الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده . أما بعد ..
فاليوم نناقش موضوع للقمص عبد المسيح بسيط المشهور بالكذب والتدليس ، في كتاب ((هل تنبأ الكتاب المقدس عن نبي آخر يأتي بعد المسيح؟ )) الفصل الثاني (( الموعد لإسحاق أم لإسماعيل )) ، وحقيقة الأمر أن هذا الفصل وقع تحت يدي بالصدفة وأنا أتصفح في موقع الأنبا تكلا فقرأت الفصل واليوم أقدم بعض التعليقات التي أخذتها علي الكاتب ، ففي بعض الأحيان يستدل بالقرآن كذباً وزوراً ، ليبلغ مقصده ، ومرة أخري يستدل بنص لا يخدمه ، ومرة أخري يقع في مأزق ، وهذا ليس رد علي هذا الفصل ، لأنني لست أهلاً لذلك ، ولكن بعض الملاحظات التي أخذتها علي الكاتب .
أولاً وقبل طرح أي شئ فالكتاب الذي بين يديكم أيها النصاري لا نؤمن به ككتاب موحي من عند الله ؛ لأسباب عدة لا يتسع الوقت الأن لذكرها ، فنحن نصدق فيه ما توافق مع عقيدتنا ، ونكذب ما لا يتوافق مع عقيدتنا ، فمثلاً نصدق قول الكتاب المقدس في خلق السموات والأرض في ستة أيام ولكننا نكذب قولهم بأن الله إستراح في اليوم السابع وهكذا ، ولذلك فبشارة هذا الكتاب بالرسول الخاتم محمد من عدمه لا يضررنا ولا يعنينا فنحن نؤمن بالرسول محمد لما جاء به من رسالة تفوقت علي كل ما هو موجود من الرسالات وبالشريعة التي لا يوجد لها نظير فهي تصلح لإدارة العالم كله في مختلف الأزمان ويشهد بذلك أعدائه قبل أحبائه فهي الرسالة الخاتمة وهو النبي الخاتم وإن ما يدعيه البعض بأننا نستميت من أجل أن نجد بشارة للنبي في كتاب القوم فهذا من نسج خيالهم ولا علاقة له بالواقع ولذا لزم التنويه علي ذلك
نبدأ مع كلام القمص
تحت عنوان إبراهيم وأبنائه الثمانية وبركة إسحق ولاحظ انني وضعت خط تحت كلمة البركة لأننا سنستخدمها لاحقاً ، يقول الكاتب
فيقول الكاتب بأن النسل لن يكون إلا من خلال إسحق وهذا حقه بأن يقول ما يشاء ، ((( المهم أننا سنثبت تدليسه في أكثر من موضع في هذا الموضوع ))) ، ولكن الكاتب عاد وتدخل فيما هو ليس أهل له ويستدل بالقرآن علي أن النسل لن يكون إلا من إسحق حيث يقول
وللرد علي هذا التدليس المتعمد علي القارئ المسيحي نقول بأن الكاتب لم يفتح أياً من كتب التفسير ليقرأ التفسير الصحيح للأية ونقول له عليك بفتح تفسير ابن كثير { وقوله : ( وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب ) ، هذه خلعة سنية عظيمة ، مع اتخاذ الله إياه خليلا وجعله للناس إماما ، أن جعل في ذريته النبوة والكتاب ، فلم يوجد نبي بعد إبراهيم عليه السلام ، إلا وهو من سلالته ، فجميع أنبياء بني إسرائيل من سلالة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ، حتى كان آخرهم عيسى ابن مريم ، فقام في ملئهم مبشرا بالنبي العربي القرشي الهاشمي ، خاتم الرسل على الإطلاق ، وسيد ولد آدم في الدنيا والآخرة ، الذي اصطفاه الله من صميم العرب العرباء ، من سلالة إسماعيل بن إبراهيم ، عليهم السلام : ولم يوجد نبي من سلالة إسماعيل سواه ، عليه أفضل الصلاة والسلام [ من الله تعالى ] . } وتفسير البغوي { ( ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب ) يقال : إن الله لم يبعث نبيا بعد إبراهيم إلا من نسله } وتفسير القرطبي { وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب فلم يبعث الله نبيا بعد إبراهيم إلا من صلبه ، ووحد الكتاب ; لأنه أراد المصدر كالنبوة . والمراد التوراة والإنجيل والفرقان ، فهو عبارة عن الجمع . فالتوراة أنزلت على موسى من ولد إبراهيم ، والإنجيل على عيسى من ولده ; والفرقان على محمد من ولده صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين}فمعني الأية أن الكتاب والنبوة ستكون في سلالة إبراهيم بشكل عام ، دون تمييز أحد الأبناء لأن الأنبياء يا جهبذ سيكونون في سلالة إسماعيل وإسحاق ، فما قاله الكاتب إما عن جهل ، وإما عن كذب ، وهذا شئ لا يلام عليه فهذا أحد الركائز في عقيدته {{ الرسالة إلي أهل رومية 3 : 7 فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ، فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟. }} وهذا ما ذكرناه من إستدلال الكاتب بالقرآن زوراً .
