وريهـــــام يــــا ريـس
بقلم منتصر الزيات ٣٠/٦/٢٠٠٧
اهتم الرئيس مبارك بما سبق أن بثه برنامج «الحقيقة» الذي يقدمه الصديق وائل الإبراشي في دريم حول اختفاء فتاة مسيحية تقدم أهلها بشكاوي حول زواجها من شاب مسلم، وكلنا بالطبع يذكر تدخل سيادته في أزمة وفاء قسطنطين وتعليماته بتسليمها، حيث اختفت بعدها في أحد الأديرة دون أن نعلم بحقيقة إرادتها.
والعبد لله كاتب السطور ليست لديه نوازع عدائية ضد أحد، ومواقفي في شأن العلاقة بين المسلمين والأقباط معروفة أراها طبيعية عبر التاريخ هكذا شببنا في بيوتاتنا نجاورهم ونؤاخيهم دون افتعال ولا تنطع، وأريدها تبقي طبيعية بعيدا عن دعاة الفتنة من هنا أو هناك، ولا أميل إلي تصعيد التوتر في هذا الخصوص كما لا توجد حساسيات لدي، وحسبي أن أذكر بما سبق وطالبت به من ضرورة وضع قيود علي زواج المسيحيات من مسلمين مادام تكرار هذه الزيجات يؤثر علي لحمة العلاقة بيننا، خاصة أن غالبية هذه الزيجات تصب في خانة العلاقات الجنسية ولا تنهض علي أي أسباب عقائدية!!
وعندما غلبتني دموع السيدة «ناريمان» التي جاءتني مستغيثة طالبة مساعدتها في البحث عن ابنتها «ريهام» بعد أن تخلي عنها الجميع وهي تري فلذة كبدها تضيع منها، حتي برنامج الحقيقة الذي بث قصة الفتاة المسيحية امتنع عن بث حالة ريهام!! شعرت لوهلة أن الأم ذهب عقلها!! لكنها لوعة الفراق والقهر الذي شعرت به وأشعرتني.. فالفتاة المختفية «ريهام» مريضة نفسيا تراجع مع والديها مصحات علاج نفسي لمدد طويلة،
وبينما هي كذلك اقترب منها جار لها شاب مسيحي الديانة يدعي «شادي» شاغل الفتاة وشغلها وهي في حالة اضطراب نفسي وحضها علي الهرب معه وهربت.. بيد أن الأسرة التقطت خيط مشاغلة «شادي» لها واستطاعت أن تعيد الفتاة، كان ذلك أوائل عام ٢٠٠٣.
لم تكد تمر أيام علي استعادة «ريهام» حتي غافلت أسرتها واختفت بعد اتصال من والدة شادي!! وكان الاختفاء الثاني هو العاصفة التي زلزلت أركان تلك الأسرة البسيطة في مدينة المنصورة فأدمت قلب الأب وصرعته بالمرض، وأثرت علي قلب الأم وعقلها فباتت تهذي ولا تكاد تتوقف عن لطم خديها وهي تصرخ أعيدوا لي بنتي.
اختفت الفتاة في المرة الثانية.. وأعيت الأم حيلتها في مطاردة الخاطفين الذين تركوا مسكنهم واختفي أيضا «شادي» وسافر خارج البلاد!!، وفجأة التقطت الأم خيطا رفيعا لكنه مهم ينبئ عن كارثة تعبث بعقل مصر وقلبها وتاريخها وثوابتها، عصابة كاملة تعمل علي اختطاف الفتيات المسلمات وتغييبهن وربما تنصيرهن!!
فقد عثرت الأم التي لم تترك مكانا إلا وبحثت خلاله حتي وجدت علي الكمبيوتر أن ريهام استخرجت بطاقة جديدة من الرقم القومي علي عنوان في مدينة المنيا بالصعيد ومن خلال هذه البطاقة استخرجت جواز سفر!! سارعت الأم إلي مكتب السجل المدني هناك وكانت الطامة أنها وجدت أن الذين شاركوا في استخراج البطاقة ثلاثة موظفين في السجل المدني بالمنيا وسبحان الله الثلاثة مسيحيون!!
