ويخلصهم منه؟ أم أن كاتب هذا الإنجيل كان يهوديًا، وأراد أن يوحى إلينا أنهم ذهبوا بيسوع إلى من لا سلطة فى يديه، لحل الخلافات وديًا، دون اللجوء إلى قتل يسوع من جانب من يملك السلطة فى يديه، حتى يتبرأ من عملية قتل يسوع وصلبه؟ أم أن مجلس الكهنة الأعلى تمرد على قيافا؟ أم أن المجلس الأعلى للسنهدرين عارض قرارات الرومان، ومازال يعتبر حنَّان هو رئيس الكهنة؟
        ثم من الذى حاكم يسوع؟ لقد اتفق مرقس ومتى أن يسوع مثُل أمام المجلس الأعلى للكهنة مرتين: جاءت المرة الأولى بعد القبض عليه مباشرة فى الليل (مرقس 14: 53؛ متى 26: 57). ومعنى ذلك أن المجلس انتظر طويلا حتى ساعة متأخرة من الليل (مرقس 14: 53؛ متى 26: 59). فلماذا تم استدعاء المجلس فى مثل هذه الساعة؟ هل لإدانة يسوع والحكم عليه بالموت؟ أم لإحالته للمحاكمة الرومانية؟
        فالقارىء لهذه الأحداث يتملكه الشعور أنهم ارادوا عقد محاكمة موضوعية ليسوع، الأمر الذى جعلهم يستدعون المجلس الأعلى للكهنة بكامله. ومثل هذه المحاكمات لا تتم فى هذا الوقت المتأخر من الليل، لأن مثل هذا الإجراء الليلى يثبت تحامل المحكمة على المتهم، الأمر الذى يشين المحكمة وأعضاءها، ويدفع ببطلان الحكم! لذلك فإن انعقاد مثل هذه المحكمة غير قانونى. وكانت الجلسة الثانية للمحاكمة (مرقس 15: 1؛ متى 27: 1).
        إلا أن كاتب إنجيل لوقا كان ربما يفهم فى القانون، فلم يدرج فى إنجيله هذه المحاكمة الليلية. ولم يكتب إلا جلسة واحدة، عُقدت عنده فى صباح اليوم التالى للقبض عليه (لوقا 22: 66).
        ويعترض أيضًا يوحنا 18: 12-29 ، فلم يكتب محاكم ليسوع بالمرة أمام المجلس الأعلى للكهنة، إلا أنه كان هناك تحقيق سريع ليسوع أمام حنَّان رئيس الكهنة الأسبق، الذى تم عزله من 18 سنة مضت. أى فى سنة 15م. ثم بعثه إلى قيافا، الذى أرسله بدوره إلى بيلاطس. وبذلك لا يعرف يوحنا محاكمة ليسوع مطلقًا أمام مجلس الكهنة.
        ثم إن التحقيق والمحاكمة يؤديان إلى التوصل إلى حكم على المتهم. فإن كان هناك شهود أمكنهم إثبات التهمة على المتهم. ولا يوجد شهود لدى الأناجيل إلا عند مرقس ومتى. ولم يتفق الاثنان على ما أورده الشهود فى شهاداتهم.
        فقد قال الشهود عند متى 26: 61 إن يسوع قال إنه يمكنه هدم المعبد وبنائه فى ثلاثة أيام: (61وَقَالاَ: «هَذَا قَالَ إِنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَنْقُضَ هَيْكَلَ اللَّهِ وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِيهِ».).
        وتبعًا لمرقس 14: 56-58 أدان الشهود يسوع وقالوا عنه أباطيل،وأنه يمكنه هدم المعبد ، وبناء غيره فى ثلاثة أيام غير مصنوع بالأيادى: (56لأَنَّ كَثِيرِينَ شَهِدُوا عَلَيْهِ زُوراً وَلَمْ تَتَّفِقْ شَهَادَاتُهُمْ. 57ثُمَّ قَامَ قَوْمٌ وَشَهِدُوا عَلَيْهِ زُوراً قَائِلِينَ: 58«نَحْنُ سَمِعْنَاهُ يَقُولُ: إِنِّي أَنْقُضُ هَذَا الْهَيْكَلَ الْمَصْنُوعَ بِالأَيَادِي وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِي آخَرَ غَيْرَ مَصْنُوعٍ بِأَيَادٍ». 59وَلاَ بِهَذَا كَانَتْ شَهَادَتُهُمْ تَتَّفِقُ).
        من الواضح أن مجلس الكهنة لم يجد شهودًا عليه، وبما أنهم لم يأخذوا بكلام الشهود، فقد أيقنوا أنهم شهود زور، وأن شهاداتهم متضاربة. وكان على مجلس الكهنة أن يُحاكموا شهود الزور، لأن شهادة الزور التى تؤدى إلى موت برىء عقوبتها قتل شاهد الزور. كما أن قوله عن هدم المعبد وبناء غيره فى ثلاثة ايام، لا تُعد جريمة بالمرة، أو سببًا لإدانته.
        وتتصاعد حدة تهمة يسوع فى سفر الأعمال، ولا تثبت عند اتهامه بتدمير معبد الرب، بل قالوا عنه إنه يريد أن يخرج الشعب عن إيمانه الصحيح، الذى جاء به موسى. (13وَأَقَامُوا شُهُوداً كَذَبَةً يَقُولُونَ: «هَذَا الرَّجُلُ لاَ يَفْتُرُ عَنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ تَجْدِيفاً ضِدَّ هَذَا الْمَوْضِعِ الْمُقَدَّسِ وَالنَّامُوسِ 14لأَنَّنَا سَمِعْنَاهُ يَقُولُ: إِنَّ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ هَذَا سَيَنْقُضُ هَذَا الْمَوْضِعَ وَيُغَيِّرُ الْعَوَائِدَ الَّتِي سَلَّمَنَا إِيَّاهَا مُوسَى».) أعمال 6: 13-14
        وهذا يعنى أن يسوع لم يأتى بدين جديد!! فلم يأت بدين فيه توارث الخطيئة الأزلية، ولا تجسد الرب ليُقتل من عبيده، ولا وجود أقانيم ثلاثة للرب: الآب والابن والروح القدس. لأنه لو قال يسوع بمثل هذه الأقوال، لتكاثرت عليه شهود الإثبات، ولما تركوه يومًا واحدًا يعلم الناس، أو يدخل معبدهم، ولرجموه دون الرجوع للسلطات الرومانية.
        ثم ما الحكمة فى أن يهدم يسوع المعبد ويعيد بناءه؟ وماذا نفهم من هذا التعبير؟ نفهم منه أنه كان يهوديًا يعتز بالمعبد. الأمر الذى يؤكد أنه لم يلأت بعقيدة جديدة، غير التى جاء بها موسى والأنبياء عليهم السلام، وهى عقيدة التوحيد، عقيدة الإستسلام لله تعالى فى أوامره ونواهيه، وهذا هو معنى الإسلام: يوحنا 4: 34 (...«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
        يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
        يوحنا 5: 30 (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
        يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
        يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
        وهذا يعنى أيضًا أنه لا يوجد اتفاق حول المعطيات المتعلقة بأقوال شهود إثبات التهمة على يسوع، ولا بالتهمة نفسها.
        وننتقل إلى نقطة أخرى. هل قال الشهود الحق أم كانوا من الكاذبين؟
        نستخلص مما قاله مرقس 14: 57 أن كثير من الشهود كذبوا، وشهدوا زورًا ضد يسوع، وليس كل الشهود، وما قاله الشهود يشير إلى أنهم لم تتفق شهاداتهم (56لأَنَّ كَثِيرِينَ شَهِدُوا عَلَيْهِ زُوراً وَلَمْ تَتَّفِقْ شَهَادَاتُهُمْ. 57ثُمَّ قَامَ قَوْمٌ وَشَهِدُوا عَلَيْهِ زُوراً قَائِلِينَ مرقس 14: 56-57
        أما إنجيل لوقا فهو لا يعرف شيئًا عن شهادات الزور ضد يسوع، إلا أن سفر أعمال الرسل 6: 13 يعترف بها. ولا تتفق الأناجيل فيما بينهم بشأن كذب الشهود. فهل كان كذبهم مدبرًا بصورة محكمة، أم تناقضت شهاداتهم دون تدبير؟
        واتفق كل من متى 26: 62-63؛ ومرقس 14: 60-61 على أن يسوع لم يحاول الدفاع عن نفسه، وظل صامتًا تمامًا. الأمر الذى دفع إلى توجيه السؤال عن سبب صمته، ودفعه للدفاع عن نفسه. لكن من الذى وجه له السؤال؟
        لقد اتفق كل من مرقس ومتى على أن السائل ليسوع أن يجيب على الشهود عليه هو رئيس الكهنة، بينما أكد لوقا أن السؤال جاء من رؤساء الكهنة والكتبة:
        (60فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ فِي الْوَسَطِ وَسَأَلَ يَسُوعَ: «أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هَؤُلاَءِ عَلَيْكَ؟») مرقس 14: 60
        (62فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ: «أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هَذَانِ عَلَيْكَ؟») متى 26: 62
        (66وَلَمَّا كَانَ النَّهَارُ اجْتَمَعَتْ مَشْيَخَةُ الشَّعْبِ: رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ وَأَصْعَدُوهُ إِلَى مَجْمَعِهِمْ 67قَائِلِينَ: «إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمسِيحَ فَقُلْ لَنَا». فَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ قُلْتُ لَكُمْ لاَ تُصَدِّقُونَ) لوقا 22: 66-67
        أما اتفاقهم على أن مضمون السؤال (وليست كلمات السؤال أو السائل كما أوضحنا أعلاه) الذى وجه ليسوع كان إذا كان هو ابن الله أم لا: (63وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتاً. فَسَأَلَهُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ: «أَسْتَحْلِفُكَ بِاللَّهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ؟») متى 26: 63
        (61أَمَّا هُوَ فَكَانَ سَاكِتاً وَلَمْ يُجِبْ بِشَيْءٍ. فَسَأَلَهُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ أَيْضاً: «أَأَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ الْمُبَارَكِ؟») مرقس 14: 61
        (70فَقَالَ الْجَمِيعُ: «أَفَأَنْتَ ابْنُ اللهِ؟» فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا هُوَ».) لوقا 22: 70
        وفى الحقيقة هذا سؤال لا يوجهه يهودى بالمرة. لذلك فإن كاتب هذه الرواية لا يمكن أن يكون مُلمًّ بعقائد اليهود. فاليهودى يؤمن أن كل إنسان تقى بار مؤمن، فهو ابن من أبناء الله، وهذا أثبتته كتب العهد القديم والعهد الجديد نفسه، بل أكثر من ذلك فهو قول يوحنا فى إنجيله: (12وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.) يوحنا 1: 12-13
         يوحنا 8: 44 و47 (44أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. … 47اَلَّذِي مِنَ اللَّهِ يَسْمَعُ كلاَمَ اللَّهِ. لِذَلِكَ أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَسْمَعُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ اللَّهِ».)
         يوحنا الأولى 3: 1 (1أُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ! مِنْ أَجْلِ هَذَا لاَ يَعْرِفُنَا الْعَالَمُ، لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُهُ.)
         يوحنا الأولى 3: 7-10 (7أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ. مَنْ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَهُوَ بَارٌّ، كَمَا أَنَّ ذَاكَ بَارٌّ. 8مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ فَهُوَ مِنْ إِبْلِيسَ، لأَنَّ إِبْلِيسَ مِنَ الْبَدْءِ يُخْطِئُ. لأَجْلِ هَذَا أُظْهِرَ ابْنُ اللهِ لِكَيْ يَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ. 9كُلُّ مَنْ هُوَ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ لاَ يَفْعَلُ خَطِيَّةً، لأَنَّ زَرْعَهُ يَثْبُتُ فِيهِ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُخْطِئَ لأَنَّهُ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ. 10بِهَذَا أَوْلاَدُ اللهِ ظَاهِرُونَ وَأَوْلاَدُ إِبْلِيسَ. كُلُّ مَنْ لاَ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ)
         يوحنا الأولى 5: 18 (18نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ لاَ يُخْطِئُ ، بَلِ الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّهُ.)
         متى 5: 9 (9طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللَّهِ يُدْعَوْنَ.)
         لوقا 6: 35 (35بَلْ أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ وَأَحْسِنُوا وَأَقْرِضُوا وَأَنْتُمْ لاَ تَرْجُونَ شَيْئاً فَيَكُونَ أَجْرُكُمْ عَظِيماً وَتَكُونُوا بَنِي الْعَلِيِّ فَإِنَّهُ مُنْعِمٌ عَلَى غَيْرِ الشَّاكِرِينَ وَالأَشْرَارِ.)
         متى 5: 44-45 (44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.. .. ..)
         وما قاله مرقس فى إنجيله فهمه لوقا وأعاده بمرادف آخر يؤكد ما قلته: مرقس 15: 39 (39وَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ الْوَاقِفُ مُقَابِلَهُ أَنَّهُ صَرَخَ هَكَذَا وَأَسْلَمَ الرُّوحَ قَالَ: «حَقّاً كَا نَ هَذَا الإِنْسَانُ ابْنَ اللَّهِ!»)
        لوقا 23: 47 (47فَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ مَا كَانَ مَجَّدَ اللهَ قَائِلاً: «بِالْحَقِيقَةِ كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ بَارّاً!»)
         فيليبى 2: 14-15 (افعلوا كل شىء بلا دمدمة ولا مجادلة ، لكى تكونوا بلا لوم وبسطاء أولاد الله بلا عيب)
         رومية 8: 14-16 (14لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ. 15إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضاً لِلْخَوْفِ بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا الآبُ!». 16اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضاً يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ.)
        وفى العهد القديم:
        1- تكوين 6: 1-4 (1وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الأَرْضِ وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ 2أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأُوا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. .. .. .. .. وَبَعْدَ ذَلِكَ أَيْضاً إِذْ دَخَلَ بَنُو اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَوَلَدْنَ لَهُمْ أَوْلاَداً)
        2- خروج4: 22-23 (فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ. 23فَقُلْتُ لَكَ: أَطْلِقِ ابْنِي لِيَعْبُدَنِي فَأَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَهُ. هَا أَنَا أَقْتُلُ ابْنَكَ الْبِكْرَ»)
        إن قوله (أَطْلِقِ ابْنِي لِيَعْبُدَنِي) لدليل على أن ابن الله هو عبد الله ورسوله. وهذا مصداقًا لما كان يسوع يقوم به، فقد كان يقضى الليل كله فى الصلاة لله: لوقا 6: 12 (12وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.)
        متى 26: 36-44 (36حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي فَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ: «اجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أَمْضِيَ وَأُصَلِّيَ هُنَاكَ». ......... 39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي ..)
        لوقا 22: 41-44 (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى.) وكل هذا لا يفعله إلا العبد أمام ربه وخالقه! فكيف أصبح العبد إلهًا؟
        3- تثنية 14: 1 (أنتم أولاد الرب إلهكم)
        4- تثنية 32: 19 (فَرَأَى الرَّبُّ وَرَذَل مِنَ الغَيْظِ بَنِيهِ وَبَنَاتِهِ)
        5- مزامير 29: 1 (1قَدِّمُوا لِلرَّبِّ يَا أَبْنَاءَ اللهِ قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْداً وَعِزّاً.)
        6- مزامير 68: 5 (5أَبُو الْيَتَامَى وَقَاضِي الأَرَامِلِ اللهُ فِي مَسْكَنِ قُدْسِهِ.)
        7- مزامير 82: 6-7 (6أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ. 7لَكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ.)
        8- مزامير 89: 6 (6لأَنَّهُ مَنْ فِي السَّمَاءِ يُعَادِلُ الرَّبَّ. مَنْ يُشْبِهُ الرَّبَّ بَيْنَ أَبْنَاءِ اللهِ؟)
        9- مزامير 89: 26-27 (26هُوَ يَدْعُونِي: أَبِي أَنْتَ. إِلَهِي وَصَخْرَةُ خَلاَصِي.27أَنَا أَيْضاً أَجْعَلُهُ بِكْراً أَعْلَى مِنْ مُلُوكِ الأَرْضِ.)
        10- إشعياء 64: 8 (8وَالآنَ يَا رَبُّ أَنْتَ أَبُونَا. نَحْنُ الطِّينُ وَأَنْتَ جَابِلُنَا وَكُلُّنَا عَمَلُ يَدَيْكَ.)
        11- إرمياء 31: 9 (لأنى صرتُ لإسرائيل أباً ، وأفرايم هو بكرى)
        12- ملاخى 2: 10 (10أَلَيْسَ أَبٌ وَاحِدٌ لِكُلِّنَا؟ أَلَيْسَ إِلَهٌ وَاحِدٌ خَلَقَنَا؟ ...)
        13- هوشع 1: 10 (وَيَكُونُ عِوَضاً عَنْ أَنْ يُقَالَ لَهُمْ: لَسْتُمْ شَعْبِي يُقَالُ لَهُمْ: أَبْنَاءُ اللَّهِ الْحَيِّ.)
        إن السؤال هنا عن ملك اليهود، النبى الخاتم، الذى أسماه داود (الابن) وهو المسِّيِّا، التى يترجمونها المسيح. وهو الشخصية التى كانوا ينتظرونها لتخلصهم من ذنوبهم، بالتوبة على يديه والإيمان به، كما أنه سيخلصهم من الإمبراطورية الرومانية التى تستعبدهم، وترفض الإنصياع لأحكام الله فى كتابهم. لذلك جاء السؤال من بيلاطس: (33ثُمَّ دَخَلَ بِيلاَطُسُ أَيْضاً إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَدَعَا يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟») يوحنا 18: 33، وهو مرادف لقول رئيس الكهنة عند متى (هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ؟) متى 26: 63، ولقوله عن مرقس: «أَأَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ الْمُبَارَكِ؟») مرقس 14: 61، ولقوله عند لوقا: («أَفَأَنْتَ ابْنُ اللهِ؟») لوقا 22: 70
        وعلى ذلك إن خيال الكاتب الذى يعتبر أن كون أى مؤمن يهودى ابنًا من أبناء الله هو خيال مسيحى متأخر، ولم يكن ليخطر على قلب يهودى بالمرة. إن هذا الخيال ليبدو مستحيلا على يهودى ذلك العصر، حيث إن دعوة أى إنسان لنفسه أو لغيره أنه ابن الله لم تكن تهمة، فقد قدمت النصوص التى تشير إلى أن هناك الكثيرون قبل يسوع وبعده وأثناء حياته كانوا أبناءً لله، أى من المؤمنين. كما أن تعاليم يسوع عن اتحاد المؤمنين بالله، بل ويكون الرب داخلهم، وساكن فيهم، وكل هذه التعبيرات يفهمها اليهودى على أن هؤلاء هم المؤمنون الذين تكون أخلاقهم وتصرفاته وفقًا لتعاليم الله ، لذلك لم تدينه هذه التعبيرات:
        يوحنا 17: 11، 21 («أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا نَحْنُ...... 21لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِداً كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
        يوحنا 17: 22-23 (22وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. 23أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي.)
        يوحنا 14: 10-11 (10أَلَسْتَ تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ؟ الْكلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ. 11صَدِّقُونِي أَنِّي فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ وَإِلاَّ فَصَدِّقُونِي لِسَبَبِ الأَعْمَالِ نَفْسِهَا.)
        يوحنا 14: 20 (20فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ تَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا فِي أَبِي وَأَنْتُمْ فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ.)
        يوحنا 15: 4 (4اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ.)
        وهى نفس التعبيرات المجازية التى استعملها بولس أيضًا: كورنثوس الأولى 6: 16-17 (أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ مَنِ الْتَصَقَ بِزَانِيَةٍ هُوَ جَسَدٌ وَاحِدٌ لأَنَّهُ يَقُولُ: «يَكُونُ الِاثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً». وَأَمَّا مَنِ الْتَصَقَ بِالرَّبِّ فَهُوَ رُوحٌ وَاحِدٌ.) وعبارة الترجمة الكاثوليكية الجديدة: (ولكن من اتحد بالرب صار وإياه روحا واحدا.)
        أفسس 4: 6 (6إِلَهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ، الَّذِي عَلَى الْكُلِّ وَبِالْكُلِّ وَفِي كُلِّكُمْ.)
        كورنثوس الأولى 6: 19 (19أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟ )
        كورنثوس الأولى 12: 12-13 (13لأَنَّنَا جَمِيعَنَا بِرُوحٍ وَاحِدٍ أَيْضاً اعْتَمَدْنَا إِلَى جَسَدٍ وَاحِدٍ يَهُوداً كُنَّا أَمْ يُونَانِيِّينَ عَبِيداً أَمْ أَحْرَاراً. وَجَمِيعُنَا سُقِينَا رُوحاً وَاحِداً.)
        وهو عين ما قصده بولس فى أفسس 4: 4 (4جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ وَاحِدٌ، كَمَا دُعِيتُمْ أَيْضاً فِي رَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الْوَاحِدِ.)
        كورنثوس الثانية 6: 16 (16وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟ فَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ هَيْكَلُ اللهِ الْحَيِّ، كَمَا قَالَ اللهُ: «إِنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً.)
        وإلا لكانت تهمته التجديف على الرب نفسه، ومخالفة تعاليم موسى والأنبياء! ويحتوى إنجيل يوحنا على رد يسوع على اتهامهم إياه بأنه يجدف على الله، لقوله إنه ابن الله: (33أَجَابَهُ الْيَهُودُ: «لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَلٍ حَسَنٍ بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلَهاً» 34أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ 35إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لِأُولَئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللَّهِ وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ 36فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ لأَنِّي قُلْتُ إِنِّي ابْنُ اللَّهِ؟) يوحنا 10: 33-36
        فوصف اليهودى المؤمن، الذى يتبع شرع الله بأنه ابن الله، كان شيئًا معتادً فى اليهودية، بل استشهد يسوع بنص مكتوبًا فى الناموس يسمى اليهود آلهة، لأنهم أتتهم كلمة الرب.
        وعلى الرغم من كل هذا فإن التهمة التى نسبت ليسوع أنه ملك اليهود أو إنه المسيح المسِّيِّا لم تكن هى التهمة التى يُساق إنسان ما بسببها إلى القضاء. فقد كان يظهر بين الحين والآخر فى سياق التاريخ اليهودى رجال يدعون أنهم المسِّيِّا المسيح الذى يرتقب خروجه اليهود. بل إنه فى حياة يسوع نفسه كانت الرغبة عارمة لوجود مثل هذا المنقذ، الأمر الذى أدى إلى ظهور الكثيرين من مدعى المسِّيِّانية. وعلى الرغم من هذا لم تُقام دعوى ضد أى منهم، ولم يُحاكم أى منهم أمام مجلس الكهنة. فلماذا استثنوا يسوع من وسط كل هؤلاء وقادوه للمحاكمة بهذه التهمة؟
        وعلى ذلك فإن هذه التهم الموجهة ليسوع ما كانت لتقوده إلى ساحة المحاكمة أمام محكمة يهودية أو محكمة رومانية. إلا أننا نجد النقيض تمامًا فيما ادعته الأناجيل، وهذا يثير الدهشة، ويشكك فى تاريخية محتوى هذه المحاكمة. الأمر الذى جعل الكثيرين من علماء اللاهوت يرفضون تاريخية هذه المحاكمة.
        كذلك لم تتفق الأناجيل حول رد يسوع، ويتملكك العجب أن تقرأ الاختلافات فى رد نفى يسوع التهمة فى نفس المحاكمة، وعلى نفس السؤال:
        تبعًا لمرقس 14: 61-62 يجيب يسوع بوضوح تام بنعم: (61أَمَّا هُوَ فَكَانَ سَاكِتاً وَلَمْ يُجِبْ بِشَيْءٍ. فَسَأَلَهُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ أَيْضاً: «أَأَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ الْمُبَارَكِ؟» 62فَقَالَ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ. وَسَوْفَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ وَآتِياً فِي سَحَابِ السَّمَاءِ».)
        وتبعًا للوقا 22: 67-70 يتهرب يسوع من الإجابة المباشرة، بل ويعطى إجابة غير مفهومة، اضطرت الجموع أن تعيد السؤال عليه، فنفى عنه المسِّيِّانية، قائلا: (67قَائِلِينَ: «إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمسِيحَ فَقُلْ لَنَا». فَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ قُلْتُ لَكُمْ لاَ تُصَدِّقُونَ 68وَإِنْ سَأَلْتُ لاَ تُجِيبُونَنِي وَلاَ تُطْلِقُونَنِي. 69مُنْذُ الآنَ يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ قُوَّةِ اللهِ». 70فَقَالَ الْجَمِيعُ: «أَفَأَنْتَ ابْنُ اللهِ؟» فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا هُوَ».)، أى أنتم من يدعى على هذا، فأنا لم أقله مرة عن نفسى، بل علمت تلاميذى وكل الناس علانية، ولم أتكلم مطلقًا فى الخفاء (20أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ.) يوحنا 18: 20، وقد علمت تلاميذى أن المسِّيِّا لن يأتى من نسل داود، واسألوا الفريسيين وتلاميذى فى ذلك: (41وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.) متى 22: 41-45
        وكرر يسوع إجابته عند متى 26: 63-64، وجاءت مقتضبة جدًا: (63وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتاً. فَسَأَلَهُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ: «أَسْتَحْلِفُكَ بِاللَّهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ؟» 64قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ قُلْتَ! وَأَيْضاً أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ وَآتِياً عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ».)
        وقول يسوع المقتضب (أَنْتَ قُلْتَ!) يحمل هنا المعنين: إما الموافقة وإما النفى والادعاء أنكم تقولون على ذلك. ولكن بمقارنة الردود كلها يتضح ما ذكرته من قبل من أنه يريد أن يقول أنتم الذين تدعون على هذا، وأنا لم أقله، بل نفيته مرارًا عن نفسى. لذلك جاءت واضحة عند يوحنا 18: 34 (34أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَمِنْ ذَاتِكَ تَقُولُ هَذَا أَمْ آخَرُونَ قَالُوا لَكَ عَنِّي؟»)
        والأهم من ذلك هو أنه لا يمكننا إعادة تكوين أو تخيل خط سير المحاكمة من التقارير المتضاربة للأناجيل. وعلى أى حال فإن الأقوال المنسوبة ليسوع ليس بها تجديف ولا تدينه بأى صورة من الصور، فلماذا حكموا عليه بالموت؟
        والأغرب من كل هذا هو رفض بيلاطس محاكمة يسوع، ورفض اليهود إدانته والحكم عليه بالموت، لأن الحكم بالموت على إنسان ما غير موجود فى شريعتهم! (31فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاحْكُمُوا عَلَيْهِ حَسَبَ نَامُوسِكُمْ». فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: «لاَ يَجُوزُ لَنَا أَنْ نَقْتُلَ أَحَداً».) يوحنا 18: 31
        فكيف هذا؟ هل كتب هذه الجملة إنسان يهودى يعرف شريعة اليهود؟ وهل قيلت لرجل يحكم اليهود ويعرف شيئًا قليلا عن شريعتهم؟ والأغرب من هذا أن رئيس الكهنة نفسه حكم على يسوع بالموت تبعًا لشريعته بسبب التجديف. فهل كان بيلاطس بهذا الغباء حتى يُضحك عليه ويورطونه فى قتل إنسان صالح من رعاياه بحجة عدم وجود قانون فى اليهودية يخوِّل لهم القتل؟ أم أن الروح القدس لم يتذكر ما قاله للآخرون أو لنفس الكاتب؟ أم لا علاقة للروح القدس بهذا الكتاب؟ أم كان الكاتب يستغبى القارىء؟ (65فَمَزَّقَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ حِينَئِذٍ ثِيَابَهُ قَائِلاً: «قَدْ جَدَّفَ! مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟ هَا قَدْ سَمِعْتُمْ تَجْدِيفَهُ! 66مَاذَا تَرَوْنَ؟» فَأَجَابُوا: «إِنَّهُ مُسْتَوْجِبُ الْمَوْتِ».) متى 26: 65-66، ومرقس 14: 63-64
        فهل يمكنكم تخيل صورة رئيس الكهنة هذا الذى يمزق ملابسه فى قاعة المحاكمة وأمام رعاياه؟ تخيلوا معى لو فعل هذا كاهن فى كنيسة، فكيف سينظر إليه رعاياه؟ فما بالكم لو فعل هذا أكبر رأس فى الكنيسة؟ إن ما قيل أن رئيس الكهنة فعله، لا يفعله صغار المسئولين، فما بالكم بكبارهم؟
        وبالتالى لو طرحنا السؤال: (هل أدانت المحكمة اليهودية يسوع أم لا؟) وأردنا أن نحصل على إجابة يتفق عليها كل الأناجيل فى محاكمة يسوع أمام المحكمة اليهودية، لما استطعنا إلى ذلك سبيلا.
        فيقول مرقس 14: 64 أن الجميع أدانوه، وحكموا عليه أنه يستحق الموت: (فَالْجَمِيعُ حَكَمُوا عَلَيْهِ أَنَّهُ مُسْتَوْجِبُ الْمَوْتِ.)، إلا أنهم عند متى رأوا أنه يستحق الموت، ولكن لم يحكموا عليه: (فَأَجَابُوا: «إِنَّهُ مُسْتَوْجِبُ الْمَوْتِ».)ومتى 26: 66
        ولم يذكر لوقا أو يوحنا كلمة موجزة بعد المحاكمة، لأنه تبعًا لما حكوه لا توجد من الأساس محاكمة يهودية ليسوع، وكل ما كان هناك هو استجواب عابر، وهذا إجراء غير قانونى.
        ويُستنتج من هذه وقائع المحاكمة التى تصورها الأناجيل الآتى:
        1- إن التقارير لا تسمح بإثبات وقائع محاكمة يسوع.
        2- تناقضت المعلومات، ولا يوجد شك مطلقًا فى أن هيئة المحكمة المقامة ليسوع لم تتوصل إلى حكم محدد أو حكم سارى المفعول.
        3- إن سير المحاكمة التى تصورها الأناجيل يتناقض كلية مع التعليمات واللوائح المقررة لذلك. ولو كتبت النقاط التى تُخالف التعليمات واللوائح فى هذه القضية لنتج لدينا نص يكبر النص الذى يصور القضية نفسها. ولم تتفق الأناجيل الأربعة إلا فى تسليم يسوع للرومان بعد محاكمته أمام مجلس اليهود أو استجوابه: (مرقس 15: 1؛ متى 27: 2؛ لوقا 23: 1؛ يوحنا 18: 28-29)
        4- فى مثل هذه المحاكمات التى يتم فيها إدانة المتهم، والحكم عليه بالموت، كان يتم أولا استجواب شهود النفى، ثم يأتى شهود إثبات التهمة. وقد كسرت الأناجيل هذا المبدأ، فلم يوجد شهود نفى لصالح يسوع إلا قليلا، كما يختفى وجود محام يدافع عن يسوع.
        5- كذلك إن المحاكمات التى من شأنها إدانة إنسان ما والحكم عليه بالموت، كانت لا تُقام ليلا، بل نهارًا. كذلك لا يصدر الحكم بالموت فى نفس يوم المحاكمة، ولكن يصدر فى يوم ما بعدها. وهذا من المبادىء الأساسية التى غفلت عنها الأناجيل.
        6- فإذا ما سُمع الشهود، وتكلم المدعيون والمدافعون، طلب أصغر القضاة الكلمة، ثم تبعه القضاة الأكبر سنًا، وفى النهاية يأتى دور رئيس المجلس. لكن ما تصوره الأناجيل فى عرضها لوقائع محاكمة يسوع مبالغ فيه جدًا، بل وغير قانونى، ولا يمكنه التوصل بكل هذه الصورة إلى حكم نافذ.
        ونخلص من هذا أنه لا يمكن أن يكون يسوع قد قُبض عليه أو حوكم أمام اليهود أو الرومان. ولا يمكننا أن نستخرج من هذه الأحداث المصورة فى الأناجيل حقيقة واحدة. وذلك لتناقض الأحداث من ناحية، وأخطاء بعضها من ناحية أخرى. وجاء هذا مصداقًا لقول يسوع لليهود إنهم لن يقبضوا عليه، بل لن يجدوه من الأساس، وبالتالى لن يحاكموه أو يقتلوه. قال يسوع لرؤساء الكهنة والفريسيين: (...«أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً يَسِيراً بَعْدُ ثُمَّ أَمْضِي إِلَى الَّذِي أَرْسَلَنِي. 34سَتَطْلُبُونَنِي وَلاَ تَجِدُونَنِي وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا».) يوحنا 7: 33-34
        وقال للكتبة والفريسيين: (21قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «أَنَا أَمْضِي وَسَتَطْلُبُونَنِي وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا» .... «أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. 24فَقُلْتُ لَكُمْ إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ».) يوحنا 8: 21-24
        إذن فقد أعلمهم عيسى عليه السلام أن الله سوف يتوفَّاه إليه أى يستخلصه وينقذه منهم ويرفعه إليه ، أما الشخص الذى ستقبضون عليه ، وتهينونه ، فعندما ترفعونه على الصليب فسوف تفهمون أنى أنا هو هذا الشخص المعلق: (مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي.)، وهو فهم خاطىء، لأنه لا بد أن تثقوا أنى سأغلب العالم كله، (ولكن ثقوا أنى قد غلبت العالم) يوحنا 16: 33، فلن تتمكنوا منى، وهذه هى إرادة الله: ولن تنالوا منى، لأننى فى كل وقت أفعل ما يرضى الله، وهو معى ولن يتركنى أبداً: وهذه هى أوامر الله النافذة، التى أمرنى أن أبلغها لكم، فما أنا إلا رسول الله إليكم: (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 8: 29
        وعلى ذلك فإن قصة القبض على يسوع ومحاكمته وصلبه لم تحدث، وإلا لكان يسوع قد كذب، وهذا لا يليق بنبى ناهيك عن أنكم تؤلهونه. وفى كلتا الحالتين يسقط عصمة الكتاب الذى تقدسونه.
        وعلى الرغم من المحاكمة وتهمة ادعاء يسوع المسِّيِّانية فقد برأه منها بيلاطس نفسه، وأراد أن يُطلق سراحه، لأنه لم يجد فيه علة، ونفاها يسوع عن نفسه أثناء تعليمه الجموع والتلاميذ. فلماذا يُصلب إذن؟ هل لأن هذه رغبة اليهود الواقعين تحت عبودية الرومان؟ فهل كان من الممكن أن يفرض العبيد رغبتهم على أسيادهم؟
        (9فَأَجَابَهُمْ بِيلاَطُسُ: «أَتُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ مَلِكَ الْيَهُودِ؟». 10لأَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ كَانُوا قَدْ أَسْلَمُوهُ حَسَداً.) مرقس 15: 9-10
        (22فَقَالَ لَهُمْ ثَالِثَةً: «فَأَيَّ شَرٍّ عَمِلَ هَذَا؟ إِنِّي لَمْ أَجِدْ فِيهِ عِلَّةً لِلْمَوْتِ فَأَنَا أُؤَدِّبُهُ وَأُطْلِقُهُ».) لوقا 23: 22
        (6فَلَمَّا رَآهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْخُدَّامُ صَرَخُوا: «اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ!» قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاصْلِبُوهُ لأَنِّي لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً». ... 12مِنْ هَذَا الْوَقْتِ كَانَ بِيلاَطُسُ يَطْلُبُ أَنْ يُطْلِقَهُ وَلَكِنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَصْرُخُونَ: «إِنْ أَطْلَقْتَ هَذَا فَلَسْتَ مُحِبّاً لِقَيْصَرَ. كُلُّ مَنْ يَجْعَلُ نَفْسَهُ مَلِكاً يُقَاوِمُ قَيْصَرَ».) يوحنا 19: 6 و12
        (17فَفِيمَا هُمْ مُجْتَمِعُونَ قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «مَنْ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟ بَارَابَاسَ أَمْ يَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟» 18لأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُمْ أَسْلَمُوهُ حَسَداً. 19وَإِذْ كَانَ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّ الْوِلاَيَةِ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ امْرَأَتُهُ قَائِلَةً: «إِيَّاكَ وَذَلِكَ الْبَارَّ لأَنِّي تَأَلَّمْتُ الْيَوْمَ كَثِيراً فِي حُلْمٍ مِنْ أَجْلِهِ». ... 24فَلَمَّا رَأَى بِيلاَطُسُ أَنَّهُ لاَ يَنْفَعُ شَيْئاً بَلْ بِالْحَرِيِّ يَحْدُثُ شَغَبٌ أَخَذَ مَاءً وَغَسَلَ يَدَيْهِ قُدَّامَ الْجَمْعِ قَائِلاً: «إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هَذَا الْبَارِّ. أَبْصِرُوا أَنْتُمْ».) متى 27: 17-19 و24
        كذلك علم يسوع التلاميذ والشعب أن المسِّيِّا سوف يأتى بعده، وأسماه الكتبة إيليَّا، لأنها تساوى أحمد بحروف الجُمَّل تساوى الرقم 53: (14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 14، وقد نفى المعمدان أن يكون هو المسِّيِّا أو النبى أو إيليَّا: (19وَهَذِهِ هِيَ شَهَادَةُ يُوحَنَّا حِينَ أَرْسَلَ الْيَهُودُ مِنْ أُورُشَلِيمَ كَهَنَةً وَلاَوِيِّينَ لِيَسْأَلُوهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» 20فَاعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ وَأَقَرَّ أَنِّي لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ. 21فَسَأَلُوهُ: «إِذاً مَاذَا؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟» فَقَالَ: «لَسْتُ أَنَا». «أَلنَّبِيُّ أَنْتَ؟» فَأَجَابَ: «لاَ».) يوحنا 1: 19-21
        وعلمهم أيضًا أن المسِّيِّا لن يكون من نسل داود: (41وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.) متى 22: 41-46
        س191- لقد تم هدم المعبد فى عام 70م.، وتورد الأناجيل نبوءة على لسان يسوع بهذا الشأن. ومن المعروف أن الأناجيل كتبت بعد هذا الوقت، على الرغم من أن البعض يحاول أن يجعل بعض الأناجيل قد كتبت فى عام 65م.، حتى لا تكون هذه النبوءة موضع شك أو تساؤل، أو يظن البعض أنها وضعت على لسان يسوع بعد الحادث، كدليل للسذج على أصالة هذه الأناجيل وقدمها.
        إن هدم المعبد تُعد جريمة فى حق اليهود، لا تدانيها جريمة أخرى، لذلك ادعى الشهود الزور أنه قال إنه يمكنه هدم المعبد وبنائه فى ثلاثة أيام. لكن هدم المعبد وإعادة بنائه وربما توسعته ليعطيه رونقًا جديدًا، ومكانًا أوسع للزوار والمصليين، وعمرًا افتراضيًا أطول، لا تُعد جريمة، بل هى قربة من القربات التى يتقرب بها المرء ليهوه. وخاصة أن الصلوات لن تتعطل فيه أكثر من ثلاثة أيام، على حد قول الشهود الزور. فما الجريمة فى ذلك؟ أليس هذا سببًا كافيًا لأن يُكافأ يسوع، لو كان هو قائل هذا الكلام؟
        فتبعًا لنظام المحاكمة لم يجد اليهود شهودًا لإثبات أى تهمة على يسوع، الأمر الذى اضطرهم للجوء إلى الشهود الزور. وهذا غير منطقى بالمرة، لأن فى مثل هذه الحالة لا بد لهم من ملقن، حتى تتفق شهاداتهم، وهو الأمر الذى لم يحدث، فلم تتفق شهادة شهود الزور على كلمة واحدة.
        اتفق كل من مرقس 14: 58 ومتى 26: 61 على قول شهود الزور أن يسوع قال إنه يمكنه هدم المعبد وبنائه فى ثلاثة أيام: (61وَقَالاَ: «هَذَا قَالَ إِنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَنْقُضَ هَيْكَلَ اللَّهِ وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِيهِ».) متى 26: 61
        ولا يوجد فى الأناجيل ما يشير إلى أن يسوع قال إنه يمكنه هدم المعبد بنفسه وبنائه بنفسه، وتركزت الشهادة الزور فى أن يسوع هو الذى قال إنه سيفعل ذلك بنفسه. الأمر الذى يُظهر يسوع أمام اليهود والرومان بمظهر الإرهابى الخطير، الذى يستحق الموت لمصلحة المجتمع بأكمله. ولتحقيق هذا الهدف لجأ مرقس ومتى إلى الشهود الزور.
        كان من الممكن ألأن تنتهى قضية شهود الزور على ذلك، لولا أن يوحنا نفسه قال إن يسوع ادعى أنه يمكنه بناء فى ثلاثة أيام، وأعدها من المعجزات التى وعد بها اليهود: (18فَسَأَلَهُ الْيَهُودُ: «أَيَّةَ آيَةٍ تُرِينَا حَتَّى تَفْعَلَ هَذَا؟» 19أَجَابَ يَسُوعُ: «انْقُضُوا هَذَا الْهَيْكَلَ وَفِي ثلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ».) يوحنا 2: 18-19
        والغريب أن كاتب هذا السفر برَّر هذا الكلام بقوله إن يسوع كان يقصد جسده، وبعد قيامته تذكروا هذا الكلام فآمنوا بالكتاب: فأى كتاب هذا كان يقصده الكاتب؟ مع الأخذ فى الاعتبار أن إنجيل يوحنا يؤرخ بعام 110 أو 120م: (21وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ. 22فَلَمَّا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ تَذَكَّرَ تلاَمِيذُهُ أَنَّهُ قَالَ هَذَا فَآمَنُوا بِالْكِتَابِ وَالْكلاَمِ الَّذِي قَالَهُ يَسُوعُ.) يوحنا 2: 21-22
        أكرر مرة أخرى: أى كتاب آمن به التلاميذ، ولم يكتب التلاميذ بعد ورقة واحدة؟ هل المقصود الكتاب الذى كان يعلمهم منه يسوع ويتبعه هو أيضًا؟ ولو كان هو هذا الكتاب أو الإنجيل، فهل ضاع وكتبوا غيره؟ أم أضاعوه متعمدين ليكتبوا غيره ويكون مناسبًا لهم، ويخدم سياستهم تجاه المسِّيِّا، الذى قال عنه يسوع أنه مزمع أن يأتى؟
        لقد كان بين يدى يسوع الإنجيل، وهو الكتاب الذى أنزل عليه، وكان يعلم منه التلاميذ، وسلمه لهم قبل رفعه: يخبرنا القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير فى كتابه (الوحى الإلهى وإستحالة تحريف الكتاب المقدس) ص97-98: إن القديس اكليمندس الرومانى (30-100م) الذى كان أسقفاً لروما وأحد تلاميذ ومساعدى القديس بولس قد «أشار فى رسالته التى أرسلها إلى كورنثوس، والتى كتبها حوالى سنة 96م، إلى تسليم السيد المسيح الإنجيل للرسل ومنحه السلطان الرسولى لهم فقال "تسلم الرسل الإنجيل لنا من الرب يسوع المسيح، ويسوع المسيح أرسل من الله.....». أليس هذا بدليل على أن الإنجيل كتاب، وليس ببشارة حسنة كما يدعون؟
        هل علمتم الآن لماذا أغفل يوحنا ما قاله شهود الزور عند مرقس ومتى بشأن قضية هدم المعبد وبنائه فى ثلاثة أيام؟
        مع الأخذ فى الاعتبار أن بين موته وقيامته التى تحكيها الأناجيل أقل من ثلاثة أيام. فقد كان العشاء الأخير فى اليوم الأول من الفطير وذلك عند مرقس 14: 12 ولوقا 22: 8 ومتى 26: 17، إلا أنه كان عند يوحنا بعد موت يسوع وقيامته يوحنا 18: 28، وعلى ذلك يكون يوم القبض عليه مساء يوم الخميس عند مرقس ولوقا ومتى، ويكون مساء الأربعاء عند يوحنا. وبالتالى يكون يوم الصلب هو يوم الجمعة عند مرقس ولوقا ومتى ، ويكون يوم الخميس عند يوحنا.
        أى لو مات يوم الجمعة مساءً، كما هو مشهور عندهم، وقام فجر الأحد يكون قد مكث فى القبر حوالى 30 ساعة. ولو مات الخميس على حساب يوحنا، نزيد فى الحساب 24 ساعة.
        أى لو اعتبرناها نبوءة يقصد بها جسده، فسوف تكون حينئذ نبوءة كاذبة، لأنها لم تتحقق. يقول الكتاب: (20وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلاماً لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ. 21وَإِنْ قُلتَ فِي قَلبِكَ: كَيْفَ نَعْرِفُ الكَلامَ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ؟ 22فَمَا تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلمْ يَحْدُثْ وَلمْ يَصِرْ فَهُوَ الكَلامُ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ بَل بِطُغْيَانٍ تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ فَلا تَخَفْ مِنْهُ»)التثنية 18: 20-22
        لكن ما هذا الغموض وهذه الألغاز التى يتكلم بها يسوع حتى لم يفهمه تلاميذه أنفسهم؟ لكن ما المشكلة أن يكون يسوع قد كان يعنى المعبد على وجه الحقيقة؟
        لكن ما الغرض من هدم المعبد وإعادة بنائه فى ثلاثة أيام؟ هل هو إهدارًا للوقت؟ أم إهدارًا لموارد البناء والنقود وطاقة الناس أو طاقته هو نفسه؟ أم كان الغرض منها استعراض القوة وإمكانياته الإعجازية؟ ثم ما دلالة ألوهيته فى هدم بناء وإعادة بنائه فى ثلاثة أيام؟ ألا يستطيع الإله عمل هذا فى أقل من ثانية؟ ثم ما غرض الإله من هدم معبد هو نفسه (كإله) فيه لمدة ثلاثة أيام؟
        وفى الحقيقة كلما تعمق الإنسان بالبحث والتفكير فى موضوع هدم المعبد وإعادة بنائه، كلما ازداد الأمر تعقيدًا. ولا يمكن لإنسان أن يصل إلى ما قاله يسوع بالضبط، ولو قال بهدم وبناء المعبد، فما المشكلة فى ذلك؟
        يقول عالم اللاهوت رودولف بيش: إن هذا القول لا يمكن أن يأتى من يسوع.ففى عام 40م. قام القيصر كاليجولا بوضع صورة له داخل معبد اليهود بالحجم الكبير، بل أمر بعبادته فى داخل المعبد، وبهذا فهو اعتدى على ممتلكات اليهود ودينهم. وكرد فهل على هذه الجريمة، ظهر منشور يندد بتدنيس القيصر للمعبد. ثم بعد مرور 30 عامًا تم بالفعل هدم المعبد. ومن هنا أخذت هذه الكلمة ونسبت ليسوع، باعتباره يناهض ما فعله قيصر، وبصفته محارب لقيصر، يعصى أوامره، وينادى بمنع عبادة قيصر فى المعبد.
        وفى عام 66م. قُتل شخص يُدعى مناحم (وهى تعنى المعزى) وبما أن المسِّيِّا سيكون فى عرفهم ذو مواصفات معينة، فهم يعرفونه اسمًا ولقبًا ومنشأً، إضافة إلى مواصفاته الجثمانية أو بعض ما يميزها، وأنه سيقضى على الإمبراطورية الرومانية، أى من أسرة متمردين، محاربين للرومان، كما تخيلوه. فقد قتل كهنة أقرب معبد مناحم، لعلمهم أنه ليس المسِّيِّا، وأنه يدعى ذلك بما فعله. الأمر الذى يعنى لو أنهم سمعوا يسوع يدعى أنه المسِّيِّا، لما اقتادوه إلى الحاكم الرومانى، بل لقتلوه هم بأنفسهم.
        الأمر الذى يشير إلى أنهم لم يقبضوا عليه، ولم يهينوه، ولم يصلبوه. والتضارب الصارخ فى كل تفاصيل هذه القضية يثبت ذلك. وأنا أدعو كل مسيحى ومسلم أن يُقسم موضوع صلب يسوع إلى أجزاء، مثل ليلة العشاء الأخيرة، القبض عليه، المحاكمة الأولى، وهكذا، ويقرأها من الأناجيل الأربعة، ويضع سؤالا سؤالا حول أى حدث، ويجيب عنه من الأناجيل الأربعة.
        لقد اقتحم مناحم (المعزى) غرفة السلاح فى قلعة ماسادا، ونادى أتباعه بالانقلاب على الرومان، وتخليص البلاد منهم، ولأنه لم يوحد صفوف جنوده عند الهجوم، كانت فرصته ضعيفة لنجاح مهمته. وتبعًا ليوسيفوس (الحرب اليهودية ii: 17: 8-9) أنه تم تنصيبه كملك (كمسِّيِّا) من أتباعه المتمردين فى أورشليم. وكان هذا مصداقًا لما تنبأ به يسوع من قوله بظهور مسحاء كذبة (متى 24: 24). ثم اقتحم مناحم ومرافقوه المعبد، وهذا يذكرنا بما نسبوه ليسوع من اقتحام المعبد، وقلب موائد الصيارفة وطردهم من المعبد. وأدى هذا الإقتحام من مناحم ومرافقوه إلى مناوشات دامية، مات على إثرها مناحم نفسه وبعض من أتباعه. لذلك ربط الكاتب بين يسوع ومناحم وهدم المعبد أو تخريبه من جراء هذه المناوشات الدامية.
        أى إن كاتب هذه الأناجيل الذى اخترع حكاية شهود الزور أراد أن يسقط ما فعله مناحم وعصابته على قول يسوع بهدم الهيكل وبنائه فى ثلاثة أيام، ويستدر عطف الناس وشفقتهم على المعبد، ويُطالب تحريك عاطفة الناس من التخلص من أمثال هؤلاء الإرهابيين، حفاظًا على الأمن والسلام وأرواح الأبرياء، وسلامة المعبد.
        أما بالنسبة للرومان، فقد كان مناحم عندهم من الإرهابيين، لأنه هاجم أرشيف المدينة، واضرم فيها النار. لقد أراد أن يحرقه، لكى يعيق الرومان عن تحصيل الديون المستحقة. كما نظم مناحم الهجوم على القلعة الرومانية (أتونيا) واحتلالها تدريجيًا. ويُذكر أيضًا أن مناحم هو الوحيد الذى قام بأعمال تخريبية ضد الرومان، بل وتمتع بفرصة للنجاح. وفى الحقيقة، لو لم يقتل حراس المعبد وكهنته مناحم هذا، لأعدمه الرومان فى أورشليم.
        فهل كانت فى مخيلة كاتب إنجيل مرقس أحداث مناحم وهجومه عند كتابته لإنجيله، كما يعتقد اللاهوتى هوجو جريسمان؟ وهل استقبال يسوع فى أورشليم استقبال الفاتح المنتصر هى نسخة من ترحيب الشعب بمناحم؟ وهل كان الترحاب والهتاف فى حقيقة أمره هو هتاف المتمردين، أتباع مناحم، الذين أرادوا تحرير الشعب من الرومان؟ وهل أبدلت الأناجيل الأشخاص فقط، وأسقطت الأحداث على أشخاص آخرين؟ وهل ترجع كلمات يسوع عن هدم المعبد إلى أقوال مناحم أو الأحداث التى تسبب فيها؟ ففى الحقيقة هذا الكلام يناسب مناحم أكثر من مناسبته ليسوع. هذا إذا أخذنا الموضوع بصورة غير رمزية.
        ومن الملفت للنظر أن مناحم ترك آثارًا واضحة أكثر من يسوع. فكم من الأحداث نسبت ليسوع وأُسقطت وقائعها عليه؟ هل كان يسوع نسخة مكررة من مناحم فى بعض من أقواله أو أفعاله؟ أم أن الاثنين بطلان أسطوريان، تم تكوينهما تبعًا لنموذج المسِّيِّا المثالى، الذى كان يحلم به اليهود؟
        إن أسطورة مناحم تقول بأنه عاد مرة أخرى إلى الحياة عقب موته. فلم يرد أتباعه تصديق أن مسياهم قد مات قبل أن يحقق مخططه. وبالطبع لم يريدوا موت آمالهم قبل أن تتهيأ لهم فرصة النجاح والتحرر من الرومان. لذلك تقول الأسطورة الشعبية عن مناحم إنه ولد من جديد فى قصر الملك فى بيت لحم.

        تعليق

        • abubakr_3
          مشرف عام

          • 15 يون, 2006
          • 849
          • مسلم

          #34
          س192- من الذى قال من المعاصرين إن يسوع كان إلهًا، أو دعا الناس لعبادته، أو ابتغاء مرضاته؟ لقد أجمع كل معاصريه من أتباعه وأحبابه وأعدائه أنه كان لديهم بمثابة النبى من قومه. والأهم من ذلك أنه هو نفسه أخبر كل الناس أنه مرسل من قبل الله تعالى إلى بنى إسرائيل. فكيف توصلتم إلى ألوهيته المزعومة؟ فهل استنتجتم ذلك من نصوص الكتاب، الذى كتب بعد رفع يسوع واختلفت الكنائس، ومازالت تختلف، فى أى الأسفار يجب أن تكون قانونية، وأيهما يجب أن تُرفض؟
          كيف كان يراه معاصروه من أنصاره وأعدائه؟ هل اعتبروه نبيًا مرسلاً أم إلهًا؟ وماذا قال هو عن نفسه؟
          بداية من هو النبى؟ هل هو إله أم عبد لله راسله وخادم أمين له؟
          أقر نبى الله دانيال أن النبى هو عبد الله ورسوله: دانيال 9: 6-11 (6وَمَا سَمِعْنَا مِنْ عَبِيدِكَ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ بِـاسْمِكَ كَلَّمُوا مُلُوكَنَا وَرُؤَسَاءَنَا وَآبَاءَنَا وَكُلَّ شَعْبِ الأَرْضِ. .... 10وَمَا سَمِعْنَا صَوْتَ الرَّبِّ إِلَهِنَا لِنَسْلُكَ فِي شَرَائِعِهِ الَّتِي جَعَلَهَا أَمَامَنَا عَنْ يَدِ عَبِيدِهِ الأَنْبِيَاءِ. 11وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَعَدَّى عَلَى شَرِيعَتِكَ وَحَادُوا لِئَلاَّ يَسْمَعُوا صَوْتَكَ فَسَكَبْتَ عَلَيْنَا اللَّعْنَةَ وَالْحَلْفَ الْمَكْتُوبَ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى عَبْدِ اللَّهِ لأَنَّنَا أَخْطَأْنَا إِلَيْهِ.)
          وأقر يسوع بأنه خاضع لإرادة الله تعالى ومشيئته: يوحنا 4: 34 (34قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
          يوحنا 5: 30 (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
          متى 7: 21 (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) وتكررت فى لوقا 7: 21
          وأقر بولس أن يسوع عبد خاضع لله تعالى: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
          وأقر التلاميذ أن يسوع عبد الله ورسوله: أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، ....) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
           يسوع فى عيون معاصريه:
          1- متى 21: 10-11 (10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».)
          2- يوحنا 7: 40 (40فَكَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ لَمَّا سَمِعُوا هَذَا الْكلاَمَ قَالُوا: «هَذَا بِالْحَقِيقَةِ هُوَ النَّبِيُّ».)
          3- بل عندما أحيا ميت أرملة نايين أقر التلاميذ والجمع أنه نبى عظيم:
          لوقا 7: 16 (11وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي ذَهَبَ إِلَى مَدِينَةٍ تُدْعَى نَايِينَ وَذَهَبَ مَعَهُ كَثِيرُونَ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَجَمْعٌ كَثِيرٌ. 12فَلَمَّا اقْتَرَبَ إِلَى بَابِ الْمَدِينَةِ إِذَا مَيْتٌ مَحْمُولٌ ابْنٌ وَحِيدٌ لأُمِّهِ وَهِيَ أَرْمَلَةٌ وَمَعَهَا جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ الْمَدِينَةِ. 13فَلَمَّا رَآهَا الرَّبُّ تَحَنَّنَ عَلَيْهَا وَقَالَ لَهَا: «لاَ تَبْكِي». 14ثُمَّ تَقَدَّمَ وَلَمَسَ النَّعْشَ فَوَقَفَ الْحَامِلُونَ. فَقَالَ: «أَيُّهَا الشَّابُّ لَكَ أَقُولُ قُمْ». 15فَجَلَسَ الْمَيْتُ وَابْتَدَأَ يَتَكَلَّمُ فَدَفَعَهُ إِلَى أُمِّهِ. 16فَأَخَذَ الْجَمِيعَ خَوْفٌ وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ: «قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ وَافْتَقَدَ اللهُ شَعْبَهُ».)
          لقد أقر الحاضرون للمعجزة بنبوته، ولم يؤلهه أحد!! فمن أين أتيتم بألوهيته؟
          4- متى 13: 54-57 ومرقس 6: 1-4 (54وَلَمَّا جَاءَ إِلَى وَطَنِهِ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ فِي مَجْمَعِهِمْ حَتَّى بُهِتُوا وَقَالُوا: «مِنْ أَيْنَ لِهَذَا هَذِهِ الْحِكْمَةُ وَالْقُوَّاتُ؟ 55أَلَيْسَ هَذَا ابْنَ النَّجَّارِ؟ أَلَيْسَتْ أُمُّهُ تُدْعَى مَرْيَمَ وَإِخْوَتُهُ يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا؟ 56أَوَلَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ جَمِيعُهُنَّ عِنْدَنَا؟ فَمِنْ أَيْنَ لِهَذَا هَذِهِ كُلُّهَا؟» 57فَكَانُوا يَعْثُرُونَ بِهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إِلاَّ فِي وَطَنِهِ وَفِي بَيْتِهِ».)
          لقد تعجب أهل بلدته وجيرانه ومعاصروه من علمه وحكمته ، فهل يتعجب إنسان ما من علم الله العليم أو حكمته وهو العزيز الحكيم؟
          فتعجب أهل بلدته ووطنه من حكمته وعلمه لأكبر دليل على معرفتهم ببشريته وليس بألوهيته. لأنه لو إله لما تعجبوا من علمه وقدرته لأنهم يعلمون أن الله لا مثيل له قدرته غير محدودة وعلمه لا يمكن إدراكه (27[هَئَنَذَا الرَّبُّ إِلَهُ كُلِّ ذِي جَسَدٍ. هَلْ يَعْسُرُ عَلَيَّ أَمْرٌ مَا؟) إرمياء 32: 17
          5- يوحنا 7: 40-43 (40فَكَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ لَمَّا سَمِعُوا هَذَا الْكلاَمَ قَالُوا: «هَذَا بِالْحَقِيقَةِ هُوَ النَّبِيُّ». 41آخَرُونَ قَالُوا: «هَذَا هُوَ الْمَسِيحُ». وَآخَرُونَ قَالُوا: «أَلَعَلَّ الْمَسِيحَ مِنَ الْجَلِيلِ يَأْتِي؟ 42أَلَمْ يَقُلِ الْكِتَابُ إِنَّهُ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ وَمِنْ بَيْتِ لَحْمٍ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَ دَاوُدُ فِيهَا يَأْتِي الْمَسِيحُ؟» 43فَحَدَثَ انْشِقَاقٌ فِي الْجَمْعِ لِسَبَبِهِ.)
            
           يسوع فى عيون أعدائه:
          1- متى 21: 45-46 (45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.)
          2- لوقا 20: 20-26 (20فَرَاقَبُوهُ وَأَرْسَلُوا جَوَاسِيسَ يَتَرَاءَوْنَ أَنَّهُمْ أَبْرَارٌ لِكَيْ يُمْسِكُوهُ بِكَلِمَةٍ حَتَّى يُسَلِّمُوهُ إِلَى حُكْمِ الْوَالِي وَسُلْطَانِهِ. 21فَسَأَلُوهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ بِالاِسْتِقَامَةِ تَتَكَلَّمُ وَتُعَلِّمُ وَلاَ تَقْبَلُ الْوُجُوهَ بَلْ بِالْحَقِّ تُعَلِّمُ طَرِيقَ اللهِ.)
          3- متى 22: 15-16 (15حِينَئِذٍ ذَهَبَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَتَشَاوَرُوا لِكَيْ يَصْطَادُوهُ بِكَلِمَةٍ. 16فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ تَلاَمِيذَهُمْ مَعَ الْهِيرُودُسِيِّينَ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَتُعَلِّمُ طَرِيقَ اللَّهِ بِالْحَقِّ وَلاَ تُبَالِي بِأَحَدٍ لأَنَّكَ لاَ تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ.)
          4- يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
          5- لوقا 9: 7-8 (7فَسَمِعَ هِيرُودُسُ رَئِيسُ الرُّبْعِ بِجَمِيعِ مَا كَانَ مِنْهُ وَارْتَابَ لأَنَّ قَوْماً كَانُوا يَقُولُونَ: «إِنَّ يُوحَنَّا قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ». 8وَقَوْماً: «إِنَّ إِيلِيَّا ظَهَرَ». وَآخَرِينَ: «إِنَّ نَبِيّاً مِنَ الْقُدَمَاءِ قَامَ».)
          6- لوقا 23: 13-14 (13فَدَعَا بِيلاَطُسُ رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ وَالْعُظَمَاءَ وَالشَّعْبَ 14وَقَالَ لَهُمْ: «قَدْ قَدَّمْتُمْ إِلَيَّ هَذَا الإِنْسَانَ كَمَنْ يُفْسِدُ الشَّعْبَ. وَهَا أَنَا قَدْ فَحَصْتُ قُدَّامَكُمْ وَلَمْ أَجِدْ فِي هَذَا الإِنْسَانِ عِلَّةً مِمَّا تَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ.)
          7- لوقا 23: 47 (47فَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ مَا كَانَ مَجَّدَ اللهَ قَائِلاً: «بِالْحَقِيقَةِ كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ بَارّاً!»)
          وهو نفس المعنى الذى أتى به مرقس: مرقس 15: 39 (39وَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ الْوَاقِفُ مُقَابِلَهُ أَنَّهُ صَرَخَ هَكَذَا وَأَسْلَمَ الرُّوحَ قَالَ: «حَقّاً كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ ابْنَ اللَّهِ!») فالرجل البار هنا جاءت مساوية لكلمة ابن الله. وهذا أيضًا مصداقًا لقول يوحنا 1: 12-13(12وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.)
            
           يسوع فى عيون من قام بشفائهم بإذن الله أو عمل المعجزات أمامهم:
          لقد نفى يسوع عن نفسه الألوهية أو أنه أعظم أو أكثر من إنسان، فأقرَّ قائلاً: يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.) ولا يوجد إله عاجز!
          لوقا 11: 20 (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.) ولا يوجد إله يعجز أن يعمل شيئًا بحول آخر وقوته!
          وقال أيضًا: يوحنا 5: 36 (36وَأَمَّا شأَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.) فالله تعالى هو العاطى وهو الراسل ، بينما يسوع هو المُعطَى والرسول، وعلى حد قوله: يوحنا 16 (16الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.)
          يوحنا 5: 20 (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ.)
          وتطبيقًا لهذا وتأكيدًا له كان يرفع عينيه أمام الناس قبل عمل المعجزة سائلاً الله تعالى أن يجريها على يديه، ليؤمنوا أنه عبد الله ورسوله:
          يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
          وقال أيضًا: يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
          يوحنا 20: 17 (17قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».)
          فمن هو أبوه وأبونا؟ أليس هو أبوه وإلهه السماوى؟ ألا ينفى يسوع بذلك وهو على الأرض أنه هو الله، لأن الله فى السماء؟ متى 23: 9 (9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.)
          والغريب أن الكتاب يقر أن الله لا يسكن على الأرض بين البشر، ولا يترك عرشه الذى لا تسعه السماوات بمفردها: ملوك الأول 8: 27 (هل يسكن الرب حقاً على الأرض؟ هو ذا السموات وسماء السماوات لا تسعك)
          أخبار الأيام الثاني 6: 18 (لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ اللهُ حَقّاً مَعَ الإِنْسَانِ عَلَى الأَرْضِ؟ إِنْ كَانَتِ السَّمَاوَاتُ بَلِ السَّمَاوَاتُ الْعُلَى لاَ تَسَعُكَ، فَكَمْ بِالأَحْرَى هَذَا الْهَيْكَلُ الَّذِي بَنَيْتُ!)
          ملوك الأول 8: 39 (39فَاسْمَعْ أَنْتَ مِنَ السَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ وَاغْفِرْ، وَاعْمَلْ وَأَعْطِ كُلَّ إِنْسَانٍ حَسَبَ كُلِّ طُرُقِهِ كَمَا تَعْرِفُ قَلْبَهُ. لأَنَّكَ أَنْتَ وَحْدَكَ قَدْ عَرَفْتَ قُلُوبَ كُلِّ بَنِي الْبَشَرِ.)
          متى 3: 17 (17وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».)
          متى 5: 16 (16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.)
          متى 7: 11 (11فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ.)
          متى 7: 21 (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.)
          متى 5: 44-45 (44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ ...)
          متى 5: 48 (48فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.)
          متى 6: 1 (1«احْتَرِزُوا مِنْ أَنْ تَصْنَعُوا صَدَقَتَكُمْ قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَنْظُرُوكُمْ وَإِلَّا فَلَيْسَ لَكُمْ أَجْرٌ عِنْدَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.)
          متى 6: 9 (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ.)
          وفى النهاية سيخضع يسوع أمام الله تعالى مثل باقى عبيده من البشر: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
          والآن بعد أن عرفنا أن الله يسكن السماء، ولا يسكن على الأرض، وكان ينعته يسوع دائمًا بالآب السماوى، وقال إنه سيصعد إليه، بل كان يصلى له ويتعبد طالبًا مرضاته، وجب علينا أن نعرف ماذا كان يسوع الأرضى فى عيون أتباعه الذين رأوا معجزاته وسمعوا تعاليمه:
          1- يوحنا 6: 14 (14فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: «إِنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ!»)
          2- يوحنا 9: 17 (17قَالُوا أَيْضاً لِلأَعْمَى: «مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟» فَقَالَ: «إِنَّهُ نَبِيٌّ».)
          3- يوحنا 3: 19 (19قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ!)
          4- لوقا 5: 24-25 (قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «لَكَ أَقُولُ قُمْ وَاحْمِلْ فِرَاشَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ». 25فَفِي الْحَالِ قَامَ أَمَامَهُمْ وَحَمَلَ مَا كَانَ مُضْطَجِعاً عَلَيْهِ وَمَضَى إِلَى بَيْتِهِ وَهُوَ يُمَجِّدُ اللهَ.)
          5- لوقا 17: 11-15 (11وَفِي ذَهَابِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ اجْتَازَ فِي وَسَطِ السَّامِرَةِ وَالْجَلِيلِ. 12وَفِيمَا هُوَ دَاخِلٌ إِلَى قَرْيَةٍ اسْتَقْبَلَهُ عَشَرَةُ رِجَالٍ بُرْصٍ فَوَقَفُوا مِنْ بَعِيدٍ 13وَصَرَخُوا: «يَا يَسُوعُ يَا مُعَلِّمُ ارْحَمْنَا». 14فَنَظَرَ وَقَالَ لَهُمُ: «اذْهَبُوا وَأَرُوا أَنْفُسَكُمْ لِلْكَهَنَةِ». وَفِيمَا هُمْ مُنْطَلِقُونَ طَهَرُوا. 15فَوَاحِدٌ مِنْهُمْ لَمَّا رَأَى أَنَّهُ شُفِيَ رَجَعَ يُمَجِّدُ اللهَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ)
          6- وها هو اعتراف الأناجيل بتمجيد الشعب لله ، وتسبيحهم إياه ، فور أن أجريت المعجزة على أيدى نبيه ، ألا يدل ذلك على معرفة الشعب ليسوع أنه عبد الله ورسوله؟ لوقا 18: 35-43 (35وَلَمَّا اقْتَرَبَ مِنْ أَرِيحَا كَانَ أَعْمَى جَالِساً علَى الطَّرِيقِ يَسْتَعْطِي. 36فَلَمَّا سَمِعَ الْجَمْعَ مُجْتَازاً سَأَلَ: «مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هَذَا؟» 37فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ مُجْتَازٌ. 38فَصَرَخَ: «يَا يَسُوعُ ابْنَ دَاوُدَ ارْحَمْنِي!». 39فَانْتَهَرَهُ الْمُتَقَدِّمُونَ لِيَسْكُتَ أَمَّا هُوَ فَصَرَخَ أَكْثَرَ كَثِيراً: «يَا ابْنَ دَاوُدَ ارْحَمْنِي». 40فَوَقَفَ يَسُوعُ وَأَمَرَ أَنْ يُقَدَّمَ إِلَيْهِ. وَلَمَّا اقْتَرَبَ سَأَلَهُ: 41«مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ؟» فَقَالَ: «يَا سَيِّدُ أَنْ أُبْصِرَ». 42فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَبْصِرْ. إِيمَانُكَ قَدْ شَفَاكَ». 43وَفِي الْحَالِ أَبْصَرَ وَتَبِعَهُ وَهُوَ يُمَجِّدُ اللهَ. وَجَمِيعُ الشَّعْبِ إِذْ رَأَوْا سَبَّحُوا اللهَ.)
          7- لوقا 19: 37-38 (37وَلَمَّا قَرُبَ عِنْدَ مُنْحَدَرِ جَبَلِ الزَّيْتُونِ ابْتَدَأَ كُلُّ جُمْهُورِ التَّلاَمِيذِ يَفْرَحُونَ وَيُسَبِّحُونَ اللهَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ لأَجْلِ جَمِيعِ الْقُوَّاتِ الَّتِي نَظَرُوا 38قَائِلِينَ: «مُبَارَكٌ الْمَلِكُ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! سَلاَمٌ فِي السَّمَاءِ وَمَجْدٌ فِي الأَعَالِي!».)
          8- بل تعجب الحاضرون من إشفائه للأخرس بإذن الله ، عندما فتح فمه وتكلم: متى 9: 32 (فَتَعَجَّبَ الْجُمُوعُ قَائِلِينَ:«لَمْ يَظْهَرْ قَطُّ مِثْلُ هَذَا فِي إِسْرَائِيلَ!») معناها لم يظهر نبى مثل هذا الرجل (النبى) من قبل. فهو كان معروفاً إذن كنبى. لأنه لم يظهر فى بنى إسرائيل إلهاً من قبل.
          9- لوقا 9: 37-43 (37وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي إِذْ نَزَلُوا مِنَ الْجَبَلِ اسْتَقْبَلَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ. 38وَإِذَا رَجُلٌ مِنَ الْجَمْعِ صَرَخَ: «يَا مُعَلِّمُ أَطْلُبُ إِلَيْكَ. اُنْظُرْ إِلَى ابْنِي فَإِنَّهُ وَحِيدٌ لِي. 39وَهَا رُوحٌ يَأْخُذُهُ فَيَصْرُخُ بَغْتَةً فَيَصْرَعُهُ مُزْبِداً وَبِالْجَهْدِ يُفَارِقُهُ مُرَضِّضاً إِيَّاهُ. 40وَطَلَبْتُ مِنْ تَلاَمِيذِكَ أَنْ يُخْرِجُوهُ فَلَمْ يَقْدِرُوا». 41فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ وَالْمُلْتَوِي إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ وَأَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمِ ابْنَكَ إِلَى هُنَا». 42وَبَيْنَمَا هُوَ آتٍ مَزَّقَهُ الشَّيْطَانُ وَصَرَعَهُ فَانْتَهَرَ يَسُوعُ الرُّوحَ النَّجِسَ وَشَفَى الصَّبِيَّ وَسَلَّمَهُ إِلَى أَبِيهِ. 43فَبُهِتَ الْجَمِيعُ مِنْ عَظَمَةِ اللهِ.)
          10- مرقس 8: 22-26 (22وَجَاءَ إِلَى بَيْتِ صَيْدَا فَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَعْمَى وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمِسَهُ 23فَأَخَذَ بِيَدِ الأَعْمَى وَأَخْرَجَهُ إِلَى خَارِجِ الْقَرْيَةِ وَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ هَلْ أَبْصَرَ شَيْئاً؟ 24فَتَطَلَّعَ وَقَالَ: «أُبْصِرُ النَّاسَ كَأَشْجَارٍ يَمْشُونَ». 25ثُمَّ وَضَعَ يَدَيْهِ أَيْضاً عَلَى عَيْنَيْهِ وَجَعَلَهُ يَتَطَلَّعُ. فَعَادَ صَحِيحاً وَأَبْصَرَ كُلَّ إِنْسَانٍ جَلِيّاً. 26فَأَرْسَلَهُ إِلَى بَيْتِهِ قَائِلاً: «لاَ تَدْخُلِ الْقَرْيَةَ وَلاَ تَقُلْ لأَحَدٍ فِي الْقَرْيَةِ») فلك أن تتخيل أن يقوم الإله بتجربة فاشلة، فيحاول مرة أخرى!
          ألم يقل يسوع: مرقس 10: 27 (... «عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ وَلَكِنْ لَيْسَ عِنْدَ اللَّهِ لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللَّهِ».)
          ألم يقل: يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
          ألم يقل: لوقا 11: 20 (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.)
          ألم يقل: يوحنا 5: 36 (36وَأَمَّا شأَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
          ألم يقل إنه مرسل من عند الله: يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
          لذلك إن من سيتخذه إلهًا، ويعمل أى شىء باسمه، ولو حتى الخير والصالحات، سيتبرأ منه فى الآخرة، ويتركه لعذاب الله: لوقا 7: 22-23 (22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!) وعلى ذلك لا يمكن أن يكون أحد من التلاميذ قد عمَّد باسم يسوع، أو عمل معجزة أو خيرًا قط باسمه، وإلا لكان من فاعلى الإثم، وسيتبرأ منه يسوع فى الآخرة، ويتركه لعذاب الله. وهذا يثبت التحريف الذى وقع لسفر أعمال الرسل!
          لوقا 7: 21 (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.)
            
           يسوع فى عيون الشياطين:
          1- إن الشيطان نفسه كان يعرف أن يسوع نبى مرسل من الله، فقد أسره أربعين يومًا ، يُصعده من مكان إلى آخر مسلوب الإرادة ، حتى أتم كل تجربة ، وما إن ذَكَّره يسوع بالله الذى ينبغى السجود له ، حتى تركه، كما أخبره يسوع أن لا يُجرب الرب إلهه الذى يعرفه ويؤمن به وتقشعر أبدانه منه، وهو الذى أُمر أن يسجد له وحده، ويعبده بمفرده! أى شهد أنه لا إله ولا معبود بحق إلا الله تعالى:
          متى 4: 6-11 (6وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 7قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَيْضاً: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 8ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضاً إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدّاً وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا 9وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هَذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي». 10حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 11ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ)
          وهو نفس قوله إن دخول الجنة والخلود فيها يتوقف على شهادة التوحيد أولا ثم العمل الصالح: يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
          يوحنا 5: 24 (24اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
          إن تجربة الشيطان ليسوع لتنفى عنه الألوهية نفيًا تامًا أو لتلحق به العار وتجعله لا يستحق التأليه مطلقًا! إذ كيف يسيطر الشيطان على الله الخالق سبحانه ولو لثانية ولن أقول 40 يومًا؟
          ودليلنا فى ذلك أن الرب لا يُجرب بالشرور، لأنه عزيز وقدوس لا يترك نفسه للشيطان، ولا تقهره قوى الشر: يعقوب 1: 13-14 (13لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ، لأَنَّ اللَّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَداً. 14وَلَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ)
          وهذا دليل قوى على أن الذى جُرِّبَ ليس الله، وإلا لكان الرب كاذبًا فيما أوحاه إلى يعقوب، وعليكم أن تحذفوا هذا السفر من كتابكم!!
          كما أنه ليس لديكم أدنى دليل على أن الذى عاد من الأسر هو يسوع نفسه، وليس الشيطان متجسدًا فى شكل يسوع بعد أن قتله وأطعمه للسباع فى الصحراء!
          إن مسايرة يسوع للشيطان وخضوعه له طوال هذا الوقت لدليل على اعتراف يسوع بضعفه وبشريته وإقراره بقوة الشيطان، وينفى عن نفسه الألوهية!!
          وقد تسبب اعتقادكم بأسر الشيطان للرب أن تطلقوا على الشيطان رئيس هذا العالم، وإله هذا الدهر :
          يوحنا 12: 31(31اَلآنَ دَيْنُونَةُ هَذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ خَارِجاً)
          يوحنا 16: 11 (11وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ.)
          كورنثوس الثانية 4: 4 (... إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ ...)
          2- وإذا كان هذا رد فعل الشيطان الرئيسى وعلمه، فماذا عن باقى الشياطين؟ هل عرفت باقى الشياطين أنه نبى؟ يقول لوقا 4: 31-34 (31وَانْحَدَرَ إِلَى كَفْرِنَاحُومَ مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ وَكَانَ يُعَلِّمُهُمْ فِي السُّبُوتِ. 32فَبُهِتُوا مِنْ تَعْلِيمِهِ لأَنَّ كَلاَمَهُ كَانَ بِسُلْطَانٍ. 33وَكَانَ فِي الْمَجْمَعِ رَجُلٌ بِهِ رُوحُ شَيْطَانٍ نَجِسٍ فَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: 34«آهِ مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ! أَتَيْتَ لِتُهْلِكَنَا! أَنَا أَعْرِفُكَ مَنْ أَنْتَ: قُدُّوسُ اللهِ».)
          نعم. لقد كان كلامه بسلطان من الله. نعم هو قدوس الله، ونبيه المقدس. فهل عرفت الشياطين ومعاصروه وتلاميذه أنه نبى ، ثم عرفتم أنتم بعد رفعه إلى السماء أنه إله على الرغم أنه لم يدع الألوهية؟
          3- ثم نأتى لسؤال بديهى: هل تقول الشياطين الحق؟ هل تهدى الشياطين الناس إلى البر؟ لقد أرادت شياطين نجسة أخرى أن تهلك أتباعه ودينه عندما أخرجها ، فصرخت قائلة: لوقا 4: 41 (41وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ.)
          فماذا تقولون أنتم اليوم فى يسوع؟ إنه نفس قول الشياطين! وبذلك سيطردكم يسوع يوم القيامة وهو يُسأل أمام الله وملائكته ويقول لكم: لوقا 7: 22-23 (22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!)
            
