كتاب "الرد على كتاب الإسلام بدون حجاب"

تقليص

عن الكاتب

تقليص

abubakr_3 مسلم اكتشف المزيد حول abubakr_3
هذا موضوع مثبت
X
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أحمد.
    قام بالرد




    وها هم رجال ونساء الغرب الذين انشغلوا بقضايا المرأة يشيدون بالإسلام وقوانينه المنصفة للمرأة، والتى علمت الغرب احترام المرأة، وأقامت المرأة الغربية من كبوتها فى ظل القوانين الكنسية الظالمة:

    المرأة المسلمة فى عيون غربية منصفة:
    وهنا سأهدى الكاتب بعضًا من آراء أرباب العلم المنصفين، الذين وقفوا بالدراسة على المرأة المسلمة من خلال فهمهم الصحيح للنصوص القرآنية والأحاديث النبوية، وكذلك السيرة النبوية العطرة، وأكثر من ذلك فقد عايشوا هذه النصوص مطبقةً فى بعض البلدان أو المجتمعات أو حتى الأسر المسلمة، وقارنوا ذلك بالحضارة المسيحية والحضارة الغربية القديمة والحديثة، مبينين جهل الروائيين الأوروبيين والسائحين الذين تناولوا حالات فردية قاسوا عليها الدين نفسه فى تناولهم لموضوع المرأة.

    وأنقل لكم بتصرف يسير بعضًا من آراء الغربيين فى المرأة الإسلامية نقلًا عن موقع التوحيد:
    https://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=2156، الذى نقله بدوره من كتاب (قالوا عن الإسلام) إعداد الدكتور عماد الدين خليل.

    يقول مارسيل بوازار M.Poizer، وهو مفكر وقانوني فرنسي معاصر. أولى اهتمامًا كبيرًا لمسألة العلاقات الدولية وحقوق الإنسان وكتب عددًا من الأبحاث للمؤتمرات والدوريات المعنية بهاتين المسألتين. يعتبر كتابه (إنسانية الإسلام)، علامة مضيئة في مجال الدراسات الغربية للإسلام، بما تميز به من موضوعية، وعمق، وحرص على اعتماد المراجع التي لا يأسرها التحيز والهوى. فضلا عن الكتابات الإسلامية نفسها: (.. كانت المرأة تتمتع بالاحترام والحرية في ظل الخلافة الأموية بأسبانيا، فقد كانت يومئذ تشارك مشاركة تامة في الحياة الاجتماعية والثقافية، وكان الرجل يتودد لـ(السيدة) للفوز بالحظوة لديها ..إن الشعراء المسلمين هم الذين علموا مسيحي أوروبا عبر أسبانيا احترام المرأة...) (إنسانية الإسلام، ص 108).

    ويقول: (
    إن الإسلام يخاطب الرجال والنساء على السواء ويعاملهم بطريقة (شبه متساوية)وتهدف الشريعة الإسلامية بشكل عام إلى غاية متميزة هي الحماية،ويقدم التشريع للمرأة تعريفات دقيقة عما لها من حقوق ويبدي اهتمامًا شديدًا بضمانها.فالقرآن والسنة يحضان على معاملة المرأة بعدل ورفق وعطف، وقد أدخلا مفهوما أشد خلقية عن الزواج، وسعيا أخيرا إلى رفع وضع المؤمنة بمنحها عددًا من الطموحات القانوني. أمام القانون والملكية الخاصة الشخصية، والإرث) (إنسانية الإسلام، ص 109-110).

    ويقول أيضًا عن تكريم القرآن والسنة المطهرة للمرأة: (لقد خلقت المرأة في نظر القرآن من الجوهر الذي خلق منه الرجل. وهي ليست من ضلعه، بل (نصفه الشقيق) كما يقول الحديث النبوي: "النساء شقائق الرجال" [المطابق كل المطابقة للتعاليم القرآنية التي تنص على أن الله قد خلق من كل شي زوجين.]. ولا يذكر التنزيل أن المرأة دفعت الرجل إلى ارتكاب الخطيئة الأصلية، كما يقول سفر التكوين. وهكذا فإن العقيدة الإسلامية لم تستخدم ألفاظًا للتقليل من احترامها، كما فعل آباء الكنيسة الذين طالما اعتبروها (عميلة الشيطان). بل إن القرآن يضفي آيات الكمال على امرأتين: امرأة فرعون ومريم ابنة عمران أم المسيح، عليه السلام [(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ *وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ.) سورة التحريم 11-12]) (إنسانية الإسلام،ص113)
    .

    ويقول: (
    ليس في التعاليم القرآنية ما يسوغ وضع المرأة الراهن في العالم الإسلامي. والجهل وحده، جهل المسلمة بحقوقها بصورة خاصة، هو الذي يسوغه). (إنسانية الإسلام، ص114)
    .

    ويتفاخر بحماية الإسلام لها فيقول:
    (أثبتت التعاليم القرآنية وتعاليم محمد صلى الله عليه وسلم أنها حامية حمى حقوق المرأة التى [بصورة] لا تكل) (إنسانية الإسلام، ص140)
    .



    ويقول إميل درمنغهام المستشرق الفرنسى، ومدير مكتبة الجزائر سابقًا، وصاحب المؤلفات العديدة فى الإسلام والدراسات الشرقية عن العناية التى أولاها الإسلام للمرأة: (مما لا ريب فيه أن الإسلام رفع شأن المرأة في بلاد العرب وحسَّنَ حالها، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما فتئنا نعد النساء من المتاع حتى أوحى في أمرهن مبينا رضي الله عنه: (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم) أجل، إن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى الزوجات بطاعة أزواجهن، ولكنه أمر بالرفق بهن، ونهى عن تزويج الفتيات كرهًا، وعن أكل أموالهن بالوعيد أو عند الطلاق ...

    ولم يكن للنساء نصيب في المواريث أيام الجاهلية ... فأنزلت الآية التي تورث النساء. وفي القرآن تحريم لوأد البنات، وأمر بمعاملة النساء والأيتام بالعدل، ونهى محمد صلى الله عليه وسلم عن زواج المتعة وحَمْلَ الإماء على البغاء. وأباح تعدد الزوجات .. ولم يوصي الناس به، ولم يأذن فيه إلا بشرط العدل بين الزوجات فيهب لإحداهن إبرة دون الأخرى ... وأباح الطلاق أيضًا مع قوله: (أبغض الحلال إلى الله تعالى الطلاق) وليس مبدأ الاقتصار على زوجة واحدة من الحقوق الطبيعية مع ذلك، ولم يفرضه كتاب العهد القديم على الآباء، وإذا كان هذا قد أصبح سنة في النصرانية فذلك لسابق انتشاره في بلاد الغرب، وذلك من غير أن يحمله رعايا نيرون إلى بلاد إبراهيم ويعقوب [عليهما السلام] ... وأيهما أفضل: تعدد الزوجات الشرعي أم تعدد الزوجات السري؟ ... إن تعدد الزوجات من شأنه إلغاء البغاء والقضاءعلى عزوبة النساء ذات المخاطر).

    وقال أيضًا مدافعًا عن المرأة المسلمة ضد المزاعم الباطلة التى توجه إليها: (من المزاعم الباطلة أن يقال إن المرأة في الإسلام قد جُرِّدَت من نفوذها زوجة وأما، كما تُذمُّ النصرانية لعدها المرأة مصدر الذنوب والآثام ولعنها إياها، فعلى الإنسان أن يطوف في الشرق ليرى أن الأدب المنزلي فيه قوي متين وأن المرأة فيه لا تحسد بحكم الضرورة نساءنا ذوات الثياب القصيرة والأذرع العارية، ولا تحسد عاملاتنا في المصانع وعجائزنا، ولم يكن العالم الإسلامي ليجهل الحب المنزلي والحب الروحي، ولا يجهل الإسلام ما أخذناه عنه من الفروسية المثالية والحب العذري).




    ويدافع هنرى دى كاسترى، وقد كان مقدمًا فى الجيش الفرنسى، وقضى فى شمال أفريقيا ردحًا من الزمن، عن المرأة المسلمة قائلًا: (من الخطأ الفاضح والغلو الفادح قولهم إن عقد الزواج عند المسلمين عبارة عن عقد تباع فيه المرأة فتصير شيئا مملوكًا لزوجها، لأن ذلك العقد يُخَوِّلُ للمرأة حقوقًا أدبية، وحقوقًا مادية من شأنها إعلاء منزلتها في الهيئة الاجتماعية)
    .

    ويصحح فكرة تعدد الزوجات فى الإسلام قائلًا: (إن الناس بالغوا كثيرا في مضار تعدد الزوجات عند المسلمين، إن لم نقل إن ما نسبوه إليه من ذلك غير صحيح.. ..، بل تلك وصمة ألصقت بالإسلام بواسطة السواح الذين يرون أمرًا في فرد، فيجعلونه عامًا من غير تثبيت فيه).


    ويقارن الحشمة بين المسلمات والمسيحيات: (
    ويرى القارىء من جميع تلك الآيات مقدار اهتمام (الإسلام) بمنع عوامل الفساد الناشئة عن التعشق بين المسلمين لكي يجعل الأزواج والآباء في راحة ونعيم .. ولقد (أصبحت) للمسلمين أخلاقًا مخصوصة، عملًا بما جاء في القرآن أو في الحديث، وتولدت في نفوسهم ملكات الحشمة والوقار، وجاء هذا مغايرًا لآداب الأمم المتمدنة اليوم على خط مستقيم، ومزيلا لما عساه كان يحدث عن ميل الشرقيين إلى الشهوات، لولا هذه التعاليم والفروض. والفرق بين الحشمة عند المسلموبينها عند المسيحي كما بين السماء والأرض).



    ويرى إيتين دينيه ضرورة تعدد الزوجات، ومقصد الإسلام منها كالآتى: (الإسلام لا ‎‎يكفيه أن يساير الطبيعة، وأن لا يتمرد عليها، وإنما هو يدخل ‏على قوانينها ما يجعلها‎ ‎أكثر قبولا، وأسهل تطبيقا في إصلاح ونظام ورضا ‏ميسور مشكور حتى لقد سمي القرآن لذلك (بالهدى)؛ لأنه المرشد إلى ‏أقوم مسالك الحياة والأمثلة العديدة لا تعوزنا، ولكنا‎ ‎نأخذ بأشهرها وهو ‏التساهل في سبيل تعداد الزوجات ... فمما لا شك فيه أن التوحيد في‎ ‎الزوجة هو المثل الأعلى، ولكن ما العمل وهذا الأمر يعارض الطبيعة ‏ويصادم الحقائق‎ ‎بل هو الحال الذي يستحيل تنفيذه. لم يكن للإسلام أمام ‏الأمر الواقع، وهو دين اليسر، ‎‎إلا أن يستبين أقرب أنواع العلاج فلا يحكم‏ فيه حكما قاطعا ولا يأمر به أمرًا ‎باتا).



    ويبيِّن الطبيب والمؤرخ الفرنسى جوستاف لوبون فضل الإسلام على المرأة الأوروبية فيقول: (إذا أردنا أن نعلم درجة تأثير القرآن في أمر‏‎ ‎النساء وجب علينا أن ننظر ‏إليهن أيام ازدهار حضارة العرب، وقد ظهر مما قصه ‎‎المؤرخون أنه كان لهن ‏من الشأن ما اتفق لأخواتهن حديثًا في أوروبا .. إن الأوروبيين أخذوا عن العرب مبادئ الفروسية وما اقتضته من احترام المرأة، فالإسلام إذن، لا النصرانية هو الذي رفع المرأة من الدرك الأسفل الذي كانت فيه، وذلك خلافًا للاعتقاد الشائع، وإذا نظرت إلى نصارى الدور الأول من القرون الوسطى رأيتهم لم يحملوا شيئًا من الحرمة للنساء. وعلمت أن رجال عصر الإقطاع كانوا غلاظًا نحو النساء قبل أن يتعلم النصارى من العرب أمر معاملتهن بالحسنى).

    ويقول: (لم يقتصر الإسلام على‎ ‎إقرار مبدأ تعدد الزوجات الذي كان موجودًا قبل ‏ظهوره، بل كان ذا تأثير عظيم في حال ‎‎المرأة في الشرق. والإسلام قد ‏رفع حال المرأة الاجتماعي وشأنها رفعًا عظيمًا بدلًا من‎ ‎خفضهما خلافا ‏للمزاعم المكررة على غير هدى، والقرآن قد منح المرأة حقوقًا إرثية‎ أحسن مما في أكثر قوانيننا الأوربية .. أجل أباح القرآن الطلاق كما أباحته ‏قوانين‎ ‎أوروبا التي قالت به، ولكنه اشترط أن يكون {وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ} سورة البقرة (241)... وأحسن‎ ‎طريق لإدراك تأثير الإسلام في أحوال النساء في ‏الشرق هو أن نبحث في حالهن قبل‎ ‎القرآن وبعده).