سيدي الرئيس الواقعة من أوائل عام ٩٣ والأم كادت تفقد عقلها وإن لم تفقد الأمل في العثور علي ابنتها.. تصور ياريس من ٩٣ والتحقيق مازال مستمرا؟!
علي الهوا: ذلك البرنامج المتميز الذي حقق له الشهرة الإعلامي اللامع عماد أديب برصانة أدائه في وقت ندرت فيه الفضائيات أن تقدم برامج مثله حينما انفردت الأوربت باحتكار عالم الفضاء العربي قبل بزوغ نجم الجزيرة ثم ما أفرزته من فضائيات منافسة، لكن قدراً كبيراً من النجاح لهذا البرنامج كان يكمن في فريق الإعداد له الذي يضم اثنين من أكبر الصحفيين في مصر وهما جمال عنايت ومحمود نافع،
ثم اختار أديب أن يغيب طواعية منذ عام تقريبا وتصدر المشهد جمال عنايت واشفقنا عليه في أن يجلس مكان العملاق أديب، ولكن أثبت عنايت مهارة فائقة في قيادة البرنامج بحضور مريح وممتع بعيدا عن الإثارة وتوابلها ومعه نافع يواصل مسيرة الإعداد فاستمرت نجاحات البرنامج المتميز بجرعة الثقافة التي يقدمها ونوعية الضيوف الذين يستقدمهم في مختلف الفنون والعلوم، الأسبوع الماضي استضافني عنايت ونافع وخرجت من فمي زلة لسان اقتضتها ظروف الحلقة وحساسيتها أغضبت صديقي وأحرجتني معهما، رغم أنني أكن لهما كل تقدير واحترام،
عدت لبيتي نكدا وزادت جرعة النكد حينما عاتبتني زوجتي علي ما صدر مني، ولما كان ما صدر عني قد جاء علي الهوا مما يتعذر تداركه، فقد اخترت الاعتذار علنا لصديقي علي صفحات جريدتي «المصري اليوم» بما لها من ذيوع وانتشار، علم الله أني ما اعتذرت إلا إقرارا بخطأ نشب عن زلة لسان، وأيضا لأنهما يستحقان كل ما قلته بين يديكم الآن وأكثر، ليس إلا.
المصدر
بقلم منتصر الزيات ٣٠/٦/٢٠٠٧
اهتم الرئيس مبارك بما سبق أن بثه برنامج «الحقيقة» الذي يقدمه الصديق وائل الإبراشي في دريم حول اختفاء فتاة مسيحية تقدم أهلها بشكاوي حول زواجها من شاب مسلم، وكلنا بالطبع يذكر تدخل سيادته في أزمة وفاء قسطنطين وتعليماته بتسليمها، حيث اختفت بعدها في أحد الأديرة دون أن نعلم بحقيقة إرادتها.
والعبد لله كاتب السطور ليست لديه نوازع عدائية ضد أحد، ومواقفي في شأن العلاقة بين المسلمين والأقباط معروفة أراها طبيعية عبر التاريخ هكذا شببنا في بيوتاتنا نجاورهم ونؤاخيهم دون افتعال ولا تنطع، وأريدها تبقي طبيعية بعيدا عن دعاة الفتنة من هنا أو هناك، ولا أميل إلي تصعيد التوتر في هذا الخصوص كما لا توجد حساسيات لدي، وحسبي أن أذكر بما سبق وطالبت به من ضرورة وضع قيود علي زواج المسيحيات من مسلمين مادام تكرار هذه الزيجات يؤثر علي لحمة العلاقة بيننا، خاصة أن غالبية هذه الزيجات تصب في خانة العلاقات الجنسية ولا تنهض علي أي أسباب عقائدية!!
وعندما غلبتني دموع السيدة «ناريمان» التي جاءتني مستغيثة طالبة مساعدتها في البحث عن ابنتها «ريهام» بعد أن تخلي عنها الجميع وهي تري فلذة كبدها تضيع منها، حتي برنامج الحقيقة الذي بث قصة الفتاة المسيحية امتنع عن بث حالة ريهام!! شعرت لوهلة أن الأم ذهب عقلها!! لكنها لوعة الفراق والقهر الذي شعرت به وأشعرتني.. فالفتاة المختفية «ريهام» مريضة نفسيا تراجع مع والديها مصحات علاج نفسي لمدد طويلة،
وبينما هي كذلك اقترب منها جار لها شاب مسيحي الديانة يدعي «شادي» شاغل الفتاة وشغلها وهي في حالة اضطراب نفسي وحضها علي الهرب معه وهربت.. بيد أن الأسرة التقطت خيط مشاغلة «شادي» لها واستطاعت أن تعيد الفتاة، كان ذلك أوائل عام ٢٠٠٣.