           يسوع فى عيون التلاميذ:
          1- يوحنا 1: 45 (45فِيلُبُّسُ وَجَدَ نَثَنَائِيلَ وَقَالَ لَهُ: «وَجَدْنَا الَّذِي كَتَبَ عَنْهُ مُوسَى فِي النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءُ: يَسُوعَ ابْنَ يُوسُفَ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ».)
          فهل كتبت الكتب عن إله سينزل إلى الأرض متجسدًا يُهان ويموت ميتة الملاعين المجرمين المطرودين من رحمة الله؟
          2- وقال بطرس فى أعمال الرسل 2: 22 (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.)
          متى 16: 18-19 (18وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ».)
          وبعد القيامة بالجسد الممجد اعتبروه أيضًا نبيًا:
          3- لوقا 24: 13-20 (13وَإِذَا اثْنَانِ مِنْهُمْ كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى قَرْيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ أُورُشَلِيمَ سِتِّينَ غَلْوَةً اسْمُهَا «عِمْوَاسُ». 14وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ بَعْضُهُمَا مَعَ بَعْضٍ عَنْ جَمِيعِ هَذِهِ الْحَوَادِثِ. 15وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا. 16وَلَكِنْ أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ. 17فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هَذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟» 18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟» 19فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ. 20كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ.)
          4- مرقس 8: 27-30 (27ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى قُرَى قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ. وَفِي الطَّرِيقِ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا؟» 28فَأَجَابُوا: «يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». 29فَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ بُطْرُسُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ!» 30فَانْتَهَرَهُمْ كَيْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ عَنْهُ.)
          كما أدان بولس الذين تركوا الخالق وعبدوا المخلوق: رومية 1: 25 (25الَّذِينَ اسْتَبْدَلُوا حَقَّ اللهِ بِالْكَذِبِ وَاتَّقَوْا وَعَبَدُوا الْمَخْلُوقَ دُونَ الْخَالِقِ الَّذِي هُوَ مُبَارَكٌ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.)
          وها هو بولس يقر أنه بشر وله أخطاء: عبرانيين 7: 27 (27الَّذِي لَيْسَ لَهُ اضْطِرَارٌ كُلَّ يَوْمٍ مِثْلُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ أَنْ يُقَدِّمَ ذَبَائِحَ أَوَّلاً عَنْ خَطَايَا نَفْسِهِ ثُمَّ عَنْ خَطَايَا الشَّعْبِ، لأَنَّهُ فَعَلَ هَذَا مَرَّةً وَاحِدَةً، إِذْ قَدَّمَ نَفْسَهُ.)
          ويؤمن أن الله العاطى هو رب يسوع وإلهه الذى سماه سيدًا أى معلمًا: أفسس 1: 17 (17كَيْ يُعْطِيَكُمْ إِلَهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ فِي مَعْرِفَتِهِ،)
          بل أثبت يسوع بشريته وناجى ربه وناداه فى أحلك اللحظات التى يكون الإنسان فيها صادقًا مع نفسه ومع الآخرين: متى 27: 46 (46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي» (أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟))
          بل أثبت يسوع بشريته وناجى ربه بعد أن تمجَّد: يوحنا 20: 17 (17قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».)
           ماذا قال يسوع عن نفسه؟
          فى الحقيقة إن هذا السؤال ليحتاج كتاب بمفرده، حيث سوف يتعلق ما قاله يسوع عن نفسه، وبما وصف نفسه، بما قاله عن الله، وبما وصف به الله. ولم يدع لنفسه مطلقًا صفة من صفات الله: مثل الخالق أو الرزَّاق أو المحيى أو المميت أو العزيز أو القدوس أو القادر أو غيرها من الأسماء الحسنى.
          فهو قد جاء مرسلاً من الله تعالى ليعمل ما أملاه عليه الله: وإن أقوال يسوع عن الله تعالى أنه فى السماء، وأنه أعطاه، وأرسله، ولم يتركه، وأنه مجده، وأنه يحبه، وأنه يعمل مشيئته، ويرضيه، وأنه يقول ما يسمعه منه، ويعمل ما يأمره به، لدليل على نفى الاتحاد بين يسوع وخالقه:
          1- يوحنا 5: 36 (36وَأَمَّا شأَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
          2- يوحنا 5: 20 (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ.) [هذا باعتبار أن يسوع هو الابن!!]
          3- يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
          4- يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
          5- يوحنا 17: 7-8 (7وَالآنَ عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْ عِنْدِكَ 8لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.)
          6- يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
          7- لوقا 10: 16 (16اَلَّذِي يَسْمَعُ مِنْكُمْ يَسْمَعُ مِنِّي وَالَّذِي يُرْذِلُكُمْ يُرْذِلُنِي وَالَّذِي يُرْذِلُنِي يُرْذِلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».)
          8- يوحنا 12: 44 (44فَنَادَى يَسُوعُ: «الَّذِي يُؤْمِنُ بِي لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي.)
          9- يوحنا 17: 3-4 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
          10- يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
          11- يوحنا 5: 24 (24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
          12- يوحنا 4: 34 (34قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
          13- يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
          14- يوحنا 7: 28-29 (28فَنَادَى يَسُوعُ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ: «تَعْرِفُونَنِي وَتَعْرِفُونَ مِنْ أَيْنَ أَنَا وَمِنْ نَفْسِي لَمْ آتِ بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ الَّذِي أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ. 29أَنَا أَعْرِفُهُ لأَنِّي مِنْهُ وَهُوَ أَرْسَلَنِي».)
          15- يوحنا 8: 26 (26إِنَّ لِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةً أَتَكَلَّمُ وَأَحْكُمُ بِهَا مِنْ نَحْوِكُمْ لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ. وَأَنَا مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ فَهَذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَمِ».)
          16- يوحنا 5: 37 (37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ)
          17- متى 10: 40-41 (40مَنْ يَقْبَلُكُمْ يَقْبَلُنِي وَمَنْ يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي. 41مَنْ يَقْبَلُ نَبِيّاً بِاسْمِ نَبِيٍّ فَأَجْرَ نَبِيٍّ يَأْخُذُ وَمَنْ يَقْبَلُ بَارّاً بِاسْمِ بَارٍّ فَأَجْرَ بَارٍّ يَأْخُذُ)
          18- يوحنا 13: 20 (20اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمُ: الَّذِي يَقْبَلُ مَنْ أُرْسِلُهُ يَقْبَلُنِي وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».)
          19- لوقا 13: 33 (لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَهْلِكَ نَبِيٌّ خَارِجاً عَنْ أُورُشَلِيمَ.)
          20- يوحنا 16: 5 (5وَأَمَّا الآنَ فَأَنَا مَاضٍ إِلَى الَّذِي أَرْسَلَنِي ....) فهل سيمضى إلى نفسه؟ وهل نفسه أرسلته؟
          21- وها هو يسمى تلاميذه وأتباعه أخوته، ويعلمهم أنه سيصعد إلى الله أبيه وإلهه، وأبيهم وإلههم. ويقر أنهم أبناء الله مثله وأخوته. فهل سيصعد إلى نفسه؟ وهل نفسه فى السماء تجلس على العرش، وفى نفس الوقت على الأرض تكلم الناس؟ يوحنا 20: 17 (17قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».)
          21- يوحنا 17: 25-26 (25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. 26وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ».) فها هو يسوع على الأرض يُخاطب أباه أى إلهه الذى فى السماوات، وأقر أن أتباعه آمنوا أنه عبده ورسوله، وعرفهم باسمه!
          أم هل كان يسوع يستهزأ بمستمعيه، ويوهمهم أنه يكلم شخصًا آخر؟ أم انفصل اللاهوت عن الناسوت مخالفًا بذلك قانون الإيمان؟ أم فقد عقله من الإهانات المتواصلة التى كانت تلحق به؟ فإذا حدث أيا من هذه أو كلهم فهذا يفقده ألوهيته المزعومة، وليس لكم أن تعبدوه بعد.
          وطالبكم بعبادة ربكم الذى فى السماوات وطاعته:
          1- مرقس 12: 29-32 (29فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. 30وَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى. 31وَثَانِيَةٌ مِثْلُهَا هِيَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. لَيْسَ وَصِيَّةٌ أُخْرَى أَعْظَمَ مِنْ هَاتَيْنِ». 32فَقَالَ لَهُ الْكَاتِبُ: «جَيِّداً يَا مُعَلِّمُ. بِالْحَقِّ قُلْتَ لأَنَّهُ اللَّهُ وَاحِدٌ وَلَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ)
          2- متى 23: 9 (9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.)
          3- متى 6: 6-8 (6وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.)
          هل تفكرتم لماذا يرى أبونا الذى فى السماوات فى الخفاء؟ أى لماذا يرانا من حيث لا نراه؟
          إشعياء 45: 15 (15حَقّاً أَنْتَ إِلَهٌ مُحْتَجِبٌ يَا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ الْمُخَلِّصَ)
          وعندما طلب موسى من الله أن يراه: خروج 33: 20 (20وَقَالَ:«لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الْإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ»)
          تثنية 4: 12 ، 15 (12فَكَلمَكُمُ الرَّبُّ مِنْ وَسَطِ النَّارِ وَأَنْتُمْ سَامِعُونَ صَوْتَ كَلامٍ وَلكِنْ لمْ تَرُوا صُورَةً بَل صَوْتاً. ... .. 15فَاحْتَفِظُوا جِدّاً لأَنْفُسِكُمْ. فَإِنَّكُمْ لمْ تَرُوا صُورَةً مَا يَوْمَ كَلمَكُمُ الرَّبُّ فِي حُورِيبَ مِنْ وَسَطِ النَّارِ. ...)
          يوحنا 5: 37 (37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ)
          وهذه كانت عقيدة المسيحيين الأول، ومنهم بولس: تيموثاوس الأولى 6: 16 (16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ.)
          كما أكد عيسى  نفس القول ، فقال يوحنا 3: 24: (24اَللَّهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا».) فإذا كان الله روح ، ولا يمكن أن يرى الإنسان هذا الروح فإن (اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ.) يوحنا 1: 18
          4- لوقا 6: 12 (12وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.)
          5- متى 6: 9-15 (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ. 11خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. 12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. 13وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. 14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. 15وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً زَلَّاتِكُمْ.)
          6- كما صحَّح لهم مفاهيم عقائدية ، فرفض أن يمدحه أحد ، ونسب كل الفضل لله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، فرفض كلام البسطاء الذين مدحوا أمه التى أنجبته وأرضعته ، فقال لهم: لوقا 11: 27-28 (27وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهَذَا رَفَعَتِ امْرَأَةٌ صَوْتَهَا مِنَ الْجَمْعِ وَقَالَتْ لَهُ: «طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذِي حَمَلَكَ وَالثَّدْيَيْنِ اللَّذَيْنِ رَضَعْتَهُمَا». 28أَمَّا هُوَ فَقَالَ: «بَلْ طُوبَى لِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللهِ وَيَحْفَظُونَهُ».)
          7- كما رفض أيضاً أن يُنسَب الصلاح إلا لله وحده: لوقا 18: 18-19 (18وَسَأَلَهُ رَئِيسٌ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 19فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ.)
          يواصل يسوع اعترافه أنه لا يوجد إله على الأرض، بل هو فى السماء مكان سكناه، بل يفصل بينه وبين الله تعالى فى كلامه، ليشير إلى أنهما اثنان:
          8- يوحنا 16: 26-28 (وَلَسْتُ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي أَنَا أَسْأَلُ الآبَ مِنْ أَجْلِكُمْ 27لأَنَّ الآبَ نَفْسَهُ يُحِبُّكُمْ لأَنَّكُمْ قَدْ أَحْبَبْتُمُونِي وَآمَنْتُمْ أَنِّي مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَرَجْتُ. 28خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ الآبِ وَقَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ وَأَيْضاً أَتْرُكُ الْعَالَمَ وَأَذْهَبُ إِلَى الآبِ».)
          يوحنا 7: 28-29 (28فَنَادَى يَسُوعُ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ: «تَعْرِفُونَنِي وَتَعْرِفُونَ مِنْ أَيْنَ أَنَا وَمِنْ نَفْسِي لَمْ آتِ بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ الَّذِي أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ. 29أَنَا أَعْرِفُهُ لأَنِّي مِنْهُ وَهُوَ أَرْسَلَنِي».)
          9- يوحنا 5: 31-32 و37 (31«إِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي لَيْسَتْ حَقّاً. 32الَّذِي يَشْهَدُ لِي هُوَ آخَرُ وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ الَّتِي يَشْهَدُهَا لِي هِيَ حَقٌّ. ... 37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ.)
          10- وبعد أن أقر بصلاته لله ، وأمركم بالصلاة لنفس إلهه، واعترف أنه رسول من عند الله، وأن كل أقواله وأعماله أى معجزاته فهى من الله تعالى، وأنه شخصيًا لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئًا. كما أقر أن الله هو أبوه وأبو كل البشر، وإلههم: يوحنا 20: 17 (17قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».)
          أى جمع بينه وبين اليهود أو البشر فى العبودية لله تعالى: يوحنا 15: 20 (20اُذْكُرُوا الْكلاَمَ الَّذِي قُلْتُهُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ.)
          ثم اقرأ اعترافه بأن الله ربه وسيده هو أعظم منه ليتضح لك أنه لا يعتبر نفسه إلهًا بل عبدًا لله: يوحنا 14: 28 (... لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) فلماذا لا تؤلهون إله يسوع الأعظم منه وتعبدونه؟
          ارجع الآن إلى الترجمة الكاثوليكية اليسوعية فى اعترافها أن يسوع عبد لله:
          أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه، ) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
          أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
          أعمال الرسل 4: 27 (27تحالَفَ حَقًّا في هذهِ المَدينةِ هِيرودُس وبُنْطيوس بيلاطُس والوَثَنِيُّونَ وشُعوبُ إِسرائيلَ على عَبدِكَ القُدُّوسِ يسوعَ الَّذي مَسَحتَه،) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
          أعمال الرسل 4: 30 (30باسِطًا يدَكَ لِيَجرِيَ الشِّفاءُ والآياتُ والأَعاجيبُ بِاسمِ عَبدِكَ القُدُّوسِ يَسوع)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
          11- يوحنا 4: 22 (أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ.) وها هو هنا قد أعلن عبوديته لله عن علم.
          وتعتبرونه ابن الإنسان:
          12- وكم من مرة لقَّبَ فيها نفسه بابن الإنسان الهالك ، المعرَّض للموت، بل عَرَفَ معاصروه صراحة أن التجديف عليه هو ممكن أن يغفره الله، ولكن التجديف على الله بأى صورة من الصور، [مثل أن تنسب له الزوجة أو الولد]، فهذا كفر، لا يغفره الله: لوقا 12: 8-10 (8وَأَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَنِ اعْتَرَفَ بِي قُدَّامَ النَّاسِ يَعْتَرِفُ بِهِ ابْنُ الإِنْسَانِ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اللهِ. 9وَمَنْ أَنْكَرَنِي قُدَّامَ النَّاسِ يُنْكَرُ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اللهِ. 10وَكُلُّ مَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ وَأَمَّا مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلاَ يُغْفَرُ لَهُ.)
          13- لوقا 19: 10 (10لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ».)
          14- متى 8: 20 (20فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ».)
          15- لوقا 22: 48 («يَا يَهُوذَا أَبِقُبْلَةٍ تُسَلِّمُ ابْنَ الإِنْسَانِ؟»)
          16- يوحنا 8: 40 (40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. ...)
          16- لوقا 18: 31 (31وَأَخَذَ الاِثْنَيْ عَشَرَ وَقَالَ لَهُمْ: «هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَسَيَتِمُّ كُلُّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ بِالأَنْبِيَاءِ عَنِ ابْنِ الإِنْسَانِ) ، ف (كُفُّوا عَنِ الاتِّكَالِ عَلَى الإِنْسَانِ الْمُعَرَّضِ لِلْمَوْتِ؛ فَأَيُّ قِيمَةٍ لَهُ؟) إِشَعْيَاءَ 2: 22
          فلو معنى ابن الإنسان هنا عيسى  نفسه ، فالقضية قد حُسِمَت فى أنه بشر رسول من عند الله لبنى إسرائيل ، وقد أقرَّ هو بذلك وعرفه شعبه بهذا، فقال: متى 15: 24 (24فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».)
          وليس أوضح من ارتجاج أورشليم ، واعتراف كل الجموع به أنه نبى: متى 21: 10-11 (10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».)
            
          والله ليس بإنسان:
          قلنا أقر يسوع للناس أن أباهم فى السماء، وأن عليهم ألا يؤلهوا إنسان ما على الأرض: متى 23: 9 (9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) ، وذلك لأنه لا يسكن على الأرض: ملوك الأول 8: 27 (27لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ اللَّهُ حَقّاً عَلَى الأَرْضِ؟ هُوَذَا السَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُكَ، …)
          وقلنا إن الله لم ولن يره أحد قط تيموثاوس الأولى 6: 16 (... الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، ...)
          وها هو الرب نفسه يقول لكم إنه ليس بإنسان:
          عدد 23: 19 (19ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَل يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلمُ وَلا يَفِي؟) أليس سفر العدد هذا من كلام الرب الذى تؤلهونه؟ أليس هو جزء من الكتاب الذى تقدسونه؟ إن كتابكم يقول لكم: يسوع الإنسان وابن الإنسان ليس الله، لأن الله ليس بإنسان أو ابن إنسان!!
          هوشع 11: 9 (9«لاَ أُجْرِي حُمُوَّ غَضَبِي. لاَ أَعُودُ أَخْرِبُ أَفْرَايِمَ لأَنِّي اللَّهُ لاَ إِنْسَانٌ الْقُدُّوسُ فِي وَسَطِكَ فَلاَ آتِي بِسَخَطٍ.) إن الله ينفى عن نفسه البشرية فيقول إنه هو الله وليس بإنسان!!
          أيوب 9: 32 (32لأَنَّهُ لَيْسَ هُوَ إِنْسَاناً مِثْلِي ...)
          حزقيال 28: 9 (9هَلْ تَقُولُ قَوْلاً أَمَامَ قَاتِلِكَ: أَنَا إِلَهٌ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلَهٌ فِي يَدِ طَاعِنِكَ؟)
          ولا يمكن أن يكون الرب إنسان، لأن هذا يتناقض مع أسمائه الحسنى وصفاته العليا:
          أخبارالأيام الأولى 17: 20 (يَا رَبُّ لَيْسَ مِثْلُكَ وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ)
          إشعياء 40: 18 (18فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَ اللَّهَ وَأَيَّ شَبَهٍ تُعَادِلُونَ بِهِ)
          إشعياء 46: 5 (5بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُسَوُّونَنِي وَتُمَثِّلُونَنِي لِنَتَشَابَهَ؟) فلماذا تشبهونه بالإنسان؟
          وكيف هان عليكم إلهكم فشبهتموه بالإنسان الرمة، وابن آدم الدود؟ (فى البدء كان الكلمة ... وكان الكلمة الله ... والكلمة صار جسداً وحلَّ بيننا) أى أصبح إنساناً (يوحنا 1: 1-14)، (6فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الإِنْسَانُ الرِّمَّةُ وَابْنُ آدَمَ الدُّودُ) أيوب 25: 6
          وكيف هان عليكم إلهكم فشبهتموه بالإنسان عديم الفهم، وبجحش الفرا؟ أيوب 11: 12 (12أَمَّا الرَّجُلُ فَفَارِغٌ عَدِيمُ الْفَهْمِ وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.) فهل قبلتم أن يولد يسوع كجحش الفرا؟ هل قبلتم أن يكون من تؤلهونه عديم الفهم فارغ وتافه؟
          وكيف هان عليكم إلهكم فشبهتموه بالبهيمة؟ الجامعة 3: 19-20 (19لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ وَحَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُمْ. مَوْتُ هَذَا كَمَوْتِ ذَاكَ وَنَسَمَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْكُلِّ. فَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ لأَنَّ كِلَيْهِمَا بَاطِلٌ. 20يَذْهَبُ كِلاَهُمَا إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ. كَانَ كِلاَهُمَا مِنَ التُّرَابِ وَإِلَى التُّرَابِ يَعُودُ كِلاَهُمَا.)
          وإذا كنتم تؤمنون أن هذه لنصوص نصوص إلهية ألهمها الله تعالى لكاتبها، فهل رضى الرب فيما بعد أن يتجسد فى صورة الإنسان الذى أهانه هو نفسه؟ أم ترى كما أرى أن هذه النصوص قالها الرب القدوس لينفى من عقولكم أنه يمكنه أن يُنزل من قداسته ويأخذ جسد إنسان؟
          ولا يمكن أن يكون الرب إنسانًا معرضًا للموت والفناء:
          لوقا 23: 46 (46وَنَادَى يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «يَا أَبَتَاهُ فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي». وَلَمَّا قَالَ هَذَا أَسْلَمَ الرُّوحَ.)
          اقرأ قول الرب مالك الروح: الجامعة 12: 7 (فَيَرْجِعُ التُّرَابُ إِلَى الأَرْضِ كَمَا كَانَ وَتَرْجِعُ الرُّوحُ إِلَى اللَّهِ الَّذِي أَعْطَاهَا)
          كانت آخر كلمة نطق بها (هذا لو سلمنا جدلاً أن عيسى  هو الذى كان على الصليب) هى لا إله إلا الله، فقد أسلم الروح لبارئها، ومات. وهذا إقرار منه أمام معاصريه أن الخالق هو الله، وأن مالك الروح هو الله، وأن المحيى والمميت هو الله. فيكون بذلك قد أقر أمام معاصريه بأنه ابن إنسان بشر نبى من عند الله وليس أكثر:
          فالله إله حى، لا يموت: إرمياء 10: 10 (10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ. ...)
          تيموثاوس الأولى 6: 13-16 (13أُوصِيكَ أَمَامَ اللهِ الَّذِي يُحْيِي الْكُلَّ وَالْمَسِيحِ يَسُوعَ الَّذِي شَهِدَ لَدَى بِيلاَطُسَ الْبُنْطِيِّ بِالاِعْتِرَافِ الْحَسَنِ: 14أَنْ تَحْفَظَ الْوَصِيَّةَ بِلاَ دَنَسٍ وَلاَ لَوْمٍ إِلَى ظُهُورِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، 15الَّذِي سَيُبَيِّنُهُ فِي أَوْقَاتِهِ الْمُبَارَكُ الْعَزِيزُ الْوَحِيدُ، مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، 16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ.)
          وليقطع عليهم منافذ الشيطان ويسدها، قال لهم: يوحنا 3: 24 إنَّ (24اَللَّهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا».)
          فإذا كان الله روح ، ولا يمكن أن يرى الإنسان هذا الروح فإن يوحنا 1: 18 (اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ.) فكيف يكون عيسى  هو الله. وهل الله له جسد أو مولود من الجسد؟ لا. يوحنا 3: 6 (6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.) إن قول يسوع إن الله لم يره أحد قط، وأنه روح، وأن الروح ليس لها لحم أو عظم، لينفى تجسُّد الإله نفيًا تامًا!
          وقال لهم: يوحنا الأولى 4: 2-3 ف (كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ، 3وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْترِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ.)
          وكان لعيسى  جسد ظاهر أمام تلاميذه ومعاصريه، لأنه ليس للروح عظام أو لحم لوقا 24: 39 (فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ)
          وكان ليسوع لحم وعظام: متى 27: 57-60 (57وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ جَاءَ رَجُلٌ غَنِيٌّ مِنَ الرَّامَةِ اسْمُهُ يُوسُفُ - وَكَانَ هُوَ أَيْضاً تِلْمِيذاً لِيَسُوعَ. 58فَهَذَا تَقَدَّمَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ. فَأَمَرَ بِيلاَطُسُ حِينَئِذٍ أَنْ يُعْطَى الْجَسَدُ. 59فَأَخَذَ يُوسُفُ الْجَسَدَ وَلَفَّهُ بِكَتَّانٍ نَقِيٍّ 60وَوَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ الْجَدِيدِ)
          لوقا 24: 39 (39اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ. جُسُّونِي وَانْظُرُوا فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي». 40وَحِينَ قَالَ هَذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ.)
          بل إمعانًا فى نفى الألوهية عنه، أكل معهم ليطمئنوا أنه جسد وليس بإله: لوقا 24: 41-43 (41وَبَيْنَمَا هُمْ غَيْرُ مُصَدِّقِين مِنَ الْفَرَحِ وَمُتَعَجِّبُونَ قَالَ لَهُمْ: «أَعِنْدَكُمْ هَهُنَا طَعَامٌ؟» 42فَنَاوَلُوهُ جُزْءاً مِنْ سَمَكٍ مَشْوِيٍّ وَشَيْئاً مِنْ شَهْدِ عَسَلٍ. 43فَأَخَذَ وَأَكَلَ قُدَّامَهُمْ.)
          وتكلم فى آخر رسالة بالكتاب عن إلهه: رؤيا 3: 12 (12مَنْ يَغْلِبُ فَسَأَجْعَلُهُ عَمُوداً فِي هَيْكَلِ إِلَهِي، وَلاَ يَعُودُ يَخْرُجُ إِلَى خَارِجٍ، وَأَكْتُبُ عَلَيْهِ اسْمَ إِلَهِي، وَاسْمَ مَدِينَةِ إِلَهِي أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةِ النَّازِلَةِ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ إِلَهِي، وَاسْمِي الْجَدِيدَ.) فمن هو إله إلهكم؟
          وقال للمجدلية بعد نشوره: يوحنا 20: 17 (17قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».) فإلى إله من سيصعد إلهكم؟ ولماذا لا تعبدون إله من تؤلهونه؟
          لقد صدَّقت يا عيسى يا نبى الله الكتب والأنبياء، فها هو يقول الرب إنه إله كل ذى جسد: إرمياء 32: 17 (27[هَئَنَذَا الرَّبُّ إِلَهُ كُلِّ ذِي جَسَدٍ. هَلْ يَعْسُرُ عَلَيَّ أَمْرٌ مَا؟)، فكيف تقبلون أن يكون إلهكم هو يسوع الإنسان ذو الجسد عديم الفهم، الذى ولد كجحش الفرا، ولا مزية له عن البهيمة؟
          ألا تدركون معنى أن يأكل الرب ويشرب؟ معنى ذلك أنه سيتبول ويتبرز، ولن يطهر من بوله أو برازه إلا بالماء أو الخشب أو الورق. أى إنه لن يكون طاهرًا فى نفسه، بل يحتاج إلى أحد عبيده ومخلوقاته أن يطهره!! هل تعلم أن الماء النقى طاهر فى نفسه؟ ألا يعنى هذا أن الماء (أحد عبيد الرب ومن مخلوقاته) أطهر من الرب؟ هل تتخيل أن الرب لا يطهر إلا بعبد من عبيده، ولولاه لظل نجسًا؟
          فأى منزلة تنزلونها إلهكم؟ إن عباد البقر يوقرون بقرتهم ويحترمونها. ولم أعلم فى حياتى عن أناس يقدسون معبودهم ويصلون إليه فى الوقت الذى يلعنونه ويصفونه بأقبح الصفات:
          1- الرب حمامة: متى 3: 16-17 (16فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ ....)
          2- الرب خروف وشاة: رؤيا يوحنا 17: 14 (14هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، والْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، ...)
          3- الرب شاة: أعمال الرسل 8: 32 («مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ وَمِثْلَ خَرُوفٍ صَامِتٍ أَمَامَ الَّذِي يَجُزُّهُ هَكَذَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.)
          4- الرب أسد ، وكنمر، وكدبة، وكلبوة: هوشع 13: 4-8 (4«وَأَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَإِلَهاً سُِوَايَ لَسْتَ تَعْرِفُ وَلاَ مُخَلِّصَ غَيْرِي. 5أَنَا عَرَفْتُكَ فِي الْبَرِّيَّةِ فِي أَرْضِ الْعَطَشِ. 6لَمَّا رَعُوا شَبِعُوا. شَبِعُوا وَارْتَفَعَتْ قُلُوبُهُمْ لِذَلِكَ نَسُونِي. 7«فَأَكُونُ لَهُمْ كَأَسَدٍ. أَرْصُدُ عَلَى الطَّرِيقِ كَنَمِرٍ. 8أَصْدِمُهُمْ كَدُبَّةٍ مُثْكِلٍ وَأَشُقُّ شَغَافَ قَلْبِهِمْ وَآكُلُهُمْ هُنَاكَ كَلَبْوَةٍ. يُمَزِّقُهُمْ وَحْشُ الْبَرِّيَّةِ.)
          5- الرب ينوح ويولول ويُشبه نفسه بالكلاب: ميخا 1: 8 (8مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَنُوحُ وَأُوَلْوِلُ. أَمْشِي حَافِياً وَعُرْيَاناً. أَصْنَعُ نَحِيباً كَبَنَاتِ آوَى وَنَوْحاً كَرِعَالِ النَّعَامِ.)
          6- الرب كالعُث والسوس: هوشع 5: 12 (12فَأَنَا لأَفْرَايِمَ كَالْعُثِّ وَلِبَيْتِ يَهُوذَا كَالسُّوسِ)
          7- الرب رمة ودودة: يوحنا 1: 1-14 (فى البدء كان الكلمة ... وكان الكلمة الله ... والكلمة صار جسداً وحلَّ بيننا) أى أصبح إنساناً ، أيوب 25: 6 (6فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الإِنْسَانُ الرِّمَّةُ وَابْنُ آدَمَ الدُّودُ)
          8- الرب فارغ وكجحش الفرا: أيوب 11: 12 (12أَمَّا الرَّجُلُ فَفَارِغٌ عَدِيمُ الْفَهْمِ وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.)
          9- ليس للرب مزية على البهيمة: الجامعة 3: 19-20 (19لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ وَحَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُمْ. مَوْتُ هَذَا كَمَوْتِ ذَاكَ وَنَسَمَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْكُلِّ. فَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ لأَنَّ كِلَيْهِمَا بَاطِلٌ. 20يَذْهَبُ كِلاَهُمَا إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ. كَانَ كِلاَهُمَا مِنَ التُّرَابِ وَإِلَى التُّرَابِ يَعُودُ كِلاَهُمَا.)
          10- الحية رمز ليسوع عند يوحنا بينما كانت الحية رمزًا للشيطان عند موسى: يوحنا 3: 14 (14«وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ) ، تكوين 3: 1-14 (1وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الإِلَهُ فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ: «أَحَقّاً قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟» .. .. .. 4فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! 5بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ». 14فَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هَذَا مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعِينَ وَتُرَاباً تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ.)
          غلاطية 3: 13 (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».)
          وهذه رحلة من تسمونه إلهًا ولد كجحش الفرا فى مزود للأبقار، وعاش طريدًا، خائفًا من البشر، الذين يُفترض أن يكونوا عبيده، وفى النهاية تمكنوا منه وأهانوه وبصقوا فى وجهه، ثم أماتوه ميتة الملاعين المطرودين من رحمة الله، ولم يأخذهم ورع أو حب له، فلعنوه!!
          إن الله تعالى اعتاد أن يعرف عبيده بنفسه، ويثبت لهم صفاته الحسنى التى يتصف بها ولا تتغير، ويُعدد بعضًا من نعمه عليهم، وذلك بأن يذكرهم أنه هو الخالق ، وأنه هو الشافى، وأنه هو الرزاق، وأن النصر على الأعداء بيديه، وغيرها من النعم، وذلك ليعلم عبيده أنه هو الله وحده المتفرد بكل صفات الكمال والقدرة والرحمة والمغفرة، فيتوجهون له وحده دون غيره بالعبادة:
          فقال لإبرام: تكوين 17: 1 (1وَلَمَّا كَانَ أَبْرَامُ ابْنَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً ظَهَرَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ وَقَالَ لَهُ: «أَنَا اللهُ الْقَدِيرُ. سِرْ أَمَامِي وَكُنْ كَامِلاً)
          وقال لإبراهيم: تكوين 35: 11 (11وَقَالَ لَهُ اللهُ: «أَنَا اللهُ الْقَدِيرُ. ....)
          وقال ليعقوب: تكوين 46: 3 (3فَقَالَ: «أَنَا اللهُ إِلَهُ أَبِيكَ. لاَ تَخَفْ مِنَ النُّزُولِ إِلَى مِصْرَ لأَنِّي أَجْعَلُكَ أُمَّةً عَظِيمَةً هُنَاكَ.)
          مزامير 46: 10 (10كُفُّوا وَاعْلَمُوا أَنِّي أَنَا اللهُ. أَتَعَالَى بَيْنَ الأُمَمِ. أَتَعَالَى فِي الأَرْضِ.)
          مزامير 100: 3 (3اعْلَمُوا أَنَّ الرَّبَّ هُوَ اللهُ. هُوَ صَنَعَنَا وَلَهُ نَحْنُ شَعْبُهُ وَغَنَمُ مَرْعَاهُ.)
          إشعياء 45: 22 (22اِلْتَفِتُوا إِلَيَّ وَاخْلُصُوا يَا جَمِيعَ أَقَاصِي الأَرْضِ لأَنِّي أَنَا اللَّهُ وَلَيْسَ آخَرَ.)
          إشعياء 46: 9 (9اُذْكُرُوا الأَوَّلِيَّاتِ مُنْذُ الْقَدِيمِ لأَنِّي أَنَا اللَّهُ وَلَيْسَ آخَرُ.)
          إشعياء 42: 5-9 (5هَكَذَا يَقُولُ اللَّهُ الرَّبُّ خَالِقُ السَّمَاوَاتِ وَنَاشِرُهَا بَاسِطُ الأَرْضِ وَنَتَائِجِهَا مُعْطِي الشَّعْبِ عَلَيْهَا نَسَمَةً وَالسَّاكِنِينَ فِيهَا رُوحاً. 6أَنَا الرَّبَّ قَدْ دَعَوْتُكَ بِالْبِرِّ فَأُمْسِكُ بِيَدِكَ وَأَحْفَظُكَ وَأَجْعَلُكَ عَهْداً لِلشَّعْبِ وَنُوراً لِلأُمَمِ 7لِتَفْتَحَ عُيُونَ الْعُمْيِ لِتُخْرِجَ مِنَ الْحَبْسِ الْمَأْسُورِينَ مِنْ بَيْتِ السِّجْنِ الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ. 8أَنَا الرَّبُّ هَذَا اسْمِي وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لِآخَرَ وَلاَ تَسْبِيحِي لِلْمَنْحُوتَاتِ.)
          مزامير 103: 3 (3الَّذِي يَغْفِرُ جَمِيعَ ذُنُوبِكِ. الَّذِي يَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِكِ.)
          مزامير 147: 3 (3يَشْفِي الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ وَيَجْبُرُ كَسْرَهُمْ.)
          وها هو الرب يطلب من عباده أن يعبدوه: فأمر الله تعالى موسى وهارون أن يقولا لفرعون: خروج 10: 8 (... «اذْهَبُوا اعْبُدُوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ. وَلَكِنْ مَنْ وَمَنْ هُمُ الَّذِينَ يَذْهَبُونَ؟»)
          وأمر داود أن يقول لبنى إسرائيل: مزامير 2: 11 (11اعْبُدُوا الرَّبَّ بِخَوْفٍ وَاهْتِفُوا بِرَعْدَةٍ.)
          ومزامير 100: 2 (2اعْبُدُوا الرَّبَّ بِفَرَحٍ.)
          فهل يوجد نص واضح من فم يسوع قال فيه بألوهيته أم أن هذا ما استنتجتموه من نصوص كتابكم كما قال الأنبا شنودة فى كتابه (لاهوت المسيح)؟ (راجع الرد على هذا الكتاب وتفنيده فى كتابنا "لاهوت يسوع بين الوهم والاستنباط" على النت.
          وإن لم يوجد فبم استحق يسوع التأليه؟ هل استحق التأليه بأنه كان عبدًا لله خالقه؟ هل استحق التأليه باعتقال الشيطان له 40 يومًا فى البرية؟ هل استحق التأليه بخوفه من اليهود أم بإهانتهم إياه وبصقهم فى وجهه؟ أم استحق التأليه بولادته فى زريبة للأبقار وموته مصلوبًا ملعونًا، فى الوقت الذى يولد فيه كلب الأمير على أسرة وفى مستشفيات؟ هل استحق التأليه بخوفه أن يعلن صراحة أنه هو الإله الجدير بالعبادة لمتجسد؟ هل استحق التأليه بأنه أخذ يضمر الشر للبشرية ولم يتمكن من أن يغفر خطيئة حواء وآدم حتى نزل وصُلب تكفيرًا لهذه الخطيئة؟ أم استحق التأليه لأنه يزن الأمور بميزان دقيق عادل، فكفَّر خطيئة الأكل من الشجرة بجريمة قتل، حيث أرسل ابنه ليُصلب لتهدأ نفسه، ويمكنه تكفيرها؟ أم استحق التأليه بموته، ورقوده فى باطن الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال، ثم نزوله إلى الأراضى السفلى ليطهر باقى المذنبين؟
          وفى النهاية: هل صرح يسوع بألوهيته؟ لا.
          هل قال يسوع إنه الله أو الآب؟ لا.
          هل ادعى يسوع أنه ناسوت ولاهوت؟ لا.
          هل ادعى يسوع أن له مشيئة إلهية أو ذات إلهى؟ لا.
          هل قال يسوع إنه يتكون من آب وابن وروح قدس؟ لا.
          هل طالب يسوع الناس بعبادته أو السجود له أو الصيام ابتغاء مرضاته؟ لا.
          هل نسب يسوع خلق الإنسان أو السماوات والأرض أو أى شىء لنفسه؟ لا.
          هل نسب يسوع أى معجزة من المعجزات التى قام بها لنفسه؟ لا.
          هل ادعى يسوع أنه صاحب دين جديد ورسالة جديدة تُخالف ما كان عليه اليهود من قبل؟ لا.
          فلو كان صاحب ديانة جديدة لكان يسوع أكبر إرهابى ومتطرف فى التاريخ ، حيث يكون قد احتل مكان عبادة اليهود لتعليم دينه المغاير لهم! ومثل هذا الإله المتطرف الإرهابى لا حاجة للبشرية له!
          ولو لم يكن صاحب دين جديد وهذا ما اعترف به مرات ومرات، فأنتم على باطل! وقد تغير دينكم من التوحيد إلى الوثنية والشرك!!

          تعليق

          • abubakr_3
            مشرف عام

            • 15 يون, 2006
            • 849
            • مسلم

            #35
            س193- كيف قبل الرومان اعطاء يسوع لقب (ملك اليهود) ولو على سبيل التهكم؟ فهل أرادوا إيقاظ روح الجهاد والتمرد فى عقول اليهود، الذين يتوفون إلى وجود المسِّيِّا، الذى سيقضى على الإمبراطورية الرومانية، ويحرر الناس من العبودية؟
            إن لقب (ملك اليهود) الذى كان يُسمع بين الحين والآخر فى عصر يسوع، كانت له تأويلات مختلفة، فبالنسبة للرومان كانوا يرون فى هذا اللقب مخاوف ومخاطر على الإمبراطور وإمبراطوريته، حيث إن اليهود لم يكن لهم أدنى سلطان، وكانوا عبيدًا للرومان ورعاياهم، فكيف يكون للعبيد ملكًا، إلا إذا كانوا فى نيتهم التحرر وإعلان التمرد على الرومان؟
            لذلك لم يكن يسمح الرومان بتداول مثل هذا اللقب أو حتى وجوده بين رعاياهم. وهو اللقب الذى طالما حلم به اليهود من أيام السبى البابلى، ورؤيا النبى دانيال، الذى رأى أن المسِّيِّا هو الذى سيحرر اليهود من الإمبراطورية الرابعة فى رؤياه.
            فأخذ كتبة الأناجيل مرقس ومتى ولوقا نص المزمور 110 الذى يتكلم عن تتويج ملك اليهود وجلوسه على يمين الرب، وأنه سيخرج من صهيون (معناها الأرض الصحراوية) ويتسلط على أعدائه، أى سيكون نبيًا محاربًا، وأن يمينه سوف تحطم ملوكًا، ويحكم بين الأمم، وأنه سيكون كاهنًا إلى الأبد، أى ستمكث شريعته إلى الأبد، أى سيكون خاتم رسل الله، وسوف يكون حاكمًا ورجل دين فى نفس الوقت.
            فأخذ كتبة الأناجيل جلوس هذا الحاكم على يمين الرب، أى سيكون تحت رعايته، وحبه، وحفظه، أى لن يقتله أعداؤه، وصنعوا من يسوع المسِّيِّا، وقالوا بجلوسه على يمين الرب، متناسين أن يسوع والآب والروح القدس شخص واحد، لا ينفصلون طرفة عين، ولا يعقل أن يكون الشخص على يمين نفسه. وأغفلوا بذلك باقى صفات هذا المسِّيِّا بأنه سيحارب أعداء الله تعالى، وأن الأمم والشعوب والملوك ستخضع له، متناسين أيضًا أن يسوع لم يكن ملكًا، بل رفض الملك، وكان عبدًا من عبيد قيصر، يدفع له الجزية بالنتظام، وأنه قتل صلبًا. ومع كل هذا لا زالوا يصرون على أن يسوع هو المسِّيِّا الملك!! وما دلائل ملكه؟ وكيف خلص بنى إسرائيل من الإمبراطورية الرومانية، وهو قد كان لقمة طرية سائغة فى فم قيصر وجنوده؟
            هل سمعتم عن ملك لا يملك حتى المكان الذى يمكنه أن يضع فيه رأسه؟ (20فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ».) متى 8: 20
            هل سمعتم عن ملك لا يملك ما يدفعه للضرائب؟ (24وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى كَفْرِنَاحُومَ تَقَدَّمَ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ الدِّرْهَمَيْنِ إِلَى بُطْرُسَ وَقَالُوا: «أَمَا يُوفِي مُعَلِّمُكُمُ الدِّرْهَمَيْنِ؟» 25قَالَ: «بَلَى». فَلَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ سَبَقَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: «مَاذَا تَظُنُّ يَا سِمْعَانُ؟ مِمَّنْ يَأْخُذُ مُلُوكُ الأَرْضِ الْجِبَايَةَ أَوِ الْجِزْيَةَ أَمِنْ بَنِيهِمْ أَمْ مِنَ الأَجَانِبِ؟» 26قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «مِنَ الأَجَانِبِ». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «فَإِذاً الْبَنُونَ أَحْرَارٌ. 27وَلَكِنْ لِئَلَّا نُعْثِرَهُمُ اذْهَبْ إِلَى الْبَحْرِ وَأَلْقِ صِنَّارَةً وَالسَّمَكَةُ الَّتِي تَطْلُعُ أَوَّلاً خُذْهَا وَمَتَى فَتَحْتَ فَاهَا تَجِدْ إِسْتَاراً فَخُذْهُ وَأَعْطِهِمْ عَنِّي وَعَنْكَ».) متى 17: 24-27
            هل سمعتم عن ملك يطالب أتباعه بدفع الجزية لملك آخر، ويأمرهم بالخضوع له؟ (17فَقُلْ لَنَا مَاذَا تَظُنُّ؟ أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ؟» 18فَعَلِمَ يَسُوعُ خُبْثَهُمْ وَقَالَ: «لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي يَا مُرَاؤُونَ؟ 19أَرُونِي مُعَامَلَةَ الْجِزْيَةِ». فَقَدَّمُوا لَهُ دِينَاراً. 20فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَنْ هَذِهِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟» 21قَالُوا لَهُ: «لِقَيْصَرَ». فَقَالَ لَهُمْ: «أَعْطُوا إِذاً مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ».) متى 22: 17-21
            لقد حاولوا تنصيبه ملكًا والاعتراف به المسِّيِّا رسميًا فرفض: (15وَأَمَّا يَسُوعُ فَإِذْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَأْتُوا وَيَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكاً انْصَرَفَ أَيْضاً إِلَى الْجَبَلِ وَحْدَهُ.) يوحنا 6: 19
            بل نفى عن نفسه أنه المسِّيَّا: (27ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى قُرَى قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ. وَفِي الطَّرِيقِ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا؟» 28فَأَجَابُوا: «يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». 29فَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ بُطْرُسُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ!» 30فَانْتَهَرَهُمْ كَيْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ عَنْهُ.) مرقس 8: 27-30
            واتهم اليهود علانية أنهم هم الذين يحرفون كلام الله ، ويحاولون إغلاق ملكوت الله فى وجه إسماعيل، ويدعون الناس بالباطل، ومَن ينضم إليهم فهو قد ضمن النار: (13«لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ! ..... 15وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلاً وَاحِداً وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ابْناً لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفاً!) متى 23: 13-15
            وأعلنها لهم صراحة أنه لا يمكن لأحد أن يخطف شيئًا من يد الله، أى النبوة التى سرقها يعقوب من أخيه، فهذا تحريف، لأنه لا يمكن أن يُغصب الرب على عمل شىء، وأنه بادعائكم زنى الأنبياء وفجورهم، وأنه بقولكم على إسماعيل ابن الخادمة، وليس له الحق فى النبوة وفى ميراث بركة أبيه، فهذا هراء، ويُخالف كتاب الله ومراده، وتعاليمه ، ولن يحول هذا دون بركة إسماعيل أو يحرمه منها شئتم ذلك أم أبيتم؛ لأنه: (وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي.) يوحنا 10: 29
            فالتى رفضتموها وأوهمتم أنفسكم أن من نسلها لن يأتى المسِّيِّا سوف يأتى منها: (قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟) متى 21: 42-44
            وهم قد رفضوا هاجر وابنها عن تعصب أعمى ذميم وادعوا أنها محرومة من أن يأتى من نسلها النبوة ، على الرغم من دعوة الرب لإسماعيل أنه نسل إبراهيم عليهما السلام (13وَابْنُ الْجَارِيَةِ أَيْضاً سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً لأَنَّهُ نَسْلُكَ.) تكوين 21: 13
            وكل ذلك على الرغم من وجود أربعة أشخاص من الأسباط الاثنى عشر أبناء خادمتين، أى ثلث أسباطهم أبناء خادمتين ، وهم: (دان) و(نفتالى) ابنا يعقوب من بلهة جارية راحيل ، و(جاد) و(أشير) ابنا يعقوب من زلفة جارية ليئة كانوا من الأسباط الاثنى عشر ذرية يعقوب : (تكوين 30: 1-13)
            لكن ما رأى يسوع نفسه لى المسِّيِّا؟ ومن أى أسرة ينحدر هذا المسِّيِّا؟
            لقد سألهم عن المسِّيِّا بأسلوب الغائب ، وفى هذا الأسلوب وحده تأكيد أن المسِّيِّا شخص آخر غيره ، قائلاً: (وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.) متى 22: 41-46
            وهذا النص كاف لكى يوضح أنه ليس يسوع الذى كان يعتبر نفسه المسِّيِّا، ولكن كتبة الأناجيل هم الذين وصفوه بهذا، ووضعوا هذه الفكرة على لسان تلاميذه، وصححها لهم يسوع. وأكرر إن كتبة الأناجيل الذين وصفوا تلاميذ يسوع بأنهم أغبياء، لم يفهموا يسوع، ولا أمثاله، وكانوا من الصيادين الجهلاء، وكانوا يتصارعون على الزعامة من بعد معلمهم، أكرر إن هؤلاء التلاميذ كانوا أذكى وأعلم مما وصفتهم به الأناجيل، لقد وصفهم يسوع بصفات يفخر بها كل مؤمن، فقال لهم: (13«أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ وَلَكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. 14أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ 15وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجاً وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. 16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 13-16
            والغريب أنهم لا يفطنون إلى أن القول بأن يسوع هو المسِّيِّا ابن الله هو من أقوال الشياطين: (41وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ.) لوقا 4: 41
            وسمَّاه ابن الإنسان، وتنبأ بقرب قدومه: (23وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ) متى 10: 23، وهو هنا بالطبع لا يُشير إلى نفسه، لأنه كان مازال معهم، وتكلم عن ابن الإنسان بصيغة الغائب.
            حتى إنه أعلنها بأسلوب مختلف قائلاً إن آخر أنبياء الله هو الأصغر فى ملكوت الله وهو الأعظم، وذلك عندما سأله تلاميذه: عن أعظم أنبياء الله؟ فقال الأصغر، أى آخرهم ، أى إنه ليس هو المسِّيَّا، ودليل على ذلك قوله عن إيليَّا (المسِّيَّا) الذى قرب ظهوره: (11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. 12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ. 13لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 11-14
            لذلك كان من ينصب نفسه ملكًا على اليهود، كان كمن يحفز الشعب على التمرد ضد قيصر وحكمه والقيام بقلب نظام الحكم. وقد تعددت المحاولات قبل يسوع، فها هو سيمون، وهو عبد سابق، نودى به كملك لليهود. وها هو الراعى أترونجس أعلن نفسه ملكًا على اليهود، بل ادعى أنه داود الجديد. وها هم يهوذا بن حزقيا، ويهوذا الجليلى، ويوحنا الجيشالى، كل هؤلاء حاولوا قلب نظام الحكم بادعاء كل منهم المسِّيِّانية، وفشل كل هؤلاء كما فشل من بعدهم لوقا القيرينى (115م.) وسيمون باركخبا (132-135م.).
            فكل محاولة للتجديد فى الدين فى شرح أو تأويل الكتاب، بصورة تتعارض مع المصالح الرومانية، كان يُعد من قبل الرومان محاولة لقلب نظام الحكم. وقد أجمل يهوذا الجليلى نظريته الأساسية فى الآتى: إن الله هو الحاكم الوحيد للشعب الإسرائيلى، وصاحب السلطة بمفرده على هذا الشعب. لذلك كان يُعد ادعاء الرومان أن يكونوا حكام هذا الشعب تهجمًا على حق الله نفسه. ثم أعقب يهوذا هذه النظرية بقوله: إن كل يهودى يحق له لأسباب دينية، بل يجب عليه أن ينفذ ويساعد على إنجاح ملكوت الله على الشعب. واعتبر الرومان أن مثل هذه الحركات تشكل خطرًا متناميًا، وقضت عليه وعلى حركته بصورة فى غاية القسوة والوحشية.
            وفى عام 36م. جمَّع سامرى آخر مجموعة من أتباعه، وادعى المسِّيِّانية، ووعد بأن يواصل ما انتهى إليه موسى عليه السلام، وأراد مع عصابته أن ينتشل أدوات المعبد المدفونة، فأمر بيلاطس بمحاربة هذا المجدد السامرى، الذى لم نعد نعرف اسمه، وقتل فى النهاية.
            كذلك أراد تيوداس عام 45م. الارتباط بموسى، فكما شق موسى عليه السلام البحر بعصاه، فسوف يأتى هو الآخر بمعجزة جديدة، يشق فيها نهر الأردن الذى سوف تنحسر مياهه، حتى يمكن للمرء عبوره دون أن تبتل قدماه. ولم ينتظر الرومان فضيحته وخزيه أمام الناس، فهجموا عليه بصورة وحشية بربرية، وقتلوه.
            ومن مصر جاء مسِّيِّا آخر إلى اليهودية، ولم يصلنا اسمه، ووعد بمعجزات حقيقية، كما فعل يشوع مع سور أريحا عندما هاجمه. لذلك أراد هدم سور أورشليم. ولم يكن لدى الحاكم الرومانى أنطونيوس فيلكس أى تردد فى التنكيل بكل من يحاول قلب نظام الحكم وقتله.
            وفى القرن السابع الميلادى ظهر شخص يُدعى يسوع، كانت أحاديثه عن شعب يهوذا والعدالة والحكم. الأمر الذى تسبب فى تدخل الجيش الرومانى سريعًا، ولأنهم لم يتمكنوا من القبض على مزعم قلب نظام الحكم سريعًا كما ينبغى، اتجهوا إلى صفوة اليهود ورموا بهم فى غياهب السجون. وعندما تم تسليمهم يسوع بن حنانيا أطلقوا سراح صفوة اليهود، واعتبر الحاكم الرومانى يسوع هذا كمجنون، لا يمثل خطورة على الإمبراطورية، وهكذا أطلق سراحه مرة أخرى، ومات عام 64م أثناء تدمير المعبد.
            وفى نفس الوقت ظهر فى أورشليم أشخاص آخرون ادعى كل منهم أنه هو المسِّيِّا الذى بشَّر كل منهم بالإنقاذ السماوى. كما ظهر أشخاص آخرون، ادعى كل منهم أنه هو المسِّيِّا، ودعوا الخائفين من الناس أن يتبعوهم، حتى حينما استحالت أجزاء من أورشليم إلى تراب ورماد، وحتى عندما اشتعل المعبد، لم يختف أمثال هؤلاء الأدعياء المدعين.
            ومعنى ذلك أنه كان يوجد قبل يسوع من حاول القيام بقلب نظام الحكم الرومانى، واستند فى سلطته وزعامته على ادعاء أنه المسِّيِّا. وكما استندوا إلى العهد القديم فى إثبات مزاعمهم، استند يسوع أيضًا إلى العهد القديم، واستند كتاب الأناجيل عليه أيضًا ليثبتوا مسِّيِّانته، ونادوا كلهم بضرورة اتباعهم. وتعامل الرومان معهم كلهم معاملة صارمة، لوأد أدنى محاولة لقلب نظام الحكم فى مهده.
            وعلى ذلك، فالحاكم الرومانى كان لا بد أن يعرف بكل اجتماعات وكلام يسوع، بدليل أنه تركه طوال مدة نبوته، يجتمع بالناس، ويجمعهم حوله ويطعمهم، ويشفى مرضاهم، حتى يأمن شر الحركات التحررية، التى يقول بها اليهود. ولو أعلن يسوع أنه المسِّيِّا، أو أحس الرومان منه ذلك، أو شموا رائحة شيئًا عن مسِّيِّانته، لما تركوه طوال مدة نبوته، ولما حاول الحاكم الرومانى تبرئته، ولما ترددوا لحظة فى فتله دون هوادة أو رحمة.
            فهل تركه الرومان وتواطؤوا معه فى قلب نظام الحكم الرومانى والإطاحة بقيصر؟ لماذا تركه الرومان دون قتله؟ أم لم يعلن يسوع أنه المسِّيِّا؟ أم بشَّر يسوع بقرب مجىء المسِّيِّا من بعده، وأسقط كتبة الأناجيل المسِّيِّانية على يسوع حماية لقيصر من ظهور من يدعى المسِّيِّانية فيما بعد؟ أم كان يعرف الرومان أنه ليس المسِّيِّا؛ لأنه ليس من نسل داود؟ أم لماذا قتل الرومان كل من ادعى أنه المسِّيِّا وتركوا يسوع وتعاطفوا معه؟ ولماذا نجد آثارًا تاريخية وشواهد على ادعاء كل هؤلاء المسِّيِّانية، بينما لا نجد أدنى أثر أو شاهد تاريخى على ادعاء يسوع أنه كان المسِّيِّا الذى ينتظره اليهود؟
            س194- من أشهر ما يحفظه المسيحيون فى صلواتهم المشهورة باسم الصلاة الربانية (أبانا الذى فى السموات). وترجع هذه الصلاة فى اثنين من الأناجيل المتشابهة وهما لوقا ومتى مباشرة إلى يسوع بناءً على طلب تلاميذه وإلحاحهم أن يعلمهم كيفية الصلاة، كما لو كان تلاميذه هؤلاء قادمون من الوثنية أو البوذية، أو لم يدخلوا المعبد مرة أو لم يتربوا على اليهودية فى حياتهم!!
            ماذا يقصد كتبة الأناجيل بطلب التلاميذ من يسوع أن يعلمهم الصلاة؟ هل كانت ليسوع صلاة خاصة داخل معبد اليهود غير التى كان يصليها موسى والأنبياء، وتعلمها يسوع على يد أمه اليهودية؟ أم كانت صلاته فى المعبد مثل صلاة اليهود، مداهنة لهم، وخارج المعبد له صلاة أخرى؟ أم كانت له صلاة أخرى داخل المعبد وخارجه؟ فلو حدث هذا لكان يسوع إرهابى متطرف، لا يوجد لديه حب للآخرين، ولا يعترف بالآخر أو بدينه، فيسطو تدريجيًا على معبد الآخرين، ويمارس فيه عبادته ودينه الجديد الذى جاء به!!
            نحن نبرىء يسوع من هذه المهاترات. لقد جاء يسوع على دين موسى والأنبياء، ولم يجرؤ أن يغير شيئًا من عقيدتهم، وهذا ما اعترف هو به، فقال: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.) متى 5: 17-19
            لكن هل تعلم أن حتى هذه الصلاة، التى تُنسب ليسوع، مختلف فيها بين الأناجيل الأربعة اختلافات كبيرة جدًا؟
            (25وَمَتَى وَقَفْتُمْ تُصَلُّونَ فَاغْفِرُوا إِنْ كَانَ لَكُمْ عَلَى أَحَدٍ شَيْءٌ لِكَيْ يَغْفِرَ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ زَلاَّتِكُمْ. 26وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا أَنْتُمْ لاَ يَغْفِرْ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ أَيْضاً زَلاَّتِكُمْ».) مرقس 11: 25-26
            لاحظ أنه عند مرقس لم يعلمهم الصلاة، فهم يعرفونها بكل تأكيد، فلا توجد صلاة غير التى يصلونها فى المعبد، ولكن علمهم فضيلة الغفران قبل الصلاة. وعلى ذلك فالترجمة لا بد أن تكون عند متى ولوقا (علمنا الدعاء) وليست الصلاة.
            وتقول الصلاة اليسوعية عند لوقا: (1وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي فِي مَوْضِعٍ لَمَّا فَرَغَ قَالَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ: «يَا رَبُّ عَلِّمْنَا أَنْ نُصَلِّيَ كَمَا عَلَّمَ يُوحَنَّا أَيْضاً تَلاَمِيذَهُ». 2فَقَالَ لَهُمْ: «مَتَى صَلَّيْتُمْ فَقُولُوا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ. 3خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا كُلَّ يَوْمٍ 4وَاغْفِرْ لَنَا خَطَايَانَا لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضاً نَغْفِرُ لِكُلِّ مَنْ يُذْنِبُ إِلَيْنَا وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ».) لوقا 11: 1-4
            وعند متى: (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ. 11خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. 12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. 13وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.) متى 6: 9-13
            مع الأخذ فى الاعتبار أن عبارة (لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.) قد حُذفت فى الترجمة العربية المشتركة، والترجمة البولسية، والترجمة الكاثوليكية اليسوعية. وهى لا توجد أيضًا فى المخطوطات السينائية والفاتيكانية والسكندرية، التى ترجع إلى القرنين الرابع والخامس، ولم تظهر فى أى مخطوطة من المخطوطات القديمة، كما يقول فالتر يورج لانجباين فى كتابه قاموس أخطاء العهد الجديد، وظهرت لأول مرة فى مخطوطة بازليلينسيس، وقبلها إيرازموس النتردامى فى طبعته اليونانية للعهد الجديد، التى ظهرت بين عامى 1516 و1519، كما قبلها أيضًا مارتن لوثر فى ترجمته من اليونانية إلى الألمانية. ومنذ ذلك الحين وقد أصبحت حزءًا من الصلاة الربانية، بينما لم يعرف يسوع نفسه هذه الصيغة، ولم يتفوَّه بها، أو يصلى بها، فهى إضافة لاحقة. وأبقت عليها ترجمة كتاب الحياة وترجمة الفاندايك، وبعض التراجم الغربية. بينما حذفتها تراجم غربية أخرى. مثل (ASV, BBE, CEV, DARBY, DRB, ESV, FDB, GNB, GW, ISV, RV, WNT, )
            وحذفتها التراجم الألمانية الآتية: (Einheitsübersetzung, GNB, Menge, NGـ, NLB, Neـ, Zürcher )
            وكتبتها ترجمة لوثر الألمانية لعام 1912 فى متن نصها، ثم وضعتها بين قوسين معكوفين فى ترجمة عام 1984، أى أخرجتها من النص الإلهى بناءً على ما عثروا عليه من مخطوطات أكثر قدمًا من التى ترجموا منها الطبعة الأولى من كتابهم المقدس، ولم يجدوا بها هذا النص، على الرغم من أن ترجمة لوثر الأولى عام 1545 من اليونانية إلى الألمانية هى التى أدخلتها إلى نص الكتاب للبروتستانت.
            وتعلق الترجمة الكاثوليكية على هذا الحذف قائلة: (هناك مخطوطات كثيرة تضيف هنا عبارة طقسية قديمة: «لأن لك الملك والقوة والمجد للأبد.»)، ولم تحدد على غير عادتها إلى أى قرن ترجع هذه المخطوطات القديمة؟ وهل هى يونانية أم لاتينية؟
            وعلى الرغم من أن تعليق الترجمة الكاثوليكية يقول إن هذه العبارة توجد فى (مخطوطات كثيرة)، تقول الترجمة العربية المشتركة بين الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت إنها إضافة، وتوجد فى بعض المخطوطات فقط، قائلة: (بعض المخطوطات تضيف: لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد. آمين.)
            فهل هذا يدل على عدم تلاعب النسَّاخ بالمخطوطات؟
            هل هذا يجعلكم تتغنون بكثرة المخطوطات؟
            هل هذا دليل على صحة الكتاب المقدس؟ هل هذا دليل على استحالة تحريف الكتاب المقدس؟
            هل هذا يدل على اتفاق تام فى الكلمة والحرف بين المخطوطات المختلفة؟
            هل هذا يدل على إيمان أمثال هؤلاء أنهم يتعاملون مع كتاب أو مخطوطة مقدسة؟
            هل هذا يدل على حفظ الرب لما يسمونها مخطوطات الكتاب المقدس؟
            فهل تتخيل أنهم فشلوا فى نقل عبارة واحدة على لسان يسوع، وأن يتفقوا فيها! فكيف نثق فى باقى ما نقلوه إلينا من أقوال أو أحداث؟ وأى منها هى التى قالها يسوع بالضبط؟
            وعلى ذلك فصيغة متى تتكون من 60 كلمة، وهى تختلف من ترجمة لأخرى، وعند لوقا من 50 كلمة، وعند مرقس من 21 كلمة. فكيف يمكن تعليل هذا الفرق الكبير بينهم؟ ولماذا لم يوح ليوحنا هذه الصلاة؟ أم لا يعترف وحى يوحنا بها، وعنده الصلاة هى صلاة يسوع وكل اليهود قبله ومن بعده فى معبدهم؟
            هذا ناهيك عن الإختلافات الموجدة بين الصيغ الثلاثة نفسها: فبينما يحذف مرقس الجزء الأكبر من الصلاة، ويكتفى بقوله (25وَمَتَى وَقَفْتُمْ تُصَلُّونَ فَاغْفِرُوا إِنْ كَانَ لَكُمْ عَلَى أَحَدٍ شَيْءٌ لِكَيْ يَغْفِرَ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ زَلاَّتِكُمْ. 26وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا أَنْتُمْ لاَ يَغْفِرْ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ أَيْضاً زَلاَّتِكُمْ».) مرقس 11: 25-26
            وعلى ذلك لا يعرف مرقس صيغة أخرى للصلاة غير التى يعرفها بنو إسرائيل. وشأنه فى ذلك شأن يوحنا الذى لم يذكر صيغة محددة للصلاة. ولم يطلب يسوع عند مرقس من المؤمنين به إلا أن يلاقوا ربهم بقلوب صافية، لا تحمل حنقًا أو رغبة فى الانتقام من شخص ما. ويعلمهم فضيلة المغفرة، وفضل الغفران والاستغفار.
            وبينما يطلب المصلى من ربه عند متى الخبز الكفاف ليومه الذى يعيشه فقط: (11خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ) يطمع المصلى عند لوقا أن يعطيه الرب خبزه كفافه كل يوم: (3خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا كُلَّ يَوْمٍ)
            وأعقب متى صلاته اليسوعية بتهديد يسوع لمن لم يغفر لأخيه قائلا: (14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. 15وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً زَلَّاتِكُمْ.) متى 6: 14-15، وهذه هى صيغة مرقس قبل الصلاة، والتى أضاف إليها كل من متى ولوقا ما ادعوا أنها الصلاة اليسوعية.
            واتفق كل من متى ولوقا على طلب المصلى المؤمن من الرب ألا يدخله فى تجربة (وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ). وهذا يُخالف مبادىء الإيمان لديهم. فقد كتب يعقوب، رئيس التلاميذ بعد يسوع، أمر الرب إلى المؤمنين بعدم الظن السىء فى الله، واعتقاد أن الله يُجرب أحد بالشرور، فالله لا يدفع إنسان ما إلى الشر ليجربه: (13لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ، لأَنَّ اللَّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَداً.) يعقوب 1: 13
            وعلى ذلك فإن ما نسبوه ليسوع من طلب عدم تجربة الله لهم، هو من الأخطاء العقائدية، التى يجب أن يتخلص منها المؤمن، لأنه بهذه الصيغة يصور الرب على أنه إله شرير، يدفع عباده إلى الشر والإغواء. ويقترح البروفيسور بينكاس لابيدى أستاذ العهد الجديد أن تُغيَّر الترجمة إلى (لا تدعنا نقع فريس للتجربة). وهو ما لم يلفت نظر أى ترجمة عربية باستثناء الترجمة الكاثوليكية اليسوعية، التى ترجمتها إلى: (ولا تَترُكْنا نَتَعرَّضُ لِلتَّجربة بل نَجِّنا مِنَ الشِّرِّير).
            هذا ولا يعرف يوحنا هذه الصيغة أو صيغة أخرى للصلاة. بل إن إنجيله كاملا لا يحتوى على كلمة (صلاة)، ولم تُذكر فيه كلمة (ملكوت) إلا مرتين، لا علاقة لهما بالصلاة. كما لم تُذكر كلمة (تجربة) فيه.
            وعلى ذلك فإن يسوع لم يعلم تلاميذه صيغة ما للصلاة، وكانت صلاته اليومية فى المعبد هى نفس صلاة أمه وصلاة كل المؤمنين من اليهود وغيرهم. وكل ما علمه يسوع لتلاميذه هى أدعية، يقولونها فى صلاتهم. لكن يتبقى السؤال المحيِّر: ماذا كان يتلو يسوع وتلاميذه فى صلواتهم؟ وماذا كان رد يسوع على تلاميذه الذين أرادوا تعلم كيفية الصلاة؟ وكيف تركهم يسوع دون صلاة حتى طلبوا هم ذلك منه؟ وكيف لم يعلمهم يسوع الصلاة حتى طلبوا منه؟ وهل اختار يسوع تلاميذه من بيئة وثنية، أو من غير المؤمنين الجهلاء بدينه وصلاة أجداده لنشر دعوته بين الناس؟
            س195- لماذا حنق المسيحيون على اليهود طوال تاريخهم الأسود معهم؟
            لماذا اضطهد المسيحيون على طول التاريخ وعرضه اليهود وهم المتسببون فى إنقاذهم من الخطيئة الأزلية وتكفير ذنوبهم؟
            ألم يتسببوا فى قتل يسوع من الرومان، ورفضوا إطلاق سراح بيلاطس له؟
            ألم يأتى يسوع أساسًا ليموت تكفيرًا عن ذنوب البشر أو المسيحيين؟ فقد كان موته إذن أمرًا محتومًا.
            ألم يتردد يسوع فى فداء البشريو بنفسه، وكان يصلى بأشد لجاجة حتى يُذهب الرب عنه كأس الموت؟ ألم يصر اليهود على موته وإتمام ما جاء من أجله؟ فلماذا لم يحمد المسيحيون لليهود صنيعهم هذا؟
            ألم يقل الكتاب إن يسوع هو الذى أسلم نفسه للصلب منفذًا إرادة الرب؟ فلماذا عذبوا اليهود إذن واضطهدوهم طوال التاريخ؟ (4الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِ خَطَايَانَا، لِيُنْقِذَنَا مِنَ الْعَالَمِ الْحَاضِرِ الشِّرِّيرِ حَسَبَ إِرَادَةِ اللهِ وَأَبِينَا،) غلاطية 1: 4
            ألم يمت يسوع من أجلهم وقبلوا ذلك؟ فما أسعدهم بهذا الخبر، ألم يفعل اليهود فيهم معروفًا يجب أن يحمدوا فعلتهم وأن يشكروهم عليها؟ فلماذا إذن اضطُهِدَ فى كل العصور المسيحية التى كانت تسيطر فيها الكنيسة على مقاليد الأمور؟ فهل جزاء الإحسان الاضطهاد والقمع؟ (25الَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا.) رومية 4: 25
            أليس موت يسوع صلبًا جزء من مخطط الرب لديكم؟ فلماذا حنق المسيحيون على اليهود وهم قد نفذوا مخطط الرب لديهم، وتسببوا فى غفران كل خطاياهم؟ وهل يوجد إنسان فى استطاعته إفشال خطة الرب أو عدم تنفيذها؟ فما ذنب اليهود إذن إذا كانت هذه إرادة الرب ومخططه الأزلى؟
            ألم يعلم المسيحيون أنه لو لم يُصلب يسوع فى عقيدتهم، ما كانت ذنوبهم قد غُفرت؟ فانظروا أية فضيلة ألحقوها بكم، وأية نقيصة ومذمة رددتم بهما لهم هذه الفضيلة؟
            جاء عند متى إصرار اليهود على صلب يسوع قائلين لبيلاطس: (24فَلَمَّا رَأَى بِيلاَطُسُ أَنَّهُ لاَ يَنْفَعُ شَيْئاً بَلْ بِالْحَرِيِّ يَحْدُثُ شَغَبٌ أَخَذَ مَاءً وَغَسَلَ يَدَيْهِ قُدَّامَ الْجَمْعِ قَائِلاً: «إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هَذَا الْبَارِّ. أَبْصِرُوا أَنْتُمْ». 25فَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ: «دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنَا».) متى 27: 24-25
            فأى شعب هذا الذى قال (دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنَا)؟ فهل كفر الشعب وخالف أوامر الرب فى عدم توارث الخطيئة؟ ألم يكن بينهم رجل واحد مؤمن يرد عقيدتهم الخاطئة هذه؟ وأين كان علماء اليهود الذين اتبعوا يسوع؟ أم فشل الرب فى إقناع إلا شراذم الناس وأضعفهم عقلا وفكرًا وثقافة؟
            ألم يحرم الرب على موسى وقومه الإيمان بتوارث الخطيئة؟ (16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية 24 : 16
            ألم يحرم الرب على إرمياء وقومه الإيمان بتوارث الخطيئة؟ (29فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لاَ يَقُولُونَ بَعْدُ:[الآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِماً وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ]. 30بَلْ: [كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ].كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ.) إرمياء 31: 29-30
            (19عَظِيمٌ فِي الْمَشُورَةِ وَقَادِرٌ فِي الْعَمَلِ الَّذِي عَيْنَاكَ مَفْتُوحَتَانِ عَلَى كُلِّ طُرُقِ بَنِي آدَمَ لِتُعْطِيَ كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ طُرُقِهِ وَحَسَبَ ثَمَرِ أَعْمَالِهِ.) إرمياء 32: 19
            ألم يحرم الرب على هوشع وقومه الإيمان بتوارث الخطيئة؟ (15«إِنْ كُنْتَ أَنْتَ زَانِياً يَا إِسْرَائِيلُ فَلاَ يَأْثَمُ يَهُوذَا. ...) هوشع 4: 15
            ألم يحرم الرب على حزقيال وقومه الإيمان بتوارث الخطيئة؟ (19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْملُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟) حزقيال 18: 19-23
            ألم يؤمن حزقيال وقومه بعدم توارث الخطيئة؟ (كَطَرِيقِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ دِنْتُهُمْ.) حزقيال 36: 19
            (4وَأَمَّا بَنُوهُمْ فَلَمْ يَقْتُلْهُمْ بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الشَّرِيعَةِ فِي سِفْرِ مُوسَى حَيْثُ أَمَرَ الرَّبُّ: [لاَ تَمُوتُ الآبَاءُ لأَجْلِ الْبَنِينَ وَلاَ الْبَنُونَ يَمُوتُونَ لأَجْلِ الآبَاءِ بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ لأَجْلِ خَطِيَّتِهِ].) أخبار الأيام الثانى 25: 4
            ألم يحرم الرب على إشعياء وقومه الإيمان بتوارث الخطيئة؟ (حَسَبَ الأَعْمَالِ هَكَذَا يُجَازِي مُبْغِضِيهِ سَخَطاً وَأَعْدَاءَهُ عِقَاباً) إشعياء 59: 18
            ألم يؤمن داود وقومه بعدم توارث الخطيئة؟ (12وَلَكَ يَا رَبُّ الرَّحْمَةُ لأَنَّكَ أَنْتَ تُجَازِي الإِنْسَانَ كَعَمَلِهِ) مزمور 62: 12
            ألم يؤكد داود على قومه أوامر الرب بعدم توارث الخطيئة، ,ان كل إنسان سوف يُحاسب على إيمانه وأعماله؟ (الرب قضاء أمضى: الشرير يُعلَّق بعمل يديه) مزامير 9: 16
            ألا تحيط الخطيئة والمكر السىء بأهله؟ (الآنَ قَدْ أَحَاطَتْ بِهِمْ أَفْعَالُهُمْ.) هوشع 7: 3
            ألم يؤمن أيوب وقومه بعدم توارث الخطيئة؟ (حَاشَا لِلَّهِ مِنَ الشَّرِّ وَلِلْقَدِيرِ مِنَ الظُّلْمِ. 11لأَنَّهُ يُجَازِي الإِنْسَانَ عَلَى فِعْلِهِ وَيُنِيلُ الرَّجُلَ كَطَرِيقِهِ. 12فَحَقّاً إِنَّ اللهَ لاَ يَفْعَلُ سُوءاً وَالْقَدِيرَ لاَ يُعَوِّجُ الْقَضَاءَ.) أيوب 34: 10-13
            ألم يخبركم الكتاب فى كل هذه النصوص بعدم توارث الخطيئة؟ (13فَلْنَسْمَعْ خِتَامَ الأَمْرِ كُلِّهِ: اتَّقِ اللَّهَ وَاحْفَظْ وَصَايَاهُ لأَنَّ هَذَا هُوَ الإِنْسَانُ كُلُّهُ. 14لأَنَّ اللَّهَ يُحْضِرُ كُلَّ عَمَلٍ إِلَى الدَّيْنُونَةِ عَلَى كُلِّ خَفِيٍّ إِنْ كَانَ خَيْراً أَوْ شَرّاً.) الجامعة 12: 13-14
            وقال بولس (4وَلَكِنْ لِيَمْتَحِنْ كُلُّ وَاحِدٍ عَمَلَهُ، وَحِينَئِذٍ يَكُونُ لَهُ الْفَخْرُ مِنْ جِهَةِ نَفْسِهِ فَقَطْ، لاَ مِنْ جِهَةِ غَيْرِهِ. 5لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ سَيَحْمِلُ حِمْلَ نَفْسِهِ) غلاطية 6: 4-5
            (34فَقَالَ بُطْرُسُ: «بِالْحَقِّ أَنَا أَجِدُ أَنَّ اللهَ لاَ يَقْبَلُ الْوُجُوهَ. 35بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ الَّذِي يَتَّقِيهِ وَيَصْنَعُ الْبِرَّ مَقْبُولٌ عِنْدَهُ.) أعمال الرسل 10: 34-35
            (29فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ.) يوحنا 5: 29
            فماذا حدث لليهود رؤساء ومرؤسين حتى يكفروا بكتابهم من أجل خلاصهم من نبى لديهم؟ هل شق عليهم إرسال أحد من المتعصبين لظهور المسِّيِّا وإفناعه أنه خير للأمة التخلص من يسوع حتى يأتى المسِّيِّا؟ فقد كانوا يؤمنون أن يسوع ليس هو المسِّيِّا، وهو نفس ما قاله يسوع نفسه، وأثبتته محاكمته أمام بيلاطس.
            فلماذا لعن المسيحيون اليهود طوال التاريخ وأذاقوهم الذل والهوان، واتهموهم بقتل إلههم، فى الوقت الذى تقول فيه نصوص كتابهم أن يسوع أسلم نفسه للموت فداءً عن المؤمنين به أو الناس جميعًا؟ وعلى ذلك فإن دماء يسوع لابد أن تكون سببًا فى خلاصهم ونعيمهم فى الحياة وليس فى شقائهم!! (غلاطية 1: 4) و(رومية 4: 25)
            وهو نفس ما يؤمنون به تجاه يهوذا الإسخريوطى الذى دفع معلمهم للصلب، بعد أن بدا منه التراجع والخوف، والصلاة من أجل عدم التعرض لهذه النهاية، وهذه الميتة. (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.) لوقا 22: 41-44
            والأغرب من ذلك هو وجود نص يشير إلى تقبل الله تعالى لدعاء يسوع وإنقاذه من الموت والصلب: (7الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ) عبرانيين 5: 7
            والأكثر غرابة فى عقيدتهم أنهم يقدسون الصليب، أداة قتل الإله وإذلاله، كرمز البركة والنعيم، وذلك لأنها كانت أداة تخليصهم من ذنب لم يقترفوه، ولم يشاهدوه، ولم يشتركوا فيه لا بالصمت، ولا بالعمل، ولا بالتحريض. وهو ما نهى عنه الكتاب، وحرم على بنى إسرائيل الإيمان بتوارث الخطيئة. بل لقد أعلن الرب توبة آدم وقبولها قبل أن ينزل إلى الأرض: (هي التي حفظت أول من جُبِلَ أبًا للعالم لمَّا خُلق وحده، وأنقذته من زلته، وآتته قوة ليتسلط على الجميع) الحكمة 10: 1-2
            ففى الوقت الذى يقدسون فيه الصنم (الصليب)، الذى صلب عليه إلههم وتعذب، وذاق الذل والهوان، ويعتبرونه رمز الخلاص والبركة وعنوان المحبة والنعيم الدائم، ينكلون باليهود ويضطهدونهم، على الرغم من أنهم هم الخطوة الأولى نحو صعود يسوع على الصليب، وتخليصهم من الخطيئة الأولى التى لم يفترفها أى منهم!!
            فكيف يكون الصليب رمز النعمة، فى الوقت الذى يكون فيه اليهود هم النقمة نفسها؟ هل كانوا سعداء بموت الإله أم تعساء؟ فإن كان موته أسعدهم فلماذا انتقموا من اليهود ولعنوا يهوذا الإسخريوطى واعتبروه خائنًا؟ وإن كان موته أتعسهم وأحزنهم، فلماذا يقدسون أداة تعذيب الإله وسبب موته؟
            إن عقيدة لعن اليهود وقول المسيحيون بتجريم ما فعلوه، ومطالبتهم بقتلهم أو عقابهم بالروح والجسد أو الانتقام منهم بأى صورة كانت جراء فعلتهم النكراء، لا يمكن بحال من الأحوال أن تكون قد نشأت فى القرن الأول الميلادى، لأنهم فى ذلك الوقت كانوا يعتبرون يسوع من اليهود هو وأسرته وأجداده، وكانوا يصلون فى المعبد اليهودى، ويعتبر أتباع يسوع أنفسهم من اليهود المتدينين (النصارى)، ولم يكن لديهم كتاب غير كتب موسى وتعاليم الأنبياء، والكتاب الذى تركه لهم يسوع مصدقًا لما جاءهم من قبل.
            وأنا أكتب هذا ليس دفاعًا عن اليهود، فقد قتلوا أنبياء الله من قبل، وما نشأت عقيدة تفكر فى الانتقام منهم والتنكيل بهم، مثلما حدث فى المسيحية، ولكن أكتب هذا تحليلا للنصوص، التى ربما كتبها رومانى متعصب يجهل دين اليهود، كما أثبتنا من قبل جهل الكتبة بجغرافية فلسطين. الأمر الذى يثبت عدم صلب يسوع بالمرة، بل عدم القبض عليه.
            ولا نعلم كيف برأهم المجمع الكنسى الذى انعقد عام 1963م من دم يسوع، على الرغم من النصوص المكتوبة فى كتبهم، ويؤمنون بقداستها وقدسيتها على خلاف تحليلاتنا لها. ففى 3 مارس 2011 أكد البابا بنديكت السادس عشر أن كل الشعب اليهودى ليس مسؤولا عن موت يسوع، وذلك في الجزء الثانى من كتاب يسوع الناصرى الذى نشره الفاتيكان مؤخرًا. وهذا حق. فالمسئولية تقع على الأفراد الذين شاركوا فى موته (على عقيدتهم). لكن لماذا كانت كل هذه الاضطهادات والتنكيلات بهم على مر التاريخ؟ هل لم يبدأوا فى فهم كتابهم إلا فى هذا القرن؟ أم وجد اليهود وثائق تهدم المسيحية رأسًا على عقب، وهددوا الكنيسة بنشرها، فهادنتهم الكنيسة؟
            س196- مرة أخرى مع تناقضات القبض على يسوع:
            يقول مرقس: إنه جاء جمع كبير من عند رؤساء الكهنة بسيوف وعصى للقبض على يسوع، ووافقه متى ولوقا على ذلك: (43وَلِلْوَقْتِ فِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ أَقْبَلَ يَهُوذَا وَاحِدٌ مِنَ الاِثْنَيْ عَشَرَ وَمَعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ وَالشُّيُوخِ.) مرقس 14: 43
            ويقول متى: (47وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا يَهُوذَا أَحَدُ الاِثْنَيْ عَشَرَ قَدْ جَاءَ وَمَعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَشُيُوخِ الشَّعْبِ.) متى 26: 47
            ويقول لوقا: (52ثُمَّ قَالَ يَسُوعُ لِرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَقُوَّادِ جُنْدِ الْهَيْكَلِ وَالشُّيُوخِ الْمُقْبِلِينَ عَلَيْهِ: «كَأَنَّهُ عَلَى لِصٍّ خَرَجْتُمْ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ!) 22: 52
            إلا أن لوقا أضاف على القادمين للقبض على يسوع قادة الجند. ونتعجب أن الرومان تركوا لليهود أن يتسلحوا بسيوف، على الرغم من انتفاضاتهم وثوراتهم المتكررة، والتى يخشى مع تكرارها وجود سيف واحد. فكيف تحصل اليهود على هذا الكم من السلاح؟
            أضف إلى ذلك أن كاتب الإنجيل لا يعرف شيئًا عن اليهود وعاداتهم وتقاليدهم، ولا حتى عن جغرافية فلسطين، كما أثبتنا من قبل. وذلك لأنه كتب عن رؤساء الكهنة، ولا يوجد إلا رئيس واحد فقط للكهنة. ربما ظن أن المعبد اليهودى مثل المعابد الرومانية أو المصرية القديمة.
            ويضيف يوحنا على ما كتبته الأناجيل الأخرى أن يهوذا هو الذى اقتاد جمع اليهود فقط، فلم يكن بينهم جنود من الرومان، ولكن جنود المعبد أى حراسه، وأن الفريسيين حضروا لقاء القبض على يسوع، ولم يحدد نوع السلاح الذى أتى به، ولكنهم أحضروا مشاعل ومصابيح: (3فَأَخَذَ يَهُوذَا الْجُنْدَ وَخُدَّاماً مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ وَجَاءَ إِلَى هُنَاكَ بِمَشَاعِلَ وَمَصَابِيحَ وَسِلاَحٍ.) يوحنا 18: 3
            ولو كان هؤلاء الجنود من الرومان، لأثار هذا تعجبنا، حيث لم يكن يسوع مطلوب القبض عليه عند الرومان، بل كان حسن السمعة، لدرجة أن الحاكم الرومانى كان يتمنى لقاءه، فهل من السهل أن يذهب إنسان ما بمفرده ويطلب كتيبة أو فرقة من جنود الاحتلال للقبض على رجل حسن السمعة عند الحاكم نفسه؟: (7وَحِينَ عَلِمَ أَنَّهُ مِنْ سَلْطَنَةِ هِيرُودُسَ أَرْسَلَهُ إِلَى هِيرُودُسَ إِذْ كَانَ هُوَ أَيْضاً تِلْكَ الأَيَّامَ فِي أُورُشَلِيمَ. 8وَأَمَّا هِيرُودُسُ فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ فَرِحَ جِدّاً لأَنَّهُ كَانَ يُرِيدُ مِنْ زَمَانٍ طَوِيلٍ أَنْ يَرَاهُ لِسَمَاعِهِ عَنْهُ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً وَتَرَجَّى أَنْ يَرَاهُ يَصْنَعُ آيَةً.) لوقا 23: 7-8
            لذلك تحايلت الترجمة الكاثوليكية اليسوعية على الترجمة ففسرتها بقولها (3فجاءَ يَهوذا بِحَرَسِ الهَيكَلِ والحَرَسِ الَّذينَ أَرسَلَهم عُظماءُ الكَهَنَةِ والفِرِّيسِيُّونَ حتَّى بَلغَ ذلكَ المكان، ومعَهُمُ المَصابيحُ والمَشاعِلُ والسِّلاح.) يوحنا 18: 3
            وبذلك جعلت هذه الترجمة الكاثوليكية أن يهوذا لم يأت بالفريسيين، كترجمة الفاندايك، بل بالحراس الذين أرسلهم الفريسيون. ووافقتهم الترجمة العربية المشتركة على ذلك. بينما خالفتهم الترجمة البولسية فجعلت اليهود يصطحبون فرقة من الرومان إضافة إلى شرطة المعبد، فقالتها: (فأَخذَ يهوذ الفِرْقَةَ، وشُرَطًا مِن قِبَلِ رُؤَساءِ الكَهَنةِ والفرِّيسيِّينَ، وقَدِمَ الى هُناكَ بمصابيحَ ومَشاعِلَ وأَسْلِحة.)
            وقالت ترجمة كتاب الحياة أن فرقة الجند كانت من الرومان: (فَذَهَبَ يَهُوذَا إِلَى هُنَاكَ آخِذاً مَعَهُ فِرْقَةَ الْجُنُودِ وَحَرَسَ الْهَيْكَلِ، الَّذِينَ أَرْسَلَهُمْ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ، وَهُمْ يَحْمِلُونَ الْمَشَاعِلَ وَالْمَصَابِيحَ وَالسِّلاَحَ)
            وبالتالى فقد أكد وحى مرقس ومتى على أن يهوذا لم يأخذ معه إلا اليهود للقبض على يسوع، بينما يُدافع لوقا ويوحنا عن اليهود ويجعل الرومان يشتركون فى القبض عليه. فلماذا لم يذهب الرومان للقبض على يسوع عند متى ومرقس، على الرغم من تأكيد لوقا ويوحنا على وجود فيلق عسكرى ضمن المتظاهرين للقبض عليه، أى 600 من الجنود؟ فهل لم يرهم وحى كل من مرقس ومتى؟ ولماذا اكتفى مترجم يوحنا بذكر كلمة الجند فقط فى ترجمة الفاندايك (3فَأَخَذَ يَهُوذَا الْجُنْدَ وَخُدَّاماً...) يوحنا 18: 3، بينما ذكرتها الترجمات الحديثة.
            فقالت الترجمة البولسية (فأَخذَ يهوذ الفِرْقَةَ، وشُرَطًا)، وذكرت ترجمة كتاب الحياة كلمة فرقة الجنود واضحة أنهم من الرومان: (فَذَهَبَ يَهُوذَا إِلَى هُنَاكَ آخِذاً مَعَهُ فِرْقَةَ الْجُنُودِ وَحَرَسَ الْهَيْكَلِ)
            وقالت الترجمة الكاثوليكية (فجاءَ يَهوذا بِحَرَسِ الهَيكَلِ والحَرَسِ الَّذينَ أَرسَلَهم)، وبذلك جعلت الجند من حراس المعبد، تتويها للقارىء أن يفهم أنهم الفقيلق العسكرى الرومانى.
            وذكرت الترجمة العربية المشتركة كلمة جنود فقط، دون أن تحدد المكان الذى ينتمون إليه: (فجاءَ يَهوذا إلى هُناكَ بِجُنودٍ وحَرَسٍ أرسَلَهُم)
            وأدعوك عزيزى القارىء أن تقارن الترجمات الغربية لـ (يوحنا 18: 3) فى التراجم المختلفة على النت، لترى كيف يتلاعبون بمن يؤمن بهم!
            Judas then, having received a band [of men] and officers from the chief priests and Pharisees, cometh thither with lanterns and torches and weapons. (KJV)
            So Judas, having procured a band of soldiers and some officers from the chief priests and the Pharisees, went there with lanterns and torches and weapons. (ESV, RSV)
            Yehudah then, having taken a detachment of soldiers and officers from the chief Kohanim and the Perushim, came there with lanterns, torches, and weapons. (HNV)
            Then Judas, having received a detachment of troops, and officers from the chief priests and Pharisees, came there with lanterns, torches, and weapons. (NKJV)
            The leading priests and Pharisees had given Judas a contingent of Roman soldiers and Temple guards to accompany him. Now with blazing torches, lanterns, and weapons, they arrived at the olive grove. (NLT)
            So Judas came to the grove, guiding a detachment of soldiers and some officials from the chief priests and Pharisees. They were carrying torches, lanterns and weapons. (NIV)
            Judas then, having received the Roman *cohort and officers from the chief priests and the Pharisees, *came there with lanterns and torches and weapons. (NASB)
            3Er nahm also die Soldaten der rِmischen BesatzungE und einige Gerichtspolizisten*, die von den führenden Priestern* und den Pharisنern* mitgeschickt wurden, und kam dorthin. Die Mنnner waren bewaffnet und trugen Fackeln und Laternen. (GNB)
            Nun erschien Judas mit einem Trupp rِmischer Soldaten und Mنnnern, die ihm die Hohenpriester und Pharisنer mitgegeben hatten. Sie trugen Fackeln und Lampen und waren bewaffnet. (Hoffnung für alle)
            Jetzt kam er dorthin, begleitet von Soldaten der rِmischen BesatzungstruppeA und von den Mنnnern der TempelwacheB, die ihm die führenden Priester und die Pharisنer zur Verfügung gestellt hatten. Sie waren bewaffnet und trugen Laternen und Fackeln. (NGـ)
            Die obersten Priester und Pharisنer hatten Judas einen Trupp rِmischer Soldaten und Tempelwنchter mitgegeben, die ihn begleiten sollten. Nun marschierten sie mit lodernden Fackeln, Laternen und Waffen dorthin. (NLB)
            وأترك التعليق للقارىء الذكى ليعرف هل كانت الجنود من حراس المعبد والفريسيين أم من الرومان؟ وما حاجتهم ليهوذا من الأساس، لو صدق ما قاله يسوع من أنه لم يعلم الناس إلا علانية، ولم يعلم أحدًا فى الخفاء؟ لقد كانت اجتماعاته إذن فى أماكن عامة وبالتحديد فى المعبد، ولم يحتاج الأمر إلى اختباء يسوع وتلاميذه، حتى يحتاج الكهنة ليهوذا ليخبرهم عن مكانه فى مقابل 30 من الفضة؟ (20أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ.) يوحنا 18: 19
            والأغرب من ذلك أن يأتى عند لوقا ليس الجند فقط، كما أجمعت الأناجيل الثلاثة الأخرى، بل قادتهم أيضًا: (52ثُمَّ قَالَ يَسُوعُ لِرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَقُوَّادِ جُنْدِ الْهَيْكَلِ وَالشُّيُوخِ الْمُقْبِلِينَ عَلَيْهِ: «كَأَنَّهُ عَلَى لِصٍّ خَرَجْتُمْ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ!) 22: 52
            فلو تخيلنا أن عدد القادمين للقبض على يسوع كان يتراوح بين 1500 و2000 لكان هذا العدد من الضخامة بمكان للقبض على فرد واحد!! فهل كان من المعتاد أن يذهب 2000 من البشر للقبض على شخص واحد؟ ألم يخش الناس هرب المتهم وسط هذا الكم الغفير من البشر؟ ألم يخش الرومان تدخل أتباع يسوع الكثيرون، فتتحول الساحة إلى معركة بين المؤيدين والأنصار تضيع فيها الدولة نفسه، ويفقد بيلاطس مكانته وسمعته عند القيصر؟
            ألم يعلم الرومان أن اليهود كانوا يحاولون التحرر من ربقة عبوديتهم لقيصر؟ فهل كان بيلاطس بهذا الغباء أن يسلم رئيس الكهنة واليهود فيلق عسكرى ليأتمروا بأمره أو حتى للقبض على إنسان لم تُحدد تهمته بعد؟ وهل كان من الطبيعى أن يرسل الرومان فيلق من الجنود تبلغ قوته 600 فردًا للقبض على إنسان ما لم تُحدد تهمته بعد؟
            لقد كان القبض على إنسان ما ومحاكمته وإعدامه أو سجنه أو جلده من مهام الرومان فقط. وكان اليهود يحاكمون بشريعتهم من يُخطىء دون اللجوء للحاكم الرومانى. وبما أن الحاكم الرومانى بيلاطس كان يرى أن يسوع برىء من التهم الموجهة إليه، وعلى رأسها ادعاء المسِّيِّانية، فكان واجب عليه أن يطلق سراح يسوع، تحقيقًا لقانون الإمبراطورية والحفاظ عليها، رغم أنف اليهود ومن يعترض على قانون قيصر. فكيف خاف بيلاطس من الجموع وصلبهم من أجل إرضائهم؟
            فأين ذهبت هيبة الإمبراطور وإمبراطوريته حتى يكسر بيلاطس قانون قيصر؟ كيف يستجيب الأقوى للأضعف؟ كيف يستجيب السيد للعبد وإلحاحه، ولو شاء بيلاطس إبادتها لأبادها؟ على الرغم من علمه أن هذا الأمر لو وصل لقيصر ستضيع ملك بيلاطس، إن لم يفقد رقبته جراء هذا العمل.
            ومن الجدير بالذكر أن يعرف القارىء أن تعيين رئيس الكهنة كان من مهام الحاكم الرومانى. ومعنى ذلك أن اليهود ورؤسائهم كانوا من عبيد الحاكم الرومانى.
            س197- تحقيق غريب جدًا يقول به الحاكم الرومانى بنفسه!! (1فَقَامَ كُلُّ جُمْهُورِهِمْ وَجَاءُوا بِهِ إِلَى بِيلاَطُسَ 2وَابْتَدَأُوا يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ قَائِلِينَ: «إِنَّنَا وَجَدْنَا هَذَا يُفْسِدُ الأُمَّةَ وَيَمْنَعُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ قَائِلاً: إِنَّهُ هُوَ مَسِيحٌ مَلِكٌ». 3فَسَأَلَهُ بِيلاَطُسُ: «أَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَأَجَابَهُ: «أَنْتَ تَقُولُ». 4فَقَالَ بِيلاَطُسُ لِرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْجُمُوعِ: «إِنِّي لاَ أَجِدُ عِلَّةً فِي هَذَا الإِنْسَانِ». 5فَكَانُوا يُشَدِّدُونَ قَائِلِينَ: «إِنَّهُ يُهَيِّجُ الشَّعْبَ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ مُبْتَدِئاً مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى هُنَا». 6فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاَطُسُ ذِكْرَ الْجَلِيلِ سَأَلَ: «هَلِ الرَّجُلُ جَلِيلِيٌّ؟». 7وَحِينَ عَلِمَ أَنَّهُ مِنْ سَلْطَنَةِ هِيرُودُسَ أَرْسَلَهُ إِلَى هِيرُودُسَ إِذْ كَانَ هُوَ أَيْضاً تِلْكَ الأَيَّامَ فِي أُورُشَلِيمَ.) لوقا 23: 1-7
            وهل المكان الذى قبض فيه على يسوع عند لوقا يختلف عن باقى الأناجيل التى تؤكد أن بيلاطس هو المسئول عنه، لأنه يقع فى داخل دائرته الأمنية؟ ولماذا يحقق معه الحاكم بنفسه؟ ألم يوجد أفراد من الشرطة أو الأمن للقيام بهذا العمل البسيط؟ وهل لم يعرف بيلاطس بالضبط المدن والقرى التى يحكمها، حتى يحقق مع يسوع ثم يكتشف أنه ليس من سكان ولايته؟ وكيف قرر بيلاطس أن يسوع من سكان مقاطعته التى يحكمها فى الوقت الذى تؤكد فيه باقى الأناجيل أنه لم يحقق مع يسوع إلا بيلاطس، وأنه لم يذهب مطلقًا إلى هيرودس؟ أليس أول ما يُحقق فيه مع المتهم التعرف على اسمه ومكان سكنه وبياناته الشخصية؟ فكيف أهمل بيلاطس هذه النقاط ولم يكتشفها إلى بعد التحقيق، الذى أوقفه، ومن ثم أرسله إلى هيرودس؟
            ومن الجدير بالذكر أن يعرف القارىء أن عملية إحالة بيلاطس ليسوع إلى هيرودس من الأخطاء التاريخية التى تعنى الكثير جدًا. لأنه ببساطة شديدة كان بيلاطس هو القاضى المسئول الأوحد عن القضاء بصفته الحاكم العسكرى. ولا يليق به، كما لا يتناسب مع أسلوبه، ولا يليق بسمو مكانته الوظيفية أن يُظهر خضوعه لحاكم يهودى تابعًا له. فقد كانت السلطة القضائية فى يد بيلاطس. فلو رأى بيلاطس أن يسوع بريئًا، لأطلق سراحه، دون أدنى اعتبار لليهود كلهم حاكمًا ومحكومًا (4فَقَالَ بِيلاَطُسُ لِرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْجُمُوعِ: «إِنِّي لاَ أَجِدُ عِلَّةً فِي هَذَا الإِنْسَانِ».) لوقا 23: 4
            لذلك نجد أن التقارير الإنجيلية عن أحداث القبض على يسوع ومحاكمته متناقضة وتاريخيًا غير صحيحة إلى حد بعيد.
            فمن الخطأ أن يجيش الكهنة جيشًا للقبض على إنسان ما.
            ومن الخطأ تاريخيًا أن يكون لديهم سيوف وأسلحة.
            ومن الخطأ تاريخيًا أن يرسل معهم الحاكم الرومانى فيلق من جيشه للقبض على إنسان ما دون أن تثبت تهمة ما عليه.
            ومن الخطأ تاريخيًا أن يذهب الناس لمحاكمة يسوع أمام رئيس سابق للكهنة، ضاربين قرار الحاكم الرومانى بعزله عرض الحائط.
            ومن الخطأ تاريخيًا أن يرسل بيلاطس الحاكم والقاضى الأوحد أحد المتهمين إلى دائرة أخرى أقل منه ليُحاكم فيها، ثم يرد عليه هيرودس خطأه ويعيد إرساله إليه.
            ومن الخطأ تاريخيًا أن يريد الحاكم والقاضى الرومانى إطلاق سراح يسوع البرىء، ويصر اليهود على قتله دون ذنب يُذكر له، ويخضع الحاكم لعبيده.
            ومن الخطأ تاريخيًا أن يكون هناك متهم ما يستحق القتل أو الصلب، ويخير الحاكم الرومانى الشعب فى إطلاق سراحه أو إطلاق سراح مجرم آخر. فما بالك لو كان يؤمن أن هذا الآخر برىء، وأنهم أسلموه حسدًا عليه من عند أنفسهم.
            ومن الخطأ تاريخيًا أن يظن القارىء أن كل الناس قد تخلوا عن يسوع وقت القبض عليه أو محاكمته أو قتله، ولم يظهر إلا المنادين بإعدامه فقط. فأين ذهب الذين تعلقوا بيسوع وعلمهم دينهم أو قام بإبراء أسقامهم بإذن الله أو أطعمهم، أو كان سببًا مباشرًا فى حل مشاكلهم الإجتماعية أو النفسية أو المرضية؟ هل وقفوا وسط المتظاهرين ضده ينادون بإعدامه؟
            ومن الخطأ تاريخيًا وكتابيًا أن يظن المسيحى أن يسوع قبض عليه أو صلب، لأن هذا يُخالف نصوص الكتاب التى قالها يسوع نفسه. فقد وقف متحديًا اليهود أن يجدوه وبالتالى لن يقبضوا عليه أو يؤذوه:
            قال يسوع لرؤساء الكهنة والفريسيين: (...«أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً يَسِيراً بَعْدُ ثُمَّ أَمْضِي إِلَى الَّذِي أَرْسَلَنِي. 34سَتَطْلُبُونَنِي وَلاَ تَجِدُونَنِي وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا».) يوحنا 7: 33-34
            وقال للكتبة والفريسيين: (21قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «أَنَا أَمْضِي وَسَتَطْلُبُونَنِي وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا» .... «أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. 24فَقُلْتُ لَكُمْ إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ».) يوحنا 8: 21-24
            ومن الخطأ تاريخيًا وكتابيًا أن تظن أن الله تعالى تخلى عن يسوع، وذلك لقول يسوع: (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 8: 29
            ومن الخطأ تاريخيًا وكتابيًا أن تظن أن الله تعالى تخلى عن يسوع ولم ينقذه، وذلك لقول الكتاب: (7الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ،) عبرانيين 5: 7
            ومن الخطأ تاريخيًا وكتابيًا أن يذكر الكتاب خوف اليهود من شعبية يسوع وتجمع الناس حوله، مع قيادتهم مظاهر تعاديه وتطالب بقتله نيابة عن المجرم الأصيل.
            (12فَطَلَبُوا أَنْ يُمْسِكُوهُ وَلَكِنَّهُمْ خَافُوا مِنَ الْجَمْعِ لأَنَّهُمْ عَرَفُوا أَنَّهُ قَالَ الْمَثَلَ عَلَيْهِمْ. فَتَرَكُوهُ وَمَضَوْا.) مرقس 12: 12
            (46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.) متى 21: 46
            (19فَطَلَبَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ أَنْ يُلْقُوا الأَيَادِيَ عَلَيْهِ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وَلَكِنَّهُمْ خَافُوا الشَّعْبَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوا أَنَّهُ قَالَ هَذَا الْمَثَلَ عَلَيْهِمْ.) لوقا 20: 19
            فأين ذهب هذا خوف الكهنة والكتبة ورؤسائهم هذا؟ كيف تجرأوا على البوح بمخططهم هذا ضد الرجل الذى أحبه كل الشعب؟ إن التفكير فى مثل هذا العمل يستتبعه التفكير فى قتل الشعب المحب ليسوع للكهنة ورئيسهم والكتبة والفريسيين. فهل ضحوا بالشعب اليهودى من أجل واحد فقط؟ هل أظهروا للشعب كفرهم بمحاولتهم قتل نبىٍ؟ كيف تحول حب الشعب المتغلل فى قولبهم ليسوع إلى الكره الفجائى، لدرجة أن يقف الشعب خلف الكهنة مطالبين بصلب يسوع وقتله نيابة عن مجرم قاتل؟ أين ذهب الشعب الذى كان يصطف على الجانبين عند علمه بمرور يسوع أو تواجده فى مكان ما؟ أين إيمان الشعب (كما يزعمون) بيسوع أنه المسِّيِّا، الذى سيخلصهم من ذنوبهم، ومن قيصر وإمبراطوريته؟
            ثم لماذا يقف الشعب خلف الكهنة ورئيسهم بدلا من يسوع؟ أليس يسوع هو الذى خلصهم من الخطيئة الأزلية (كما يزعمون)؟
            أليس يسوع هو الذى قام بإبرائهم من أسقافهم وأمراضهم المزمنة؟ فما الذى قدمه الكهنة ورؤساؤهم ليفضلهم الشعب على نبيهم؟
            يقول البروفيسور لوديمان فى كتابه (يسوع بعد 2000 عام) ص143: إن عادة إطلاق سارح أحد الأشخاص عن طريق الحاكم الرومانى غير معروفة فى التاريخ. أى لم يحدث مثيلها فى التاريخ. لذلك فهى تاريخيًا غير حقيقية. وهذه العادة تُعد خرق للقانون الرومانى آنذاك بصورة لا مثيل لها. أضف إلى ذلك أن الإجراءات الجنائية القانونية كانت تتم بموافقة القيصر نفسه. فكان قتل المذنب أو إعفاؤه من العقوبة لا يتم إلا بموافقة القيصر نفسه. فلو فعل بيلاطس ما تنسبه إليه الأناجيل الأربعة (متى 27: 15-23؛ مرقس 15: 6-14؛ لوقا 23: 17-23؛ يوحنا 18: 39-40)، لكان بيلاطس نفسه قد أجرم فى حق قيصر نفسه والقانون الرومانى، بل وأجرم أيضًا فى تنفيذ واجبه كراع للقانون الرومانى فى فلسطين.
            فكيف ترك قيصر بيلاطس حيًا بعد هذه الحادثة؟ ألا يدل هذا على كتابة الأناجيل بعد التسامح الدينى الذى أعلنه القيصر قسطنطين فى القرن الرابع؟ وكيف تركه قيصر يمثله فى فلسطين بعد أن أهان قانونه، وتعدى على اختصاصات القيصر نفسه بل وتحداه بأن خالف أوامره؟
            وعلى ذلك فإن كل هذه الأقاصيص المتعلقة بالقبض على يسوع ووقائع المحاكمة وصلبه بما فيها من أخطاء تاريخية وقانونية ومنطقية، بالإضافة إلى التناقضات الأخرى فى الروايات نفسها، لتبرىء اليهود والرومان من قتل يسوع وصلبه. وتُصدِّق على قول الله تعالى فى القرآن الكريم: ﴿ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا(157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا(158)﴾ (النساء:157-158).
            وإنقاذ الله تعالى لنبى له دون أن يرى موتًا على الأرض أكدها الكتاب المقدس من قبل مع إيلياء وأخنوخ: (24وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ أَخَذَهُ.) تكوين 5: 24
            (5بِالإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ - إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ.) عبرانيين 11: 5
            (11وَفِيمَا هُمَا يَسِيرَانِ وَيَتَكَلَّمَانِ إِذَا مَرْكَبَةٌ مِنْ نَارٍ وَخَيْلٌ مِنْ نَارٍ فَصَلَتْ بَيْنَهُمَا، فَصَعِدَ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ.) ملوك الثانى 2: 11
            فلماذا لم يُضحِّى الرب بأحد عبيده الأتقياء بدلاً من ابنه أو نفسه؟ أم هل من الظلم أن يُضحِّى بعبد من عباده، ومن العدل أن يُضحِّى بابنه أو بنفسه انتحارًا؟
            كما أن المسيحيين الأول آمنوا بعدم صلب يسوع، وأن الله أنقذه، على اختلاف فهمهم فى هذا الأمر. المهم أن منهم من تناقل حقيقة عدم صلب يسوع، ومنهم إنجيل يُسمَّى إنجيل يهوذا، الذى عثر له عليه فى مصر ويرجع إلى القرن الثانى، كُتب فيه أن المصلوب لم يكن يسوع، بل كان يهوذا الإسخريوطى بالإتفاق مع يسوع، أن يلبس ملابسه، ويُصلب نيابة عنه، ويضمن له الجنة. يؤكد ذلك اختلاف الكتاب فى نهاية يهوذا التى اجتهد كل منهم فى تفسير اختفائه عن مسرح الأحداث، وتخلى كل الناس عن المصلوب وأماكن المحاكمة والصلب. إذ كانوا فى طمأنينة كبيرة على معلمهم، وأن الله سمع له من أجل تقواه (العبرانيين 5: 7)، ونجاه من هذه الكوارث. وهذه بعض فرق النصارى الأول الذين آمنوا بعدم صلب يسوع:
            1- الباسيليديون 2- والبارديسيانية 3- والماينسية
            4- والدوسيتية 5- والكورنثية 6- والساطرينوسية
            7- والمارسيونية 8- والبولسية 9- والماركيونية
            10- والسيرنثية 11- والهرمسية 12- والكاربوكرايتة
            13- والبارسكاليونية 14- والتايتانيسية 15- والفلنطانيائية