    ويقول جوستاف لوبون: (إن حالة [النساء المسلمات] الحاضرة أفضل من حالة أخواتهن في أوروبا ‏حتى عند الترك .. وأن ‎‎نقصان شأنهن حدث خلافًا للقرآن، لا بسبب القرآن. ‏على كل حال .. إن الإسلام .. رفع المرأة كثيرًا، بعيد عما [حدث لها من] انحطاط، ‏ولم نكن أول من دافع عن هذا الرأي، فقد سبقنا‎ ‎إليه كثيرون)‏.

    ويُجاهر بصراحة رافعًا شأن تعدد الزوجات، منتقدًا اتخاذ الخليلات، فيقول: (إن تعدد الزوجات المشروع عند الشرقيين أحسن من تعدد‎ ‎الزوجات ‏الريائي عند الأوروبيين، وما يتبعه من مواكب أولاد غير شرعيين).



    وتؤكد ذلك مارسيل بوازار بقولها: (إن الشعراء المسلمين هم الذين علموا مسيحي أوروبا - عب رإسبانيا - احترام المرأة).

    وشاء الله أن يُقام الشهود المنصفون من القوم على أنفسهم ومن سار في ركبهم، فهذه
    امرأة غربية تكشف الحقيقة بممارسة سلوكية واقعية حين تقول الليدى مارى مونتكاد زوجة السفير الانجليزي فيتركيا لشقيقتها: يزعمون أن المرأة المسلمة في استعباد وحجر معيب، وهو ما أود تكذيبه، فإن مؤلفي الروايات في أوروبا لا يحاولون الحقيقة ولا يسعون للبحث عنها، ولولا أنني فيتركيا اجتمعت إلى النساء المسلمات ما كان إلى ذلك من سبيل. فما رأيته يكذب كل التكذيب أخبارهم عنها. إلى أن تقول ولعل المرأة المسلمة هي الوحيدة التي لا تعنى بغير حياتها البيتية، ثم إنهن يعشن في مقصورات جميلات. (قالوا عن الإسلام ص425-426)
    .

    وترى أستاذة في الجامعة الألمانية: أن حل مشكلة المرأة في ألمانيا هو في إباحة تعدد الزوجات (ظلم المرأة: محمد الهبدان، ص78).

    ويعترف أحد الغربيين الذي هداهم الله للإسلام بأن التعدد في البلاد الإسلامية أقل إثمًا وأخف ضررًا من الخبائث التي ترتكبها الأمم المسيحية تحت ستار المدنية، فلْنخرج الخشبة التي في أعيينا أولًا، ثم نتقدم لإخراج القذى من أعين غيرنا. (قالوا عنالإسلام: ص427).

    وفي الوقت الذي يؤيد فيه غربي آخر تعدد الزوجات عند المسلمين معتبرًا إياه قانونًا طبيعيا وسيبقى ما بقي العالم، هو في المقابل ينتقد النظام الغربي، ويبيِّن الآثار المترتبة على الإلزام بزوجة واحدة.



    وينتقد إيتين دينيه عدم وجود تعدد للزوجات فى المسيحية، ممتدحًا إياه فى الإسلام قائلًا: (هل حقيقي أن الديانة المسيحية بتقريرها الجبري‎ ‎لفردية الزوجة‎ ‎وتشديدها في تطبيق ذلك قد منعت تعدد الزوجات؟ وهل يستطيع شخص ‏أن‎ ‎يقول ذلك دون أن يأخذ منه الضحك مأخذه؟‎ [فها هم] مثلا ملوك فرنسا الذين كانت لهم الزوجات ‏المتعددات والنساء الكثيرات، وفي الوقت نفسه لهم من‎ ‎الكنيسة كل‏ تعظيم وإكرام. وإن تعدد الزوجات قانون طبيعي وسيبقى ما بقي العالم،‏‎ ‎لذلك فإن ما فعلته المسيحية لم يأت بالغرض الذي أرادته، فانعكست الآية ‏معها، وصرنا‎ ‎نشهد الإغراء بجميع أنواعه ....

    إن نظرية الزوجة الواحدة ‏‏(التي) تأخذ بها‎ ‎المسيحية ظاهرًا تنطوي تحتها سيئات متعددة ظهرت ‏على الأخص في ثلاث نتائج واقعية‎ ‎شديدة الخطر جسيمة البلاء، تلك ‏هي الدعارة، والعوانس من النساء، والأبناء غير‎ ‎الشرعيين. إن هذه ‏الأمراض الاجتماعية ذات السيئات الأخلاقية لم تكن تعرف في البلاد ‎‎التي ‏طبقت فيها الشريعة الإسلامية تمام التطبيق وإنما دخلتها وانتشرت فيها ‏بعد ‎الاحتكاك بالمدنية الغربية).

    و(جاء في كتاب (الإسلام) تأليف (‎شمتز دوملان) (أنه (عندما غادر ‏الدكتور مافروكورداتو الآستانة سنة 1827 إلى برلين‏‎ ‎لدراسة الطب لم يكن ‏في العاصمة العثمانية كلها بيت واحد للدعارة. كما لم يعرف فيها‎ ‎داء ‏الزهري - وهو السفلس المعروف بالشرق بالمرض الأفرنكي - فلما عاد ‏الدكتور بعد أربع‎ ‎سنين تبدل الحال غيرالحال. وفي ذلك يقول الصدر ‏الأعظم الكبير رشيد باشا في حسرة‎ ‎موجعة: إننا نرسل أبناءنا إلى أوروبا ‏ليتعلموا المدنية الأفرنكية فيعودون إلينا‎ ‎مرضى بالداء الأفرنكى).

    ويقول أيضًا: (إننا نخشى أن تخرج المرأة ‎‎الشرقية إلى الحياة العصرية ... فينتابها ‏الرعب لما تشهده لدى أخواتها الغربيات، ‎‎اللائي يسعين للعيش وينافس ‏في ذلك الرجال، ومن أمثلة الشقاء والبؤس الكثيرة).

    ويقول أيضًا: (إن تعاليم المرأة يساير كل المسايرة جميع تعاليم الدين،‏‎ ‎وقد كان في ‏عصر ازدهار الإسلام يفاض فيضًا على المسلمات، وكانت ثقافتهن حينذاك أرفع‎ ‎من ثقافة الأوربيات دون جدال).



    ويقول المؤرخ الأمريكى المعاصر ول ديورانت، صاحب كتاب (قصة الحضارة) مبيِّنا كيف رفع الإسلام المرأة: (رفع ‎‎الإسلام من مقام المرأة في بلاد العرب ... وقضى على عادة وأد ‏البنات وسوى بين الرجل‎ ‎والمرأة في الإجراءات القضائية والاستقلال ‏المالي، وجعل من حقها أن تشتغل بكل عمل‎ ‎حلال، وأن تحتفظ بمالها ‏ومكاسبها، وأن ترث، وتتصرف في مالها كما تشاء، وقضى‎ ‎على ما اعتاده ‏العرب في الجاهلية من انتقال النساء من الآباء إلى الأبناء فيما‎ ‎ينتقل لهم ‏من متاع، وجعل نصيب الأنثى في الميراث نصف نصيب الذكر، ومنع ‏زواجهن‎ ‎بغير إرادتهن):

    وفى الحقيقة إن مقولة أن الذكر يأخذ ضعف نصيب البنت فى الميراث هى مقولة خاطئة على لسان الكثير من الناس، والحقيقة أن الرجل يأخذ ضعف المرأة فى ثلاث حالات فقط، إذا ورث الأخ والأخت من أبيهم أو أمهم، وإذا ورث الأب والأم من أحد أبنائهم الذى لم ينجب بعد، ويرث الزوج من زوجته ضعف ما ترث هى منه. وما عدا ذلك فهم يتساوون فى 17 حالة تقريبًا (ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد) النساء: 11، وكذلك: إذا ماتت امرأة وتركت زوجاً وأختاً لأب: فلكل منهما النصف. (راجع: إنسانية المرأة بين الإسلام والأديان الأخرى).

    وهناك حالات ترث فيها البنت ولا يرث فيها الرجل، مثل: إذا مات وترك بنتًا وأختًا وعمًا: فللإبنة النصف وللأخت النصف ولا شىء للعم. ومثل: لو مات رجل وترك ابنة وزوجة وأباً وأخا شقيقا. فالبنت الصلبية تأخذ النصف، والزوجة الثمن، ويأخذ الأب السدس والباقى تعصيبًا، ولا شىء للأخ الشقيق.


    وهناك حالات يرث فيها الرجل سواء أقل أو أكثر من ضعف ميراث البنت، مثل: لو مات الابن وترك أبًا وأمًا وأخوةَ وأخوات، فترث الأم السدس، ويرث الأب خمسة أسداس تعصيبًا ويحجب الإخوة. فقد ورث الرجل هنا خمسة أضعاف المرأة. وكذلك أيضًا: إذا مات رجل وترك ابناً وست بنات: فالابن يأخذ الثلث والبنات الثلثين: وفى هذه الحالة سيكون الابن ثلاث أضعاف أى من البنات الستة. فإذا ترك 18000 ألف جنيهاً ، فسيأخذ الابن 6000، وكل بنت تأخذ 2000 جنيهاً. فيكون الأخ أخذ ثلاثة أضعاف أخته. ولا ننسى أنه مكلف بالإنفاق على أخواته.


    ويبيِّن المؤرخ الأمريكى ول ديورانت كيف قلَّل الإسلام البغاء فى المجتمع الإسلامى: (
    تفتح الشريعة‎ ‎الإسلامية منافذ كثيرة لإشباع الغريزة الجنسية [عن طريق الزواج وتعدد الزوجات] ولهذا قل البغاء في أيام ‏الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين رضي الله عنهم).

    ويقول عن مركز المرأة المسلمة فى مجتمعها المسلم: (كان مركز المرأة المسلمة يمتاز عن مركز المرأة في بعض‎ ‎البلاد ‏الأوروبية من ناحية هامة، تلك هي أنها كانت حرة التصرف فيما تملك، ولا ‏حق‎ ‎لزوجها أو لدائنيه في شيء من أملاكها..).

    وعن تعليم المرأة يقول: (كانت‎ ‎البنات يذهبن إلى المدارس سواء بسواء، ونبغ عدد من النساء ‏المسلمات في الأدب والفن).



    ويقول الباحث الفرنسى المعاصر والأستاذ بالمعهد الإسلامى الفرنسى جاك. س. ريسلر: (لقد وضعت المرأة على قدم‎ ‎المساواة مع الرجال في القضايا الخاصة ‏بالمصلحة فأصبح في استطاعتها أن ترث، وأن تورث، وأن تشتغل بمهنة ‏مشروعة، لكن مكانها الصحيح هو البيت. كما أن مهمتها‎ ‎الأساسية هي ‏أن تنجب أطفالا .. وعلى ذلك رسم النبي صلى الله عليه وسلم واجبها (أيما‎ ‎امرأة مات زوجها، وهو راض عنها، دخلت الجنة).. وإن تعدد ‏الزوجات، ‏‎‎بتقييده الانزلاق مع الشهوات الجامحة، قد حق بهذا التشريع ‏الإسلامي تماسك الأسرة،‏‎ ‎وفيه ما يسوغ عقوبة الزوج الزاني).

    ويمتدح العلاقات الأسرية فى ظل الإسلام، وحنان الأم بأطفالها، ورعايتها لهم والضمان الاجتماعى الذى يوفره الإسلام للأسرة فيقول: (
    كانت الأسرة الإسلامية‎ ‎ترعى دائما الطفل، وصحته، وتربيته، رعاية ‏كبيرة. وترضع الأم هذا الطفل زمنا‎ ‎طويلًا، وأحيانا لمدة أكثر من سنتين، ‏وتقوم على تنشئته بحنان وتغمره بحبها ‎وباحتياطات متصلة. وإذا حدث أن أصاب الموت بعض الأسرة، وأصبحوا يتامى، فإن‎ ‎أقرباءهم المقربين لا ‏يترددون في مساعدتهم وفي تبنيهم).



    كما يبيِّن الباحث المهندس أحمد نسيم سوسه، الذى كان يهوديًا من يهود العراق وهداه الله للإسلام، فضل الإسلام على المرأة، فيقول: (يجب‎ ‎ألا يغرب عن البال أن المرأة لم تكن قد حازت ‏حقوقًا تتمتع بها إلا بعد ظهور الإسلام،‎ ‎لأن الإسلام هو أول ‏من رفع قدر المرأة وأعطاها حقها في الحياة كحق ‏الرجل).