ويقول الكاتب في
أكرر هذا الجزء
إذن كاتبنا الجهبذ مصر كما أصر أخوهم وحيد علي كلمة العهد وإقامة الله العهد مع إسحق معناه أن الأنبياء لن يكونوا إلا في سلالة إسحق ولكن الكاتب نسي أو تناسي أو جهل بأن سفر التكوين 9 : 9 جعل الله العهد أيضاً مع كل نفس حية مع الحيوانات والطيور والدواب والأنعام فإن صح ما تقوله لكان لزاماً عليك أن تؤمن بأن كل دابة تدب علي الأرض من الحيوانات له أنبياء ولها مخلص يخلصها من ذنوبها ، وهذا الأمر يعتبر في نظري جنونياً إلي حد بعيد
ويقول الكاتب
وقبل أن نرد علي هذا القول نذكركم بأننا قد أكدنا علي البركة التي ذكرها الكاتب لإسحق
إذاً البركة هي من جعلت النسل في إسحاق وهي أيضاً من جعلت النسل الموعود والمنتظر في يعقوب ، فهيا بنا نعرف كيف حصل يعقوب علي تلك البركة .
أولاً يجب أن نعرف أن لإسحق إبنان يعقوب وعيسو ، وكان زوجته تسمي رفقة ، فكانت رفقة تحب يعقوب وكان إسحق يحب عيسو ، أراد إسحق أن يعطي البركة لعيسو ولكن لما كانت رفقة تحب يعقوب ، فقد إحتالت له ليحصل علي البركة ، ولتفاصيل هذا الموضوع راجع سفر التكوين الإصحاح 27 ، وهذه البركة هي التي تجعل المسيح من نسله ودليلي علي ذلك تفسير تادرس يعقوب ملطي حيث يقول
وسؤالي هنا هل إلهكم يستخدم النصب لتحقيق إرادته ؟ ، هل هذا هو الأسلوب الذي يستخدمه إلهكم لتحقيق ما يريد ؟ ولعلك تسألني ما دخل الله في عملية النصب التي قامت بها رفقة ولذلك أقول لك إقرأ تفسير تادرس يعقوب ملطي لتعلم أن إلههم هو من وراء عملية النصب
، الله يستخدم ضعف المرأة لتحقيق ما يريد ، هل هذا هو الإله الحق ؟!
فإنني أريد أن أسأل الكاتب بعض الأسئلة
(1) هل كان النسل في يعقوب أم في عيسو ؟
(2) وإن كان في عيسو فما هذه الخطة الدنيئة التي إستخدمها إلهكم ليجعل النسل عند يعقوب ؟
(3) وإن كان في يعقوب فهل يحتاج إلهكم للإحتيال لتحقيق ما يريده ؟
(4) إذا كان كتابكم المقدس يتحدث عن الانساب والسلالات في صفحات كاملة ومع ذلك لم يذكر لنا إسم من أسماء إسماعيل الذكور فكيف تتبجح بأن السلالة النبوية ليست من إسماعيل وأنت لا تعرف شئ عن سلالة إسماعيل الذكور فهذا إنما يوحي بأنك متعصب ليس أكثر !!!!