            تعليق

            • abubakr_3
              مشرف عام

              • 15 يون, 2006
              • 849
              • مسلم

              #36
              س198- هل تجسد الله، أم أرسل ابنه فى جسد آدمى؟
              يستشهد المسيحيون أن الله نفسه تجسَّد، وبذل نفسه من أجل ذنوب المؤمنين به، وفى نصوص أخرى من أجل العالم:
              (4الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِ خَطَايَانَا، لِيُنْقِذَنَا مِنَ الْعَالَمِ الْحَاضِرِ الشِّرِّيرِ حَسَبَ إِرَادَةِ اللهِ وَأَبِينَا،) غلاطية 1: 4
              (6الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً لأَجْلِ الْجَمِيعِ، الشَّهَادَةُ فِي أَوْقَاتِهَا الْخَاصَّةِ،) تيموثاوس الأولى 2: 6
              (14الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْباً خَاصّاً غَيُوراً فِي أَعْمَالٍ حَسَنَةٍ.) تيطس 2: 14
              فى حين يقول يوحنا إن الله أرسل ابنه: (16لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. 17لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللَّهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ.) يوحنا 3: 16-17
              (9بِهَذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ اللهِ فِينَا: أَنَّ اللهَ قَدْ أَرْسَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ إِلَى الْعَالَمِ لِكَيْ نَحْيَا بِهِ.) يوحنا الأولى 4: 9
              (14وَنَحْنُ قَدْ نَظَرْنَا وَنَشْهَدُ أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَ الاِبْنَ مُخَلِّصاً لِلْعَالَمِ.) يوحنا الأولى 4: 14
              فهل بذل يسوع نفسه أم بذل الآب ابنه؟ وهل أتى ليخلص أتباعه من خطاياهم أم ليخلص العالم من ذنوبه؟ ولو أتى إلى العالم لكى يخلصه، فلماذا لم يرسل إلى قيصر يدعوه إلى دينه؟ لماذا لم يسافر إلى الفرس ليدعوهم حاكمًا ومحكومًا إلى دعوته؟ فهل قصَّر يسوع فى أداء واجبه الدعوى؟ أم يأس من الدعوة لفشله فى إقناع اخوته وخاصته؟ (5لأَنَّ إِخْوَتَهُ أَيْضاً لَمْ يَكُونُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ.) يوحنا 7: 5
              وهل تظنوا أن الذى فشل فى دعوة أقرب الناس إليه، سينجح فى دعوة الغير؟ (37وَمَعَ أَنَّهُ كَانَ قَدْ صَنَعَ أَمَامَهُمْ آيَاتٍ هَذَا عَدَدُهَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ) يوحنا 12: 37
              مع الأخذ فى الاعتبار أن الأنبا شنودة حذر من أن يظن المرء أن الآب هو الابن، فالآب أقنوم (أى شخص) والابن أقنوم والروح القدس أقنوم.
              وكيف يبذل الابن نفسه وهو كان يبكى بأشد لجاجة، ويصلى الله ويدعوه أن يُذهب عنه كأس الصلب؟ (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.) لوقا 22: 41-44
              وكيف بذل الأب ابنه؟ هل لم يشفق عليه؟ نعم. إن هذا نص الكتاب. (31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية 8: 31-32
              س199- يقول بولس: (14الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْباً خَاصّاً غَيُوراً فِي أَعْمَالٍ حَسَنَةٍ.) تيطس 2: 14
              ومن المسلم به عندهم أن بولس كتب رسائله قبل أول إنجيل يكتب بحوالى 30 إلى 40 سنة، فمن المعروف أن بولس حوَّل النصارى أتباع يسوع الأول اليهود الموحدين إلى مسيحيين فى أنطاكية (26فَحَدَثَ أَنَّهُمَا اجْتَمَعَا فِي الْكَنِيسَةِ سَنَةً كَامِلَةً وَعَلَّمَا جَمْعاً غَفِيراً. وَدُعِيَ التَّلاَمِيذُ «مَسِيحِيِّينَ» فِي أَنْطَاكِيَةَ أَوَّلاً.) أعمال الرسل 11: 26
              كما علم بولس أتباعه (المسيحيين) الارتداد عن تعاليم موسى وعيسى والأنبياء: (17وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَنَا الإِخْوَةُ بِفَرَحٍ. 18وَفِي الْغَدِ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ وَحَضَرَ جَمِيعُ الْمَشَايِخِ. 19فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ شَيْئاً فَشَيْئاً بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ اللهُ بَيْنَ الْأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ. 20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا». 26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ) أعمال الرسل 21: 17-26
              فمن الذى كان يقصده بولس بقوله (لأَجْلِنَا)؟ هل لأجل أتباعه الذين أضلهم بتعاليمه التى تقضى على عدم اتباع الناموس والارتداد عنه؟ فهو بالطبع لا يقصد تلاميذ يسوع الأول، الذين أدانوه وأمروه بالتطهُّر، وأرجعوه إلى حظيرة الإيمان مرة أخرى، بل أرسلوا إلى من علمهم بولس تعاليم خاطئة متعمِّدًا، أى أخرجهم من الإيمان إلى الكفر، وصححوا لهم عقائدهم.
              ومعنى ذلك أن بولس يقصد أن يسوع بذل نفسه لأجل أتباع بولس الكفار فقط، وليس لأتباع يسوع المؤمنين. فهل يُعقل أن يبذل نبى الله نفسه من أجل الكفار الذين غيروا طريقه وتعاليمه، وآمنوا بإله آخر غير إلهه؟
              ألم تقرأوا قوله: (إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ) يوحنا 5: 24
              س200- ارتبط اسم يهوذا بالخيانة والعمل لصالح العدو. وهكذا قدمت الأناجيل هذه الشخصية التى اختلف فيها العلماء واللاهوت فيما بينهم. ولم يتفقوا على شىء ثابت تجاهه. فقد يراه البعض قديس من القديسين العظام، لأنه هو الذى دفع يسوع للصلب لتتحرر البشرية كلها من الخطيئة الأزلية، وحقق خطة الرب فى الخلاص، وبالتالى فقد أصبح مصدر سعادة كل الناس، بمن فيهم يسوع، الذى لولاه لما أتم عمله، ولما أرضى الآب.
              ومنهم من ينظر إليه نظرة الأناجيل، دون تمحيص، فيرى أنه كان أمين الصندوق، وخان معلمه والجماعة من أجل ثلاثين من الفضة. وكان لصًا (يوحنا 12: 6)، بل كان شيطانًا 6: 70-71)، ودخل فيه الشيطان قبل خيانته لمعلمه (يوحنا 13: 27). ولا تعرف باقى الأناجيل شيئًا عما ذكره يوحنا، من تجسيد يهوذا للشر، وتحالفه مع الشيطان. بل على العكس من ذلك نراه يوصف بأنه من التلاميذ الاثنى عشر، نور العالم وملح الأرض، الذى طالبهم يسوع أن يروا العالم نورهم بإيمانهم وأعمالهم الصالحة. (13«أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ وَلَكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. 14أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ 15وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجاً وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. 16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 13-16
              وبعد أن قرأت تقدير يسوع لتلاميذه اقرأ ما تقوله الأناجيل عنهم ووضعوه على لسان يسوع: (17فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ الْمُلْتَوِي إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ هَهُنَا!» .... 20فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ.) متى 17: 17 و20
              فهل خُدع يسوع فى تلميذ من تلاميذه واختاره خطأ؟ أم خُدع فى كل التلاميذ وكانوا غير صالحين لأى شىء؟ أم تعمَّد انتقائهم بهذه الصورة القاتمة التى توصرها الأناجيل لسبب ما فى نفسه؟ ألا ينفى هذا عنه الألوهية، حيث يعلم الإله الغيب؟ ولو اختاره شريرًا على علم، فلماذا ضمَّنه ضمن التلاميذ الموصوفين بنور العالم وملح الأرض؟ ولو اختاره من أجل خيانته ودفعه للصلب، فلماذا توعده بالويل، وهذا هو العمل الموكل إليه، والمدفوع إليه؟ بل لماذا كان يحاول يسوع دفع كأس الموت عنه؟ ألم يكن يعلم أن هذه هى إرادته وأنه وضع الخطة كإله بهذه الصورة ليخلص البشرية كلها؟ أم كان يُمثِّل، ويدعى أنه خائف، وخدع الملاك الذى نزل يخفف عنه آلامه النفسية قبل أن يلقى المصير الذى كتبه الله عليه؟
              لقد وصف يسوع بطرس فى نفس الإنجيل بأنه صخرته التى سوف يبنى غليها كنيسته، وأعطاه مفاتيح ملكوت السموات والأرض (متى 16: 187-19). ثم وصفه بعدها فى قول لم يعجبه أنه شيطان ومعثرة له (متى 16: 23). ألست معى فى أن الأمر لا يعدو أن كتاب الأناجيل أرادوا تشويه كل جميل فى يسوع وتلاميذه، فكل من وصفهم يسوع بأنهم نور العالم أظهرتهم الأناجيل بمظهر قليلى الإيمان (متى 8: 26؛ متى 14: 31)، حقودين (مرقس 10: 41)، فقد اغتاظ العشرة تلاميذ من أجل مكانة يعقوي ويوحنا، أغبياء، غليظى القلوب (مرقس 6: 52)، الذين لا يفهمون معلمهم (يوحنا 8: 27؛ يوحنا 10: 6؛ يوحنا 12: 16؛ )، حتى تضجر يسوع نفسه من غبائهم (متى 17: 17)، فهل لم يعرف يسوع أن يهوذا وغيره لن يكونوا من التلاميذ المشرِّفين، الذين ينتمون إليه، وإلى دعوته؟ فلماذا انتقاه إذن؟ لماذا لم يحرص على الدعوة نفسها، ويختار بالفعل من هم نور العالم وملح الأرض؟ ولماذا مدحه ضمن التلاميذ المؤمنين ووعده أنه سيكون له مقعدًا ضمن الاثنى عشر، الذين سيدينون اسباط بنى إسرائيل؟ (28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي فِي التَّجْدِيدِ مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيّاً تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاِثْنَيْ عَشَرَ.) متى 19: 28
              ولا أعرف ما حكمة إله أو نبى فى انتقاء أغبى الناس لحمل لواء دعوته من بعده، فهل من لم يفهم معلمه، ولم يستوعب الدرس من منبعه، سيكون قادرًا على توصيل مراد هذا المعلم لغيره؟ ولا يصلحون لقيادة بشر، جل همهم الصراع على الزعامة بعد معلمهم، ومنهم من وصف بأنه شيطان ومعثرة، ومنهم من وصف بأنه شيطان لص. (21وَلَكِنْ هُوَذَا يَدُ الَّذِي يُسَلِّمُنِي هِيَ مَعِي عَلَى الْمَائِدَةِ. 22وَابْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَحْتُومٌ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي يُسَلِّمُهُ». 23فَابْتَدَأُوا يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: «مَنْ تَرَى مِنْهُمْ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْعَلَ هَذَا؟». 24وَكَانَتْ بَيْنَهُمْ أَيْضاً مُشَاجَرَةٌ مَنْ مِنْهُمْ يُظَنُّ أَنَّهُ يَكُونُ أَكْبَرَ.) لوقا 22: 21-24
              ومنهم من يرى أنه كان أخلص تلاميذ يسوع، وأنه ضحى بنفسه من أجل سيده، وقبل أن يُلقى عليه شبهه، وأن يلبس ملابسه، وأن يموت مكانه، وبالتالى كان من الشهداء، ومكانه الخلود فى جنات الله. وهذه نظرية الأناجيل غير المعترف بها من الكنيسة، مثل إنجيل برنابا، والإنجيل المكتشف حديثًا باسم إنجيل يهوذا.
              بل إن منهم من يرى أن يهوذا هذا كان شخصية أسطورية، لا وجود لها فى الواقع، اخترعتها الكنيسة الأولى كحركة أو إعلان مضاد لليهود واليهودية. مثل عالم اللاهوت ج.م. روبرتسون ويتعجبون: كيف كان يهوذا أمين صندوق الجماعة، والجماعة لم يكن لديها نقود، بل كانت من شروط اتباع يسوع أن يبيع المرء كل ما يملك، ويعطيه للفقراء. ويتعجبون أيضًا: هل يمكن للمرء أن يموت مرتين كل منهما بطريقة مختلفة؟
              أما فرانك كريمود فيعتقد أن يهوذا يجسد الشر، كنتيجة طبيعية لوجود يسوع الذى يجسد الخير. وهذا لإحداث نوع من الاتزان فى القصة الإنجيلية. وأكد فلاديمير بروب أن يهوذا ما هو إلا جزء متعارف عليه فى القصص والحكايات الشعبية العديدة.
              فهل كان يهوذا شخصية أسطورية اخترعها كتاب الأناجيل؟ هل كان محاربًا من أجل تحرير بنى إسرائيل من الرومان؟ كيف يمكننا شرح معنى اسمه؟ وبالتالى فلم يتفق اللاهوت على إجابات ثابتة تجاهه فيما بينهم، إلا على منشأه الجغرافى، الذى أخذوه من كلمة (الإسخريوطى) التى تعنى أن هذا الإنسان من (اسكاريوت). راجع إنجيل (يوحنا 6: 71، و13: 26). ويُستبعد نهائيًا أن يدل اسم (الإسخريوطى) على لقب عائلته، لأن ألقاب العائلة بالمفهوم الذى لدينا اليوم، لم يكن معروفًا وقتها. ولأن اسم يهوذا كان من الأسماء الشائعة جدًا عند اليهود، فكان يوضع بعدها اسم المكان الذى ينتمى إليه يهوذا هذا، تمييزًا له داخل الجماعة عن يهوذا آخر.
              وبجانب الاختلاف فى شخصية يهوذا أحد الاثنى عشر، هناك اختلافات فى تصوير الأناجيل لقصة خيانة يهوذا لمعلمه: (21لَمَّا قَالَ يَسُوعُ هَذَا اضْطَرَبَ بِالرُّوحِ وَشَهِدَ وَقَالَ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِداً مِنْكُمْ سَيُسَلِّمُنِي». 22فَكَانَ التّلاَمِيذُ يَنْظُرُونَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَهُمْ مُحْتَارُونَ فِي مَنْ قَالَ عَنْهُ. 23وَكَانَ مُتَّكِئاً فِي حِضْنِ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنْ تلاَمِيذِهِ كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ. 24فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنْ يَسْأَلَ مَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ الَّذِي قَالَ عَنْهُ. 25فَاتَّكَأَ ذَاكَ عَلَى صَدْرِ يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ: «يَا سَيِّدُ مَنْ هُوَ؟» 26أَجَابَ يَسُوعُ: «هُوَ ذَاكَ الَّذِي أَغْمِسُ أَنَا اللُّقْمَةَ وَأُعْطِيهِ». فَغَمَسَ اللُّقْمَةَ وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ. 27فَبَعْدَ اللُّقْمَةِ دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ». 28وَأَمَّا هَذَا فَلَمْ يَفْهَمْ أَحَدٌ مِنَ الْمُتَّكِئِينَ لِمَاذَا كَلَّمَهُ بِه 29لأَنَّ قَوْماً إِذْ كَانَ الصُّنْدُوقُ مَعَ يَهُوذَا ظَنُّوا أَنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ: اشْتَرِ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِلْعِيدِ أَوْ أَنْ يُعْطِيَ شَيْئاً لِلْفُقَرَاءِ.) يوحنا 13: 21-30
              فعند يوحنا 13: 21-30 يخبرهم يسوع أن واحد من الاثنى عشر سوف يخونه ويخدعه، ولا يهتم أحد منهم بهذا الموضوع، حتى إن التلميذ الذى كان متكأ فى حضن يسوع لم يقفذ من هول الصدمة أو خوفه على معلمه، بل استمر جالسًا فى حضنه، حتى أومأ إليه بطرس ليسأله عن اسم هذا الشخص. ويسأله يوحنا فقط عن هذا الشخص بينه وبين يسوع، لأن يسوع لم يُصرح به علانية، والدليل على ذلك أنهم لم يفهموا قول يسوع علانية ليهوذا أن يذهب ويعمل ما ينتوى عليه (28وَأَمَّا هَذَا فَلَمْ يَفْهَمْ أَحَدٌ مِنَ الْمُتَّكِئِينَ لِمَاذَا كَلَّمَهُ بِه). وعندما علمه يوحنا، لم يقم بأى شىء لإنقاذ معلمه. ولم يحرك أحد التلاميذ ساكنًا لإنقاذ معلمهم. فهل هذا معقول؟ أيسلم إلههم أو نبيهم دون أن يفرق هذا معهم؟ فأى بلادة حس هذه التى يريد الكاتب أن يصور بها التلاميذ؟
              أليس من الغريب أن يؤثر يوحنا فقط بمعرفة الخائن؟ فلماذا لم يعلن ذلك لكل التلاميذ حتى يأخذوا حذرهم منه؟ أم ترى أن يسوع لم يُصرح ليوحنا، وقال ليهوذا الذى اتفق معه على تمثيلية خداع اليهود، أن يذهب ليُعد نفسه للصلب مكانه، وارتداء ملابسه، حتى تُتقن التمثيلية المتفق عليها؟ لكن لماذا يخدع يسوع يوحنا ولا يخبره بالحقيقة؟ ربما كان هو وبطرس الخونة وسط هذه الجماعة. ألم يخف كل التلاميذ من اليهود وهربوا لكى لا يُقبض عليهم ويعذبوا أو يقتلوا؟ فلماذا ذهب يوحنا وبطرس إلى بيت رئيس الكهنة، وكانا ضمن الجالسين للتدفئة يشاهدون وقائع محاكمة يسوع؟ وكيف لم يخش الاثنان الكهنة وحراس المعبد، وقد كانا من التلاميذ الملازمين ليسوع فى داخل المعبد وخارجه؟
              والغريب أن الشيطان دخل يهوذا، أى أصبح خائنًا، بعد أن أدخل يسوع اللقمة فى فمه!! فهل تسبب يسوع فى ذلك؟ أم كانت مناورة يقومان بها سويًا حتى يُصلب يهوذا نيابة عن يسوع، ويضمن له الجنة، كما تقول الأناجيل غير المعترف بها رسميًا؟ أم لم تحدث هذه القصة نهائيًا، وهذا من خيال الكتبة، اضطروا إلى فبركتها، بعد أن تحقق كلام يسوع وبحثوا عنه فى كل مكان ولم يجدوه؟ (21قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «أَنَا أَمْضِي وَسَتَطْلُبُونَنِي وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا» .... 23فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. 24فَقُلْتُ لَكُمْ إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ». ... لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ. وَأَنَا مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ فَهَذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَمِ». .... 28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي. 29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 8: 21-29
              لكن هل لمس يسوع للقمة التى أعطاها يهوذا أصبحت مباركة أم لا؟ الطبيعى أن الإنسان المبارك إذا لمس شيئًا أصبح مباركًا، وهذا ما تفعله القساوسة على مختلف درجاتهم. وهذا ما نسب إلى يسوع فى إنجيل مرقس 16: 18 (وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَبْرَأُونَ) فكيف لم تكن ملامسة يسوع للقمة مباركة وأنقذت يهوذا من زلته؟ لقد قرأنا مطالبة يسوع الناس أن يحبوا أعداءهم، ويباركوا لاعنيهم. فلماذا لم يحاول يسوع أو أحد التلاميذ إنقاذ يهوذا من الخيانة؟ لماذا أمره يسوع أن يذهب ليقوم بمخطط الخيانة، ويكون عذابه فى النار أبدى؟ ألم يكن من الأليق أن يعظه ويثنيه عما يريد اقترافه؟
              ولا يمكن بحال من الأحوال أن يظن إنسان أن يسوع كان يريده أن يقوم بهذه الخيانة ليُصلب ويخلص العالم من الخطيئة الأزلية لأربعة أسباب:
              أولا: لا توجد عقيدة أو تعاليم خاصة بالخطيئة الأزلية فى تعاليم موسى أو الأنبياء، بل تحث نصوص الكتاب على عدم القول بهذه العقيدة:
              لقد قال الرب لموسى: (16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية 24 : 16
              وقال لكاتب سفر الأخبار الثانى: (4وَأَمَّا بَنُوهُمْ فَلَمْ يَقْتُلْهُمْ بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الشَّرِيعَةِ فِي سِفْرِ مُوسَى حَيْثُ أَمَرَ الرَّبُّ: [لاَ تَمُوتُ الآبَاءُ لأَجْلِ الْبَنِينَ وَلاَ الْبَنُونَ يَمُوتُونَ لأَجْلِ الآبَاءِ بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ لأَجْلِ خَطِيَّتِهِ].) أخبار الأيام الثانى 25: 4
              لقد قال الرب لحزقيال: (19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْملُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟) حزقيال 18: 19-23
              وقال الرب لإرمياء: (29فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لاَ يَقُولُونَ بَعْدُ:[الآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِماً وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ]. 30بَلْ: [كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ].كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ.) إرمياء 31: 29-30
              وقال الرب لهوشع: (15«إِنْ كُنْتَ أَنْتَ زَانِياً يَا إِسْرَائِيلُ فَلاَ يَأْثَمُ يَهُوذَا. ...) هوشع 4: 15
              وقال يسوع: (24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.) يوحنا 5: 24
              ثانيًا: إذا بحثت فى كلام يسوع لتلاميذه فى الأناجيل الأربعة لن تجد عبارة واحدة على لسانه يذكر فيها الخطيئة الأزلية، أو حواء أو آدم. وكا ما هناك عبارات فى رسائل نسبت إلى بولس، حيث لم يكتب بولس إلا بضعة أسطر فقط باعتراف مؤرخى القرن الثانى والرابع: لقد قال يوسابيوس عن بولس ورسائله الأربعة عشر ناقلاً عن أوريجانوس (185-254م): «أما ذاك الذى جعل كفئاً لأن يكون خادم عهد جديد ، لا الحرف بل الروح، أى بولس، الذى أكمل التبشير بالإنجيل من أورشليم وما حولها إلى الليريكون، فإنه لم يكتب إلى كل الكنائس التى علمها، ولم يرسل سوى أسطر قليلة لتلك التى كتب إليها.» (يوسابيوس 6: 25)
              وأكد نفس الكلام المؤرخ يوسى بيس فى الباب الخامس والعشرين من الكتاب السادس من تاريخه: «قال أُريجن فى المجلد الخامس من شرح إنجيل يوحنا: إن بولس ما كتب شيئاً إلى جميع الكنائس، والذى كتبه إلى بعضها فسطران أو أربعة سطور.» ومعنى ذلك أنَّ أُريجن يؤكد أن هذه الرسائل المنسوبة لبولس ما كتبها بولس، ولكن كتبها آخر ونسبها إليه. (إظهار الحق ج1 ص164)
              ثالثًا: لم تكن إرادة يسوع أن يُصلب أو يسلم للموت، بل كان يصلى داعيًا الله إلهه وإلهنا أن ينقذه من أيدى الطغاة: وأنقل هنا العبارات التى تشير إلى عدم رغبته فى الموت، من الصلاة، والدعاء، ومناشدته تلاميذ أن يؤازروه بدلا من النوم: (38فَقَالَ لَهُمْ: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ. امْكُثُوا هَهُنَا وَاسْهَرُوا مَعِي». 39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ». 40ثُمَّ جَاءَ إِلَى التَّلاَمِيذِ فَوَجَدَهُمْ نِيَاماً فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «أَهَكَذَا مَا قَدَرْتُمْ أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟ 41اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». 42فَمَضَى أَيْضاً ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ». 43ثُمَّ جَاءَ فَوَجَدَهُمْ أَيْضاً نِيَاماً إِذْ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ ثَقِيلَةً. 44فَتَرَكَهُمْ وَمَضَى أَيْضاً وَصَلَّى ثَالِثَةً قَائِلاً ذَلِكَ الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ.) متى 26: 38-44
              رابعًا: تحدى يسوع اليهود أن يتمكنوا منه بالقبض عليه أو بالقتل، لأن الله سينقذه، وسيرفعه إليه، وأنه سيلتبس عليهم الأمر، ولن يدركوا ذلك، وسيصلبون شخصًا آخر غيره، سمَّاه هنا ابن الإنسان. ولكنهم لم يفهموه، مع الأخذ فى الاعتبار أن يسوع لا يقول إلا ما يسمعه من ربه، فكل الكلام الذى قاله لهم هى أوامر الله تعالى له: (21قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «أَنَا أَمْضِي وَسَتَطْلُبُونَنِي وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا» .... 23فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. 24فَقُلْتُ لَكُمْ إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ». ... لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ. وَأَنَا مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ فَهَذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَمِ». .... 28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي. 29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 8: 21-29
              وفى إنجيل متى 26: 20-25 (20وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ اتَّكَأَ مَعَ الاِثْنَيْ عَشَرَ. 21وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ قَالَ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ وَاحِداً مِنْكُمْ يُسَلِّمُنِي». 22فَحَزِنُوا جِدّاً وَابْتَدَأَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَقُولُ لَهُ: «هَلْ أَنَا هُوَ يَا رَبُّ؟» 23فَأَجَابَ: «الَّذِي يَغْمِسُ يَدَهُ مَعِي فِي الصَّحْفَةِ هُوَ يُسَلِّمُنِي. 24إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ ابْنُ الإِنْسَانِ. كَانَ خَيْراً لِذَلِكَ الرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ». 25فَسَأَلَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ: «هَلْ أَنَا هُوَ يَا سَيِّدِي؟» قَالَ لَهُ: «أَنْتَ قُلْتَ».)
              ولم يورد متى أى رد فعل للتلاميذ بعد أن علموا أن هناك خائن فى جماعتهم، وأنه سيسلم معلمهم للموت. فقد ساد البرود التام، كما لو لم تكن هذه القصة لم تحدث، أو لم يقل يسوع شيئًا عن خيانة إنسان ما له وموته بسببه!!
              ويعرض لوقا هذا الموقف بصورة مقتضبة أثناء العشاء الأخير: (19وَأَخَذَ خُبْزاً وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ. اِصْنَعُوا هَذَا لِذِكْرِي». 20وَكَذَلِكَ الْكَأْسَ أَيْضاً بَعْدَ الْعَشَاءِ قَائِلاً: «هَذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ. 21وَلَكِنْ هُوَذَا يَدُ الَّذِي يُسَلِّمُنِي هِيَ مَعِي عَلَى الْمَائِدَةِ. 22وَابْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَحْتُومٌ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي يُسَلِّمُهُ». 23فَابْتَدَأُوا يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: «مَنْ تَرَى مِنْهُمْ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْعَلَ هَذَا؟». 24وَكَانَتْ بَيْنَهُمْ أَيْضاً مُشَاجَرَةٌ مَنْ مِنْهُمْ يُظَنُّ أَنَّهُ يَكُونُ أَكْبَرَ.... 28أَنْتُمُ الَّذِينَ ثَبَتُوا مَعِي فِي تَجَارِبِي 29وَأَنَا أَجْعَلُ لَكُمْ كَمَا جَعَلَ لِي أَبِي مَلَكُوتاً 30لِتَأْكُلُوا وَتَشْرَبُوا عَلَى مَائِدَتِي فِي مَلَكُوتِي وَتَجْلِسُوا عَلَى كَرَاسِيَّ تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاِثْنَيْ عَشَرَ».) لوقا 22: 21-23
              والقارىء بتأنى لنص لوقا يجد أن يسوع لم يذكر لهم اسم الخائن هذا، بل أعطاهم إجابة مبهمة، تفيد بأن الخائن أحد الاثنى عشر الجالسين معه على المائدة (21وَلَكِنْ هُوَذَا يَدُ الَّذِي يُسَلِّمُنِي هِيَ مَعِي عَلَى الْمَائِدَةِ). فهل كان يسوع يعلم اسم الخائن؟ وهل أخبر باسمه بصورة سرية كما قال يوحنا، أم بصورة علانية كما قال متى، أم تكلم عن الخائن بصورة عامة دون تحديد كما فعل لوقا؟ وهل كان بين الاثنى عشر بالفعل خائن؟ لقد أخبرهم يسوع بعد أن أعلمهم أن هناك خائن وسطهم، أنهم سيجلسون على اثنى عشر كرسيًا ليدينوا أسباط بنى إسرائيل الاثنى عشر (لوقا 22: 30). فكيف سيجلس معهم يهواذ؟ هل نسى يسوع أنه خائن، وأنه سيسلمه ليد أعدائه؟ كيف وقد أصبحوا أحد عشر بعد استثناء الخائن؟ ولماذا لم يستثنى يهوذا ويُعيِّن هو التلميذ الاثنى عشر؟ أم ترى أنه أعلن فشله بعد سوء اختياره لتلاميذ لا يفهمنه، ولا يكترثون لأمره، بل ويتعاركون على الزعامة فور سماعهم بأنه سيموت فى القريب العاجل؟ ألم أقل لكم إن أعداء يسوع هم الذين كتبوا هذه الأناجيل؟
              ومثل ما حدث عند لوقا تكلم يسوع عند مرقس بصورة عامة دون أن يُحدد اسم الخائن أو يعرفه لأحد، أو حتى يُعلم من كلامه أنه هو نفسه يعرفه: (18وَفِيمَا هُمْ مُتَّكِئُونَ يَأْكُلُونَ قَالَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِداً مِنْكُمْ يُسَلِّمُنِي. اَلآكِلُ مَعِي!» 19فَابْتَدَأُوا يَحْزَنُونَ وَيَقُولُونَ لَهُ وَاحِداً فَوَاحِداً: «هَلْ أَنَا؟» وَآخَرُ: «هَلْ أَنَا؟» 20فَأَجَابَ: «هُوَ وَاحِدٌ مِنَ الاِثْنَيْ عَشَرَ الَّذِي يَغْمِسُ مَعِي فِي الصَّحْفَةِ. 21إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ ابْنُ الإِنْسَانِ. كَانَ خَيْراً لِذَلِكَ الرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ!».) مرقس 14: 18-21
              وكالمعتاد قابل التلاميذ الخبر بصورة باردة، ولم يحرك أحدهم ساكنن على الرغم من الخبر الذى يهز كل المحبين ليسوع ويزلزلهم، ويدفعهم لعمل أى شىء ولو عمل جنونى متهور لإنقاذ معلمهم.
              والآن: ماذا قال العهد الجديد عن يهوذا؟ هل كان يعرف يسوع اسم الخائن؟ وهل صرح به لكل التلاميذ، أم اختص بها يوحنا؟ وفى النهاية لن تجد نقطة اتفاق بين الأناجيل الأربعة إلا أنه يوجد بين التلاميذ خائن. ومع ذلك لو راجعت النص اليونانى وبحثت عن كلمة (يخون) فلن تجد إلا كلمة Paradidonai. ويتضح معنى هذه الكلمة من رسالة بولس إلى أهل غلاطية 2: 20، حيث يمتدح فيها بولس يسوع، الذى أسلم نفسه طواعية كابن الله عن البشرية كلها. الأمر الذى يجعلنا نرى الصورة بمنظار آخر، وهو أن يهوذا هذا ليس الخائن، بل تُدين له البشرية كلها لأنه سلم ابن الله الخائف المتردد، الذى أراد الهروب من مصير كتبه عليه الرب منذ الأزل، ودفعه لتحرير البشرية من الخطيئة التى لم ترتكبها، وهى خطيئة الأكل من الشجرة المحرمة عليهما. لذلك من الممكن تُترجم يوحنا 13: 27 (مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ) بصورة أخرى، فيرى عالم العهد الجديد بنكاس لابيدى أنها ممكن أن تكون: (اذهب وافعل ما يجب عليك أن تعمله). وهذا يعنى أن على يهوذا عمل مهم، يجب أن يعمله، حيث سينفذ فيه إرادة الرب، ويحقق خطته الأزلية. وهذه ليست بخيانة، بل إيمان وتقوى. ألم يقل يسوع إن إرادة الله هى الأحق بالتباع، حتى أبداها عن إرادته هو نفسه: (وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ) متى 26: 39 ، (وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ) لوقا 22: 42
              لذلك فهم معلم الكنيسة أوريجانوس (185-254م) موت يسوع على أنه قدر محتوم، وليس على أنه كان عرضى، من الممكن تجنبه، بناءً على خيانة يهوذا.
              ومن الممكن ألا يكون هناك خائن بالمرة، فلو خان أحد التلاميذ يسوع وأسلمه ليد أعدائه، لما قال بولس أن يسوع أسلم نفسه طواعية: (... وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي) غلاطية 2: 20
              وعند فحص الأناجيل الأربعة فى أصولها اليونانية يتبين لنا أنه بدلا من القول بخيانة يهوذا، نجده يُسلِّم يسوع إلى يد أعدائه، بناءً على اتفاق مشترك بينهما، رضى فيه يهوذا أن يُلقى إليه شبه يسوع وصوته، ويرتدى ملابسه، ويموت شهيدًا دفاعًا عن نبى الله ورسوله، وله الجنة.
              إن قصة خيانة يهوذا هذه غير حقيقية، اخترعتها الكنيسة عندما وجدت أن يهوذا غير موجود على مسرح الأحداث، بينما ظهر يسوع مرة أخرى للتلاميذ. لقد كان يسوع قبل القبض عليه لأيام عديدة فى معبد أورشليم. وكان يقف بين الناس واعظًا ومصليًا، وربما كان يصل عددهم إلى آلاف. ومعجزاته التى أطعم فيها 5000 أو / و 3000 آلاف آخرين، والجموع التى كانت تتبعه لتنال منه البركة أو العلم أو الشفاء بإذن الله. كل هذه الأحداث تجعله من أشهر الناس فى فلسطين أو فى أى مدينة يذهب إليها. ومعنى ذلك أن القبض عليه كان سهلا، ولا يحتاج لخيانة أحد تلاميذه، أو لإنسان يدلهم على المكان الذى يجتمع فيه مع تلاميذه، حيث لم يعلم يسوع إلا علانية، ولم يتكلم فى الخفاء مطلقًا: (19فَسَأَلَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ يَسُوعَ عَنْ تلاَمِيذِهِ وَعَنْ تَعْلِيمِهِ. 20أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ. 21لِمَاذَا تَسْأَلُنِي أَنَا؟ اِسْأَلِ الَّذِينَ قَدْ سَمِعُوا مَاذَا كَلَّمْتُهُمْ. هُوَذَا هَؤُلاَءِ يَعْرِفُونَ مَاذَا قُلْتُ أَنَا».) يوحنا 18: 19-21
              يُضاف إلى ذلك أن طريقة موت يهوذا نفسه اختلفت فيه الأناجيل. لذلك فهو أمر مشكوك فى حدوثه. فبينما يقول متى: فى الوقت الذى كان فيه رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب عند بيلاطس وقت المحاكمة، ذهب يهوذا إليهم (كلهم) ورد إليهم (كلهم) النقود: (1وَلَمَّا كَانَ الصَّبَاحُ تَشَاوَرَ جَمِيعُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَشُيُوخُ الشَّعْبِ عَلَى يَسُوعَ حَتَّى يَقْتُلُوهُ 2فَأَوْثَقُوهُ وَمَضَوْا بِهِ وَدَفَعُوهُ إِلَى بِيلاَطُسَ الْبُنْطِيِّ الْوَالِي. 3حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ 4قَائِلاً: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَماً بَرِيئاً». فَقَالُوا: «مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ!» 5فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ. 6فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ الْفِضَّةَ وَقَالُوا: «لاَ يَحِلُّ أَنْ نُلْقِيَهَا فِي الْخِزَانَةِ لأَنَّهَا ثَمَنُ دَمٍ». 7فَتَشَاوَرُوا وَاشْتَرَوْا بِهَا حَقْلَ الْفَخَّارِيِّ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ. 8لِهَذَا سُمِّيَ ذَلِكَ الْحَقْلُ «حَقْلَ الدَّمِ» إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. 9حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ: «وَأَخَذُوا الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ ثَمَنَ الْمُثَمَّنِ الَّذِي ثَمَّنُوهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ 10وَأَعْطَوْهَا عَنْ حَقْلِ الْفَخَّارِيِّ كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ».) متى 27: 1-10
              هل تتخيل هذه الصورة وكم التناقضات التى تحتويها؟ فلو افترضنا أن عدد رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب مائة فقط، فهل تكلم يهوذا معهم كلهم دفعة واحدة، وأراد إرجاع النقود إليهم كلهم؟ وكيف دخل دار الولاية أثناء المحاكمة؟ ألم يدخل فقط صاحب الإختصاص؟ ألم يحدث هذا بلبلة تلفت نظر المحققين؟ أم فعلها علانية قبل أن يدخلوا إلى دار الوالى، وتركه محبو يسوع يمشى بينهم بعد أن عرفوا أنه الخائن؟
              ولو افترضنا أن يهوذا ندم، وعاد إلى صوابه وإيمانه القديم، الذى وصفه يسوع بأنه نور العالم، وملح الأرض. فلماذا لا يتوجه إلى بيلاطس ويحكى له قصة تآمره مع الكهنة، ويبرىء ساحة يسوع؟ أم فضل بإيمانه الذى عاد إليه الانتحار والموت كفرًا عن إقرار الحق، وتبرئة معلمه؟
              وكيف علم يهوذا أن يسوع قد سوف يُدان وحكم عليه بالموت، بينما لم تكن وقائع محاكمته واستجوابه قد بدأت بعد؟ (11فَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ الْوَالِي. فَسَأَلَهُ الْوَالِي: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ». 12وَبَيْنَمَا كَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ لَمْ يُجِبْ بِشَيْءٍ. 13فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «أَمَا تَسْمَعُ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ؟») متى 27: 11-13
              وفى النهاية تشاور المؤمنون جدًا من رؤساء الكهنة أنه لا يحل لهم أن يُدخلوا بيت الرب هذه النقود، لأنها ثمن دم، فاشتروا هم أنفسهم حقلا، وجعلوه مقبرة للغرباء. أى إنهم استحلوا قتل الرب أو نبيه، ولم يستحلوا نقود الخيانة! لا تعليق!
              وفى النهاية استشهد متى بنص يحفظه عن العهد القديم تثبيتًا لكلامه عند القارىء وادعى أنه ذكر فى سفر إرمياء، وهو فى الحقيقة قد جانب الصواب، لأن السفر الذى استشهد منه هو سفر زكريا: (12فَقُلْتُ لَهُمْ: [إِنْ حَسُنَ فِي أَعْيُنِكُمْ فَأَعْطُونِي أُجْرَتِي وَإِلاَّ فَامْتَنِعُوا]. فَوَزَنُوا أُجْرَتِي ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ. 13فَقَالَ لِي الرَّبُّ: [أَلْقِهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ الثَّمَنَ الْكَرِيمَ الَّذِي ثَمَّنُونِي بِهِ]. فَأَخَذْتُ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ وَأَلْقَيْتُهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ فِي بَيْتِ الرَّبِّ.) زكريا 11: 12-13
              بينما ما استشهد به متى خطأ من إرمياء لا علاقة له بحق الفخارى، أو حقل من أجرة الدم، بل هو عملية شراء حقل بأمر من الرب ثمنه 17 شاقلا من الفضة، يقوم به نبى الله إرمياء، وليس إنسان خائن، يقول: (6فَقَالَ إِرْمِيَا: [كَلِمَةُ الرَّبِّ صَارَتْ إِلَيَّ قَائِلَةً: 7هُوَذَا حَنَمْئِيلُ بْنُ شَلُّومَ عَمِّكَ يَأْتِي إِلَيْكَ قَائِلاً: اشْتَرِ لِنَفْسِكَ حَقْلِي الَّذِي فِي عَنَاثُوثَ لأَنَّ لَكَ حَقَّ الْفِكَاكِ لِلشِّرَاءِ]. 8فَجَاءَ إِلَيَّ حَنَمْئِيلُ ابْنُ عَمِّي حَسَبَ كَلِمَةِ الرَّبِّ إِلَى دَارِ السِّجْنِ وَقَالَ لِي: [اشْتَرِ حَقْلِي الَّذِي فِي عَنَاثُوثَ الَّذِي فِي أَرْضِ بِنْيَامِينَ لأَنَّ لَكَ حَقَّ الإِرْثِ وَلَكَ الْفِكَاكُ. اشْتَرِهِ لِنَفْسِكَ]. فَعَرَفْتُ أَنَّهَا كَلِمَةُ الرَّبِّ. 9فَاشْتَرَيْتُ مِنْ حَنَمْئِيلَ ابْنِ عَمِّي الْحَقْلَ الَّذِي فِي عَنَاثُوثَ وَوَزَنْتُ لَهُ سَبْعَةَ عَشَرَ شَاقِلاً مِنَ الْفِضَّةِ.) إرمياء 32: 6-9
              هذا ما قيل عند متى، إلا أن أعمال الرسل له رأى آخر فى مسألة موت يهوذا: (18فَإِنَّ هَذَا اقْتَنَى حَقْلاً مِنْ أُجْرَةِ الظُّلْمِ وَإِذْ سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ انْشَقَّ مِنَ الْوَسَطِ فَانْسَكَبَتْ أَحْشَاؤُهُ كُلُّهَا. 19وَصَارَ ذَلِكَ مَعْلُوماً عِنْدَ جَمِيعِ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ حَتَّى دُعِيَ ذَلِكَ الْحَقْلُ فِي لُغَتِهِمْ «حَقْلَ دَمَا» (أَيْ: حَقْلَ دَمٍ).) أعمال 1: 18-19
              وعلى النقيض من متى، فقد أخذ يهوذا النقود، ولم يرجعها للكهنة، بل اشترى بها حقلا، ولم يندم، فانتقم الرب منه، فسقط على الأرض وانشق من الوسط وانسكبت أحشاؤه!! ولو كان يسوع هو الرب، لكانت آخر أعمال الرب على الأرض الإنتقام من عدوه وقتله. فأين أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم؟
              والأغرب من هذا كله كيفية موت يهوذا التى يحكيها سفر الأعمال، والذى يُنسب إلى الطبيب لوقا: فهل لو سقط شخص ما على الأرض على وجهه سوف ينشق إلى نصفين من الوسط، وتندلق أحشاؤه؟
              ويحكى سفر الأعمال هذه الحكاية بعد أن صلب يسوع وقام وأقام معهم خمسين يومًا، وتلقى التلاميذ الروح القدس. ولو يحكى سفر الأعمال هذه الواقعة بعيدًا عن الترتيب الزمنى للأحداث، فهى قد وقعت أيضًا عنده وبكل تأكيد بعد موت يسوع، حيث اشترى حقل الفخارى، وما يستتبع ذلك من بحث عن المكان، والتداول حول السعر، وتسجيل عملية البيع، وانتقال الملكية، والإجراءات التى كان بنو إسرائيل يتبعونها فى عمليات البيع والشراء: (44يَشْتَرُونَ الْحُقُولَ بِفِضَّةٍ وَيَكْتُبُونَ ذَلِكَ فِي صُكُوكٍ وَيَخْتِمُونَ وَيُشْهِدُونَ شُهُوداً فِي أَرْضِ بِنْيَامِينَ وَحَوَالَيْ أُورُشَلِيمَ وَفِي مُدُنِ يَهُوذَا وَمُدُنِ الْجَبَلِ وَمُدُنِ السَّهْلِ وَمُدُنِ الْجَنُوبِ لأَنِّي أَرُدُّ سَبْيَهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ) إرمياء 32: 44، وهذا بخلاف متى الذى يرى انتحاره أثناء محاكمة يسوع. لكن هل كانت تكفى الثلاثين من الفضة لشراء حقل بمساحة تسمح أن يكون مقبرة للغرباء؟
              أما بابياس أسقف هيرابوليس (توفى عام 130م) فيصف لنا موت يهوذا فى (Fragments of Papias - chapter 3) قائلا: (ولقد أصبح يهوذا مثالاً سيئًا على عدم التقوى فى هذا العالم، فلقد تضخّم جسده حتى أنّه لم يكن بمقدوره المرور حيث يمكن أن تمرّ عربة حنطور بسهولة، ولقد دُهس بعربة حنطور حتّى انسكبت أحشاؤه خارجًا.)
              والآن لدينا ثلاثة قصص مختلفة تصور كيفية موت يهوذا: فأيهما الصادق؟ وأيهما الكاذب؟ ومن أين للأسقف الورع التقى بهذه المعلومة التى تُخالف ما ذكره الرب عند متى أو سفر الأعمال؟ أم أن هذه الأسفار متى والأعمال لم تكن قد كتبت بعد فلم يعلم بها بابياس؟
              ومن المعروف أنه قبل كتابة الأناجيل كان بولس قد كتب رسائله التى قبلت ضمن قانون كتب العهد الجديد، وعلى ذلك فهو الشاهد الملك للعهد الجديد. وعلى الرغم من هذا فهو لا يعرف قصة خيانة يهوذا مطلقًا. حيث يحكى بولس أن يسوع ظهر للاثنى عشر أولا (4وَأَنَّهُ دُفِنَ وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ 5وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِصَفَا ثُمَّ لِلِاثْنَيْ عَشَرَ.) كورنثوس الأولى 15: 4-5، ومعنى هذا أن يهوذا كان بينهم، ولم يخن معلمه أو يُصلب نيابة عنه. فلو صدقنا الأناجيل فلابد أن يكون يهوذا فى هذا الوقت قد مات؛ لأنه مات قبل صلب يسوع منتحرًا متأسفًا على جريمته.
              أما الشخص الآخر الذى وقعت عليه القرعة (متياس)، واختاروه بدلا من يهوذا، فيحكى سفر الأعمال (1: 3، و26) أن هذا قد تم بعد 40 يومًا من قيامة يسوع.
              وبما أن بولس، الشاهد الملك، لا يعرف شيئًا عن خيانة يهوذا ليسوع ولا عن انتحاره، فيجب الحكم ببراءة يهوذا من صلب يسوع.
              س201- تحكى الأناجيل الثلاثة المتوافقة مرقس ومتى ولوقا عن اعتقال الشيطان ليسوع وحبسه فى الصحراء لمدة أربعين يومًا، يجره معه أينما ذهب، وكنَّا قد بينَّا هذا من قبل وسجلنا اعتراضنا عليه. لكن نسأل الآن: ما الغرض من هذه التجربة؟ ومن هو الروح الذى اقتاد يسوع وحبسه ليجربه؟ هل هو الروح القدس كما يقول البعض؟ أم هو الشيطان كما يقول آخرون؟
              ونقول: يستحيل أن يكون الروح القدس هو الذى اعتقل يسوع لعدة أسباب:
              1- لو كان الروح القدس لكان أقنوم من الأقانيم الثلاثة المتحد مع الآب والابن شيطان، وذلك لقول يسوع له («اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ».) متى 4: 10
              2- ولو كان الروح القدس هو الشيطان لكانت كارثة الكوارث، حيث سيكون عندهم بالفعل الشيطان "إله هذا الدهر" (2 كو 4: 4)، و"رئيس سلطان الهواء" (أف 2: 2)، و"رئيس هذا العالم" (يو 12: 31؛ 16: 11).
              (4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.) كورنثوس الثانية 4: 4
              (2الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هَذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ،) أفسس 2: 2
              (31اَلآنَ دَيْنُونَةُ هَذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ خَارِجاً.) يوحنا 12: 31؛ 14: 3؛ 16: 11
              (11وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ.) يوحنا 16: 11
              3- ولو كان الروح القدس لقلنا إن الثالوث منفصل أو يمكنه الانفصال، حيث اختطف أحدهم الآخر. وبطل قانون الإيمان بذلك، وعاش أجدادكم فى ضلال، وتواصلون أنتم معيشتهم فى ضلالهم القديم.
              4- ولو كان الروح القدس لقلنا بعدم معرفة كتاب الأناجيل يقينًا باتحاد الآب والابن مع الروح القدس، وإلا لكان يقصد أن الاتحاد تم بين الرب ونبيه والشيطان. ولا يقول بهذا إلا شيطان أشر.
              5- لو كان الروح القدس لقلنا إن بين أقانيم الثالوث صراع على الزعامة، فقد خطف أحدهم الآخر، وأمره بالسجود له، أو حاول التخلص منه بأن يجعله يرمى نفسه من أعلى الهيكل: (ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ 6وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ».) متى 4: 5-6
              6- ولو كان الروح القدس هو الذى اعتقل يسوع فى الصحراء لقلنا إنه قد يكون بناءً على اتفاق بين الآب والروح القدس للتخلص من يسوع، أو ضعف من الآب، فلم يتمكن من عمل شىء لابنه، أو تسلط من الروح على الآب والابن. وبذلك يكون الحاكم لهذا العالم، المدبر أمره، والمتحكم فيه، والذى يُعبد ويُسجد له هو الشيطان.
              7- ولو كان الروح القدس هو الشيطان الذى اعتقل يسوع، لقلنا: إننا نعلم أن الشيطان لا يُسيطر إلا على من ضعف إيمانه. فمتى ضعف إيمان يسوع؟ وما هى اللحظة التى سيطر عليه فيها الشيطان؟ وكيف نصفها؟ وكيف اقتاده الشيطان إلى الصحراء؟ هل حمله إليها؟ أم تلبسه وجعله يذهب بنفسه إليها؟
              8- ولو كان الروح القدس هو الذى اعتقل يسوع، ونجح يسوع فى الإفلات منه بعد أربعين يومًا، لقلنا بانتصار يسوع على الآب والروح القدس، وتخلصه من هذه المؤامرة التى حيكت ضده، وهذا يمكنه يومًا ما بالإطاحة بهما والانفراد بالحكم.
              9- ولو كان الروح القدس هو الذى اعتقل يسوع، لتساءلنا: هل كان يسوع إلهًا فى هذا الوقت مقبوضًا عليه من الشيطان؟
              10- كيف لم تعرف حيوانات الصحراء أن يسوع هو إلهها المقبوض عليه من الشيطان فتحاول أن تخلصه من قبضته؟ ألم تعرف الحيوانات نبى الله سليمان وكان يكلمها وتكلمه؟ فهل تعرفت الحيوانات على نبى الله، ولا تعرف إلهها؟
              11- ولو كان الروح القدس هو الذى اعتقل يسوع، لقلنا بانقطاع يسوع عن عبادة ربه أربعين يومًا. فهل من ينقطع عن عبادة ربه يكون قويًا على الشيطان أم يكون فريسة أسهل له من ذى قبل؟ وهل ظل يسوع أربعين يومًا لا يستحم أو يغتسل؟ وهل يليق هذا بإله أن يظل قذرًا بعرقه واتساخ ملابسه وكل نقطة فى جسده أربعين يومًا؟ هل تعلم أن التواجد فى جو الصحراء يومًا واحدًا كفيل بأن يجعلك تجلس تحت الماء تنظف نفسك بعناية شديدة، حتى تتخلص مما أصابك؟
              12- ولو كان الروح القدس هو الذى أسر يسوع، لقلنا إن درجات الذكاء والحكمة مختلفة بين أقانيم الثالوث، حيث انتصر يسوع على الروح بالحكمة.
              13- ولو كان الروح القدس هو الذى أسر يسوع، لقلنا إن روح الثقة بين القانيم مفقودة، حيث لن يثق يسوع مرة أخرى بالروح الذى اعتقله وأراد قتله، كما أنه لن يثق بالآب لسلبيته أثناء اعتقاله من الأقنوم الثالث أو ضعفه أمامه.
              14- ولو كان الروح القدس هو الذى أسر يسوع، لقلنا إن الروح الذى أوحى هذا الكتاب تكتم الكثير والكثير مما حدث فى الأربعين يومًا. حيث ما ذكرته الأناجيل يمكن أن يحدث فى أقل من نصف ساعة. فأين باقى التجارب التى يمكنكم التعلم منها أو الاقتداء بها؟ بل ماذا فعل يسوع والشيطان طوال أربعين يومًا؟
              15- ولو كان الروح القدس هو الذى أسر يسوع، لقلنا إن يسوع يعلم أن الروح نفس شريرة وقبل أن يتحد معها مكونًا الثالوث وهذا يدينه كإله، ويثبت أنه مال إلى الشر واتحد معه.
              16- ولو كان الروح القدس هو الشيطان الذى أسر يسوع، لقلنا إن أى نبى يُعلم أتباعه عدم اتباع خطوات الشيطان قيد أنملة، بل الوقوف ضده ومحاربته، وكثرة الاستعاذة بالله منه. فكيف تهاون الرب نفسه واتبع خطوات الشيطان أربعين يومًا؟
              17- ولو كان الروح القدس هو الذى أسر يسوع، لقلنا إن الأناجيل الثلاثة التى حكت هذه القصة كاذبة لقول يعقوب رئيس التلاميذ فى رسالته إن الرب لا يُجرَّب بالشرور، وهو لا يجرب أحدًا: (13لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ، لأَنَّ اللَّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَداً.) يعقوب 1: 13
              18- كيف تجرأ الشيطان على يسوع وأمره بالسجود له؟ ألم تقل الأناجيل إلى الشيطين يخافون الله ويقشعرون؟ (19أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ!) يعقوب 2: 19، أليس هذا بدليل على أن الشياطين لم تعلم أن يسوع إلهًا؟ فمتى أصبح يسوع إلهًا أو الأقنوم الثانى فى الثالوث؟ وهل عندما أصبح الأقنوم الثانى أطاح بالروح القدس الذى كان يحتل المكانة الثانية قبل وجود الابن، وجعله فى المرتبة الثالثة؟
              19- وما الدليل على أن الذى عاد من الأسر فى الصحراء هو يسوع؟ لماذا لم يتخلص منه الشيطان وأطعمه لسباع الصحراء، وتجسد هو فى صورته وارتدى ملابسه وعاد إليكم يدعى أنه يتبع الناموس والأنبياء، ثم حرم الطلاق، وتعدد الزوجات، وأمر بعدم رجم الزانية، وعدم اتباع العين بالعين، بل أمركم بمهادنة المعتدى، وإخصاء أنفسكم؟
              ونعلم أن من يتجسد فى شكل ما يأخذ أحكام وقوانين هذا المتجسَّد فيه. فلو تجسد شيطان فى فار، كانت سرعته وأكله وشربه ومكان معيشته مثل الفار. فيسوع كإنسان أى بعد تجسد الإله كإنسان، كيف عاش أربعين يومًا دون طعام أو ماء فى الصحراء؟
              20- عزيزى المسيحى! هل يمكنك أن تحكى هذه القصة لمسلم يعرف قدر الله تعالى وتجيب عن كل هذه التفاصيل دون وجل أو خوف أو كسوف؟ لا أعتقد!
              ولكن ما مغزى هذه القصة؟ ولماذا أربعين يومًا ولم تكن أسبوعًا أو ساعة؟ ومن هو شاهد هذه الأحداث غير يسوع والشيطان؟ ألم يقل الرب أنه لا تقم شهادة إلا على فم اثنين أو أكثر؟ (16وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ فَخُذْ مَعَكَ أَيْضاً وَاحِداً أَوِ اثْنَيْنِ لِكَيْ تَقُومَ كُلُّ كَلِمَةٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ.) متى 18: 16
              إن مغزى هذه القصة هو إثبات تفوق يسوع على الشيطان (الروح) هنا، على الرغم من أن العكس هو الذى حدث. فأثبت كتاب الأناجيل انتصار المهزوم ونصر الضعيف، بعد أن أثبتت وقائع القصة العكس تمامًا. ألم أقل لكم إن أعداء يسوع هم الذين كتبوا هذه الأسفار ونسبوها للتلاميذ؟
              إن مؤلفى هذه القصة أرادوا أن يجعلوا من يسوع هو المسِّيِّا المشابه لموسى والذى وعد به الرب بنى إسرائيل فى نهاية الزمان. فكما تاه موسى فى الصحراء أربعين سنة، وكما واعد الرب على قمة الجبل أربعين يومًا، وكما كانت هناك نبوءة من الكهنة أن عرش فرعون مهدد من طفل سيولد لبنى إسرائيل، وكما فرَّ من مصر من فرعون، هكذا كانت مذبحة هيرودس للأطفال، وهكذا هرب يسوع إلى مصر، وهكذا اختُطف يسوع من الشيطان إلى الصحراء أربعين يومًا: (16حَسَبَ كُلِّ مَا طَلبْتَ مِنَ الرَّبِّ إِلهِكَ فِي حُورِيبَ يَوْمَ الاِجْتِمَاعِ قَائِلاً: لا أَعُودُ أَسْمَعُ صَوْتَ الرَّبِّ إِلهِي وَلا أَرَى هَذِهِ النَّارَ العَظِيمَةَ أَيْضاً لِئَلا أَمُوتَ 17قَال لِيَ الرَّبُّ: قَدْ أَحْسَنُوا فِي مَا تَكَلمُوا. 18أُقِيمُ لهُمْ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلكَ وَأَجْعَلُ كَلامِي فِي فَمِهِ فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ. 19وَيَكُونُ أَنَّ الإِنْسَانَ الذِي لا يَسْمَعُ لِكَلامِي الذِي يَتَكَلمُ بِهِ بِاسْمِي أَنَا أُطَالِبُهُ.) التثنية 18: 16-19
              لقد كانت محاولة غبية من مؤلفى هذه القصص أن يجعلوا من يسوع المسِّيِّا، الذى كان اليهود ينتظرونه. فلم يؤمن يهودى واحد أن يسوع هو المسِّيِّا، ولم يقل يسوع إنه هو المسِّيِّا، ولم يكن قاضيًا أو حاكمًا أو محاربًا مثل موسى أو مثل المسِّيِّا.
              كما أن تشبيه يسوع بالمسِّيِّا يُسقط عنه الألوهية المزعومة. إذ لا يُشبَّه إله بنبيه. فهيهات هيهات!! ففى هذا التشبيه تحقير للإله. كذلك يسقط التشبيه الذى أرادوه من الأربعين يومًا، التى قضاها يسوع فى البرية، بالأربعين التى قضاها موسى على الجبل، أن يسوع كان فى معية الشيطان مُهانًا مُستَهزَءًا به، يحاول الشيطان التخلص منه بأى صورة من الصور، بينما كان موسى فى معية الله، حافظًا له، مكرمًا إياه. إن كاتب هذه القصة يتهكم على يسوع، ويجعله أضحوكة! فهو يريد أن يقول إن يسوع هو رسول الشيطان! وهو القول الذى صدح به بنو إسرائيل ليسوع نفسه!
              فقالوا له إنه يخرج الشياطين مستعينًا برئيسهم: (24أَمَّا الْفَرِّيسِيُّونَ فَلَمَّا سَمِعُوا قَالُوا: «هَذَا لاَ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ إِلاَّ بِبَعْلَزَبُولَ رَئِيسِ الشَّيَاطِينِ».) متى 12: 24
              وقالوا إن الشياطين هم أول من آمنوا أنه المسِّيِّا: (41وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ.) لوقا 4: 41