    ويقول أيضًا: (
    كانت المرأة في ديار العرب قديمًا محض متاع، مجرد ‏ذكرها‎ ‎أمر ممتهن. هكذا كان الوضع حينما جاء النبي ‏صلى الله عليه وسلم فرفع مقام‎ ‎المرأة في آسيا من وضع المتاع الحقير إلى ‏مرتبة الشخص المحترم، الذي له الحق بالحياة‎ ‎حياة ‏محترمة، وله الحق في أن يملك ويرث المال).

    ويعلق على كيفية تبنى الإنجيل حظر الطلاق فى الوقت الذى رأوا أنه ضرورة اجتماعية حتمية، فضربوا بكلام الأناجيل عرض الحائط وقرروه قانونًا: (لقد حرمت المسيحية الطلاق، ولكن في الوقت نفسه نجد ‏أنظمة‎ ‎البلاد المسيحية وقوانينها الرسمية تنص على ‏إباحته. إن المسيحيين أنفسهم قد ضربوا‎ ‎بتعاليم ‏ديانتهم عرض الحائط، ووضعوا القوانين التي تنقضها من ‏الأساس، وما كان ذلك‎ ‎كرها لديانتهم، ولكن رغبة في ‏وضع ما تتطلبه نفسية المجتمع البشري، من نظام يضمن‎ ‎الاطمئنان في علاقات الجنسين ويكفل السعادة البشرية. ‏ولو صحا المسيحيون من غفلتهم، ‎وتأملوا في الأمر، لاتضح ‏لهم أن الإسلام قد سبقهم في هذا المضمار من قبل ثلاثة ‏عشر‎ ‎قرنًا).

    ويتعجب من قلة حالات الطلاق لدى المسلمين الذى يشرع دينهم الطلاق، وكثرته فى المقابل عند المسيحيين: (من الغريب أن يصبح الطلاق اليوم عند‎ ‎المسلمين إلى ‏جانب القلة ويكثر عند الغربيين الذين كانوا ينكرونه ‏أشد الإنكار، وما‎ ‎فتىء يزداد مع الزمن انتشارا ‏مطردًا، فإنه يحصل بالولايات المتحدة الأمريكية كل ‏سنة‎ ‎ما ينيف على المائتي ألف طلاق، وفي أوروبا يبت ‏في عشرات الألوف من قضايا الطلاق‎ ‎وعلى الأخص في فرنسا‏. ولا يغيب عن الذهن أن الإسلام مع إباحته الطلاق ‏للضرورة، فإنه ‎يُعَدُّ أبغض الحلال عند الله، كما أنه ورد ‏في القرآن الكريم ما يحتم الرفق بالمرأة، ‎‎ويفرض ‏المحافظة على حقوقها ويقصي الرجل عن الإقدام [على] الطلاق ‏ما أمكن).

    فى الحقيقة ارتفعت نسبة الطلاق حاليًا فى كل بلدان العالم، فقد تعدت الـ 60% فى أمريكا، وكذلك ارتفعت فى البلدان الإسلامية، وأقل نسبة هى فى ماليزيا، حيث تناقصت من 32% إلى 7% فى أقل من سنة، حيث فرض رئيس الوزراء السابق مهاتير محمد على الزوجين أخذ دورة فى كيفية التعامل وحقوق وواجبات كل منهما، ولابد من الحصول على رخصة الزواج، التى تُمنح بناءً على حضور هذه الدورة. وهذا لا يُخالف التشريع الإسلامى، حيث (ما لا يتم الواجب إلا به، فهو واجب). وأن الحفاظ على كيان الأسرة، ورعاية الأطفال، وبناء المجتمع اقتصاديًا ونفسيًا وتعليميًا من أهداف الشريعة الإسلامية.



    ويؤكد المستشرق الفرنسى لويس سيديو على رفع الإسلام للمرأة وكيانها فى ظل الإسلام فيقول: (إن القرآن، وهو دستور المسلمين، رفع شأن المرأة بدلا ‏من خفضه. فجعل حصة البنت في الميراث تعدل نصف حصة أخيها، مع ‏أن البنات كن لا يرثن في زمن الجاهلية. "وهو" وإن جعل الرجال ‏قوامين على النساء، بيَّنَ أن للمرأة حق الرعاية والحماية على زوجها. وأراد ‏ألا تكون الأيامى جزءًا من ميراث رب الأسرة، فأوجب أن يأخذن ما ‏يحتجن إليه مدة سنة، وأن يقيض مهورهن، وأن ينلن نصيبا من أموال المتوفى).

    ويقول أيضًا: (لا شي أدعى إلى راحة النفس من ‏‏عناية محمد صلى الله عليه وسلم بحال اليتامى ‏على الدوام بالأولاد . فهو قد حرم "بأمر الله" عادة الوأد... وكان يجد في ملاحظة صغار الأولاد أعظم لذة، ومما حدث ذات يوم أنه كان يصلي فوثب الحسين ‏بن على رضي الله عنه فوق ظهره، فلم يبال بنظرات الحضور فانتظر ‏صابرًا إلى حين نزوله كما ورد).

    ويقول أيضًا: (وما ألطف أقوال محمد صلى الله عليه وسلم عن حنان الأم وحب الوالدين، ...وما أجمل ما فى كلمته: (الجنة تحت ‏أقدام الأمهات) من تكريم الأمهات! فيمكن أن يكتب فصلًا رائعًا من حياة محمد صلى الله عليه وسلم حول هذا الموضوع).

    وقال أيضًا: (أُحلَّ الطلاق فى الإسلام، ولكنه جُعل تابعًا لبعض الشروط، فيمكن ‏الرجوع عنه عند الطيش والتهور. والطلاق، لكي يكون باتا، يجب أن ‏يكرر ثلاث مرات ..... والمرأة إذا ما طُلِّقت الطلقة الثالثة لا تحل لزوجها ‏الأول إلا بعد أن تنكح زوجا آخر، فيطلقها هذا الزوج. وهذا الحكم على ‏جانب عظيم من الحكمة لما يؤدي إليه من تقليل عدد الطلاق، ولا ‏يحق ‏للمرأة أن تطلب الطلاق إلا عند سوء المعاملة). وفى الحقيقة فقد جانب الكاتب الصواب فى هذه النقطة، فيحق للمرأة أن تطلب الطلاق فى أى وقت شاءت (مع التشديد على حرمانية التلاعب بذلك)، وهذا ما يسميه الشرع الخلع.

    ويقول أيضًا: (جزاء الزنا صارم (في الإسلام).. ولا بد من أربعة شهود لإثباته. ولم يُقصِّر محمد صلى الله عليه وسلم في منع انتشار الفجور، وله نصائح ‏غالية بهذا ‏الصدد، وهو يأمر المؤمنين بالاحتشام، وينظم أمورهم نحو ‏أُجرائهم وأبنائهم وآبائهم وأمهاتهم [فى] رفق أبوي ممزوج بلسان المشترع ‏الوقور الجليل).



    وتقول الباحثة الإيطالية فى التاريخ الإسلامى لورا فيشيا فاغليرى: (في ما يتصل بالزواج لا تطالب السنة الإسلامية بأكثر من‎ ‎حياة أمينة ‏إنشائية يسلك فيها المرء منتصف الطريق، متذكرا الله من ناحية، ومحترما‎ ‎حقوق الجسد والأسرة والمجتمع وحاجاتها من ناحية ثانية).

    وتقول أيضًا: (إنه لم يقم الدليل حتى الآن، .. .. على أن تعدد ‏الزوجات هو بالضرورة‎ ‎شر اجتماعي وعقبة في طريق التقدم. ولكنا نؤثر ألا ‏نناقش المسألة على هذا الصعيد.‏‎ ‎وفي استطاعتنا أيضًا أن نصر على أنه ‏في بعض مراحل التطور الاجتماعي، عندما تنشأ‎ ‎أحوال خاصة بعينها، كأن ‏يقتل عدد من الذكور ضخم إلى حد استثنائي في الحرب مثلا،‏‎ ‎يصبح تعدد‎ ‎الزوجات ضرورة اجتماعية. والحق أن الشريعة الإسلامية التي تبدو اليوم‎ ‎وكأنها حافلة بضروب التساهل في هذا الموضوع إنما قيدت تعدد الزوجات ‏بقيود معينة،‏‎ ‎وكان هذا التعدد حرا قبل الإسلام، مطلقا من كل قيد. لكن الإسلام ‏شجب بعض أشكال‎ ‎الزواج المشروط والمؤقت التي كانت في ‏الواقع أشكالًا مختلفة للتسري (المعاشرة‎ ‎من غير الزواج) وفوق ‏هذا منح الإسلام المرأة حقوقًا لم تكن معروفة قط من قبل. وفي استطاعتنا، في كثير من اليسر، أن نحشر الشواهد المؤيدة لذلك).

    وتقول أيضًا: (القرآن يبيح الطلاق. ومادام المجتمع الغربي قد ارتضى الطلاق ‎أيضًا، واعترف به في الواقع كضرورة من ضرورات الحياة، وخلع عليه في مكان ‏تقريبًا ‎صفة شرعية كاملة، ففي ميسورنا أن نغفل الدفاع عن اعتراف ‏الإسلام به. ومع ذلك فإننا ‎بدراستنا له، وبمقارنتنا بين عادات العرب ‏بالجاهلية وبين الشريعة الإسلامية، نفوز ‎بفرصة نظهر فيها أن القانون ‏الإسلامي قد دشن في هذا المجال أيضًا إصلاحًا‎ ‎اجتماعيًا. ‏فقبل عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان العرف بين العرب قد جعل‎ ‎الطلاق عملًا بالغ السهولة .. أما القانون الإلهي فقد سن بعض القواعد ‏التي لا تجيز‎ ‎إبطال الطلاق فحسب، بل التي توصى به في بعض الأحوال ‏‏.. وليس للمرأة حق المطالبة‎ ‎بالطلاق، ولكنها قد تلتمس فسخ زواجها ‏باللجوء إلى القاضي، وفي إمكانها أن تفوز‎ ‎بذلك إذا كان لديها سبب وجيه ‏يبرره.

    والغرض من هذا التقييد لحق المرأة في المبادرة‎ ‎هو وضع حد ‏لممارسة الطلاق، لأن الرجال يعتبرون أقل استهدفا لاتخاذ القرارات تحت‎ ‎تأثير اللحظة الراهنة من النساء. وكذلك جعل تدخل القاضي ضمانًا لحصول‏ المرأة على‎ ‎جميع حقوقها المالية الناشئة عن إنجاز فسخ الزواج. وهذه ‏القاعدة، والقاعدة الأخرى‎ ‎التي تنص على أنه في حال نشوب خلاف داخل ‏الأسرة يتعين اللجوء إلى بعض الموفِّقين‎ ‎ابتغاء الوصول إلى تفاهم، ‏تنهضان دليلًا كافيا على أن الإسلام يعتبر الطلاق عملًا ‎جديرًا باللوم والتعنيف. والآيات القرآنية تقرر ذلك في صراحة بالغة... وثمة‎ ‎أحاديث نبوية ‏كثيرة تحمل الفكرة نفسها...).

    وتقول عن حجاب المرأة وقيمته فى الحفاظ على عفة المجتمع: و(اجتنابا للإغراء‎ ‎بسوء، ودفعًا لنتائجه، يتعين على المرأة المسلمة أن تتخذ ‏حجابا، وأن تستر جسدها‎ ‎كله، ماعدا تلك الأجزاء التي تعتبر حريتها ضرورة ‏مطلقة كالعينين والقدمين. وليس هذا‎ ‎ناشئًا عن قلة احترام للنساء، أو ‏ابتغاء كبت إرادتهن، ولكن لحمايتهن من شهوات‎ ‎الرجال. ‏‎وهذه القاعدة العريقة في القدم، القاضية بعزل النساء عن الرجال،‏‎ ‎والحياة الأخلاقية التي نشأت عنها، قد جعلت تجارة البغاء المنظمة ‏مجهولة بالكلية‎ ‎في البلدان الشرقية، إلا حيثما كان للأجانب نفوذ أو ‏سلطان. وإذا كان أحد لا يستطيع‏‎ ‎أن ينكر قيمة هذه المكاسب، فيتعين ‏علينا أن نستنتج أن عادة [وهو عبادة وليس عادة] الحجاب ... كانت ‎‎فائدة لا تقدر بثمن للمجتمع ‏الإسلامي).

    وتقول عن مكانة المرأة فى المجتمع الأوروبى: (إذا كانت المرأة قد بلغت، من وجهة‎ ‎النظر الاجتماعية في أوروبا، مكانة ‏رفيعة، فإن مركزها، شرعيا على الأقل، كان‎ ‎حتى سنوات قليلة جدا، ولا ‏يزال في بعض البلدان، أقل استقلالا من المرأة المسلمة‎ ‎في العالم ‏الإسلامي. إن المرأة المسلمة إلى جانب تمتعها بحق الوراثة مثل إخوتها‏‏، ‎ولو بنسبة صغيرة [وذلك لأن أخوها يعولها وينفق عليها من الزيادة التى حصل عليها، بل ومن ماله الشخصى؛ حتى لو لم يرثا]، ومن حقها في أن لا تزف إلى أحد إلا بموافقتها الحرة، ‏وفي أن لا‎ ‎يسيء زوجها معاملتها، تتمتع أيضًا بحق الحصول على مهر من ‏الزوج، وبحق إعالته ‎‎إياها، وتتمتع بأكمل الحرية، إذا كانت مؤهلة لذلك ‏شرعيا، في إدارة ممتلكاتها‎ ‎الشخصية).



