بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على المأمون الامين صلى الله عليه واله وسلم
هذه شبهة اثارها بعض اعداء الاسلام استنادا لمنهجهم الباطل فى تفسير القرأن المجيد على هواهم وضرب اللغة العربية والاثار بالحذاء.مصدر الشبهة قولالله جل وعلافى سورة يونس:"فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ ۚ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ(94)" فزعم صليبيون أن القرأن المجيد يأمر النبى صلى الله عليه وعلى اله وسلم أن يسئل ورقة بن نوفل وغيره ونرد على ذلك من وجوه:النقطة الاولى هل يعقل أن يشك مدعى فى محتوى ما يدعيه؟لا فلو كان رسول الله صلى الله عليه على اله وسلم مُدعيا للنبوة لما شك لانه يحفظ جيدا مايدعى وما كان ليذكر هذه الاية فى القرأن المجيد بل هى من دلائل النبوة فمن الذى سيفضح مكنونة نفسه الا أن تكون الاية وحيا لا يملك فيه تغييرا؟النقطة الثانية شك النبى صلى الله عليه وعلى اله وسلم قضية تحدث فيهامفسرو السلف فذهب سعيد بن جبير والحسن البصرى وابنزيد وغيرهم الى نفيها مطلقا وتأويل الاية بمعنى الاحتمالية[54]
وشك الانبياء عليهم الصلاة والسلام لايكون ابدافى محتوى ما اوحى اليهم كما توهم الصليبى الحقود وانما طلب الاستزادة والكيفية كما سنرى باذن الله جل وعلا.اما الاية التى يستند اليها الصليبى فقد رجح العلماء أن الشك وقع لغير رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وانه قد وقع فى مسألة بعينها كما سيأتى باذن الله جل وعلا اما ما جاء من الاثار فهو ما اخرجه ابوداوود والطحاوى وابن ابى حاتم بسند حسن بشاهده عن سماك بن الوليد وحسنه الالبانى فى صحيح ابى داوود وصحيح الترغيب :
سألت ابن عباس فقلت : ما شيء أجده في صدري ؟ قال : ما هو ؟ قلت : والله لا أتكلم به . قال : فقال لي : أشيء من شك ؟ قال : وضحك ، قال : ما نجا من ذلك أحد . قال : حتى أنزل الله عز وجل : { فان كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك ، لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين } . فقال لي : إذا وجدت في نفسك شيئا فقل:{هوالأول والآخروالظاهروالباطن وهوبكل شيءعليم}[55].
وفى طريق اخر للرواية فى اصول الاعتقاد ان بن عباس اثبت الشك للنبى نفسه ولكن هذه الرواية من طريق واحد يمتلىء بالضعاف والمجاهيل والمناكير من الرواة فهل نقبلها؟الصليبيون طبعا سيقبلونها لأنهم لايبحثون عن الحق ولا الاخرة بل هم طلاب دنيا واهواء وامزجة ومارفضوا الاسلام العظيم لأن عقيدتهم أقوى ولكنه الاستكباروالضلال والهوى فهم كما وصفهم ربهم جل وعلا ضالين!اما الرواية السابقة لابن عباس فيشرحها العلامة الابادى فى عون المعبود فيقول:
"لم ُيرد حتى شك هو صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى بل أراد حتى بعمومه وشمولهالغالب فرض في حقه صلى الله عليهوسلم انتهى فإن كنت -أي يامحمد-مما أنزلنا إليك من القصصفرضافاسأل الذين يقرءونالكتابأي التوراة فإنهثابت عندهم يخبرونك بصدقه قال صلى الله عليه وسلم لا أشك ولا أسأل كذا في تفسيرالجلالين وفي معالم التنزيل قوله تعالىفإن كنت في شك مماأنزلنا إليك .... يعني القرآن
فاسأل الذين يقرءونالكتاب من قبلك : ... فيخبرونكأنك مكتوب عندهم في التوراة والإنجيل قيل هذا خطاب للرسول صلى الله عليه وسلموالمراد به غيره على عادة العربفإنهم يخاطبون الرجل ويريدون به غيره كقوله تعالىيا أيها النبي اتقاللهخاطب النبي صلىالله عليه وسلم وأراد به المؤمنين ، وقيل كان الناس على عهد النبي صلى الله عليهوسلم بين مصدق ومكذب وشاك فهذاالخطاب مع أهل الشك ومعناه إن كنت يا أيها الإنسان في شك مماأنزلنا إليك من الهدى على لسانرسولنامحمدفاسأل" [56]
__________
عون المعبود فى شرح ابى داوود
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=8859&idto=8864&bk_no=55&ID =1855
تعليق