              تعليق

              • abubakr_3
                مشرف عام

                • 15 يون, 2006
                • 849
                • مسلم

                #37
                س198- هل تجسد الله، أم أرسل ابنه فى جسد آدمى؟
                يستشهد المسيحيون أن الله نفسه تجسَّد، وبذل نفسه من أجل ذنوب المؤمنين به، وفى نصوص أخرى من أجل العالم:
                (4الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِ خَطَايَانَا، لِيُنْقِذَنَا مِنَ الْعَالَمِ الْحَاضِرِ الشِّرِّيرِ حَسَبَ إِرَادَةِ اللهِ وَأَبِينَا،) غلاطية 1: 4
                (6الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً لأَجْلِ الْجَمِيعِ، الشَّهَادَةُ فِي أَوْقَاتِهَا الْخَاصَّةِ،) تيموثاوس الأولى 2: 6
                (14الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْباً خَاصّاً غَيُوراً فِي أَعْمَالٍ حَسَنَةٍ.) تيطس 2: 14
                فى حين يقول يوحنا إن الله أرسل ابنه: (16لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. 17لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللَّهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ.) يوحنا 3: 16-17
                (9بِهَذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ اللهِ فِينَا: أَنَّ اللهَ قَدْ أَرْسَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ إِلَى الْعَالَمِ لِكَيْ نَحْيَا بِهِ.) يوحنا الأولى 4: 9
                (14وَنَحْنُ قَدْ نَظَرْنَا وَنَشْهَدُ أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَ الاِبْنَ مُخَلِّصاً لِلْعَالَمِ.) يوحنا الأولى 4: 14
                فهل بذل يسوع نفسه أم بذل الآب ابنه؟ وهل أتى ليخلص أتباعه من خطاياهم أم ليخلص العالم من ذنوبه؟ ولو أتى إلى العالم لكى يخلصه، فلماذا لم يرسل إلى قيصر يدعوه إلى دينه؟ لماذا لم يسافر إلى الفرس ليدعوهم حاكمًا ومحكومًا إلى دعوته؟ فهل قصَّر يسوع فى أداء واجبه الدعوى؟ أم يأس من الدعوة لفشله فى إقناع اخوته وخاصته؟ (5لأَنَّ إِخْوَتَهُ أَيْضاً لَمْ يَكُونُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ.) يوحنا 7: 5
                وهل تظنوا أن الذى فشل فى دعوة أقرب الناس إليه، سينجح فى دعوة الغير؟ (37وَمَعَ أَنَّهُ كَانَ قَدْ صَنَعَ أَمَامَهُمْ آيَاتٍ هَذَا عَدَدُهَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ) يوحنا 12: 37
                مع الأخذ فى الاعتبار أن الأنبا شنودة حذر من أن يظن المرء أن الآب هو الابن، فالآب أقنوم (أى شخص) والابن أقنوم والروح القدس أقنوم.
                وكيف يبذل الابن نفسه وهو كان يبكى بأشد لجاجة، ويصلى الله ويدعوه أن يُذهب عنه كأس الصلب؟ (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.) لوقا 22: 41-44
                وكيف بذل الأب ابنه؟ هل لم يشفق عليه؟ نعم. إن هذا نص الكتاب. (31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية 8: 31-32
                س199- يقول بولس: (14الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْباً خَاصّاً غَيُوراً فِي أَعْمَالٍ حَسَنَةٍ.) تيطس 2: 14
                ومن المسلم به عندهم أن بولس كتب رسائله قبل أول إنجيل يكتب بحوالى 30 إلى 40 سنة، فمن المعروف أن بولس حوَّل النصارى أتباع يسوع الأول اليهود الموحدين إلى مسيحيين فى أنطاكية (26فَحَدَثَ أَنَّهُمَا اجْتَمَعَا فِي الْكَنِيسَةِ سَنَةً كَامِلَةً وَعَلَّمَا جَمْعاً غَفِيراً. وَدُعِيَ التَّلاَمِيذُ «مَسِيحِيِّينَ» فِي أَنْطَاكِيَةَ أَوَّلاً.) أعمال الرسل 11: 26
                كما علم بولس أتباعه (المسيحيين) الارتداد عن تعاليم موسى وعيسى والأنبياء: (17وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَنَا الإِخْوَةُ بِفَرَحٍ. 18وَفِي الْغَدِ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ وَحَضَرَ جَمِيعُ الْمَشَايِخِ. 19فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ شَيْئاً فَشَيْئاً بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ اللهُ بَيْنَ الْأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ. 20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا». 26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ) أعمال الرسل 21: 17-26
                فمن الذى كان يقصده بولس بقوله (لأَجْلِنَا)؟ هل لأجل أتباعه الذين أضلهم بتعاليمه التى تقضى على عدم اتباع الناموس والارتداد عنه؟ فهو بالطبع لا يقصد تلاميذ يسوع الأول، الذين أدانوه وأمروه بالتطهُّر، وأرجعوه إلى حظيرة الإيمان مرة أخرى، بل أرسلوا إلى من علمهم بولس تعاليم خاطئة متعمِّدًا، أى أخرجهم من الإيمان إلى الكفر، وصححوا لهم عقائدهم.
                ومعنى ذلك أن بولس يقصد أن يسوع بذل نفسه لأجل أتباع بولس الكفار فقط، وليس لأتباع يسوع المؤمنين. فهل يُعقل أن يبذل نبى الله نفسه من أجل الكفار الذين غيروا طريقه وتعاليمه، وآمنوا بإله آخر غير إلهه؟
                ألم تقرأوا قوله: (إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ) يوحنا 5: 24
                س200- ارتبط اسم يهوذا بالخيانة والعمل لصالح العدو. وهكذا قدمت الأناجيل هذه الشخصية التى اختلف فيها العلماء واللاهوت فيما بينهم. ولم يتفقوا على شىء ثابت تجاهه. فقد يراه البعض قديس من القديسين العظام، لأنه هو الذى دفع يسوع للصلب لتتحرر البشرية كلها من الخطيئة الأزلية، وحقق خطة الرب فى الخلاص، وبالتالى فقد أصبح مصدر سعادة كل الناس، بمن فيهم يسوع، الذى لولاه لما أتم عمله، ولما أرضى الآب.
                ومنهم من ينظر إليه نظرة الأناجيل، دون تمحيص، فيرى أنه كان أمين الصندوق، وخان معلمه والجماعة من أجل ثلاثين من الفضة. وكان لصًا (يوحنا 12: 6)، بل كان شيطانًا 6: 70-71)، ودخل فيه الشيطان قبل خيانته لمعلمه (يوحنا 13: 27). ولا تعرف باقى الأناجيل شيئًا عما ذكره يوحنا، من تجسيد يهوذا للشر، وتحالفه مع الشيطان. بل على العكس من ذلك نراه يوصف بأنه من التلاميذ الاثنى عشر، نور العالم وملح الأرض، الذى طالبهم يسوع أن يروا العالم نورهم بإيمانهم وأعمالهم الصالحة. (13«أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ وَلَكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. 14أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ 15وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجاً وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. 16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 13-16
                وبعد أن قرأت تقدير يسوع لتلاميذه اقرأ ما تقوله الأناجيل عنهم ووضعوه على لسان يسوع: (17فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ الْمُلْتَوِي إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ هَهُنَا!» .... 20فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ.) متى 17: 17 و20
                فهل خُدع يسوع فى تلميذ من تلاميذه واختاره خطأ؟ أم خُدع فى كل التلاميذ وكانوا غير صالحين لأى شىء؟ أم تعمَّد انتقائهم بهذه الصورة القاتمة التى توصرها الأناجيل لسبب ما فى نفسه؟ ألا ينفى هذا عنه الألوهية، حيث يعلم الإله الغيب؟ ولو اختاره شريرًا على علم، فلماذا ضمَّنه ضمن التلاميذ الموصوفين بنور العالم وملح الأرض؟ ولو اختاره من أجل خيانته ودفعه للصلب، فلماذا توعده بالويل، وهذا هو العمل الموكل إليه، والمدفوع إليه؟ بل لماذا كان يحاول يسوع دفع كأس الموت عنه؟ ألم يكن يعلم أن هذه هى إرادته وأنه وضع الخطة كإله بهذه الصورة ليخلص البشرية كلها؟ أم كان يُمثِّل، ويدعى أنه خائف، وخدع الملاك الذى نزل يخفف عنه آلامه النفسية قبل أن يلقى المصير الذى كتبه الله عليه؟
                لقد وصف يسوع بطرس فى نفس الإنجيل بأنه صخرته التى سوف يبنى غليها كنيسته، وأعطاه مفاتيح ملكوت السموات والأرض (متى 16: 187-19). ثم وصفه بعدها فى قول لم يعجبه أنه شيطان ومعثرة له (متى 16: 23). ألست معى فى أن الأمر لا يعدو أن كتاب الأناجيل أرادوا تشويه كل جميل فى يسوع وتلاميذه، فكل من وصفهم يسوع بأنهم نور العالم أظهرتهم الأناجيل بمظهر قليلى الإيمان (متى 8: 26؛ متى 14: 31)، حقودين (مرقس 10: 41)، فقد اغتاظ العشرة تلاميذ من أجل مكانة يعقوي ويوحنا، أغبياء، غليظى القلوب (مرقس 6: 52)، الذين لا يفهمون معلمهم (يوحنا 8: 27؛ يوحنا 10: 6؛ يوحنا 12: 16؛ )، حتى تضجر يسوع نفسه من غبائهم (متى 17: 17)، فهل لم يعرف يسوع أن يهوذا وغيره لن يكونوا من التلاميذ المشرِّفين، الذين ينتمون إليه، وإلى دعوته؟ فلماذا انتقاه إذن؟ لماذا لم يحرص على الدعوة نفسها، ويختار بالفعل من هم نور العالم وملح الأرض؟ ولماذا مدحه ضمن التلاميذ المؤمنين ووعده أنه سيكون له مقعدًا ضمن الاثنى عشر، الذين سيدينون اسباط بنى إسرائيل؟ (28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي فِي التَّجْدِيدِ مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيّاً تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاِثْنَيْ عَشَرَ.) متى 19: 28
                ولا أعرف ما حكمة إله أو نبى فى انتقاء أغبى الناس لحمل لواء دعوته من بعده، فهل من لم يفهم معلمه، ولم يستوعب الدرس من منبعه، سيكون قادرًا على توصيل مراد هذا المعلم لغيره؟ ولا يصلحون لقيادة بشر، جل همهم الصراع على الزعامة بعد معلمهم، ومنهم من وصف بأنه شيطان ومعثرة، ومنهم من وصف بأنه شيطان لص. (21وَلَكِنْ هُوَذَا يَدُ الَّذِي يُسَلِّمُنِي هِيَ مَعِي عَلَى الْمَائِدَةِ. 22وَابْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَحْتُومٌ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي يُسَلِّمُهُ». 23فَابْتَدَأُوا يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: «مَنْ تَرَى مِنْهُمْ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْعَلَ هَذَا؟». 24وَكَانَتْ بَيْنَهُمْ أَيْضاً مُشَاجَرَةٌ مَنْ مِنْهُمْ يُظَنُّ أَنَّهُ يَكُونُ أَكْبَرَ.) لوقا 22: 21-24
                ومنهم من يرى أنه كان أخلص تلاميذ يسوع، وأنه ضحى بنفسه من أجل سيده، وقبل أن يُلقى عليه شبهه، وأن يلبس ملابسه، وأن يموت مكانه، وبالتالى كان من الشهداء، ومكانه الخلود فى جنات الله. وهذه نظرية الأناجيل غير المعترف بها من الكنيسة، مثل إنجيل برنابا، والإنجيل المكتشف حديثًا باسم إنجيل يهوذا.
                بل إن منهم من يرى أن يهوذا هذا كان شخصية أسطورية، لا وجود لها فى الواقع، اخترعتها الكنيسة الأولى كحركة أو إعلان مضاد لليهود واليهودية. مثل عالم اللاهوت ج.م. روبرتسون ويتعجبون: كيف كان يهوذا أمين صندوق الجماعة، والجماعة لم يكن لديها نقود، بل كانت من شروط اتباع يسوع أن يبيع المرء كل ما يملك، ويعطيه للفقراء. ويتعجبون أيضًا: هل يمكن للمرء أن يموت مرتين كل منهما بطريقة مختلفة؟
                أما فرانك كريمود فيعتقد أن يهوذا يجسد الشر، كنتيجة طبيعية لوجود يسوع الذى يجسد الخير. وهذا لإحداث نوع من الاتزان فى القصة الإنجيلية. وأكد فلاديمير بروب أن يهوذا ما هو إلا جزء متعارف عليه فى القصص والحكايات الشعبية العديدة.
                فهل كان يهوذا شخصية أسطورية اخترعها كتاب الأناجيل؟ هل كان محاربًا من أجل تحرير بنى إسرائيل من الرومان؟ كيف يمكننا شرح معنى اسمه؟ وبالتالى فلم يتفق اللاهوت على إجابات ثابتة تجاهه فيما بينهم، إلا على منشأه الجغرافى، الذى أخذوه من كلمة (الإسخريوطى) التى تعنى أن هذا الإنسان من (اسكاريوت). راجع إنجيل (يوحنا 6: 71، و13: 26). ويُستبعد نهائيًا أن يدل اسم (الإسخريوطى) على لقب عائلته، لأن ألقاب العائلة بالمفهوم الذى لدينا اليوم، لم يكن معروفًا وقتها. ولأن اسم يهوذا كان من الأسماء الشائعة جدًا عند اليهود، فكان يوضع بعدها اسم المكان الذى ينتمى إليه يهوذا هذا، تمييزًا له داخل الجماعة عن يهوذا آخر.
                وبجانب الاختلاف فى شخصية يهوذا أحد الاثنى عشر، هناك اختلافات فى تصوير الأناجيل لقصة خيانة يهوذا لمعلمه: (21لَمَّا قَالَ يَسُوعُ هَذَا اضْطَرَبَ بِالرُّوحِ وَشَهِدَ وَقَالَ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِداً مِنْكُمْ سَيُسَلِّمُنِي». 22فَكَانَ التّلاَمِيذُ يَنْظُرُونَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَهُمْ مُحْتَارُونَ فِي مَنْ قَالَ عَنْهُ. 23وَكَانَ مُتَّكِئاً فِي حِضْنِ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنْ تلاَمِيذِهِ كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ. 24فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنْ يَسْأَلَ مَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ الَّذِي قَالَ عَنْهُ. 25فَاتَّكَأَ ذَاكَ عَلَى صَدْرِ يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ: «يَا سَيِّدُ مَنْ هُوَ؟» 26أَجَابَ يَسُوعُ: «هُوَ ذَاكَ الَّذِي أَغْمِسُ أَنَا اللُّقْمَةَ وَأُعْطِيهِ». فَغَمَسَ اللُّقْمَةَ وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ. 27فَبَعْدَ اللُّقْمَةِ دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ». 28وَأَمَّا هَذَا فَلَمْ يَفْهَمْ أَحَدٌ مِنَ الْمُتَّكِئِينَ لِمَاذَا كَلَّمَهُ بِه 29لأَنَّ قَوْماً إِذْ كَانَ الصُّنْدُوقُ مَعَ يَهُوذَا ظَنُّوا أَنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ: اشْتَرِ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِلْعِيدِ أَوْ أَنْ يُعْطِيَ شَيْئاً لِلْفُقَرَاءِ.) يوحنا 13: 21-30
                فعند يوحنا 13: 21-30 يخبرهم يسوع أن واحد من الاثنى عشر سوف يخونه ويخدعه، ولا يهتم أحد منهم بهذا الموضوع، حتى إن التلميذ الذى كان متكأ فى حضن يسوع لم يقفذ من هول الصدمة أو خوفه على معلمه، بل استمر جالسًا فى حضنه، حتى أومأ إليه بطرس ليسأله عن اسم هذا الشخص. ويسأله يوحنا فقط عن هذا الشخص بينه وبين يسوع، لأن يسوع لم يُصرح به علانية، والدليل على ذلك أنهم لم يفهموا قول يسوع علانية ليهوذا أن يذهب ويعمل ما ينتوى عليه (28وَأَمَّا هَذَا فَلَمْ يَفْهَمْ أَحَدٌ مِنَ الْمُتَّكِئِينَ لِمَاذَا كَلَّمَهُ بِه). وعندما علمه يوحنا، لم يقم بأى شىء لإنقاذ معلمه. ولم يحرك أحد التلاميذ ساكنًا لإنقاذ معلمهم. فهل هذا معقول؟ أيسلم إلههم أو نبيهم دون أن يفرق هذا معهم؟ فأى بلادة حس هذه التى يريد الكاتب أن يصور بها التلاميذ؟
                أليس من الغريب أن يؤثر يوحنا فقط بمعرفة الخائن؟ فلماذا لم يعلن ذلك لكل التلاميذ حتى يأخذوا حذرهم منه؟ أم ترى أن يسوع لم يُصرح ليوحنا، وقال ليهوذا الذى اتفق معه على تمثيلية خداع اليهود، أن يذهب ليُعد نفسه للصلب مكانه، وارتداء ملابسه، حتى تُتقن التمثيلية المتفق عليها؟ لكن لماذا يخدع يسوع يوحنا ولا يخبره بالحقيقة؟ ربما كان هو وبطرس الخونة وسط هذه الجماعة. ألم يخف كل التلاميذ من اليهود وهربوا لكى لا يُقبض عليهم ويعذبوا أو يقتلوا؟ فلماذا ذهب يوحنا وبطرس إلى بيت رئيس الكهنة، وكانا ضمن الجالسين للتدفئة يشاهدون وقائع محاكمة يسوع؟ وكيف لم يخش الاثنان الكهنة وحراس المعبد، وقد كانا من التلاميذ الملازمين ليسوع فى داخل المعبد وخارجه؟
                والغريب أن الشيطان دخل يهوذا، أى أصبح خائنًا، بعد أن أدخل يسوع اللقمة فى فمه!! فهل تسبب يسوع فى ذلك؟ أم كانت مناورة يقومان بها سويًا حتى يُصلب يهوذا نيابة عن يسوع، ويضمن له الجنة، كما تقول الأناجيل غير المعترف بها رسميًا؟ أم لم تحدث هذه القصة نهائيًا، وهذا من خيال الكتبة، اضطروا إلى فبركتها، بعد أن تحقق كلام يسوع وبحثوا عنه فى كل مكان ولم يجدوه؟ (21قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «أَنَا أَمْضِي وَسَتَطْلُبُونَنِي وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا» .... 23فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. 24فَقُلْتُ لَكُمْ إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ». ... لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ. وَأَنَا مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ فَهَذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَمِ». .... 28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي. 29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 8: 21-29
                لكن هل لمس يسوع للقمة التى أعطاها يهوذا أصبحت مباركة أم لا؟ الطبيعى أن الإنسان المبارك إذا لمس شيئًا أصبح مباركًا، وهذا ما تفعله القساوسة على مختلف درجاتهم. وهذا ما نسب إلى يسوع فى إنجيل مرقس 16: 18 (وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَبْرَأُونَ) فكيف لم تكن ملامسة يسوع للقمة مباركة وأنقذت يهوذا من زلته؟ لقد قرأنا مطالبة يسوع الناس أن يحبوا أعداءهم، ويباركوا لاعنيهم. فلماذا لم يحاول يسوع أو أحد التلاميذ إنقاذ يهوذا من الخيانة؟ لماذا أمره يسوع أن يذهب ليقوم بمخطط الخيانة، ويكون عذابه فى النار أبدى؟ ألم يكن من الأليق أن يعظه ويثنيه عما يريد اقترافه؟
                ولا يمكن بحال من الأحوال أن يظن إنسان أن يسوع كان يريده أن يقوم بهذه الخيانة ليُصلب ويخلص العالم من الخطيئة الأزلية لأربعة أسباب:
                أولا: لا توجد عقيدة أو تعاليم خاصة بالخطيئة الأزلية فى تعاليم موسى أو الأنبياء، بل تحث نصوص الكتاب على عدم القول بهذه العقيدة:
                لقد قال الرب لموسى: (16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية 24 : 16
                وقال لكاتب سفر الأخبار الثانى: (4وَأَمَّا بَنُوهُمْ فَلَمْ يَقْتُلْهُمْ بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الشَّرِيعَةِ فِي سِفْرِ مُوسَى حَيْثُ أَمَرَ الرَّبُّ: [لاَ تَمُوتُ الآبَاءُ لأَجْلِ الْبَنِينَ وَلاَ الْبَنُونَ يَمُوتُونَ لأَجْلِ الآبَاءِ بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ لأَجْلِ خَطِيَّتِهِ].) أخبار الأيام الثانى 25: 4
                لقد قال الرب لحزقيال: (19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْملُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟) حزقيال 18: 19-23
                وقال الرب لإرمياء: (29فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لاَ يَقُولُونَ بَعْدُ:[الآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِماً وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ]. 30بَلْ: [كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ].كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ.) إرمياء 31: 29-30
                وقال الرب لهوشع: (15«إِنْ كُنْتَ أَنْتَ زَانِياً يَا إِسْرَائِيلُ فَلاَ يَأْثَمُ يَهُوذَا. ...) هوشع 4: 15
                وقال يسوع: (24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.) يوحنا 5: 24
                ثانيًا: إذا بحثت فى كلام يسوع لتلاميذه فى الأناجيل الأربعة لن تجد عبارة واحدة على لسانه يذكر فيها الخطيئة الأزلية، أو حواء أو آدم. وكا ما هناك عبارات فى رسائل نسبت إلى بولس، حيث لم يكتب بولس إلا بضعة أسطر فقط باعتراف مؤرخى القرن الثانى والرابع: لقد قال يوسابيوس عن بولس ورسائله الأربعة عشر ناقلاً عن أوريجانوس (185-254م): «أما ذاك الذى جعل كفئاً لأن يكون خادم عهد جديد ، لا الحرف بل الروح، أى بولس، الذى أكمل التبشير بالإنجيل من أورشليم وما حولها إلى الليريكون، فإنه لم يكتب إلى كل الكنائس التى علمها، ولم يرسل سوى أسطر قليلة لتلك التى كتب إليها.» (يوسابيوس 6: 25)
                وأكد نفس الكلام المؤرخ يوسى بيس فى الباب الخامس والعشرين من الكتاب السادس من تاريخه: «قال أُريجن فى المجلد الخامس من شرح إنجيل يوحنا: إن بولس ما كتب شيئاً إلى جميع الكنائس، والذى كتبه إلى بعضها فسطران أو أربعة سطور.» ومعنى ذلك أنَّ أُريجن يؤكد أن هذه الرسائل المنسوبة لبولس ما كتبها بولس، ولكن كتبها آخر ونسبها إليه. (إظهار الحق ج1 ص164)
                ثالثًا: لم تكن إرادة يسوع أن يُصلب أو يسلم للموت، بل كان يصلى داعيًا الله إلهه وإلهنا أن ينقذه من أيدى الطغاة: وأنقل هنا العبارات التى تشير إلى عدم رغبته فى الموت، من الصلاة، والدعاء، ومناشدته تلاميذ أن يؤازروه بدلا من النوم: (38فَقَالَ لَهُمْ: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ. امْكُثُوا هَهُنَا وَاسْهَرُوا مَعِي». 39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ». 40ثُمَّ جَاءَ إِلَى التَّلاَمِيذِ فَوَجَدَهُمْ نِيَاماً فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «أَهَكَذَا مَا قَدَرْتُمْ أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟ 41اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». 42فَمَضَى أَيْضاً ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ». 43ثُمَّ جَاءَ فَوَجَدَهُمْ أَيْضاً نِيَاماً إِذْ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ ثَقِيلَةً. 44فَتَرَكَهُمْ وَمَضَى أَيْضاً وَصَلَّى ثَالِثَةً قَائِلاً ذَلِكَ الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ.) متى 26: 38-44
                رابعًا: تحدى يسوع اليهود أن يتمكنوا منه بالقبض عليه أو بالقتل، لأن الله سينقذه، وسيرفعه إليه، وأنه سيلتبس عليهم الأمر، ولن يدركوا ذلك، وسيصلبون شخصًا آخر غيره، سمَّاه هنا ابن الإنسان. ولكنهم لم يفهموه، مع الأخذ فى الاعتبار أن يسوع لا يقول إلا ما يسمعه من ربه، فكل الكلام الذى قاله لهم هى أوامر الله تعالى له: (21قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «أَنَا أَمْضِي وَسَتَطْلُبُونَنِي وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا» .... 23فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. 24فَقُلْتُ لَكُمْ إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ». ... لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ. وَأَنَا مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ فَهَذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَمِ». .... 28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي. 29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 8: 21-29
                وفى إنجيل متى 26: 20-25 (20وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ اتَّكَأَ مَعَ الاِثْنَيْ عَشَرَ. 21وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ قَالَ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ وَاحِداً مِنْكُمْ يُسَلِّمُنِي». 22فَحَزِنُوا جِدّاً وَابْتَدَأَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَقُولُ لَهُ: «هَلْ أَنَا هُوَ يَا رَبُّ؟» 23فَأَجَابَ: «الَّذِي يَغْمِسُ يَدَهُ مَعِي فِي الصَّحْفَةِ هُوَ يُسَلِّمُنِي. 24إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ ابْنُ الإِنْسَانِ. كَانَ خَيْراً لِذَلِكَ الرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ». 25فَسَأَلَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ: «هَلْ أَنَا هُوَ يَا سَيِّدِي؟» قَالَ لَهُ: «أَنْتَ قُلْتَ».)
                ولم يورد متى أى رد فعل للتلاميذ بعد أن علموا أن هناك خائن فى جماعتهم، وأنه سيسلم معلمهم للموت. فقد ساد البرود التام، كما لو لم تكن هذه القصة لم تحدث، أو لم يقل يسوع شيئًا عن خيانة إنسان ما له وموته بسببه!!
                ويعرض لوقا هذا الموقف بصورة مقتضبة أثناء العشاء الأخير: (19وَأَخَذَ خُبْزاً وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ. اِصْنَعُوا هَذَا لِذِكْرِي». 20وَكَذَلِكَ الْكَأْسَ أَيْضاً بَعْدَ الْعَشَاءِ قَائِلاً: «هَذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ. 21وَلَكِنْ هُوَذَا يَدُ الَّذِي يُسَلِّمُنِي هِيَ مَعِي عَلَى الْمَائِدَةِ. 22وَابْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَحْتُومٌ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي يُسَلِّمُهُ». 23فَابْتَدَأُوا يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: «مَنْ تَرَى مِنْهُمْ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْعَلَ هَذَا؟». 24وَكَانَتْ بَيْنَهُمْ أَيْضاً مُشَاجَرَةٌ مَنْ مِنْهُمْ يُظَنُّ أَنَّهُ يَكُونُ أَكْبَرَ.... 28أَنْتُمُ الَّذِينَ ثَبَتُوا مَعِي فِي تَجَارِبِي 29وَأَنَا أَجْعَلُ لَكُمْ كَمَا جَعَلَ لِي أَبِي مَلَكُوتاً 30لِتَأْكُلُوا وَتَشْرَبُوا عَلَى مَائِدَتِي فِي مَلَكُوتِي وَتَجْلِسُوا عَلَى كَرَاسِيَّ تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاِثْنَيْ عَشَرَ».) لوقا 22: 21-23
                والقارىء بتأنى لنص لوقا يجد أن يسوع لم يذكر لهم اسم الخائن هذا، بل أعطاهم إجابة مبهمة، تفيد بأن الخائن أحد الاثنى عشر الجالسين معه على المائدة (21وَلَكِنْ هُوَذَا يَدُ الَّذِي يُسَلِّمُنِي هِيَ مَعِي عَلَى الْمَائِدَةِ). فهل كان يسوع يعلم اسم الخائن؟ وهل أخبر باسمه بصورة سرية كما قال يوحنا، أم بصورة علانية كما قال متى، أم تكلم عن الخائن بصورة عامة دون تحديد كما فعل لوقا؟ وهل كان بين الاثنى عشر بالفعل خائن؟ لقد أخبرهم يسوع بعد أن أعلمهم أن هناك خائن وسطهم، أنهم سيجلسون على اثنى عشر كرسيًا ليدينوا أسباط بنى إسرائيل الاثنى عشر (لوقا 22: 30). فكيف سيجلس معهم يهواذ؟ هل نسى يسوع أنه خائن، وأنه سيسلمه ليد أعدائه؟ كيف وقد أصبحوا أحد عشر بعد استثناء الخائن؟ ولماذا لم يستثنى يهوذا ويُعيِّن هو التلميذ الاثنى عشر؟ أم ترى أنه أعلن فشله بعد سوء اختياره لتلاميذ لا يفهمنه، ولا يكترثون لأمره، بل ويتعاركون على الزعامة فور سماعهم بأنه سيموت فى القريب العاجل؟ ألم أقل لكم إن أعداء يسوع هم الذين كتبوا هذه الأناجيل؟
                ومثل ما حدث عند لوقا تكلم يسوع عند مرقس بصورة عامة دون أن يُحدد اسم الخائن أو يعرفه لأحد، أو حتى يُعلم من كلامه أنه هو نفسه يعرفه: (18وَفِيمَا هُمْ مُتَّكِئُونَ يَأْكُلُونَ قَالَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِداً مِنْكُمْ يُسَلِّمُنِي. اَلآكِلُ مَعِي!» 19فَابْتَدَأُوا يَحْزَنُونَ وَيَقُولُونَ لَهُ وَاحِداً فَوَاحِداً: «هَلْ أَنَا؟» وَآخَرُ: «هَلْ أَنَا؟» 20فَأَجَابَ: «هُوَ وَاحِدٌ مِنَ الاِثْنَيْ عَشَرَ الَّذِي يَغْمِسُ مَعِي فِي الصَّحْفَةِ. 21إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ ابْنُ الإِنْسَانِ. كَانَ خَيْراً لِذَلِكَ الرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ!».) مرقس 14: 18-21
                وكالمعتاد قابل التلاميذ الخبر بصورة باردة، ولم يحرك أحدهم ساكنن على الرغم من الخبر الذى يهز كل المحبين ليسوع ويزلزلهم، ويدفعهم لعمل أى شىء ولو عمل جنونى متهور لإنقاذ معلمهم.
                والآن: ماذا قال العهد الجديد عن يهوذا؟ هل كان يعرف يسوع اسم الخائن؟ وهل صرح به لكل التلاميذ، أم اختص بها يوحنا؟ وفى النهاية لن تجد نقطة اتفاق بين الأناجيل الأربعة إلا أنه يوجد بين التلاميذ خائن. ومع ذلك لو راجعت النص اليونانى وبحثت عن كلمة (يخون) فلن تجد إلا كلمة Paradidonai. ويتضح معنى هذه الكلمة من رسالة بولس إلى أهل غلاطية 2: 20، حيث يمتدح فيها بولس يسوع، الذى أسلم نفسه طواعية كابن الله عن البشرية كلها. الأمر الذى يجعلنا نرى الصورة بمنظار آخر، وهو أن يهوذا هذا ليس الخائن، بل تُدين له البشرية كلها لأنه سلم ابن الله الخائف المتردد، الذى أراد الهروب من مصير كتبه عليه الرب منذ الأزل، ودفعه لتحرير البشرية من الخطيئة التى لم ترتكبها، وهى خطيئة الأكل من الشجرة المحرمة عليهما. لذلك من الممكن تُترجم يوحنا 13: 27 (مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ) بصورة أخرى، فيرى عالم العهد الجديد بنكاس لابيدى أنها ممكن أن تكون: (اذهب وافعل ما يجب عليك أن تعمله). وهذا يعنى أن على يهوذا عمل مهم، يجب أن يعمله، حيث سينفذ فيه إرادة الرب، ويحقق خطته الأزلية. وهذه ليست بخيانة، بل إيمان وتقوى. ألم يقل يسوع إن إرادة الله هى الأحق بالتباع، حتى أبداها عن إرادته هو نفسه: (وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ) متى 26: 39 ، (وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ) لوقا 22: 42
                لذلك فهم معلم الكنيسة أوريجانوس (185-254م) موت يسوع على أنه قدر محتوم، وليس على أنه كان عرضى، من الممكن تجنبه، بناءً على خيانة يهوذا.
                ومن الممكن ألا يكون هناك خائن بالمرة، فلو خان أحد التلاميذ يسوع وأسلمه ليد أعدائه، لما قال بولس أن يسوع أسلم نفسه طواعية: (... وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي) غلاطية 2: 20
                وعند فحص الأناجيل الأربعة فى أصولها اليونانية يتبين لنا أنه بدلا من القول بخيانة يهوذا، نجده يُسلِّم يسوع إلى يد أعدائه، بناءً على اتفاق مشترك بينهما، رضى فيه يهوذا أن يُلقى إليه شبه يسوع وصوته، ويرتدى ملابسه، ويموت شهيدًا دفاعًا عن نبى الله ورسوله، وله الجنة.
                إن قصة خيانة يهوذا هذه غير حقيقية، اخترعتها الكنيسة عندما وجدت أن يهوذا غير موجود على مسرح الأحداث، بينما ظهر يسوع مرة أخرى للتلاميذ. لقد كان يسوع قبل القبض عليه لأيام عديدة فى معبد أورشليم. وكان يقف بين الناس واعظًا ومصليًا، وربما كان يصل عددهم إلى آلاف. ومعجزاته التى أطعم فيها 5000 أو / و 3000 آلاف آخرين، والجموع التى كانت تتبعه لتنال منه البركة أو العلم أو الشفاء بإذن الله. كل هذه الأحداث تجعله من أشهر الناس فى فلسطين أو فى أى مدينة يذهب إليها. ومعنى ذلك أن القبض عليه كان سهلا، ولا يحتاج لخيانة أحد تلاميذه، أو لإنسان يدلهم على المكان الذى يجتمع فيه مع تلاميذه، حيث لم يعلم يسوع إلا علانية، ولم يتكلم فى الخفاء مطلقًا: (19فَسَأَلَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ يَسُوعَ عَنْ تلاَمِيذِهِ وَعَنْ تَعْلِيمِهِ. 20أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ. 21لِمَاذَا تَسْأَلُنِي أَنَا؟ اِسْأَلِ الَّذِينَ قَدْ سَمِعُوا مَاذَا كَلَّمْتُهُمْ. هُوَذَا هَؤُلاَءِ يَعْرِفُونَ مَاذَا قُلْتُ أَنَا».) يوحنا 18: 19-21
                يُضاف إلى ذلك أن طريقة موت يهوذا نفسه اختلفت فيه الأناجيل. لذلك فهو أمر مشكوك فى حدوثه. فبينما يقول متى: فى الوقت الذى كان فيه رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب عند بيلاطس وقت المحاكمة، ذهب يهوذا إليهم (كلهم) ورد إليهم (كلهم) النقود: (1وَلَمَّا كَانَ الصَّبَاحُ تَشَاوَرَ جَمِيعُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَشُيُوخُ الشَّعْبِ عَلَى يَسُوعَ حَتَّى يَقْتُلُوهُ 2فَأَوْثَقُوهُ وَمَضَوْا بِهِ وَدَفَعُوهُ إِلَى بِيلاَطُسَ الْبُنْطِيِّ الْوَالِي. 3حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ 4قَائِلاً: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَماً بَرِيئاً». فَقَالُوا: «مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ!» 5فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ. 6فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ الْفِضَّةَ وَقَالُوا: «لاَ يَحِلُّ أَنْ نُلْقِيَهَا فِي الْخِزَانَةِ لأَنَّهَا ثَمَنُ دَمٍ». 7فَتَشَاوَرُوا وَاشْتَرَوْا بِهَا حَقْلَ الْفَخَّارِيِّ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ. 8لِهَذَا سُمِّيَ ذَلِكَ الْحَقْلُ «حَقْلَ الدَّمِ» إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. 9حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ: «وَأَخَذُوا الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ ثَمَنَ الْمُثَمَّنِ الَّذِي ثَمَّنُوهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ 10وَأَعْطَوْهَا عَنْ حَقْلِ الْفَخَّارِيِّ كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ».) متى 27: 1-10
                هل تتخيل هذه الصورة وكم التناقضات التى تحتويها؟ فلو افترضنا أن عدد رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب مائة فقط، فهل تكلم يهوذا معهم كلهم دفعة واحدة، وأراد إرجاع النقود إليهم كلهم؟ وكيف دخل دار الولاية أثناء المحاكمة؟ ألم يدخل فقط صاحب الإختصاص؟ ألم يحدث هذا بلبلة تلفت نظر المحققين؟ أم فعلها علانية قبل أن يدخلوا إلى دار الوالى، وتركه محبو يسوع يمشى بينهم بعد أن عرفوا أنه الخائن؟
                ولو افترضنا أن يهوذا ندم، وعاد إلى صوابه وإيمانه القديم، الذى وصفه يسوع بأنه نور العالم، وملح الأرض. فلماذا لا يتوجه إلى بيلاطس ويحكى له قصة تآمره مع الكهنة، ويبرىء ساحة يسوع؟ أم فضل بإيمانه الذى عاد إليه الانتحار والموت كفرًا عن إقرار الحق، وتبرئة معلمه؟
                وكيف علم يهوذا أن يسوع قد سوف يُدان وحكم عليه بالموت، بينما لم تكن وقائع محاكمته واستجوابه قد بدأت بعد؟ (11فَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ الْوَالِي. فَسَأَلَهُ الْوَالِي: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ». 12وَبَيْنَمَا كَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ لَمْ يُجِبْ بِشَيْءٍ. 13فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «أَمَا تَسْمَعُ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ؟») متى 27: 11-13
                وفى النهاية تشاور المؤمنون جدًا من رؤساء الكهنة أنه لا يحل لهم أن يُدخلوا بيت الرب هذه النقود، لأنها ثمن دم، فاشتروا هم أنفسهم حقلا، وجعلوه مقبرة للغرباء. أى إنهم استحلوا قتل الرب أو نبيه، ولم يستحلوا نقود الخيانة! لا تعليق!
                وفى النهاية استشهد متى بنص يحفظه عن العهد القديم تثبيتًا لكلامه عند القارىء وادعى أنه ذكر فى سفر إرمياء، وهو فى الحقيقة قد جانب الصواب، لأن السفر الذى استشهد منه هو سفر زكريا: (12فَقُلْتُ لَهُمْ: [إِنْ حَسُنَ فِي أَعْيُنِكُمْ فَأَعْطُونِي أُجْرَتِي وَإِلاَّ فَامْتَنِعُوا]. فَوَزَنُوا أُجْرَتِي ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ. 13فَقَالَ لِي الرَّبُّ: [أَلْقِهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ الثَّمَنَ الْكَرِيمَ الَّذِي ثَمَّنُونِي بِهِ]. فَأَخَذْتُ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ وَأَلْقَيْتُهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ فِي بَيْتِ الرَّبِّ.) زكريا 11: 12-13
                بينما ما استشهد به متى خطأ من إرمياء لا علاقة له بحق الفخارى، أو حقل من أجرة الدم، بل هو عملية شراء حقل بأمر من الرب ثمنه 17 شاقلا من الفضة، يقوم به نبى الله إرمياء، وليس إنسان خائن، يقول: (6فَقَالَ إِرْمِيَا: [كَلِمَةُ الرَّبِّ صَارَتْ إِلَيَّ قَائِلَةً: 7هُوَذَا حَنَمْئِيلُ بْنُ شَلُّومَ عَمِّكَ يَأْتِي إِلَيْكَ قَائِلاً: اشْتَرِ لِنَفْسِكَ حَقْلِي الَّذِي فِي عَنَاثُوثَ لأَنَّ لَكَ حَقَّ الْفِكَاكِ لِلشِّرَاءِ]. 8فَجَاءَ إِلَيَّ حَنَمْئِيلُ ابْنُ عَمِّي حَسَبَ كَلِمَةِ الرَّبِّ إِلَى دَارِ السِّجْنِ وَقَالَ لِي: [اشْتَرِ حَقْلِي الَّذِي فِي عَنَاثُوثَ الَّذِي فِي أَرْضِ بِنْيَامِينَ لأَنَّ لَكَ حَقَّ الإِرْثِ وَلَكَ الْفِكَاكُ. اشْتَرِهِ لِنَفْسِكَ]. فَعَرَفْتُ أَنَّهَا كَلِمَةُ الرَّبِّ. 9فَاشْتَرَيْتُ مِنْ حَنَمْئِيلَ ابْنِ عَمِّي الْحَقْلَ الَّذِي فِي عَنَاثُوثَ وَوَزَنْتُ لَهُ سَبْعَةَ عَشَرَ شَاقِلاً مِنَ الْفِضَّةِ.) إرمياء 32: 6-9
                هذا ما قيل عند متى، إلا أن أعمال الرسل له رأى آخر فى مسألة موت يهوذا: (18فَإِنَّ هَذَا اقْتَنَى حَقْلاً مِنْ أُجْرَةِ الظُّلْمِ وَإِذْ سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ انْشَقَّ مِنَ الْوَسَطِ فَانْسَكَبَتْ أَحْشَاؤُهُ كُلُّهَا. 19وَصَارَ ذَلِكَ مَعْلُوماً عِنْدَ جَمِيعِ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ حَتَّى دُعِيَ ذَلِكَ الْحَقْلُ فِي لُغَتِهِمْ «حَقْلَ دَمَا» (أَيْ: حَقْلَ دَمٍ).) أعمال 1: 18-19
                وعلى النقيض من متى، فقد أخذ يهوذا النقود، ولم يرجعها للكهنة، بل اشترى بها حقلا، ولم يندم، فانتقم الرب منه، فسقط على الأرض وانشق من الوسط وانسكبت أحشاؤه!! ولو كان يسوع هو الرب، لكانت آخر أعمال الرب على الأرض الإنتقام من عدوه وقتله. فأين أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم؟
                والأغرب من هذا كله كيفية موت يهوذا التى يحكيها سفر الأعمال، والذى يُنسب إلى الطبيب لوقا: فهل لو سقط شخص ما على الأرض على وجهه سوف ينشق إلى نصفين من الوسط، وتندلق أحشاؤه؟
                ويحكى سفر الأعمال هذه الحكاية بعد أن صلب يسوع وقام وأقام معهم خمسين يومًا، وتلقى التلاميذ الروح القدس. ولو يحكى سفر الأعمال هذه الواقعة بعيدًا عن الترتيب الزمنى للأحداث، فهى قد وقعت أيضًا عنده وبكل تأكيد بعد موت يسوع، حيث اشترى حقل الفخارى، وما يستتبع ذلك من بحث عن المكان، والتداول حول السعر، وتسجيل عملية البيع، وانتقال الملكية، والإجراءات التى كان بنو إسرائيل يتبعونها فى عمليات البيع والشراء: (44يَشْتَرُونَ الْحُقُولَ بِفِضَّةٍ وَيَكْتُبُونَ ذَلِكَ فِي صُكُوكٍ وَيَخْتِمُونَ وَيُشْهِدُونَ شُهُوداً فِي أَرْضِ بِنْيَامِينَ وَحَوَالَيْ أُورُشَلِيمَ وَفِي مُدُنِ يَهُوذَا وَمُدُنِ الْجَبَلِ وَمُدُنِ السَّهْلِ وَمُدُنِ الْجَنُوبِ لأَنِّي أَرُدُّ سَبْيَهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ) إرمياء 32: 44، وهذا بخلاف متى الذى يرى انتحاره أثناء محاكمة يسوع. لكن هل كانت تكفى الثلاثين من الفضة لشراء حقل بمساحة تسمح أن يكون مقبرة للغرباء؟
                أما بابياس أسقف هيرابوليس (توفى عام 130م) فيصف لنا موت يهوذا فى (Fragments of Papias - chapter 3) قائلا: (ولقد أصبح يهوذا مثالاً سيئًا على عدم التقوى فى هذا العالم، فلقد تضخّم جسده حتى أنّه لم يكن بمقدوره المرور حيث يمكن أن تمرّ عربة حنطور بسهولة، ولقد دُهس بعربة حنطور حتّى انسكبت أحشاؤه خارجًا.)
                والآن لدينا ثلاثة قصص مختلفة تصور كيفية موت يهوذا: فأيهما الصادق؟ وأيهما الكاذب؟ ومن أين للأسقف الورع التقى بهذه المعلومة التى تُخالف ما ذكره الرب عند متى أو سفر الأعمال؟ أم أن هذه الأسفار متى والأعمال لم تكن قد كتبت بعد فلم يعلم بها بابياس؟
                ومن المعروف أنه قبل كتابة الأناجيل كان بولس قد كتب رسائله التى قبلت ضمن قانون كتب العهد الجديد، وعلى ذلك فهو الشاهد الملك للعهد الجديد. وعلى الرغم من هذا فهو لا يعرف قصة خيانة يهوذا مطلقًا. حيث يحكى بولس أن يسوع ظهر للاثنى عشر أولا (4وَأَنَّهُ دُفِنَ وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ 5وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِصَفَا ثُمَّ لِلِاثْنَيْ عَشَرَ.) كورنثوس الأولى 15: 4-5، ومعنى هذا أن يهوذا كان بينهم، ولم يخن معلمه أو يُصلب نيابة عنه. فلو صدقنا الأناجيل فلابد أن يكون يهوذا فى هذا الوقت قد مات؛ لأنه مات قبل صلب يسوع منتحرًا متأسفًا على جريمته.
                أما الشخص الآخر الذى وقعت عليه القرعة (متياس)، واختاروه بدلا من يهوذا، فيحكى سفر الأعمال (1: 3، و26) أن هذا قد تم بعد 40 يومًا من قيامة يسوع.
                وبما أن بولس، الشاهد الملك، لا يعرف شيئًا عن خيانة يهوذا ليسوع ولا عن انتحاره، فيجب الحكم ببراءة يهوذا من صلب يسوع.
                س201- تحكى الأناجيل الثلاثة المتوافقة مرقس ومتى ولوقا عن اعتقال الشيطان ليسوع وحبسه فى الصحراء لمدة أربعين يومًا، يجره معه أينما ذهب، وكنَّا قد بينَّا هذا من قبل وسجلنا اعتراضنا عليه. لكن نسأل الآن: ما الغرض من هذه التجربة؟ ومن هو الروح الذى اقتاد يسوع وحبسه ليجربه؟ هل هو الروح القدس كما يقول البعض؟ أم هو الشيطان كما يقول آخرون؟
                ونقول: يستحيل أن يكون الروح القدس هو الذى اعتقل يسوع لعدة أسباب:
                1- لو كان الروح القدس لكان أقنوم من الأقانيم الثلاثة المتحد مع الآب والابن شيطان، وذلك لقول يسوع له («اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ».) متى 4: 10
                2- ولو كان الروح القدس هو الشيطان لكانت كارثة الكوارث، حيث سيكون عندهم بالفعل الشيطان "إله هذا الدهر" (2 كو 4: 4)، و"رئيس سلطان الهواء" (أف 2: 2)، و"رئيس هذا العالم" (يو 12: 31؛ 16: 11).
                (4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.) كورنثوس الثانية 4: 4
                (2الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هَذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ،) أفسس 2: 2
                (31اَلآنَ دَيْنُونَةُ هَذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ خَارِجاً.) يوحنا 12: 31؛ 14: 3؛ 16: 11
                (11وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ.) يوحنا 16: 11
                3- ولو كان الروح القدس لقلنا إن الثالوث منفصل أو يمكنه الانفصال، حيث اختطف أحدهم الآخر. وبطل قانون الإيمان بذلك، وعاش أجدادكم فى ضلال، وتواصلون أنتم معيشتهم فى ضلالهم القديم.
                4- ولو كان الروح القدس لقلنا بعدم معرفة كتاب الأناجيل يقينًا باتحاد الآب والابن مع الروح القدس، وإلا لكان يقصد أن الاتحاد تم بين الرب ونبيه والشيطان. ولا يقول بهذا إلا شيطان أشر.
                5- لو كان الروح القدس لقلنا إن بين أقانيم الثالوث صراع على الزعامة، فقد خطف أحدهم الآخر، وأمره بالسجود له، أو حاول التخلص منه بأن يجعله يرمى نفسه من أعلى الهيكل: (ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ 6وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ».) متى 4: 5-6
                6- ولو كان الروح القدس هو الذى اعتقل يسوع فى الصحراء لقلنا إنه قد يكون بناءً على اتفاق بين الآب والروح القدس للتخلص من يسوع، أو ضعف من الآب، فلم يتمكن من عمل شىء لابنه، أو تسلط من الروح على الآب والابن. وبذلك يكون الحاكم لهذا العالم، المدبر أمره، والمتحكم فيه، والذى يُعبد ويُسجد له هو الشيطان.
                7- ولو كان الروح القدس هو الشيطان الذى اعتقل يسوع، لقلنا: إننا نعلم أن الشيطان لا يُسيطر إلا على من ضعف إيمانه. فمتى ضعف إيمان يسوع؟ وما هى اللحظة التى سيطر عليه فيها الشيطان؟ وكيف نصفها؟ وكيف اقتاده الشيطان إلى الصحراء؟ هل حمله إليها؟ أم تلبسه وجعله يذهب بنفسه إليها؟
                8- ولو كان الروح القدس هو الذى اعتقل يسوع، ونجح يسوع فى الإفلات منه بعد أربعين يومًا، لقلنا بانتصار يسوع على الآب والروح القدس، وتخلصه من هذه المؤامرة التى حيكت ضده، وهذا يمكنه يومًا ما بالإطاحة بهما والانفراد بالحكم.
                9- ولو كان الروح القدس هو الذى اعتقل يسوع، لتساءلنا: هل كان يسوع إلهًا فى هذا الوقت مقبوضًا عليه من الشيطان؟
                10- كيف لم تعرف حيوانات الصحراء أن يسوع هو إلهها المقبوض عليه من الشيطان فتحاول أن تخلصه من قبضته؟ ألم تعرف الحيوانات نبى الله سليمان وكان يكلمها وتكلمه؟ فهل تعرفت الحيوانات على نبى الله، ولا تعرف إلهها؟
                11- ولو كان الروح القدس هو الذى اعتقل يسوع، لقلنا بانقطاع يسوع عن عبادة ربه أربعين يومًا. فهل من ينقطع عن عبادة ربه يكون قويًا على الشيطان أم يكون فريسة أسهل له من ذى قبل؟ وهل ظل يسوع أربعين يومًا لا يستحم أو يغتسل؟ وهل يليق هذا بإله أن يظل قذرًا بعرقه واتساخ ملابسه وكل نقطة فى جسده أربعين يومًا؟ هل تعلم أن التواجد فى جو الصحراء يومًا واحدًا كفيل بأن يجعلك تجلس تحت الماء تنظف نفسك بعناية شديدة، حتى تتخلص مما أصابك؟
                12- ولو كان الروح القدس هو الذى أسر يسوع، لقلنا إن درجات الذكاء والحكمة مختلفة بين أقانيم الثالوث، حيث انتصر يسوع على الروح بالحكمة.
                13- ولو كان الروح القدس هو الذى أسر يسوع، لقلنا إن روح الثقة بين القانيم مفقودة، حيث لن يثق يسوع مرة أخرى بالروح الذى اعتقله وأراد قتله، كما أنه لن يثق بالآب لسلبيته أثناء اعتقاله من الأقنوم الثالث أو ضعفه أمامه.
                14- ولو كان الروح القدس هو الذى أسر يسوع، لقلنا إن الروح الذى أوحى هذا الكتاب تكتم الكثير والكثير مما حدث فى الأربعين يومًا. حيث ما ذكرته الأناجيل يمكن أن يحدث فى أقل من نصف ساعة. فأين باقى التجارب التى يمكنكم التعلم منها أو الاقتداء بها؟ بل ماذا فعل يسوع والشيطان طوال أربعين يومًا؟
                15- ولو كان الروح القدس هو الذى أسر يسوع، لقلنا إن يسوع يعلم أن الروح نفس شريرة وقبل أن يتحد معها مكونًا الثالوث وهذا يدينه كإله، ويثبت أنه مال إلى الشر واتحد معه.
                16- ولو كان الروح القدس هو الشيطان الذى أسر يسوع، لقلنا إن أى نبى يُعلم أتباعه عدم اتباع خطوات الشيطان قيد أنملة، بل الوقوف ضده ومحاربته، وكثرة الاستعاذة بالله منه. فكيف تهاون الرب نفسه واتبع خطوات الشيطان أربعين يومًا؟
                17- ولو كان الروح القدس هو الذى أسر يسوع، لقلنا إن الأناجيل الثلاثة التى حكت هذه القصة كاذبة لقول يعقوب رئيس التلاميذ فى رسالته إن الرب لا يُجرَّب بالشرور، وهو لا يجرب أحدًا: (13لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ، لأَنَّ اللَّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَداً.) يعقوب 1: 13
                18- كيف تجرأ الشيطان على يسوع وأمره بالسجود له؟ ألم تقل الأناجيل إلى الشيطين يخافون الله ويقشعرون؟ (19أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ!) يعقوب 2: 19، أليس هذا بدليل على أن الشياطين لم تعلم أن يسوع إلهًا؟ فمتى أصبح يسوع إلهًا أو الأقنوم الثانى فى الثالوث؟ وهل عندما أصبح الأقنوم الثانى أطاح بالروح القدس الذى كان يحتل المكانة الثانية قبل وجود الابن، وجعله فى المرتبة الثالثة؟
                19- وما الدليل على أن الذى عاد من الأسر فى الصحراء هو يسوع؟ لماذا لم يتخلص منه الشيطان وأطعمه لسباع الصحراء، وتجسد هو فى صورته وارتدى ملابسه وعاد إليكم يدعى أنه يتبع الناموس والأنبياء، ثم حرم الطلاق، وتعدد الزوجات، وأمر بعدم رجم الزانية، وعدم اتباع العين بالعين، بل أمركم بمهادنة المعتدى، وإخصاء أنفسكم؟
                ونعلم أن من يتجسد فى شكل ما يأخذ أحكام وقوانين هذا المتجسَّد فيه. فلو تجسد شيطان فى فار، كانت سرعته وأكله وشربه ومكان معيشته مثل الفار. فيسوع كإنسان أى بعد تجسد الإله كإنسان، كيف عاش أربعين يومًا دون طعام أو ماء فى الصحراء؟
                20- عزيزى المسيحى! هل يمكنك أن تحكى هذه القصة لمسلم يعرف قدر الله تعالى وتجيب عن كل هذه التفاصيل دون وجل أو خوف أو كسوف؟ لا أعتقد!
                ولكن ما مغزى هذه القصة؟ ولماذا أربعين يومًا ولم تكن أسبوعًا أو ساعة؟ ومن هو شاهد هذه الأحداث غير يسوع والشيطان؟ ألم يقل الرب أنه لا تقم شهادة إلا على فم اثنين أو أكثر؟ (16وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ فَخُذْ مَعَكَ أَيْضاً وَاحِداً أَوِ اثْنَيْنِ لِكَيْ تَقُومَ كُلُّ كَلِمَةٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ.) متى 18: 16
                إن مغزى هذه القصة هو إثبات تفوق يسوع على الشيطان (الروح) هنا، على الرغم من أن العكس هو الذى حدث. فأثبت كتاب الأناجيل انتصار المهزوم ونصر الضعيف، بعد أن أثبتت وقائع القصة العكس تمامًا. ألم أقل لكم إن أعداء يسوع هم الذين كتبوا هذه الأسفار ونسبوها للتلاميذ؟
                إن مؤلفى هذه القصة أرادوا أن يجعلوا من يسوع هو المسِّيِّا المشابه لموسى والذى وعد به الرب بنى إسرائيل فى نهاية الزمان. فكما تاه موسى فى الصحراء أربعين سنة، وكما واعد الرب على قمة الجبل أربعين يومًا، وكما كانت هناك نبوءة من الكهنة أن عرش فرعون مهدد من طفل سيولد لبنى إسرائيل، وكما فرَّ من مصر من فرعون، هكذا كانت مذبحة هيرودس للأطفال، وهكذا هرب يسوع إلى مصر، وهكذا اختُطف يسوع من الشيطان إلى الصحراء أربعين يومًا: (16حَسَبَ كُلِّ مَا طَلبْتَ مِنَ الرَّبِّ إِلهِكَ فِي حُورِيبَ يَوْمَ الاِجْتِمَاعِ قَائِلاً: لا أَعُودُ أَسْمَعُ صَوْتَ الرَّبِّ إِلهِي وَلا أَرَى هَذِهِ النَّارَ العَظِيمَةَ أَيْضاً لِئَلا أَمُوتَ 17قَال لِيَ الرَّبُّ: قَدْ أَحْسَنُوا فِي مَا تَكَلمُوا. 18أُقِيمُ لهُمْ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلكَ وَأَجْعَلُ كَلامِي فِي فَمِهِ فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ. 19وَيَكُونُ أَنَّ الإِنْسَانَ الذِي لا يَسْمَعُ لِكَلامِي الذِي يَتَكَلمُ بِهِ بِاسْمِي أَنَا أُطَالِبُهُ.) التثنية 18: 16-19
                لقد كانت محاولة غبية من مؤلفى هذه القصص أن يجعلوا من يسوع المسِّيِّا، الذى كان اليهود ينتظرونه. فلم يؤمن يهودى واحد أن يسوع هو المسِّيِّا، ولم يقل يسوع إنه هو المسِّيِّا، ولم يكن قاضيًا أو حاكمًا أو محاربًا مثل موسى أو مثل المسِّيِّا.
                كما أن تشبيه يسوع بالمسِّيِّا يُسقط عنه الألوهية المزعومة. إذ لا يُشبَّه إله بنبيه. فهيهات هيهات!! ففى هذا التشبيه تحقير للإله. كذلك يسقط التشبيه الذى أرادوه من الأربعين يومًا، التى قضاها يسوع فى البرية، بالأربعين التى قضاها موسى على الجبل، أن يسوع كان فى معية الشيطان مُهانًا مُستَهزَءًا به، يحاول الشيطان التخلص منه بأى صورة من الصور، بينما كان موسى فى معية الله، حافظًا له، مكرمًا إياه. إن كاتب هذه القصة يتهكم على يسوع، ويجعله أضحوكة! فهو يريد أن يقول إن يسوع هو رسول الشيطان! وهو القول الذى صدح به بنو إسرائيل ليسوع نفسه!
                فقالوا له إنه يخرج الشياطين مستعينًا برئيسهم: (24أَمَّا الْفَرِّيسِيُّونَ فَلَمَّا سَمِعُوا قَالُوا: «هَذَا لاَ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ إِلاَّ بِبَعْلَزَبُولَ رَئِيسِ الشَّيَاطِينِ».) متى 12: 24
                وقالوا إن الشياطين هم أول من آمنوا أنه المسِّيِّا: (41وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ.) لوقا 4: 41