ويكمل الكاتب
أولاً نعم نحن المسلمين نؤمن بكل ما قلته من معجزات ، ولكن حدوث هذه المعجزات مقترناً بتأييد الله ، فلو لم يسمح الله له بفعل هذه المعجزات فلن يفعل ، ولن يستطيع أن يفعل لو لم يجري الله علي يديه هذه المعجزات ، فهو عبد طوع إرادة الله ، يجري علي يده المعجزات يقول الله تعالي { ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين ( 49 )}
فدعك من التدليس
ثانياً بالنسبة لقولك ((وتعترف بمعجزاته الثي فاقت كل حدود البشر )) هل لك يا ابن بسيط بمعجزة أعظم من كل ما ذكرته ؟ لن أحدثك عن القرآن وروعته وبلاغته وفصاحته وآياته ومعجزاته الكبيرة التي أثبتها العلم الحديث بل أحدثك عن آية واحدة من سورة البقرة هي قوله تعالي { وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين }
فهذه هي المعجزة الحقيقية ، التحدي بظهر الغيب هي المعجزة الكبري لهذا الزمان ، وهي المعجزة الكبري للأزمنة القادمة ، علي مدار 1400 عام لم يستطع بشري قبول هذا التحدي البسيط ، وهو الإتيان بسورة بمثل ما آتي القرآن ، وقد نزلت هذه الآية في أهل اللغة والبيان والشعر فلم يستجيبوا لهذا التحدي . فأقبل التحدي يا ابن بسيط إن كان معك الحق .
فاليوم نناقش موضوع للقمص عبد المسيح بسيط المشهور بالكذب والتدليس ، في كتاب ((هل تنبأ الكتاب المقدس عن نبي آخر يأتي بعد المسيح؟ )) الفصل الثاني (( الموعد لإسحاق أم لإسماعيل )) ، وحقيقة الأمر أن هذا الفصل وقع تحت يدي بالصدفة وأنا أتصفح في موقع الأنبا تكلا فقرأت الفصل واليوم أقدم بعض التعليقات التي أخذتها علي الكاتب ، ففي بعض الأحيان يستدل بالقرآن كذباً وزوراً ، ليبلغ مقصده ، ومرة أخري يستدل بنص لا يخدمه ، ومرة أخري يقع في مأزق ، وهذا ليس رد علي هذا الفصل ، لأنني لست أهلاً لذلك ، ولكن بعض الملاحظات التي أخذتها علي الكاتب .
أولاً وقبل طرح أي شئ فالكتاب الذي بين يديكم أيها النصاري لا نؤمن به ككتاب موحي من عند الله ؛ لأسباب عدة لا يتسع الوقت الأن لذكرها ، فنحن نصدق فيه ما توافق مع عقيدتنا ، ونكذب ما لا يتوافق مع عقيدتنا ، فمثلاً نصدق قول الكتاب المقدس في خلق السموات والأرض في ستة أيام ولكننا نكذب قولهم بأن الله إستراح في اليوم السابع وهكذا ، ولذلك فبشارة هذا الكتاب بالرسول الخاتم محمد من عدمه لا يضررنا ولا يعنينا فنحن نؤمن بالرسول محمد لما جاء به من رسالة تفوقت علي كل ما هو موجود من الرسالات وبالشريعة التي لا يوجد لها نظير فهي تصلح لإدارة العالم كله في مختلف الأزمان ويشهد بذلك أعدائه قبل أحبائه فهي الرسالة الخاتمة وهو النبي الخاتم وإن ما يدعيه البعض بأننا نستميت من أجل أن نجد بشارة للنبي في كتاب القوم فهذا من نسج خيالهم ولا علاقة له بالواقع ولذا لزم التنويه علي ذلك
نبدأ مع كلام القمص
تحت عنوان إبراهيم وأبنائه الثمانية وبركة إسحق ولاحظ انني وضعت خط تحت كلمة البركة لأننا سنستخدمها لاحقاً ، يقول الكاتب
. (تكوين25/2) التي تزوجها بعد وفاة سارة. فهل كانت البركة الموعودة فى قوله لإبراهيم تَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ ستتحقق من خلال جميع هؤلاء، كأبناء إبراهيم، أم من خلال واحد منهم فقط؟. والإجابة هي من في خلال واحد منهم فقط. والسؤال من خلال من منهم ستكون هذه البركة؟ ويجبب الكتاب من خلال أبنه اسحق، وليس كل أبناء اسحق، بل من خلال ابنه يعقوب
.