    ويقول ليوبولد فايس المفكر والصحافى النمساوى المشهور الذى تسمى باسم محمد أسد بعد إسلامه عن رأيه فى تعدد الزوجات من الناحية البيولوجية والاجتماعية: (إن الشريعة ‎‎الإسلامية، بمقتضى الحكمة التي تأخذ الطبيعة البشرية بعين ‏الاعتبار الكلي دائما،‏‎ ‎لا تأخذ على عاتقها أكثر من صيانة الوظيفة الاجتماعية - ‏البيولوجية للزواج (بما‎ ‎فيها طبعًا العناية بالنسل أيضًا) فتسمح للرجل بأن يتخذ لنفسه ‏أكثر من زوجة واحدة، ولا‎ ‎تسمح للمرأة بأن تتخذ لنفسها أكثر من زوج واحد في ‏الوقت نفسه، في حين أنها تترك‎ ‎للشريكين مسألة الزواج الروحية التي لا يمكن أن ‏تقاس، وبالتالي تقع خارج دائرة ‎‎الشريعة. فمتى كان الحب تامًا كاملًا فعندئذ تنعدم ‏الرغبة عند كل منهما في الزواج ‎‎ثانية ومتى كان الرجل لا يحب زوجته من كل قلبه ‏ولا يرغب مع ذلك في فقدها، فإن‎ ‎بإمكانه أن يتزوج بأخرى... ومهما يكن فإنه لما ‏كان الزواج في الإسلام عقدًا مدنيا ً‎فحسب، فإن في مكنة الشريكين في الزواج أن ‏يلجأ دائمًا إلى الطلاق، خصوصًا وأن الوصمة‎ ‎التي تلصق بالطلاق، سواء بشدة أقل أو ‏أكثر، في المجتمعات الأخرى، معدومة في‎ ‎المجتمع الإسلامى).

    ويبرهن وجه نظر الإسلام فى جريمة الزنا قائلًا: (إن الحرية التي تمنحها الشريعة ‎‎الإسلامية كلا من الرجل والمرأة على حد سواء ‏لعقد الزواج أو حل هذا العقد، يفسر‎ ‎السبب الذي من أجله تعتبر هذه الشريعة ‏الزنا من أقبح الآثام: ذلك أنه تجاه هذا ‎التسامح وهذه الحرية لا يمكن أن يكون ‏هناك أيما عذر للوقوع في حبائل العاطفة أو‎ ‎الشهوة....).

    وقال مادحًا الوضع الذى أعطاه الإسلام للمرأة: (جاء النبي صلى الله عليه وسلم بما لم يُسمع ‎به من قبل: الرجال والنساء سواء أمام ‏الله، وأن جميع الواجبات الدينية مفروضة على‎ ‎الرجل والمرأة على حد سواء. والحق ‏أنه ذهب إلى أبعد من ذلك فأعلن .... أن المرأة شخص‎ ‎بملء حقها وليس لمجرد ‏صلتها بالرجل كأم أو زوجة أو أخت أو ابنة، وأنها لذلك من‎ ‎حقها أن تقتني ملكًا ‏وأن تتعاطى التجارة على حسابها ومسؤوليتها وأن تهب نفسها لمن‎ ‎تشاء عن طريق ‏الزواج).



    وعن الخطيئة الأزلية التى تحمل المسيحية مسئوليتها للمرأة وحدها يقول المفكر الفرنسى المعروف روجيه جارودى، وأحد كبار زعماء الحزب الشيوعى الفرنسى سابقًا: (إن‎ ‎القرآن، من وجهة النظر اللاهوتية، لا يحدد بين الرجل والمرأة ‏علاقة من التبعية‎ ‎الميتافيزيقية: فالمرأة في القرآن توأم وشريكة ‏للرجل لأن الله خلق [الرجل والمرأة كزوجين، والزوج هو النصف المشابه والمتطابق مع النصف الآخر،وهو أيضًا رأى المفكرة مارسيل بوازار] {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ ..} سورة الذاريات (49).

    ويؤكد جارودى على تفوق وضع المرأة فى الإسلام مقارنة بوضع المرأة فى المسيحية فيقول: (إذا نحن قارنا قواعد القرآن بقواعد جميع المجتمعات‎ ‎السابقة ‏فإنها تسجل تقدمًا لا مراء فيه، ولا سيما بالنسبة لأثينا ولروما ‏حيث كانت‎ ‎المرأة قاصرة بصورة ثابتة).

    ويذكر جارودى من حقوق المرأة المسلمة، معترفًا أن هذه الحقوق نالتها المرأة المسيحية بقوانين وضعية ولا علاقة لها بالمسيحية بعد ثلاثة عشر قرنًا بعد المرأة المسلمة: (في القرآن تستطيع المرأة التصرف بما تملك وهو حق لم يعترف ‏لها به في معظم التشريعات الغربية ولاسيما في فرنسا إلا في ‏القرن التاسع عشر والعشرين. أما في الإرث فصحيح أن للأنثى نصف ما للذكر [وهى ليست مطلقة هكذا فى الإسلام، فالذكر يأخذ ضعف الأنثى فى ثلاث حالات فقط: إذا كانت أخته والميراث من الأب أو الأم، فى حالة وراثة الزوج من زوجته، ولو ورث الزوج وزوجته من ابنهما الذى ليس له وارث غيرهماإلا ‎‎أنه بالمقابل تقع جميع الالتزامات وخاصة أعباء ‏مساعدة [الأخت أو الزوجة أوالأم] أعضاء الأسرة الآخرين على ‎‎عاتق الذكر. والمرأة معفاة ‏من كل ذلك. والقرآن يعطي المرأة حق طلب الطلاق وهو ما‎ ‎لم ‏تحصل عليه المرأة في الغرب إلا بعد ثلاثة عشر قرنا).

    أما عن تعدد الزوجات فيقول روجيه جارودى: (في القرآن إقرار بتعدد الزوجات. إلا أن هذا التعدد لم‎ ‎يؤسسه ‏هو، كان موجودًا من قبل (وهو موجود كذلك في التوراة وفي ‏الإنجيل)، وقد فرض‎ ‎عليه، على العكس، حدودًا مثل العدل التام ‏بين مختلف الزوجات في الإنفاق والمحبة‎ ‎والمعاشرة الجنسية، ‏وهي قواعد إذا ما جرى تطبيقها بحرفيتها تجعل تعدد الزوجات‎ ‎مستحيلًا).

    ويذكر الغرب أن المعاملة الرقيقة التى تتمتع بها المرأة الغربية من قبل زوجها أو أبيها أو أخيها أو غيرهم ترجع فى أصولها إلى الإسلام، فقال: (يحسن ألا ننسى أن جميع ألوان الرقة في الحب والشفافية ‏فيه... على نحو ما ظهر في الغرب لدى شعراء التروبادور ... وفي ‏قصائد دانتي ..‏‎ ‎من أصول عربية إسلامية).



    أما إمام المستشرقين الإنجليز، وأستاذ اللغة العربية فى جامعة لندن فى عام 1930، وبجامعة أكسفورد منذ سنة 1937 والعضو المؤسس فى المجمع العلمى المصرى، وأحد محررى دائرة المعارف الإسلامية السير هاملتون روكسين فيقول عن حماية الإسلام للمرأة وحفاظه على شعورها: (حين ننتهي من‎ ‎حذف الانحرافات (الفقهية المتأخرة) وشجبها، تعود ‏تعاليم القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم الأصلية إلى الظهور في ‏كل نقائها ورفعتها وعدالتها المتساوية إزاء الرجل‎ ‎والمرأة معا. عندئذ نجد ‏أن هذه التعاليم تعود إلى المبادىء العامة وتحدد الفكرة‎ ‎التي تجب أن ‏يوضع ويطبق القانون بمقتضاها أكثر من أن تعين صيغًا حقوقية حاسمة. ‏وهذه‎ ‎الفكرة، فيما يخص المرأة، لا يمكنها إلا أن تكون نابضة بالود ‏الإنساني و‎بشعور ‎‎الاحترام لشخصيتها والرغبة في محو الأضرار التي ألحقها بالمرأة ‏سير المجتمع سيرًا‎ ‎قاسيًا وناقصًا فيما مضى. وبعدما ننتهي من ‏استخلاص هذه الفكرة وهضمها، يمكننا أن‎ ‎نفهم التشريع الخاص بالقرآن‏ فهما صحيحًا. حالما نتوصل إلى ذلك نرى أن الموقف‎ ‎الإسلامي تجاه ‏المرأة، والطريقة الإسلامية في فهم شخصيتها ونظامها الاجتماعى، ‎وطريقة حماية التشريع الإسلامي لها، تفوق كثيرًا ما هي عليه في ‏الديانات الأخرى).

    وعن المرأة المسلمة والعدل بينها وبين الرجل تقول الليدى إيفيلين كوبولد إحدى النبيلات الإنجليزيات اللاتى اعتنقن الإسلام: (لما جاء الإسلام رد للمرأة‎ ‎حرياتها، فإذا هي قسيمة الرجل لها من الحق ‏ما له وعليها ما عليه ولا فضل له عليها‎ ‎إلا بما يقوم به من قوة الجلد ‏وبسطة اليد، واتساع الحيلة، فيلي رياستها، فهو لذلك‎ ‎وليها، يحوطها بقوته، ‏ويذود عنها بدمه، وينفق عليها من كسب يده، فأما فيما سوى ذلك‎ ‎فهما ‏في السراء والبأساء على السواء. وذلك ما أجمله الله بقوله تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} سورة البقرة(228).

    وهذه الدرجة هي ‏الرعاية والحياطة لا‎ ‎
    يتجاوزها إلى قهر النفس وجحود الحق، وكما قرن الله ‏سبحانه بينهما في شؤون الحياة،‏‎ ‎قرن بينهما في حسن التوبة وادخار ‏الأجر وارتقاء الدرجات العليا في الدنيا والآخرة.‏‎ ‎وإذا احتمل الرجل مشقات ‏الحياة، ومتاعب العمل وتناثرت أوصاله، وتهدم جسمه في سبيل‎ ‎معاشه ‏ومعاش زوجه فليس ذلك بزائد مثقال حبة عن المرأة إذا وفت لبيتها ‏وأخلصت لزوجها ‎‎وأحسنت القيام في شأن دارها).



    ويمتدح المفكر الإنجليزى عبد الله كويليام تحرير الإسلام للعباد من عبادة العباد إلى عبادة وتقديس رب العباد، وتحريره للمرأة وقضائه على الرهبنة التى يزعمونها والفساد اللاأخلاقى الذى يظهر من تحت عباءتها، فيقول: (إن زعماء النصرانية أبدلوا دين‎ ‎المسيح عليه السلام بما كانت ترمي إليه ‏أهواؤهم، وأوجدوا عقائد أخرى من تلقاء ذاتهم، ‎‎وتظاهروا في مقاومة ‏الشهوات البشرية بالرهبنة والعزوبية، واتخذوهما ستارًا للفسق ‎ولأعمالهم التضليلية، حتى ضل الناس، وأشركوا بالواحد القهار واتخذوا لفيفًا ‏من هؤلاء ‎‎القديسين والرهبان أربابًا من دون الله، فلما جاء الإسلام استأصل ‏شأفة هذه الخزعبلات، ‎‎وقضى على جميع الأباطيل، والترهات، وأقيمت الحجة ‏الثابتة على استهجان العزوبية، ‎‎واعتبار الزواج كدليل للتقوى الحقيقية، وأنه ‏من أوليات القواعد الدينية إذ فيه بيان‎ ‎قدرة الخالق ووحدانيته وجلاله، فالإسلام هو الذي حض على الزواج وأبطل الرهبنة).