                تعليق

                • abubakr_3
                  مشرف عام

                  • 15 يون, 2006
                  • 849
                  • مسلم

                  #38
                  س202- من معجزات يسوع التى تحكيها الأناجيل أنه قام بشفاء العمى (بإذن الله). إلا أن فى هذه القصة العديد من التناقضات عند الأناجيل المختلفة. فقد حكاها متى ومرقس ولوقا
                  يقول متى (29وَفِيمَا هُمْ خَارِجُونَ مِنْ أَرِيحَا تَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ 30وَإِذَا أَعْمَيَانِ جَالِسَانِ عَلَى الطَّرِيقِ. فَلَمَّا سَمِعَا أَنَّ يَسُوعَ مُجْتَازٌ صَرَخَا قَائِلَيْنِ: «ارْحَمْنَا يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ». 31فَانْتَهَرَهُمَا الْجَمْعُ لِيَسْكُتَا فَكَانَا يَصْرَخَانِ أَكْثَرَ قَائِلَيْنِ: «ارْحَمْنَا يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ». 32فَوَقَفَ يَسُوعُ وَنَادَاهُمَا وَقَالَ: «مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَفْعَلَ بِكُمَا؟» 33قَالاَ لَهُ: «يَا سَيِّدُ أَنْ تَنْفَتِحَ أَعْيُنُنَا!» 34فَتَحَنَّنَ يَسُوعُ وَلَمَسَ أَعْيُنَهُمَا فَلِلْوَقْتِ أَبْصَرَتْ أَعْيُنُهُمَا فَتَبِعَاهُ.) متى 20-29-34
                  ويقول مرقس (46وَجَاءُوا إِلَى أَرِيحَا. وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ مِنْ أَرِيحَا مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَجَمْعٍ غَفِيرٍ كَانَ بَارْتِيمَاوُسُ الأَعْمَى ابْنُ تِيمَاوُسَ جَالِساً عَلَى الطَّرِيقِ يَسْتَعْطِي. 47فَلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ ابْتَدَأَ يَصْرُخُ وَيَقُولُ: «يَا يَسُوعُ ابْنَ دَاوُدَ ارْحَمْنِي!» 48فَانْتَهَرَهُ كَثِيرُونَ لِيَسْكُتَ فَصَرَخَ أَكْثَرَ كَثِيراً: «يَا ابْنَ دَاوُدَ ارْحَمْنِي». 49فَوَقَفَ يَسُوعُ وَأَمَرَ أَنْ يُنَادَى. فَنَادَوُا الأَعْمَى قَائِلِينَ لَهُ: «ثِقْ. قُمْ. هُوَذَا يُنَادِيكَ». 50فَطَرَحَ رِدَاءَهُ وَقَامَ وَجَاءَ إِلَى يَسُوعَ. 51فَسَأَلَهُ يَسُوعُ: «مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ؟» فَقَالَ لَهُ الأَعْمَى: «يَا سَيِّدِي أَنْ أُبْصِرَ». 52فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ. إِيمَانُكَ قَدْ شَفَاكَ». فَلِلْوَقْتِ أَبْصَرَ وَتَبِعَ يَسُوعَ فِي الطَّرِيقِ.) مرقس 10: 46-52
                  ويقول لوقا (35وَلَمَّا اقْتَرَبَ مِنْ أَرِيحَا كَانَ أَعْمَى جَالِساً علَى الطَّرِيقِ يَسْتَعْطِي. 36فَلَمَّا سَمِعَ الْجَمْعَ مُجْتَازاً سَأَلَ: «مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هَذَا؟» 37فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ مُجْتَازٌ. 38فَصَرَخَ: «يَا يَسُوعُ ابْنَ دَاوُدَ ارْحَمْنِي!». 39فَانْتَهَرَهُ الْمُتَقَدِّمُونَ لِيَسْكُتَ أَمَّا هُوَ فَصَرَخَ أَكْثَرَ كَثِيراً: «يَا ابْنَ دَاوُدَ ارْحَمْنِي». 40فَوَقَفَ يَسُوعُ وَأَمَرَ أَنْ يُقَدَّمَ إِلَيْهِ. وَلَمَّا اقْتَرَبَ سَأَلَهُ: 41«مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ؟» فَقَالَ: «يَا سَيِّدُ أَنْ أُبْصِرَ». 42فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَبْصِرْ. إِيمَانُكَ قَدْ شَفَاكَ». 43وَفِي الْحَالِ أَبْصَرَ وَتَبِعَهُ وَهُوَ يُمَجِّدُ اللهَ. وَجَمِيعُ الشَّعْبِ إِذْ رَأَوْا سَبَّحُوا اللهَ.) لوقا 18: 35-43
                  فنجد أن أول هذه الاختلافات هو المكان الذى حدثت فيه هذه المعجزة: فقد جاء عند لوقا أنها حدثت وهو فى طريقه إلى أريحا، أى قبل أن يدخلها. بينما حدثت عند متى ومرقس بعد أن زار أريحا، وهو فى طريقه خارجًا منها. فأين حدثت المعجزة بالضبط؟ هل لم يعرف وحى الرب ذلك؟ أم أن هذا الكتاب لا علاقة له بوحى الرب؟
                  كذلك كان عدد العمى الذين تم شفاءهم بإذن الله عند متى اثنان ينتظران يسوع، وهما غير معروفين، بينما كان الأعمى واحد فقط عند مرقس ولوقا واسمه ذكر فقط عند مرقس وهو (بَارْتِيمَاوُسُ ابْنُ تِيمَاوُسَ). فهل شفى يسوع واحدًا فقط أم اثنين؟
                  ولا سبيل لحل معضلة اختلافات الأناجيل فى الأرقام بين متى ولوقا أو مرقس. إلا أن بعض اللاهوتيين قد فبركوا حلا يبدو مناسبًا للقارىء غير العالم بجغرافية المكان. فقالوا: كان هناك مدينتان بنفس الاسم: أريحا القديمة، وأريحا الجديدة، وهما تبتعدان عن بعضهما البعض بضعة كيلومترات. وقام يسوع أولا بشفاء الأعمى أثناء خروجه من أريحا القديمة، كما ذكرها متى ومرقس، وعندما خرج من أريحا القديمة مع مرافقيه اتجهوا إلى أريحا الأخرى التى ذكرها لوقا.
                  إن هذه الفبركة لهى عدم احترام لعقلية القارىء، وتحريف قام به كُتَّاب ونُسَّاخ المخطوطات والأناجيل السابقين. فمتى تنتهى هذه اللعبة القذرة؟
                  إن هذا التحليل المتهافت الذى قاله أحد الذين لا يحترمون أنفسهم ولا أتباعهم لهو شرح واه ضعيف، وذلك لأنه عندما تحرك يسوع ومرافقوه فى داخل إطار أريحا أى فى المدينة القديمة (كما يدعى المفبرك) إلى المدينة الجديدة، كانوا بالفعل فى المدينة. فلا هم دخلوا أريحا، ولا هم خرجوا منها. وهذا يجعل الأناجيل الثلاثة فى تضارب وتخبط مع بعضهم البعض.
                  وفى مرقس جاء يسوع إلى بيت صيدا مع تلاميذه، ثم أتوا إليه برجل أعمى، فتفل يسوع فى يديه ومسح على عيني الرجل، وسأله هل يرى، فقال له الرجل إنه يرى الناس كأشجار تمشى على الأرض. وبعد المرة الثانية رأى الرجل بصورة طبيعية: (22وَجَاءَ إِلَى بَيْتِ صَيْدَا فَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَعْمَى وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمِسَهُ 23فَأَخَذَ بِيَدِ الأَعْمَى وَأَخْرَجَهُ إِلَى خَارِجِ الْقَرْيَةِ وَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ هَلْ أَبْصَرَ شَيْئاً؟ 24فَتَطَلَّعَ وَقَالَ: «أُبْصِرُ النَّاسَ كَأَشْجَارٍ يَمْشُونَ». 25ثُمَّ وَضَعَ يَدَيْهِ أَيْضاً عَلَى عَيْنَيْهِ وَجَعَلَهُ يَتَطَلَّعُ. فَعَادَ صَحِيحاً وَأَبْصَرَ كُلَّ إِنْسَانٍ جَلِيّاً. 26فَأَرْسَلَهُ إِلَى بَيْتِهِ قَائِلاً: «لاَ تَدْخُلِ الْقَرْيَةَ وَلاَ تَقُلْ لأَحَدٍ فِي الْقَرْيَةِ».) مرقس 8: 22-26
                  فهل أعمى بيت صيدا هذا هو نفسه الأعمى المذكور عند لوقا أم غيره؟ وهل شفاه يسوع فى بيت صيدا أم فى الطريق إلى أريحا، أى بعد خروجه منها؟ وماذا عن المولود أعمى الذى حكى عنه (يوحنا 9: 1-7)؟
                  وهل رأيتم إلهًا يخضع شفاؤه للناس للتجربة، ولا ينجح إلا من المحاولة الثانية؟ والعجيب أن يسوع لم يشترط عند مرقس إيمان الرجل ليتم الشفاء، كما اعتاد مع الناس:
                  (52فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ. إِيمَانُكَ قَدْ شَفَاكَ». فَلِلْوَقْتِ أَبْصَرَ وَتَبِعَ يَسُوعَ فِي الطَّرِيقِ.) مرقس 10: 52
                  (22فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَأَبْصَرَهَا فَقَالَ: «ثِقِي يَا ابْنَةُ. إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ». فَشُفِيَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ. ... 29حِينَئِذٍ لَمَسَ أَعْيُنَهُمَا قَائِلاً: «بِحَسَبِ إِيمَانِكُمَا لِيَكُنْ لَكُمَا».) متى 9: 22، و29
                  (42فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَبْصِرْ. إِيمَانُكَ قَدْ شَفَاكَ». 43وَفِي الْحَالِ أَبْصَرَ وَتَبِعَهُ وَهُوَ يُمَجِّدُ اللهَ. وَجَمِيعُ الشَّعْبِ إِذْ رَأَوْا سَبَّحُوا اللهَ.) لوقا 18: 42-43
                  والآن كم من العمى شفاهم يسوع؟ هل كان واحدًا فقط أم اثنين أم أكثر من ذلك؟ وهل ساعد إيمانهم فى شفائهم؟ أم رأوا لأنهم أرادوا ذلك (قيلت مع الأبرص مرقس 1: 41)؟ أم لأنهم آمنوا بيسوع إيمانًا شديدًا؟ وهل فعل يسوع ذلك بقدرته الشخصية أم بقوة الله؟ بقدرة الله تعالى، وهذا ما أقر به يسوع وخصومه:
                  يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً.)
                  وتؤيد باقى الأناجيل أقوال يسوع هذه: لوقا 11: 20 (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.)
                  متى 12: 28 (28وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللَّهِ!)
                  وأن الله هو الذى يرشده ويعلمه: يوحنا 5: 36 (....... لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
                  يوحنا 17: 4 (... الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
                  وشهد بذلك تلميذه بطرس: أعمال الرسل 2: 22 (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.)
                  وشهد بذلك خصومه، فها هو نيقوديموس رئيس اليهود يقول له: يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
                  وهل أراد يسوع أن يُثبت بمعجزاته أنه الله المستحق للعبادة أم أنه عبد الله ورسوله؟ لقد أراد يسوع أن يُثبت أنه رسول الله، وهذا هو الغرض من معجزاته، وكم من عشرات المرات قال وأقر وأثبت فهيا أنه رسول الله إلى بنى إسرائيل:
                  يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
                  يوحنا 5: 36 (36وَأَمَّا شأَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
                  يوحنا 5: 30 (..... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                  يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
                  يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
                  يوحنا 12: 49 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ.)
                  يوحنا 4: 34 (......... «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
                  يوحنا 12: 44 (44فَنَادَى يَسُوعُ: «الَّذِي يُؤْمِنُ بِي لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                  يوحنا 8: 40 (40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. ...)
                  يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
                  يوحنا 5: 24 (24اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
                  وماذا فهم من رأى معجزاته رأى العين؟ هل اعتقدوا فى ألوهيته؟ أم آمنوا أنه عبد الله ورسوله؟ بل ماذا رأى يسوع فى نفسه؟
                  لقد آمن الناس بنبوته، وهذا ما تقوله نصوص العهد الجديد، بل إنه سيكون فى الآخرة خاضعًا لله تعالى مثل باقى البشر. لقد أظهر يسوع مجد الله تعالى فى معجزاته التى نسبها لله تعالى: متى 9: 8 (8فَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعُ تَعَجَّبُوا وَمَجَّدُوا اللَّهَ الَّذِي أَعْطَى النَّاسَ سُلْطَاناً مِثْلَ هَذَا.)
                  وعندما أحيا ميت أرملة نايين أقر التلاميذ والجمع أنه نبى عظيم: لوقا 7: 15-16 (15فَجَلَسَ الْمَيْتُ وَابْتَدَأَ يَتَكَلَّمُ فَدَفَعَهُ إِلَى أُمِّهِ. 16فَأَخَذَ الْجَمِيعَ خَوْفٌ وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ: «قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ وَافْتَقَدَ اللهُ شَعْبَهُ».)
                  متى 21: 45-46 (45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.)
                  متى 21: 10-11 (10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».)
                  يوحنا 7: 40 (40فَكَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ لَمَّا سَمِعُوا هَذَا الْكلاَمَ قَالُوا: «هَذَا بِالْحَقِيقَةِ هُوَ النَّبِيُّ».)
                  يوحنا 6: 14 (14فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: «إِنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ!»)
                  2- يوحنا 9: 17 (17قَالُوا أَيْضاً لِلأَعْمَى: «مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟» فَقَالَ: «إِنَّهُ نَبِيٌّ».)
                  3- يوحنا 3: 19 (19قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ!)
                  وأقر بولس أن يسوع عبد خاضع لله تعالى فى الآخرة مثل باقى البشر: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
                  وأقر التلاميذ أن يسوع عبد الله ورسوله: أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، ....) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                  وأقر يسوع بأنه خاضع لإرادة الله تعالى ومشيئته: يوحنا 4: 34 (34قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
                  يوحنا 5: 30 (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                  متى 7: 21 (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) وتكررت فى لوقا 7: 21
                  فاحذر أنه: (40مَنْ يَقْبَلُكُمْ يَقْبَلُنِي وَمَنْ يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي. 41مَنْ يَقْبَلُ نَبِيّاً بِاسْمِ نَبِيٍّ فَأَجْرَ نَبِيٍّ يَأْخُذُ وَمَنْ يَقْبَلُ بَارّاً بِاسْمِ بَارٍّ فَأَجْرَ بَارٍّ يَأْخُذُ) متى 10: 40-41
                  س203- يعتبر العهد الجديد كريستوس والمسيح أوالمسِّيِّا شخصًا واحدًا: فقد قال أندراوس لأخيه: (41هَذَا وَجَدَ أَوَّلاً أَخَاهُ سِمْعَانَ فَقَالَ لَهُ: «قَدْ وَجَدْنَا مَسِيَّا» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: الْمَسِيحُ).) يوحنا 1: 41، وقالت المرأة السامرية: (25قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَسِيَّا الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحُ يَأْتِي. فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيْءٍ».) يوحنا 4: 25
                  وهذا المسِّيِّا يتمتع بوضع خاص، فهو يمكنه شفاء المرضى، وغفران خطايا الناس، وهو جزء من أعمال يسوع (متى 9: 2؛ لوقا 5: 20). كما يعتبره العهد الجديد مخلوقًا سماويًا إلهيًا، سوف يراه الناس آتيًا فى مجد أبيه مع ملائكته (متى 16: 27)، وتأتمر مخلوقات السماء بأوامره، لأنه مخلوق أسمى من الملائكة، وسوف يرسلهم ليجمعوا من ملكوته كل الظالمين (متى 13: 14)، وسوف يظهر فى مجد أبيه (متى 16: 27). وحتى أثناء محاكمته من مجلس الكهنة، سُئل يسوع من رئيس الكهنة إن كان هو ابن الله. وهذا التعبير كان إشارة إلى المسِّيِّا، من عصر داود عليه السلام، وابن الله تعبير توراتى يعنى الرجل البار المؤمن المطيع لله، وكانوا يصفون المسِّيِّا به.
                  لقد استمد العهد الجديد سلطة يسوع كمسِّيِّا من كلمات الأنبياء يصورة مبالغ فيها، مقتطعين الجملة أو جزء الجملة من السياق، ليطبقوها قسرًا على يسوع. إلا أن شخصية المسِّيِّا فى العهد القديم تختلف اختلافًا جذريًا عن ما فهمه يهود العهد الجديد فى القرون الأولى، وإن شئت قلت كتبة الأناجيل ومن صدقهم وآمن بهم. أو ما أسموه المسيحية فيما بعد.
                  فالمسيح يُعرف فى العهد القديم أنه سيكون إنسان، وليس إلهًا متحولا إلى إنسان، وليس شخصية نموذجية بدون أخطاء أو زلات، (لأَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانٌ لاَ يُخْطِئُ) أخبار الأيام الثانى 6: 36، يُضاف إلى ذلك أنه مثل موسى سيتزوج النساء، ويُنجب ويموت، ويحارب ويقضى بين الناس، ويؤسس ملكوت الله، أى الدولة التى يحكمها شرع الله، ولم تكن شخصية إلهية نورانية. فالناس سوف تراه وتتعامل معه فى كل شىء، لذلك أسموه داود الثانى. وهو الذى لو آمن به بنو إسرئايل لنالت الخلاص من الله، كما أنه سيحررها من القمع الرومانى. لذلك أصاب الكثيرين خيبة الأمل، وطال عليهم الأمد، عندما علموا أن يسوع ليس المسِّيِّا، فادعى كثيرون بعد يسوع أنهم المسِّيِّا، وأرادوا أن يحرروا بنى إسرائيل من ربقة الإحتلال الرومانى.
                  وكانت كلمة المسيح تُعطى أيضًا لكل من أسدى خدمة أو معروفًا كبيرًا لشعب بنى إسرائيل، وليس شرطًا أن يكون من بنى إسرائيل حتى يُمسح، أو يكون مسيحًا للرب، لذلك أمر الرب أن يُعطى قورش الوثنى لقب مسيح (1هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ لِمَسِيحِهِ لِكُورَشَ الَّذِي أَمْسَكْتُ بِيَمِينِهِ لأَدُوسَ أَمَامَهُ أُمَماً ...) إشعياء 45: 1، وقد كان داود مسيحًا للرب على بنى إسرائيل (صموئيل الثانى 23: 1)، وهو قد زنى بجارته، امرأة أوريا الحثى، وقتل زوجها، حتى لا يُفتضح أمره بعد حملها منه (لا يؤمن المسلمون بهذه الحقارات فى شأن الأنبياء). فلم يكن قورش ولا داود من المعصومين من الأخطاء، ولا حتى من الكبائر، لذلك حدد سفر اللاويين الأضحية التى على الكاهن الممسوح أن يقدمها للرب إذا أخطأ (اللاويين 4: 3).
                  ولم يؤمن يهودى واحد أن المسِّيِّا سوف يأتى فاعلا للمعجزات أو شخصية إلهية متجسدة فى صورة بشر، بل آمنوا أنه سيكون من صفوف الفريسيين، الذين لم يؤمنوا إلا بناموس موسى، وكانوا يطبقونه حرفيًا دون مرونة، كما كانوا يحاولون إقامة ملكوت الله وشريعته. وآمنوا أنه سيختاره الله عادلا صدوقًا يحكم بشرع الله على كل البشر اليهودى والكافر، ولا ناسخ لدينه، وسوف يوحد كل الناس فى إمبراطورية واحدة، يحكمها هو بشرع الله تعالى، ويجعلهم يحيون حياة ترضى الله تعالى عنهم. فقد كانوا يعتبرونه إنسان المستقبل، الذى سوف يختاره الرب ويصطفيه من بين الناس، ليقيم حكم الله وملكوته على الأرض. كما أنه لا يقدر أن يغفر خطايا الناس، ولا فى مقدوره إنقاذ الناس روحيًا أو إنقاذهم فى الآخرة، إلا بعد توربتهم وعودتهم إلى الله تعالى وشريعته، ولم يعتبره اليهود مخلوقًا سماويًا نورانيًا، له ملائكة تُعضده، وتأتمر بأمره.
                  وعلى ذلك فشخصية المسِّيِّا هذه لا تنطبق على يسوع بأى حال من الأحوال: فهو لم يكن ملكًا، ولا قاضيًا، ولم يحكم بشرع الله، ولم يخلصهم من الرومان، بل كان خاضعًا لحكم قيصر، ويدفع له الجزية، ولم يوحدهم تحت راية واحدة، ولم يجمعهم على عبادة واحدة أو حياة واحدة ترضى الرب.
                  لقد ترجمت كلمة كريستوس على أنها المسيح (الممسوح بالزيت المقدس)، وترجمت أيضًا كلمة المسِّيِّا بكلمة المسيح، فاختلطت المفاهيم والمسيات الثلاثة، واصبحوا يشيرون إلى نفس الشخص فى العهد الجيد. وذلك على الرغم من أن شخص المسِّيِّا فى العهد القديم لا تشير إلى مخلوق إلهى أو حتى شبيه به، بل كانوا يعتبرونه إنسان المستقبل، الذى سوف يختاره الرب ويصطفيه من بين الناس، ليقيم حكمه ويطبق شريعته على الأرض. ولن يمده الرب بكل قوته، أو يعطيه ما له ليحكم بين الأحياء أو الموتى من السماء. وربما جاء الخلط بين المسِّيِّا وكريستوس أن كلا منهما سوف يكون قاضيًا، حاكمًا، عادلا، يتطلع إليه الناس، ليقيم عدل الله وشريعته بينهم، مع الفارق أن المسِّيِّا سيكون قاضيًا أرضيًا، فتطور فكرهم وجعلوه أيضًا قاضيًا سماويًا؛ حيث فقدوا الأمل فى مجىء المسِّيِّا الأرضى، وتحقيق عدل الله وشريعته على الأرض.
                  هذا ولم يقل يسوع إنه المسِّيِّا، وهو غير مسئول عن فهم تلاميذه أو غيرهم. إلا أن كتبة الأناجيل والمجامع الكنسية بمساعدة اليهود والرومان أرادوا عدم انتظار مسِّيِّا آخر، فمن مصلحة الرومان وأد أى محاولة للتحرر من ربقة الإستعمار الرومانى، ومن مصلحة اليهود عدم ذهاب الملكوت من بين أيديهم، فتآمروا على الرب ومسيحه، واعتبروا يسوع هو المسِّيِّا، حتى يكونوا فى حل من الإيمان بالمسِّيِّا عند ظهوره فى آخر الزمان، وذلك على الرغم من قول يسوع لهم: (33«اسْمَعُوا مَثَلاً آخَرَ: كَانَ إِنْسَانٌ رَبُّ بَيْتٍ غَرَسَ كَرْماً وَأَحَاطَهُ بِسِيَاجٍ وَحَفَرَ فِيهِ مَعْصَرَةً وَبَنَى بُرْجاً وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ. 34وَلَمَّا قَرُبَ وَقْتُ الأَثْمَارِ أَرْسَلَ عَبِيدَهُ إِلَى الْكَرَّامِينَ لِيَأْخُذَ أَثْمَارَهُ. 35فَأَخَذَ الْكَرَّامُونَ عَبِيدَهُ وَجَلَدُوا بَعْضاً وَقَتَلُوا بَعْضاً وَرَجَمُوا بَعْضاً. 36ثُمَّ أَرْسَلَ أَيْضاً عَبِيداً آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنَ الأَوَّلِينَ فَفَعَلُوا بِهِمْ كَذَلِكَ. 37فَأَخِيراً أَرْسَلَ إِلَيْهِمُ ابْنَهُ قَائِلاً: يَهَابُونَ ابْنِي! 38وَأَمَّا الْكَرَّامُونَ فَلَمَّا رَأَوْا الاِبْنَ قَالُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ: هَذَا هُوَ الْوَارِثُ. هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ وَنَأْخُذْ مِيرَاثَهُ! 39فَأَخَذُوهُ وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ. 40فَمَتَى جَاءَ صَاحِبُ الْكَرْمِ مَاذَا يَفْعَلُ بِأُولَئِكَ الْكَرَّامِينَ؟» 41قَالُوا لَهُ: «أُولَئِكَ الأَرْدِيَاءُ يُهْلِكُهُمْ هَلاَكاً رَدِيّاً وَيُسَلِّمُ الْكَرْمَ إِلَى كَرَّامِينَ آخَرِينَ يُعْطُونَهُ الأَثْمَارَ فِي أَوْقَاتِهَا». 42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ». 45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.) متى 21: 33-46
                  إن الكرامون هم بنو إسرائيل، والعبيد هم أنبياء الله ورسله إليهم، فمنهم من قتلوا ومنهم من رجموا، ورفضوا وصاية الله تعالى عليهم أو تعاليمه التى أرسلها على يد رسله، وظنوا أن هذه الكرمة (ملكوت الله) ستدوم لهم، فحكموا على أنفسهم أن مثل هؤلاء لا يؤتمنون على كرم الرب أى على شريعته، ولا بد أن يأخذها منهم ويعطيها لأمة تعمل أثماره. وفهم الفريسيون أنه تكلم عنهم، ولكنهم خافوا من الإمساك به، لأنه كان يؤمن به الجموع كنبى.
                  س204- كيف يعاهد الرب أو يعد ثم ينقض عهده؟ فهل هذا يليق بجلال الله؟ وما الذى حدث وفاجأ الرب فاضطره لتغيير ما اتفق عليه ووعد به عبده؟
                  ففى الوقت الذى يقرر الرب فيه أنه لا ينقض عهده (34لاَ أَنْقُضُ عَهْدِي وَلاَ أُغَيِّرُ مَا خَرَجَ مِنْ شَفَتَيَّ.) مزمور 89: 34، يقرر فى سفر زكريا أنه (10فَأَخَذْتُ عَصَايَ [نِعْمَةَ] وَقَصَفْتُهَا لأَنْقُضَ عَهْدِي الَّذِي قَطَعْتُهُ مَعَ كُلِّ الأَسْبَاطِ. 11فَنُقِضَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ ....) زكريا 11: 10-11
                  وتكرر هذا الأمر مرة أخرى: (17لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: لاَ يَنْقَطِعُ لِدَاوُدَ إِنْسَانٌ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ) إرمياء 33: 17، ثم نقض الرب هذا العهد بعدها بأربعة جُمَل فقط: (21فَإِنَّ عَهْدِي أَيْضاً مَعَ دَاوُدَ عَبْدِي يُنْقَضُ فَلاَ يَكُونُ لَهُ ابْنٌ مَالِكاً عَلَى كُرْسِيِّهِ وَمَعَ اللاَّوِيِّينَ الْكَهَنَةِ خَادِمِيَّ.) إرمياء 33: 21
                  فهل كذب الرب ولم يعد داود أن لا ينقطع نسله عن الملك؟ أم كان هذا خيال وأمنية كتبة هذه الأسفار، وهو ما لم يقله الرب؟
                  (13وَقَدْ رَأَيْتُ فِي أَنْبِيَاءِ السَّامِرَةِ حَمَاقَةً. تَنَبَّأُوا بِالْبَعْلِ وَأَضَلُّوا شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. 14وَفِي أَنْبِيَاءِ أُورُشَلِيمَ رَأَيْتُ مَا يُقْشَعَرُّ مِنْهُ. يَفْسِقُونَ وَيَسْلُكُونَ بِالْكَذِبِ وَيُشَدِّدُونَ أَيَادِيَ فَاعِلِي الشَّرِّ حَتَّى لاَ يَرْجِعُوا الْوَاحِدُ عَنْ شَرِّهِ. ..... . 16هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: لاَ تَسْمَعُوا لِكَلاَمِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ فَإِنَّهُمْ يَجْعَلُونَكُمْ بَاطِلاً. يَتَكَلَّمُونَ بِرُؤْيَا قَلْبِهِمْ لاَ عَنْ فَمِ الرَّبِّ.) إرميا 23: 13-16
                  (32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ].) إرمياء 23: 32
                  (33وَإِذَا سَأَلَكَ هَذَا الشَّعْبُ أَوْ نَبِيٌّ أَوْ كَاهِنٌ: [مَا وَحْيُ الرَّبِّ؟] فَقُلْ لَهُمْ: [أَيُّ وَحْيٍ؟ إِنِّي أَرْفُضُكُمْ - هُوَ قَوْلُ الرَّبِّ. 34فَالنَّبِيُّ أَوِ الْكَاهِنُ أَوِ الشَّعْبُ الَّذِي يَقُولُ: وَحْيُ الرَّبِّ - أُعَاقِبُ ذَلِكَ الرَّجُلَ وَبَيْتَهُ.) إرمياء 23: 33-34
                  9) (36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.) إرمياء 23: 36
                  10) (لاَ تَغِشَّكُمْ أَنْبِيَاؤُكُمُ الَّذِينَ فِي وَسَطِكُمْ وَعَرَّافُوكُمْ وَلاَ تَسْمَعُوا لأَحْلاَمِكُمُ الَّتِي تَتَحَلَّمُونَهَا. 9لأَنَّهُمْ إِنَّمَا يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ بِاسْمِي بِالْكَذِبِ. أَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ.) إرمياء 29: 8-9
                  11) (31اَلأَنْبِيَاءُ يَتَنَبَّأُونَ بِالْكَذِبِ وَالْكَهَنَةُ تَحْكُمُ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَشَعْبِي هَكَذَا أَحَبَّ.) إرمياء 5: 31
                  (3هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَيْلٌ لِلأَنْبِيَاءِ الْحَمْقَى الذَّاهِبِينَ وَرَاءَ رُوحِهِمْ وَلَمْ يَرُوا شَيْئاً. 4أَنْبِيَاؤُكَ يَا إِسْرَائِيلُ صَارُوا كَـالثَّعَالِبِ فِي الْخِرَبِ.) حزقيال 13: 3
                  س205- يقول الرب فى مزامير داود: (34لاَ أَنْقُضُ عَهْدِي وَلاَ أُغَيِّرُ مَا خَرَجَ مِنْ شَفَتَيَّ. 35مَرَّةً حَلَفْتُ بِقُدْسِي أَنِّي لاَ أَكْذِبُ لِدَاوُدَ. 36نَسْلُهُ إِلَى الدَّهْرِ يَكُونُ وَكُرْسِيُّهُ كَالشَّمْسِ أَمَامِي. 37مِثْلَ الْقَمَرِ يُثَبَّتُ إِلَى الدَّهْرِ. وَالشَّاهِدُ فِي السَّمَاءِ أَمِينٌ]. سِلاَهْ) مزمور 89: 34-37
                  إلا أنه نقض عهده مع داود، بعد أن حلف بقدسه، وها هو داود يُعاتب الرب على ذلك فيقول: (38لَكِنَّكَ رَفَضْتَ وَرَذَلْتَ. غَضِبْتَ عَلَى مَسِيحِكَ. 39نَقَضْتَ عَهْدَ عَبْدِكَ. نَجَّسْتَ تَاجَهُ فِي التُّرَابِ. 40هَدَمْتَ كُلَّ جُدْرَانِهِ. جَعَلْتَ حُصُونَهُ خَرَاباً. 41أَفْسَدَهُ كُلُّ عَابِرِي الطَّرِيقِ. صَارَ عَاراً عِنْدَ جِيرَانِهِ. 42رَفَعْتَ يَمِينَ مُضَايِقِيهِ. فَرَّحْتَ جَمِيعَ أَعْدَائِهِ. 43أَيْضاً رَدَدْتَ حَدَّ سَيْفِهِ وَلَمْ تَنْصُرْهُ فِي الْقِتَالِ. 44أَبْطَلْتَ بَهَاءَهُ وَأَلْقَيْتَ كُرْسِيَّهُ إِلَى الأَرْضِ. 45قَصَّرْتَ أَيَّامَ شَبَابِهِ. غَطَّيْتَهُ بِالْخِزْيِ. سِلاَهْ.) مزمور 89: 38-44
                  فكيف حلف الرب وحنث فى أيمانه؟ هل من جهل بما سيحدث فى المستقبل؟ هل من تغيير فى تصرف داود وزريته لم يكن فى حسبان الرب؟ أم لا يعدو الأمر غير تغيير فى حال الرب أو نفسيته؟ ولماذا حلف لداود بالذات أنه لا يكذب عليه؟ فهل هو يكذب فيما عدا ذلك إلا إذا أقسم؟ وإذا كان الرب قد سجل فى الكتاب المنتسب إليه أنه حلف لداود، فلماذا حرم الأيمان والقسم فى العهد الجديد؟ (33«أَيْضاً سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ:لاَ تَحْنَثْ بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ أَقْسَامَكَ. 34وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ لاَ بِالسَّمَاءِ لأَنَّهَا كُرْسِيُّ اللَّهِ 35وَلاَ بِالأَرْضِ لأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْهِ وَلاَ بِأُورُشَلِيمَ لأَنَّهَا مَدِينَةُ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ. 36وَلاَ تَحْلِفْ بِرَأْسِكَ لأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً بَيْضَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ. 37بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ.) متى 5: 33-37
                  وكيف تعدون تغيير الرب لشريعته من افعلوا إلى لا تفعلوا البتة؟ أليس هذا نسخ فى شريعة الرب؟
                  س206- لا تتعجب فهناك أمور تُفاجىء الرب، ولم تكن فى حسبانه: ترجمة كتاب الحياة: (وَقَالَ لِيَ الرَّبُّ: «.. .. .. .. 4لأَنَّهُمْ تَرَكُونِي، وَتَنَكَّرُوا لِهَذَا الْمَوْضِعِ وَدَنَّسُوهُ بِإِحْرَاقِ بَخُورٍ لِآلِهَةِ أَوْثَانٍ لَمْ يَعْرِفُوهَا لاَ هُمْ وَلاَ آبَاؤُهُمْ وَلاَ مُلُوكُ يَهُوذَا أَيْضاً، وَلأَنَّهُمْ مَلَأُوا هَذَا الْمَوْضِعَ مِنْ دَمِ الأَبْرِيَاءِ. 5وَبَنَوْا مُرْتَفَعَاتٍ لِعِبَادَةِ الْبَعْلِ لِيُحْرِقُوا بَنِيهِمْ بِالنَّارِ كَقَرَابِينِ مُحْرَقَاتٍ لِلْبَعْلِ مِمَّا لَمْ أُوْصِ بِهِ وَلَمْ أَتَحَدَّثْ عَنْهُ وَلَمْ يَخْطُرْ بِبَالِي) إرميا 19: 4-5
                  وفى الترجمة العربية المشتركة: (4لأنَّهُم تَرَكوني وشَوَّهوا هذا المَوضِعَ وبَخروا فيهِ لآلِهَةٍ أُخرى لا يَعرفونَها ولا عَرَفَها آباؤُهُم ولا مُلوكُ يَهوذا. ومَلأوا هذا المَوضعَ مِنْ دَمِ الأبرياءِ5وبَنَوا مذابِحَ لِلبَعلِ في المشارِفِ ليَحرقوا أولادَهُم بِالنَّارِ، وأنا ما أوصَيتُ بِذلِكَ ولا تَكَلَّمْتُ بهِ ولا خطَر بِبالي.) إرميا 19: 4-5
                  وفى ترجمة الآباء اليسوعيين: (... ولم يَخطُرْ بِبالي.) إرميا 19: 5
                  وفى ترجة فاندايك حُرفت إلى (... وَلاَ صَعِدَ عَلَى قَلْبِي.) إرميا 19: 5
                  فهل قال هذا الإله العليم بكل شىء؟ هل أراد أن يناقض أقواله السابقة من أنه علام الغيوب؟ هل أراد أن يفقد أتباعه الثقة فيه وبكلامه؟ أم أراد أن يُفهم الناس أنه توجد أشياء أو اختراعات من البشر تفاجىء الرب خالق البشر؟
                  ألم يقل كتاب الرب:
                  (أَيُّهَا الرَّبُّ الْقَدِيرُ مُخْتَبِرُ الصِّدِّيقِ وَالْمُطَّلِعُ عَلَى سَرَائِرِ النُّفُوسِ) إرميا 20: 12
                  (لأَنَّكَ تَعْرِفُ قَلْبَهُ، فَأَنْتَ وَحْدَكَ الْمُطَّلِعُ عَلَى دَخَائِلِ النَّاسِ) أَخْبَارِ الثَّانِي 6: 30
                  (لِذَلِكَ هُوَ مُطَّلِعٌ عَلَى أَعْمَالِهِمْ) أَيُّوبَ 34/25
                  (وَلَكِنَّ الرَّبَّ مُطَّلِعٌ عَلَى حَوَافِزِ الأَرْوَاحِ) الأَمْثَالِ 16: 2
                  (وَلَكِنَّ الرَّبَّ مُطَّلِعٌ عَلَى حَوَافِزِ الْقُلُوب.) الأمثال 21: 2
                  (ولَكِنِّي مُطَّلِعٌ عَلَى حَرَكَاتِكَ وَسَكَنَاتِكَ وَهَيَجَانِكَ عَلَيَّ) إشعياء 37: 27
                  س207- (6وَأَخَذَ يَهُوذَا زَوْجَةً لِعِيرٍ بِكْرِهِ اسْمُهَا ثَامَارُ. 7وَكَانَ عِيرٌ بِكْرُ يَهُوذَا شِرِّيراً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ فَأَمَاتَهُ الرَّبُّ. 8فَقَالَ يَهُوذَا لِأُونَانَ: «ادْخُلْ عَلَى امْرَأَةِ أَخِيكَ وَتَزَوَّجْ بِهَا وَأَقِمْ نَسْلاً لأَخِيكَ». 9فَعَلِمَ أُونَانُ أَنَّ النَّسْلَ لاَ يَكُونُ لَهُ. فَكَانَ إِذْ دَخَلَ عَلَى امْرَأَةِ أَخِيهِ أَنَّهُ أَفْسَدَ عَلَى الأَرْضِ لِكَيْ لاَ يُعْطِيَ نَسْلاً لأَخِيهِ. 10فَقَبُحَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ مَا فَعَلَهُ فَأَمَاتَهُ أَيْضاً. 11فَقَالَ يَهُوذَا لِثَامَارَ كَنَّتِهِ: «اقْعُدِي أَرْمَلَةً فِي بَيْتِ أَبِيكِ حَتَّى يَكْبُرَ شِيلَةُ ابْنِي». لأَنَّهُ قَالَ: «لَعَلَّهُ يَمُوتُ هُوَ أَيْضاً كَأَخَوَيْهِ». فَمَضَتْ ثَامَارُ وَقَعَدَتْ فِي بَيْتِ أَبِيهَا.) التكوين 38: 6-11
                  لماذا زوَّج يهوذا كنته من ابنه عير، ولم تكن شريعة موسى قد نزلت بعد؟ فماذا فعل عير حتى يميته الرب انتقامًا لشره؟ هل أنزل الرب شريعة ما ليُحاكم بها من لا يتبعها؟ وهل عدم زواجه من امرأة أخيه المتوفى أو حتى إنجابه منها تُعد عند الرب جريمة أكبر من عبادة الأوثان؟ لقد عبد سليمان الأوثان، ودعا لعبادتها، بل بنى لها المعابد، ولم يمته الرب! وقد زنى داود بامرأة جاره ولم يمته الرب! وقد زنى لوط بابنتيه ولم يمته الرب! بل لقد زنى يهوذا الأب مع ثامار زوجة ابنيه، ولم يعتبره الرب شرًا، فلم يمته. لماذا؟ بل لم يعاقب الرب يهوذا على زواجه من امرأة كنعانية، ولم يمته، فلماذا؟ (2وَنَظَرَ يَهُوذَا هُنَاكَ ابْنَةَ رَجُلٍ كَنْعَانِيٍّ اسْمُهُ شُوعٌ فَأَخَذَهَا وَدَخَلَ عَلَيْهَا 3فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتِ ابْناً وَدَعَا اسْمَهُ عِيراً.) تكوين 38: 2-3،
                  ولماذا ترك حواء وآدم ولم يمتهما للشر الذى فعلاه؟ فهل عبد عير بكر يهوذا الأوثان؟ وماذا فعل أونان ليميته الرب؟ ألم يعلم الرب أنه لم يكن قد أنزل ناموسًا وشريعة بعد حتى يحاسبه؟ فهل حاسبه الرب على ناموس موسى الذى أنزله بعد ذلك بمئات السنين؟
                  أما الأب المؤمن، الذى بمثابة النبى، فقد أساء تربية ابنه البكر، وأخيه أونان، فكيف ينتظر ثمرة صالحة ترضى الرب من سوء الخلق؟ وتشاءم من ثامار، وتركها فى بيته، حتى يكبر ابنه شيلة. فكيف يتشاءم الأب المؤمن من تصرف ما، هو بمثابة شرع الرب؟ وعندما علم يهوذا أن ثامار زنت، أراد أن يحرقها حية لزناها على الرغم من أنها كانت فى ذلك الوقت حاملا بجنين فى بطنها. فهل نبى الله أو الرجل المؤمن ينتقم من الأم وجنينها؟ وما ذنب هذا الجنين؟
                  لا يعرف الرب نفسه هذا، فقد أمر فى حروب بنى إسرائيل مع مخالفى العقيدة إبادة أطفالهم، وحتى الأجنة فى بطون أمهاتهم: (21وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ - حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. ... 24وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ.) يشوع 6: 21-24
                  (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً»)صموئيل الأول15: 3
                  (وَفِيمَا هُوَ صَاعِدٌ فِي الطَّرِيقِ إِذَا بِصِبْيَانٍ صِغَارٍ خَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ وَسَخِرُوا مِنْهُ وَقَالُوا لَهُ: [اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ! اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ!] 24فَالْتَفَتَ إِلَى وَرَائِهِ وَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ. فَخَرَجَتْ دُبَّتَانِ مِنَ الْوَعْرِ وَافْتَرَسَتَا مِنْهُمُ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَلَداً.) ملوك الثانى 2: 23-24
                  (8يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا! 9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!) مزامير 137: 8-9
                  (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16
                  (15كُلُّ مَنْ وُجِدَ يُطْعَنُ وَكُلُّ مَنِ انْحَاشَ يَسْقُطُ بِالسَّيْفِ. 16وَتُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ وَتُنْهَبُ بُيُوتُهُمْ وَتُفْضَحُ نِسَاؤُهُمْ. 17هَئَنَذَا أُهَيِّجُ عَلَيْهِمِ الْمَادِيِّينَ الَّذِينَ لاَ يَعْتَدُّونَ بِالْفِضَّةِ وَلاَ يُسَرُّونَ بِالذَّهَبِ 18فَتُحَطِّمُ الْقِسِيُّ الْفِتْيَانَ ولاَ يَرْحَمُونَ ثَمَرَةَ الْبَطْنِ. لاَ تُشْفِقُ عُيُونُهُمْ عَلَى الأَوْلاَدِ) أشعياء 13: 13-18
                  ولا تنس أمر إله المحبة فى النهاية: (10مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ الرَّبِّ بِرِخَاءٍ وَمَلْعُونٌ مَنْ يَمْنَعُ سَيْفَهُ عَنِ الدَّمِ.) إرمياء 48: 10
                  وعندما أثبتت له ثامار أن هذه ثمرة زناه هو بها، قال (هِيَ أَبَرُّ مِنِّي لأَنِّي لَمْ أُعْطِهَا لِشِيلَةَ ابْنِي) التكوين 38: 27، ما هذا الكلام؟وأى أحكام يتعلمها المؤمن من هذا الكلام؟ فكيف كانت أبر منه؟ أو ما هى أدلته على أنها أبر منه والاثنان عند الله وأمام القانون من المجرمين، لأنهما اقترفا الزنى؟ ألا تعتقد معى أن يهوذا كان من المنافقين، والراوغين، المتلاعبين بشرع الرب؟ ألم يكن كل هذا شرًا فى عينى الرب؟ فلماذا تركه ولم يمته كابنه البكر عير؟ وأين كان الشعب المؤمن الذى يقوده يهوذا بن يعقوب؟ لماذا لم يقيموا عليه هو الآخر الحد لجلب رضى الرب على الشعب كله.
                  لكن تستوقفنا نقطة هامة: لماذا أراد يهوذا إحراقها بالنار، والحرق بالنار كان عقوبة ابنة الكاهن الزانية، وهى عقوبة لم تنزل إلا على موسى؟ (9وَإِذَا تَدَنَّسَتِ ابْنَةُ كَاهِنٍ بِالزِّنَى فَقَدْ دَنَّسَتْ أَبَاهَا. بِالنَّارِ تُحْرَقُ.] لاويين 21: 9
                  فهل كانت هناك شريعة تُحرم الزنى؟ أم كان يحاكمها بشريعة الرب التى لم تنزل إلا بعد ذلك بمئات السنين؟
                  وأنجبت ثامار ابنين من واقعة الزنى هذه، هما فارص وزارح. ومن فارص هذا جاء نسب يسوع، الذى تؤلهونه، كما لو كان هذا الإله يستحين أجداده وما اقترفوه، وكما لو كان أعياه البحث عن أناس محترمين، يمكنه أن يخرج منهم!!
                  والغريب فى هذه العقوبة التى أنزلها الرب بأونان، أن الرب نفسه هو المخطىء، لأن الزواج من أساسه باطل: ألم يقل الرب؟ (21وَإِذَا أَخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةَ أَخِيهِ فَذَلِكَ نَجَاسَةٌ. قَدْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَخِيهِ. يَكُونَانِ عَقِيمَيْنِ.) اللاويين 20: 21
                  ومعنى (أَخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةَ أَخِيهِ) أى تزوجها كما قالت ترجمة كتاب الحياة وترجمات أخرى: (وَإِذَا تَزَوَّجَ رَجُلٌ امْرَأَةَ أَخِيهِ فَذَلِكَ نَجَاسَةٌ لأَنَّهُ كَشَفَ عَوْرَةَ أَخِيهِ. كِلاَهُمَا يَمُوتَانِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُعْقِبَا نَسْلاً.)اللاويين 20: 21 ترجمة كتاب الحياة
                  If a man marries his brother's wife, it is an act of impurity. He has violated his brother, and the guilty couple will remain childless. (NLT, NIV, )
                  ولو عاند أونان أبيه ولم يدخل بزوجته، لكانت عقوبته الرجم أمام المدينة، تنفيذًا لشرع الله، وقطعًا لتكرار عند أى إنسان مع أحد والديه!!
                  (18«إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ ابْنٌ مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لا يَسْمَعُ لِقَوْلِ أَبِيهِ وَلا لِقَوْلِ أُمِّهِ وَيُؤَدِّبَانِهِ فَلا يَسْمَعُ لهُمَا. 19يُمْسِكُهُ أَبُوهُ وَأُمُّهُ وَيَأْتِيَانِ بِهِ إِلى شُيُوخِ مَدِينَتِهِ وَإِلى بَابِ مَكَانِهِ 20وَيَقُولانِ لِشُيُوخِ مَدِينَتِهِ: ابْنُنَا هَذَا مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لا يَسْمَعُ لِقَوْلِنَا وَهُوَ مُسْرِفٌ وَسِكِّيرٌ. 21فَيَرْجُمُهُ جَمِيعُ رِجَالِ مَدِينَتِهِ بِحِجَارَةٍ حَتَّى يَمُوتَ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ وَيَسْمَعُ كُلُّ إِسْرَائِيل وَيَخَافُونَ.) التثنية 21: 18-21
                  والغريب أنك تقرأ فى تفاسيرهم أن الرب انتقم من يهوذا فى ذريته. أليس من العجيب أن ينتقم الرب من ذرية يهوذا ويترك يهوذا نفسه؟ أم ترى أن كاتب هذه القصة بهذه الكيفية أراد أن يُنفِّر بنى إسرائيل من الزواج بالكنعانيات، وأن يتخذوا العظة من هذه الرواية الوهمية؟
                  فى الحقيقة يؤمن المسلمون وأهل الكتاب أن الله تعالى أنزل على إبراهيم صحفًا، بها من تعاليم الله تعالى لبنى إبراهيم ما يمنعهم من الخبث والفجور والعصيان، ويأمرهم بعبادة الله وحده، وعدم الشرك به، ويأمرهم أيضًا بالبر والتقوى. وهى ما سمَّاها العهد القديم أناجيل إبراهيم، أى صحف أو كتب أو كتابات إبراهيم، وهذا دليل من الأدلة التى تشير إلى أن كلمة إنجيل تعنى فى الأساس كتاب:
                  وفى سابقة غير مسبوقة أغفلت ترجمة الفاندايك كلمة صحيفة أو إنجيل أو كتاب إبراهيم الأولى (سَبَقَ فَبَشَّرَ إِبْرَاهِيمَ) وذلك فى غلاطية 3: 8 (8وَالْكِتَابُ إِذْ سَبَقَ فَرَأَى أَنَّ اللهَ بِالإِيمَانِ يُبَرِّرُ الأُمَمَ، سَبَقَ فَبَشَّرَ إِبْرَاهِيمَ أَنْ «فِيكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ الأُمَمِ».)
                  والترجمة الإنجليزية ذكرتها فبشر الإنجيل مسبقًا إلى إبراهيم ، ومنهم من جعل (الإنجيل) البشارة السارة، وهى بالمفهوم المسيحى لا يعرف عنها العهد القديم ولا الأنبياء شيئًا. فلا تجسد ولا صلب ولا فداء ولا خطيئة أزلية يعرفها العهد القديم. وعلى ذلك إن ترجمتهم بالبشارة السارة لهو تدليس كبير على المسيحيين. وكلمة الكتاب تعنى الكتاب نفسه كتاب التوراة، أو تعنى محتواه كما يقول Thayer فى شرحه لمعنى كلمة Scripture برقم G1124.
                  (ALT, ASV, EMTV, ESV, Geneva, (ISV, KJV, KJV+, KJV-1611, KJVA, KJVA, KJVR, LITV, MKJV, Webster) proclaimed the Gospel beforehand to Abraham,
                  (CEV, BBE, Darby, Bishops, WNT, YLT) sent beforehand the Good News to Abraham,
                  ومنهم من عرف حجم المشكلة، ووخزه ضميره أن يُحرف فى الترجمة، فحذفها وتغاضى عن ذكر البشارة والإنجيل معًا مثل:
                  (DRB) told unto Abraham before
                  (Murdock) he preannounced it to Abraham
                  ومنهم من ترجم كلمة Gospel بالكتاب، مثلها مثل أول كلمة فى هذه الفقرة:
                  (GW) Scripture saw ahead of time that God would give his approval to non-Jewish people who have faith. So Scripture announced the Good News to Abraham ahead of time when it said, "Through you all the people of the world will be blessed."
                  وهو نفس المعنى الذى نريد أن نصل إليه أن الإنجيل كتاب وليست بشارة. ولو أردنا أن نجمع المعنيين سويًا كما فعلت التراجم لكان المعنى يُقصد به الكتاب الذى يحتوى على التعاليم والبشرى السارة لمن يتبع هذه التعاليم.
                  س208- ما هى الكاروبيم؟
                  ذكرت الكاروبيم على أنها ملائكة الله وحراس الجنة، أقامها الله خوفًا من عودة آدم إليها مرة أخرى: (24فَطَرَدَ الإِنْسَانَ وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ) تكوين 3: 24
                  وأنهم يحيطون بالرب وبالمركبة الإلهية وبالعرش الإلهي (حزقيال 1: 5-28) وتحت عرش الرب (حزقيال 11: 12).
                  وتقول دائرة المعارف الكتابية مادة (ملاك – ملائكة): (وكان الشيطان أحد الكروبيم، إذ يقول الله: أنت الكروب المنبسط المظلل وأقمتك. على جبل الله المقدس كنت. بين حجارة النار تمشيت. أنت كامل في طرقك من يوم خلقت، حتى وُجد فيك إثم" (حز 28: 13-15) – (الرجا الرجوع إلى مادة "إبليس" في موضوعها "من حرف الألف" بالجزء الأول من "دائرة المعارف الكتابية".)
                  لقد أمر الرب موسى  بتحريم صناعة الصور والتماثيل، سواء كانت تشبه مخلوقًا من مخلوقات الأرض أو السماء. (4لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ.) خروج 20: 4
                  والغريب أنك تقرأ فى الكتاب الذى ينبغى أن يكون كتاب الله، وينشر التوحيد بين عبَّاد الأوثان، أن الرب ينفسه يأمر موسى بعمل تابوت وأن يضع على غطائه الذهبى تمثالين لكاروبين: (17«وَتَصْنَعُ غِطَاءً مِنْ ذَهَبٍ نَقِيٍّ طُولُهُ ذِرَاعَانِ وَنِصْفٌ وَعَرْضُهُ ذِرَاعُ وَنِصْفٌ 18وَتَصْنَعُ كَرُوبَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ. صَنْعَةَ خِرَاطَةٍ تَصْنَعُهُمَا عَلَى طَرَفَيِ الْغِطَاءِ. 19فَاصْنَعْ كَرُوباً وَاحِداً عَلَى الطَّرَفِ مِنْ هُنَا وَكَرُوباً آخَرَ عَلَى الطَّرَفِ مِنْ هُنَاكَ. مِنَ الْغِطَاءِ تَصْنَعُونَ الْكَرُوبَيْنِ عَلَى طَرَفَيْهِ. 20وَيَكُونُ الْكَرُوبَانِ بَاسِطَيْنِ أَجْنِحَتَهُمَا إِلَى فَوْقُ مُظَلِّلَيْنِ بِأَجْنِحَتِهِمَا عَلَى الْغِطَاءِ وَوَجْهَاهُمَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى الآخَرِ. نَحْوَ الْغِطَاءِ يَكُونُ وَجْهَا الْكَرُوبَيْنِ.) الخروج 25: 17-20
                  فهل حرم الرب صناعة التماثيل، سواء للآلهة الأخرى أو الملائكة أو للإنسان، وأحلها الرب لبنى إسرائيل على تابوت عهده؟
                  ومما يثير العجب أن يؤمن أهل الكتاب أن الكاروبيم نوع من أنواع الملائكة، ويدَّعون أن الرب أمرهم بعمل تماثيل لهم، ووضعها على تابوت العهد (18وَتَصْنَعُ كَرُوبَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ. صَنْعَةَ خِرَاطَةٍ تَصْنَعُهُمَا عَلَى طَرَفَيِ الْغِطَاءِ. 19فَاصْنَعْ كَرُوباً وَاحِداً عَلَى الطَّرَفِ مِنْ هُنَا وَكَرُوباً آخَرَ عَلَى الطَّرَفِ مِنْ هُنَاكَ. مِنَ الْغِطَاءِ تَصْنَعُونَ الْكَرُوبَيْنِ عَلَى طَرَفَيْهِ.) خروج 25: 18-19
                  وكان منقوشًا على باب خيمة الاجتماع: (31وَتَصْنَعُ حِجَاباً مِنْ أَسْمَانْجُونِيٍّ وَأُرْجُوَانٍ وَقِرْمِزٍ وَبُوصٍ مَبْرُومٍ.صَنْعَةَ حَائِكٍ حَاذِقٍ يَصْنَعُهُ بِكَرُوبِيمَ)خروج 26: 31
                  بل وضع فى داخل قدس الأقداس كما فعل سليمان: (10وَعَمِلَ فِي بَيْتِ قُدْسِ الأَقْدَاسِ كَرُوبَيْنِ صَنَاعَةَ الصِّيَاغَةِ وَغَشَّاهُمَا بِذَهَبٍ.) أخبار الأيام الثانى 3: 10
                  بل تُستخدم هذه الملائكة فى ركوب الرب وتنقله فى السماء: (9طَأْطَأَ السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ وَضَبَابٌ تَحْتَ رِجْلَيْهِ. 10رَكِبَ عَلَى كَرُوبٍ وَطَارَ وَهَفَّ عَلَى أَجْنِحَةِ الرِّيَاحِ.) مزمور 18: 9-10
                  ويرى سفر حزقيال أن الكاروبيم كان فى الأساس شيطانًا، ارتقى إلى مرتبة الملائكة، ثم استكبر وطغى، وطرد من الجنة ومعه الكثيرون من الملائكة، الذين ضلوا بضلاله، أى هو إبليس، الشيطان الأكبر: (14أَنْتَ الْكَرُوبُ الْمُنْبَسِطُ الْمُظَلِّلُ. وَأَقَمْتُكَ. عَلَى جَبَلِ اللَّهِ الْمُقَدَّسِ كُنْتَ. بَيْنَ حِجَارَةِ النَّارِ تَمَشَّيْتَ. 15أَنْتَ كَـامِلٌ فِي طُرُقِكَ مِنْ يَوْمَ خُلِقْتَ حَتَّى وُجِدَ فِيكَ إِثْمٌ. 16بِكَثْرَةِ تِجَارَتِكَ مَلأُوا جَوْفَكَ ظُلْماً فَأَخْطَأْتَ. فَأَطْرَحُكَ مِنْ جَبَلِ اللَّهِ وَأُبِيدُكَ أَيُّهَا الْكَرُوبُ الْمُظَلِّلُ مِنْ بَيْنِ حِجَارَةِ النَّارِ.) حزقيال 28: 14-16
                  وهو إبليس، زهرة الصباح الساقطة من السماء: (12كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ بِنْتَ الصُّبْحِ؟ كَيْفَ قُطِعْتَ إِلَى الأَرْضِ يَا قَاهِرَ الأُمَمِ؟ 13وَأَنْتَ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللَّهِ وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ الاِجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي الشِّمَالِ. 14أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ. 15لَكِنَّكَ انْحَدَرْتَ إِلَى الْهَاوِيَةِ إِلَى أَسَافِلِ الْجُبِّ.) أشعياء 14: 12-14
                  إذن فقط سقط الكاروبيم منذ الأزل، وهو الشيطان الذى تمرد على الرب، ولم يطع أوامره، بل أراد أن يحتل عرش الرب، أو أن يعلو عليه، فطرده الرب. لكن كيف يرضى الرب فيما بعد أن يجعل هذا الشيطان على غطاء تابوته يعلوه والرب بداخله؟ أيكون الرب داخل التابوت مختبئًا، لا يظهر، ويأمر أن يكون الشيطان فوق التابوت ظاهرًا لكل الناس؟ وكيف يأمر موسى بصناعة تمثال له، لتخليد وجوده؟ وكيف كان يضعه سليمان داخل قدس الأقداس؟ تخيل لو كان الشيطان هذا هو إله هذا العالم (2 كو 4: 4) ورئيسه (يو 12: 31؛ 16: 11)، فماذا كان الشيطان آمرًا جنوده أو فاعلا غير الذى تقرأه فى الكتاب الذى ينبغى أن يكون مقدسًا؟
                  ولا أعرف إذا كان الكاروبيم من الأساس شيطانًا، وقبل خلق الإنسان، أصبح شيطانًا بعصيانه لله، فكيف يستغله الرب فى تنفيذ مهام ما له؟ فهل يفشل الرب دائمًا هو ملائكته لتنفيذ مراد الرب، ولا يتم هذا إلا بالإستعانة بالشيطان، كما حدث عندما اجتمع الرب وملائكته لإغواء أخاب، ففشلوا، وأنقذهم الشيطان بسعة أفقه وعلمه ومقدرته؟ (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22
                  وكيف استأمنه على حراسة الجنة من آدم وحواء؟ فهل كان الرب يعتبرهما أشد عداوة وأكثر فتكًا من الشياطين؟ وكيف لا يتنقل الرب إلا مستعينًا بشيطان يركبه؟ وهذا لا يثير تعجبك، فقد استعان الرب بالشيطان عدة مرات، فقد استعان به على إغواء أخاب، وتضليل أيوب واختبار قوة إيمانه. هل يريد الرب أن يقول إنه يجب أن يستعين الإنسان بالشيطان القادر على كل شىء بدلا من الرب الفاشل الذى يعتمد هو نفسه على الشيطان؟
                  وفى موقع سانت تكلا، تحت عنان (الشاروبيم وخدماتهم | الكاروبيم): يقول: (أما حوائط البيت فكانت أيضا منقوشة بكروبيم مع نخيل، وأيضا مصراعي الباب كانا منقوشين بالكروبيم (امل 6:27 -29 و 32 وأيضا 2 أخبار 3: 7)، وكان المقصود بكل ذلك هو الدلالة على وجود الله في الهيكل.). كيف يصبح تمثال الكاروبيم الرب نفسه أو التدليل على وجوده، ويقول عنه الكتاب أيضًا إنه الشيطان بعينه: "زهرة بنت الصبح" المطروح فى الهاوية، والمغضوب عليه من الرب؟ فلك أن تتخيل أن يُستدل على وجود الرب بتماثيل للشيطان!! ولك أن تتخيل أن يكون فوق تابوت الرب تمثالين بأجنحة للشياطين!!
                  غريبة جدًا حكايات الرب مع الشياطين فى هذا الكتاب، الذى يُنسب إلى الرب تأليفه. فمرة يُهادن الرب الشيطان، أو يساويه به فى الأضحيات، فيأمر نبيه هارون أن يأخذ تيسين، ويذبح أحدهما للرب، ويترك الآخر فى البرية للشيطان عزازيل (لاويين 16: 5-10)، أو يساويه بنفسه كما رأينا مع الكاروبيم.
                  ومرة تفشل ملائكة الرب والرب نفسه أن يجدوا حلا لإغواء أخاب، فيخترق الشيطان اجتماع الرب مع ملائكته، ويضع الحل أمامه، ويُسر الرب لهذا الحل، ويأمره أن يذهب ويفعل ما اتفقا عليه. (ملوك الأول 22: 19-22) وهكذا يثبت كتاب الرب أن الشيطان هو المخلوق الخارق، الذى لا يستغنى عنه الرب لحل مشاكله، وإدارة ملكوته! وبناءً على هذه النصوص يتساءل العقلاء: أيهما أهم الرب العاجز أم الشيطان القادر؟ وهل لو كتب الرب هذا لكان يفتخر به، ويمجد الشيطان فى كتابه؟ أم هذه دعوة شيطانية تمهيدًا لعبادة الشيطان نفسه؟
                  ومرة يسلط الشيطان على عبده أيوب لينال منه ويضلله (11وَلَكِنِ ابْسِطْ يَدَكَ الآنَ وَمَسَّ كُلَّ مَا لَهُ فَإِنَّهُ فِي وَجْهِكَ يُجَدِّفُ عَلَيْكَ]. 12فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [هُوَذَا كُلُّ مَا لَهُ فِي يَدِكَ وَإِنَّمَا إِلَيهِ لاَ تَمُدَّ يَدَكَ]. ثمَّ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنْ أَمَامِ وَجْهِ الرَّبِّ.) أيوب 2: 11-12
                  حتى الخطيئة الأولى التى اقترفها الشيطان بعصيانه الله تعالى، تبرأ منها الشيطان فى كتاب الرب المقدس، ولم تُذكر، وحمَّل الشيطان البشرية كلها وزر عصيانه هو لله، وخطيئته الأولى، فنسبها إلى حواء وآدم، واعتبر أن أكلهما من الشجرة هو الخطيئة الأولى والكبيرة فى حق الله تعالى التى لم يستطع أن يغفرها لكل البشر الذين توارثوها بالميلاد فقط. وإلا كيف أصبح الشيطان شيطانًا يعصى الله، ووسوس إلى حواء وأغراها بالأكل من الشجرة المحرمة عليهما، إلا إذا كان شيطانًا قبل آدم وحواء؟ فأين قصة عصيان الشيطان لله، وسببها؟
                  ناهيك عن قول الكتاب عن الشيطان إنه هو "إله هذا الدهر" (2 كو 4: 4) ، و"رئيس سلطان الهواء" (أف 2: 2)، و"رئيس هذا العالم" (يو 12: 31؛ 16: 11). فماذا كان سيكتب الشيطان فى كتابه، ويُمجد نفسه على حساب الرب، غير الذى نقرأه فى الكتاب المنسوب إلى الرب؟
                  س209- يؤمن المسيحيون أن الرب يتكون من ثلاثة أقانيم، كل أقنوم إله على حدة، لكنهم فى النهاية إله واحد، وليسوا ثلاثة آلهة.
                  فهل ذكرت كلمة أقنوم فى الكتاب المقدس بعهديه؟ لا.
                  هل شرح يسوع معنى ثلاثة فى واحد وواحد فى ثلاثة؟ لا.
                  هل شرح يسوع وضع كل أقنوم فى الثالوث؟ لا.
                  هل أوضح لهم متى اتحد اللاهوت بالناسوت؟ لا.
                  هل أوضح لهم كيف ولماذا اتحد اللاهوت بالناسوت؟ لا.
                  هل أوضح لهم حاجة اللاهوت للناسوت أو العكس؟ لا.
                  هل أوضح لهم لماذا كان يسجد الناسوت للاهوت وليس العكس؟ لا.
                  هل أوضح لهم لماذا كان يدعو الناسوت اللاهوت بإلهه، ولم يحدث العكس ؟ لا.
                  هل أوضح كيفية إنبثاق الروح القدس؟ وهل انبثق من الآب فقط، أم من الآب والابن؟ لا.
                  هل قال يسوع إنه والآب والروح القدس إله واحد؟ لا.
                  هل طالب يسوع تلاميذه أن يعمدوا الناس باسم الآب والابن والروح القدس؟ لا. والدليل على ذلك أن نص متى 28: 19، والذى يدعى أن يسوع طالب التلاميذ أن يعمدوا الناس باسم الآب والابن والروح القدس، لا ينتمى إلى أصل الكتاب. والدليل على ذلك أنه لم يعمِّد أحد من التلاميذ بهذه الصيغة، بل عمدوهم باسم يسوع، كما جاء فى كتاب (تاريخ الكنيسة) ليوسابيوس القيصرى، من القرن الرابع، ص100 أن يسوع طالب تلاميذه بالتعميد باسمه. (ك3، ف5)
                  وحتى نص يوحنا الأولى 5: 7 حُذف اليوم من التراجم الحديثة:
                  وقد وضعها مترجم كتاب الحياة بين قوسين معكوفين ، أى عدَّها عبارة تفسيرية ليست من أصل الكتاب!!
                  وفى الترجمة الكاثوليكية (العهد الجديد بمفرده) الطبعة الحادية عشر لدار المشرق بيروت لعام 1986 تجدهم قد حذفوا النص وكتبوها كالآتى: (7والذين يشهدون ثلاثة(1): 8الروح والماء والدم وهؤلاء الثلاثة متفقون).
                  وفى الهامش السفلى قالوا: (فى بعض الأصول: الأب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد. لم يرد ذلك فى الأصول اليونانية المعوَّل عليها ، والأرجح أنه شرح أدخل إلى المتن فى بعض النسخ.) ألا يثبت هذا التحريف عند العقلاء ولو بحسن نية؟
                  أما ترجمة الكاثوليك لدار المشرق ببيروت عام 1986 (الكتاب المقدس بعهديه) فقد أثبتتها ضمن النص ولم يعلق عليها فى تعليقه بنهاية الكتاب إلا ما يثبت حقيقة وحى هذا النص ، ويؤكد قانونيته.
                  أما الترجمة الكاثوليكية للأباء اليسوعيين الطبعة السادسة لعام 2000 فقد حذفتها من متن النص ص 779 وآثر ألا يُعلق عليها فى هوامشه حتى لا يفقد المؤمنين به إيمانهم بقدسية هذا الكتاب الذى يتلاعبون به.
                  أما مترجموا الترجمة العربية المشتركة فقد حذفوا النص ، لأنهم قرروا أنه ليس من وحى الله، ثم قالوا فى الهامش: هذه الإضافة وردت فى بعض المخطوطات اللاتينية القديمة.
                  ويقول موقع Biblegateway.comللكتاب المقدس على النت تعليقاً على هذه الفقرة إنها غير موجودة فى أى نسخة يونانية قبل القرن السادس عشر:
                  http://bible.gospelcom.net/passage/?...fen-NIV-30617a
                  a. 1 John 5:8 Late manuscripts of the Vulgate testify in heaven: the Father, the Word and the Holy Spirit, and these three are one. 8 And there are three that testify on earth: the (not found in any Greek manuscript before the sixteenth century)
                  وتعلق عليها ترجمة الملك جيمس الحديثة محاولة تجميل الواقع الذى ذكره التعليق على الترجمة أعلاه قائلة: إن أربع أو خمس مخطوطات متأخرة جدًا تحتوى على هذه الكلمات باليونانية، ولم يوضح بالطبع مدى هذا التأخير، والقرن الذى ترجع إليه، وهو بلا أدنى شك بعد القرن السادس عشر:
                  1 John 5:8 NU-Text and M-Text omit the words from in heaven (verse 7) through on earth (verse 8). Only four or five very late manuscripts contain these words in Greek.
                  http://bible.gospelcom.net/bible?sho...&language=engl...
                  ولو كان يسوع هو الله، فلماذا لم يخبرهم بذلك، ويطالبهم بعبادته والعمل على مرضاته؟
                  ولو كان يسوع هو الله فكيف سيخضع فى الآخرة لله مثل باقى خلق الله؟ كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
                  وكيف يكونان واحدًا، وأحدهما يخضع للآخر؟
                  ولو كان يسوع إلهًا فلماذا قال الكتاب عنه إنه عبد لله؟
                  أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه، ) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                  أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                  أعمال الرسل 4: 27 (27تحالَفَ حَقًّا في هذهِ المَدينةِ هِيرودُس وبُنْطيوس بيلاطُس والوَثَنِيُّونَ وشُعوبُ إِسرائيلَ على عَبدِكَ القُدُّوسِ يسوعَ الَّذي مَسَحتَه،) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                  أعمال الرسل 4: 30 (30باسِطًا يدَكَ لِيَجرِيَ الشِّفاءُ والآياتُ والأَعاجيبُ بِاسمِ عَبدِكَ القُدُّوسِ يَسوع)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                  وفى كل هذه النصوص فضلت النسخة التى يعتمد عليها الأرثوذكس، نسخة الفاندايك، وتراجم أخرى أيضًا أن تترجمها (فتاه أو ابنه)، الأمر الذى يعنى أن ابنه تعنى عبده المحبب، مصداقًا لقول يوحنا: (12وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.) يوحنا 1: 12-13