.
وليس كل أبناء اسحق، بل من خلال ابنه يعقوب. وهذا ما أكده الكتاب حيث يقول " بِالإِيمَانِ تَغَرَّبَ فِي أَرْضِ الْمَوْعِدِ كَأَنَّهَا غَرِيبَةٌ، سَاكِنًا فِي خِيَامٍ مَعَ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ الْوَارِثَيْنِ مَعَهُ لِهَذَا الْمَوْعِدِ عَيْنِهِ" (عبرانيين11/9). وجاء في القرآن أيضًا "وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ" (العنكبوت27).
وللرد علي هذا التدليس المتعمد علي القارئ المسيحي نقول بأن الكاتب لم يفتح أياً من كتب التفسير ليقرأ التفسير الصحيح للأية ونقول له عليك بفتح تفسير ابن كثير { وقوله : ( وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب ) ، هذه خلعة سنية عظيمة ، مع اتخاذ الله إياه خليلا وجعله للناس إماما ، أن جعل في ذريته النبوة والكتاب ، فلم يوجد نبي بعد إبراهيم عليه السلام ، إلا وهو من سلالته ، فجميع أنبياء بني إسرائيل من سلالة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ، حتى كان آخرهم عيسى ابن مريم ، فقام في ملئهم مبشرا بالنبي العربي القرشي الهاشمي ، خاتم الرسل على الإطلاق ، وسيد ولد آدم في الدنيا والآخرة ، الذي اصطفاه الله من صميم العرب العرباء ، من سلالة إسماعيل بن إبراهيم ، عليهم السلام : ولم يوجد نبي من سلالة إسماعيل سواه ، عليه أفضل الصلاة والسلام [ من الله تعالى ] . } وتفسير البغوي { ( ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب ) يقال : إن الله لم يبعث نبيا بعد إبراهيم إلا من نسله } وتفسير القرطبي { وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب فلم يبعث الله نبيا بعد إبراهيم إلا من صلبه ، ووحد الكتاب ; لأنه أراد المصدر كالنبوة . والمراد التوراة والإنجيل والفرقان ، فهو عبارة عن الجمع . فالتوراة أنزلت على موسى من ولد إبراهيم ، والإنجيل على عيسى من ولده ; والفرقان على محمد من ولده صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين}فمعني الأية أن الكتاب والنبوة ستكون في سلالة إبراهيم بشكل عام ، دون تمييز أحد الأبناء لأن الأنبياء يا جهبذ سيكونون في سلالة إسماعيل وإسحاق ، فما قاله الكاتب إما عن جهل ، وإما عن كذب ، وهذا شئ لا يلام عليه فهذا أحد الركائز في عقيدته {{ الرسالة إلي أهل رومية 3 : 7 فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ، فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟. }} وهذا ما ذكرناه من إستدلال الكاتب بالقرآن زوراً .