لم تكد تمر أيام علي استعادة «ريهام» حتي غافلت أسرتها واختفت بعد اتصال من والدة شادي!! وكان الاختفاء الثاني هو العاصفة التي زلزلت أركان تلك الأسرة البسيطة في مدينة المنصورة فأدمت قلب الأب وصرعته بالمرض، وأثرت علي قلب الأم وعقلها فباتت تهذي ولا تكاد تتوقف عن لطم خديها وهي تصرخ أعيدوا لي بنتي.
اختفت الفتاة في المرة الثانية.. وأعيت الأم حيلتها في مطاردة الخاطفين الذين تركوا مسكنهم واختفي أيضا «شادي» وسافر خارج البلاد!!، وفجأة التقطت الأم خيطا رفيعا لكنه مهم ينبئ عن كارثة تعبث بعقل مصر وقلبها وتاريخها وثوابتها، عصابة كاملة تعمل علي اختطاف الفتيات المسلمات وتغييبهن وربما تنصيرهن!!
فقد عثرت الأم التي لم تترك مكانا إلا وبحثت خلاله حتي وجدت علي الكمبيوتر أن ريهام استخرجت بطاقة جديدة من الرقم القومي علي عنوان في مدينة المنيا بالصعيد ومن خلال هذه البطاقة استخرجت جواز سفر!! سارعت الأم إلي مكتب السجل المدني هناك وكانت الطامة أنها وجدت أن الذين شاركوا في استخراج البطاقة ثلاثة موظفين في السجل المدني بالمنيا وسبحان الله الثلاثة مسيحيون!!
سيدي الرئيس الواقعة من أوائل عام ٩٣ والأم كادت تفقد عقلها وإن لم تفقد الأمل في العثور علي ابنتها.. تصور ياريس من ٩٣ والتحقيق مازال مستمرا؟!
علي الهوا: ذلك البرنامج المتميز الذي حقق له الشهرة الإعلامي اللامع عماد أديب برصانة أدائه في وقت ندرت فيه الفضائيات أن تقدم برامج مثله حينما انفردت الأوربت باحتكار عالم الفضاء العربي قبل بزوغ نجم الجزيرة ثم ما أفرزته من فضائيات منافسة، لكن قدراً كبيراً من النجاح لهذا البرنامج كان يكمن في فريق الإعداد له الذي يضم اثنين من أكبر الصحفيين في مصر وهما جمال عنايت ومحمود نافع،
ثم اختار أديب أن يغيب طواعية منذ عام تقريبا وتصدر المشهد جمال عنايت واشفقنا عليه في أن يجلس مكان العملاق أديب، ولكن أثبت عنايت مهارة فائقة في قيادة البرنامج بحضور مريح وممتع بعيدا عن الإثارة وتوابلها ومعه نافع يواصل مسيرة الإعداد فاستمرت نجاحات البرنامج المتميز بجرعة الثقافة التي يقدمها ونوعية الضيوف الذين يستقدمهم في مختلف الفنون والعلوم، الأسبوع الماضي استضافني عنايت ونافع وخرجت من فمي زلة لسان اقتضتها ظروف الحلقة وحساسيتها أغضبت صديقي وأحرجتني معهما، رغم أنني أكن لهما كل تقدير واحترام،
عدت لبيتي نكدا وزادت جرعة النكد حينما عاتبتني زوجتي علي ما صدر مني، ولما كان ما صدر عني قد جاء علي الهوا مما يتعذر تداركه، فقد اخترت الاعتذار علنا لصديقي علي صفحات جريدتي «المصري اليوم» بما لها من ذيوع وانتشار، علم الله أني ما اعتذرت إلا إقرارا بخطأ نشب عن زلة لسان، وأيضا لأنهما يستحقان كل ما قلته بين يديكم الآن وأكثر، ليس إلا.
المصدر
تعليق