                  تعليق

                  • abubakr_3
                    مشرف عام

                    • 15 يون, 2006
                    • 849
                    • مسلم

                    #39
                    س202- من معجزات يسوع التى تحكيها الأناجيل أنه قام بشفاء العمى (بإذن الله). إلا أن فى هذه القصة العديد من التناقضات عند الأناجيل المختلفة. فقد حكاها متى ومرقس ولوقا
                    يقول متى (29وَفِيمَا هُمْ خَارِجُونَ مِنْ أَرِيحَا تَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ 30وَإِذَا أَعْمَيَانِ جَالِسَانِ عَلَى الطَّرِيقِ. فَلَمَّا سَمِعَا أَنَّ يَسُوعَ مُجْتَازٌ صَرَخَا قَائِلَيْنِ: «ارْحَمْنَا يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ». 31فَانْتَهَرَهُمَا الْجَمْعُ لِيَسْكُتَا فَكَانَا يَصْرَخَانِ أَكْثَرَ قَائِلَيْنِ: «ارْحَمْنَا يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ». 32فَوَقَفَ يَسُوعُ وَنَادَاهُمَا وَقَالَ: «مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَفْعَلَ بِكُمَا؟» 33قَالاَ لَهُ: «يَا سَيِّدُ أَنْ تَنْفَتِحَ أَعْيُنُنَا!» 34فَتَحَنَّنَ يَسُوعُ وَلَمَسَ أَعْيُنَهُمَا فَلِلْوَقْتِ أَبْصَرَتْ أَعْيُنُهُمَا فَتَبِعَاهُ.) متى 20-29-34
                    ويقول مرقس (46وَجَاءُوا إِلَى أَرِيحَا. وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ مِنْ أَرِيحَا مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَجَمْعٍ غَفِيرٍ كَانَ بَارْتِيمَاوُسُ الأَعْمَى ابْنُ تِيمَاوُسَ جَالِساً عَلَى الطَّرِيقِ يَسْتَعْطِي. 47فَلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ ابْتَدَأَ يَصْرُخُ وَيَقُولُ: «يَا يَسُوعُ ابْنَ دَاوُدَ ارْحَمْنِي!» 48فَانْتَهَرَهُ كَثِيرُونَ لِيَسْكُتَ فَصَرَخَ أَكْثَرَ كَثِيراً: «يَا ابْنَ دَاوُدَ ارْحَمْنِي». 49فَوَقَفَ يَسُوعُ وَأَمَرَ أَنْ يُنَادَى. فَنَادَوُا الأَعْمَى قَائِلِينَ لَهُ: «ثِقْ. قُمْ. هُوَذَا يُنَادِيكَ». 50فَطَرَحَ رِدَاءَهُ وَقَامَ وَجَاءَ إِلَى يَسُوعَ. 51فَسَأَلَهُ يَسُوعُ: «مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ؟» فَقَالَ لَهُ الأَعْمَى: «يَا سَيِّدِي أَنْ أُبْصِرَ». 52فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ. إِيمَانُكَ قَدْ شَفَاكَ». فَلِلْوَقْتِ أَبْصَرَ وَتَبِعَ يَسُوعَ فِي الطَّرِيقِ.) مرقس 10: 46-52
                    ويقول لوقا (35وَلَمَّا اقْتَرَبَ مِنْ أَرِيحَا كَانَ أَعْمَى جَالِساً علَى الطَّرِيقِ يَسْتَعْطِي. 36فَلَمَّا سَمِعَ الْجَمْعَ مُجْتَازاً سَأَلَ: «مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هَذَا؟» 37فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ مُجْتَازٌ. 38فَصَرَخَ: «يَا يَسُوعُ ابْنَ دَاوُدَ ارْحَمْنِي!». 39فَانْتَهَرَهُ الْمُتَقَدِّمُونَ لِيَسْكُتَ أَمَّا هُوَ فَصَرَخَ أَكْثَرَ كَثِيراً: «يَا ابْنَ دَاوُدَ ارْحَمْنِي». 40فَوَقَفَ يَسُوعُ وَأَمَرَ أَنْ يُقَدَّمَ إِلَيْهِ. وَلَمَّا اقْتَرَبَ سَأَلَهُ: 41«مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ؟» فَقَالَ: «يَا سَيِّدُ أَنْ أُبْصِرَ». 42فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَبْصِرْ. إِيمَانُكَ قَدْ شَفَاكَ». 43وَفِي الْحَالِ أَبْصَرَ وَتَبِعَهُ وَهُوَ يُمَجِّدُ اللهَ. وَجَمِيعُ الشَّعْبِ إِذْ رَأَوْا سَبَّحُوا اللهَ.) لوقا 18: 35-43
                    فنجد أن أول هذه الاختلافات هو المكان الذى حدثت فيه هذه المعجزة: فقد جاء عند لوقا أنها حدثت وهو فى طريقه إلى أريحا، أى قبل أن يدخلها. بينما حدثت عند متى ومرقس بعد أن زار أريحا، وهو فى طريقه خارجًا منها. فأين حدثت المعجزة بالضبط؟ هل لم يعرف وحى الرب ذلك؟ أم أن هذا الكتاب لا علاقة له بوحى الرب؟
                    كذلك كان عدد العمى الذين تم شفاءهم بإذن الله عند متى اثنان ينتظران يسوع، وهما غير معروفين، بينما كان الأعمى واحد فقط عند مرقس ولوقا واسمه ذكر فقط عند مرقس وهو (بَارْتِيمَاوُسُ ابْنُ تِيمَاوُسَ). فهل شفى يسوع واحدًا فقط أم اثنين؟
                    ولا سبيل لحل معضلة اختلافات الأناجيل فى الأرقام بين متى ولوقا أو مرقس. إلا أن بعض اللاهوتيين قد فبركوا حلا يبدو مناسبًا للقارىء غير العالم بجغرافية المكان. فقالوا: كان هناك مدينتان بنفس الاسم: أريحا القديمة، وأريحا الجديدة، وهما تبتعدان عن بعضهما البعض بضعة كيلومترات. وقام يسوع أولا بشفاء الأعمى أثناء خروجه من أريحا القديمة، كما ذكرها متى ومرقس، وعندما خرج من أريحا القديمة مع مرافقيه اتجهوا إلى أريحا الأخرى التى ذكرها لوقا.
                    إن هذه الفبركة لهى عدم احترام لعقلية القارىء، وتحريف قام به كُتَّاب ونُسَّاخ المخطوطات والأناجيل السابقين. فمتى تنتهى هذه اللعبة القذرة؟
                    إن هذا التحليل المتهافت الذى قاله أحد الذين لا يحترمون أنفسهم ولا أتباعهم لهو شرح واه ضعيف، وذلك لأنه عندما تحرك يسوع ومرافقوه فى داخل إطار أريحا أى فى المدينة القديمة (كما يدعى المفبرك) إلى المدينة الجديدة، كانوا بالفعل فى المدينة. فلا هم دخلوا أريحا، ولا هم خرجوا منها. وهذا يجعل الأناجيل الثلاثة فى تضارب وتخبط مع بعضهم البعض.
                    وفى مرقس جاء يسوع إلى بيت صيدا مع تلاميذه، ثم أتوا إليه برجل أعمى، فتفل يسوع فى يديه ومسح على عيني الرجل، وسأله هل يرى، فقال له الرجل إنه يرى الناس كأشجار تمشى على الأرض. وبعد المرة الثانية رأى الرجل بصورة طبيعية: (22وَجَاءَ إِلَى بَيْتِ صَيْدَا فَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَعْمَى وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمِسَهُ 23فَأَخَذَ بِيَدِ الأَعْمَى وَأَخْرَجَهُ إِلَى خَارِجِ الْقَرْيَةِ وَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ هَلْ أَبْصَرَ شَيْئاً؟ 24فَتَطَلَّعَ وَقَالَ: «أُبْصِرُ النَّاسَ كَأَشْجَارٍ يَمْشُونَ». 25ثُمَّ وَضَعَ يَدَيْهِ أَيْضاً عَلَى عَيْنَيْهِ وَجَعَلَهُ يَتَطَلَّعُ. فَعَادَ صَحِيحاً وَأَبْصَرَ كُلَّ إِنْسَانٍ جَلِيّاً. 26فَأَرْسَلَهُ إِلَى بَيْتِهِ قَائِلاً: «لاَ تَدْخُلِ الْقَرْيَةَ وَلاَ تَقُلْ لأَحَدٍ فِي الْقَرْيَةِ».) مرقس 8: 22-26
                    فهل أعمى بيت صيدا هذا هو نفسه الأعمى المذكور عند لوقا أم غيره؟ وهل شفاه يسوع فى بيت صيدا أم فى الطريق إلى أريحا، أى بعد خروجه منها؟ وماذا عن المولود أعمى الذى حكى عنه (يوحنا 9: 1-7)؟
                    وهل رأيتم إلهًا يخضع شفاؤه للناس للتجربة، ولا ينجح إلا من المحاولة الثانية؟ والعجيب أن يسوع لم يشترط عند مرقس إيمان الرجل ليتم الشفاء، كما اعتاد مع الناس:
                    (52فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ. إِيمَانُكَ قَدْ شَفَاكَ». فَلِلْوَقْتِ أَبْصَرَ وَتَبِعَ يَسُوعَ فِي الطَّرِيقِ.) مرقس 10: 52
                    (22فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَأَبْصَرَهَا فَقَالَ: «ثِقِي يَا ابْنَةُ. إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ». فَشُفِيَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ. ... 29حِينَئِذٍ لَمَسَ أَعْيُنَهُمَا قَائِلاً: «بِحَسَبِ إِيمَانِكُمَا لِيَكُنْ لَكُمَا».) متى 9: 22، و29
                    (42فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَبْصِرْ. إِيمَانُكَ قَدْ شَفَاكَ». 43وَفِي الْحَالِ أَبْصَرَ وَتَبِعَهُ وَهُوَ يُمَجِّدُ اللهَ. وَجَمِيعُ الشَّعْبِ إِذْ رَأَوْا سَبَّحُوا اللهَ.) لوقا 18: 42-43
                    والآن كم من العمى شفاهم يسوع؟ هل كان واحدًا فقط أم اثنين أم أكثر من ذلك؟ وهل ساعد إيمانهم فى شفائهم؟ أم رأوا لأنهم أرادوا ذلك (قيلت مع الأبرص مرقس 1: 41)؟ أم لأنهم آمنوا بيسوع إيمانًا شديدًا؟ وهل فعل يسوع ذلك بقدرته الشخصية أم بقوة الله؟ بقدرة الله تعالى، وهذا ما أقر به يسوع وخصومه:
                    يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً.)
                    وتؤيد باقى الأناجيل أقوال يسوع هذه: لوقا 11: 20 (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.)
                    متى 12: 28 (28وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللَّهِ!)
                    وأن الله هو الذى يرشده ويعلمه: يوحنا 5: 36 (....... لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
                    يوحنا 17: 4 (... الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
                    وشهد بذلك تلميذه بطرس: أعمال الرسل 2: 22 (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.)
                    وشهد بذلك خصومه، فها هو نيقوديموس رئيس اليهود يقول له: يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
                    وهل أراد يسوع أن يُثبت بمعجزاته أنه الله المستحق للعبادة أم أنه عبد الله ورسوله؟ لقد أراد يسوع أن يُثبت أنه رسول الله، وهذا هو الغرض من معجزاته، وكم من عشرات المرات قال وأقر وأثبت فهيا أنه رسول الله إلى بنى إسرائيل:
                    يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
                    يوحنا 5: 36 (36وَأَمَّا شأَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
                    يوحنا 5: 30 (..... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                    يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
                    يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
                    يوحنا 12: 49 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ.)
                    يوحنا 4: 34 (......... «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
                    يوحنا 12: 44 (44فَنَادَى يَسُوعُ: «الَّذِي يُؤْمِنُ بِي لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                    يوحنا 8: 40 (40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. ...)
                    يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
                    يوحنا 5: 24 (24اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
                    وماذا فهم من رأى معجزاته رأى العين؟ هل اعتقدوا فى ألوهيته؟ أم آمنوا أنه عبد الله ورسوله؟ بل ماذا رأى يسوع فى نفسه؟
                    لقد آمن الناس بنبوته، وهذا ما تقوله نصوص العهد الجديد، بل إنه سيكون فى الآخرة خاضعًا لله تعالى مثل باقى البشر. لقد أظهر يسوع مجد الله تعالى فى معجزاته التى نسبها لله تعالى: متى 9: 8 (8فَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعُ تَعَجَّبُوا وَمَجَّدُوا اللَّهَ الَّذِي أَعْطَى النَّاسَ سُلْطَاناً مِثْلَ هَذَا.)
                    وعندما أحيا ميت أرملة نايين أقر التلاميذ والجمع أنه نبى عظيم: لوقا 7: 15-16 (15فَجَلَسَ الْمَيْتُ وَابْتَدَأَ يَتَكَلَّمُ فَدَفَعَهُ إِلَى أُمِّهِ. 16فَأَخَذَ الْجَمِيعَ خَوْفٌ وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ: «قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ وَافْتَقَدَ اللهُ شَعْبَهُ».)
                    متى 21: 45-46 (45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.)
                    متى 21: 10-11 (10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».)
                    يوحنا 7: 40 (40فَكَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ لَمَّا سَمِعُوا هَذَا الْكلاَمَ قَالُوا: «هَذَا بِالْحَقِيقَةِ هُوَ النَّبِيُّ».)
                    يوحنا 6: 14 (14فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: «إِنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ!»)
                    2- يوحنا 9: 17 (17قَالُوا أَيْضاً لِلأَعْمَى: «مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟» فَقَالَ: «إِنَّهُ نَبِيٌّ».)
                    3- يوحنا 3: 19 (19قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ!)
                    وأقر بولس أن يسوع عبد خاضع لله تعالى فى الآخرة مثل باقى البشر: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
                    وأقر التلاميذ أن يسوع عبد الله ورسوله: أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، ....) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                    وأقر يسوع بأنه خاضع لإرادة الله تعالى ومشيئته: يوحنا 4: 34 (34قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
                    يوحنا 5: 30 (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                    متى 7: 21 (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) وتكررت فى لوقا 7: 21
                    فاحذر أنه: (40مَنْ يَقْبَلُكُمْ يَقْبَلُنِي وَمَنْ يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي. 41مَنْ يَقْبَلُ نَبِيّاً بِاسْمِ نَبِيٍّ فَأَجْرَ نَبِيٍّ يَأْخُذُ وَمَنْ يَقْبَلُ بَارّاً بِاسْمِ بَارٍّ فَأَجْرَ بَارٍّ يَأْخُذُ) متى 10: 40-41
                    س203- يعتبر العهد الجديد كريستوس والمسيح أوالمسِّيِّا شخصًا واحدًا: فقد قال أندراوس لأخيه: (41هَذَا وَجَدَ أَوَّلاً أَخَاهُ سِمْعَانَ فَقَالَ لَهُ: «قَدْ وَجَدْنَا مَسِيَّا» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: الْمَسِيحُ).) يوحنا 1: 41، وقالت المرأة السامرية: (25قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَسِيَّا الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحُ يَأْتِي. فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيْءٍ».) يوحنا 4: 25
                    وهذا المسِّيِّا يتمتع بوضع خاص، فهو يمكنه شفاء المرضى، وغفران خطايا الناس، وهو جزء من أعمال يسوع (متى 9: 2؛ لوقا 5: 20). كما يعتبره العهد الجديد مخلوقًا سماويًا إلهيًا، سوف يراه الناس آتيًا فى مجد أبيه مع ملائكته (متى 16: 27)، وتأتمر مخلوقات السماء بأوامره، لأنه مخلوق أسمى من الملائكة، وسوف يرسلهم ليجمعوا من ملكوته كل الظالمين (متى 13: 14)، وسوف يظهر فى مجد أبيه (متى 16: 27). وحتى أثناء محاكمته من مجلس الكهنة، سُئل يسوع من رئيس الكهنة إن كان هو ابن الله. وهذا التعبير كان إشارة إلى المسِّيِّا، من عصر داود عليه السلام، وابن الله تعبير توراتى يعنى الرجل البار المؤمن المطيع لله، وكانوا يصفون المسِّيِّا به.
                    لقد استمد العهد الجديد سلطة يسوع كمسِّيِّا من كلمات الأنبياء يصورة مبالغ فيها، مقتطعين الجملة أو جزء الجملة من السياق، ليطبقوها قسرًا على يسوع. إلا أن شخصية المسِّيِّا فى العهد القديم تختلف اختلافًا جذريًا عن ما فهمه يهود العهد الجديد فى القرون الأولى، وإن شئت قلت كتبة الأناجيل ومن صدقهم وآمن بهم. أو ما أسموه المسيحية فيما بعد.
                    فالمسيح يُعرف فى العهد القديم أنه سيكون إنسان، وليس إلهًا متحولا إلى إنسان، وليس شخصية نموذجية بدون أخطاء أو زلات، (لأَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانٌ لاَ يُخْطِئُ) أخبار الأيام الثانى 6: 36، يُضاف إلى ذلك أنه مثل موسى سيتزوج النساء، ويُنجب ويموت، ويحارب ويقضى بين الناس، ويؤسس ملكوت الله، أى الدولة التى يحكمها شرع الله، ولم تكن شخصية إلهية نورانية. فالناس سوف تراه وتتعامل معه فى كل شىء، لذلك أسموه داود الثانى. وهو الذى لو آمن به بنو إسرئايل لنالت الخلاص من الله، كما أنه سيحررها من القمع الرومانى. لذلك أصاب الكثيرين خيبة الأمل، وطال عليهم الأمد، عندما علموا أن يسوع ليس المسِّيِّا، فادعى كثيرون بعد يسوع أنهم المسِّيِّا، وأرادوا أن يحرروا بنى إسرائيل من ربقة الإحتلال الرومانى.
                    وكانت كلمة المسيح تُعطى أيضًا لكل من أسدى خدمة أو معروفًا كبيرًا لشعب بنى إسرائيل، وليس شرطًا أن يكون من بنى إسرائيل حتى يُمسح، أو يكون مسيحًا للرب، لذلك أمر الرب أن يُعطى قورش الوثنى لقب مسيح (1هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ لِمَسِيحِهِ لِكُورَشَ الَّذِي أَمْسَكْتُ بِيَمِينِهِ لأَدُوسَ أَمَامَهُ أُمَماً ...) إشعياء 45: 1، وقد كان داود مسيحًا للرب على بنى إسرائيل (صموئيل الثانى 23: 1)، وهو قد زنى بجارته، امرأة أوريا الحثى، وقتل زوجها، حتى لا يُفتضح أمره بعد حملها منه (لا يؤمن المسلمون بهذه الحقارات فى شأن الأنبياء). فلم يكن قورش ولا داود من المعصومين من الأخطاء، ولا حتى من الكبائر، لذلك حدد سفر اللاويين الأضحية التى على الكاهن الممسوح أن يقدمها للرب إذا أخطأ (اللاويين 4: 3).
                    ولم يؤمن يهودى واحد أن المسِّيِّا سوف يأتى فاعلا للمعجزات أو شخصية إلهية متجسدة فى صورة بشر، بل آمنوا أنه سيكون من صفوف الفريسيين، الذين لم يؤمنوا إلا بناموس موسى، وكانوا يطبقونه حرفيًا دون مرونة، كما كانوا يحاولون إقامة ملكوت الله وشريعته. وآمنوا أنه سيختاره الله عادلا صدوقًا يحكم بشرع الله على كل البشر اليهودى والكافر، ولا ناسخ لدينه، وسوف يوحد كل الناس فى إمبراطورية واحدة، يحكمها هو بشرع الله تعالى، ويجعلهم يحيون حياة ترضى الله تعالى عنهم. فقد كانوا يعتبرونه إنسان المستقبل، الذى سوف يختاره الرب ويصطفيه من بين الناس، ليقيم حكم الله وملكوته على الأرض. كما أنه لا يقدر أن يغفر خطايا الناس، ولا فى مقدوره إنقاذ الناس روحيًا أو إنقاذهم فى الآخرة، إلا بعد توربتهم وعودتهم إلى الله تعالى وشريعته، ولم يعتبره اليهود مخلوقًا سماويًا نورانيًا، له ملائكة تُعضده، وتأتمر بأمره.
                    وعلى ذلك فشخصية المسِّيِّا هذه لا تنطبق على يسوع بأى حال من الأحوال: فهو لم يكن ملكًا، ولا قاضيًا، ولم يحكم بشرع الله، ولم يخلصهم من الرومان، بل كان خاضعًا لحكم قيصر، ويدفع له الجزية، ولم يوحدهم تحت راية واحدة، ولم يجمعهم على عبادة واحدة أو حياة واحدة ترضى الرب.
                    لقد ترجمت كلمة كريستوس على أنها المسيح (الممسوح بالزيت المقدس)، وترجمت أيضًا كلمة المسِّيِّا بكلمة المسيح، فاختلطت المفاهيم والمسيات الثلاثة، واصبحوا يشيرون إلى نفس الشخص فى العهد الجيد. وذلك على الرغم من أن شخص المسِّيِّا فى العهد القديم لا تشير إلى مخلوق إلهى أو حتى شبيه به، بل كانوا يعتبرونه إنسان المستقبل، الذى سوف يختاره الرب ويصطفيه من بين الناس، ليقيم حكمه ويطبق شريعته على الأرض. ولن يمده الرب بكل قوته، أو يعطيه ما له ليحكم بين الأحياء أو الموتى من السماء. وربما جاء الخلط بين المسِّيِّا وكريستوس أن كلا منهما سوف يكون قاضيًا، حاكمًا، عادلا، يتطلع إليه الناس، ليقيم عدل الله وشريعته بينهم، مع الفارق أن المسِّيِّا سيكون قاضيًا أرضيًا، فتطور فكرهم وجعلوه أيضًا قاضيًا سماويًا؛ حيث فقدوا الأمل فى مجىء المسِّيِّا الأرضى، وتحقيق عدل الله وشريعته على الأرض.
                    هذا ولم يقل يسوع إنه المسِّيِّا، وهو غير مسئول عن فهم تلاميذه أو غيرهم. إلا أن كتبة الأناجيل والمجامع الكنسية بمساعدة اليهود والرومان أرادوا عدم انتظار مسِّيِّا آخر، فمن مصلحة الرومان وأد أى محاولة للتحرر من ربقة الإستعمار الرومانى، ومن مصلحة اليهود عدم ذهاب الملكوت من بين أيديهم، فتآمروا على الرب ومسيحه، واعتبروا يسوع هو المسِّيِّا، حتى يكونوا فى حل من الإيمان بالمسِّيِّا عند ظهوره فى آخر الزمان، وذلك على الرغم من قول يسوع لهم: (33«اسْمَعُوا مَثَلاً آخَرَ: كَانَ إِنْسَانٌ رَبُّ بَيْتٍ غَرَسَ كَرْماً وَأَحَاطَهُ بِسِيَاجٍ وَحَفَرَ فِيهِ مَعْصَرَةً وَبَنَى بُرْجاً وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ. 34وَلَمَّا قَرُبَ وَقْتُ الأَثْمَارِ أَرْسَلَ عَبِيدَهُ إِلَى الْكَرَّامِينَ لِيَأْخُذَ أَثْمَارَهُ. 35فَأَخَذَ الْكَرَّامُونَ عَبِيدَهُ وَجَلَدُوا بَعْضاً وَقَتَلُوا بَعْضاً وَرَجَمُوا بَعْضاً. 36ثُمَّ أَرْسَلَ أَيْضاً عَبِيداً آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنَ الأَوَّلِينَ فَفَعَلُوا بِهِمْ كَذَلِكَ. 37فَأَخِيراً أَرْسَلَ إِلَيْهِمُ ابْنَهُ قَائِلاً: يَهَابُونَ ابْنِي! 38وَأَمَّا الْكَرَّامُونَ فَلَمَّا رَأَوْا الاِبْنَ قَالُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ: هَذَا هُوَ الْوَارِثُ. هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ وَنَأْخُذْ مِيرَاثَهُ! 39فَأَخَذُوهُ وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ. 40فَمَتَى جَاءَ صَاحِبُ الْكَرْمِ مَاذَا يَفْعَلُ بِأُولَئِكَ الْكَرَّامِينَ؟» 41قَالُوا لَهُ: «أُولَئِكَ الأَرْدِيَاءُ يُهْلِكُهُمْ هَلاَكاً رَدِيّاً وَيُسَلِّمُ الْكَرْمَ إِلَى كَرَّامِينَ آخَرِينَ يُعْطُونَهُ الأَثْمَارَ فِي أَوْقَاتِهَا». 42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ». 45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.) متى 21: 33-46
                    إن الكرامون هم بنو إسرائيل، والعبيد هم أنبياء الله ورسله إليهم، فمنهم من قتلوا ومنهم من رجموا، ورفضوا وصاية الله تعالى عليهم أو تعاليمه التى أرسلها على يد رسله، وظنوا أن هذه الكرمة (ملكوت الله) ستدوم لهم، فحكموا على أنفسهم أن مثل هؤلاء لا يؤتمنون على كرم الرب أى على شريعته، ولا بد أن يأخذها منهم ويعطيها لأمة تعمل أثماره. وفهم الفريسيون أنه تكلم عنهم، ولكنهم خافوا من الإمساك به، لأنه كان يؤمن به الجموع كنبى.
                    س204- كيف يعاهد الرب أو يعد ثم ينقض عهده؟ فهل هذا يليق بجلال الله؟ وما الذى حدث وفاجأ الرب فاضطره لتغيير ما اتفق عليه ووعد به عبده؟
                    ففى الوقت الذى يقرر الرب فيه أنه لا ينقض عهده (34لاَ أَنْقُضُ عَهْدِي وَلاَ أُغَيِّرُ مَا خَرَجَ مِنْ شَفَتَيَّ.) مزمور 89: 34، يقرر فى سفر زكريا أنه (10فَأَخَذْتُ عَصَايَ [نِعْمَةَ] وَقَصَفْتُهَا لأَنْقُضَ عَهْدِي الَّذِي قَطَعْتُهُ مَعَ كُلِّ الأَسْبَاطِ. 11فَنُقِضَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ ....) زكريا 11: 10-11
                    وتكرر هذا الأمر مرة أخرى: (17لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: لاَ يَنْقَطِعُ لِدَاوُدَ إِنْسَانٌ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ) إرمياء 33: 17، ثم نقض الرب هذا العهد بعدها بأربعة جُمَل فقط: (21فَإِنَّ عَهْدِي أَيْضاً مَعَ دَاوُدَ عَبْدِي يُنْقَضُ فَلاَ يَكُونُ لَهُ ابْنٌ مَالِكاً عَلَى كُرْسِيِّهِ وَمَعَ اللاَّوِيِّينَ الْكَهَنَةِ خَادِمِيَّ.) إرمياء 33: 21
                    فهل كذب الرب ولم يعد داود أن لا ينقطع نسله عن الملك؟ أم كان هذا خيال وأمنية كتبة هذه الأسفار، وهو ما لم يقله الرب؟
                    (13وَقَدْ رَأَيْتُ فِي أَنْبِيَاءِ السَّامِرَةِ حَمَاقَةً. تَنَبَّأُوا بِالْبَعْلِ وَأَضَلُّوا شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. 14وَفِي أَنْبِيَاءِ أُورُشَلِيمَ رَأَيْتُ مَا يُقْشَعَرُّ مِنْهُ. يَفْسِقُونَ وَيَسْلُكُونَ بِالْكَذِبِ وَيُشَدِّدُونَ أَيَادِيَ فَاعِلِي الشَّرِّ حَتَّى لاَ يَرْجِعُوا الْوَاحِدُ عَنْ شَرِّهِ. ..... . 16هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: لاَ تَسْمَعُوا لِكَلاَمِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ فَإِنَّهُمْ يَجْعَلُونَكُمْ بَاطِلاً. يَتَكَلَّمُونَ بِرُؤْيَا قَلْبِهِمْ لاَ عَنْ فَمِ الرَّبِّ.) إرميا 23: 13-16
                    (32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ].) إرمياء 23: 32
                    (33وَإِذَا سَأَلَكَ هَذَا الشَّعْبُ أَوْ نَبِيٌّ أَوْ كَاهِنٌ: [مَا وَحْيُ الرَّبِّ؟] فَقُلْ لَهُمْ: [أَيُّ وَحْيٍ؟ إِنِّي أَرْفُضُكُمْ - هُوَ قَوْلُ الرَّبِّ. 34فَالنَّبِيُّ أَوِ الْكَاهِنُ أَوِ الشَّعْبُ الَّذِي يَقُولُ: وَحْيُ الرَّبِّ - أُعَاقِبُ ذَلِكَ الرَّجُلَ وَبَيْتَهُ.) إرمياء 23: 33-34
                    9) (36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.) إرمياء 23: 36
                    10) (لاَ تَغِشَّكُمْ أَنْبِيَاؤُكُمُ الَّذِينَ فِي وَسَطِكُمْ وَعَرَّافُوكُمْ وَلاَ تَسْمَعُوا لأَحْلاَمِكُمُ الَّتِي تَتَحَلَّمُونَهَا. 9لأَنَّهُمْ إِنَّمَا يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ بِاسْمِي بِالْكَذِبِ. أَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ.) إرمياء 29: 8-9
                    11) (31اَلأَنْبِيَاءُ يَتَنَبَّأُونَ بِالْكَذِبِ وَالْكَهَنَةُ تَحْكُمُ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَشَعْبِي هَكَذَا أَحَبَّ.) إرمياء 5: 31
                    (3هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَيْلٌ لِلأَنْبِيَاءِ الْحَمْقَى الذَّاهِبِينَ وَرَاءَ رُوحِهِمْ وَلَمْ يَرُوا شَيْئاً. 4أَنْبِيَاؤُكَ يَا إِسْرَائِيلُ صَارُوا كَـالثَّعَالِبِ فِي الْخِرَبِ.) حزقيال 13: 3
                    س205- يقول الرب فى مزامير داود: (34لاَ أَنْقُضُ عَهْدِي وَلاَ أُغَيِّرُ مَا خَرَجَ مِنْ شَفَتَيَّ. 35مَرَّةً حَلَفْتُ بِقُدْسِي أَنِّي لاَ أَكْذِبُ لِدَاوُدَ. 36نَسْلُهُ إِلَى الدَّهْرِ يَكُونُ وَكُرْسِيُّهُ كَالشَّمْسِ أَمَامِي. 37مِثْلَ الْقَمَرِ يُثَبَّتُ إِلَى الدَّهْرِ. وَالشَّاهِدُ فِي السَّمَاءِ أَمِينٌ]. سِلاَهْ) مزمور 89: 34-37
                    إلا أنه نقض عهده مع داود، بعد أن حلف بقدسه، وها هو داود يُعاتب الرب على ذلك فيقول: (38لَكِنَّكَ رَفَضْتَ وَرَذَلْتَ. غَضِبْتَ عَلَى مَسِيحِكَ. 39نَقَضْتَ عَهْدَ عَبْدِكَ. نَجَّسْتَ تَاجَهُ فِي التُّرَابِ. 40هَدَمْتَ كُلَّ جُدْرَانِهِ. جَعَلْتَ حُصُونَهُ خَرَاباً. 41أَفْسَدَهُ كُلُّ عَابِرِي الطَّرِيقِ. صَارَ عَاراً عِنْدَ جِيرَانِهِ. 42رَفَعْتَ يَمِينَ مُضَايِقِيهِ. فَرَّحْتَ جَمِيعَ أَعْدَائِهِ. 43أَيْضاً رَدَدْتَ حَدَّ سَيْفِهِ وَلَمْ تَنْصُرْهُ فِي الْقِتَالِ. 44أَبْطَلْتَ بَهَاءَهُ وَأَلْقَيْتَ كُرْسِيَّهُ إِلَى الأَرْضِ. 45قَصَّرْتَ أَيَّامَ شَبَابِهِ. غَطَّيْتَهُ بِالْخِزْيِ. سِلاَهْ.) مزمور 89: 38-44
                    فكيف حلف الرب وحنث فى أيمانه؟ هل من جهل بما سيحدث فى المستقبل؟ هل من تغيير فى تصرف داود وزريته لم يكن فى حسبان الرب؟ أم لا يعدو الأمر غير تغيير فى حال الرب أو نفسيته؟ ولماذا حلف لداود بالذات أنه لا يكذب عليه؟ فهل هو يكذب فيما عدا ذلك إلا إذا أقسم؟ وإذا كان الرب قد سجل فى الكتاب المنتسب إليه أنه حلف لداود، فلماذا حرم الأيمان والقسم فى العهد الجديد؟ (33«أَيْضاً سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ:لاَ تَحْنَثْ بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ أَقْسَامَكَ. 34وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ لاَ بِالسَّمَاءِ لأَنَّهَا كُرْسِيُّ اللَّهِ 35وَلاَ بِالأَرْضِ لأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْهِ وَلاَ بِأُورُشَلِيمَ لأَنَّهَا مَدِينَةُ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ. 36وَلاَ تَحْلِفْ بِرَأْسِكَ لأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً بَيْضَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ. 37بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ.) متى 5: 33-37
                    وكيف تعدون تغيير الرب لشريعته من افعلوا إلى لا تفعلوا البتة؟ أليس هذا نسخ فى شريعة الرب؟
                    س206- لا تتعجب فهناك أمور تُفاجىء الرب، ولم تكن فى حسبانه: ترجمة كتاب الحياة: (وَقَالَ لِيَ الرَّبُّ: «.. .. .. .. 4لأَنَّهُمْ تَرَكُونِي، وَتَنَكَّرُوا لِهَذَا الْمَوْضِعِ وَدَنَّسُوهُ بِإِحْرَاقِ بَخُورٍ لِآلِهَةِ أَوْثَانٍ لَمْ يَعْرِفُوهَا لاَ هُمْ وَلاَ آبَاؤُهُمْ وَلاَ مُلُوكُ يَهُوذَا أَيْضاً، وَلأَنَّهُمْ مَلَأُوا هَذَا الْمَوْضِعَ مِنْ دَمِ الأَبْرِيَاءِ. 5وَبَنَوْا مُرْتَفَعَاتٍ لِعِبَادَةِ الْبَعْلِ لِيُحْرِقُوا بَنِيهِمْ بِالنَّارِ كَقَرَابِينِ مُحْرَقَاتٍ لِلْبَعْلِ مِمَّا لَمْ أُوْصِ بِهِ وَلَمْ أَتَحَدَّثْ عَنْهُ وَلَمْ يَخْطُرْ بِبَالِي) إرميا 19: 4-5
                    وفى الترجمة العربية المشتركة: (4لأنَّهُم تَرَكوني وشَوَّهوا هذا المَوضِعَ وبَخروا فيهِ لآلِهَةٍ أُخرى لا يَعرفونَها ولا عَرَفَها آباؤُهُم ولا مُلوكُ يَهوذا. ومَلأوا هذا المَوضعَ مِنْ دَمِ الأبرياءِ5وبَنَوا مذابِحَ لِلبَعلِ في المشارِفِ ليَحرقوا أولادَهُم بِالنَّارِ، وأنا ما أوصَيتُ بِذلِكَ ولا تَكَلَّمْتُ بهِ ولا خطَر بِبالي.) إرميا 19: 4-5
                    وفى ترجمة الآباء اليسوعيين: (... ولم يَخطُرْ بِبالي.) إرميا 19: 5
                    وفى ترجة فاندايك حُرفت إلى (... وَلاَ صَعِدَ عَلَى قَلْبِي.) إرميا 19: 5
                    فهل قال هذا الإله العليم بكل شىء؟ هل أراد أن يناقض أقواله السابقة من أنه علام الغيوب؟ هل أراد أن يفقد أتباعه الثقة فيه وبكلامه؟ أم أراد أن يُفهم الناس أنه توجد أشياء أو اختراعات من البشر تفاجىء الرب خالق البشر؟
                    ألم يقل كتاب الرب:
                    (أَيُّهَا الرَّبُّ الْقَدِيرُ مُخْتَبِرُ الصِّدِّيقِ وَالْمُطَّلِعُ عَلَى سَرَائِرِ النُّفُوسِ) إرميا 20: 12
                    (لأَنَّكَ تَعْرِفُ قَلْبَهُ، فَأَنْتَ وَحْدَكَ الْمُطَّلِعُ عَلَى دَخَائِلِ النَّاسِ) أَخْبَارِ الثَّانِي 6: 30
                    (لِذَلِكَ هُوَ مُطَّلِعٌ عَلَى أَعْمَالِهِمْ) أَيُّوبَ 34/25
                    (وَلَكِنَّ الرَّبَّ مُطَّلِعٌ عَلَى حَوَافِزِ الأَرْوَاحِ) الأَمْثَالِ 16: 2
                    (وَلَكِنَّ الرَّبَّ مُطَّلِعٌ عَلَى حَوَافِزِ الْقُلُوب.) الأمثال 21: 2
                    (ولَكِنِّي مُطَّلِعٌ عَلَى حَرَكَاتِكَ وَسَكَنَاتِكَ وَهَيَجَانِكَ عَلَيَّ) إشعياء 37: 27
                    س207- (6وَأَخَذَ يَهُوذَا زَوْجَةً لِعِيرٍ بِكْرِهِ اسْمُهَا ثَامَارُ. 7وَكَانَ عِيرٌ بِكْرُ يَهُوذَا شِرِّيراً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ فَأَمَاتَهُ الرَّبُّ. 8فَقَالَ يَهُوذَا لِأُونَانَ: «ادْخُلْ عَلَى امْرَأَةِ أَخِيكَ وَتَزَوَّجْ بِهَا وَأَقِمْ نَسْلاً لأَخِيكَ». 9فَعَلِمَ أُونَانُ أَنَّ النَّسْلَ لاَ يَكُونُ لَهُ. فَكَانَ إِذْ دَخَلَ عَلَى امْرَأَةِ أَخِيهِ أَنَّهُ أَفْسَدَ عَلَى الأَرْضِ لِكَيْ لاَ يُعْطِيَ نَسْلاً لأَخِيهِ. 10فَقَبُحَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ مَا فَعَلَهُ فَأَمَاتَهُ أَيْضاً. 11فَقَالَ يَهُوذَا لِثَامَارَ كَنَّتِهِ: «اقْعُدِي أَرْمَلَةً فِي بَيْتِ أَبِيكِ حَتَّى يَكْبُرَ شِيلَةُ ابْنِي». لأَنَّهُ قَالَ: «لَعَلَّهُ يَمُوتُ هُوَ أَيْضاً كَأَخَوَيْهِ». فَمَضَتْ ثَامَارُ وَقَعَدَتْ فِي بَيْتِ أَبِيهَا.) التكوين 38: 6-11
                    لماذا زوَّج يهوذا كنته من ابنه عير، ولم تكن شريعة موسى قد نزلت بعد؟ فماذا فعل عير حتى يميته الرب انتقامًا لشره؟ هل أنزل الرب شريعة ما ليُحاكم بها من لا يتبعها؟ وهل عدم زواجه من امرأة أخيه المتوفى أو حتى إنجابه منها تُعد عند الرب جريمة أكبر من عبادة الأوثان؟ لقد عبد سليمان الأوثان، ودعا لعبادتها، بل بنى لها المعابد، ولم يمته الرب! وقد زنى داود بامرأة جاره ولم يمته الرب! وقد زنى لوط بابنتيه ولم يمته الرب! بل لقد زنى يهوذا الأب مع ثامار زوجة ابنيه، ولم يعتبره الرب شرًا، فلم يمته. لماذا؟ بل لم يعاقب الرب يهوذا على زواجه من امرأة كنعانية، ولم يمته، فلماذا؟ (2وَنَظَرَ يَهُوذَا هُنَاكَ ابْنَةَ رَجُلٍ كَنْعَانِيٍّ اسْمُهُ شُوعٌ فَأَخَذَهَا وَدَخَلَ عَلَيْهَا 3فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتِ ابْناً وَدَعَا اسْمَهُ عِيراً.) تكوين 38: 2-3،
                    ولماذا ترك حواء وآدم ولم يمتهما للشر الذى فعلاه؟ فهل عبد عير بكر يهوذا الأوثان؟ وماذا فعل أونان ليميته الرب؟ ألم يعلم الرب أنه لم يكن قد أنزل ناموسًا وشريعة بعد حتى يحاسبه؟ فهل حاسبه الرب على ناموس موسى الذى أنزله بعد ذلك بمئات السنين؟
                    أما الأب المؤمن، الذى بمثابة النبى، فقد أساء تربية ابنه البكر، وأخيه أونان، فكيف ينتظر ثمرة صالحة ترضى الرب من سوء الخلق؟ وتشاءم من ثامار، وتركها فى بيته، حتى يكبر ابنه شيلة. فكيف يتشاءم الأب المؤمن من تصرف ما، هو بمثابة شرع الرب؟ وعندما علم يهوذا أن ثامار زنت، أراد أن يحرقها حية لزناها على الرغم من أنها كانت فى ذلك الوقت حاملا بجنين فى بطنها. فهل نبى الله أو الرجل المؤمن ينتقم من الأم وجنينها؟ وما ذنب هذا الجنين؟
                    لا يعرف الرب نفسه هذا، فقد أمر فى حروب بنى إسرائيل مع مخالفى العقيدة إبادة أطفالهم، وحتى الأجنة فى بطون أمهاتهم: (21وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ - حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. ... 24وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ.) يشوع 6: 21-24
                    (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً»)صموئيل الأول15: 3
                    (وَفِيمَا هُوَ صَاعِدٌ فِي الطَّرِيقِ إِذَا بِصِبْيَانٍ صِغَارٍ خَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ وَسَخِرُوا مِنْهُ وَقَالُوا لَهُ: [اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ! اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ!] 24فَالْتَفَتَ إِلَى وَرَائِهِ وَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ. فَخَرَجَتْ دُبَّتَانِ مِنَ الْوَعْرِ وَافْتَرَسَتَا مِنْهُمُ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَلَداً.) ملوك الثانى 2: 23-24
                    (8يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا! 9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!) مزامير 137: 8-9
                    (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16
                    (15كُلُّ مَنْ وُجِدَ يُطْعَنُ وَكُلُّ مَنِ انْحَاشَ يَسْقُطُ بِالسَّيْفِ. 16وَتُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ وَتُنْهَبُ بُيُوتُهُمْ وَتُفْضَحُ نِسَاؤُهُمْ. 17هَئَنَذَا أُهَيِّجُ عَلَيْهِمِ الْمَادِيِّينَ الَّذِينَ لاَ يَعْتَدُّونَ بِالْفِضَّةِ وَلاَ يُسَرُّونَ بِالذَّهَبِ 18فَتُحَطِّمُ الْقِسِيُّ الْفِتْيَانَ ولاَ يَرْحَمُونَ ثَمَرَةَ الْبَطْنِ. لاَ تُشْفِقُ عُيُونُهُمْ عَلَى الأَوْلاَدِ) أشعياء 13: 13-18
                    ولا تنس أمر إله المحبة فى النهاية: (10مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ الرَّبِّ بِرِخَاءٍ وَمَلْعُونٌ مَنْ يَمْنَعُ سَيْفَهُ عَنِ الدَّمِ.) إرمياء 48: 10
                    وعندما أثبتت له ثامار أن هذه ثمرة زناه هو بها، قال (هِيَ أَبَرُّ مِنِّي لأَنِّي لَمْ أُعْطِهَا لِشِيلَةَ ابْنِي) التكوين 38: 27، ما هذا الكلام؟وأى أحكام يتعلمها المؤمن من هذا الكلام؟ فكيف كانت أبر منه؟ أو ما هى أدلته على أنها أبر منه والاثنان عند الله وأمام القانون من المجرمين، لأنهما اقترفا الزنى؟ ألا تعتقد معى أن يهوذا كان من المنافقين، والراوغين، المتلاعبين بشرع الرب؟ ألم يكن كل هذا شرًا فى عينى الرب؟ فلماذا تركه ولم يمته كابنه البكر عير؟ وأين كان الشعب المؤمن الذى يقوده يهوذا بن يعقوب؟ لماذا لم يقيموا عليه هو الآخر الحد لجلب رضى الرب على الشعب كله.
                    لكن تستوقفنا نقطة هامة: لماذا أراد يهوذا إحراقها بالنار، والحرق بالنار كان عقوبة ابنة الكاهن الزانية، وهى عقوبة لم تنزل إلا على موسى؟ (9وَإِذَا تَدَنَّسَتِ ابْنَةُ كَاهِنٍ بِالزِّنَى فَقَدْ دَنَّسَتْ أَبَاهَا. بِالنَّارِ تُحْرَقُ.] لاويين 21: 9
                    فهل كانت هناك شريعة تُحرم الزنى؟ أم كان يحاكمها بشريعة الرب التى لم تنزل إلا بعد ذلك بمئات السنين؟
                    وأنجبت ثامار ابنين من واقعة الزنى هذه، هما فارص وزارح. ومن فارص هذا جاء نسب يسوع، الذى تؤلهونه، كما لو كان هذا الإله يستحين أجداده وما اقترفوه، وكما لو كان أعياه البحث عن أناس محترمين، يمكنه أن يخرج منهم!!
                    والغريب فى هذه العقوبة التى أنزلها الرب بأونان، أن الرب نفسه هو المخطىء، لأن الزواج من أساسه باطل: ألم يقل الرب؟ (21وَإِذَا أَخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةَ أَخِيهِ فَذَلِكَ نَجَاسَةٌ. قَدْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَخِيهِ. يَكُونَانِ عَقِيمَيْنِ.) اللاويين 20: 21
                    ومعنى (أَخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةَ أَخِيهِ) أى تزوجها كما قالت ترجمة كتاب الحياة وترجمات أخرى: (وَإِذَا تَزَوَّجَ رَجُلٌ امْرَأَةَ أَخِيهِ فَذَلِكَ نَجَاسَةٌ لأَنَّهُ كَشَفَ عَوْرَةَ أَخِيهِ. كِلاَهُمَا يَمُوتَانِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُعْقِبَا نَسْلاً.)اللاويين 20: 21 ترجمة كتاب الحياة
                    If a man marries his brother's wife, it is an act of impurity. He has violated his brother, and the guilty couple will remain childless. (NLT, NIV, )
                    ولو عاند أونان أبيه ولم يدخل بزوجته، لكانت عقوبته الرجم أمام المدينة، تنفيذًا لشرع الله، وقطعًا لتكرار عند أى إنسان مع أحد والديه!!
                    (18«إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ ابْنٌ مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لا يَسْمَعُ لِقَوْلِ أَبِيهِ وَلا لِقَوْلِ أُمِّهِ وَيُؤَدِّبَانِهِ فَلا يَسْمَعُ لهُمَا. 19يُمْسِكُهُ أَبُوهُ وَأُمُّهُ وَيَأْتِيَانِ بِهِ إِلى شُيُوخِ مَدِينَتِهِ وَإِلى بَابِ مَكَانِهِ 20وَيَقُولانِ لِشُيُوخِ مَدِينَتِهِ: ابْنُنَا هَذَا مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لا يَسْمَعُ لِقَوْلِنَا وَهُوَ مُسْرِفٌ وَسِكِّيرٌ. 21فَيَرْجُمُهُ جَمِيعُ رِجَالِ مَدِينَتِهِ بِحِجَارَةٍ حَتَّى يَمُوتَ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ وَيَسْمَعُ كُلُّ إِسْرَائِيل وَيَخَافُونَ.) التثنية 21: 18-21
                    والغريب أنك تقرأ فى تفاسيرهم أن الرب انتقم من يهوذا فى ذريته. أليس من العجيب أن ينتقم الرب من ذرية يهوذا ويترك يهوذا نفسه؟ أم ترى أن كاتب هذه القصة بهذه الكيفية أراد أن يُنفِّر بنى إسرائيل من الزواج بالكنعانيات، وأن يتخذوا العظة من هذه الرواية الوهمية؟
                    فى الحقيقة يؤمن المسلمون وأهل الكتاب أن الله تعالى أنزل على إبراهيم صحفًا، بها من تعاليم الله تعالى لبنى إبراهيم ما يمنعهم من الخبث والفجور والعصيان، ويأمرهم بعبادة الله وحده، وعدم الشرك به، ويأمرهم أيضًا بالبر والتقوى. وهى ما سمَّاها العهد القديم أناجيل إبراهيم، أى صحف أو كتب أو كتابات إبراهيم، وهذا دليل من الأدلة التى تشير إلى أن كلمة إنجيل تعنى فى الأساس كتاب:
                    وفى سابقة غير مسبوقة أغفلت ترجمة الفاندايك كلمة صحيفة أو إنجيل أو كتاب إبراهيم الأولى (سَبَقَ فَبَشَّرَ إِبْرَاهِيمَ) وذلك فى غلاطية 3: 8 (8وَالْكِتَابُ إِذْ سَبَقَ فَرَأَى أَنَّ اللهَ بِالإِيمَانِ يُبَرِّرُ الأُمَمَ، سَبَقَ فَبَشَّرَ إِبْرَاهِيمَ أَنْ «فِيكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ الأُمَمِ».)
                    والترجمة الإنجليزية ذكرتها فبشر الإنجيل مسبقًا إلى إبراهيم ، ومنهم من جعل (الإنجيل) البشارة السارة، وهى بالمفهوم المسيحى لا يعرف عنها العهد القديم ولا الأنبياء شيئًا. فلا تجسد ولا صلب ولا فداء ولا خطيئة أزلية يعرفها العهد القديم. وعلى ذلك إن ترجمتهم بالبشارة السارة لهو تدليس كبير على المسيحيين. وكلمة الكتاب تعنى الكتاب نفسه كتاب التوراة، أو تعنى محتواه كما يقول Thayer فى شرحه لمعنى كلمة Scripture برقم G1124.
                    (ALT, ASV, EMTV, ESV, Geneva, (ISV, KJV, KJV+, KJV-1611, KJVA, KJVA, KJVR, LITV, MKJV, Webster) proclaimed the Gospel beforehand to Abraham,
                    (CEV, BBE, Darby, Bishops, WNT, YLT) sent beforehand the Good News to Abraham,
                    ومنهم من عرف حجم المشكلة، ووخزه ضميره أن يُحرف فى الترجمة، فحذفها وتغاضى عن ذكر البشارة والإنجيل معًا مثل:
                    (DRB) told unto Abraham before
                    (Murdock) he preannounced it to Abraham
                    ومنهم من ترجم كلمة Gospel بالكتاب، مثلها مثل أول كلمة فى هذه الفقرة:
                    (GW) Scripture saw ahead of time that God would give his approval to non-Jewish people who have faith. So Scripture announced the Good News to Abraham ahead of time when it said, "Through you all the people of the world will be blessed."
                    وهو نفس المعنى الذى نريد أن نصل إليه أن الإنجيل كتاب وليست بشارة. ولو أردنا أن نجمع المعنيين سويًا كما فعلت التراجم لكان المعنى يُقصد به الكتاب الذى يحتوى على التعاليم والبشرى السارة لمن يتبع هذه التعاليم.
                    س208- ما هى الكاروبيم؟
                    ذكرت الكاروبيم على أنها ملائكة الله وحراس الجنة، أقامها الله خوفًا من عودة آدم إليها مرة أخرى: (24فَطَرَدَ الإِنْسَانَ وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ) تكوين 3: 24
                    وأنهم يحيطون بالرب وبالمركبة الإلهية وبالعرش الإلهي (حزقيال 1: 5-28) وتحت عرش الرب (حزقيال 11: 12).
                    وتقول دائرة المعارف الكتابية مادة (ملاك – ملائكة): (وكان الشيطان أحد الكروبيم، إذ يقول الله: أنت الكروب المنبسط المظلل وأقمتك. على جبل الله المقدس كنت. بين حجارة النار تمشيت. أنت كامل في طرقك من يوم خلقت، حتى وُجد فيك إثم" (حز 28: 13-15) – (الرجا الرجوع إلى مادة "إبليس" في موضوعها "من حرف الألف" بالجزء الأول من "دائرة المعارف الكتابية".)
                    لقد أمر الرب موسى  بتحريم صناعة الصور والتماثيل، سواء كانت تشبه مخلوقًا من مخلوقات الأرض أو السماء. (4لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ.) خروج 20: 4
                    والغريب أنك تقرأ فى الكتاب الذى ينبغى أن يكون كتاب الله، وينشر التوحيد بين عبَّاد الأوثان، أن الرب ينفسه يأمر موسى بعمل تابوت وأن يضع على غطائه الذهبى تمثالين لكاروبين: (17«وَتَصْنَعُ غِطَاءً مِنْ ذَهَبٍ نَقِيٍّ طُولُهُ ذِرَاعَانِ وَنِصْفٌ وَعَرْضُهُ ذِرَاعُ وَنِصْفٌ 18وَتَصْنَعُ كَرُوبَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ. صَنْعَةَ خِرَاطَةٍ تَصْنَعُهُمَا عَلَى طَرَفَيِ الْغِطَاءِ. 19فَاصْنَعْ كَرُوباً وَاحِداً عَلَى الطَّرَفِ مِنْ هُنَا وَكَرُوباً آخَرَ عَلَى الطَّرَفِ مِنْ هُنَاكَ. مِنَ الْغِطَاءِ تَصْنَعُونَ الْكَرُوبَيْنِ عَلَى طَرَفَيْهِ. 20وَيَكُونُ الْكَرُوبَانِ بَاسِطَيْنِ أَجْنِحَتَهُمَا إِلَى فَوْقُ مُظَلِّلَيْنِ بِأَجْنِحَتِهِمَا عَلَى الْغِطَاءِ وَوَجْهَاهُمَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى الآخَرِ. نَحْوَ الْغِطَاءِ يَكُونُ وَجْهَا الْكَرُوبَيْنِ.) الخروج 25: 17-20
                    فهل حرم الرب صناعة التماثيل، سواء للآلهة الأخرى أو الملائكة أو للإنسان، وأحلها الرب لبنى إسرائيل على تابوت عهده؟
                    ومما يثير العجب أن يؤمن أهل الكتاب أن الكاروبيم نوع من أنواع الملائكة، ويدَّعون أن الرب أمرهم بعمل تماثيل لهم، ووضعها على تابوت العهد (18وَتَصْنَعُ كَرُوبَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ. صَنْعَةَ خِرَاطَةٍ تَصْنَعُهُمَا عَلَى طَرَفَيِ الْغِطَاءِ. 19فَاصْنَعْ كَرُوباً وَاحِداً عَلَى الطَّرَفِ مِنْ هُنَا وَكَرُوباً آخَرَ عَلَى الطَّرَفِ مِنْ هُنَاكَ. مِنَ الْغِطَاءِ تَصْنَعُونَ الْكَرُوبَيْنِ عَلَى طَرَفَيْهِ.) خروج 25: 18-19
                    وكان منقوشًا على باب خيمة الاجتماع: (31وَتَصْنَعُ حِجَاباً مِنْ أَسْمَانْجُونِيٍّ وَأُرْجُوَانٍ وَقِرْمِزٍ وَبُوصٍ مَبْرُومٍ.صَنْعَةَ حَائِكٍ حَاذِقٍ يَصْنَعُهُ بِكَرُوبِيمَ)خروج 26: 31
                    بل وضع فى داخل قدس الأقداس كما فعل سليمان: (10وَعَمِلَ فِي بَيْتِ قُدْسِ الأَقْدَاسِ كَرُوبَيْنِ صَنَاعَةَ الصِّيَاغَةِ وَغَشَّاهُمَا بِذَهَبٍ.) أخبار الأيام الثانى 3: 10
                    بل تُستخدم هذه الملائكة فى ركوب الرب وتنقله فى السماء: (9طَأْطَأَ السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ وَضَبَابٌ تَحْتَ رِجْلَيْهِ. 10رَكِبَ عَلَى كَرُوبٍ وَطَارَ وَهَفَّ عَلَى أَجْنِحَةِ الرِّيَاحِ.) مزمور 18: 9-10
                    ويرى سفر حزقيال أن الكاروبيم كان فى الأساس شيطانًا، ارتقى إلى مرتبة الملائكة، ثم استكبر وطغى، وطرد من الجنة ومعه الكثيرون من الملائكة، الذين ضلوا بضلاله، أى هو إبليس، الشيطان الأكبر: (14أَنْتَ الْكَرُوبُ الْمُنْبَسِطُ الْمُظَلِّلُ. وَأَقَمْتُكَ. عَلَى جَبَلِ اللَّهِ الْمُقَدَّسِ كُنْتَ. بَيْنَ حِجَارَةِ النَّارِ تَمَشَّيْتَ. 15أَنْتَ كَـامِلٌ فِي طُرُقِكَ مِنْ يَوْمَ خُلِقْتَ حَتَّى وُجِدَ فِيكَ إِثْمٌ. 16بِكَثْرَةِ تِجَارَتِكَ مَلأُوا جَوْفَكَ ظُلْماً فَأَخْطَأْتَ. فَأَطْرَحُكَ مِنْ جَبَلِ اللَّهِ وَأُبِيدُكَ أَيُّهَا الْكَرُوبُ الْمُظَلِّلُ مِنْ بَيْنِ حِجَارَةِ النَّارِ.) حزقيال 28: 14-16
                    وهو إبليس، زهرة الصباح الساقطة من السماء: (12كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ بِنْتَ الصُّبْحِ؟ كَيْفَ قُطِعْتَ إِلَى الأَرْضِ يَا قَاهِرَ الأُمَمِ؟ 13وَأَنْتَ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللَّهِ وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ الاِجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي الشِّمَالِ. 14أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ. 15لَكِنَّكَ انْحَدَرْتَ إِلَى الْهَاوِيَةِ إِلَى أَسَافِلِ الْجُبِّ.) أشعياء 14: 12-14
                    إذن فقط سقط الكاروبيم منذ الأزل، وهو الشيطان الذى تمرد على الرب، ولم يطع أوامره، بل أراد أن يحتل عرش الرب، أو أن يعلو عليه، فطرده الرب. لكن كيف يرضى الرب فيما بعد أن يجعل هذا الشيطان على غطاء تابوته يعلوه والرب بداخله؟ أيكون الرب داخل التابوت مختبئًا، لا يظهر، ويأمر أن يكون الشيطان فوق التابوت ظاهرًا لكل الناس؟ وكيف يأمر موسى بصناعة تمثال له، لتخليد وجوده؟ وكيف كان يضعه سليمان داخل قدس الأقداس؟ تخيل لو كان الشيطان هذا هو إله هذا العالم (2 كو 4: 4) ورئيسه (يو 12: 31؛ 16: 11)، فماذا كان الشيطان آمرًا جنوده أو فاعلا غير الذى تقرأه فى الكتاب الذى ينبغى أن يكون مقدسًا؟
                    ولا أعرف إذا كان الكاروبيم من الأساس شيطانًا، وقبل خلق الإنسان، أصبح شيطانًا بعصيانه لله، فكيف يستغله الرب فى تنفيذ مهام ما له؟ فهل يفشل الرب دائمًا هو ملائكته لتنفيذ مراد الرب، ولا يتم هذا إلا بالإستعانة بالشيطان، كما حدث عندما اجتمع الرب وملائكته لإغواء أخاب، ففشلوا، وأنقذهم الشيطان بسعة أفقه وعلمه ومقدرته؟ (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22
                    وكيف استأمنه على حراسة الجنة من آدم وحواء؟ فهل كان الرب يعتبرهما أشد عداوة وأكثر فتكًا من الشياطين؟ وكيف لا يتنقل الرب إلا مستعينًا بشيطان يركبه؟ وهذا لا يثير تعجبك، فقد استعان الرب بالشيطان عدة مرات، فقد استعان به على إغواء أخاب، وتضليل أيوب واختبار قوة إيمانه. هل يريد الرب أن يقول إنه يجب أن يستعين الإنسان بالشيطان القادر على كل شىء بدلا من الرب الفاشل الذى يعتمد هو نفسه على الشيطان؟
                    وفى موقع سانت تكلا، تحت عنان (الشاروبيم وخدماتهم | الكاروبيم): يقول: (أما حوائط البيت فكانت أيضا منقوشة بكروبيم مع نخيل، وأيضا مصراعي الباب كانا منقوشين بالكروبيم (امل 6:27 -29 و 32 وأيضا 2 أخبار 3: 7)، وكان المقصود بكل ذلك هو الدلالة على وجود الله في الهيكل.). كيف يصبح تمثال الكاروبيم الرب نفسه أو التدليل على وجوده، ويقول عنه الكتاب أيضًا إنه الشيطان بعينه: "زهرة بنت الصبح" المطروح فى الهاوية، والمغضوب عليه من الرب؟ فلك أن تتخيل أن يُستدل على وجود الرب بتماثيل للشيطان!! ولك أن تتخيل أن يكون فوق تابوت الرب تمثالين بأجنحة للشياطين!!
                    غريبة جدًا حكايات الرب مع الشياطين فى هذا الكتاب، الذى يُنسب إلى الرب تأليفه. فمرة يُهادن الرب الشيطان، أو يساويه به فى الأضحيات، فيأمر نبيه هارون أن يأخذ تيسين، ويذبح أحدهما للرب، ويترك الآخر فى البرية للشيطان عزازيل (لاويين 16: 5-10)، أو يساويه بنفسه كما رأينا مع الكاروبيم.
                    ومرة تفشل ملائكة الرب والرب نفسه أن يجدوا حلا لإغواء أخاب، فيخترق الشيطان اجتماع الرب مع ملائكته، ويضع الحل أمامه، ويُسر الرب لهذا الحل، ويأمره أن يذهب ويفعل ما اتفقا عليه. (ملوك الأول 22: 19-22) وهكذا يثبت كتاب الرب أن الشيطان هو المخلوق الخارق، الذى لا يستغنى عنه الرب لحل مشاكله، وإدارة ملكوته! وبناءً على هذه النصوص يتساءل العقلاء: أيهما أهم الرب العاجز أم الشيطان القادر؟ وهل لو كتب الرب هذا لكان يفتخر به، ويمجد الشيطان فى كتابه؟ أم هذه دعوة شيطانية تمهيدًا لعبادة الشيطان نفسه؟
                    ومرة يسلط الشيطان على عبده أيوب لينال منه ويضلله (11وَلَكِنِ ابْسِطْ يَدَكَ الآنَ وَمَسَّ كُلَّ مَا لَهُ فَإِنَّهُ فِي وَجْهِكَ يُجَدِّفُ عَلَيْكَ]. 12فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [هُوَذَا كُلُّ مَا لَهُ فِي يَدِكَ وَإِنَّمَا إِلَيهِ لاَ تَمُدَّ يَدَكَ]. ثمَّ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنْ أَمَامِ وَجْهِ الرَّبِّ.) أيوب 2: 11-12
                    حتى الخطيئة الأولى التى اقترفها الشيطان بعصيانه الله تعالى، تبرأ منها الشيطان فى كتاب الرب المقدس، ولم تُذكر، وحمَّل الشيطان البشرية كلها وزر عصيانه هو لله، وخطيئته الأولى، فنسبها إلى حواء وآدم، واعتبر أن أكلهما من الشجرة هو الخطيئة الأولى والكبيرة فى حق الله تعالى التى لم يستطع أن يغفرها لكل البشر الذين توارثوها بالميلاد فقط. وإلا كيف أصبح الشيطان شيطانًا يعصى الله، ووسوس إلى حواء وأغراها بالأكل من الشجرة المحرمة عليهما، إلا إذا كان شيطانًا قبل آدم وحواء؟ فأين قصة عصيان الشيطان لله، وسببها؟
                    ناهيك عن قول الكتاب عن الشيطان إنه هو "إله هذا الدهر" (2 كو 4: 4) ، و"رئيس سلطان الهواء" (أف 2: 2)، و"رئيس هذا العالم" (يو 12: 31؛ 16: 11). فماذا كان سيكتب الشيطان فى كتابه، ويُمجد نفسه على حساب الرب، غير الذى نقرأه فى الكتاب المنسوب إلى الرب؟
                    س209- يؤمن المسيحيون أن الرب يتكون من ثلاثة أقانيم، كل أقنوم إله على حدة، لكنهم فى النهاية إله واحد، وليسوا ثلاثة آلهة.
                    فهل ذكرت كلمة أقنوم فى الكتاب المقدس بعهديه؟ لا.
                    هل شرح يسوع معنى ثلاثة فى واحد وواحد فى ثلاثة؟ لا.
                    هل شرح يسوع وضع كل أقنوم فى الثالوث؟ لا.
                    هل أوضح لهم متى اتحد اللاهوت بالناسوت؟ لا.
                    هل أوضح لهم كيف ولماذا اتحد اللاهوت بالناسوت؟ لا.
                    هل أوضح لهم حاجة اللاهوت للناسوت أو العكس؟ لا.
                    هل أوضح لهم لماذا كان يسجد الناسوت للاهوت وليس العكس؟ لا.
                    هل أوضح لهم لماذا كان يدعو الناسوت اللاهوت بإلهه، ولم يحدث العكس ؟ لا.
                    هل أوضح كيفية إنبثاق الروح القدس؟ وهل انبثق من الآب فقط، أم من الآب والابن؟ لا.
                    هل قال يسوع إنه والآب والروح القدس إله واحد؟ لا.
                    هل طالب يسوع تلاميذه أن يعمدوا الناس باسم الآب والابن والروح القدس؟ لا. والدليل على ذلك أن نص متى 28: 19، والذى يدعى أن يسوع طالب التلاميذ أن يعمدوا الناس باسم الآب والابن والروح القدس، لا ينتمى إلى أصل الكتاب. والدليل على ذلك أنه لم يعمِّد أحد من التلاميذ بهذه الصيغة، بل عمدوهم باسم يسوع، كما جاء فى كتاب (تاريخ الكنيسة) ليوسابيوس القيصرى، من القرن الرابع، ص100 أن يسوع طالب تلاميذه بالتعميد باسمه. (ك3، ف5)
                    وحتى نص يوحنا الأولى 5: 7 حُذف اليوم من التراجم الحديثة:
                    وقد وضعها مترجم كتاب الحياة بين قوسين معكوفين ، أى عدَّها عبارة تفسيرية ليست من أصل الكتاب!!
                    وفى الترجمة الكاثوليكية (العهد الجديد بمفرده) الطبعة الحادية عشر لدار المشرق بيروت لعام 1986 تجدهم قد حذفوا النص وكتبوها كالآتى: (7والذين يشهدون ثلاثة(1): 8الروح والماء والدم وهؤلاء الثلاثة متفقون).
                    وفى الهامش السفلى قالوا: (فى بعض الأصول: الأب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد. لم يرد ذلك فى الأصول اليونانية المعوَّل عليها ، والأرجح أنه شرح أدخل إلى المتن فى بعض النسخ.) ألا يثبت هذا التحريف عند العقلاء ولو بحسن نية؟
                    أما ترجمة الكاثوليك لدار المشرق ببيروت عام 1986 (الكتاب المقدس بعهديه) فقد أثبتتها ضمن النص ولم يعلق عليها فى تعليقه بنهاية الكتاب إلا ما يثبت حقيقة وحى هذا النص ، ويؤكد قانونيته.
                    أما الترجمة الكاثوليكية للأباء اليسوعيين الطبعة السادسة لعام 2000 فقد حذفتها من متن النص ص 779 وآثر ألا يُعلق عليها فى هوامشه حتى لا يفقد المؤمنين به إيمانهم بقدسية هذا الكتاب الذى يتلاعبون به.
                    أما مترجموا الترجمة العربية المشتركة فقد حذفوا النص ، لأنهم قرروا أنه ليس من وحى الله، ثم قالوا فى الهامش: هذه الإضافة وردت فى بعض المخطوطات اللاتينية القديمة.
                    ويقول موقع Biblegateway.comللكتاب المقدس على النت تعليقاً على هذه الفقرة إنها غير موجودة فى أى نسخة يونانية قبل القرن السادس عشر:
                    http://bible.gospelcom.net/passage/?...fen-NIV-30617a
                    a. 1 John 5:8 Late manuscripts of the Vulgate testify in heaven: the Father, the Word and the Holy Spirit, and these three are one. 8 And there are three that testify on earth: the (not found in any Greek manuscript before the sixteenth century)
                    وتعلق عليها ترجمة الملك جيمس الحديثة محاولة تجميل الواقع الذى ذكره التعليق على الترجمة أعلاه قائلة: إن أربع أو خمس مخطوطات متأخرة جدًا تحتوى على هذه الكلمات باليونانية، ولم يوضح بالطبع مدى هذا التأخير، والقرن الذى ترجع إليه، وهو بلا أدنى شك بعد القرن السادس عشر:
                    1 John 5:8 NU-Text and M-Text omit the words from in heaven (verse 7) through on earth (verse 8). Only four or five very late manuscripts contain these words in Greek.
                    http://bible.gospelcom.net/bible?sho...&language=engl...
                    ولو كان يسوع هو الله، فلماذا لم يخبرهم بذلك، ويطالبهم بعبادته والعمل على مرضاته؟
                    ولو كان يسوع هو الله فكيف سيخضع فى الآخرة لله مثل باقى خلق الله؟ كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
                    وكيف يكونان واحدًا، وأحدهما يخضع للآخر؟
                    ولو كان يسوع إلهًا فلماذا قال الكتاب عنه إنه عبد لله؟
                    أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه، ) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                    أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                    أعمال الرسل 4: 27 (27تحالَفَ حَقًّا في هذهِ المَدينةِ هِيرودُس وبُنْطيوس بيلاطُس والوَثَنِيُّونَ وشُعوبُ إِسرائيلَ على عَبدِكَ القُدُّوسِ يسوعَ الَّذي مَسَحتَه،) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                    أعمال الرسل 4: 30 (30باسِطًا يدَكَ لِيَجرِيَ الشِّفاءُ والآياتُ والأَعاجيبُ بِاسمِ عَبدِكَ القُدُّوسِ يَسوع)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                    وفى كل هذه النصوص فضلت النسخة التى يعتمد عليها الأرثوذكس، نسخة الفاندايك، وتراجم أخرى أيضًا أن تترجمها (فتاه أو ابنه)، الأمر الذى يعنى أن ابنه تعنى عبده المحبب، مصداقًا لقول يوحنا: (12وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.) يوحنا 1: 12-13

                    تعليق

                    • abubakr_3
                      مشرف عام

                      • 15 يون, 2006
                      • 849
                      • مسلم

                      #40
                      س211- يحكى سفر صموئيل الأول 17: 2-11 أن شاول ذهب لمحاربة الفلسطينيين، ثم خرج من الفلسطينيين رجل عملاق يطلب المبارزة قائلا: (8فَوَقَفَ وَنَادَى صُفُوفَ إِسْرَائِيلَ: «لِمَاذَا تَخْرُجُونَ لِتَصْطَفُّوا لِلْحَرْبِ؟ أَمَا أَنَا الْفِلِسْطِينِيُّ, وَأَنْتُمْ عَبِيدٌ لِشَاوُلَ؟ اخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمْ رَجُلاً وَلْيَنْزِلْ إِلَيَّ. 9فَإِنْ قَدِرَ أَنْ يُحَارِبَنِي وَيَقْتُلَنِي نَصِيرُ لَكُمْ عَبِيداً. وَإِنْ قَدِرْتُ أَنَا عَلَيْهِ وَقَتَلْتُهُ تَصِيرُونَ أَنْتُمْ لَنَا عَبِيداً وَتَخْدِمُونَنَا».)، وخاف شاول وعبيده أن يقاتلوا هذا الرجل وهذا الشعب: (11وَلَمَّا سَمِعَ شَاوُلُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ كَلاَمَ الْفِلِسْطِينِيِّ هَذَا ارْتَاعُوا وَخَافُوا جِدّاً.)
                      واستمر خوف شاول وجنوده من الفلسطينيين أربعين يومًا، وذلك بسبب وجود عملاق واحد فقط فيهم: (51...فَلَمَّا رَأَى الْفِلِسْطِينِيُّونَ أَنَّ جَبَّارَهُمْ قَدْ مَاتَ هَرَبُوا.). ولا أعرف كيف يستغبى الكاتب القارىء لهذه الدرجة: كيف يدرك الفلسطينيون خوف شاول وجنوده لمدة أربعين يومًا، ولا يهاجموهم ويقضوا عليهم أو يردوهم خائبين؟ فلو حدث أن انتظر الفلسطينيون أربعين يومًا دون أن يهجموا عليهم ويبادروهم بالحرب، ألا يدل هذا على الروح العدائية عند بنى إسرائيل، وروح المحبة والسلام عند الفلسطينيين؟
                      والأغرب من ذلك أن يرسل يسِّى أبو داود لقائد الألف عشر قطع من الجبن فقط!! فهل ستكفيه بمفرده وتغذيه ليقف فى مواجهة هذا جيش؟ وهل كان فى حاجة إليها فى هذا الوقت بالذات؟ وهل ليعرف يسِّى حال أبنائه فى الحرب، يحتاج إلى تغذية قائد الألف؟ ولو كان هذا ممنوعًا لكانت رشوة قام بها داود مسايرًا أبيه فى هذا الجرم! وكيف سيكون حال الجنود لو علموا أن قائدهم يقبل الرشاوى؟ وكيف يرسل لقائد الألف دون شاول نفسه؟
                      (15وَأَمَّا دَاوُدُ فَكَانَ يَذْهَبُ وَيَرْجِعُ مِنْ عِنْدِ شَاوُلَ لِيَرْعَى غَنَمَ أَبِيهِ فِي بَيْتِ لَحْمٍ. 16وَكَانَ الْفِلِسْطِينِيُّ يَتَقَدَّمُ وَيَقِفُ صَبَاحاً وَمَسَاءً أَرْبَعِينَ يَوْماً. 17فَقَالَ يَسَّى لِدَاوُدَ ابْنِهِ: «خُذْ لإِخْوَتِكَ إِيفَةً مِنْ هَذَا الْفَرِيكِ, وَهَذِهِ الْعَشَرَ الْخُبْزَاتِ وَارْكُضْ إِلَى الْمَحَلَّةِ إِلَى إِخْوَتِكَ. 18وَهَذِهِ الْعَشَرَ الْقِطْعَاتِ مِنَ الْجُبْنِ قَدِّمْهَا لِرَئِيسِ الأَلْفِ, وَافْتَقِدْ سَلاَمَةَ إِخْوَتِكَ وَخُذْ مِنْهُمْ عَرْبُوناً». 19وَكَانَ شَاوُلُ وَهُمْ وَجَمِيعُ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ فِي وَادِي الْبُطْمِ يُحَارِبُونَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ.)
                      وستفاجأ فيما بعد أن داود الصبى الصغير قَبِلَ أن ينازل هذا الرجل العملاق وقتله. وذلك لأنه فعل هذا انتصارًا لله تعالى. فماذا كان يفعل إذن شاول والألف جندى الذين معه؟ ألم يكونوا يحاربون انتصارًا لله تعالى؟ أم صفة الجبن هى صفة لصيقة بهم لأنهم يعلمون أنهم لا يحاربون انتصارًا للحق؟ (48وَرَكَضَ نَحْوَ الصَّفِّ لِلِقَاءِ الْفِلِسْطِينِيِّ. 49وَمَدَّ دَاوُدُ يَدَهُ إِلَى الْكِنْفِ وَأَخَذَ مِنْهُ حَجَراً وَرَمَاهُ بِالْمِقْلاَعِ, وَضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيَّ فِي جِبْهَتِهِ, فَانْغَزَرَ الْحَجَرُ فِي جِبْهَتِهِ وَسَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ. 50فَتَمَكَّنَ دَاوُدُ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّ بِالْمِقْلاَعِ وَالْحَجَرِ, وَضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيَّ وَقَتَلَهُ. وَلَمْ يَكُنْ سَيْفٌ بِيَدِ دَاوُدَ. 51فَرَكَضَ دَاوُدُ وَوَقَفَ عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّ وَأَخَذَ سَيْفَهُ وَاخْتَرَطَهُ مِنْ غِمْدِهِ وَقَتَلَهُ وَقَطَعَ بِهِ رَأْسَهُ. فَلَمَّا رَأَى الْفِلِسْطِينِيُّونَ أَنَّ جَبَّارَهُمْ قَدْ مَاتَ هَرَبُوا. 52فَقَامَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا وَهَتَفُوا وَلَحِقُوا الْفِلِسْطِينِيِّينَ حَتَّى مَجِيئِكَ إِلَى الْوَادِي وَحَتَّى أَبْوَابِ عَقْرُونَ. فَسَقَطَتْ قَتْلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ فِي طَرِيقِ شَعَرَايِمَ إِلَى جَتَّ وَإِلَى عَقْرُونَ. 53ثُمَّ رَجَعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ الاِحْتِمَاءِ وَرَاءَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَنَهَبُوا مَحَلَّتَهُمْ.)
                      وهنا يتعرف شاول على داود لأول مرة، كأنه لم يره من قبل: (55وَلَمَّا رَأَى شَاوُلُ دَاوُدَ خَارِجاً لِلِقَاءِ الْفِلِسْطِينِيِّ قَالَ لأَبْنَيْرَ رَئِيسِ الْجَيْشِ: «ابْنُ مَنْ هَذَا الْغُلاَمُ يَا أَبْنَيْرُ؟» فَقَالَ أَبْنَيْرُ: «وَحَيَاتِكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ لَسْتُ أَعْلَمُ!» 56فَقَالَ الْمَلِكُ: «اسْأَلِ ابْنُ مَنْ هَذَا الْغُلاَمُ». 57وَلَمَّا رَجَعَ دَاوُدُ مِنْ قَتْلِ الْفِلِسْطِينِيِّ أَخَذَهُ أَبْنَيْرُ وَأَحْضَرَهُ أَمَامَ شَاوُلَ وَرَأْسُ الْفِلِسْطِينِيِّ بِيَدِهِ. 58فَقَالَ لَهُ شَاوُلُ: «ابْنُ مَنْ أَنْتَ يَا غُلاَمُ؟» فَقَالَ دَاوُدُ: «ابْنُ عَبْدِكَ يَسَّى الْبَيْتَلَحْمِيِّ».)
                      وهذا على الرغم من أن داود قد عزف له، وغنى من قبل أمامه، وأحبه شاول حبًا عظيمًا، وهذا ما سجلته نهاية الإصحاح (16): (14وَذَهَبَ رُوحُ الرَّبِّ مِنْ عِنْدِ شَاوُلَ, وَبَغَتَهُ رُوحٌ رَدِيءٌ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ. 15فَقَالَ عَبِيدُ شَاوُلَ لَهُ: «هُوَذَا رُوحٌ رَدِيءٌ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ يَبْغَتُكَ. 17فَقَالَ شَاوُلُ لِعَبِيدِهِ: «انْظُرُوا لِي رَجُلاً يُحْسِنُ الضَّرْبَ وَأْتُوا بِهِ إِلَيَّ». 18فَأَجَابَ وَاحِدٌ مِنَ الْغِلْمَانِ: «هُوَذَا قَدْ رَأَيْتُ ابْناً لِيَسَّى الْبَيْتَلَحْمِيِّ يُحْسِنُ الضَّرْبَ, وَهُوَ جَبَّارُ بَأْسٍ وَرَجُلُ حَرْبٍ وَفَصِيحٌ وَرَجُلٌ جَمِيلٌ, وَالرَّبُّ مَعَهُ». 19فَأَرْسَلَ شَاوُلُ رُسُلاً إِلَى يَسَّى يَقُولُ: «أَرْسِلْ إِلَيَّ دَاوُدَ ابْنَكَ الَّذِي مَعَ الْغَنَمِ». 20فَأَخَذَ يَسَّى حِمَاراً حَامِلاً خُبْزاً وَزِقَّ خَمْرٍ وَجَدْيَ مِعْزىً وَأَرْسَلَهَا بِيَدِ دَاوُدَ ابْنِهِ إِلَى شَاوُلَ. 21فَجَاءَ دَاوُدُ إِلَى شَاوُلَ وَوَقَفَ أَمَامَهُ, فَأَحَبَّهُ جِدّاً وَكَانَ لَهُ حَامِلَ سِلاَحٍ. 22فَأَرْسَلَ شَاوُلُ إِلَى يَسَّى يَقُولُ: «لِيَقِفْ دَاوُدُ أَمَامِي لأَنَّهُ وَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيَّ». 23وَكَانَ عِنْدَمَا جَاءَ الرُّوحُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ عَلَى شَاوُلَ أَنَّ دَاوُدَ أَخَذَ الْعُودَ وَضَرَبَ بِيَدِهِ, فَكَانَ شَاوُلُ يَرْتَاحُ وَيَطِيبُ وَيَذْهَبُ عَنْهُ الرُّوحُ الرَّدِيءُ.) صموئيل الأول 16: 14-23
                      وهذا هو السبب الذى دعا الترجمة اليونانية إلى إهمال هذه النقطة، حيث كان يعرف شاول داود، وعزف له عدة مرات، حتى ذهب من عنده الروح الخبيثة، التى لا تذهب إلا بالترانيم والموسيقى، بل كان داود حاملا لسلاحه. وبعد كل هذا يسأل شاول قائد الألف عن هذا الشخص داود. لذلك تقول الترجمة الكاثوليكية اليسوعية معلقة على هذا الأمر فى هامشها ص553: (أهملت الترجمة اليونانية القديمة الآيات 12-31 العائدة إلى التقليد الوارد فيه أن داود لم يكن يعرف شاول إلى ذلك اليوم (راجع 16/14 +))
                      أما قول الكاتب إن الروح الشريرة التى هاجمت شاول كانت من عند الرب فهذا لا يليق بتسمية الكتاب بالمقدس، وانتساب هذه النصوص للرب، حيث لا يسب الرب إلا كافر، ولايسب نفسه إلا سفيه. فمن الذى وصف الرب أن من عنده تخرج الروح الشريرة (الشيطان)؟ (14وَذَهَبَ رُوحُ الرَّبِّ مِنْ عِنْدِ شَاوُلَ, وَبَغَتَهُ رُوحٌ رَدِيءٌ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ. 15فَقَالَ عَبِيدُ شَاوُلَ لَهُ: «هُوَذَا رُوحٌ رَدِيءٌ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ يَبْغَتُكَ.) صموئيل الأول 17: 14-15
                      وللأسف تكررت مثل هذه النصوص عدة مرات فى الكتاب الذى ينسبونه للرب: (23وَأَرْسَلَ الرَّبُّ رُوحاً رَدِيئَاً بَيْنَ أَبِيمَالِكَ وَأَهْلِ شَكِيمَ, فَغَدَرَ أَهْلُ شَكِيمَ بِأَبِيمَالِكَ.) قضاة 9: 23
                      إنه كاتب مع شديد الأسف كافر يكره الله تعالى ورسله! أو قوم سُذَّج نسبوا هذا الكلام للرب! أليس هو نفس الكاتب الذى كتب إن الله يدمر الخير ويحل الشر محله؟ (فَإِنَّ الرَّبَّ أَمَرَ بِإِبْطَالِ مَشُورَةِ أَخِيتُوفَلَ الصَّالِحَةِ لِيُنْزِلَ الرَّبُّ الشَّرَّ بِأَبْشَالُومَ.) صموئيل الثانى 17: 14
                      أليس هو نفس الكاتب الذى ادعى أن الرب اتفق مع الشيطان لإغواء أيوب؟ (6وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضَاً فِي وَسَطِهِمْ. 7فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟] فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ: [مِنْ الْجَوَلاَنِ فِي الأَرْضِ وَمِنَ التَّمَشِّي فِيهَا]. 8فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟ لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي الأَرْضِ. رَجُلٌ كَامِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ]. 9فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ: [هَلْ مَجَّاناً يَتَّقِي أَيُّوبُ اللهَ؟ 10أَلَيْسَ أَنَّكَ سَيَّجْتَ حَوْلَهُ وَحَوْلَ بَيْتِهِ وَحَوْلَ كُلِّ مَا لَهُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ؟ بَارَكْتَ أَعْمَالَ يَدَيْهِ فَانْتَشَرَتْ مَوَاشِيهِ فِي الأَرْضِ! 11وَلَكِنِ ابْسِطْ يَدَكَ الآنَ وَمَسَّ كُلَّ مَا لَهُ فَإِنَّهُ فِي وَجْهِكَ يُجَدِّفُ عَلَيْكَ]. 12فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [هُوَذَا كُلُّ مَا لَهُ فِي يَدِكَ وَإِنَّمَا إِلَيهِ لاَ تَمُدَّ يَدَكَ]. ثمَّ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنْ أَمَامِ وَجْهِ الرَّبِّ.) أيوب 2: 6-12
                      أليس هو نفس الكاتب الذى ادعى أن الرب وملائكته فشلوا فى إغواء أخاب، فقبل الرب نصيحة الشيطان لإغوائه؟ (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22
                      أليس هو نفس الكاتب الذى سمَّى الشيطان إله هذا الدهر، وادعى أتباعه أن الإله نزل على الأرض وتجسَّد ليخلص العالم من قبضة الشيطان؟
                      (4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.) كورنثوس الثانية 4: 4
                      (31اَلآنَ دَيْنُونَةُ هَذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ خَارِجاً.) يوحنا 12: 31؛ 14: 3؛ 16: 11
                      ولم ينس الكاتب أن يضيف خياله الساذج فى هذه القصة، فأضاف على لسان داود أنه قتل أسدًا ودبة فى وقت واحد، لأنهما جاءا سويًا واختطفا شاة من قطيعه، فتخيل غباء الأسد الذى ترك الدب السمين، واصطاد شاة فقط!! وتخيل تعاون الأسد والدب على أكل شاة من قطيع داود!! ما هذا السلام الذى حل بين الأسد والدبة ليتفقا معًا على اصطياد شاة؟ لكن هل يعيش الدب القطبى الذى ظهر لداود فى البرية الصحراوية الحارة؟ وهل قبل الأسد أن يشاركه حيوان آخر فى هذه الوليمة؟
                      المهم أن داود أمسك بذقن الأسد، وطبعًا تركه الأسد يمسك ذقنه، حتى يتمكن من ضربه، دون مقاومة أو حتى اعتراض: (34فَقَالَ دَاوُدُ لِشَاوُلَ: «كَانَ عَبْدُكَ يَرْعَى لأَبِيهِ غَنَماً, فَجَاءَ أَسَدٌ مَعَ دُبٍّ وَأَخَذَ شَاةً مِنَ الْقَطِيعِ. 35فَخَرَجْتُ وَرَاءَهُ وَقَتَلْتُهُ وَأَنْقَذْتُهَا مِنْ فَمِهِ. وَلَمَّا قَامَ عَلَيَّ أَمْسَكْتُهُ مِنْ ذَقْنِهِ وَضَرَبْتُهُ فَقَتَلْتُهُ. 36قَتَلَ عَبْدُكَ الأَسَدَ وَالدُّبَّ جَمِيعاً. وَهَذَا الْفِلِسْطِينِيُّ الأَغْلَفُ يَكُونُ كَوَاحِدٍ مِنْهُمَا لأَنَّهُ قَدْ عَيَّرَ صُفُوفَ اللَّهِ الْحَيِّ».)
                      فهل تصدق أن هذا فعلا حدث؟ أم ضحك داود على الملك شاول وكذب عليه واستخف بعقله؟ وهل كان شاول بهذا الغباء وهذه السذاجة؟ فبم استحق النبوة إذن؟ أنبى أهطل يضحك عليه الصبية؟
                      وبعد أن تشجع المقاتلون الإسرائيليون وقتلوا من الفلسطينيين من قتلوا ونهبوا بلدتهم أخذ داو برأس هذا الجبار، ورجع بها إلى فلسطين!! (54وَأَخَذَ دَاوُدُ رَأْسَ الْفِلِسْطِينِيِّ وَأَتَى بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ, وَوَضَعَ أَدَوَاتِهِ فِي خَيْمَتِهِ.)
                      فهل كانت خيمة داود فى فلسطين؟ لا. هل نسى الكاتب أنهم أتوا إلى فلسطين غزاة، ومن المفترض أنه يرجع بالأسلاب إلى المدينة التى جاء منها؟ فكيف رجع داود إلى فلسطين، وهى فى ذلك الوقت لم تكن أرضه، بل أرض العدو، وكان يحكمها وقتها اليبوسيون، الذين كانوا على خلاف مع شاول نفسه وشعبه؟ وفى الحقيقة لم يقتل داود جليات ، بل هى عبارة أضافها كاتب مجهول عام 580 ق.م. ليمجد داود ويظهره بمظهر الأبطال منذ صغره. يؤكد ذلك وجود نص أقدم منه يرجع إلى عام 950 ق.م. ويخبرنا أن ألحانان هو الذى قتل جوليات وليس داود. (19ثُمَّ كَانَتْ أَيْضاً حَرْبٌ فِي جُوبَ مَعَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. فَأَلْحَانَانُ بْنُ يَعْرِي أُرَجِيمَ الْبَيْتَلَحْمِيُّ قَتَلَ جُلْيَاتَ الْجَتِّيَّ) صموئيل الثانى 21: 19
                      ونعود للرجل الجبار:
                      لقد كان طوله ستى ذراع وشبرًا (4فَخَرَجَ رَجُلٌ مُبَارِزٌ مِنْ جُيُوشِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ اسْمُهُ جُلْيَاتُ, مِنْ جَتَّ, طُولُهُ سِتُّ أَذْرُعٍ وَشِبْرٌ)
                      يُحدد الكتاب المقدس أن الذراع كان يبلغ 52 سم ثم أصبح 45 سم، أى كان طوله ثلاثة أمتار كما يقول التفسير التطبيقى للكتاب المقدس ص599.
                      ويصف الكتاب ما يحمله هذا المقاتل الجبار من عتاد فيقول: (5وَعَلَى رَأْسِهِ خُوذَةٌ مِنْ نُحَاسٍ, وَكَانَ لاَبِساً دِرْعاً حَرْشَفِيّاً وَزْنُهُ خَمْسَةُ آلاَفِ شَاقِلِ نُحَاسٍ. 6وَجُرْمُوقَا نُحَاسٍ عَلَى رِجْلَيْهِ, وَحَرْبَةُ نُحَاسٍ بَيْنَ كَتِفَيْهِ. 7وَقَنَاةُ رُمْحِهِ كَنَوْلِ النَّسَّاجِينَ, وَسِنَانُ رُمْحِهِ سِتُّ مِئَةِ شَاقِلِ حَدِيدٍ, وَحَامِلُ التُّرْسِ كَانَ يَمْشِي قُدَّامَهُ.)
                      يقول التفسير التطبيقى للكتاب المقدس ص599 إن الخمسة آلاف شاقل تساوى 57 كجم تقريبًا، وأن ست مئة شاقل حوالى 7 كجم. أضف إلى ذلك وزن الرمح نفسه، ووزن الجرموق حول رجليه، ولنفترض أنهما يبلغان حوالى 15 كجم، وعلى ذلك يحمل الجبار المقاتل حوالى 80 كجم. فهل سيمكن هذا مقاتل طوله ثلاثة أمتار من فنون الحرب والمراوغة وسهولة الحركة؟ أم كان هذا خيال راوى القصة.
                      لذلك كتبتها الترجمة العربية المشتركة بأرقام وموازين مختلفة ليتناسب هذا مع المنطق: (5وعلى رأسِهِ خوذَةٌ مِنْ نُحاسٍ، وكانَ لابسًا دِرعًا مَزْرودَةً، وزنُها رُبعُ قِنطارِ نحاسٍ، 6وعلى رأسِهِ خوذَةٌ مِنْ نُحاسٍ، وكانَ لابسًا دِرعًا مَزْرودَةً، وزنُها رُبعُ قِنطارِ نحاسٍ، 7وقَناةُ رُمحِهِ غليظَةٌ كَنولِ النُّساج ووزنُ رأسِ الرُّمحِ، رَطلانِ مِنْ حديدٍ. وكانَ معَهُ رَجلٌ يَحمِلُ تُرسَهُ.)، وحدد فى جدول الموازين والمكاييل فى مقدمة الكتاب أن القنطار يبلغ 34272 جرام أى حوالى 34 كيلوجرامات، وهذا يعنى أن وزن الدرع هو ربع هذا الرقم أن حوالى 8,5 كجم. وهذا منطقى أكثر مما قالته الترجمة التفسيرية فى متنها.
                      أما بالنسبة لوزن الرمح الذى كان فى الترجمة التفسيرية وفى ترجمة كتاب الحياة ستة مئة شاقل أى سبعة كجم، فتقول الترجمة العربية المشتركة فى متن نصها أنه كان يزن رطلان من الحديد، وقالت فى جدول موازينها أن الرطل يساوى 571 جم. أى كان يزن رمحه حوالى كيلوجرام واحد، وليس سبعة كما يقول النص المقدس فى الترجمة التفسيرية وترجمة كتاب الحياة.
                      ونفهم من هذه القصة أنه فى النهاية قتل داود جليات الجبار الفلسطينى. إلا أن الراوى فى سفر أخبار الأيام الأول يؤكد أن داود لم قتل جليات، بل قتل ألحانان أخا جليات وليس جليات نفسه: (5وَكَانَتْ أَيْضاً حَرْبٌ مَعَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ, فَقَتَلَ أَلْحَانَانُ بْنُ يَاعُورَ لَحْمِيَ أَخَا جُلْيَاتَ الْجَتِّيِّ. وَكَانَتْ قَنَاةُ رُمْحِهِ كَنَوْلِ النَّسَّاجِينَ.) أخبار الأيام الأول 20: 5
                      وهذا يعنى أن سبب ذهاب الخوف عن جيش شاول ليس داود، وليس قتل العملاق. فمن الذى كان السبب فى تقوية جيش شاول وانتصار بنى إسرائيل على الفلسطينيين؟
                      لذلك علقت الترجمة التفسيرية للكتاب المقدس قائلة ص599 فى الهامش: (ترد هذه الحادثة أيضًا فى (2صم 21: 19) ويذكر شخص اسمه جليات بنفس المواصفات التى يذكر بها جليات الذى قتله داود، ولكن فى بعض مخطوطات الترجمة السبعينية والعبرية يذكر هذا الشخص على أنه أخو جليات الحتى (1أخ 20: 5). ألا يدل هذا على اختلاف المخطوطات التى يتغنون بها؟ ألا يدل هذا على استحالة جمعهم كل المخطوطات فى آن واحد فكتب كل كاتب ما تخيله صحيح؟ فلماذا تنسبون كل هذا لله، وتجعلونه كتابًا مقدسًا؟
                      أما الترجمة الكاثوليكية اليسوعية فتقول فى هامشها ص552 (إن 2 صم 21/19 ينسب الانتصار على جوليات إلى أحد شجعان داود، ويبدو أن هذا التقليد هو الأقدم. وإن التقليد القديم الذى نجده فى الفصل 17 لم يكن يذكر إلا انتصارًا لداود على خصم مجهول، على ”الفلسطينى“. أضيف اسم جوليات إلى الآيتين 4 و23)
                      وبعد كل الذى قرأناه هذا، وعلمنا أن شاول تعرف على شجاعة داود فى حربه ضد الفلسطينيين، نجد أن سفر صموئيل الثانى يخبرنا أن شاول لم يكن على قيد الحياة وقتها، فقد ذهب داود لأخذ رفاته والعودة بها لدفنها فى أرض بنيامين: (12فَذَهَبَ دَاوُدُ وَأَخَذَ عِظَامَ شَاوُلَ وَعِظَامَ يُونَاثَانَ ابْنِهِ مِنْ أَهْلِ يَابِيشِ جِلْعَادَ الَّذِينَ سَرِقُوهَا مِنْ شَارِعِ بَيْتِ شَانَ، حَيْثُ عَلَّقَهُمَا الْفِلِسْطِينِيُّونَ يَوْمَ ضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ شَاوُلَ فِي جِلْبُوعَ. 13فَأَصْعَدَ مِنْ هُنَاكَ عِظَامَ شَاوُلَ وَعِظَامَ يُونَاثَانَ ابْنِهِ، وَجَمَعُوا عِظَامَ الْمَصْلُوبِينَ، 14وَدَفَنُوا عِظَامَ شَاوُلَ وَيُونَاثَانَ ابْنِهِ فِي أَرْضِ بِنْيَامِينَ فِي صَيْلَعَ فِي قَبْرِ قَيْسَ أَبِيهِ، وَعَمِلُوا كُلَّ مَا أَمَرَ بِهِ الْمَلِكُ. وَبَعْدَ ذَلِكَ اسْتَجَابَ اللَّهُ مِنْ أَجْلِ الأَرْضِ.) صموئيل الثانى 21: 12-14
                      وهذا لا يعنى إلا أن رواية صموئيل الأول رواية وهمية، لا أساس لها من التاريخ أو الصحة. فهل مثل هذه الروايات التى تتعارض مع بعضها البعض داخل نفس الكتاب تُسمى وحيًا من عند الله؟
                      س212- يؤمن المسيحيون أن الآب إله والابن إله والروح القدس إله، ولكنهم ليسوا ثلاثة آلهة، بل هم إله واحد. ويرفضون قول القائل بأنهم ثلاثة آلهة تحت أى تحليل لغوى أو عقلى أو حتى دينى. والآن يجب عليهم أن يفهمونا كيف يكون الآب هو الابن فى ضوء هذه النصوص. يقول يسوع فى يوحنا: 5: 20-23
                      يوحنا: 5: 20 (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ.)
                      فكيف يحب الآب ابنه؟ فهل المقصود أنه يحب نفسه أم أن هناك اثنان بالفعل يحب أحدهما الآخر؟ وكيف سيريه أعمالا أعظم من التى عملها؟ فهل هالابن إله ناقص يفنقر إلى معرفة وتعلم الأعمال الأعظم من التى عملها؟ أم أن الأب أعظم من الابن، وهو مصدر علمه ومعلوماته؟ كما قال يسوع (لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي) يوحنا 14: 28، (29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ) يوحنا 10: 29
                      (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.) يوحنا 5: 30
                      (... إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ. 17إِنْ عَلِمْتُمْ هَذَا فَطُوبَاكُمْ إِنْ عَمِلْتُمُوهُ.) يوحنا 13: 16-17
                      ولماذا كان يسوع رسول للآب، ولم يكن الآب مطلقًا رسولا للابن؟ لماذا يكون الآب أعظم من الابن، وليس العكس؟ أليس الابن إلهًا مساويًا للآب فى القوة والمجد والعظمة؟ فهل صدق يسوع فى قوله إن الآب أعظم منه؟ أم كان يشعر يسوع بدونية ونقص فى شخصيته جعلته يشعر كإله بأنه ضعيف غير قادر أن يفعل من نفسه شيئًا، ينتظر الآب أن يعلمه ويرضى عليه، حتى كان يقضى الليل كله فى الصلاة له (لوقا 6: 12)، وكان يسجد بوجهه على الأرض ابتغاء مرضاته (لوقا 22: 41)؟
                      ويواصل يسوع فى يوحنا: 5: 21 (21لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي كَذَلِكَ الاِبْنُ أَيْضاً يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ.)
                      قبل أن نبدأ فى فهم النص فى ضوء النصوص الكتابية الأخرى، علينا أن نقرأ عقيدة يسوع والأناجيل فى الله تعالى. فكلنا نعلم من نصوص الكتاب أن يسوع كان يعتبر نفسه إنسان كلمكم بالحق الذى سمعه من الله: يوحنا 8: 40 (40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. ...)
                      وأقر يسوع بأنه خاضع لإرادة الله تعالى ومشيئته: يوحنا 4: 34 (34قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
                      وأقر بولس أن يسوع عبد خاضع لله تعالى: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
                      وأن الله الذى آمنوا به لا يموت، وهو الذى يحيى الكل: تيموثاوس الأولى 6: 13-16 (13أُوصِيكَ أَمَامَ اللهِ الَّذِي يُحْيِي الْكُلَّ) وقوله (16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ،)
                      كورنثوس الثانية 1: 9 (9لَكِنْ كَانَ لَنَا فِي أَنْفُسِنَا حُكْمُ الْمَوْتِ، لِكَيْ لاَ نَكُونَ مُتَّكِلِينَ عَلَى أَنْفُسِنَا بَلْ عَلَى اللهِ الَّذِي يُقِيمُ الأَمْوَاتَ،)
                      بل هو الذى أحيا يسوع من الموت: أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                      أعمال الرسل 2: 32 (32فَيَسُوعُ هَذَا أَقَامَهُ اللهُ وَنَحْنُ جَمِيعاً شُهُودٌ لِذَلِكَ.)
                      لو فهمنا النص كما يفهمه المسيحيون من أن يسوع يدعى هنا أنه إله، يمكنه أن يحيى الموتى مثل الآب، لكان الكلام عن اثنين: الآب والابن، ولا يمكن أن يقول عاقل من هذا النص أنهما واحد، بل اثنين. فهذا الفهم يُخالف إذن قانون الإيمان، الذى يقضى بأنهم واحد وليسوا ثلاثة.وها هو يسوع يعتبر الآب آخر مغاير له فى الجنس: يوحنا 5: 31-37 (31«إِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي لَيْسَتْ حَقّاً. 32الَّذِي يَشْهَدُ لِي هُوَ آخَرُ وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ الَّتِي يَشْهَدُهَا لِي هِيَ حَقٌّ.)
                      لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يقصد يسوع أنه يحيى الموتى بصفته إله، وذلك لقوله فى الفقرة التى سبقتها أن الآب هو الذى يريه هذه الأعمال، وأنه لولا قدرة الله لما تمكن يسوع من عمل شىء: يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                      يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
                      يوحنا 5: 19 (الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الاِبْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئاً إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ)
                      يوحنا 5: 20 (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ.)
                      يوحنا 17: 4 (......... الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
                      يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
                      يوحنا 10: 27-29 (27خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. 28وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. 29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي.)
                      بل عندما كان يقوم بعمل معجزة كان يرفع عينيه إلى السماء طالبًا المدد من الله تعالى إلهه، حتى يؤمن الناس أنه رسول الله إليهم: يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
                      مرقس 7: 32-36 (32وَجَاءُوا إِلَيْهِ بِأَصَمَّ أَعْقَدَ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ. 33فَأَخَذَهُ مِنْ بَيْنِ الْجَمْعِ عَلَى نَاحِيَةٍ وَوَضَعَ أَصَابِعَهُ فِي أُذُنَيْهِ وَتَفَلَ وَلَمَسَ لِسَانَهُ 34وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَأَنَّ وَقَالَ لَهُ: «إِفَّثَا». أَيِ انْفَتِحْ. 35وَلِلْوَقْتِ انْفَتَحَتْ أُذْنَاهُ وَانْحَلَّ رِبَاطُ لِسَانِهِ وَتَكَلَّمَ مُسْتَقِيماً. 36فَأَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ.)
                      فعندما أراد إطعام الجمع: متى 14: 19 (أَخَذَ الأَرْغِفَةَ لْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى الأَرْغِفَةَ لِلتَّلاَمِيذِ وَالتَّلاَمِيذُ لِلْجُمُوعِ.)
                      لوقا 9: 16 (16فَأَخَذَ الأَرْغِفَةَ الْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَهُنَّ ثُمَّ كَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ لِيُقَدِّمُوا لِلْجَمْعِ)
                      وعندما أراد أن يُخاطب الله ويدعوه: يوحنا 17: 1 (1تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهَذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ. مَجِّدِ ابْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ابْنُكَ أَيْضاً)
                      وكان يرفع عينيه إلى اسماء لأنه يؤمن أن الله الذى كان يتعبد له فى السماء، لذلك قال لكم متى 23: 9 (9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.)
                      ملوك الأول 8: 39 (39فَاسْمَعْ أَنْتَ مِنَ السَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ وَاغْفِرْ....)
                      أخبار الأيام الثاني 6: 18 (لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ اللهُ حَقّاً مَعَ الإِنْسَانِ عَلَى الأَرْضِ؟ إِنْ كَانَتِ السَّمَاوَاتُ بَلِ السَّمَاوَاتُ الْعُلَى لاَ تَسَعُكَ، فَكَمْ بِالأَحْرَى هَذَا الْهَيْكَلُ الَّذِي بَنَيْتُ!)
                      فهو إذن لم يقصد أنه يُحيى الموتى من الموت الحقيقى، الذى يعنى خروج الروح من الجسد. فما معنى الموت وما معنى الحياة هنا؟
                      إن الموت معناه الكفر وعصيان الله، وآخرة يملأها الحزن والألم والحصرة والندامة. أما الحياة فمعناها طاعة الله، التى تتسبب فى رضاه، فيدخلنا بها الجنة، وننتقل من الحياة الدنيا إلى الخلود فى الجنة ونعيمها: (4هَا كُلُّ النُّفُوسِ هِيَ لِي. نَفْسُ الأَبِ كَنَفْسِ الاِبْنِ. كِلاَهُمَا لِي. النَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. 5وَالإِنْسَانُ الَّذِي كَـانَ بَارّاً وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً, 6لَمْ يَأْكُلْ عَلَى الْجِبَالِ وَلَمْ يَرْفَعْ عَيْنَيْهِ إِلَى أَصْنَامِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ, وَلَمْ يُنَجِّسِ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ وَلَمْ يَقْرُبِ امْرَأَةً طَامِثاً, 7وَلَمْ يَظْلِمْ إِنْسَاناً, بَلْ رَدَّ لِلْمَدْيُونِ رَهْنَهُ, وَلَمْ يَغْتَصِبِ اغْتِصَاباً بَلْ بَذَلَ خُبْزَهُ لِلْجَوْعَانِ وَكَسَا الْعُرْيَانَ ثَوْباً, 8وَلَمْ يُعْطِ بِـالرِّبَا, وَلَمْ يَأْخُذْ مُرَابَحَةً, وَكَفَّ يَدَهُ عَنِ الْجَوْرِ, وَأَجْرَى الْعَدْلَ الْحَقَّ بَيْنَ الإِنْسَانِ, وَالإِنْسَانِ 9وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي وَحَفِظَ أَحْكَـامِي لِيَعْمَلَ بِـالْحَقِّ فَهُوَ بَارٌّ. حَيَاةً يَحْيَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. 10[فَإِنْ وَلَدَ ابْناً مُعْتَنِفاً سَفَّاكَ دَمٍ, فَفَعَلَ شَيْئاً مِنْ هَذِهِ 11وَلَمْ يَفْعَلْ كُلَّ تِلْكَ, بَلْ أَكَلَ عَلَى الْجِبَالِ وَنَجَّسَ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ 12وَظَلَمَ الْفَقِيرَ وَالْمِسْكِينَ, وَاغْتَصَبَ اغْتِصَاباً, وَلَمْ يَرُدَّ الرَّهْنَ, وَقَدْ رَفَعَ عَيْنَيْهِ إِلَى الأَصْنَامِ وَفَعَلَ الرِّجْسَ, 13وَأَعْطَى بِـالرِّبَا وَأَخَذَ الْمُرَابَحَةَ, أَفَيَحْيَا؟ لاَ يَحْيَا! قَدْ عَمِلَ كُلَّ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ فَمَوْتاً يَمُوتُ. دَمُهُ يَكُونُ عَلَى نَفْسِهِ! 14[وَإِنْ وَلَدَ ابْناً رَأَى جَمِيعَ خَطَايَا أَبِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا فَرَآهَا وَلَمْ يَفْعَلْ مِثْلَهَا. 15لَمْ يَأْكُلْ عَلَى الْجِبَالِ وَلَمْ يَرْفَعْ عَيْنَيْهِ إِلَى أَصْنَامِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَلاَ نَجَّسَ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ 16وَلاَ ظَلَمَ إِنْسَاناً وَلاَ ارْتَهَنَ رَهْناً وَلاَ اغْتَصَبَ اغْتِصَاباً, بَلْ بَذَلَ خُبْزَهُ لِلْجَوْعَانِ وَكَسَا الْعُرْيَانَ ثَوْباً 17وَرَفَعَ يَدَهُ عَنِ الْفَقِيرِ وَلَمْ يَأْخُذْ رِباً وَلاَ مُرَابَحَةً, بَلْ أَجْرَى أَحْكَـامِي وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي, فَإِنَّهُ لاَ يَمُوتُ بِإِثْمِ أَبِيهِ. حَيَاةً يَحْيَا. 18أَمَّا أَبُوهُ فَلأَنَّهُ ظَلَمَ ظُلْماً وَاغْتَصَبَ أَخَاهُ اغْتِصَاباً, وَعَمِلَ غَيْرَ الصَّالِحِ بَيْنَ شَعْبِهِ, فَهُوَذَا يَمُوتُ بِإِثْمِهِ.) حزقيال 18: 4-18
                      وقول حزقيال 18: 19-23 (19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْملُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟)
                      هذه الحياة هى التى يسميها اليهود الحياة الأبدية، وهى تتوقف على عبادة الله وحده، لا شريك له، والإيمان بيسوع كنبى مرسل من عند الله، والعمل الصالح: لوقا 10: 25-26 (25وَإِذَا نَامُوسِيٌّ قَامَ يُجَرِّبُهُ قَائِلاً: «يَا مُعَلِّمُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 26فَقَالَ لَهُ: «مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ. ....)
                      يوحنا 5: 24 (24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
                      يوحنا 17: 3-25 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ. ......... 8لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. .......... 13أَمَّا الآنَ فَإِنِّي آتِي إِلَيْكَ. وَأَتَكَلَّمُ بِهَذَا فِي الْعَالَمِ لِيَكُونَ لَهُمْ فَرَحِي كَامِلاً فِيهِمْ ......... 25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي)
                      وعلى ذلك فإن يسوع يحيى الموتى أى يهديهم إلى الإيمان السليم والبر والتقوى، ويعلمهم وصايا الله، أى ينقذهم من النار، فيكون مثواهم الحياة الأبدية فى الجنة.
                      وهو نفس ما فهمه التلاميذ: أعمال 11: 18 (18فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ سَكَتُوا وَكَانُوا يُمَجِّدُونَ اللهَ قَائِلِينَ: «إِذاً أَعْطَى اللهُ الْأُمَمَ أَيْضاً التَّوْبَةَ لِلْحَيَاةِ!».)
                      يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
                      أعمال الرسل 3: 15 (15وَرَئِيسُ الْحَيَاةِ قَتَلْتُمُوهُ الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَنَحْنُ شُهُودٌ لِذَلِكَ.)، نعم رئيس الحياة الذى ستحشر كل أمة فى الآخرة تحت لواء نبيها الذى اتبعته، وإلا سيرفضهم، ويتبرأ منهم! نعم رئيس الحياة الذى نأخذ منه نبع وصية الله ومراده! نعم رئيس الحياة الذى إذا آمنا به، واتبعناه كانت لنا الحياة الأبدية: يوحنا 5: 24 (24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
                      متى 19: 29 (29وَكُلُّ مَنْ تَرَكَ بُيُوتاً أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَباً أَوْ أُمّاً أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَداً أَوْ حُقُولاً مِنْ أَجْلِ اسْمِي يَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ وَيَرِثُ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ)
                      يوحنا 3: 36 (36اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللَّهِ)
                      ونجد مثل هذه التعبيرات كثيرة فى الكتاب وفى الحياة نفسها: (11فَمُ الصِّدِّيقِ يَنْبُوعُ حَيَاةٍ وَفَمُ الأَشْرَارِ يَغْشَاهُ ظُلْمٌ.) أمثال 10: 11
                      واقرأ هذه النصيحة الغالية، تدرك أن الحياة قد قصد بها السير فى رضى الله تعالى: (1اِسْمَعُوا أَيُّهَا الْبَنُونَ تَأْدِيبَ الأَبِ وَاصْغُوا لأَجْلِ مَعْرِفَةِ الْفَهْمِ 2لأَنِّي أُعْطِيكُمْ تَعْلِيماً صَالِحاً فَلاَ تَتْرُكُوا شَرِيعَتِي. 3فَإِنِّي كُنْتُ ابْناً لأَبِي غَضّاً وَوَحِيداً عِنْدَ أُمِّي 4وَكَانَ يُرِينِي وَيَقُولُ لِي: «لِيَضْبِطْ قَلْبُكَ كَلاَمِي. احْفَظْ وَصَايَايَ فَتَحْيَا. 5اِقْتَنِ الْحِكْمَةَ. اقْتَنِ الْفَهْمَ. ......... 13تَمَسَّكْ بِالأَدَبِ. لاَ تَرْخِهِ. احْفَظْهُ فَإِنَّهُ هُوَ حَيَاتُكَ. ........ 20يَا ابْنِي أَصْغِ إِلَى كَلاَمِي. أَمِلْ أُذْنَكَ إِلَى أَقْوَالِي. 21لاَ تَبْرَحْ عَنْ عَيْنَيْكَ. احْفَظْهَا فِي وَسَطِ قَلْبِكَ. 22لأَنَّهَا هِيَ حَيَاةٌ لِلَّذِينَ يَجِدُونَهَا وَدَوَاءٌ لِكُلِّ الْجَسَدِ. 23فَوْقَ كُلِّ تَحَفُّظٍ احْفَظْ قَلْبَكَ لأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ الْحَيَاةِ. 24انْزِعْ عَنْكَ الْتِوَاءَ الْفَمِ وَأَبْعِدْ عَنْكَ انْحِرَافَ الشَّفَتَيْنِ. 25لِتَنْظُرْ عَيْنَاكَ إِلَى قُدَّامِكَ وَأَجْفَانُكَ إِلَى أَمَامِكَ مُسْتَقِيماً. 26مَهِّدْ سَبِيلَ رِجْلِكَ فَتَثْبُتَ كُلُّ طُرُقِكَ. 27لاَ تَمِلْ يَمْنَةً وَلاَ يَسْرَةً. بَاعِدْ رِجْلَكَ عَنِ الشَّرِّ.) أمثال 4: 1-27
                      (28فِي سَبِيلِ الْبِرِّ حَيَاةٌ وَفِي طَرِيقِ مَسْلِكِهِ لاَ مَوْتَ.) أمثال 12: 28
                      (21اَلتَّابِعُ الْعَدْلَ وَالرَّحْمَةَ يَجِدُ حَيَاةً حَظّاً وَكَرَامَةً.) أمثال 21: 21
                      (46فَيَمْضِي هَؤُلاَءِ إِلَى عَذَابٍ أَبَدِيٍّ وَالأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ) متى 25: 46
                      (26وَلَكِنَّكُمْ لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنْ خِرَافِي كَمَا قُلْتُ لَكُمْ. 27خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. 28وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. 29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي. 30أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ) يوحنا 10: 26-30
                      ويؤكد أن من يتبعه فهو من خرافه، وسيعطيه حياة أبدية، أى يضمن له الخلود فى الجنة: يوحنا 5: 40 (40ولاَ تُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ لِتَكُونَ لَكُمْ حَيَاةٌ.)
                      يوحنا 6: 32-35 (32فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ مُوسَى أَعْطَاكُمُ الْخُبْزَ مِنَ السَّمَاءِ بَلْ أَبِي يُعْطِيكُمُ الْخُبْزَ الْحَقِيقِيَّ مِنَ السَّمَاءِ 33لأَنَّ خُبْزَ اللَّهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ الْوَاهِبُ حَيَاةً لِلْعَالَمِ». 34فَقَالُوا لَهُ: «يَا سَيِّدُ أَعْطِنَا فِي كُلِّ حِينٍ هَذَا الْخُبْزَ». 35فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فلاَ يَجُوعُ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فلاَ يَعْطَشُ أَبَداً.)
                      والآب ربه هو الذى أعطاه هذه التعاليم التى تسبب الحياة الأبدية، فهو لم يتكلم من نفسه، ولم يعمل شيئًا من نفسه، بل كان يتكلم كما علمه الله أو سمع منه، وهو معنى أنه والآب واحد، أى تعاليم الآب هى نفسها تعاليمه، لأنه تلقاها عنه، وليست نابعة من نفسه: يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
                      يوحنا 17: 4 (......... الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
                      يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
                      وعلى ذلك فإن الله هو الذى يحيى ويميت، إنما يسوع كنبى لله تعالى ليس له إلا أن يحيى الناس بتعاليمه، ووصايا الله لهم التى فيها الحياة، والخلود فى الجنة: يوحنا 12: 50 (50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. ...)
                      ويواصل يسوع فى يوحنا: 5: 22 (22لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَداً بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلاِبْنِ)
                      هل إدانة يسوع للأحياء أيام حياته على الأرض، أم فى الآخرة؟ فلو كانت فى حياته على الأرض، فهذا لم يحدث أن أدان إنسان، بل رفض حتى تقسيم الميراث بين أخوين: (13وَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ الْجَمْعِ: «يَا مُعَلِّمُ قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي الْمِيرَاثَ». 14فَقَالَ لَهُ: «يَا إِنْسَانُ مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِياً أَوْ مُقَسِّماً؟») لوقا 12: 13-14
                      ولو كانت دينونته فى الآخرة فهذا أيضًا لن يتم، لأنه فى الآخرة سيكون خاضعًا لقضاء الله تعالى مثل باقى المخلوقات: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
                      ويُخالف أقواله هو نفسه فى عدة مواضع، والتى تقضى بأن الله وحده هو الديِّان: يوحنا 12: 47-50 (47وَإِنْ سَمِعَ أَحَدٌ كلاَمِي وَلَمْ يُؤْمِنْ فَأَنَا لاَ أَدِينُهُ لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لِأُخَلِّصَ الْعَالَمَ. 48مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كلاَمِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكلاَمُ الَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ هُوَ يَدِينُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ 49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
                      وكيف سيدين يسوع دون الآب، وهو لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئًا، بل ينتظر تعاليم الله تعالى له، وتوجيهاته: يوحنا 5: 19-24 (19فَقَالَ يَسُوعُ لَهُمُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الاِبْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئاً إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ.)
                      يوحنا 5: 20 (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ ...)
                      يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي ...)
                      يوحنا 5: 36 (لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
                      وعلى ذلك لن تكون الدينونة إلا بشريعة الله تعالى التى أنزلها عليه، فأى نبى هو أكثر المؤمنين فى زمنه فى فهم شريعة الله ومراده، وعلى ذلك فهو الحكم إيمانيًا بين الناس، بما يصح، ويرضاه الله تعالى، وأى الأعمال تغضبه تعالى. ولذلك كان يسأله الناس عن الحياة الأبدية، وكيفية الوصول إلى رضى الله تعالى.
                      ويواصل يسوع فى يوحنا: 5: 23 (23لِكَيْ يُكْرِمَ الْجَمِيعُ الاِبْنَ كَمَا يُكْرِمُونَ الآبَ. مَنْ لاَ يُكْرِمُ الاِبْنَ لاَ يُكْرِمُ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ.)
                      وأعتقد أن هذه الجملة فى غنى عن شرحها، فإهانة رسول الله تعالى هى إهانة موجهة لراسله. وإكرام رسول الله تعالى هو إكرام لراسله. لكن أليس فى هذا اعتراف ضمن اعترافات كثيرة أنه رسول الله تعالى إلى بنى إسرائيل؟
                      متى 15: 24 («لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ»)
                      يوحنا 5: 36 (لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
                      يوحنا 12: 49 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ.)
                      يوحنا 5: 30 (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                      يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
                      س213- هل التجسُّد الإلهى هو إعلان عن محبة الرب للإنسان، أم كان انتقامًا من كل المؤمنين الذين عاشوا قبل التجسُّد؟ أم كان رحمة بالكافرين الذين تساووا بالمؤمنين وغفر الرب لهم ورحمهم؟
                      س214- يؤمن المسيحى أن الرب تجسَّد فى صورة إنسان (رجل) ونزل إلى الأرض ليتمكن من مغفرة خطية حواء وآدم وأكلهما من الشجرة. ألم يعلم الرب أنه أهان الإنسان، وقال عنه إنه فارغ عديم الفهم، ويولد كجحش الفرا؟ فهل قبل الرب أن يتجسد ويولد كجحش الفرا فارغ عديم الفهم؟: أيوب 11: 12 (12أَمَّا الرَّجُلُ فَفَارِغٌ عَدِيمُ الْفَهْمِ وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.)
                      هل قبل الرب أن يتشبَّه بالبهيمة؟ الجامعة 3: 19-20 (19لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ وَحَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُمْ. مَوْتُ هَذَا كَمَوْتِ ذَاكَ وَنَسَمَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْكُلِّ. فَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ لأَنَّ كِلَيْهِمَا بَاطِلٌ. 20يَذْهَبُ كِلاَهُمَا إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ. كَانَ كِلاَهُمَا مِنَ التُّرَابِ وَإِلَى التُّرَابِ يَعُودُ كِلاَهُمَا.)
                      فمن هو هذا الإنسان حتى يتشبَّه الرب به، ويتجسَّد فى صورته؟ أيوب 15: 14 (14مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى يَزْكُو أَوْ مَوْلُودُ الْمَرْأَةِ حَتَّى يَتَبَرَّرَ؟)
                      أيوب 15: 16 (16فَبِالْحَرِيِّ مَكْرُوهٌ وَفَاسِدٌ الإِنْسَانُ الشَّارِبُ الإِثْمَ كَالْمَاءِ!)
                      س215- ما هى طبيعة العلاقة بين الأقانيم الثلاثة؟ وما هو واجب كل منهم؟ وهل يستطيع أى منهم القيام بعمل الآخر؟ وما الذى دعاهم للاتحاد، طالما أن كل منهم إله قائم بذاته، قادر على كل شىء؟ أم أن كل إله لا يقدر أن يقوم بواجبات الآخر، فاتحدوا ليكمل كل منهم عجز الآخر؟
                      س216- يتكلم الرب عن أسفار لا وجود لها فى الكتاب المقدس، ويطالب القارىء أن يراجع هذه الكتب للإستزادة، والوقوف على معرفة دقيقة فى الموضوع الذى يتكلم فيه.
                      1- سفر حروب الرب وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في (العدد 21: 14): (14لِذَلِكَ يُقَالُ فِي كِتَابِ «حُرُوبِ الرَّبِّ»: «وَاهِبٌ فِي سُوفَةَ وَأَوْدِيَةِ أَرْنُونَ)
                      2- سفر ياشر وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في ( يشوع 10: 13): (13فَدَامَتِ الشَّمْسُ وَوَقَفَ الْقَمَرُ حَتَّى انْتَقَمَ الشَّعْبُ مِنْ أَعْدَائِهِ. أَلَيْسَ هَذَا مَكْتُوباً فِي سِفْرِ يَاشَرَ؟ فَوَقَفَتِ الشَّمْسُ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ وَلَمْ تَعْجَلْ لِلْغُرُوبِ نَحْوَ يَوْمٍ كَامِلٍ.) و(وصموئيل الثانى 1: 17)
                      3- سفر أمور سليمان جاء ذكره في (الملوك الأول11: 41): (41وَبَقِيَّةُ أُمُورِ سُلَيْمَانَ وَكُلُّ مَا صَنَعَ وَحِكْمَتُهُ هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أُمُورِ سُلَيْمَانَ.)
                      4- سفر أخبار جاد الرائي وقد جاء ذكره في (أخبار الأيام الأول 29: 29) (29وَأُمُورُ دَاوُدَ الْمَلِكِ الأُولَى وَالأَخِيرَةُ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ صَمُوئِيلَ الرَّائِي, وَأَخْبَارِ نَاثَانَ النَّبِيِّ, وَأَخْبَارِ جَادَ الرَّائِي)
                      5- سفر أخبار ناثان النبي (أخبار الأيام الأول 29: 29)
                      6- سفر أخبار صموئيل الرائى (أخبار الأيام الأول 29: 29)
                      7- سفر مرثية إرميا على يوشيا ملك أورشليم (أخبار الأيام الثاني 35: 25) (25وَرَثَى إِرْمِيَا يُوشِيَّا. وَكَانَ جَمِيعُ الْمُغَنِّينَ وَالْمُغَنِّيَاتِ يَنْدُبُونَ يُوشِيَّا فِي مَرَاثِيهِمْ إِلَى الْيَوْمِ وَجَعَلُوهَا فَرِيضَةً عَلَى إِسْرَائِيلَ. وَهَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي الْمَرَاثِي.)
                      8- وسفر رؤيا يعدو الرائي وجاء ذكره في (أخبار الأيام الثاني9: 29) (29وَبَقِيَّةُ أُمُورِ سُلَيْمَانَ الأُولَى وَالأَخِيرَةِ مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ نَاثَانَ النَّبِيِّ وَفِي نُبُوَّةِ أَخِيَّا الشِّيلُونِيِّ وَفِي رُؤَى يَعْدُو الرَّائِي عَلَى يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ.)
                      9- سفر تاريخ عدُّو الرائى: ذكر في (أخبار الأيام الثاني 13: 22): (22وَبَقِيَّةُ أُمُورِ أَبِيَّا وَطُرُقُهُ وَأَقْوَالُهُ مَكْتُوبَةٌ فِي مِدْرَسِ النَّبِيِّ عِدُّو.)
                      10- سفر أخيا النبي الشيلوني (أخبار الأيام الثاني 9: 29)
                      11- سفر أمور يوشيا (أخبار الأيام الثاني35: 26) (26وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يُوشِيَّا وَمَرَاحِمُهُ حَسْبَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ.)
                      12- سفر مراحم يوشيا (أخبار الأيام الثاني35: 26)
                      13- سفر تاريخ شمعيا النبي: ورد ذكره في (أخبار الأيام الثاني 12: 15): (15وَأُمُورُ رَحُبْعَامَ الأُولَى وَالأَخِيرَةُ مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ شَمَعْيَا النَّبِيِّ وَعِدُّو الرَّائِي عَنِ الاِنْتِسَابِ. وَكَانَتْ حُرُوبٌ بَيْنَ رَحُبْعَامَ وَيَرُبْعَامَ كُلَّ الأَيَّامِ.)
                      14- سفر تاريخ ياهو بن حناني: ورد ذكره في (أخبار الأيام الثاني 20: 34): (34وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يَهُوشَافَاطَ الأُولَى وَالأَخِيرَةِ مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ يَاهُوَ بْنِ حَنَانِي الْمَذْكُورِ فِي سِفْرِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ.)
                      15- مِدْرَس سِفرِ الملوك: ورد ذكره في (أخبار الأيام الثاني 24: 27): (27وَأَمَّا بَنُوهُ وَكَثْرَةُ مَا حُمِلَ عَلَيْهِ وَمَرَمَّةُ بَيْتِ اللَّهِ هَا هِىَ مَكْتُوبَةٌ فِي مِدْرَسِ سِفْرِ الْمُلُوكِ.)
                      16- سفر رؤيا إشعياء: وذكر فى (أخبار الأيام الثانى 32: 32) (32وَبَقِيَّةُ أُمُورِ حَزَقِيَّا وَمَرَاحِمُهُ مَكْتُوبَةٌ فِي رُؤْيَا إِشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ النَّبِيِّ فِي سِفْرِ مُلُوكِ يَهُوذَا وَإِسْرَائِيلَ)
                      17- سفر أخبار الرَّائِينَ: ورد ذكره في (أخبار الأيام الثاني 33: 19): (18وَبَقِيَّةُ أُمُورِ مَنَسَّى وَصَلاَتُهُ إِلَى إِلَهِهِ وَكَلاَمُ الرَّائِينَ الَّذِينَ كَلَّمُوهُ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ هِيَ فِي أَخْبَارِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. 19وَصَلاَتُهُ وَالاِسْتِجَابَةُ لَهُ وَكُلُّ خَطَايَاهُ وَخِيَانَتُهُ وَالأَمَاكِنُ الَّتِي بَنَى فِيهَا مُرْتَفَعَاتٍ وَأَقَامَ سَوَارِيَ وَتَمَاثِيلَ قَبْلَ تَوَاضُعِهِ مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ الرَّائِينَ.)
                      وهناك أسفار أخرى، لكن نكتفى بهذا. فقل لى بالله عليك: أنت تعلم أن التحريف يكون بالنقص أو الزيادة ، أو التبديل أو أن يُنسب كتاب لله، لم يوح به. (32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ].) إرمياء 23: 32
                      فإلى أى من هؤلاء الأربعة ينتمى فقدان هذه الكتب؟ هل تدرى ما معنى أن ينزل الرب كتابًا ويشير إليه فى كتاب آخر كمرجع يرجع إليه العلماء والدارسون ولا وجود لهذا الكتاب؟
                      معنى هذا أنه: إما أن يكون الرب كاذبًا ومضللاً ، وسبحانه عن ذلك ، لا يقول بهذا عاقل من أهل الأرض أو فقد مع الزمن، ولم يفى الرب بوعده فى الحفاظ على هذه الكتب، سواء كان متعمِّدًا أم مُكرهًا، أو يكون الكتاب أتلفته طائفة ما عمدًا، وفى كل هذه الأحوال يكون كتابك قد تدخلت فيه اليد البشرية ولم يتعهد الله بحفظه. بل عهد بحفظه لليهود: (1إِذاً مَا هُوَ فَضْلُ الْيَهُودِيِّ أَوْ مَا هُوَ نَفْعُ الْخِتَانِ؟ 2كَثِيرٌ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ! أَمَّا أَوَّلاً فَلأَنَّهُمُ اسْتُؤْمِنُوا عَلَى أَقْوَالِ اللهِ. 3فَمَاذَا إِنْ كَانَ قَوْمٌ لَمْ يَكُونُوا أُمَنَاءَ؟ أَفَلَعَلَّ عَدَمَ أَمَانَتِهِمْ يُبْطِلُ أَمَانَةَ اللهِ؟ 4حَاشَا! بَلْ لِيَكُنِ اللهُ صَادِقاً وَكُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِباً.) رومية 3: 1-4
                      (53الَّذِينَ أَخَذْتُمُ النَّامُوسَ بِتَرْتِيبِ مَلاَئِكَةٍ وَلَمْ تَحْفَظُوهُ؟».) أعمال الرسل 7: 53
                      وهل هذه الكتب وحيًا إلهيًا ضروريًا للمؤمنين والعلماء، حتى يشير الرب إليها؟ فلماذا تركها الرب تضيع إذن؟
                      وإن لم تكن وحيًا إلهيًا، فلماذا يستشهد الرب الكامل بكتب بشرية؟ وما حاجة الكامل للناقص، حتى يستشهد به على صدق كلامه، أو إكمالا لكلامه؟ أليس هذا هو نفس ما فعله بولس حين كذب ليزداد مجد الرب؟ (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
                      ولو كان علم الرب أزليًا وأبديًا، فلماذا استشهد بكتب يعلم أنها ستضيع يومًا ما، وسيصبح استشهاده بها لغوًا لا طائل منه، ولا يليق به؟
                      س217- علمنا من قبل أن التقليد يقول إن بولس لم يكتب إلا بضعة أسطر للكنائس التى أرسل إليها، ويحدد البعض أنه كتب أربعة أسطر فقط. ويبرىء يوسابيوس القيصرى بولس من هذه الكتابات حيث يقول إنه لم يكتب إلا بضعة أسطر: قال يوسابيوس عن بولس ورسائله الأربعة عشر ناقلاً عن أوريجانوس: ”أما ذاك الذى جعل كفئاً لأن يكون خادم عهد جديد ، لا الحرف بل الروح، أى بولس، الذى أكمل التبشير بالإنجيل من أورشليم وما حولها إلى الليريكون، فإنه لم يكتب إلى كل الكنائس التى علمها، ولم يرسل سوى أسطر قليلة لتلك التى كتب إليها.“ (يوسابيوس 6: 25)
                      وأكد نفس الكلام المؤرخ يوسى بيس فى الباب الخامس والعشرين من الكتاب السادس من تاريخه: ”قال أُريجن فى المجلد الخامس من شرح إنجيل يوحنا: إن بولس ما كتب شيئاً إلى جميع الكنائس ، والذى كتبه إلى بعضها فسطران أو أربعة سطور“. ومعنى ذلك أنَّ أُريجن يؤكد أن هذه الرسائل المنسوبة لبولس ما كتبها بولس، ولكن كتبها آخر ونسبها إليه. (إظهار الحق ج1 ص164)
                      ولو كانت رسائل بولس وحيًا، فما حاجة الرب أن يستشهد بكلام شعراء وثنيين؟ هل أراد الرب أن يفهم الناس أن الوثنيين عندهم الحكمة والعلم الذى يحتاجه الرب ويقتبسه فى كتابه؟ وأين اعتراف الرب بأن هذا الشعر جاء اقتباسًا من شعراء وليس من وحيه؟ ألا يُعد هذا سرقة أدبية؟ أإله يسرق أفكار عبيده وينسبها لنفسه؟
                      لقد استشهاد بولس بشطر من أقوال الشاعر (أراتس) وهو: (28لأَنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ. كَمَا قَالَ بَعْضُ شُعَرَائِكُمْ أَيْضاً: لأَنَّنَا أَيْضاً ذُرِّيَّتُهُ.) أعمال الرسل 17: 28، فما حاجة الرب لأقوال الشعراء لتأييد أقواله؟ أيستشهد الرب بأقوال الشعراء ليقنع الناس بدينه؟
                      استشهاد بولس بقول الشاعر (مناندو) وهى: (33لاَ تَضِلُّوا! فَإِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ.) كورنثوس الأولى 15: 33
                      استشهاد بولس بقول الشاعر الكريتى (أبيمانديس) وهو: (12قَالَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ - وَهُوَ نَبِيٌّ لَهُمْ خَاصٌّ: «الْكِرِيتِيُّونَ دَائِماً كَذَّابُونَ. وُحُوشٌ رَدِيَّةٌ. بُطُونٌ بَطَّالَةٌ».) تيطس 1: 12
                      س218- يعترف بولس بأنه كذب ونافق ليزداد مجد الرب: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
                      (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23
                      فهل صدق الله ومجده يحتاجان إلى كذب بولس ونفاقه؟
                      وهل يقبل الرب الداخل فى دينه مُغررًا به، مضحوكًا عليه، لا يفهمه حق الفهم؟
                      وهل عجز الرب أو فشل عن نشر كلمته بالفضيلة والصدق فلجأ إلى الكذب؟
                      وهل يُعقل أن يلجأ الرب إلى الكذب والكذابين والمنافقين لنشر دينه بين الناس؟
                      وما حكمة الإله أن يوحى إلى كذاب بنشر رسالته وتعاليمه؟
                      وهل أراد أن يعلم عبيده أن الكذب فى الدين بغية تنصير الإنسان وجعله يؤمن بمبادىء غير حقيقية ولو بالكذب هى بغيته؟
                      وهل رضى الرب بكذب بولس ليكسب أتباعًا جددًا لدينه؟ أليس هذا من باب النصب والتحايل؟ أيخادع الرب عبيده؟ ألا يُظهر هذا فشله أمام أنبيائه وعباده؟ ألا ينقص هذا من قداسته؟
                      وكيف أُأنب ابنى أو أعاقبه إذا كذب، وهو يتبع إله كاذب، لا ينشر دينه إلا بالكذب؟
                      وما مصير من اتخذوا كذب الرب ذريعة وآمنوا أن الغاية تبرر الوسيلة؟
                      ألا يخشى ذلك الإله من تفشى الكذب بين شعبه؟
                      وكيف أثق فى هذا الإله الذى يرتكن إلى كاذب ومخادع لنشر رسالته؟
                      وهل سيحاسبكم الرب على الكذب فى الآخرة يوم الحساب؟ كيف وهو ناشره؟
                      وألا يوصف الرب بذلك أنه كذَّاب ، لأن من أعان على الكذب فهو كذَّاب؟
                      وما الفرق بينه وبين الشيطان فى هذه الصفة الرذيلة؟
                      وإذا كان إلهًا صادقًا، فكيف يأمر بما لا يفعله هو؟ أليس ذلك من النفاق؟ أليست هذه حجة عليه؟ أليس هذا من الظلم؟ ألم يقل فى الناموس (لا تكذب)؟ فلماذا أعان الكاذب وأوحى إليه؟
                      {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ} (170) سورة البقرة
                      {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} (21) سورة لقمان
                      {قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} (70) سورة الأعراف
                      {قَالُواْ يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ} (62) سورة هود
                      {قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} (87) سورة هود