ويقول الكاتب في
وفي الوقت المعيّن، حسب مشورة الله الأزليّة وعلمه السابق، حقق الله وعده لإبراهيم وأعطاه إسحق من زوجته سارة وهو في سنّ المئة وهو في سنّ التسعين (تكوين16/17). وأكّد له أنَّ عهده سيُقيمه مع اسحق وسيكون عهدًا أبديًا مع نسله من بعده، أمّا إسماعيل فقد وعد الله أنْ يُباركه من جهة العدد وسيكون أمّة عظيمة في العدد لأنَّه ابن إبراهيم. فبعد أنْ وُلد إسماعيل وصار له ثلاث عشرة سنة قال الله لإبراهيم " فَقَالَ اللهُ بَلْ سَارَةُ اِمْرَأَتُكَ تَلِدُ لَكَ اِبْنًا وَتَدْعُو اِسْمَهُ إِسْحَاقَ. وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ عَهْدًا أَبَدِيًّا لِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ. وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثْمِرُهُ وَأُكَثِّرُهُ كَثِيرًا جِدًّا. اِثْنَيْ عَشَرَ رَئِيسًا يَلِدُ وَأَجْعَلُهُ أُمَّةً كَبِيرَةً. وَلَكِنْ عَهْدِي أُقِيمُهُ مَعَ إِسْحَاقَ الَّذِي تَلِدُهُ لَكَ سَارَةُ فِي هَذَا اَلْوَقْتِ فِي اَلسَّنَةِ اَلآتِيَةِ" (تكوين17/19-21).
أكرر هذا الجزء
وأكّد له أنَّ عهده سيُقيمه مع اسحق وسيكون عهدًا أبديًا مع نسله من بعده، أمّا إسماعيل فقد وعد الله أنْ يُباركه من جهة العدد وسيكون أمّة عظيمة في العدد لأنَّه ابن إبراهيم
إذن كاتبنا الجهبذ مصر كما أصر أخوهم وحيد علي كلمة العهد وإقامة الله العهد مع إسحق معناه أن الأنبياء لن يكونوا إلا في سلالة إسحق ولكن الكاتب نسي أو تناسي أو جهل بأن سفر التكوين 9 : 9 جعل الله العهد أيضاً مع كل نفس حية مع الحيوانات والطيور والدواب والأنعام فإن صح ما تقوله لكان لزاماً عليك أن تؤمن بأن كل دابة تدب علي الأرض من الحيوانات له أنبياء ولها مخلص يخلصها من ذنوبها ، وهذا الأمر يعتبر في نظري جنونياً إلي حد بعيد
ويقول الكاتب
قد إختار يعقوب وحدة ليأتي منه النسل الموعود وتمتدّ في ذرّيته النبوّة
وقبل أن نرد علي هذا القول نذكركم بأننا قد أكدنا علي البركة التي ذكرها الكاتب لإسحق
. فهل كانت البركة الموعودة فى قوله لإبراهيم تَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ ستتحقق من خلال جميع هؤلاء، كأبناء إبراهيم، أم من خلال واحد منهم فقط؟. والإجابة هي من في خلال واحد منهم فقط. والسؤال من خلال من منهم ستكون هذه البركة؟ ويجبب الكتاب من خلال أبنه اسحق،
إذاً البركة هي من جعلت النسل في إسحاق وهي أيضاً من جعلت النسل الموعود والمنتظر في يعقوب ، فهيا بنا نعرف كيف حصل يعقوب علي تلك البركة .
أولاً يجب أن نعرف أن لإسحق إبنان يعقوب وعيسو ، وكان زوجته تسمي رفقة ، فكانت رفقة تحب يعقوب وكان إسحق يحب عيسو ، أراد إسحق أن يعطي البركة لعيسو ولكن لما كانت رفقة تحب يعقوب ، فقد إحتالت له ليحصل علي البركة ، ولتفاصيل هذا الموضوع راجع سفر التكوين الإصحاح 27 ، وهذه البركة هي التي تجعل المسيح من نسله ودليلي علي ذلك تفسير تادرس يعقوب ملطي حيث يقول
عيسو يحرم من البركة :ربما يتساءل البعض : وما ذنب عيسو ليحرم من بركة إختلسها أخوه بتدبير أمهما رفقة ؟يجاب على ذلك بأن عيسو كان متهاونا فيما بين يديه – البكورية – ففقد بغير إرادته البركة ...إن صرخة عيسو العظيمة والمرة جدا تعنى أنه طلب البركة بدموع كما قال الرسول ( عب 12 : 17 ) لكنه لم يطلبها بمفهومها الروحى ، بل طلبها لأجل البركات الزمنية ، والدليل على ذلك أنه سأله أن ينال هو أيضا بركة ، قائلا : " أما أبقيت لى بركة ؟! " ( ع 36 ) . هى بركة واحدة خلالها ينعم بأن يأتى من نسله السيد المسيح ، فكيف يمكن أن تكون لأخين ؟!