    ويقول أيضًا: (أما تعدد الزوجات فإن موسى عليه السلام لم يحرمها ‎‎وداود عليه السلام ‏أتاها وقال بها ولم تحرم في العهد الجديد (أي الإنجيل) .. إلا من عهد غير ‏بعيد. ولقد أوقف محمد صلى الله عليه وسلم الغلو فيها عند حد ‏معلوم. وعلى‏‎ ‎كل حال فإن مسألة تعدد الزوجات أمر شاذ كثيرًا عن ‏الدستور المعمول به في البلاد‎ ‎الإسلامية المتمدنة .. وهو بكل ما قيل فيه ‏من القول الهراء لا يخلو من الفائدة فقد‎ ‎ساعد على حفظ حياة المرأة ‏وأوجد لها في الشريعة حسن المساعدة. وتعدد الزوجات في‎ ‎البلاد ‏الإسلامية أقل إثما، وأخف ضررًا من الخبائث التي ترتكبها الأمم المسيحية ‏تحت‎ ‎ستار المدنية. فلنخرج الخشبة التي في أعيننا أولا ومن ثم نتقدم ‏لإخراج القذى من‎ ‎أعين غيرنا). هذا لو كان بأعين غيرهم قذى.

    وجاء يسوع/يهوه ولم يحرم تعدد الزوجات، ولا أى قانون من قوانين العهد القديم، بل جاء متبعًا تمامًا ما جاء به الأنبياء من قبله: (
    17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.) متى 5: 17-18
    .

    ويقول أيضًا المفكر الإنجليزى عبد الله كويليام: (جاء في القرآن {
    فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً} سورة النساء (3). فيما‎ ‎يتعلق بمسألة تعدد ‏الزوجات التي تنتقدون فيها على المسلمين ظلمًا وعدوانًا. إذ لا شك ‎‎في ‏أنكم تجهلون عدل النبي صلى الله عليه وسلم بين أزواجه {رضوان الله ‏عليهن} ‎وحبه فيهن حبًا مساويًا مما علَّم المسلمين الانتماء والإنصاف ‏بينهن. على أن القرآن لم ‎يأمر بتعدد الزوجات بل جاء بالحظر مع الوعيد ‏لمن لا يَعْدِل في الآية المتقدمة، ولذلك‎ ‎ترى اليوم جميع المسلمين منهم القليل لا يتزوجون إلا امرأة واحدة خوف الوقوع تحت‎ ‎طائلة ما جاء من الإنذار ‏في القرآن المجيد .... ولا نسلم بالاعتراف .... بحصر الزواج في امرأة واحدة إذعانًا للقانون ‏واتخاذ عدة‎ ‎أزواج أخريات [غير شرعيات] من وراءالجدار).

    وعن حقوقهن أمام الله يقول المفكر الإنجليزى عبد الله كويليام: (ورد في‎ ‎القرآن نصوص كثيرة تثبت أن النساء لا يعاقبن في الدار الآخرة ‏فقط على ما أتين من ‎سيء الأعمال، بل كذلك يجازين خير الجزاء على ما ‏يعلنه من طيب أعمالهن بمثل ما يكون‎ ‎للرجال. وعلى ذلك نرى أن ‏الله [سبحانه] لا تمييز عنده في الإسلام بين الأجناس).



    ويقول النحَّات والناقد الفنى الإنجليزى، وأستاذ الدراسات الإسلامية والآسيوية روم لاندر: (يوم كانت النسوة يعتبرن، في العالم‎ ‎الغربي، مجرد متاع من الأمتعة، ‏ويوم كان القوم هناك في ريب جدى من أن لهن أرواحًا، ‎كان الشرع ‏الإسلامي قد منحهن حق التملك. وتلقت الأرامل نصيبًا من ميراث أزواجهن‏‏،‏‎ولكن البنات كان عليهن أن يقنعن بنصف حصة الذكر [وقلنا من قبل أن المرأة تأخذ نصف أخيها أو زوجها لما عليه من تبعات مالية تجاهها وتجاه آخرين أو أخريات من العائلة].. إلا أن علينا أن لا ‏ننسى أن‎ ‎الأبناء الذكور وحدهم كانوا، حتى فترة حديثة نسبيًا، ينالون في ‏الديار الغربية حصة‎ ‎من الإرث).



    أما الأستاذ الدكتور الباحث الإنجليزى لايتنر، والحاصل على أكثر من شهادة دكتوراة فى الشريعة والفلسفة واللاهوت، فيقول عن الزواج فى الإسلام: (إن الزواج عند‎ ‎المسلمين يجل عما رماهم به كتاب النصارى. والقول بأنه لا يوجد حد ‏للزواج والطلاق‎ ‎عند المسلمين فغير صحيح، والطلاق عندهم ليس هو بالأمر الهين، فعدا عن ‏وجود‎ ‎المحكمين، فعلى الرجل أن يدفع صداقها المسمى عند إجراء العقد، وهذا غالبا يكون فوق ما‎ ‎يقدر زوجها على إيفائه بسهولة، فمركز المرأة بالإسلام قوي مؤمن من الطلاق. إن‎ ‎النصارى ‏والبوذيين يرون الزواج أمرًا روحيًا ومع ذلك نرى عقدة النكاح محترمة عند‎ ‎المسلمين أكثر مما ‏هي محترمة في البلاد المسيحية ... ويسوءني أن أذكر ما ليس لي مناص‎ ‎من ذكره وهو أنني ‏سكنت بين المسلمين أربعا وخمسين عاما، ابتداءً من سنة 1848 فمع وجود‏‎ ‎التساهل في أمر ‏الطلاق عندهم وعسره عند النصارى، فقد وقع حوادث طلاق عند النصارى‎ ‎أكثر مما وقع عند ‏المسلمين بكثير. وإني أقول الحق بأن الشفقة والإحسان عند‎ ‎المسلمين نحو عيالهم والغرباء ‏والمسنين والعلماء لمثال‎ مجد يجب على النصارى أن‎ ‎يتقدوا به).

    وعن تعدد الزوجات يقول الدكتور لايتنر: (أما تعدد الزوجات، فإنا بقطع النظر عن منافعه‎ ‎الحقيقة، لأنه يقلل النساء الأماكن التي هن فيه ‏أكثر من الرجال، وبقطع النظر عن‎ ‎أنه يقلل وجود المومسات وأضرارهن، ويمنع مواليد الزنا، ‏فلا يمكننا أن ننكر بأن‎ ‎أكثر المسلمين ذو زوجة واحدة. والسبب في ذلك هو تعليم دين الإسلام ‏لقد أتى محمد صلى الله عليه وسلم بين أمة تعد ولادة الأنثى شرًا عظيمًا عليهم، وهكذا كانوا ‏يئدونها،‏‎ ‎ولم يكن للرجال حد يقفون عنده من جهة الزواج، وكانوا يعدون النساء من جملة المتاع، ‎‎ويرثونها من بعد موت بعلها. فجعل صلى الله عليه وسلم لهذه الحالة حدًا، فلا يقدر ‎‎الرجل أن ‏يتزوج بأكثر من أربع نساء بشرط المساواة بينهن في كل شي، حتى فى المحبة‎ ‎والوداد، فإن لم ‏يكن قادرا ًعلى كل ذلك، فلا يباح له أن يتزوج غير واحدة. ومن يتدبر‎ ‎شريعته يرى أنه قد ‏حض على الزواج بامرأة واحدة، ولقد رفع مقام المرأة ورقاها رقيا عظيمًا، فإنها بعد ما كانت ‏تعد كمتاع مملوك صارت مالكة، وحكمها مؤيد وحقوقها‎ ‎محفوظة).

    ويقول أيضًا: (أما بخصوص الرهبانية فليس لها وجود في الإسلام، ‏‎‎وتكاد لا ترى امرأة غير متزوجة، ‏وقصاص الزنا متساوٍ فيه الرجل والمرأة ... والشريعة‎ ‎الإسلامية لا تسمح بإهانة أولاد المملوكة، وهم يرثون أبناءهم مع أولاد السيدة ...‎ وليس في الإسلام محلات للفاجرات، ولا قانون يبيح ‏انتشار المومسات. ومسامرات‎ ‎المسلمين العمومية خير مما هي في أوروبا. ومسامرات شبان ‏المسلمين في المدراس خير‎ ‎وأطهر من مسامرات شبابنا.. ‏‎والحق أولى أن يقال: فإن كثيرًا من كلام شبان الإنكليز ‎لو قاله أحد في بلاد المسلمين لنال قائله ‏القصاص الصارم. وللمرأة المسلمة مركز‎ ‎شرعي خير من مركز المرأة الإنكليزية بكثير).



    ويتغزَّل أستاذ الفلسفة الدكتور المسيحى نظمى لوقا فى النظم والشرائع التى أتى به الإسلام للمرأة، فيقول: (المرأة في الإسلام إنسان له حقوق الإنسان وكل تكاليفه‎ ‎العقلية ‏والروحية فهي في ذلك صنو الرجل تقع عليها أعباء الأمانة التي تقع عليه، أمانة العقيدة والإيمان وتزكية النفس .. وقد نجد هذا اليوم من بدائة الأمور.‏‎ ‎ولكنه لم يكن كذلك في العالم القديم، في كثير من الأمم حيث كانت ‏المرأة تباع‎ ‎أحيانا كثيرة كما تباع السلعة .. وكانت في كثير من الأحيان ‏منقوصة الأهلية لا تمارس‎ ‎التصرفات المالية والقانونية إلا عن طريق وليها ‏الشرعي أو بموافقته، بل لم تكن‎ ‎تملك تزويج نفسها على الخصوص، ‏وإنما الأمر في ذلك لوليها يجريه على هواه. وأكثر من‎ ‎هذا، كانت قبائل ‏العرب في الجاهلية تئد البنات كراهة لهن وازدراء لشأنهن، ومن لم‎ ‎يئدهن ‏كان يضيق بهن ضيقًا شديدًا).

    ويقول الدكتور نظمى لوقا: (في سور القرآن إشارات إلى‎ ‎المساواة عند الله بين الذكر والأنثى بغير ‏تفريق في التكليف أو الجزاء، وإشارات‎ ‎صريحة لمساواة المرأة والرجل في ‏ثمرات الأعمال والجهود .. وفي بعض الأمم القديمة،‏‎ ‎والحديثة، كانت ‏المرأة تحرم غالبًا من الميراث، فأبى الإسلام هذا الغبن‎ ‎الفاحش).

    ويقول أيضًا:
    (ليس الإسلام - على حقيقته - عقيدة رجعية تفرق بين‎ ‎الجنسين في ‏القيمة. بل إن المرأة في موازينه تقف مع الرجل على قدم المساواة. لا‎ ‎يفضلها إلا بفضل، ولا يحبس عنها التفضيل إن حصل لها ذلك الفضل بعينه ‏في غير مطل أو‎ ‎مراء، وما من امرأة سوية تستغني عن كنف الرجل بحكم ‏فطرتها‎ الجسدية والنفسية على‎ ‎كل حال. وذلك حسب عقيدة لتكون صالحة لكل ‏طور اجتماعي على تعاقب الأطوار والعصور،‏‎ ‎على سنة العدل التي لم يجد ‏لها عصرنا اسمًا أوفق من (تكافؤ الفرص)، الذي يلغي كل ‎التفريق، ‏ويسقط كل حجة، ويقضي على كل تميز إلا بامتياز ثابت صحيح).


    ويقول أيضًا: (
    العلاقة الزوجية في الإسلام" ليست مسافدة حيوانية بين ذكر‎ ‎وأنثى، ‏على إطلاق بواعث الرغبة والاشتهاء الغريزي بين جنسي النوع البشري ‏لغير هذا‎ ‎قامت كوابح الآداب وضوابط الشرائع والعقائد: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} سورة الروم (21)، وإني لأرى في‎ ‎قوله (من أنفسكم) لمسة تمس ‏شغاف القلب وتذكر بما في الزواج من قربى تجعل الزوجة ‎‎قطعة من ‏النفس‎
    ثم أردف ذلك بالسكن، وما أقرب السكن في هذا الباب من سكينة‎ ‎النفس ‏لا من مساكنة الأجساد! بدليل ما أردف بذلك من المودة والرحمة .. وتلك ‏عليا‎ ‎مناعم المعاشرة الإنسانية، بما فيها من غلبة الروح على نزوات ‏الأجساد ودفعات‎ ‎الرغبة العمياء. فالزواج مطلب نفسي وروحي عند ‏الإنسان،‏‎ وليس مطلبًا شهويًا جسديًا‎ ‎وإن كان له أساس جسدي).

    ويقول عن الزواج: (كان لابد من إصلاح ما بين الإنسان‎ ‎ونفسه التي بين جنبيه بعقيدة ‏موفقة بين الدين والدنيا، وقد نهض بهذا الإسلام، ‎وكانت سنته في الزواج ‏كفاء خطته في جوانب الهداية البشرية الفطرية، لتحرير البشر ‎‎من الذعر ‏والخزي وعقدة الإثم الشوهاء التي كبلته ولم تزل تكبل الكثيرين عن ‏انطلاقة‎ ‎الحياة وسوء الفطرة).