                      تعليق

                      • abubakr_3
                        مشرف عام

                        • 15 يون, 2006
                        • 849
                        • مسلم

                        #41
                        س211- يحكى سفر صموئيل الأول 17: 2-11 أن شاول ذهب لمحاربة الفلسطينيين، ثم خرج من الفلسطينيين رجل عملاق يطلب المبارزة قائلا: (8فَوَقَفَ وَنَادَى صُفُوفَ إِسْرَائِيلَ: «لِمَاذَا تَخْرُجُونَ لِتَصْطَفُّوا لِلْحَرْبِ؟ أَمَا أَنَا الْفِلِسْطِينِيُّ, وَأَنْتُمْ عَبِيدٌ لِشَاوُلَ؟ اخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمْ رَجُلاً وَلْيَنْزِلْ إِلَيَّ. 9فَإِنْ قَدِرَ أَنْ يُحَارِبَنِي وَيَقْتُلَنِي نَصِيرُ لَكُمْ عَبِيداً. وَإِنْ قَدِرْتُ أَنَا عَلَيْهِ وَقَتَلْتُهُ تَصِيرُونَ أَنْتُمْ لَنَا عَبِيداً وَتَخْدِمُونَنَا».)، وخاف شاول وعبيده أن يقاتلوا هذا الرجل وهذا الشعب: (11وَلَمَّا سَمِعَ شَاوُلُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ كَلاَمَ الْفِلِسْطِينِيِّ هَذَا ارْتَاعُوا وَخَافُوا جِدّاً.)
                        واستمر خوف شاول وجنوده من الفلسطينيين أربعين يومًا، وذلك بسبب وجود عملاق واحد فقط فيهم: (51...فَلَمَّا رَأَى الْفِلِسْطِينِيُّونَ أَنَّ جَبَّارَهُمْ قَدْ مَاتَ هَرَبُوا.). ولا أعرف كيف يستغبى الكاتب القارىء لهذه الدرجة: كيف يدرك الفلسطينيون خوف شاول وجنوده لمدة أربعين يومًا، ولا يهاجموهم ويقضوا عليهم أو يردوهم خائبين؟ فلو حدث أن انتظر الفلسطينيون أربعين يومًا دون أن يهجموا عليهم ويبادروهم بالحرب، ألا يدل هذا على الروح العدائية عند بنى إسرائيل، وروح المحبة والسلام عند الفلسطينيين؟
                        والأغرب من ذلك أن يرسل يسِّى أبو داود لقائد الألف عشر قطع من الجبن فقط!! فهل ستكفيه بمفرده وتغذيه ليقف فى مواجهة هذا جيش؟ وهل كان فى حاجة إليها فى هذا الوقت بالذات؟ وهل ليعرف يسِّى حال أبنائه فى الحرب، يحتاج إلى تغذية قائد الألف؟ ولو كان هذا ممنوعًا لكانت رشوة قام بها داود مسايرًا أبيه فى هذا الجرم! وكيف سيكون حال الجنود لو علموا أن قائدهم يقبل الرشاوى؟ وكيف يرسل لقائد الألف دون شاول نفسه؟
                        (15وَأَمَّا دَاوُدُ فَكَانَ يَذْهَبُ وَيَرْجِعُ مِنْ عِنْدِ شَاوُلَ لِيَرْعَى غَنَمَ أَبِيهِ فِي بَيْتِ لَحْمٍ. 16وَكَانَ الْفِلِسْطِينِيُّ يَتَقَدَّمُ وَيَقِفُ صَبَاحاً وَمَسَاءً أَرْبَعِينَ يَوْماً. 17فَقَالَ يَسَّى لِدَاوُدَ ابْنِهِ: «خُذْ لإِخْوَتِكَ إِيفَةً مِنْ هَذَا الْفَرِيكِ, وَهَذِهِ الْعَشَرَ الْخُبْزَاتِ وَارْكُضْ إِلَى الْمَحَلَّةِ إِلَى إِخْوَتِكَ. 18وَهَذِهِ الْعَشَرَ الْقِطْعَاتِ مِنَ الْجُبْنِ قَدِّمْهَا لِرَئِيسِ الأَلْفِ, وَافْتَقِدْ سَلاَمَةَ إِخْوَتِكَ وَخُذْ مِنْهُمْ عَرْبُوناً». 19وَكَانَ شَاوُلُ وَهُمْ وَجَمِيعُ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ فِي وَادِي الْبُطْمِ يُحَارِبُونَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ.)
                        وستفاجأ فيما بعد أن داود الصبى الصغير قَبِلَ أن ينازل هذا الرجل العملاق وقتله. وذلك لأنه فعل هذا انتصارًا لله تعالى. فماذا كان يفعل إذن شاول والألف جندى الذين معه؟ ألم يكونوا يحاربون انتصارًا لله تعالى؟ أم صفة الجبن هى صفة لصيقة بهم لأنهم يعلمون أنهم لا يحاربون انتصارًا للحق؟ (48وَرَكَضَ نَحْوَ الصَّفِّ لِلِقَاءِ الْفِلِسْطِينِيِّ. 49وَمَدَّ دَاوُدُ يَدَهُ إِلَى الْكِنْفِ وَأَخَذَ مِنْهُ حَجَراً وَرَمَاهُ بِالْمِقْلاَعِ, وَضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيَّ فِي جِبْهَتِهِ, فَانْغَزَرَ الْحَجَرُ فِي جِبْهَتِهِ وَسَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ. 50فَتَمَكَّنَ دَاوُدُ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّ بِالْمِقْلاَعِ وَالْحَجَرِ, وَضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيَّ وَقَتَلَهُ. وَلَمْ يَكُنْ سَيْفٌ بِيَدِ دَاوُدَ. 51فَرَكَضَ دَاوُدُ وَوَقَفَ عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّ وَأَخَذَ سَيْفَهُ وَاخْتَرَطَهُ مِنْ غِمْدِهِ وَقَتَلَهُ وَقَطَعَ بِهِ رَأْسَهُ. فَلَمَّا رَأَى الْفِلِسْطِينِيُّونَ أَنَّ جَبَّارَهُمْ قَدْ مَاتَ هَرَبُوا. 52فَقَامَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا وَهَتَفُوا وَلَحِقُوا الْفِلِسْطِينِيِّينَ حَتَّى مَجِيئِكَ إِلَى الْوَادِي وَحَتَّى أَبْوَابِ عَقْرُونَ. فَسَقَطَتْ قَتْلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ فِي طَرِيقِ شَعَرَايِمَ إِلَى جَتَّ وَإِلَى عَقْرُونَ. 53ثُمَّ رَجَعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ الاِحْتِمَاءِ وَرَاءَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَنَهَبُوا مَحَلَّتَهُمْ.)
                        وهنا يتعرف شاول على داود لأول مرة، كأنه لم يره من قبل: (55وَلَمَّا رَأَى شَاوُلُ دَاوُدَ خَارِجاً لِلِقَاءِ الْفِلِسْطِينِيِّ قَالَ لأَبْنَيْرَ رَئِيسِ الْجَيْشِ: «ابْنُ مَنْ هَذَا الْغُلاَمُ يَا أَبْنَيْرُ؟» فَقَالَ أَبْنَيْرُ: «وَحَيَاتِكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ لَسْتُ أَعْلَمُ!» 56فَقَالَ الْمَلِكُ: «اسْأَلِ ابْنُ مَنْ هَذَا الْغُلاَمُ». 57وَلَمَّا رَجَعَ دَاوُدُ مِنْ قَتْلِ الْفِلِسْطِينِيِّ أَخَذَهُ أَبْنَيْرُ وَأَحْضَرَهُ أَمَامَ شَاوُلَ وَرَأْسُ الْفِلِسْطِينِيِّ بِيَدِهِ. 58فَقَالَ لَهُ شَاوُلُ: «ابْنُ مَنْ أَنْتَ يَا غُلاَمُ؟» فَقَالَ دَاوُدُ: «ابْنُ عَبْدِكَ يَسَّى الْبَيْتَلَحْمِيِّ».)
                        وهذا على الرغم من أن داود قد عزف له، وغنى من قبل أمامه، وأحبه شاول حبًا عظيمًا، وهذا ما سجلته نهاية الإصحاح (16): (14وَذَهَبَ رُوحُ الرَّبِّ مِنْ عِنْدِ شَاوُلَ, وَبَغَتَهُ رُوحٌ رَدِيءٌ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ. 15فَقَالَ عَبِيدُ شَاوُلَ لَهُ: «هُوَذَا رُوحٌ رَدِيءٌ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ يَبْغَتُكَ. 17فَقَالَ شَاوُلُ لِعَبِيدِهِ: «انْظُرُوا لِي رَجُلاً يُحْسِنُ الضَّرْبَ وَأْتُوا بِهِ إِلَيَّ». 18فَأَجَابَ وَاحِدٌ مِنَ الْغِلْمَانِ: «هُوَذَا قَدْ رَأَيْتُ ابْناً لِيَسَّى الْبَيْتَلَحْمِيِّ يُحْسِنُ الضَّرْبَ, وَهُوَ جَبَّارُ بَأْسٍ وَرَجُلُ حَرْبٍ وَفَصِيحٌ وَرَجُلٌ جَمِيلٌ, وَالرَّبُّ مَعَهُ». 19فَأَرْسَلَ شَاوُلُ رُسُلاً إِلَى يَسَّى يَقُولُ: «أَرْسِلْ إِلَيَّ دَاوُدَ ابْنَكَ الَّذِي مَعَ الْغَنَمِ». 20فَأَخَذَ يَسَّى حِمَاراً حَامِلاً خُبْزاً وَزِقَّ خَمْرٍ وَجَدْيَ مِعْزىً وَأَرْسَلَهَا بِيَدِ دَاوُدَ ابْنِهِ إِلَى شَاوُلَ. 21فَجَاءَ دَاوُدُ إِلَى شَاوُلَ وَوَقَفَ أَمَامَهُ, فَأَحَبَّهُ جِدّاً وَكَانَ لَهُ حَامِلَ سِلاَحٍ. 22فَأَرْسَلَ شَاوُلُ إِلَى يَسَّى يَقُولُ: «لِيَقِفْ دَاوُدُ أَمَامِي لأَنَّهُ وَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيَّ». 23وَكَانَ عِنْدَمَا جَاءَ الرُّوحُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ عَلَى شَاوُلَ أَنَّ دَاوُدَ أَخَذَ الْعُودَ وَضَرَبَ بِيَدِهِ, فَكَانَ شَاوُلُ يَرْتَاحُ وَيَطِيبُ وَيَذْهَبُ عَنْهُ الرُّوحُ الرَّدِيءُ.) صموئيل الأول 16: 14-23
                        وهذا هو السبب الذى دعا الترجمة اليونانية إلى إهمال هذه النقطة، حيث كان يعرف شاول داود، وعزف له عدة مرات، حتى ذهب من عنده الروح الخبيثة، التى لا تذهب إلا بالترانيم والموسيقى، بل كان داود حاملا لسلاحه. وبعد كل هذا يسأل شاول قائد الألف عن هذا الشخص داود. لذلك تقول الترجمة الكاثوليكية اليسوعية معلقة على هذا الأمر فى هامشها ص553: (أهملت الترجمة اليونانية القديمة الآيات 12-31 العائدة إلى التقليد الوارد فيه أن داود لم يكن يعرف شاول إلى ذلك اليوم (راجع 16/14 +))
                        أما قول الكاتب إن الروح الشريرة التى هاجمت شاول كانت من عند الرب فهذا لا يليق بتسمية الكتاب بالمقدس، وانتساب هذه النصوص للرب، حيث لا يسب الرب إلا كافر، ولايسب نفسه إلا سفيه. فمن الذى وصف الرب أن من عنده تخرج الروح الشريرة (الشيطان)؟ (14وَذَهَبَ رُوحُ الرَّبِّ مِنْ عِنْدِ شَاوُلَ, وَبَغَتَهُ رُوحٌ رَدِيءٌ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ. 15فَقَالَ عَبِيدُ شَاوُلَ لَهُ: «هُوَذَا رُوحٌ رَدِيءٌ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ يَبْغَتُكَ.) صموئيل الأول 17: 14-15
                        وللأسف تكررت مثل هذه النصوص عدة مرات فى الكتاب الذى ينسبونه للرب: (23وَأَرْسَلَ الرَّبُّ رُوحاً رَدِيئَاً بَيْنَ أَبِيمَالِكَ وَأَهْلِ شَكِيمَ, فَغَدَرَ أَهْلُ شَكِيمَ بِأَبِيمَالِكَ.) قضاة 9: 23
                        إنه كاتب مع شديد الأسف كافر يكره الله تعالى ورسله! أو قوم سُذَّج نسبوا هذا الكلام للرب! أليس هو نفس الكاتب الذى كتب إن الله يدمر الخير ويحل الشر محله؟ (فَإِنَّ الرَّبَّ أَمَرَ بِإِبْطَالِ مَشُورَةِ أَخِيتُوفَلَ الصَّالِحَةِ لِيُنْزِلَ الرَّبُّ الشَّرَّ بِأَبْشَالُومَ.) صموئيل الثانى 17: 14
                        أليس هو نفس الكاتب الذى ادعى أن الرب اتفق مع الشيطان لإغواء أيوب؟ (6وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضَاً فِي وَسَطِهِمْ. 7فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟] فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ: [مِنْ الْجَوَلاَنِ فِي الأَرْضِ وَمِنَ التَّمَشِّي فِيهَا]. 8فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟ لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي الأَرْضِ. رَجُلٌ كَامِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ]. 9فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ: [هَلْ مَجَّاناً يَتَّقِي أَيُّوبُ اللهَ؟ 10أَلَيْسَ أَنَّكَ سَيَّجْتَ حَوْلَهُ وَحَوْلَ بَيْتِهِ وَحَوْلَ كُلِّ مَا لَهُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ؟ بَارَكْتَ أَعْمَالَ يَدَيْهِ فَانْتَشَرَتْ مَوَاشِيهِ فِي الأَرْضِ! 11وَلَكِنِ ابْسِطْ يَدَكَ الآنَ وَمَسَّ كُلَّ مَا لَهُ فَإِنَّهُ فِي وَجْهِكَ يُجَدِّفُ عَلَيْكَ]. 12فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [هُوَذَا كُلُّ مَا لَهُ فِي يَدِكَ وَإِنَّمَا إِلَيهِ لاَ تَمُدَّ يَدَكَ]. ثمَّ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنْ أَمَامِ وَجْهِ الرَّبِّ.) أيوب 2: 6-12
                        أليس هو نفس الكاتب الذى ادعى أن الرب وملائكته فشلوا فى إغواء أخاب، فقبل الرب نصيحة الشيطان لإغوائه؟ (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22
                        أليس هو نفس الكاتب الذى سمَّى الشيطان إله هذا الدهر، وادعى أتباعه أن الإله نزل على الأرض وتجسَّد ليخلص العالم من قبضة الشيطان؟
                        (4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.) كورنثوس الثانية 4: 4
                        (31اَلآنَ دَيْنُونَةُ هَذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ خَارِجاً.) يوحنا 12: 31؛ 14: 3؛ 16: 11
                        ولم ينس الكاتب أن يضيف خياله الساذج فى هذه القصة، فأضاف على لسان داود أنه قتل أسدًا ودبة فى وقت واحد، لأنهما جاءا سويًا واختطفا شاة من قطيعه، فتخيل غباء الأسد الذى ترك الدب السمين، واصطاد شاة فقط!! وتخيل تعاون الأسد والدب على أكل شاة من قطيع داود!! ما هذا السلام الذى حل بين الأسد والدبة ليتفقا معًا على اصطياد شاة؟ لكن هل يعيش الدب القطبى الذى ظهر لداود فى البرية الصحراوية الحارة؟ وهل قبل الأسد أن يشاركه حيوان آخر فى هذه الوليمة؟
                        المهم أن داود أمسك بذقن الأسد، وطبعًا تركه الأسد يمسك ذقنه، حتى يتمكن من ضربه، دون مقاومة أو حتى اعتراض: (34فَقَالَ دَاوُدُ لِشَاوُلَ: «كَانَ عَبْدُكَ يَرْعَى لأَبِيهِ غَنَماً, فَجَاءَ أَسَدٌ مَعَ دُبٍّ وَأَخَذَ شَاةً مِنَ الْقَطِيعِ. 35فَخَرَجْتُ وَرَاءَهُ وَقَتَلْتُهُ وَأَنْقَذْتُهَا مِنْ فَمِهِ. وَلَمَّا قَامَ عَلَيَّ أَمْسَكْتُهُ مِنْ ذَقْنِهِ وَضَرَبْتُهُ فَقَتَلْتُهُ. 36قَتَلَ عَبْدُكَ الأَسَدَ وَالدُّبَّ جَمِيعاً. وَهَذَا الْفِلِسْطِينِيُّ الأَغْلَفُ يَكُونُ كَوَاحِدٍ مِنْهُمَا لأَنَّهُ قَدْ عَيَّرَ صُفُوفَ اللَّهِ الْحَيِّ».)
                        فهل تصدق أن هذا فعلا حدث؟ أم ضحك داود على الملك شاول وكذب عليه واستخف بعقله؟ وهل كان شاول بهذا الغباء وهذه السذاجة؟ فبم استحق النبوة إذن؟ أنبى أهطل يضحك عليه الصبية؟
                        وبعد أن تشجع المقاتلون الإسرائيليون وقتلوا من الفلسطينيين من قتلوا ونهبوا بلدتهم أخذ داو برأس هذا الجبار، ورجع بها إلى فلسطين!! (54وَأَخَذَ دَاوُدُ رَأْسَ الْفِلِسْطِينِيِّ وَأَتَى بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ, وَوَضَعَ أَدَوَاتِهِ فِي خَيْمَتِهِ.)
                        فهل كانت خيمة داود فى فلسطين؟ لا. هل نسى الكاتب أنهم أتوا إلى فلسطين غزاة، ومن المفترض أنه يرجع بالأسلاب إلى المدينة التى جاء منها؟ فكيف رجع داود إلى فلسطين، وهى فى ذلك الوقت لم تكن أرضه، بل أرض العدو، وكان يحكمها وقتها اليبوسيون، الذين كانوا على خلاف مع شاول نفسه وشعبه؟ وفى الحقيقة لم يقتل داود جليات ، بل هى عبارة أضافها كاتب مجهول عام 580 ق.م. ليمجد داود ويظهره بمظهر الأبطال منذ صغره. يؤكد ذلك وجود نص أقدم منه يرجع إلى عام 950 ق.م. ويخبرنا أن ألحانان هو الذى قتل جوليات وليس داود. (19ثُمَّ كَانَتْ أَيْضاً حَرْبٌ فِي جُوبَ مَعَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. فَأَلْحَانَانُ بْنُ يَعْرِي أُرَجِيمَ الْبَيْتَلَحْمِيُّ قَتَلَ جُلْيَاتَ الْجَتِّيَّ) صموئيل الثانى 21: 19
                        ونعود للرجل الجبار:
                        لقد كان طوله ستى ذراع وشبرًا (4فَخَرَجَ رَجُلٌ مُبَارِزٌ مِنْ جُيُوشِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ اسْمُهُ جُلْيَاتُ, مِنْ جَتَّ, طُولُهُ سِتُّ أَذْرُعٍ وَشِبْرٌ)
                        يُحدد الكتاب المقدس أن الذراع كان يبلغ 52 سم ثم أصبح 45 سم، أى كان طوله ثلاثة أمتار كما يقول التفسير التطبيقى للكتاب المقدس ص599.
                        ويصف الكتاب ما يحمله هذا المقاتل الجبار من عتاد فيقول: (5وَعَلَى رَأْسِهِ خُوذَةٌ مِنْ نُحَاسٍ, وَكَانَ لاَبِساً دِرْعاً حَرْشَفِيّاً وَزْنُهُ خَمْسَةُ آلاَفِ شَاقِلِ نُحَاسٍ. 6وَجُرْمُوقَا نُحَاسٍ عَلَى رِجْلَيْهِ, وَحَرْبَةُ نُحَاسٍ بَيْنَ كَتِفَيْهِ. 7وَقَنَاةُ رُمْحِهِ كَنَوْلِ النَّسَّاجِينَ, وَسِنَانُ رُمْحِهِ سِتُّ مِئَةِ شَاقِلِ حَدِيدٍ, وَحَامِلُ التُّرْسِ كَانَ يَمْشِي قُدَّامَهُ.)
                        يقول التفسير التطبيقى للكتاب المقدس ص599 إن الخمسة آلاف شاقل تساوى 57 كجم تقريبًا، وأن ست مئة شاقل حوالى 7 كجم. أضف إلى ذلك وزن الرمح نفسه، ووزن الجرموق حول رجليه، ولنفترض أنهما يبلغان حوالى 15 كجم، وعلى ذلك يحمل الجبار المقاتل حوالى 80 كجم. فهل سيمكن هذا مقاتل طوله ثلاثة أمتار من فنون الحرب والمراوغة وسهولة الحركة؟ أم كان هذا خيال راوى القصة.
                        لذلك كتبتها الترجمة العربية المشتركة بأرقام وموازين مختلفة ليتناسب هذا مع المنطق: (5وعلى رأسِهِ خوذَةٌ مِنْ نُحاسٍ، وكانَ لابسًا دِرعًا مَزْرودَةً، وزنُها رُبعُ قِنطارِ نحاسٍ، 6وعلى رأسِهِ خوذَةٌ مِنْ نُحاسٍ، وكانَ لابسًا دِرعًا مَزْرودَةً، وزنُها رُبعُ قِنطارِ نحاسٍ، 7وقَناةُ رُمحِهِ غليظَةٌ كَنولِ النُّساج ووزنُ رأسِ الرُّمحِ، رَطلانِ مِنْ حديدٍ. وكانَ معَهُ رَجلٌ يَحمِلُ تُرسَهُ.)، وحدد فى جدول الموازين والمكاييل فى مقدمة الكتاب أن القنطار يبلغ 34272 جرام أى حوالى 34 كيلوجرامات، وهذا يعنى أن وزن الدرع هو ربع هذا الرقم أن حوالى 8,5 كجم. وهذا منطقى أكثر مما قالته الترجمة التفسيرية فى متنها.
                        أما بالنسبة لوزن الرمح الذى كان فى الترجمة التفسيرية وفى ترجمة كتاب الحياة ستة مئة شاقل أى سبعة كجم، فتقول الترجمة العربية المشتركة فى متن نصها أنه كان يزن رطلان من الحديد، وقالت فى جدول موازينها أن الرطل يساوى 571 جم. أى كان يزن رمحه حوالى كيلوجرام واحد، وليس سبعة كما يقول النص المقدس فى الترجمة التفسيرية وترجمة كتاب الحياة.
                        ونفهم من هذه القصة أنه فى النهاية قتل داود جليات الجبار الفلسطينى. إلا أن الراوى فى سفر أخبار الأيام الأول يؤكد أن داود لم قتل جليات، بل قتل ألحانان أخا جليات وليس جليات نفسه: (5وَكَانَتْ أَيْضاً حَرْبٌ مَعَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ, فَقَتَلَ أَلْحَانَانُ بْنُ يَاعُورَ لَحْمِيَ أَخَا جُلْيَاتَ الْجَتِّيِّ. وَكَانَتْ قَنَاةُ رُمْحِهِ كَنَوْلِ النَّسَّاجِينَ.) أخبار الأيام الأول 20: 5
                        وهذا يعنى أن سبب ذهاب الخوف عن جيش شاول ليس داود، وليس قتل العملاق. فمن الذى كان السبب فى تقوية جيش شاول وانتصار بنى إسرائيل على الفلسطينيين؟
                        لذلك علقت الترجمة التفسيرية للكتاب المقدس قائلة ص599 فى الهامش: (ترد هذه الحادثة أيضًا فى (2صم 21: 19) ويذكر شخص اسمه جليات بنفس المواصفات التى يذكر بها جليات الذى قتله داود، ولكن فى بعض مخطوطات الترجمة السبعينية والعبرية يذكر هذا الشخص على أنه أخو جليات الحتى (1أخ 20: 5). ألا يدل هذا على اختلاف المخطوطات التى يتغنون بها؟ ألا يدل هذا على استحالة جمعهم كل المخطوطات فى آن واحد فكتب كل كاتب ما تخيله صحيح؟ فلماذا تنسبون كل هذا لله، وتجعلونه كتابًا مقدسًا؟
                        أما الترجمة الكاثوليكية اليسوعية فتقول فى هامشها ص552 (إن 2 صم 21/19 ينسب الانتصار على جوليات إلى أحد شجعان داود، ويبدو أن هذا التقليد هو الأقدم. وإن التقليد القديم الذى نجده فى الفصل 17 لم يكن يذكر إلا انتصارًا لداود على خصم مجهول، على ”الفلسطينى“. أضيف اسم جوليات إلى الآيتين 4 و23)
                        وبعد كل الذى قرأناه هذا، وعلمنا أن شاول تعرف على شجاعة داود فى حربه ضد الفلسطينيين، نجد أن سفر صموئيل الثانى يخبرنا أن شاول لم يكن على قيد الحياة وقتها، فقد ذهب داود لأخذ رفاته والعودة بها لدفنها فى أرض بنيامين: (12فَذَهَبَ دَاوُدُ وَأَخَذَ عِظَامَ شَاوُلَ وَعِظَامَ يُونَاثَانَ ابْنِهِ مِنْ أَهْلِ يَابِيشِ جِلْعَادَ الَّذِينَ سَرِقُوهَا مِنْ شَارِعِ بَيْتِ شَانَ، حَيْثُ عَلَّقَهُمَا الْفِلِسْطِينِيُّونَ يَوْمَ ضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ شَاوُلَ فِي جِلْبُوعَ. 13فَأَصْعَدَ مِنْ هُنَاكَ عِظَامَ شَاوُلَ وَعِظَامَ يُونَاثَانَ ابْنِهِ، وَجَمَعُوا عِظَامَ الْمَصْلُوبِينَ، 14وَدَفَنُوا عِظَامَ شَاوُلَ وَيُونَاثَانَ ابْنِهِ فِي أَرْضِ بِنْيَامِينَ فِي صَيْلَعَ فِي قَبْرِ قَيْسَ أَبِيهِ، وَعَمِلُوا كُلَّ مَا أَمَرَ بِهِ الْمَلِكُ. وَبَعْدَ ذَلِكَ اسْتَجَابَ اللَّهُ مِنْ أَجْلِ الأَرْضِ.) صموئيل الثانى 21: 12-14
                        وهذا لا يعنى إلا أن رواية صموئيل الأول رواية وهمية، لا أساس لها من التاريخ أو الصحة. فهل مثل هذه الروايات التى تتعارض مع بعضها البعض داخل نفس الكتاب تُسمى وحيًا من عند الله؟
                        س212- يؤمن المسيحيون أن الآب إله والابن إله والروح القدس إله، ولكنهم ليسوا ثلاثة آلهة، بل هم إله واحد. ويرفضون قول القائل بأنهم ثلاثة آلهة تحت أى تحليل لغوى أو عقلى أو حتى دينى. والآن يجب عليهم أن يفهمونا كيف يكون الآب هو الابن فى ضوء هذه النصوص. يقول يسوع فى يوحنا: 5: 20-23
                        يوحنا: 5: 20 (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ.)
                        فكيف يحب الآب ابنه؟ فهل المقصود أنه يحب نفسه أم أن هناك اثنان بالفعل يحب أحدهما الآخر؟ وكيف سيريه أعمالا أعظم من التى عملها؟ فهل هالابن إله ناقص يفنقر إلى معرفة وتعلم الأعمال الأعظم من التى عملها؟ أم أن الأب أعظم من الابن، وهو مصدر علمه ومعلوماته؟ كما قال يسوع (لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي) يوحنا 14: 28، (29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ) يوحنا 10: 29
                        (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.) يوحنا 5: 30
                        (... إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ. 17إِنْ عَلِمْتُمْ هَذَا فَطُوبَاكُمْ إِنْ عَمِلْتُمُوهُ.) يوحنا 13: 16-17
                        ولماذا كان يسوع رسول للآب، ولم يكن الآب مطلقًا رسولا للابن؟ لماذا يكون الآب أعظم من الابن، وليس العكس؟ أليس الابن إلهًا مساويًا للآب فى القوة والمجد والعظمة؟ فهل صدق يسوع فى قوله إن الآب أعظم منه؟ أم كان يشعر يسوع بدونية ونقص فى شخصيته جعلته يشعر كإله بأنه ضعيف غير قادر أن يفعل من نفسه شيئًا، ينتظر الآب أن يعلمه ويرضى عليه، حتى كان يقضى الليل كله فى الصلاة له (لوقا 6: 12)، وكان يسجد بوجهه على الأرض ابتغاء مرضاته (لوقا 22: 41)؟
                        ويواصل يسوع فى يوحنا: 5: 21 (21لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي كَذَلِكَ الاِبْنُ أَيْضاً يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ.)
                        قبل أن نبدأ فى فهم النص فى ضوء النصوص الكتابية الأخرى، علينا أن نقرأ عقيدة يسوع والأناجيل فى الله تعالى. فكلنا نعلم من نصوص الكتاب أن يسوع كان يعتبر نفسه إنسان كلمكم بالحق الذى سمعه من الله: يوحنا 8: 40 (40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. ...)
                        وأقر يسوع بأنه خاضع لإرادة الله تعالى ومشيئته: يوحنا 4: 34 (34قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
                        وأقر بولس أن يسوع عبد خاضع لله تعالى: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
                        وأن الله الذى آمنوا به لا يموت، وهو الذى يحيى الكل: تيموثاوس الأولى 6: 13-16 (13أُوصِيكَ أَمَامَ اللهِ الَّذِي يُحْيِي الْكُلَّ) وقوله (16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ،)
                        كورنثوس الثانية 1: 9 (9لَكِنْ كَانَ لَنَا فِي أَنْفُسِنَا حُكْمُ الْمَوْتِ، لِكَيْ لاَ نَكُونَ مُتَّكِلِينَ عَلَى أَنْفُسِنَا بَلْ عَلَى اللهِ الَّذِي يُقِيمُ الأَمْوَاتَ،)
                        بل هو الذى أحيا يسوع من الموت: أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                        أعمال الرسل 2: 32 (32فَيَسُوعُ هَذَا أَقَامَهُ اللهُ وَنَحْنُ جَمِيعاً شُهُودٌ لِذَلِكَ.)
                        لو فهمنا النص كما يفهمه المسيحيون من أن يسوع يدعى هنا أنه إله، يمكنه أن يحيى الموتى مثل الآب، لكان الكلام عن اثنين: الآب والابن، ولا يمكن أن يقول عاقل من هذا النص أنهما واحد، بل اثنين. فهذا الفهم يُخالف إذن قانون الإيمان، الذى يقضى بأنهم واحد وليسوا ثلاثة.وها هو يسوع يعتبر الآب آخر مغاير له فى الجنس: يوحنا 5: 31-37 (31«إِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي لَيْسَتْ حَقّاً. 32الَّذِي يَشْهَدُ لِي هُوَ آخَرُ وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ الَّتِي يَشْهَدُهَا لِي هِيَ حَقٌّ.)
                        لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يقصد يسوع أنه يحيى الموتى بصفته إله، وذلك لقوله فى الفقرة التى سبقتها أن الآب هو الذى يريه هذه الأعمال، وأنه لولا قدرة الله لما تمكن يسوع من عمل شىء: يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                        يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
                        يوحنا 5: 19 (الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الاِبْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئاً إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ)
                        يوحنا 5: 20 (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ.)
                        يوحنا 17: 4 (......... الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
                        يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
                        يوحنا 10: 27-29 (27خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. 28وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. 29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي.)
                        بل عندما كان يقوم بعمل معجزة كان يرفع عينيه إلى السماء طالبًا المدد من الله تعالى إلهه، حتى يؤمن الناس أنه رسول الله إليهم: يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
                        مرقس 7: 32-36 (32وَجَاءُوا إِلَيْهِ بِأَصَمَّ أَعْقَدَ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ. 33فَأَخَذَهُ مِنْ بَيْنِ الْجَمْعِ عَلَى نَاحِيَةٍ وَوَضَعَ أَصَابِعَهُ فِي أُذُنَيْهِ وَتَفَلَ وَلَمَسَ لِسَانَهُ 34وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَأَنَّ وَقَالَ لَهُ: «إِفَّثَا». أَيِ انْفَتِحْ. 35وَلِلْوَقْتِ انْفَتَحَتْ أُذْنَاهُ وَانْحَلَّ رِبَاطُ لِسَانِهِ وَتَكَلَّمَ مُسْتَقِيماً. 36فَأَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ.)
                        فعندما أراد إطعام الجمع: متى 14: 19 (أَخَذَ الأَرْغِفَةَ لْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى الأَرْغِفَةَ لِلتَّلاَمِيذِ وَالتَّلاَمِيذُ لِلْجُمُوعِ.)
                        لوقا 9: 16 (16فَأَخَذَ الأَرْغِفَةَ الْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَهُنَّ ثُمَّ كَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ لِيُقَدِّمُوا لِلْجَمْعِ)
                        وعندما أراد أن يُخاطب الله ويدعوه: يوحنا 17: 1 (1تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهَذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ. مَجِّدِ ابْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ابْنُكَ أَيْضاً)
                        وكان يرفع عينيه إلى اسماء لأنه يؤمن أن الله الذى كان يتعبد له فى السماء، لذلك قال لكم متى 23: 9 (9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.)
                        ملوك الأول 8: 39 (39فَاسْمَعْ أَنْتَ مِنَ السَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ وَاغْفِرْ....)
                        أخبار الأيام الثاني 6: 18 (لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ اللهُ حَقّاً مَعَ الإِنْسَانِ عَلَى الأَرْضِ؟ إِنْ كَانَتِ السَّمَاوَاتُ بَلِ السَّمَاوَاتُ الْعُلَى لاَ تَسَعُكَ، فَكَمْ بِالأَحْرَى هَذَا الْهَيْكَلُ الَّذِي بَنَيْتُ!)
                        فهو إذن لم يقصد أنه يُحيى الموتى من الموت الحقيقى، الذى يعنى خروج الروح من الجسد. فما معنى الموت وما معنى الحياة هنا؟
                        إن الموت معناه الكفر وعصيان الله، وآخرة يملأها الحزن والألم والحصرة والندامة. أما الحياة فمعناها طاعة الله، التى تتسبب فى رضاه، فيدخلنا بها الجنة، وننتقل من الحياة الدنيا إلى الخلود فى الجنة ونعيمها: (4هَا كُلُّ النُّفُوسِ هِيَ لِي. نَفْسُ الأَبِ كَنَفْسِ الاِبْنِ. كِلاَهُمَا لِي. النَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. 5وَالإِنْسَانُ الَّذِي كَـانَ بَارّاً وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً, 6لَمْ يَأْكُلْ عَلَى الْجِبَالِ وَلَمْ يَرْفَعْ عَيْنَيْهِ إِلَى أَصْنَامِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ, وَلَمْ يُنَجِّسِ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ وَلَمْ يَقْرُبِ امْرَأَةً طَامِثاً, 7وَلَمْ يَظْلِمْ إِنْسَاناً, بَلْ رَدَّ لِلْمَدْيُونِ رَهْنَهُ, وَلَمْ يَغْتَصِبِ اغْتِصَاباً بَلْ بَذَلَ خُبْزَهُ لِلْجَوْعَانِ وَكَسَا الْعُرْيَانَ ثَوْباً, 8وَلَمْ يُعْطِ بِـالرِّبَا, وَلَمْ يَأْخُذْ مُرَابَحَةً, وَكَفَّ يَدَهُ عَنِ الْجَوْرِ, وَأَجْرَى الْعَدْلَ الْحَقَّ بَيْنَ الإِنْسَانِ, وَالإِنْسَانِ 9وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي وَحَفِظَ أَحْكَـامِي لِيَعْمَلَ بِـالْحَقِّ فَهُوَ بَارٌّ. حَيَاةً يَحْيَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. 10[فَإِنْ وَلَدَ ابْناً مُعْتَنِفاً سَفَّاكَ دَمٍ, فَفَعَلَ شَيْئاً مِنْ هَذِهِ 11وَلَمْ يَفْعَلْ كُلَّ تِلْكَ, بَلْ أَكَلَ عَلَى الْجِبَالِ وَنَجَّسَ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ 12وَظَلَمَ الْفَقِيرَ وَالْمِسْكِينَ, وَاغْتَصَبَ اغْتِصَاباً, وَلَمْ يَرُدَّ الرَّهْنَ, وَقَدْ رَفَعَ عَيْنَيْهِ إِلَى الأَصْنَامِ وَفَعَلَ الرِّجْسَ, 13وَأَعْطَى بِـالرِّبَا وَأَخَذَ الْمُرَابَحَةَ, أَفَيَحْيَا؟ لاَ يَحْيَا! قَدْ عَمِلَ كُلَّ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ فَمَوْتاً يَمُوتُ. دَمُهُ يَكُونُ عَلَى نَفْسِهِ! 14[وَإِنْ وَلَدَ ابْناً رَأَى جَمِيعَ خَطَايَا أَبِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا فَرَآهَا وَلَمْ يَفْعَلْ مِثْلَهَا. 15لَمْ يَأْكُلْ عَلَى الْجِبَالِ وَلَمْ يَرْفَعْ عَيْنَيْهِ إِلَى أَصْنَامِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَلاَ نَجَّسَ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ 16وَلاَ ظَلَمَ إِنْسَاناً وَلاَ ارْتَهَنَ رَهْناً وَلاَ اغْتَصَبَ اغْتِصَاباً, بَلْ بَذَلَ خُبْزَهُ لِلْجَوْعَانِ وَكَسَا الْعُرْيَانَ ثَوْباً 17وَرَفَعَ يَدَهُ عَنِ الْفَقِيرِ وَلَمْ يَأْخُذْ رِباً وَلاَ مُرَابَحَةً, بَلْ أَجْرَى أَحْكَـامِي وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي, فَإِنَّهُ لاَ يَمُوتُ بِإِثْمِ أَبِيهِ. حَيَاةً يَحْيَا. 18أَمَّا أَبُوهُ فَلأَنَّهُ ظَلَمَ ظُلْماً وَاغْتَصَبَ أَخَاهُ اغْتِصَاباً, وَعَمِلَ غَيْرَ الصَّالِحِ بَيْنَ شَعْبِهِ, فَهُوَذَا يَمُوتُ بِإِثْمِهِ.) حزقيال 18: 4-18
                        وقول حزقيال 18: 19-23 (19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْملُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟)
                        هذه الحياة هى التى يسميها اليهود الحياة الأبدية، وهى تتوقف على عبادة الله وحده، لا شريك له، والإيمان بيسوع كنبى مرسل من عند الله، والعمل الصالح: لوقا 10: 25-26 (25وَإِذَا نَامُوسِيٌّ قَامَ يُجَرِّبُهُ قَائِلاً: «يَا مُعَلِّمُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 26فَقَالَ لَهُ: «مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ. ....)
                        يوحنا 5: 24 (24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
                        يوحنا 17: 3-25 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ. ......... 8لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. .......... 13أَمَّا الآنَ فَإِنِّي آتِي إِلَيْكَ. وَأَتَكَلَّمُ بِهَذَا فِي الْعَالَمِ لِيَكُونَ لَهُمْ فَرَحِي كَامِلاً فِيهِمْ ......... 25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي)
                        وعلى ذلك فإن يسوع يحيى الموتى أى يهديهم إلى الإيمان السليم والبر والتقوى، ويعلمهم وصايا الله، أى ينقذهم من النار، فيكون مثواهم الحياة الأبدية فى الجنة.
                        وهو نفس ما فهمه التلاميذ: أعمال 11: 18 (18فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ سَكَتُوا وَكَانُوا يُمَجِّدُونَ اللهَ قَائِلِينَ: «إِذاً أَعْطَى اللهُ الْأُمَمَ أَيْضاً التَّوْبَةَ لِلْحَيَاةِ!».)
                        يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
                        أعمال الرسل 3: 15 (15وَرَئِيسُ الْحَيَاةِ قَتَلْتُمُوهُ الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَنَحْنُ شُهُودٌ لِذَلِكَ.)، نعم رئيس الحياة الذى ستحشر كل أمة فى الآخرة تحت لواء نبيها الذى اتبعته، وإلا سيرفضهم، ويتبرأ منهم! نعم رئيس الحياة الذى نأخذ منه نبع وصية الله ومراده! نعم رئيس الحياة الذى إذا آمنا به، واتبعناه كانت لنا الحياة الأبدية: يوحنا 5: 24 (24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
                        متى 19: 29 (29وَكُلُّ مَنْ تَرَكَ بُيُوتاً أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَباً أَوْ أُمّاً أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَداً أَوْ حُقُولاً مِنْ أَجْلِ اسْمِي يَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ وَيَرِثُ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ)
                        يوحنا 3: 36 (36اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللَّهِ)
                        ونجد مثل هذه التعبيرات كثيرة فى الكتاب وفى الحياة نفسها: (11فَمُ الصِّدِّيقِ يَنْبُوعُ حَيَاةٍ وَفَمُ الأَشْرَارِ يَغْشَاهُ ظُلْمٌ.) أمثال 10: 11
                        واقرأ هذه النصيحة الغالية، تدرك أن الحياة قد قصد بها السير فى رضى الله تعالى: (1اِسْمَعُوا أَيُّهَا الْبَنُونَ تَأْدِيبَ الأَبِ وَاصْغُوا لأَجْلِ مَعْرِفَةِ الْفَهْمِ 2لأَنِّي أُعْطِيكُمْ تَعْلِيماً صَالِحاً فَلاَ تَتْرُكُوا شَرِيعَتِي. 3فَإِنِّي كُنْتُ ابْناً لأَبِي غَضّاً وَوَحِيداً عِنْدَ أُمِّي 4وَكَانَ يُرِينِي وَيَقُولُ لِي: «لِيَضْبِطْ قَلْبُكَ كَلاَمِي. احْفَظْ وَصَايَايَ فَتَحْيَا. 5اِقْتَنِ الْحِكْمَةَ. اقْتَنِ الْفَهْمَ. ......... 13تَمَسَّكْ بِالأَدَبِ. لاَ تَرْخِهِ. احْفَظْهُ فَإِنَّهُ هُوَ حَيَاتُكَ. ........ 20يَا ابْنِي أَصْغِ إِلَى كَلاَمِي. أَمِلْ أُذْنَكَ إِلَى أَقْوَالِي. 21لاَ تَبْرَحْ عَنْ عَيْنَيْكَ. احْفَظْهَا فِي وَسَطِ قَلْبِكَ. 22لأَنَّهَا هِيَ حَيَاةٌ لِلَّذِينَ يَجِدُونَهَا وَدَوَاءٌ لِكُلِّ الْجَسَدِ. 23فَوْقَ كُلِّ تَحَفُّظٍ احْفَظْ قَلْبَكَ لأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ الْحَيَاةِ. 24انْزِعْ عَنْكَ الْتِوَاءَ الْفَمِ وَأَبْعِدْ عَنْكَ انْحِرَافَ الشَّفَتَيْنِ. 25لِتَنْظُرْ عَيْنَاكَ إِلَى قُدَّامِكَ وَأَجْفَانُكَ إِلَى أَمَامِكَ مُسْتَقِيماً. 26مَهِّدْ سَبِيلَ رِجْلِكَ فَتَثْبُتَ كُلُّ طُرُقِكَ. 27لاَ تَمِلْ يَمْنَةً وَلاَ يَسْرَةً. بَاعِدْ رِجْلَكَ عَنِ الشَّرِّ.) أمثال 4: 1-27
                        (28فِي سَبِيلِ الْبِرِّ حَيَاةٌ وَفِي طَرِيقِ مَسْلِكِهِ لاَ مَوْتَ.) أمثال 12: 28
                        (21اَلتَّابِعُ الْعَدْلَ وَالرَّحْمَةَ يَجِدُ حَيَاةً حَظّاً وَكَرَامَةً.) أمثال 21: 21
                        (46فَيَمْضِي هَؤُلاَءِ إِلَى عَذَابٍ أَبَدِيٍّ وَالأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ) متى 25: 46
                        (26وَلَكِنَّكُمْ لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنْ خِرَافِي كَمَا قُلْتُ لَكُمْ. 27خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. 28وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. 29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي. 30أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ) يوحنا 10: 26-30
                        ويؤكد أن من يتبعه فهو من خرافه، وسيعطيه حياة أبدية، أى يضمن له الخلود فى الجنة: يوحنا 5: 40 (40ولاَ تُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ لِتَكُونَ لَكُمْ حَيَاةٌ.)
                        يوحنا 6: 32-35 (32فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ مُوسَى أَعْطَاكُمُ الْخُبْزَ مِنَ السَّمَاءِ بَلْ أَبِي يُعْطِيكُمُ الْخُبْزَ الْحَقِيقِيَّ مِنَ السَّمَاءِ 33لأَنَّ خُبْزَ اللَّهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ الْوَاهِبُ حَيَاةً لِلْعَالَمِ». 34فَقَالُوا لَهُ: «يَا سَيِّدُ أَعْطِنَا فِي كُلِّ حِينٍ هَذَا الْخُبْزَ». 35فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فلاَ يَجُوعُ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فلاَ يَعْطَشُ أَبَداً.)
                        والآب ربه هو الذى أعطاه هذه التعاليم التى تسبب الحياة الأبدية، فهو لم يتكلم من نفسه، ولم يعمل شيئًا من نفسه، بل كان يتكلم كما علمه الله أو سمع منه، وهو معنى أنه والآب واحد، أى تعاليم الآب هى نفسها تعاليمه، لأنه تلقاها عنه، وليست نابعة من نفسه: يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
                        يوحنا 17: 4 (......... الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
                        يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
                        وعلى ذلك فإن الله هو الذى يحيى ويميت، إنما يسوع كنبى لله تعالى ليس له إلا أن يحيى الناس بتعاليمه، ووصايا الله لهم التى فيها الحياة، والخلود فى الجنة: يوحنا 12: 50 (50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. ...)
                        ويواصل يسوع فى يوحنا: 5: 22 (22لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَداً بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلاِبْنِ)
                        هل إدانة يسوع للأحياء أيام حياته على الأرض، أم فى الآخرة؟ فلو كانت فى حياته على الأرض، فهذا لم يحدث أن أدان إنسان، بل رفض حتى تقسيم الميراث بين أخوين: (13وَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ الْجَمْعِ: «يَا مُعَلِّمُ قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي الْمِيرَاثَ». 14فَقَالَ لَهُ: «يَا إِنْسَانُ مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِياً أَوْ مُقَسِّماً؟») لوقا 12: 13-14
                        ولو كانت دينونته فى الآخرة فهذا أيضًا لن يتم، لأنه فى الآخرة سيكون خاضعًا لقضاء الله تعالى مثل باقى المخلوقات: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
                        ويُخالف أقواله هو نفسه فى عدة مواضع، والتى تقضى بأن الله وحده هو الديِّان: يوحنا 12: 47-50 (47وَإِنْ سَمِعَ أَحَدٌ كلاَمِي وَلَمْ يُؤْمِنْ فَأَنَا لاَ أَدِينُهُ لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لِأُخَلِّصَ الْعَالَمَ. 48مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كلاَمِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكلاَمُ الَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ هُوَ يَدِينُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ 49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
                        وكيف سيدين يسوع دون الآب، وهو لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئًا، بل ينتظر تعاليم الله تعالى له، وتوجيهاته: يوحنا 5: 19-24 (19فَقَالَ يَسُوعُ لَهُمُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الاِبْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئاً إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ.)
                        يوحنا 5: 20 (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ ...)
                        يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي ...)
                        يوحنا 5: 36 (لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
                        وعلى ذلك لن تكون الدينونة إلا بشريعة الله تعالى التى أنزلها عليه، فأى نبى هو أكثر المؤمنين فى زمنه فى فهم شريعة الله ومراده، وعلى ذلك فهو الحكم إيمانيًا بين الناس، بما يصح، ويرضاه الله تعالى، وأى الأعمال تغضبه تعالى. ولذلك كان يسأله الناس عن الحياة الأبدية، وكيفية الوصول إلى رضى الله تعالى.
                        ويواصل يسوع فى يوحنا: 5: 23 (23لِكَيْ يُكْرِمَ الْجَمِيعُ الاِبْنَ كَمَا يُكْرِمُونَ الآبَ. مَنْ لاَ يُكْرِمُ الاِبْنَ لاَ يُكْرِمُ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ.)
                        وأعتقد أن هذه الجملة فى غنى عن شرحها، فإهانة رسول الله تعالى هى إهانة موجهة لراسله. وإكرام رسول الله تعالى هو إكرام لراسله. لكن أليس فى هذا اعتراف ضمن اعترافات كثيرة أنه رسول الله تعالى إلى بنى إسرائيل؟
                        متى 15: 24 («لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ»)
                        يوحنا 5: 36 (لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
                        يوحنا 12: 49 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ.)
                        يوحنا 5: 30 (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                        يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
                        س213- هل التجسُّد الإلهى هو إعلان عن محبة الرب للإنسان، أم كان انتقامًا من كل المؤمنين الذين عاشوا قبل التجسُّد؟ أم كان رحمة بالكافرين الذين تساووا بالمؤمنين وغفر الرب لهم ورحمهم؟
                        س214- يؤمن المسيحى أن الرب تجسَّد فى صورة إنسان (رجل) ونزل إلى الأرض ليتمكن من مغفرة خطية حواء وآدم وأكلهما من الشجرة. ألم يعلم الرب أنه أهان الإنسان، وقال عنه إنه فارغ عديم الفهم، ويولد كجحش الفرا؟ فهل قبل الرب أن يتجسد ويولد كجحش الفرا فارغ عديم الفهم؟: أيوب 11: 12 (12أَمَّا الرَّجُلُ فَفَارِغٌ عَدِيمُ الْفَهْمِ وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.)
                        هل قبل الرب أن يتشبَّه بالبهيمة؟ الجامعة 3: 19-20 (19لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ وَحَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُمْ. مَوْتُ هَذَا كَمَوْتِ ذَاكَ وَنَسَمَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْكُلِّ. فَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ لأَنَّ كِلَيْهِمَا بَاطِلٌ. 20يَذْهَبُ كِلاَهُمَا إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ. كَانَ كِلاَهُمَا مِنَ التُّرَابِ وَإِلَى التُّرَابِ يَعُودُ كِلاَهُمَا.)
                        فمن هو هذا الإنسان حتى يتشبَّه الرب به، ويتجسَّد فى صورته؟ أيوب 15: 14 (14مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى يَزْكُو أَوْ مَوْلُودُ الْمَرْأَةِ حَتَّى يَتَبَرَّرَ؟)
                        أيوب 15: 16 (16فَبِالْحَرِيِّ مَكْرُوهٌ وَفَاسِدٌ الإِنْسَانُ الشَّارِبُ الإِثْمَ كَالْمَاءِ!)
                        س215- ما هى طبيعة العلاقة بين الأقانيم الثلاثة؟ وما هو واجب كل منهم؟ وهل يستطيع أى منهم القيام بعمل الآخر؟ وما الذى دعاهم للاتحاد، طالما أن كل منهم إله قائم بذاته، قادر على كل شىء؟ أم أن كل إله لا يقدر أن يقوم بواجبات الآخر، فاتحدوا ليكمل كل منهم عجز الآخر؟
                        س216- يتكلم الرب عن أسفار لا وجود لها فى الكتاب المقدس، ويطالب القارىء أن يراجع هذه الكتب للإستزادة، والوقوف على معرفة دقيقة فى الموضوع الذى يتكلم فيه.
                        1- سفر حروب الرب وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في (العدد 21: 14): (14لِذَلِكَ يُقَالُ فِي كِتَابِ «حُرُوبِ الرَّبِّ»: «وَاهِبٌ فِي سُوفَةَ وَأَوْدِيَةِ أَرْنُونَ)
                        2- سفر ياشر وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في ( يشوع 10: 13): (13فَدَامَتِ الشَّمْسُ وَوَقَفَ الْقَمَرُ حَتَّى انْتَقَمَ الشَّعْبُ مِنْ أَعْدَائِهِ. أَلَيْسَ هَذَا مَكْتُوباً فِي سِفْرِ يَاشَرَ؟ فَوَقَفَتِ الشَّمْسُ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ وَلَمْ تَعْجَلْ لِلْغُرُوبِ نَحْوَ يَوْمٍ كَامِلٍ.) و(وصموئيل الثانى 1: 17)
                        3- سفر أمور سليمان جاء ذكره في (الملوك الأول11: 41): (41وَبَقِيَّةُ أُمُورِ سُلَيْمَانَ وَكُلُّ مَا صَنَعَ وَحِكْمَتُهُ هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أُمُورِ سُلَيْمَانَ.)
                        4- سفر أخبار جاد الرائي وقد جاء ذكره في (أخبار الأيام الأول 29: 29) (29وَأُمُورُ دَاوُدَ الْمَلِكِ الأُولَى وَالأَخِيرَةُ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ صَمُوئِيلَ الرَّائِي, وَأَخْبَارِ نَاثَانَ النَّبِيِّ, وَأَخْبَارِ جَادَ الرَّائِي)
                        5- سفر أخبار ناثان النبي (أخبار الأيام الأول 29: 29)
                        6- سفر أخبار صموئيل الرائى (أخبار الأيام الأول 29: 29)
                        7- سفر مرثية إرميا على يوشيا ملك أورشليم (أخبار الأيام الثاني 35: 25) (25وَرَثَى إِرْمِيَا يُوشِيَّا. وَكَانَ جَمِيعُ الْمُغَنِّينَ وَالْمُغَنِّيَاتِ يَنْدُبُونَ يُوشِيَّا فِي مَرَاثِيهِمْ إِلَى الْيَوْمِ وَجَعَلُوهَا فَرِيضَةً عَلَى إِسْرَائِيلَ. وَهَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي الْمَرَاثِي.)
                        8- وسفر رؤيا يعدو الرائي وجاء ذكره في (أخبار الأيام الثاني9: 29) (29وَبَقِيَّةُ أُمُورِ سُلَيْمَانَ الأُولَى وَالأَخِيرَةِ مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ نَاثَانَ النَّبِيِّ وَفِي نُبُوَّةِ أَخِيَّا الشِّيلُونِيِّ وَفِي رُؤَى يَعْدُو الرَّائِي عَلَى يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ.)
                        9- سفر تاريخ عدُّو الرائى: ذكر في (أخبار الأيام الثاني 13: 22): (22وَبَقِيَّةُ أُمُورِ أَبِيَّا وَطُرُقُهُ وَأَقْوَالُهُ مَكْتُوبَةٌ فِي مِدْرَسِ النَّبِيِّ عِدُّو.)
                        10- سفر أخيا النبي الشيلوني (أخبار الأيام الثاني 9: 29)
                        11- سفر أمور يوشيا (أخبار الأيام الثاني35: 26) (26وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يُوشِيَّا وَمَرَاحِمُهُ حَسْبَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ.)
                        12- سفر مراحم يوشيا (أخبار الأيام الثاني35: 26)
                        13- سفر تاريخ شمعيا النبي: ورد ذكره في (أخبار الأيام الثاني 12: 15): (15وَأُمُورُ رَحُبْعَامَ الأُولَى وَالأَخِيرَةُ مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ شَمَعْيَا النَّبِيِّ وَعِدُّو الرَّائِي عَنِ الاِنْتِسَابِ. وَكَانَتْ حُرُوبٌ بَيْنَ رَحُبْعَامَ وَيَرُبْعَامَ كُلَّ الأَيَّامِ.)
                        14- سفر تاريخ ياهو بن حناني: ورد ذكره في (أخبار الأيام الثاني 20: 34): (34وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يَهُوشَافَاطَ الأُولَى وَالأَخِيرَةِ مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ يَاهُوَ بْنِ حَنَانِي الْمَذْكُورِ فِي سِفْرِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ.)
                        15- مِدْرَس سِفرِ الملوك: ورد ذكره في (أخبار الأيام الثاني 24: 27): (27وَأَمَّا بَنُوهُ وَكَثْرَةُ مَا حُمِلَ عَلَيْهِ وَمَرَمَّةُ بَيْتِ اللَّهِ هَا هِىَ مَكْتُوبَةٌ فِي مِدْرَسِ سِفْرِ الْمُلُوكِ.)
                        16- سفر رؤيا إشعياء: وذكر فى (أخبار الأيام الثانى 32: 32) (32وَبَقِيَّةُ أُمُورِ حَزَقِيَّا وَمَرَاحِمُهُ مَكْتُوبَةٌ فِي رُؤْيَا إِشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ النَّبِيِّ فِي سِفْرِ مُلُوكِ يَهُوذَا وَإِسْرَائِيلَ)
                        17- سفر أخبار الرَّائِينَ: ورد ذكره في (أخبار الأيام الثاني 33: 19): (18وَبَقِيَّةُ أُمُورِ مَنَسَّى وَصَلاَتُهُ إِلَى إِلَهِهِ وَكَلاَمُ الرَّائِينَ الَّذِينَ كَلَّمُوهُ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ هِيَ فِي أَخْبَارِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. 19وَصَلاَتُهُ وَالاِسْتِجَابَةُ لَهُ وَكُلُّ خَطَايَاهُ وَخِيَانَتُهُ وَالأَمَاكِنُ الَّتِي بَنَى فِيهَا مُرْتَفَعَاتٍ وَأَقَامَ سَوَارِيَ وَتَمَاثِيلَ قَبْلَ تَوَاضُعِهِ مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ الرَّائِينَ.)
                        وهناك أسفار أخرى، لكن نكتفى بهذا. فقل لى بالله عليك: أنت تعلم أن التحريف يكون بالنقص أو الزيادة ، أو التبديل أو أن يُنسب كتاب لله، لم يوح به. (32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ].) إرمياء 23: 32
                        فإلى أى من هؤلاء الأربعة ينتمى فقدان هذه الكتب؟ هل تدرى ما معنى أن ينزل الرب كتابًا ويشير إليه فى كتاب آخر كمرجع يرجع إليه العلماء والدارسون ولا وجود لهذا الكتاب؟
                        معنى هذا أنه: إما أن يكون الرب كاذبًا ومضللاً ، وسبحانه عن ذلك ، لا يقول بهذا عاقل من أهل الأرض أو فقد مع الزمن، ولم يفى الرب بوعده فى الحفاظ على هذه الكتب، سواء كان متعمِّدًا أم مُكرهًا، أو يكون الكتاب أتلفته طائفة ما عمدًا، وفى كل هذه الأحوال يكون كتابك قد تدخلت فيه اليد البشرية ولم يتعهد الله بحفظه. بل عهد بحفظه لليهود: (1إِذاً مَا هُوَ فَضْلُ الْيَهُودِيِّ أَوْ مَا هُوَ نَفْعُ الْخِتَانِ؟ 2كَثِيرٌ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ! أَمَّا أَوَّلاً فَلأَنَّهُمُ اسْتُؤْمِنُوا عَلَى أَقْوَالِ اللهِ. 3فَمَاذَا إِنْ كَانَ قَوْمٌ لَمْ يَكُونُوا أُمَنَاءَ؟ أَفَلَعَلَّ عَدَمَ أَمَانَتِهِمْ يُبْطِلُ أَمَانَةَ اللهِ؟ 4حَاشَا! بَلْ لِيَكُنِ اللهُ صَادِقاً وَكُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِباً.) رومية 3: 1-4
                        (53الَّذِينَ أَخَذْتُمُ النَّامُوسَ بِتَرْتِيبِ مَلاَئِكَةٍ وَلَمْ تَحْفَظُوهُ؟».) أعمال الرسل 7: 53
                        وهل هذه الكتب وحيًا إلهيًا ضروريًا للمؤمنين والعلماء، حتى يشير الرب إليها؟ فلماذا تركها الرب تضيع إذن؟
                        وإن لم تكن وحيًا إلهيًا، فلماذا يستشهد الرب الكامل بكتب بشرية؟ وما حاجة الكامل للناقص، حتى يستشهد به على صدق كلامه، أو إكمالا لكلامه؟ أليس هذا هو نفس ما فعله بولس حين كذب ليزداد مجد الرب؟ (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
                        ولو كان علم الرب أزليًا وأبديًا، فلماذا استشهد بكتب يعلم أنها ستضيع يومًا ما، وسيصبح استشهاده بها لغوًا لا طائل منه، ولا يليق به؟
                        س217- علمنا من قبل أن التقليد يقول إن بولس لم يكتب إلا بضعة أسطر للكنائس التى أرسل إليها، ويحدد البعض أنه كتب أربعة أسطر فقط. ويبرىء يوسابيوس القيصرى بولس من هذه الكتابات حيث يقول إنه لم يكتب إلا بضعة أسطر: قال يوسابيوس عن بولس ورسائله الأربعة عشر ناقلاً عن أوريجانوس: ”أما ذاك الذى جعل كفئاً لأن يكون خادم عهد جديد ، لا الحرف بل الروح، أى بولس، الذى أكمل التبشير بالإنجيل من أورشليم وما حولها إلى الليريكون، فإنه لم يكتب إلى كل الكنائس التى علمها، ولم يرسل سوى أسطر قليلة لتلك التى كتب إليها.“ (يوسابيوس 6: 25)
                        وأكد نفس الكلام المؤرخ يوسى بيس فى الباب الخامس والعشرين من الكتاب السادس من تاريخه: ”قال أُريجن فى المجلد الخامس من شرح إنجيل يوحنا: إن بولس ما كتب شيئاً إلى جميع الكنائس ، والذى كتبه إلى بعضها فسطران أو أربعة سطور“. ومعنى ذلك أنَّ أُريجن يؤكد أن هذه الرسائل المنسوبة لبولس ما كتبها بولس، ولكن كتبها آخر ونسبها إليه. (إظهار الحق ج1 ص164)
                        ولو كانت رسائل بولس وحيًا، فما حاجة الرب أن يستشهد بكلام شعراء وثنيين؟ هل أراد الرب أن يفهم الناس أن الوثنيين عندهم الحكمة والعلم الذى يحتاجه الرب ويقتبسه فى كتابه؟ وأين اعتراف الرب بأن هذا الشعر جاء اقتباسًا من شعراء وليس من وحيه؟ ألا يُعد هذا سرقة أدبية؟ أإله يسرق أفكار عبيده وينسبها لنفسه؟
                        لقد استشهاد بولس بشطر من أقوال الشاعر (أراتس) وهو: (28لأَنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ. كَمَا قَالَ بَعْضُ شُعَرَائِكُمْ أَيْضاً: لأَنَّنَا أَيْضاً ذُرِّيَّتُهُ.) أعمال الرسل 17: 28، فما حاجة الرب لأقوال الشعراء لتأييد أقواله؟ أيستشهد الرب بأقوال الشعراء ليقنع الناس بدينه؟
                        استشهاد بولس بقول الشاعر (مناندو) وهى: (33لاَ تَضِلُّوا! فَإِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ.) كورنثوس الأولى 15: 33
                        استشهاد بولس بقول الشاعر الكريتى (أبيمانديس) وهو: (12قَالَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ - وَهُوَ نَبِيٌّ لَهُمْ خَاصٌّ: «الْكِرِيتِيُّونَ دَائِماً كَذَّابُونَ. وُحُوشٌ رَدِيَّةٌ. بُطُونٌ بَطَّالَةٌ».) تيطس 1: 12
                        س218- يعترف بولس بأنه كذب ونافق ليزداد مجد الرب: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
                        (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23
                        فهل صدق الله ومجده يحتاجان إلى كذب بولس ونفاقه؟
                        وهل يقبل الرب الداخل فى دينه مُغررًا به، مضحوكًا عليه، لا يفهمه حق الفهم؟
                        وهل عجز الرب أو فشل عن نشر كلمته بالفضيلة والصدق فلجأ إلى الكذب؟
                        وهل يُعقل أن يلجأ الرب إلى الكذب والكذابين والمنافقين لنشر دينه بين الناس؟
                        وما حكمة الإله أن يوحى إلى كذاب بنشر رسالته وتعاليمه؟
                        وهل أراد أن يعلم عبيده أن الكذب فى الدين بغية تنصير الإنسان وجعله يؤمن بمبادىء غير حقيقية ولو بالكذب هى بغيته؟
                        وهل رضى الرب بكذب بولس ليكسب أتباعًا جددًا لدينه؟ أليس هذا من باب النصب والتحايل؟ أيخادع الرب عبيده؟ ألا يُظهر هذا فشله أمام أنبيائه وعباده؟ ألا ينقص هذا من قداسته؟
                        وكيف أُأنب ابنى أو أعاقبه إذا كذب، وهو يتبع إله كاذب، لا ينشر دينه إلا بالكذب؟
                        وما مصير من اتخذوا كذب الرب ذريعة وآمنوا أن الغاية تبرر الوسيلة؟
                        ألا يخشى ذلك الإله من تفشى الكذب بين شعبه؟
                        وكيف أثق فى هذا الإله الذى يرتكن إلى كاذب ومخادع لنشر رسالته؟
                        وهل سيحاسبكم الرب على الكذب فى الآخرة يوم الحساب؟ كيف وهو ناشره؟
                        وألا يوصف الرب بذلك أنه كذَّاب ، لأن من أعان على الكذب فهو كذَّاب؟
                        وما الفرق بينه وبين الشيطان فى هذه الصفة الرذيلة؟
                        وإذا كان إلهًا صادقًا، فكيف يأمر بما لا يفعله هو؟ أليس ذلك من النفاق؟ أليست هذه حجة عليه؟ أليس هذا من الظلم؟ ألم يقل فى الناموس (لا تكذب)؟ فلماذا أعان الكاذب وأوحى إليه؟
                        {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ} (170) سورة البقرة
                        {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} (21) سورة لقمان
                        {قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} (70) سورة الأعراف
                        {قَالُواْ يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ} (62) سورة هود
                        {قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} (87) سورة هود