وسؤالي هنا هل إلهكم يستخدم النصب لتحقيق إرادته ؟ ، هل هذا هو الأسلوب الذي يستخدمه إلهكم لتحقيق ما يريد ؟ ولعلك تسألني ما دخل الله في عملية النصب التي قامت بها رفقة ولذلك أقول لك إقرأ تفسير تادرس يعقوب ملطي لتعلم أن إلههم هو من وراء عملية النصب
كنا نتوقع فى رفقة كأم حكيمة وزوجة مخلصة ومحبة لرجلها أن تصارح إسحق بما فى قلبها وتذكره بالصوت الإلهى الخاص بمباركة الأصغر ، لكن الله استخدم حتى ضعفها للخير ، وإن كانت قد ذاقت مرارة تصرفاتها المتسرعة
، الله يستخدم ضعف المرأة لتحقيق ما يريد ، هل هذا هو الإله الحق ؟!
فإنني أريد أن أسأل الكاتب بعض الأسئلة
(1) هل كان النسل في يعقوب أم في عيسو ؟
(2) وإن كان في عيسو فما هذه الخطة الدنيئة التي إستخدمها إلهكم ليجعل النسل عند يعقوب ؟
(3) وإن كان في يعقوب فهل يحتاج إلهكم للإحتيال لتحقيق ما يريده ؟
(4) إذا كان كتابكم المقدس يتحدث عن الانساب والسلالات في صفحات كاملة ومع ذلك لم يذكر لنا إسم من أسماء إسماعيل الذكور فكيف تتبجح بأن السلالة النبوية ليست من إسماعيل وأنت لا تعرف شئ عن سلالة إسماعيل الذكور فهذا إنما يوحي بأنك متعصب ليس أكثر !!!!
ويكمل الكاتب
بين المسيحيين أو المسلمين أو بعض الأديان الأخرى التي تعترف بأنَّه كلمة الله وروح منه وتعترف بمعجزاته الثي فاقت كل حدود البشر حتى وصلت إلى مقدرته إنزال الطعام من السماء وعلى الخلق وعلم الغيب!!
أولاً نعم نحن المسلمين نؤمن بكل ما قلته من معجزات ، ولكن حدوث هذه المعجزات مقترناً بتأييد الله ، فلو لم يسمح الله له بفعل هذه المعجزات فلن يفعل ، ولن يستطيع أن يفعل لو لم يجري الله علي يديه هذه المعجزات ، فهو عبد طوع إرادة الله ، يجري علي يده المعجزات يقول الله تعالي { ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين ( 49 )}
فدعك من التدليس
ثانياً بالنسبة لقولك ((وتعترف بمعجزاته الثي فاقت كل حدود البشر )) هل لك يا ابن بسيط بمعجزة أعظم من كل ما ذكرته ؟ لن أحدثك عن القرآن وروعته وبلاغته وفصاحته وآياته ومعجزاته الكبيرة التي أثبتها العلم الحديث بل أحدثك عن آية واحدة من سورة البقرة هي قوله تعالي { وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين }
فهذه هي المعجزة الحقيقية ، التحدي بظهر الغيب هي المعجزة الكبري لهذا الزمان ، وهي المعجزة الكبري للأزمنة القادمة ، علي مدار 1400 عام لم يستطع بشري قبول هذا التحدي البسيط ، وهو الإتيان بسورة بمثل ما آتي القرآن ، وقد نزلت هذه الآية في أهل اللغة والبيان والشعر فلم يستجيبوا لهذا التحدي . فأقبل التحدي يا ابن بسيط إن كان معك الحق .