    وترى الأمريكية البروتستانتية سالى جان مارش والحاصلة على الماجستير فى العلوم السياسية من واشنطن على القيود التى يدعيها المرء على المرأة: (على فرض وجود بعض‎ ‎القيود على المرأة المسلمة في ظل الإسلام، ‏فإن هذه القيود ليست إلا ضمانات لمصلحة ‎‎المرأة المسلمة نفسها، ‏ولخير الأسرة، والحفاظ عليها متماسكة قوية، وأخيرًا فهي‎ ‎لخير المجتمع ‏الإسلامي بشكل عام).

    وتقول عن الجوانب الأخلاقية فى المجتمع الإسلامى: (
    لقد لاحظت أن المشكلات (‎‎العائلية التي يعانى منها الغرب) لا وجود لها ‏بين الأسرة المسلمة التي تنعم‎ ‎بالسلام والهناء وكذلك الحب فلا الزوج ولا ‏زوجته في ظل الإسلام يعرفان شيئا عن موعد‎ ‎العشاق ومودة الصديقات ‏السائدين هذه الأيام في الأقطار غير الإسلامية. لقد أحببت‎ ‎هذا الجانب ‏من الحياة الإسلامية حبًا كثيرًا، لأنه يمنح الزوج والزوجة والأبناء ما‎ ‎لا بد ‏لهم عنه من حب وإخلاص وسلام يعمر حياتهم. وليس ذلك فحسب بل ‏بفضل هذا الإخلاص‎ ‎في العلاقات الزوجية بين المسلمين، هم واثقون أن ‏أبناءهم حقًا من صلبهم غير دخلاء‎ ‎عليهم. وهذا مفقود في المجتمعات ‏الأخرى).



    وبعد دراسة وتحقيق وجدت الباحثة منى عبد الله ماكلوسكى التى تعمل قنصلًا لبلادها ألمانيا فى بنجلاديش: (في ظل الإسلام استعادت المرأة حريتها واكتسبت مكانة‎ ‎مرموقة. ‏فالإسلام يعتبر النساء شقائق مساوين للرجال، وكلاهما يكمل الآخر).

    وتقول عن إنجازات الإسلام للمرأة: (لقد دعا الإسلام إلى تعاليم المرأة، وتزويدها بالعلم ‎‎والثقافة لأنها بمثابة ‏مدرسة لأطفالها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (طلب‎ ‎العلم ‏فريضة على كل مسلم ومسلمة). كما منح الإسلام المرأة حق التملك ‏وحرية‎ ‎التصرف فيما تملك. وفي الوقت الذي نرى فيه أن المرأة في أوروبا ‏كانت محرومة من‎ ‎جميع هذه الحقوق إلى عهد قريب جدًا، نجد أن الإسلام ‏منح المرأة بالإضافة إلى ما تقدم‎ ‎حق إبرام العقود للزواج. والمهر في نظر ‏الإسلام هو حق شخصي للمرأة. والمرأة في‎ ‎الإسلام تتمتع بحرية الفكر ‏والتعبير).

    وتقول: (
    إن المرأة‎ ‎المسلمة معززة مكرمة في كافة نواحي الحياة، ولكنها ‏اليوم مخدوعة مع الأسف ببريق‎ ‎الحضارة الغربية الزائف. ومع ذلك فسوف ت‏كتشف يومًا ما كم هي مضلَّلة في ذلك، بعد أن‎ ‎تعرف الحقيقة).


    وتقول:
    (إن الإسلام يحضنا على القيام بالعمل المثمر،‎ ‎شريطة أن نلتزم نحن ‏النساء بالحشمة في لباسنا، وأن نستر جمال أجسادنا. وعلينا أن‎ ‎نكون ‏جادين‎في حديثنا. وهكذا فالإسلام لا يمنع المرأة من ممارسة أى عمل شريف‏‎ ‎يناسب طبيعتها. إلا أن أقدس واجب على المرأة هو واجبها الطبيعي في ‏خدمة أسرتها‎ ‎والعناية بأعضائها لأن جزاءها على هذا يعادل أجر المقاتلين ‏في سبيل الله، والمرأة‎ ‎المسلمة مازالت تقوم بهذه الواجبات بكل اعتزاز).




    أما الصحفية الإنجليزية روز مارى هاو التى ولدت فى عائلة نصرانية متدينة، ولكنها مع بلوغها مرحلة الوعى بدأت تفقد قناعتها الدينية السابقة، وتطلعت إلى دين يمنحها الجواب المقبول، وفى عام 1977 أعلنت إسلامها، وتعمل حاليًا فى صحيفة (الأراب تايمز) الكويتية، فتقول عن حجاب المرأة المسلمة: (الحجاب شيء أساسي في الدين‎ ‎الإسلامي لأن الدين ممارسة عملية ‏أيضًا، والدين الإسلامي حدد لنا كل شيء: كاللباس‎ ‎والعلاقة بين الرجل ‏والمرأة والحجاب الذى يحافظ على كرامة المرأة ويحميها من نظرات‎ ‎الشهوة، ‏ويحافظ على كرامة المجتمع ويكف الفتنة بين أفراده. لذلك فهو يحمي ‏الجنسين‎ ‎من الانحراف. وأنا أؤمن أن السترة ليست في الحجاب فحسب، بل يجب أن تكون العفة‏‎ ‎داخلية أيضًا، وأن تتحجب النفس عن كل ما هو ‏سوء).

    وترى أيضًا: أن (الإسلام قد كرم المرأة وأعطاها حقوقها كإنسانة، وكامرأة، وعلى ‏عكس ما يظن الناس ‎من أن المرأة الغربية حصلت على حقوقها ... فالمرأة ‏الغربية لا تستطيع مثلًا أن تمارس ‎‎إنسانيتها الكاملة وحقوقها مثل المرأة ‏المسلمة. فقد أصبح واجبا على المرأة في‎ ‎الغرب أن تعمل خارج بيتها ‏لكسب العيش. أما المرأة المسلمة فلها حق الاختيار، ومن‎ ‎حقها أن يقوم ‏الرجل بكسب القوت لها ولبقية أفراد الأسرة. فحين جعل الله سبحانه ‎‎وتعالى للرجال القوامة على النساء كان المقصود هنا أن على الرجل أن ‏يعمل ليكسب قوته‎ ‎وقوت عائلته. فالمرأة في الإسلام لها دور أهم وأكبر من ‏مجرد الوظيفة، وهو الإنجاب ‎‎وتربية الأبناء، ومع ذلك فقد أعطى الإسلام ‏للمرأة الحق في العمل إذا رغبت هي في‎ ‎ذلك، وإذا اقتضت ظروفها ذلك).



    وتقول روز مارى عن علاقة الزوجين: (أنا أفهم أن الإسلام ‎يعتبر الزوج أقرب صديق لزوجته، إذ تكن له كل ما ‏في نفسها، لأن الزواج في الإسلام ‎علاقة حميمة مبنية على شريعة الله ‏لا تضاهيها العلاقات العادية الأخرى).



    أما الدكتورة زيجريد هونكه المستشرقة الألمانية المعاصرة، وصاحبة (شمس الله تشرق على الغرب) و(الله ليس كذلك) فتقول: (إن احترام العرب لعالم ‎النساء واهتمامهم به ليظهران بوضوح ‏عندما نرى أنهم خَصُّوه بفيض من العطور وبأنواع‎ ‎الزينة، التي ‏وإن لم تكن غير مجهولة قبلهم، إلا أنها فاحت بثروة الشرق ‏العطرية‎ ‎الزكية، وبالأساليب الفائقة في تحضيرها. كذلك فإن ‏العثنون الذي كان يزين الوجوه‎ ‎الحليقة، منذ حملات الصليبيين، ‏على طريقة النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد أصبح‎ ‎نموذجا يقلده ‏الرجال).

    وتقول عن فضل الإسلام على المرأة الأوروبية: (قاوم العرب كل التيارات المعادية‎ ‎للمرأة واستطاعوا القضاء ‏على هذا العداء للمرأة والطبيعة، وجعلوا من منهجهم‎ ‎مثالًا احتذاه ‏الغرب ولا يملك الآن منه فكاكًا، وأصبح الاستمتاع بالجمال جزءًا من‎ ‎حياة الأوروبيين شاءوا أم أبوا).

    وتقول عن مكانة المرأة المسلمة: (ظلت المرأة في الإسلام‎ ‎تحتل مكانة أعلى وأرفع مما احتلته في ‏الجاهلية. ألم تكن خديجة رضي الله عنها زوجة ‎النبي صلى الله عليه وسلم الأولى، التي عاش معها أربعة وعشرين عاما، أرملة لها ‎شخصيتها ومالها ومكانتها الرفيعة في مجتمعها؟ لقد كانت نموذجًا ‏لشريفات العرب، أجاز لها الرسول صلى الله عليه وسلم أن تستزيد من العلم والمعرفة ‏كالرجال‎ ‎تماما؛ وسار الركب وشاهد الناس سيدات يدرسن ‏القانون والشرع ويلقين المحاضرات في ‎‎المساجد ويفسرن أحكام ‏الدين. فكانت السيدة تنهي دراستها على يد كبار العلماء، ثم‎ ‎تنال منهم تصريحًا لتدريس ما تعلمته هي بنفسها ، فتصبح الأستاذة ‏الشيخة. كما لمعت من بينهن أديبات وشاعرات، والناس لا ترى ‏في ذلك غضاضة أو خروجًا على التقاليد)

    وتنتقد ما حدث لها على يد الحكام الذين انتسبوا إلى الإسلام، فتقول: (إن النساء في صدر الإسلام لم يكن مظلومات أو مقيدات،‏‎ ‎ولكن ‏هل دام هذا طويلًا؟ لقد هبت على قصور العباسيين رياحً جديدة ‏قدمت من الشمال ‎‎فغيرت الأوضاع، وقدم الحريم من الجاريات ‏الفارسيات واليونانيات .. وكان أن حرمت‎ ‎المرأة العربية من ‏مكانتها الرفيعة في المجتمع وقيدت حرياتها حين سيطرت على‎ ‎المجتمع العادات الفارسية القديمة. والإسلام برىء من كل ما حدث، والرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمر قط بحجب النساء عن المجتمع. ‏لقد أمر المؤمنين من الرجال والنساء ‎‎على حد سواء، بأن يغضوا ‏الطرف وأن يحافظوا على أعراضهم وأمر النساء بألا يظهرن من‎ ‎أجسادهن إلا ما لا بد من ظهوره، وألا يظهرن محاسن أجسادهن إلا ‏في حضرة أزواجهن).

    وتقول عن الزواج فى الإسلام: (الإسلام قدس الزواج وطالب بالعدل بين الزوجين أو الثلاث أو ‎‎الأربع في المعاملة. {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً} سورة النساء (3). أليس هذا ‏نصًا صريحًا يطلب‎ ‎فيه من المؤمنين ألا يتزوجوا بأكثر من واحدة، إلا ‏إذا كان في استطاعتهم تحري العدل‎ ‎بين النساء؟).



    ويقول مونتجومرى وات عميد الدراسات العربية فى جامعة أدنبرا سابقًا: (إن الفكرة الرائدة في القرآن، هي أنه إذا تبنى المسلمون تعدد الزوجات‏‏، فإن جميع الفتيات اللواتي هن‏‎ ‎في سن الزواج يمكنهن الزواج بصورة ‏حسنة .. .. تعدد ‏الزوجات يسمح للنساء الكثيرات بالزواج‎ ‎الشريف، كما يضع حدًا لاضطهاد ‏الأرامل اللواتي تحت الوصاية، كما يخفف من إغراء‎ ‎الزواج المؤقت الذي ‏يسمح به مجتمع عربي ذو عوائد أميَّة. ويجب اعتبار هذا الإصلاح،‏ ‎بالنظر ‏لبعض العادات السائدة آنذاك، تقدمًا مهمًا في تنظيم المجتمع).

    ويقول: (لقد قام محمد صلى الله عليه وسلم في ميدان الزواج والعلاقات‏‎ ‎العائلية‏‏، بتنظيم عميق واسع للبناء الاجتماعي. وقد وجدت قبله نزعات جديدة ‏فردية،‏‎ ‎ولكن أثرها كان هدامًا أكثر منه بناء).

    ويقول: (كانت التشريعات القرآنية تهدف إلى أن لا يتعدى الوصي على‎ ‎حقوق أي ‏قاصر أو امرأة في الميراث الطبيعي).

    وقال واندر: (‎‎من خلال‎ ‎معايشتي للمسلمين اكتشفت العلاقة الرائعة بين أفراد ‏الأسرة المسلمة، وتعرفت كيف‎ ‎يعامل الآباء المسلمون أبناءهم، وعرفت ‏العلاقة الوثيقة التي تربط أفراد الأسرة ‎‎المسلمة، كما أعجبت بالمكانة ‏التي يتمتع بها كبار السن بين المسلمين. وفي الوقت‎ ‎الذي أجد فيه كبار ‏السن في الغرب وفي بلادي أمريكا، قمة الحضارة الغربية المادية‎ ‎المعاصرة، يلقى بهم في مؤسسات العجزة، وينبذون فلا يلتفت إليهم ‏أحد، أجد الجد ‎‎والجدة المسلمين في مركز الأسرة وبؤرتها من حيث ‏الحفاوة والتكريم. لقد أحببت ذلك‎ ‎كثيرا ...).