                        تعليق

                        • abubakr_3
                          مشرف عام

                          • 15 يون, 2006
                          • 849
                          • مسلم

                          #42
                          س219- لقد حرَّم الرب السب والقذف، بل قال يسوع: (21«قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. 22وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.) متى 5: 21-22
                          فلك أن تتخيل أن هذه التعاليم السامية، التى تتسامى بمنفذها حتى يصل إلى مرتبة فوق مراتب القديسين، يُخالفها الرب نفسه ويسب رؤساء اليهود، بل يأمر أن يُسب نبيه داود: (10فَقَالَ الْمَلِكُ: «مَا لِي وَلَكُمْ يَا بَنِي صَرُويَةَ؟ دَعُوهُ يَسُبَّ لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ: سُبَّ دَاوُدَ. وَمَنْ يَقُولُ: لِمَاذَا تَفْعَلُ هَكَذَا؟» 11وَقَالَ دَاوُدُ لأَبِيشَايَ وَلِجَمِيعِ عَبِيدِهِ: «هُوَذَا ابْنِي الَّذِي خَرَجَ مِنْ أَحْشَائِي يَطْلُبُ نَفْسِي، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الآنَ بِنْيَامِينِيٌّ؟ دَعُوهُ يَسُبَّ لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ.) صموئيل الثانى 16: 10-11
                          (13«لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ! 14وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تَأْكُلُونَ بُيُوتَ الأَرَامِلِ ولِعِلَّةٍ تُطِيلُونَ صَلَوَاتِكُمْ. لِذَلِكَ تَأْخُذُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ. 15وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلاً وَاحِداً وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ابْناً لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفاً! 16وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ .... 17أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ .... 24أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ .... 25وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ وَهُمَا مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوآنِ اخْتِطَافاً وَدَعَارَةً! 26أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّ الأَعْمَى .... 27وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُوراً مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً وَهِيَ مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ. 28هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَاراً وَلَكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِلٍ مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْماً! ... 31فَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ أَبْنَاءُ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاءِ. 32فَامْلَأُوا أَنْتُمْ مِكْيَالَ آبَائِكُمْ. 33أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟) متى 23: 13-33
                          فهل أمر الرب بالسب، وسب هو نفسه، أم أمر الرب بالغفران والتسامح وعدم التلفظ بلفظ جارح؟
                          س220- هل تتخيل أن يكتب الرب فى كتابه أن جنة فرعون أحلى وأعظم من جنة الرب نفسه؟ (7فَكَانَ جَمِيلاً فِي عَظَمَتِهِ وَفِي طُولِ قُضْبَانِهِ, لأَنَّ أَصْلَهُ كَـانَ عَلَى مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ. 8اَلأَرْزُ فِي جَنَّةِ اللَّهِ لَمْ يَفُقْهُ, السَّرْوُ لَمْ يُشْبِهْ أَغْصَانَهُ, وَالدُّلْبُ لَمْ يَكُنْ مِثْلَ فُرُوعِهِ. كُلُّ الأَشْجَارِ فِي جَنَّةِ اللَّهِ لَمْ تُشْبِهْهُ فِي حُسْنِهِ. 9جَعَلْتُهُ جَمِيلاً بِكَثْرَةِ قُضْبَانِهِ حَتَّى حَسَدَتْهُ كُلُّ أَشْجَارِ عَدْنٍ الَّتِي فِي جَنَّةِ اللَّهِ].) حزقيال 31: 7-9
                          س221- لقد استعار متى نبوءة من العهد القديم وترجمها ترجمة خاطئة وأراد بذلك تطبيقها على يسوع حتى يجعل منه المسِّيِّا، الذى تنتظره الأمم، وبذلك يكونون فى غنى عن انتظار المسِّيِّا الحقيقى، الذى سيُذهب بملكوتهم وشريعتهم، وعليهم حينئذ اتباعه، وذلك مصداقًا لما أخبر به يسوع اليهود، فضرب لهم الأمثال التى بسببها أخذ الله تعالى الملكوت منهم: (33«اسْمَعُوا مَثَلاً آخَرَ: كَانَ إِنْسَانٌ رَبُّ بَيْتٍ غَرَسَ كَرْماً وَأَحَاطَهُ بِسِيَاجٍ وَحَفَرَ فِيهِ مَعْصَرَةً وَبَنَى بُرْجاً وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ. 34وَلَمَّا قَرُبَ وَقْتُ الأَثْمَارِ أَرْسَلَ عَبِيدَهُ إِلَى الْكَرَّامِينَ لِيَأْخُذَ أَثْمَارَهُ. 35فَأَخَذَ الْكَرَّامُونَ عَبِيدَهُ وَجَلَدُوا بَعْضاً وَقَتَلُوا بَعْضاً وَرَجَمُوا بَعْضاً. 36ثُمَّ أَرْسَلَ أَيْضاً عَبِيداً آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنَ الأَوَّلِينَ فَفَعَلُوا بِهِمْ كَذَلِكَ. 37فَأَخِيراً أَرْسَلَ إِلَيْهِمُ ابْنَهُ قَائِلاً: يَهَابُونَ ابْنِي! 38وَأَمَّا الْكَرَّامُونَ فَلَمَّا رَأَوْا الاِبْنَ قَالُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ: هَذَا هُوَ الْوَارِثُ. هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ وَنَأْخُذْ مِيرَاثَهُ! 39فَأَخَذُوهُ وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ. 40فَمَتَى جَاءَ صَاحِبُ الْكَرْمِ مَاذَا يَفْعَلُ بِأُولَئِكَ الْكَرَّامِينَ؟» 41قَالُوا لَهُ: «أُولَئِكَ الأَرْدِيَاءُ يُهْلِكُهُمْ هَلاَكاً رَدِيّاً وَيُسَلِّمُ الْكَرْمَ إِلَى كَرَّامِينَ آخَرِينَ يُعْطُونَهُ الأَثْمَارَ فِي أَوْقَاتِهَا». 42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ». 45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.) متى 21: 33-46
                          ويبدأ هذا الإصحاح الذى انتهى أعلاه بإعلان يسوع أنه ليس المسِّيِّا بالتالى: (1وَلَمَّا قَرُبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ وَجَاءُوا إِلَى بَيْتِ فَاجِي عِنْدَ جَبَلِ الزَّيْتُونِ حِينَئِذٍ أَرْسَلَ يَسُوعُ تِلْمِيذَيْنِ 2قَائِلاً لَهُمَا: «اِذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا فَلِلْوَقْتِ تَجِدَانِ أَتَاناً مَرْبُوطَةً وَجَحْشاً مَعَهَا فَحُلَّاهُمَا وَأْتِيَانِي بِهِمَا. 3وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ شَيْئاً فَقُولاَ: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِمَا. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُمَا». 4فَكَانَ هَذَا كُلُّهُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ: 5«قُولُوا لاِبْنَةِ صِهْيَوْنَ: هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِيكِ وَدِيعاً رَاكِباً عَلَى أَتَانٍ وَجَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ». 6فَذَهَبَ التِّلْمِيذَانِ وَفَعَلاَ كَمَا أَمَرَهُمَا يَسُوعُ 7وَأَتَيَا بِالأَتَانِ وَالْجَحْشِ وَوَضَعَا عَلَيْهِمَا ثِيَابَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهِمَا.) متى 21: 1-7
                          ومثل هذه النبوءة بهذه الكيفية لا توجد فى العهد القديم نهائيًا. وبما أنه يشير إلى زكريا، فلنقرأ سويًا ما قاله النبى زكريا: (9[اِبْتَهِجِي جِدّاً يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ اهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ.) زكريا 9: 9
                          لقد لعبت ترجمة الفاندايك التى نقلت عنها النص أعلاه فى الترجمة لتتطابق مع ما قاله متى، حتى تنطيق النبوءة على يسوع. وقالتها الترجمة الكاثوليكية اليسوعية هكذا أيضًا. ولنقرأ سويًا التراجم الأخرى، التى حذفت حرف الواو من (وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ.)، لتكون جملة (َعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ.) تحديدًا لنوع الحمار الذى سبق وذُكر.
                          تقول ترجمة كتاب الحياة: (ابْتَهِجِي جِدّاً يَاابْنَةَ صِهْيَوْنَ وَاهْتُفِي يَاابْنَةَ أُورُشَلِيمَ، لأَنَّ هُوَذَا مَلِكُكِ مُقْبِلٌ إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ ظَافِرٌ، وَلَكِنَّهُ وَدِيعٌ رَاكِبٌ عَلَى أَتَانٍ، عَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ.)
                          وقالت الترجمة العربية المشتركة: (إِبْتَهِجي يا بنتَ صِهيَونَ، واَهتفي يا بِنتَ أُورُشليمَ ها مَلِكُكِ يأتيكِ عادلاً مُخلِّصًا وديعًا راكبًا على حمارٍ، على جحشٍ اَبنِ أتانٍ.)
                          واتفقت التراجم الآتية الألمانية مع ترجمة كتاب الحياة، أى ذكر أنه سيأتى راكبًا على حمار، ثم حدد جنسه: (Einheitsübersetzung, GNB, Menge, Luther 1984, NLB, Neـ, Schl2000, Zürcher) على الرغم من أن ترجمة Luther 1912 جاءت ترجمتها متطابقة مع ترجمة الفاندايك، إلا أنها غيرتها فى ترجمتها لعام 1984 لتتطابق مع ترجمة كتاب الحياة.
                          راجع موقع www.diebibel.de
                          Frohlocke sehr, du Tochter Zion; jauchze, du Tochter Jerusalem! Siehe, dein Kِnig kommt zu dir; ein Gerechter und ein RetterA ist er, demütig und reitend auf einem Esel, und zwar auf einem Füllen, einem Jungen der Eselin. (Zürcher)
                          وكذلك اتفقت معظم التراجم الأنجليزية مع ترجمة كتاب الحياة، أى اعتبرت متى أخطأ فى الترجمة، ومنها
                          Rejoice greatly, daughter of Zion; shout, daughter of Jerusalem! Behold, thy King cometh to thee: he is just, and having salvation; lowly and rIding upon an ass, even upon a colt the foal of an ass.(DARBY, AMP, CEV, ESV, MSG, NASB, NIRV, NIV, NIV UK, NKJV, NLT, TNIV)
                          وإلى هنا نكون قد أكدنا خطأ متى فى ترجمة النص الذى اقتبسه من زكريا. ومن المعلوم أن إنجيل مرقس هو أول الأناجيل كتابة، لذلك لن نجد عنده أيضًا وجود حمارين. (1وَلَمَّا قَرُبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى بَيْتِ فَاجِي وَبَيْتِ عَنْيَا عِنْدَ جَبَلِ الزَّيْتُونِ أَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ 2وَقَالَ لَهُمَا: «اذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا فَلِلْوَقْتِ وَأَنْتُمَا دَاخِلاَنِ إِلَيْهَا تَجِدَانِ جَحْشاً مَرْبُوطاً لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ. فَحُلاَّهُ وَأْتِيَا بِهِ. 3وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ: لِمَاذَا تَفْعَلاَنِ هَذَا؟ فَقُولاَ: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُ إِلَى هُنَا». 4فَمَضَيَا وَوَجَدَا الْجَحْشَ مَرْبُوطاً عِنْدَ الْبَابِ خَارِجاً عَلَى الطَّرِيقِ فَحَلاَّهُ.) مرقس 11: 1-4
                          (30قَائِلاً: «اِذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا وَحِينَ تَدْخُلاَنِهَا تَجِدَانِ جَحْشاً مَرْبُوطاً لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ قَطُّ. فَحُلاَّهُ وَأْتِيَا بِهِ.) لوقا 19: 30
                          (12وَفِي الْغَدِ سَمِعَ الْجَمْعُ الْكَثِيرُ الَّذِي جَاءَ إِلَى الْعِيدِ أَنَّ يَسُوعَ آتٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ 13فَأَخَذُوا سُعُوفَ النَّخْلِ وَخَرَجُوا لِلِقَائِهِ وَكَانُوا يَصْرُخُونَ: «أُوصَنَّا! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ!» 14وَوَجَدَ يَسُوعُ جَحْشاً فَجَلَسَ عَلَيْهِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: 15«لاَ تَخَافِي يَا ابْنَةَ صَِهْيَوْنَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي جَالِساً عَلَى جَحْشِ أَتَانٍ».) يوحنا 12: 12-15
                          لقد أجمع الكل إذن على خطأ متى، وصدق مرقس الذى كتب قبل متى، وأكد لوقا بعده بحوالى 20 سنة، وأكد يوحنا نفس كلام مرقس بعده بحوالى 40 سنة. وهذا يدل على عدم معرفته باللغة التى يترجم منها معرفة قوية، ويدل أيضًا على أن هذا الكلام لم يوح إليه، لأنه من غير المعقول أن يوحى إلى مرقس ولوقا حمارًا واحدًا يأتى به التلاميذ بناءً من القرية القريبة منهم على أوامر معلمهم، بينما يوحى ليوحنا أن يسوع سرق الحمار من الطريق، حيث وجده ولم يستئذن صاحبه، ولم يبيِّن كيف أرجع له الحمار.
                          كما يدل على عقلية الكاتب البسيطة، الذى لم يقرأ ما ترجمه، أو تخيل أنه من الممكن أن يركب ملك بدين حمارين فى نفس الوقت. وهذا يشير إلى أنه لم ير يسوع مطلقًا، فتخيله بهذه الصورة. هذا إن أحسنا الظن به، ولم تتجه أفكارنا إلى أنه أراد أن يُظهر يسوع بمظهر مهرج السيرك أو مجنون، أو أقلَّه بصورة لا تليق بنبى، يثق فيه الناي ويصدقوه. على الرغم من قول مفسرو الكتاب المقدس إن متى اعتمد على إنجيل مرقس بنسبة تصل إلى 85% من إنجيله. فلماذا زاد فى عدد الحمير التى سيركبها يسوع؟
                          إن الكاتب الفقير فى عقله جعل يسوع لصًا، فقد سرق الجحش من صاحبه، وأمر تلاميذه ألا يخبرونه شيئًا إلا إذا سألهم: (2وَقَالَ لَهُمَا: «اذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا فَلِلْوَقْتِ وَأَنْتُمَا دَاخِلاَنِ إِلَيْهَا تَجِدَانِ جَحْشاً مَرْبُوطاً لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ. فَحُلاَّهُ وَأْتِيَا بِهِ. 3وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ: لِمَاذَا تَفْعَلاَنِ هَذَا؟ فَقُولاَ: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُ إِلَى هُنَا».) مرقس 11: 2-3، وهكذا يتعامل الرب مع الملكية الخاصة!!
                          وحتى لو أخذنا بتحليل البعض من أن يسوع جاء بالحمارين ليركبهما بالتناوب، وليس مرة واحدة، كما يقول ظاهر النص. فحينئذ علينا تكذيب كل من زكريا، ومرقس ولوقا ويوحنا الذين أجمعوا على أن تلاميذ يسوع جاءوا إليه بحمار واحد فقط.
                          لكن أين كان يسوع وماذا فعل حتى يأتى إلى أورشليم منتصرًا؟ فعلى من انتصر؟ ومن الذى حاربه، وهو القائل لا تقاوموا الشر بالشر؟ وهل تركه الرومان يتمتع بهذه الزعامة الشعبية دون تحجيم، أو خوف من قيامه بدور المسِّيِّا المرتقب، الذى سيحرر اليهود من الإمبراطورية الرومانية؟ وهل إلتفاف الناس وترقبهم دخول يسوع بهذا الشكل لم يشكل تهديدًا على الإمبراطورية؟ وهل إلتفاف الناس وترقبهم دخول يسوع بهذا الشكل لم يشفع له أثناء محاكمته؟ فكيف لم يتقدم إنسان ويُجاهر بالحق إنقاذ معلمه ونبيه ولو على حياته الشخصية؟ أين المجازفون بحياتهم لإنقاذ شعب بنى إسرائيل من الإحتلال؟ وهل لمَ يتجرأ ويجازف بحياته مؤمن منهم فى سبيل إنقاذ هذا الشعب إلا العاهرات أمثال (رحاب وأستير)؟ فهل كان هذا الشعب يعتبر يسوع المسِّيِّا المخلص؟ أليت معى فى أنهم لو اعتبروه المسِّيِّا، لكان تطوع أحدهم وأنقذه، ليقوم بعمله ويخلصهم من العبودية للرومان؟ ألم يوجد فى كل بنى إسرائيل من يقول الحق ويُجهر به؟ أليس قتل يسوع بإيعاذ من اليهود لهى أكبر إدانة لليهود، حيث رفضوا تحرير الرب لهم عن طريق مسِّيِّاه، وفضلوا العبودية للرومان الوثنيين عن الحرية التى سيكفلها لهم المسِّيِّا؟
                          أليس حادثة دخول الملك الظافر الوديع أورشليم، هو حادثة دخول خليفة المسلمين عمر بن الخطاب ليتسلم مفتاح المدينة من أسقفها صفرنيوس، الذى أشار لأحد أتباعه، قائلا: إن هذه هى رجسة دانيال التى تكلم عنها فى سفره.
                          متى دخل يسوع حربًا وانتصر فيها؟ وما هو النصر الذى أحرزه؟ لقد فشل حتى فى دعوة اخوته، فلم يؤمنوا به: (5لأَنَّ إِخْوَتَهُ أَيْضاً لَمْ يَكُونُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ.) يوحنا 7: 5، وكان تلاميذه من أغبى الناس وأجهلهم، ونحن كمسلمين لا نؤمن بذلك، بل هذا هو ما تصوره الأناجيل لنا.
                          وأين الوداعة التى اشتهر بها؟ ألم يضرب الباعة والصيارفة؟ (13وَكَانَ فِصْحُ الْيَهُودِ قَرِيباً فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ 14وَوَجَدَ فِي الْهَيْكَلِ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ بَقَراً وَغَنَماً وَحَمَاماً وَالصَّيَارِفَ جُلُوساً. 15فَصَنَعَ سَوْطاً مِنْ حِبَالٍ وَطَرَدَ الْجَمِيعَ مِنَ الْهَيْكَلِ اَلْغَنَمَ وَالْبَقَرَ وَكَبَّ دَرَاهِمَ الصَّيَارِفِ وَقَلَّبَ مَوَائِدَهُمْ. 16وَقَالَ لِبَاعَةِ الْحَمَامِ: «ارْفَعُوا هَذِهِ مِنْ هَهُنَا. لاَ تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتَ تِجَارَةٍ».) يوحنا 2: 13-16
                          أين الوداعة فى أمره لتلاميذه أن يبيعوا ملابسهم ويشتروا سيوفًا؟ (35ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حِينَ أَرْسَلْتُكُمْ بِلاَ كِيسٍ وَلاَ مِزْوَدٍ وَلاَ أَحْذِيَةٍ هَلْ أَعْوَزَكُمْ شَيْءٌ؟» فَقَالُوا: «لاَ». 36فَقَالَ لَهُمْ: «لَكِنِ الآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذَلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً.) لوقا 22: 35-36
                          أين الوداعة فى قوله إنه لم يأت بالسلام، ولكن بالسيف؟ (34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. 35فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا. 36وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ. 37مَنْ أَحَبَّ أَباً أَوْ أُمّاً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي وَمَنْ أَحَبَّ ابْناً أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي) متى 10: 34-37، ومن المعلوم قول الرب إن السيف للقتل: (.. .. يَقُولُ الرَّبُّ: السَّيْفَ لِلْقَتْلِ .. ...) إرمياء 15: 3، وقوله ملعون من لم يغمس سيفه فى الدم: (... وَمَلْعُونٌ مَنْ يَمْنَعُ سَيْفَهُ عَنِ الدَّمِ.) إرمياء 48: 10
                          أين الوداعة فى دعوته لكره الأم والأب والزوج والزوجة والأبناء والأخوة؟ (26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.) لوقا 14: 26
                          أين الوداعة فى أمره بذبح كل من لم يتخذه ملك؟ (27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي) لوقا 19: 27
                          أين الوداعة فى أمره بقتل أولاد إيزابلا بسبب زناها؟: (22هَا أَنَا أُلْقِيهَا فِي فِرَاشٍ، وَالَّذِينَ يَزْنُونَ مَعَهَا فِي ضِيقَةٍ عَظِيمَةٍ، إِنْ كَانُوا لاَ يَتُوبُونَ عَنْ أَعْمَالِهِمْ. 23وَأَوْلاَدُهَا أَقْتُلُهُمْ بِالْمَوْتِ. فَسَتَعْرِفُ جَمِيعُ الْكَنَائِسِ أَنِّي أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبَِ، وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ.) رؤيا يوحنا 2: 22-23
                          وأين العدل فى رفض يسوع تقسيم الميراث بين أخوين؟ (13وَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ الْجَمْعِ: «يَا مُعَلِّمُ قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي الْمِيرَاثَ». 14فَقَالَ لَهُ: «يَا إِنْسَانُ مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِياً أَوْ مُقَسِّماً؟») لوقا 12: 13-14
                          وأين العدل فى عدم الحكم على المرأة الزانية التى أمسكت متلبسة باقتراف هذه الزنى؟ (3وَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِناً. وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي الْوَسَطِ 4قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ 5وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟» 6قَالُوا هَذَا لِيُجَرِّبُوهُ لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ. 7وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!») يوحنا 8: 3-7
                          إن الوداعة والنصر والعدل والملك من صفات وأعمال المسِّيِّا، ولم يكن يسوع بأى حال من الأحوال ملكًا أو منتصرًا أو وديعًا فى تصويرات الأناجيل له، ولم يكن وديعًا بصفته الإله يهوه، حيث أمر بقتل الأطفال والنساء وشق بطون الحوامل، أى قتل الأجنة فى بطون أمهاتهم، وحث على القتل الجماعى، والإبادة العرقية، ولم يكن منتصرًا، لا على الشيطان الذى اعتقله أربعين يومًا، ولا على اليهود الذين أهانوه وصلبوه. إن القارىء الجيِّد للأناجيل ليدرك أن يسوع ليس المسِّيِّا، ولم يدع المسِّيِّانية يومًا ما. حتى المواقف القليلة التى نسب له القول بأنه المسِّيِّا تجدها عند حذفها لم تؤثر فى السياق بالمرة، بل إن وجودها ليؤثر على قوة ترابط السياق.
                          مثال لذلك المرأة السامرية، التى طلب يسوع منها أن يشرب عند بئر يعقوب: (7فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ السَّامِرَةِ لِتَسْتَقِيَ مَاءً فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَعْطِينِي لأَشْرَبَ» - 8لأَنَّ تلاَمِيذَهُ كَانُوا قَدْ مَضَوْا إِلَى الْمَدِينَةِ لِيَبْتَاعُوا طَعَاماً. 9فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ السَّامِرِيَّةُ: «كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ؟» لأَنَّ الْيَهُودَ لاَ يُعَامِلُونَ السَّامِرِيِّينَ. 10أَجَابَ يَسُوعُ: «لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللَّهِ وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيّاً». 11قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ لاَ دَلْوَ لَكَ وَالْبِئْرُ عَمِيقَةٌ. فَمِنْ أَيْنَ لَكَ الْمَاءُ الْحَيُّ؟ 12أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا يَعْقُوبَ الَّذِي أَعْطَانَا الْبِئْرَ وَشَرِبَ مِنْهَا هُوَ وَبَنُوهُ وَمَوَاشِيهِ؟» 13أَجَابَ يَسُوعُ: «كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هَذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضاً. 14وَلَكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ». 15قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ أَعْطِنِي هَذَا الْمَاءَ لِكَيْ لاَ أَعْطَشَ وَلاَ آتِيَ إِلَى هُنَا لأَسْتَقِيَ». 16قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «اذْهَبِي وَادْعِي زَوْجَكِ وَتَعَالَيْ إِلَى هَهُنَا» 17أَجَابَتِ الْمَرْأَةُ: «لَيْسَ لِي زَوْجٌ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «حَسَناً قُلْتِ لَيْسَ لِي زَوْجٌ 18لأَنَّهُ كَانَ لَكِ خَمْسَةُ أَزْوَاجٍ وَالَّذِي لَكِ الآنَ لَيْسَ هُوَ زَوْجَكِ. هَذَا قُلْتِ بِالصِّدْقِ». 19قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ! 20آبَاؤُنَا سَجَدُوا فِي هَذَا الْجَبَلِ وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنَّ فِي أُورُشَلِيمَ الْمَوْضِعَ الَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُسْجَدَ فِيهِ». 21قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا امْرَأَةُ صَدِّقِينِي أَنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ لاَ فِي هَذَا الْجَبَلِ وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ. 22أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ - لأَنَّ الْخلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ. 23وَلَكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هَؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ. 24اَللَّهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا». 25قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَسِيَّا الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحُ يَأْتِي. فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيْءٍ». 26قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا الَّذِي أُكَلِّمُكِ هُوَ». 27وَعِنْدَ ذَلِكَ جَاءَ تلاَمِيذُهُ وَكَانُوا يَتَعَجَّبُونَ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ مَعَ امْرَأَةٍ. وَلَكِنْ لَمْ يَقُلْ أَحَدٌ: مَاذَا تَطْلُبُ أَوْ لِمَاذَا تَتَكَلَّمُ مَعَهَا. 28فَتَرَكَتِ الْمَرْأَةُ جَرَّتَهَا وَمَضَتْ إِلَى الْمَدِينَةِ وَقَالَتْ لِلنَّاسِ: 29«هَلُمُّوا انْظُرُوا إِنْسَاناً قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلَعَلَّ هَذَا هُوَ الْمَسِيحُ؟». 30فَخَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ وَأَتَوْا إِلَيْهِ.) يوحنا 4: 7-30
                          من الملاحظ أن يسوع علم أن هذه المرأة تزوجت خمس مرات من قبل، أما الرجل الذى عندها فى البيت فهو ليس زوجها، فلماذا لم يدنها يسوع وينهاها عن وجود مثل هذا الرجل الأجنبى عنها فى بيتها، والذى سماه يسوع رجلها؟ بكل بساطة لأنه ليس المسِّيِّا، النبى الذى سيدين ويحكم ويملك عليهم.
                          أما على الرغم من قول يسوع للمرأة أنه هو المسِّيِّا (وهى جملة موضوعة بكل تأكيد)، ترى المرأة السامرية، تُخمِّن لجيرانها أنه ربما أن يكون هذا هو المسِّيِّا (29«هَلُمُّوا انْظُرُوا إِنْسَاناً قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلَعَلَّ هَذَا هُوَ الْمَسِيحُ؟») فمن غيره يمكنه أن يؤكد لها هذا؟ إن استخدامها لصيغة التشكك والرجاء لهى صيغة حقيقية، تنفى أن يكون يسوع قد قال لها إنه هو المسِّيِّا. وخاصة أن يسوع أخبرها إن وقت السجود الحقيقى لله سيأتى، ولن يكون السجود الحقيقى لا لهذا الجبل (عيبال)، ولا لتلك الجبل جرزيم، وأكد لها أن الخلاص هو من اليهود، أى لن يكون المسِّيِّا من بنى إسرائيل، ولا من نسل يهوذا. وهو مصداقًا لقوله عندما سألهم عن المسِّيِّا بأسلوب الغائب، تأكيدًا أن المسِّيِّا شخص آخر غيره، قائلاً: (وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.) متى 22: 41-46
                          (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ». 45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.) متى 21: 42-46
                          والغريب أنهم لا يفطنون إلى أن القول بأن يسوع هو المسِّيِّا ابن الله هو من أقوال الشياطين: (41وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ.) لوقا 4: 41
                          وعلى ذلك فإن قصة دخول يسوع أورشليم دخول الفاتح المنتصر الملك الوديع، ما هى إلا محاولة لإسقاط نبوءة فى العهد القديم عليه.
                          س222- أمر يهوذا فى سفر التكوين بحرق ثامار الزانية، لأنها حملت سفاحًا، ولم يكن يعلم أن حملها جاء من زناه هو بها: (24وَلَمَّا كَانَ نَحْوُ ثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ، أُخْبِرَ يَهُوذَا وَقِيلَ لَهُ: «قَدْ زَنَتْ ثَامَارُ كَنَّتُكَ، وَهَا هِيَ حُبْلَى أَيْضًا مِنَ الزِّنَا». فَقَالَ يَهُوذَا: «أَخْرِجُوهَا فَتُحْرَقَ». 25أَمَّا هِيَ فَلَمَّا أُخْرِجَتْ أَرْسَلَتْ إِلَى حَمِيهَا قَائِلَةً: «مِنَ الرَّجُلِ الَّذِي هذِهِ لَهُ أَنَا حُبْلَى!» وَقَالَتْ: «حَقِّقْ لِمَنِ الْخَاتِمُ وَالْعِصَابَةُ وَالْعَصَا هذِهِ».) تكوين 38: 24-25
                          فلماذا أمر بحرقها، ولم تكن شريعة التوراة قد نزلت بعد؟ ألا يدل هذا على أن كاتب هذه القصة قد كتبها بعد نزول التوراة وأحكامها؟ ولماذا أمر بحرقها وهى ليست ابنة كاهن، حيث لا تُحرق حية إلا ابنة الكاهن الزانية؟ (9وَإِذَا تَدَنَّسَتِ ابْنَةُ كَاهِنٍ بِالزِّنَى فَقَدْ دَنَّسَتْ أَبَاهَا. بِالنَّارِ تُحْرَقُ.) لاويين 21: 9
                          أما عقوبة الزانية بمحض إرادتها فهو القتل رجمًا: (10وَإِذَا زَنَى رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةٍ فَإِذَا زَنَى مَعَ امْرَأَةِ قَرِيبِهِ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ الزَّانِي وَالزَّانِيَةُ)لاويين 20: 10، تثنية 22: 24
                          («إِذَا كَانَتْ فَتَاةٌ عَذْرَاءُ مَخْطُوبَةً لِرَجُلٍ فَوَجَدَهَا رَجُلٌ فِي المَدِينَةِ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا 24فَأَخْرِجُوهُمَا كِليْهِمَا إِلى بَابِ تِلكَ المَدِينَةِ وَارْجُمُوهُمَا بِالحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَا. الفَتَاةُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهَا لمْ تَصْرُخْ فِي المَدِينَةِ وَالرَّجُلُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَذَل امْرَأَةَ صَاحِبِهِ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ.) تثنية 22: 23-24
                          س223- من وصايا الرب فى الكتاب المقدس أنه حرَّم الزنى، وجعل عقوبتها مشددة تصل إلى الموت رجمًا، أو الحرق لابنة الكاهن، وكذلك لمن يزنى بامرأة وأمها: (14وَإِذَا اتَّخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَأُمَّهَا فَذَلِكَ رَذِيلَةٌ. بِالنَّارِ يُحْرِقُونَهُ وَإِيَّاهُمَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ رَذِيلَةٌ بَيْنَكُمْ.) لاويين 20: 14
                          لكن هل تتخيل أن ينتقم الرب من إنسان، فيُسلم أهل بيته للزنى؟ (11هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجِعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هَذِهِ الشَّمْسِ. 12لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ بِالسِّرِّ وَأَنَا أَفْعَلُ هَذَا الأَمْرَ قُدَّامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَقُدَّامَ الشَّمْسِ».) صموئيل الثانى 12: 11-12
                          وهل تتخيل أن ينشر الرب الزنى عن طريق المناظر الإباحية، وذلك بأنه عرى بنات صهيون، وأمر نبيه أن يمشى حافيًا عاريًا لمدة ثلاث سنوات، بل وكتب كتابات فيها ألفاظ جنسية، وتصويرات وإيماءات تصور شبق المرأة:
                          (17يُصْلِعُ السَّيِّدُ هَامَةَ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ وَيُعَرِّي الرَّبُّ عَوْرَتَهُنَّ.) أشعياء 3: 17
                          (2فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَدِ إِشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ: «اذْهَبْ وَحُلَّ الْمِسْحَ عَنْ حَقَوَيْكَ وَاخْلَعْ حِذَاءَكَ عَنْ رِجْلَيْكَ». فَفَعَلَ هَكَذَا وَمَشَى مُعَرًّى وَحَافِياً. 3فَقَالَ الرَّبُّ:«كَمَا مَشَى عَبْدِي إِشَعْيَاءُ مُعَرًّى وَحَافِياً ثَلاَثَ سِنِينٍ آيَةً وَأُعْجُوبَةً عَلَى مِصْرَ وَعَلَى كُوشَ) إشعياء 20: 2-3
                          (22[لأَجْلِ ذَلِكَ يَا أُهُولِيبَةُ, هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُهَيِّجُ عَلَيْكِ عُشَّاقَكِ الَّذِينَ جَفَتْهُمْ نَفْسُكِ، وَآتِي بِهِمْ عَلَيْكِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ حزقيال 23: 22، فهل الرب سبحانه وتعالى متعهد إحضار الزبائن للزانيات؟ أهانت عليكم أنفسك أن تتهموا الرب (سبحانه وتعالى) بأنه قوَّاد؟ أهانت عليكم أنفسكم أن تتهموا الرب بأنه يتسبب فى الفاحشة، ثم يحاسب مقترفها؟
                          إن مترجمى الكتاب المقدس ليخجلون من هذه النصوص، والدليل على ذلك قول المترجم فى حزقيال 23: 20 فى طبعة الفاندايك: (20وَعَشِقَتْ مَعْشُوقِيهِمِ الَّذِينَ لَحْمُهُمْ كَلَحْمِ الْحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الْخَيْلِ.) فغيرت طبعة كتاب الحياة عبارة (لحمهم) إلى (عورتهم)، وهو التعبير السليم فى النص الأصلى: (20فَأُوْلِعَتْ بِعُشَّاقِهَا هُنَاكَ، الَّذِينَ عَوْرَتُهُمْ كَعَوْرَةِ الْحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الْخَيْلِ.) حزقيال 23: 20
                          (1فِي اللَّيْلِ عَلَى فِرَاشِي طَلَبْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. 2إِنِّي أَقُومُ وَأَطُوفُ فِي الْمَدِينَةِ فِي الأَسْوَاقِ وَفِي الشَّوَارِعِ أَطْلُبُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي. طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. 3وَجَدَنِي الْحَرَسُ الطَّائِفُ فِي الْمَدِينَةِ فَقُلْتُ: «أَرَأَيْتُمْ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي؟» 4فَمَا جَاوَزْتُهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً حَتَّى وَجَدْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي فَأَمْسَكْتُهُ وَلَمْ أَرْخِهِ حَتَّى أَدْخَلْتُهُ بَيْتَ أُمِّي وَحُجْرَةَ مَنْ حَبِلَتْ بِي. 5أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ بِالظِّبَاءِ وَبِأَيَائِلِ الْحَقْلِ أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ.) نشيد الإنشاد 3: 1-5
                          (1مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ! دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الْحَلِيِّ صَنْعَةِ يَدَيْ صَنَّاعٍ. 2سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمْزُوجٌ. بَطْنُكِ صُبْرَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسَّوْسَنِ. 3ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْنِ تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ. 4عُنُقُكِ كَبُرْجٍ مِنْ عَاجٍ. عَيْنَاكِ كَالْبِرَكِ فِي حَشْبُونَ عِنْدَ بَابِ بَثِّ رَبِّيمَ. أَنْفُكِ كَبُرْجِ لُبْنَانَ النَّاظِرِ تُجَاهَ دِمَشْقَ. ... 6مَا أَجْمَلَكِ وَمَا أَحْلاَكِ أَيَّتُهَا الْحَبِيبَةُ بِاللَّذَّاتِ! 7قَامَتُكِ هَذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ. 8قُلْتُ:«إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكُ بِعُذُوقِهَا». وَتَكُونُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ وَرَائِحَةُ أَنْفِكِ كَالتُّفَّاحِ) نشيد الإنشاد 7: 1-8
                          س224- لماذا نفى يسوع عن نفسه الصلاح ونسبه لله وحده؟ أليس هو هذا الإله؟ فهل كان يُضلل السائل؟ أم كان غيره هو الله، الساكن فى السماء، ولا يسكن على الأرض، الذى يعبده ويسجد له كل عبد؟
                          لوقا 18: 18-19 (18وَسَأَلَهُ رَئِيسٌ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 19فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ.)
                          متى 6: 9 (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ.)
                          متى 23: 9 (9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.)
                          ملوك الأول 8: 27 (27لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ اللَّهُ حَقّاً عَلَى الأَرْضِ؟ هُوَذَا السَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُكَ، …)
                          س225- ولماذا قال عن أبيه وإلهه إنه أعظم منه؟ فهل أقنوم الآب أفضل وأعظم من أقنوم الابن؟ فكيف يكونان واحدًا إذن؟ وما حاجة الآب الأعظم المعبود بالحق، الذى تسجد له كل رقبة، الغنى، العزيز، الجبار، القهَّار، الحى، القادر على كل شىء، أن يتحد مع الابن الضعيف، المُهان، الذى انتزعت منه روحه، والذى يتعبَّد للآب ويسجد له، ويبتغى مرضاته، ولا يستطيع أن يعمل من نفسه شيئًا؟
                          يوحنا 14: 28 (... لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.)
                          وها هو يكرر بعد أن أثبت لهم مرات تلو مرات أنه رسول الله إليهم أن الله أعظم منه، يوحنا 13 و16 (13أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّماً وَسَيِّداً، وَقَدْ صَدَقْتُمْ، فَأَنَا كَذَلِكَ. 16الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.)
                          وها هو الرب يؤكد أنه هو الذى أقام عبده يسوع من الموت: أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                          أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع ....) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                          يوحنا 5: 19-20 (19فَقَالَ يَسُوعُ لَهُمُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الاِبْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئاً إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهَذَا يَعْمَلُهُ الاِبْنُ كَذَلِكَ. 20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ.)
                          يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                          والأغرب من ذلك أن ينفى يسوع (كإله) عن نفسه الصلاح، فى الوقت الذى وصف فيه عبيدًا من عباده المؤمنين بالصلاح، ولا يمكن أن يتواضع الإله ويحقر نفسه بدرجات تدنو عن درجات عبيده:
                          فها هو ملاك الرب يقول عن المعمدان، إنه عظيم صالح يمتلىء من الروح القدس من بطن أمه: (15لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيماً أَمَامَ الرَّبِّ وَخَمْراً وَمُسْكِراً لاَ يَشْرَبُ وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.) لوقا 1: 15
                          وها هو الكتاب يخبرنا أن يوسف الرامى كان رجلا صالحًا بارًا: (50وَإِذَا رَجُلٌ اسْمُهُ يُوسُفُ وَكَانَ مُشِيراً وَرَجُلاً صَالِحاً بَارّاً) لوقا 23: 50
                          وها هو الكتاب يقول عن برنابا إنه كان رجلا صالحًا مؤمنًا: (24لأَنَّهُ كَانَ رَجُلاً صَالِحاً وَمُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَالإِيمَانِ.) أعمال الرسل 11: 24
                          فلماذا نفى يسوع إذن عن نفسه الصلاح؟ ولم أجد إلا هذه الإجابات:
                          1- إما أنه كان يتواضع تواضع العبد تجاه إلهه، وتواضع العبد الصالح أمام اخوانه المؤمنين الصالحين.
                          2- وإما أنه كان يشعر أن صلاته وعبادته لله تعالى أقل مما يستحقه الله تعالى، وهو شأن المؤمنين الصالحين، الذين يستغفرون الله تعالى بعد كل عبادة، فبعد الصلاة يستغفر الإنسان ربه، لأن هذه الصلاة التى قام بها، لا تليق بالله تعالى، بل يليق به صلاة أكثر خشوعًا وأطول ركوعًا وسجودًا. بل إن الملائكة التى عاشت طوال عمرها ساجد لله تعالى، يوم يُنفخ فى الصور النفخة التى تفيق منها سيكون أول ما تنطق به: (سبحانك ما عبدناك حق عبادتك).
                          3- وإما أنه كان ينفى عن نفسه الألوهية والتشبه فى أى صفة بصفات الله. وفى كل هذه النقاط يكون قد أثبت أنه عبد لله تعالى، لا يستحق التأليه.
                          4- أن يكون أحد الكارهين ليسوع، الذين يرفضون الخضوع له، والإذعان لألوهيته، قد حرف هذا الكتاب، ووضع هذا الكلام على لسان يسوع لتحقيره. وخاصة أنه وصف تلاميذه بالصلاح والبر والتقوى، وأنهم نور العالم، الذى يحتاجه العالم ليروا به الحق، وملح الأرض، التى تفسد بدونه: (13«أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ وَلَكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. 14أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ 15وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجاً وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. 16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 13-16
                          س226- ألم يلفت نظر قارىء الكتاب المقدس لماذا نزل ملاك من السماء ليدحرج الحجر الذى يغلق المقبرة المدفون بها يسوع، محدثًا زلزلة أفقدت الحراس وعيهم، فصاروا كالأموات، حتى يتمكن يسوع من الخروج؟
                          (1وَبَعْدَ السَّبْتِ عِنْدَ فَجْرِ أَوَّلِ الأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى لِتَنْظُرَا الْقَبْرَ. 2وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ لأَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنِ الْبَابِ وَجَلَسَ عَلَيْهِ. 3وَكَانَ مَنْظَرُهُ كَالْبَرْقِ وَلِبَاسُهُ أَبْيَضَ كَالثَّلْجِ. 4فَمِنْ خَوْفِهِ ارْتَعَدَ الْحُرَّاسُ وَصَارُوا كَأَمْوَاتٍ. 5فَقَالَ الْمَلاَكُ لِلْمَرْأَتَيْنِ: «لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ. 6لَيْسَ هُوَ هَهُنَا لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ. هَلُمَّا انْظُرَا الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعاً فِيهِ. 7وَاذْهَبَا سَرِيعاً قُولاَ لِتَلاَمِيذِهِ إِنَّهُ قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ. هَا هُوَ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ. هَا أَنَا قَدْ قُلْتُ لَكُمَا».) متى 28: 1-7
                          أليس القائم من الأموات يقوم بجسد ممجد لا يراه الإنسان، مثل الروح؟ فما حاجة يسوع لكل هذه المناورات ليخرج من القبر؟ ألم يستطع كإله أن يدحرج الحجر الكبير؟ (30لأَنَّهُمْ فِي الْقِيَامَةِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يَتَزَوَّجُونَ بَلْ يَكُونُونَ كَمَلاَئِكَةِ اللَّهِ فِي السَّمَاءِ.) متى 22: 30
                          ولماذا أكل بعد هذه القيامة المزعومة؟ ألم يكن جسده جسدًا عاديًا يتكون من لحم وعظام، بل أكل معهم؟ فكيف يكون جسده ممجدًا مثل أجساد الملائكة وهو قد ظهر بلحمه وعظامه، وكان يأكل ويشرب، وما يتبعهما من تبول وتبرز؟
                          (38فَقَالَ لَهُمْ: «مَا بَالُكُمْ مُضْطَرِبِينَ وَلِمَاذَا تَخْطُرُ أَفْكَارٌ فِي قُلُوبِكُمْ؟ 39اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ. جُسُّونِي وَانْظُرُوا فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي». 40وَحِينَ قَالَ هَذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ. 41وَبَيْنَمَا هُمْ غَيْرُ مُصَدِّقِين مِنَ الْفَرَحِ وَمُتَعَجِّبُونَ قَالَ لَهُمْ: «أَعِنْدَكُمْ هَهُنَا طَعَامٌ؟» 42فَنَاوَلُوهُ جُزْءاً مِنْ سَمَكٍ مَشْوِيٍّ وَشَيْئاً مِنْ شَهْدِ عَسَلٍ. 43فَأَخَذَ وَأَكَلَ قُدَّامَهُمْ.) لوقا 24: 38-43
                          أليس هذا بدليل صدق على أنه لم يُصلب، بل هرب، أو اتخذ آخر شكله وصوته، وارتدى ملابسه، وصُلب نيابة عنه، كما قال إنجيل برنابا، وإنجيل يهوذا غير المعترف بهما من الكنيسة؟
                          وكيف لم يتمكن من الخروج فى وجود الحجر، وجسده الممجد عبارة عن روح، لا توقفه صخور أو جدران من الدخول أو الخروج؟ وهذا حدث بعد قيامته، إذ تواجد بين التلاميذ، ولم يدخل من باب أو شباك: (19وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَهُوَ أَوَّلُ الأُسْبُوعِ وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسَطِ وَقَالَ لَهُمْ: «سلاَمٌ لَكُمْ».) يوحنا 20: 19
                          س227- يدعو الرب الرجل أن يخصى نفسه، فيقول: (12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 12
                          وهذا يتناقض مع أمره لكم بالزواج والتكاثر: (أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ) تكوين 1: 28، فكيف يتكاثر ويُثمر الرجل إذا كان مخصيًا؟ أليس هذا ضد العلم؟ فهل كان يعلم كاتب هذا الكلام أن الخصيتين لإنتاج الحيوانات المنوية، التى تتسبب فى تلقيح البويضة ليتم الحمل؟
                          ويتناقض مع قوله إن كل من يخصى نفسه يكون خارجًا من جماعة الرب: (لا يَدْخُل مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) تثنية 23: 1
                          (لا يدخلْ مَرضوضُ الخصيتَينِ ولا مقطوعُ العُضْوِ التناسُليِّ جماعةَ المُؤمنينَ بالرّبِّ.) الترجمة العربية والمشتركة
                          لماذا يدعوكم الرب للخروج من جماعته؟ فهل قرر إله المحبة إحراق كل عبيده الذين يطيعونه فى ناره يوم الحساب؟ فلماذا دعى نفسه إلهًا للمحبة إذن؟ أم إن كاتب هذا القول فى متى عدو من أعداء يسوع، الذين يريدون القضاء على أتباع يسوع بأى وسيلة ممكنة، مرة بإخصاء الرجل نفسه، ومرة بعدم زواج المطلقين (وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي) متى 5: 31
                          ومرة (اتفاقًا مع ما نسب لبولس) بعدم الزواج من الأصل، على أساس أن المتزوج لا يهتم بالله، بل يهتم فقط أن يرضى زوجته: (32فَأُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا بِلاَ هَمٍّ. غَيْرُ الْمُتَزَوِّجِ يَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ كَيْفَ يُرْضِي الرَّبَّ 33وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُ فَيَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ يُرْضِي امْرَأَتَهُ. ...... 37وَأَمَّا مَنْ أَقَامَ رَاسِخاً فِي قَلْبِهِ وَلَيْسَ لَهُ اضْطِرَارٌ بَلْ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى إِرَادَتِهِ وَقَدْ عَزَمَ عَلَى هَذَا فِي قَلْبِهِ أَنْ يَحْفَظَ عَذْرَاءَهُ فَحَسَناً يَفْعَلُ. 38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ.) كورنثوس الأولى 7: 32-38
                          س228- سمع الكثير منا عن حيوانات خرافية، تجمع فى الشكل بين جزء من الإنسان، وجزء من الحيوان. بل ورأينا تماثيل وصور لها فى الأساكير والقصص الخرافية التى تستهوى الأطفال والكبار، ناهيك عن الجهلاء، الذين يؤمنون بوجود مثل هذه الحيوانات. ومنها عروس البحر، وأم الأربعة والأربعين، وأمنا الغول، وأبو رجل مسلوخة، ومصاصو الدماء.
                          لكن أن نقرأ فى الكتاب المقدس، الذى يُفترض أنه موحى به من الرب عن وجود مثل هذه الخرافات، فهذا وحده كفيل بٌسقاط قدسية هذا الكتاب. ومن شدة إحراج المترجمين تحايلوا على الترجمة، بل وغيروا المعنى، لأنهم لم يجرؤوا على كتابتها، خوفًا من كفر أتباع هذا الكتاب بقدسيته، وتركه، ومن ثم ترك الدين:
                          (14وَتُلاَقِي وُحُوشُ الْقَفْرِ بَنَاتِ آوَى وَمَعْزُ الْوَحْشِ يَدْعُو صَاحِبَهُ. هُنَاكَ يَسْتَقِرُّ اللَّيْلُ وَيَجِدُ لِنَفْسِهِ مَحَلاًّ.) إشعياء 34: 14
                          (تتلاقى الوحوشُ وبناتُ آوى ويتَنادَى مَعَزُ الوحشِ إليها. هُناكَ تستَقِرُّ الغُولُ وتجدُ لنَفسِها مَقامًا.) الترجمة العربية المشتركة
                          وتخفيفًا لكلمة الغول، قالت ترجمة كتاي الحياة: (وَتَجْتَمِعُ فِيهَا الْوُحُوشُ الْبَرِّيَّةُ مَعَ الذِّئَابِ، وَوَعْلُ الْبَرِّ يَدْعُو صَاحِبَهُ، وَهُنَاكَ تَسْتَقِرُّ وُحُوشُ اللَّيْلِ وَتَجِدُ لِنَفْسِهَا مَلاَذَ رَاحَةٍ.)
                          وقامت الترجمة الكاثوليكية اليسوعية بترجمة تحترم فيها قارئها، فقالتها كما جاءت فى الأصول المترجم منها (ليليت): (وتُلاقي وُحوشُ القَفْرِ الضِّباع ويَصيحُ الأَشعَرُ بِصاحِبه وهُناكَ تَقِرُّ ليليت وتَجِدُ لِنَفسِها مَكاناً مُريحاً)
                          فهل الكلمة مفردة أم جمع (وحوش الليل)؟ وهل هو الليل أم الغول أم ليليت أم وحوش الليل أم اللاميا كما جاءت فى بعض التراجم الأجنبية (الفولجاتا وDRB)؟
                          ولنتعرف الآن على الغول ثم ليليت فى علم الأساطير اليونانية، لنعرف مصدر هذا الكتاب، الذى مازال البعض يقدسه. يقول الموقع أدناه تحت كلمة Satyrs ما ترجمته: http://www.pantheon.org/articles/s/satyrs.html
                          فى علم أساطير الاغريق هى إلهة الغابات والجبال. وهى عبارة عن شطر من البشر وشطر من الدواب، وهم غالبًا يحيط بخصرهم ذيل ماعز ولهم أظلاف الفرس، بينما الجزء الأعلى منهم هو جسد بشرى بقرون ماعز، فهم رفقاء كل من الإلهDionysus إله الخمر، ويقضون معظم أوقاتهم فى تجرع الخمر، الرقص، وملاحقة الحوريات.
                          وتترجمها الموسوعة الكاثوليكية (الأدفنتيست) على النت بـ (شيطانة الليل)، فتقول تحت كلمة (LAMIA) ما ترجمته: فهى مترجمة من العبرية (ليليت)، وتبعًا للأساطير الشعبية القديمة أن لاميا كان وحش من الوحوش مصاصة الدماء البشرية للرجال والأطفال.
                          ويقول معجم أخطاء الكتاب المقدس الألمانى بتصرف: وعلى ذلك فإن الليليت هى شيطانة الليل. إلا أن القول باشتقاق كلمة ليليت من كلمة ليل العبرية فهو غير صحيح. وقد تكون من قُبيل الصدفة، فهى ترجع فى أصولها إلى الحضارة السومرية، وبالتحديد إلى أواسط الألف الثالثة قبل الميلاد. ففى هذا الوقت نعلم أن أبى جلجاش كان يُطلق عليه Lillu، ومؤنثها Liliths فربنا ترجع ليليت إلى عفاريت بابل وشياطينها، ولا يمكننا الجزم بدقة فى هذا الموضوع.
                          ففى بابل القديمة كانت الإلهات المؤنثة تؤلَّه فى عصور ما قبل التاريخ فى صورة إلهة من الحجر. ثم تطورت إلى إلهات غير مصورة، ثم عادت عبادتها مرة أخرى فى صورة حجرية، إلا أن كلمة إيليتو Illitu يُمكن ترجمتها على أنها ”الحجر الإلهى“. فهل الإلاهة ليليت علاقة تمتد فى جذورها إلى ما قبل التاريخ بهذه الإلهة الحجرية؟
                          وفى التراث اليهودى كان من الممكن أن تطير الليليت، وكانت تُصوَّر بأجنحة فى أبهى صورة أنثوية. وعلى أى حال لم يتبق لنا الكثير عن الإلهة البابلية. وفى قبائل العصور الوسطى تم تحديد ماهيتها على أنها شيطانة. ففى البداية كانت شيطانة، ثم تحولت إلى زوجة آدم، ثم إلى شبح فى العصور الوسطى، يخيف كل الناس، ويظهر فى صورة أطفال صغيرة، كما أنه مصدر تهديد مريع للحوامل. ومن ثم تطورت التعازيم الخاصة، التى تحمى الأم والطفل من هذه الشيطانة ليليت.
                          وتقزل أسطورة ليليت زوجة آدم، أن ليليت كانت الزوجة الأولى لآدم، وأرادت أن تأخذ نفس حقوق آدم، إلا أن آدم أراد امرأة تخضع لإرادته، فرفضت وتركته. وربما اتحدت فيما بعد مع الشيطان أو اقترنت به لتمثل معه قوة مرعبة للبشر. وتضاربت بشأنها القصص والأقاصيص فى العصور الوسطى. فمرة تصورها الأقاصيص على أنها زوجة الشيطان، ومرة أخرى كعشيقته، ومرة ثالثة كأمه. ثم أصبحت فى العصر الحديث تصور على أنها الصورة العدائية فى مخيلة الرجل السادى.
                          فهل هذا كتاب مقدس أم جمع من الأساطير؟
                          س229- لماذا حرم الرب على آدم وحواء الأكل من شجرة معرفة الخير من الشر؟ (16وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ قَائِلاً: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً 17وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتاً تَمُوتُ».) التكوين 2: 16-17
                          هل ليظلا جاهلان أمام الشيطان فيسهل عليه إغوائهما وذريتهما، فيظل الرب حانقًا على مخلوقاته، ويعذبهم فى جهنم، حتى ينزل متجسدًا ويُهان، ويموت عن البشرية؟
                          وكيف يحاسبهما إن لم يكونا قد عرفا أن يميزا بين الشر والخير؟
                          س230- لماذا لم يغفر الله لآدم وحواء زمن اقترافهما لذنب أكلهما من الشجرة المحرمة؟ ما الذى أخره كل هذا الزمن ليُرسل ابنه أو ينزل متجسدًا ليُصلب فيتمكن من المغفرة؟ أين كان الموتى من زمن آدم إلى وقت نزوله؟ فهل كانوا كلهم فى الجحيم (السجن) انتظارًا لموت الرب ونزوله إلى العالم السفلى ليحررها (9وَأَمَّا أَنَّهُ صَعِدَ، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضاً أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى. 10اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ الَّذِي صَعِدَ أَيْضاً فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ، لِكَيْ يَمْلَأَ الْكُلَّ.) أفسس 4: 9-10، وأيضًا (19الَّذِي فِيهِ أَيْضاً ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ) بطرس الأولى 3: 19؟ وهل تساوى على ذلك الأبرار مع الأشرار، فقد خلص الرب الكل؟ أليس فى تأخير غفران هذا الذنب ما يتعارض مع كلام الرب من ناحية، ومع ما يتصف به من عدل ورحمة؟
                          1- إما لم يتمكن الرب وقتها من أن يغفر لآدم وحواء طوال هذا العمر، حتى أرسل ابنه أو نزل هو متجسدًا. وهذا لا يجعله إلهًا، لأن الله على كل شىء قدير ولا يُعجزه شىء فى الأرض، ولا فى السماء: خروج 6: 3 (3وَأَنَا ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ....)
                          أشعياء 13: 6 ، ويوئيل 1: 15 (الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ)
                          كورنثوس الثانية 6: 18 (يَقُولُ الرَّبُّ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.)
                          رؤيا يوحنا 11: 7 (نَشْكُرُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ)
                          2- أو لأن الرب إله نقمات، ندم على أن خلق الإنسان، فأراد أن ينتقم من البشرية كلها، فلم يتركهما يعرفان الخير من الشر، ليسهل على الشيطان إغوائهما، فيقعان فى المحذور، فيغضب الرب عليهما وذريتهما، ويحبس كل من يموت فى جهنم، حتى الوقت الذى ينزل فيه متجسدًا، فيُهان ويُبصق فى وجهه، وتُنتزع منه روحه، ويموت، ثم يقيمه الله من الأموات، وينزل إلى الجحيم، قاضيًا فيها ثلاثة أيام، ليطهر فيها كل الناس؟ (1يَا إِلَهَ النَّقَمَاتِ يَا رَبُّ يَا إِلَهَ النَّقَمَاتِ أَشْرِقِ)مزمور 94: 1
                          3- أو لم يتجسد الرب، ولم يقتل نفسه على الخشبة، أو يرسل ابنه ليُقتل عن البشر، لأن عقيدة الرب العادلة التى أنزلها إلى البشر تقتضى معاقبة المسىء على إساءته فقط: (16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية 24 : 16
                          حزقيال 18: 19-23 (19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْملُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟)
                          وكان ذلك قبل أن تتغير عقيدته إلى (أن النفس التى تخطىء، أقتل بريئًا غيرها، حتى لو كان ابنى، حتى أظهر لعبيدى أننى إله المحبة والعدل، والمغفرة).
                          4- أو لأن الرب لم يكن يعرف معنى العدل وقتها، وأن عليه أن يعاقب المسىء على إساءته، أو استحدثت هذه الصفة فيه فيما بعد، ومن ثم لا يستحق التأليه، ولا أن يُطلق على كتابه مقدسًا.
                          5- أو غفر الله لآدم وحواء قبل أن ينزلا على الأرض، فبدأ الزوجان حياة جديدة على أرضية كبيرة وسعيدة فى ظل غفران الله لهما، وتعلما من الدرس الأول لهما فى الحياة، وهو أن الشيطان عدو لهما، فلا يطيعانه، وتتعلم باقى ذرية آدم أن الشيطان أخرج أبويهما من الجنة، فعليهم الحذر منه: (هي التي حفظت أول من جُبِلَ أبًا للعالم لمَّا خُلق وحده، وأنقذته من زلته، وآتته قوة ليتسلط على الجميع) الحكمة 10: 1-2
                          (14فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلُّوا وَطَلَبُوا وَجْهِي وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيئَةِ فَإِنِّي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ.) أخبار الأيام الثاني 7: 14
                          (7لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ وَإِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ.) إشعياء 55: 7
                          (11قُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ, إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ, بَلْ بِأَنْ يَرْجِعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا. إِرْجِعُوا ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ. فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ 12وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ فَقُلْ لِبَنِي شَعْبِكَ: إِنَّ بِرَّ الْبَارِّ لاَ يُنَجِّيهِ فِي يَوْمِ مَعْصِيَتِهِ, وَالشِّرِّيرُ لاَ يَعْثُرُ بِشَرِّهِ فِي يَوْمِ رُجُوعِهِ عَنْ شَرِّهِ. وَلاَ يَسْتَطِيعُ الْبَارُّ أَنْ يَحْيَا بِبِرِّهِ فِي يَوْمِ خَطِيئَتِهِ.13إِذَا قُلْتُ لِلْبَارِّ حَيَاةً تَحْيَا, فَـاتَّكَلَ هُوَ عَلَى بِرِّهِ وَأَثِمَ, فَبِرُّهُ كُلُّهُ لاَ يُذْكَرُ, بَلْ بِإِثْمِهِ الَّذِي فَعَلَهُ يَمُوتُ. 14وَإِذَا قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ: مَوْتاً تَمُوتُ! فَإِنْ رَجَعَ عَنْ خَطِيَّتِهِ وَعَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ, 15إِنْ رَدَّ الشِّرِّيرُ الرَّهْنَ وَعَوَّضَ عَنِ الْمُغْتَصَبِ وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِ الْحَيَاةِ بِلاَ عَمَلِ إِثْمٍ, فَإِنَّهُ حَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 16كُلُّ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. عَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ فَيَحْيَا حَيَاةً.) حزقيال 33 :11-16
                          6- أو لم يقتل الرب نفسه وقتها، لأنه لم يكن مثلث الأقانيم، فلم يستطع إرسال ابنه، ليُصلب، ولم يستطع هو نفسه أن ينزل متجسدًا ليُصلب، لأنه لو مات، لن يجد من يقيمه من الموت. وعلى ذلك فإن أقنوم الابن وأقنوم الروح القدس هما أقنومان محدثان، وليس أزليان، ولا يستحقان التأليه.
                          7- لم يرسل الرب ابنه ليُقتل نيابة عن آدم، لأن هذه الفكرة لم تكن قد خطرت على باله بعد. وهذا مصداقًا لقول الرب إن هناك أشياء لم تخطر على باله: (4 لِأَنَّهم تَرَكوني وشَوَّهوا هذا المَكان، وأَحرَقوا فيه البَخورَ لِآلِهَةٍ أُخْرى لم يَعرِفوها هم ولا آباؤُهم ولا مُلوكُ يَهوذا، ومَلأُوا هذا المَكانَ مِن دَمِ الأَبرِياء، 5 وبَنَوا مَشارِفَ البَعْلِ لِيُحرِقوا بَنيهم بِالنَّارِ مُحرَقاتٍ لِلبَعْل، مِمَّا لم آمُرْ بِه ولم آتكلَمْ بِه ولم يَخطُرْ بِبالي.) إرميا 19: 4-5 ترجمة الآباء اليسوعيين الكاثوليكية
                          8- أو أنه هو الذى تعمَّد أن يترك آدم وحواء دون علم بالخير والشر، حتى يضلهما الرب عن عمد، ثم يبيد ذريتهما معهما فى نار جهنم، حتى صحا ضميره، فأرسل ابنه البرىء ليُصلب نيابة عنهما، وهذا مصداقًا لقوله إنه هو الذى يقوم بإضلال الأنبياء: (9فَإِذَا ضَلَّ النَّبِيُّ وَتَكَلَّمَ كَلاَماً فَأَنَا الرَّبَّ قَدْ أَضْلَلْتُ ذَلِكَ النَّبِيَّ, وَسَأَمُدُّ يَدِي عَلَيْهِ وَأُبِيدُهُ مِنْ وَسَطِ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ.) حزقيال 14: 9
                          9- أو أنه ضجر بوجود ابنه هذا، وأراد التخلص منه، فلم يغفر لآدم وحواء، حتى يسهل عليه التخلص من ابنه بإرساله ليموت نيابة عن البشر.
                          10- أو أن الرب إله يفتقد للتمييز، يُخطىء عبده، فيفقد الرب عزته، وكرامته، فينزل ويُهان، ويتألم، ويقهره عبيده، ثم يجبرونه على أن يموت ميتة الملاعين، حتى يتمكن من أن يغفر لهم: (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13
                          11- أو أن قصة الصلب والفداء هذه من القصص الوثنية التى دخلت الكتاب الذى تقدسونه، ولا علاقة لها بعقيدة يسوع، التى كانت هى عقيدة موسى والأنبياء. خاصة أن يسوع لم يذكر قط فى الأناجيل أى كلمة عن توارث الخطيئة الأصلية، ولم يذكر آدم أو حواء بكلمة.
                          12- أو إن الخطيئة الأولى أو الأصلية هى خطيئة الشيطان، الذى رفض الإنصياع لأمر الله، والسجود لآدم، ومن هنا أصبح شيطانًا. وهذه هى الخطيئة الأولى أو الأصلية. فتخلص منها الشيطان ونسبها لبنى آدم، ليُظهر الله تعالى بمظهر الإله غير العادل، ومن ثم لا يستحق التأليه: فقد قال الرب لأيوب: (حَاشَا لِلَّهِ مِنَ الشَّرِّ وَلِلْقَدِيرِ مِنَ الظُّلْمِ. 11لأَنَّهُ يُجَازِي الإِنْسَانَ عَلَى فِعْلِهِ وَيُنِيلُ الرَّجُلَ كَطَرِيقِهِ. 12فَحَقّاً إِنَّ اللهَ لاَ يَفْعَلُ سُوءاً وَالْقَدِيرَ لاَ يُعَوِّجُ الْقَضَاءَ.) أيوب 34: 10-13
                          وقال له: (3أَلَيْسَ الْبَوَارُ لِعَامِلِ الشَّرِّ وَالنُّكْرُ لِفَاعِلِي الإِثْمِ! 4أَلَيْسَ هُوَ يَنْظُرُ طُرُقِي وَيُحْصِي جَمِيعَ خَطَوَاتِي. 5إِنْ كُنْتُ قَدْ سَلَكْتُ مَعَ الْكَذِبِ أَوْ أَسْرَعَتْ رِجْلِي إِلَى الْغِشِّ 6لِيَزِنِّي فِي مِيزَانِ الْحَقِّ فَيَعْرِفَ اللهُ كَمَالِي.) أيوب 31: 3-6
                          وقال الرب لداود: (5الرَّبُّ يَمْتَحِنُ الصِّدِّيقَ. أَمَّا الشِّرِّيرُ وَمُحِبُّ الظُّلْمِ فَتُبْغِضُهُ نَفْسُهُ. 6يُمْطِرُ عَلَى الأَشْرَارِ فِخَاخاً نَاراً وَكِبْرِيتاً وَرِيحَ السَّمُومِ نَصِيبَ كَأْسِهِمْ. 7لأَنَّ الرَّبَّ عَادِلٌ وَيُحِبُّ الْعَدْلَ. الْمُسْتَقِيمُ يُبْصِرُ وَجْهَهُ.) مزمور 11: 5-7
                          13- أو أن الشيطان علم بخطة الرب، فترقب نزوله إلى الأرض، وعندما نزل متجسدًا، أسره، واقتاده للصحراء، وذبحه هناك وأطعمه للسباع، وتجسَّد الشيطان فى صورة يسوع، واخترع لكم هذه القصة التى تبرأه هو من خطيئته الأولى.
                          ولا عجب فى أن يعلم الشيطان مخططات الرب، فقد علم أجندة أعمال الرب وملائكته، عندما كانوا يناقشون كيفية لإغواء أخاب، وظهر فى وسطهم بالحل المناسب الذى فشل فيه الرب وملائكته: (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22

                          تعليق

                          • abubakr_3
                            مشرف عام

                            • 15 يون, 2006
                            • 849
                            • مسلم

                            #43
                            س231- كم كان عدد المحاربين فى يهوذا؟
                            الملاحظ أنه عند تكرار قصة ما، بها أعداد وأرقام، تجد دائمًا اختلاف بينهما. والمثير للدهشة أنك عندما تتكلم مع صديق مسيحى، وتضيق عليه الخناق، يقول لك، إن كل هذه أمور تافهة، المهم أن العقيدة سليمة، لم يمسسها تحريف. متناسيًا أن الله تعالى لا يُخطىء، وأن نسبة هذا الكتاب وما فيه من أخطاء، إهانة للرب، حيث يدعى قائل هذا أن الرب ليس عنده أفضل من ذلك، ولم يتمكن من الحفاظ على كتابه أكثر من ذلك، أو قهره الشيطان وغير فى هذه النقاط فقط.
                            صموئيل الثانى 24: 9 (9فَدَفَعَ يُوآبُ جُمْلَةَ عَدَدِ الشَّعْبِ إِلَى الْمَلِكِ، فَكَانَ إِسْرَائِيلُ ثَمَانَ مِئَةِ أَلْفِ رَجُلٍ ذِي بَأْسٍ مُسْتَلِّ السَّيْفِ، وَرِجَالُ يَهُوذَا خَمْسَ مِئَةِ أَلْفِ رَجُلٍ.)
                            أخبار الأيام الأولى 21: 5 (5فَدَفَعَ يُوآبُ جُمْلَةَ عَدَدِ الشَّعْبِ إِلَى دَاوُدَ، فَكَانَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ مِلْيُوناً وَمِئَةَ أَلْفِ رَجُلٍ مُسْتَلِّي السَّيْفِ وَيَهُوذَا أَرْبَعَ مِئَةٍ وَسَبْعِينَ أَلْفَ رَجُلٍ مُسْتَلِّي السَّيْفِ)
                            فمن فيهم وحى الرب؟
                            س232- (11وَكَما حَدَثَ مُنْذُ أَنْ أَقَمْتُ قُضَاةً عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ لَقَدْ أَرَحْتُكَ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِكَ، وَقَدْ أَخْبَرَكَ الرَّبُّ أَنَّهُ سَيُثَبِّتُ نَسْلَكَ مِنْ بَعْدِكَ. 12وَمَتَى اسْتَوْفَيْتَ أَيَّامَكَ وَرَقَدْتَ مَعَ آبَائِكَ، فَإِنَّنِي أُقِيمُ بَعْدَكَ مِنْ نَسْلِكَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِكَ مَنْ أُثَبِّتُ مَمْلَكَتَهُ. 13هُوَ يَبْنِي بَيْتاً لاِسْمِي، وَأَنَا أُثَبِّتُ عَرْشَ مَمْلَكَتِهِ إِلَى الأَبَدِ. 14أَنَا أَكُونُ لَهُ أَباً وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْناً،إِنِ انْحَرَفَ أُسَلِّطُ عَلَيْهِ الشُّعُوبَ الأُخْرَى لأُقَوِّمَهُ بِضَرَبَاتِهِمْ. 15وَلَكِنْ لاَ أَنْزِعُ رَحْمَتِي مِنْهُ كَمَا نَزَعْتُهَا مِنْ شَاوُلَ الَّذِي أَزَلْتُهُ مِنْ طَرِيقِكَ. 16وَيَدُومُ بَيْتُكَ وَمَمْلَكَتُكَ إِلَى الأَبَدِ أَمَامِي، فَيَكُونُ عَرْشُكَ ثَابِتاً مَدَى الدَّهْرِ». 17فَأَبْلَغَ نَاثَانُ دَاوُدَ جَمِيعَ هَذَا الْكَلاَمِ بِمُقْتَضَى الرُّؤْيَا الَّتِي أُعْلِنَتْ لَهُ.) صموئيل الثانى 7: 11-17
                            والمعنى المقصود أن عرش داود سيستمر إلى الأبد، وإن انحرف سيسلط عليه الشعوب الأخرى ليقومه بضربات، لن تصل إلى الاحتلال وانتزاع عرشه. إلا أن مملكة آل داود زالت، وتسلط عليهم الأشوريون بقيادة سرجيون الثاني سنة 722 ق. م.، ثم تسلط عليها البابليون بقيادة بختنصر سنة 586 ق. م.
                            ناهيك عن أن يسوع نفسه كذَّب اليهود فى ادعائهم هذا على الله تعالى، وأظهر تحريفهم فى هذا الفهم، وأفهمهم أن ملكوت الله القادم لن يكون فى نسل داود، بل سينزعه الله من بنى إسرائيل، ويعطيه لأمة تعمل أثماره، وهذا هو الموجود فى الكتب. فقال لهم: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ») متى 21: 42-44
                            بل سألهم عن المسِّيِّا (صاحب الملكوت الجديد) بأسلوب الغائب، وفى هذا الأسلوب وحده تأكيد أن المسِّيِّا شخص آخر غير يسوع نفسه، قائلاً: (وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.) متى 22: 41-46
                            فإذا كان داود يدعوه سيدى، أى لن يكون من نسله.
                            والغريب أنهم لا يفطنون إلى أن القول بأن يسوع هو المسِّيِّا ابن الله هو من أقوال الشياطين، التى أخرصها يسوع: (41وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ.) لوقا 4: 41
                            س233- ومرة أخرى يحلم اليهود باستمرار ملك داود وسليمان الذى اتهموه بالكفر وعبادة الأوثان فى نهاية أيامه، فيتقولون نبوءة عن الله تعالى: (9هُوَذَا يُولَدُ لَكَ ابْنٌ يَكُونُ صَاحِبَ رَاحَةٍ، وَأُرِيحُهُ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِهِ حَوَالَيْهِ، لأَنَّ اسْمَهُ يَكُونُ سُلَيْمَانَ. فَأَجْعَلُ سَلاَماً وَسَكِينَةً فِي إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِهِ.) أخبار الأيام الأول 22: 9
                            وقد زالت دولتهم، وتسلط عليهم الأشوريون بقيادة سرجيون الثاني سنة 722 ق. م.، ثم تسلط عليها البابليون بقيادة بختنصر سنة 586 ق. م.
                            وعلى الرغم من وعد الرب لداود باستمرار الملك فى أسرته، إلا أن هذا الوعد الإلهى يكون دائمًا مشروطًا بالتقوى والسير فى طاعة الله تعالى، لذلك قال الرب لسليمان عندما زاغ وعبد الأوثان، وبنى لها المذابح: (9فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ، 10وَأَوْصَاهُ فِي هَذَا الأَمْرِ أَنْ لاَ يَتَّبِعَ آلِهَةً أُخْرَى. فَلَمْ يَحْفَظْ مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبُّ. 11فَقَالَ الرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ: [مِنْ أَجْلِ أَنَّ ذَلِكَ عِنْدَكَ، وَلَمْ تَحْفَظْ عَهْدِي وَفَرَائِضِيَ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ بِهَا، فَإِنِّي أُمَزِّقُ الْمَمْلَكَةَ عَنْكَ تَمْزِيقاً وَأُعْطِيهَا لِعَبْدِكَ. 12إِلاَّ إِنِّي لاَ أَفْعَلُ ذَلِكَ فِي أَيَّامِكَ، مِنْ أَجْلِ دَاوُدَ أَبِيكَ، بَلْ مِنْ يَدِ ابْنِكَ أُمَزِّقُهَا. 13عَلَى أَنِّي لاَ أُمَزِّقُ مِنْكَ الْمَمْلَكَةَ كُلَّهَا، بَلْ أُعْطِي سِبْطاً وَاحِداً لاِبْنِكَ، لأَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي، وَلأَجْلِ أُورُشَلِيمَ الَّتِي اخْتَرْتُهَا].) ملوك الأول 11: 9-13

                            وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
                            سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

                            تعليق

                            مواضيع ذات صلة

                            تقليص

                            المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 2 يوم
                            ردود 3
                            16 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                            بواسطة *اسلامي عزي*
                            ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, منذ أسبوع واحد
                            ردود 2
                            22 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة الفقير لله 3
                            بواسطة الفقير لله 3
                            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 2 أسابيع
                            ردود 5
                            26 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة الفقير لله 3
                            بواسطة الفقير لله 3
                            ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, منذ 3 أسابيع
                            ردود 0
                            13 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة الفقير لله 3
                            بواسطة الفقير لله 3
                            ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 9 سبت, 2024, 08:31 م
                            ردود 0
                            29 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة زين الراكعين
                            يعمل...