    فهل تعتقد أن مثل هذه العظمة والسمو، التى تكلم بها الإسلام عن المرأة يحتاج إنسان ما إلى تخبئتها؟ إنها نقطة من أقوى ما جاء به الإسلام، وسبب لفخر أى مسلم يفهم دينه حق الفهم. فمن الذى يتفادى التفاخر بمصدر عزه وأصل من أصول قوته؟! إنه لفخر للمسلم أن يُظهر نقاط القوة هذه للغرب؟ إن الغرب لو عرف فقط هذه الحقائق عن المرأة فى الإسلام لسارع إلى اعتناقه، ولتقاتل مع غيره ليكون له السبق فى الانتماء لهذا الدين، الذى لم يترك جانبًا من جوانب الرفعة والنُبل إلا وأقرها!



    اترك تعليق:


  • أحمد.
    قام بالرد



    قارن هذا التكريم للمرأة بقول الكتاب المقدس جدًا وآراء آباء وفلاسفة المسيحية:

    ونلخص وضع المرأة في الكتاب المُقدّس جدًا:

    1- حكم الكتاب على المرأة بالتحرق الجنسى وفضل عدم الزواج منها، وشجعها على العزوبية، وشجع الرجل على إخصاء نفسه:
    (1وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً. 2وَلَكِنْ لِسَبَبِ الزِّنَا لِيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ امْرَأَتُهُ وَلْيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ رَجُلُهَا.) كورنثوس الأولى 7: 1-2
    (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْيًا كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِينًا. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ. أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا: 27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ. وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْعَذْرَاءُ لَمْ تُخْطِئْ. وَلَكِنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ.) كورنثوس الأولى 7: 25-28
    (38إِذًا مَنْ زَوَّجَ فَحَسَنًا يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيًّا. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضًا عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
    (12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 12 فأين حق النساء فى الزواج وهدوء النفس والمتعة الحلال، إذا تتبع كل إنسان هذه التعليمات؟

    2- قضى على إنسانية المرأة، ولم يفتح أمامها بابًا للطلاق إلا عن طريق الزنى:
    (ومن يتزوج مطلَّقة فإنه يزنى) متى 5: 32 فأين إنسانية المطلقة؟ أين حقها الطبيعى فى الحياة؟ لماذا تعيش منبوذة جائعة متشوقة للزواج ولا تستطيعه؟

    3- وفرض عليها أن تتزوج أخَ زوجها إذا مات زوجها:
    (5«إِذَا سَكَنَ إِخْوَةٌ مَعًا وَمَاتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَليْسَ لهُ ابْنٌ فَلا تَصِرِ امْرَأَةُ المَيِّتِ إِلى خَارِجٍ لِرَجُلٍ أَجْنَبِيٍّ. أَخُو زَوْجِهَا يَدْخُلُ عَليْهَا وَيَتَّخِذُهَا لِنَفْسِهِ زَوْجَةً وَيَقُومُ لهَا بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. 6وَالبِكْرُ الذِي تَلِدُهُ يَقُومُ بِاسْمِ أَخِيهِ المَيِّتِ لِئَلا يُمْحَى اسْمُهُ مِنْ إِسْرَائِيل. 7وَإِنْ لمْ يَرْضَ الرَّجُلُ أَنْ يَأْخُذَ امْرَأَةَ أَخِيهِ تَصْعَدُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِلى البَابِ إِلى الشُّيُوخِ وَتَقُولُ: قَدْ أَبَى أَخُو زَوْجِي أَنْ يُقِيمَ لأَخِيهِ اسْمًا فِي إِسْرَائِيل. لمْ يَشَأْ أَنْ يَقُومَ لِي بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. 8فَيَدْعُوهُ شُيُوخُ مَدِينَتِهِ وَيَتَكَلمُونَ مَعَهُ. فَإِنْ أَصَرَّ وَقَال: لا أَرْضَى أَنْ أَتَّخِذَهَا 9تَتَقَدَّمُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِليْهِ أَمَامَ أَعْيُنِ الشُّيُوخِ وَتَخْلعُ نَعْلهُ مِنْ رِجْلِهِ وَتَبْصُقُ فِي وَجْهِهِ وَتَقُولُ: هَكَذَا يُفْعَلُ بِالرَّجُلِ الذِي لا يَبْنِي بَيْتَ أَخِيهِ. 10فَيُدْعَى اسْمُهُ فِي إِسْرَائِيل "بَيْتَ مَخْلُوعِ النَّعْلِ"».) (تثنية 25: 5-10)

    4- ولم ينس الكتاب المقدس إذلال المرأة حتى يوم عرسها:
    (10«إِذَا خَرَجْتَ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِكَ وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ وَسَبَيْتَ مِنْهُمْ سَبْيًا 11وَرَأَيْتَ فِي السَّبْيِ امْرَأَةً جَمِيلةَ الصُّورَةِ وَالتَصَقْتَ بِهَا وَاتَّخَذْتَهَا لكَ زَوْجَةً 12فَحِينَ تُدْخِلُهَا إِلى بَيْتِكَ تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا 13وَتَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا وَتَقْعُدُ فِي بَيْتِكَ وَتَبْكِي أَبَاهَا وَأُمَّهَا شَهْرًا مِنَ الزَّمَانِ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَدْخُلُ عَليْهَا وَتَتَزَوَّجُ بِهَا فَتَكُونُ لكَ زَوْجَةً. 14وَإِنْ لمْ تُسَرَّ بِهَا فَأَطْلِقْهَا لِنَفْسِهَا. لا تَبِعْهَا بَيْعًا بِفِضَّةٍ وَلا تَسْتَرِقَّهَا مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ أَذْللتَهَا.) تثنية 21: 10-14

    5- إذا زنى رجلها دفعها الرب إلى العهر انتقامًا منه:
    هكذا انتقم الرب من داود لزناه بامرأة أوريا فدفع نساءه للعهارة: (11هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجِعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هَذِهِ الشَّمْسِ) صموئيل الثانى 12: 11

    6- عندما ينتقم الرب من النساء يعرى عورتهن:
    (يُصلِعُ السيد هامة بنات صهيون ويُعرّى الرب عورَتَهُنَّ) أشعياء 3: 17

    7- شبَّه الرب الكفر به أو الشرك بالمرأة العاهرة، ولم يشبهه بالرجل:
    اقرأ قصة العاهرتين: أهولا وأهوليبا (رمز للمدينتين السامرة وأورشليم) حزقيال 23: 1-21

    8- كرَّمَ الكتاب المقدس نساء لعهارتهن:
    فقد افتخر الكتاب المقدس بيهوديت التى زادها الرب بهاء ليزدان جمالها فى عيون من سيزنى بها، أى يجملها الرب لعملية الزنى التى سوف تحدث، أى صوروا الرب فى شكل قوَّاد. وكذلك كانت أستير. فلك أن تتخيل وجود سفرين فى الكتاب المقدس باسم عاهرتين!!

    9- تتضاعف نجاسة المرأة بإنجابها الأنثى:
    والمرأة التى تلد ذكرا فتكون نجسة سبعة أيام، أما إذا ولدت أنثى فتكون نجسة لمدة أسبوعين (لاويين 12: 1-5)

    10- المرأة الحائض والنَّفساء فى التّوراة مخطئة ولابد لها من كَفّارة لتتوب عما لم تقترفه:
    المرأة الحائض والنّفساء في التّوراة مخطئة وعليها أن تقدم ذبيحة بعد أيام تطهيرها ليُكفِّر عنها الكاهن. (لاويين 15: 29-30)

    11- المرأة تسبب شللا للحياة اليومية:
    كذلك المرأة الحائض نجسة، ومن يلمسها فهو نجس، وثيابها نجسة، ومن يلمس ثيابها فهو نجس، والفراش الذى تجلس عليه يكون نجس، ومن يجلس على هذا الفراش يتنجس (لاويين 15: 19-28) وبذلك أصبحت المرأة الحائض فى التّوراة مخطئة وكالمصابة بالجذام

    12- هانت المرأة عليهم فكان مهرها لا يساوى غير (غلفة ذكر رجل ميت):
    (25فَقَالَ شَاوُلُ: «هَكَذَا تَقُولُونَ لِدَاوُدَ: لَيْسَتْ مَسَرَّةُ الْمَلِكِ بِالْمَهْرِ, بَلْ بِمِئَةِ غُلْفَةٍ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِلاِنْتِقَامِ مِنْ أَعْدَاءِ الْمَلِكِ». وَكَانَ شَاوُلُ يَتَفَكَّرُ أَنْ يُوقِعَ دَاوُدَ بِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ.) صموئيل الأول 18: 25

    13- من حق الأب أن يبيع ابنته:
    (7وَإِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابْنَتَهُ أَمَةً لاَ تَخْرُجُ كَمَا يَخْرُجُ الْعَبِيدُ.) خروج 21: 7

    14- حليفة الشيطان وصاحبة آلام البشرية فى هذه الحياة:
    (12فَقَالَ آدَمُ: «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ».) تكوين 3: 12، وصدقه الرب وتحامل على المرأة، وجعلها وحدها صاحبة الخطيئة. (وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي) تيموثاوس الأولى 2: 14
    (بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
    (كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا) كورنثوس الثانية 11: 3

    15- اعتبرها ليست من جنس البشر:
    (8لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ. 9وَلأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ الرَّجُلِ.) كورنثوس الأولى 11: 8-9
    لذلك قرر أحد المجمع، أن المرأة حيوان نجس، يجب الابتعاد عنه، وأنه لاروح لها ولا خلود، ولاتُلقن مبادئ الدين لأنها لاتقبل عبادتها، ولاتدخل الجنة، والملكوت، ولكن يجب عليها الخدمة والعبادة، وأن يكمم فمها كالبعير، أو كالكلب العقور، لمنعها من الضحك ومن الكلام لأنها أحبولة الشيطان ".
    وهذا هو السبب الذى جعل أكبر لاهوتى الكنيسة يدعون لإنعقاد مجمع باكون العالمى عام 586م لبحث: هل تُعد المرأة إنسانًا أم غير إنسان؟ وهل لها روح أم ليس لها روح؟ وإذا كان لها روح فهل هى روح حيوانية أم روح إنسانية؟ وإذا كانت روحًا إنسانيًا، فهل هى على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيرًا: قرروا أنها إنسان، ولكنها خُلِقَت لخدمة الرجل فحسب. وأنها خالية من الروح الناجية، التى تنجيها من جهنم، وليس هناك استثناء بين جميع بنات حواء من هذه الوصمة إلا مريم عليها السلام.
    لذلك أعلن البابا (اينوسنسيوس الثامن) فى براءة (1484) "أن الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين"
    وقال شوبنهاور: (المرأة حيوان، يجب أن يضربه الرجل ويطعمه ويسجنه) .

    16- المرأة نعجة وبقرة:
    (صموئيل الثانى 12: 1-7) وتحكى أن أرسل الرب النبى ناثان إلى داود يستفتيه فى حكم الرجل الغنى الذى عنده نعاج وأبقار كثيرة، واعتدى على نعجة الرجل الفقير، قد سمَّى المرأة فى الحالتين نعجة وبقرة.
    بل وصفوا مريم عليها السلام أشرف نساء العالمين بأنها نعجة، لأن امرأة الخروف لا تكون إلا نعجة: («هَلُمَّ فَأُرِيَكَ الْعَرُوسَ امْرَأَةَ الْخَروفِ».) رؤيا يوحنا 21: 9، والخروف هنا هو رب الأرباب وملك الملوك: (14هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَروفَ، والْخَروفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ) رؤيا يوحنا 17: 14

    17- المرأة كلبة:
    (22وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ: «ارْحَمْنِي يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ. ابْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدًّا». 23فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «اصْرِفْهَا لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!» 24فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». 25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي!» 26فَأَجَابَ: «لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».) متى 15: 22-28

    18- المرأة أغبى من الدواب: لا تفهم، وعليها ألا تناقش ولا تسأل فى الكنيسة:
    ليس للمرأة أن تناقش داخل الكنيسة لتفهم، فهو يفترض أن الرجل هو صاحب العقل، ولا يفهم إلا هو، لذلك من لا تفهم عليها بسؤال زوجها فى البيت! (34لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُونًا لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضًا. 35وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئًا فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ.) كورنثوس الأولى 14: 34-35

    19- إله المحبة أمر بقتلها فى الحروب:
    ([اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ، وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي. فَابْتَدَأُوا بِالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ]. 7وَقَالَ لَهُمْ: [
    نَجِّسُوا الْبَيْتَ، وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا]. فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ.) حزقيال 9: 5-7
    (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلًا وَامْرَأَةً، طِفْلًا وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَمًا، جَمَلًا وَحِمَارًا) صموئيل الأول 15: 3

    20- إله المحبة أمر بشق بطون الحوامل فى الحروب:
    (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16

    21- ملاك الرب يسمِّى المرأة (الشرّ):
    (وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) زكريا 5: 7-8



    أما عن التاريخ التطبيقى للكتاب الذى يقدسه اليهود وغيرهم:


    وكانت المرأة عند الرومان تُبَاع وتُشتَرى كأى سلعة من السلع، كما أن زواجها كان يتم أيضًا عن طريق بيعها لزوجها. وكان لهذا الزوج بعد ذلك السيادة المطلقة عليها. ولم يكن يُنظَر إلى المرأة كأنها ذو روح بل كانت تُعتَبر مخلوقًا بغير روح، ولهذا كان يُحرم عليها الضحك والكلام إلا بإذن. وهذا مطابق لقول بولس: (34لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُونًا لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضًا. 35وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئًا فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ.) كورنثوس الأولى 14: 34-35
    قارن هذا بقول المرأة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: (اتق الله يا عمر! فإن الله لم يحدد المهور)، وهو يومها خليفة المسلمين: وهو أمام شعبه رجالا ونساء، يخطب الناس ويحذرهم التغالى فى المهور! ولم يلبث أن رجع عمر إلى رأيها، وعاد على نفسه باللائمة!! بل أقر على المنبر قائلا: أصابت امرأة وأخطأ عمر!

    ويقول صاحب "عودة الحجاب": (واقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كانت أزواجه تراجعنه الكلام، وتهجره الواحدة منهنَّ يومًا إلى الليل، وراجعت امرأةُ عمر عمرَ رضي الله عنه فقال: "أتراجعينى؟"، فقالت: "إن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم يراجعنه، وهو خير منك".)

    ثم قارن بفعل الرب فى الكتاب المقدس ليخرس المرأة عن التكلم: (وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) زكريا 5: 7-8

    كما كان بعضهم يُغالى أحيانًا فيضع فى فمها قفلًا من حديد، كانوا يسمونه الموسيلير Moselier، وكانوا يحرمون عليها أحيانا أكل اللحوم كما كانت تتعرض لأشد العقوبات البدنية باعتبارها أداة للغواية وأحبولة من حبائل الشيطان. وكان للرجل أن يتزوج من النساء ما يشاء ويتخذ من الخليلات ما يريد.

    ولما اعتنق الرومان المسيحية أصبح للزوجة الأولى بعض الميراث ـ أما بقية الزوجات فكنَّ يُعتَبرن رفيقات. والأبناء منهن يُعاملن معاملة أبناء الزنا اللقطاء، ولذلك لا يرثون ويُعتبرون منبوذين فى المجتمع.

    ومن عجيب ما ذكرته بعض المصادر أن ما لاقته المرأة فى العصور الرومانية تحت شعارهم المعروف "ليس للمرأة روح" تعذيبها بسكب الزيت الحار على بدنها، وربطها بالأعمدة، بل كانوا يربطون البريئات بذيول الخيول، ويسرعون بهن إلى أقصى سرعة حتى تموت، ثم يربطون الشقيات بالأعمدة ويصبون النار على أبدانهن.
    وعن سكب الزيت المغلى على أجساد النساء يروى الدكتور اسبرينج Dr. Aspring أن النصارى قد أخذوه وتفننوا فيه، بل أصبح قانونًا فى بداية القرن السادس عشر: "تشكل مجلس اجتماعى فى بريطانيا فى عام 1500 لتعذيب النساء، وابتدع وسائل جديدة لتعذيبهن، وقد أحرق الألاف منهن أحياء، وكانوا يصبون الزيت المغلى على أجسامهن لمجرد التسلية".

    أما كون المرأة بلا روح فليس هذا منحصرًا فى القرون الأولى للمسيحية فقط، بل امتد إلى أواخر القرن السابع عشر الميلادى. عندما أصدر رجال العلم والمعرفة فى رومانيا فتوى تنص على أنه (ليس للمرأة روح).
    ففى فرنسا عقد الفرنسيون فى عام 586 م ـ أى فى زمن شباب النبى محمد صلى الله عليه وسلم ـ مؤتمرًا (مجمع باكون) لبحث: هل تُعد المرأة إنسانًا أم غير إنسان؟ وهل لها روح أم ليس لها روح؟ وإذا كان لها روح فهل هى روح حيوانية أم روح إنسانية؟ وإذا كانت روحًا إنسانيًا، فهل هى على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيرًا: قرروا أنها إنسان، ولكنها خُلِقَت لخدمة الرجل فحسب. وأنها خالية من الروح الناجية، التى تنجيها من جهنم، وليس هناك استثناء بين جميع بنات حواء من هذه الوصمة إلا مريم عليها السلام.

    كما قرر مجمع آخر، أن المرأة حيوان نجس، يجب الابتعاد عنه، وأنه لاروح لها ولا خلود، ولاتُلقن مبادئ الدين لأنها لاتقبل عبادتها، ولاتدخل الجنة، والملكوت، ولكن يجب عليها الخدمة والعبادة، وأن يكمم فمها كالبعير، أو كالكلب العقور، لمنعها من الضحك ومن الكلام لأنها أحبولة الشيطان.

    وأعلن البابا (اينوسنسيوس الثامن) فى براءة (1484) أن الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين.

    وقال لوثر: (المرأة كمسمار يُدَّق فى الحائط).

    ويقول الأستاذ Abduh2000 فى مقاله بمنتدى برسوميات بعنوان: (المرأة في الكتاب المقدس والديانة النصرانية):
    لذا نجد هنا العالم المسيحي المشهور إيكويناس يعتبر المرأة أرذل من العبد بدليل أن عبودية العبد ليست فطرية بينما المرأة مأمورة فطريًا من قبل الأب والابن والزوج Thomas Acquinas : "Summa Theologica"، XXXIX،3 (انظر).

    وأما المفسر المسيحي المعروف يوحنا فم الذهب ( John Chrysostom ) فهو يعتبر المرأة ((خطرًا أسريًا وسيئة مصورة))
    Will Durant: The Story of Civilization ... The Age of Faith New York، 1950، p.325

    ومن نتائج هذه الأفكار عن المرأة أن أغلب النصارى الأوائل لم يبالوا، رغم كونهم متزوجين، بأداء الحقوق الزوجية واعتبروا هذا الأمر غير ضروري بل غير مناسب
    Hans Leitzmann: The Beginnings of the Christian Church ( London، 1955 )، p.135

    لذا نجد أنه بعد أن يصبح المسيحي أسقفًا يكون من حسناته أن يعتزل المرأة وألا يقترب من امرأته إن كان متزوجا وقبل أن يصبح أسقفا.
    W.E.H. Leeky: A History of European Morals (London، 1911)، vol.2 p.329

    ثم نجد هنا القوانين المضحكة نتيجة لهذه الأمور السابقة، فمثلا إذا أراد الأسقف أن يلتقى بزوجته لمشورة أسرية وجب عليه أن يفعل ذلك في مكان فسيح وبحضور شهود. وأمر البابا هيلدبراند (Hildebrand) المسيحين ألا يستمعوا إلى الأساقفة المتزوجين ولا يطيعوهم.
    W.E.H. Leeky: A History of European Morals (London، 1911)، vol.2 p.332

    وكانت هذه القوانين قيدا ظالما للرجال والأساقفة، فلجأوا إلى الحيل الملتوية لإشباع الرغبات، إلا أن هذه القوانين قد تركت آثارا سيئة عميقة على النساء (فاحتقرن أزواجهن وأُكرهن على الخروج، وظهر عدد كبير - بسبب هذا الفصل بين الرجل وزوجته - من الجرائم والمصائب)
    H.C.Lea:An Historical Sketch of Sacredotal Celibacy، 1884، p.277

    وتعدى بابا آخر - وهو أوربان الثاني (Uraban II) حيث أجاز جميع الحدود في سبيل تنفيذ هذه القوانين غير الفطرية حيث (أجاز للحكام أن يسترقوا نساء أولئك الأساقفة الذين رفضوا أن يتركوا زوجاتهن)
    H.C.Lea: An Historical Sketch of Sacredotal Celibacy، 1884، p.333

    فكان نتيجة هذا أن ساء وضع المرأة في القرون الوسطى وحتى زمن قريب، فلم يكن لها قيمة ولا احترام في المجتمعات المسيحية. وكان من حق الزوج القانوني، حتى النصف الأول من القرن التاسع عشر، أن يبيع زوجته كما تباع الحيوانات
    Cady Stanton: History of Women's Suffrage، vol.3، p.290 (quoted in Rationalist Encyclopaedia by J.McCabe، London، 1950، p. 625



    ومن أقوال فلاسفة أوربا ومشاهيرها فى عصر ما بعد النهضة بشأن المرأة:

    (إذا رأيتم امرأة، فلا تحسبوا أنكم ترون كائنا بشريًا، بل ولا كائنًا وحشيًا وإنما الذى ترونه هو الشيطان بذاته، والذى تسمعونه هو صفير الثعبان) (من وصايات سان بول فانتير - لتلاميذه)

    (المرأة خلقت لكى تخضع للرجل، بل لكى تتحمل ظلمه) (اعترافات جان جاك روسو)

    (المرأة حيوان، يجب أن يضربه الرجل ويطعمه ويسجنه) (شوبنهاور)

    ويستند شوبنهاور إلى وصف يسوع للمرأة الكنعانية أنها كلبة
    ، وإلى وصف صموئيل الثانى للمرأة بأنها نعجة:
    المرأة نعجة وبقرة: (صموئيل الثانى 12: 1-7) وتحكى أن أرسل الرب ناثان إلى داود يستفتيه فى حكم الرجل الغنى الذى عنده نعاج وأبقار كثيرة، واعتدى على نعجة الرجل الفقير، قد سمَّى المرأة فى الحالتين نعجة وبقرة.
    المرأة كلبة: (22وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ: «ارْحَمْنِي يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ. ابْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدًّا». 23فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «اصْرِفْهَا لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!» 24فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». 25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي!» 26فَأَجَابَ: «لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».) متى 15: 22-28

    واضطرت المرأة بموافقته على أنها من الكلاب، حتى يشفى ابنتها: (27فَقَالَتْ: «نَعَمْ يَا سَيِّدُ. وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا». 28حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ.) متى 15: 22-28

    يقول ديشنر صفحة 51-52: (لم يعرف اليهود الرحمة مع النساء إلا قليلا، الأمر الذى أثر فيما بعد فى المسيحية، فهى منذ قصة الخلق ـ أى منذ الوهلة الأولى للحياة، وهى مرتبطة بالرجل وخاضعة له، كما أنها صاحبة أول خطيئة فى التاريخ، وهى الخطيئة الأزلية، وكانت هى التى غررت بالرجل، فأصبح الرجل ضحيتها والمُغرَّر به، ويُعذر فى ذلك، ويُغفر له. وقد تعلل بقوله: (12فَقَالَ آدَمُ: «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ».) وقد حُكِمَ على المرأة بالولادة وأوجاع الحمل وأن تصبح جارية للرجل: (16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَدًا. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».) تكوين 3: 12 و16

    ونجد قصة الخطيئة الأزلية هذه فى الكثير من الأساطيل الوثنية، فنجدها فى الديانة السومارية والديانة البوذية، كما تعرف الأساطير الجرمانية أول زوج من البشر عرفه الإنسان (عسكر وإمبلا) إلا أن اتحادهما لم يُعتبر من الآثام مطلقا).

    (وفى العهد القديم يُظهر لنا اسم الإله (بعل) أنه السيد والمالك زوجته (بعولة)، ويُشبه سفر اللاويين المرأة بالحيوانات المنزلية المستأنسة) انظر الديانة اليهودية لـ Bousset صفحة 426.

    (وحتى فى أيام يسوع كانت المرأة توضع فى نفس مرتبة الطفل والعبد
    ، بل إنه فى القرن العشرين [1991] يصلى اليهودى فى المعبد قائلًا: (أشكرك ربى أنك لم تخلقنى كافرًا أو عبدًا أو امرأة).

    (أمَّا فى جانب العبادة فقد ظُلِمَت المرأة بشدة، فقد استُبعِدَت من أى مشاركة إيجابية
    ، وكانت إقامة الصلوات، وعقد المحاضرات، والوعظ من واجبات الرجل، بل حُرِّمَ عليها دراسة التوراة، وكان لا يُسمَح لها بالدخول إلا إلى الفناء الأمامى للمعبد فقط. والغريب أنه حتى الحيوانات التى كانت تُقدَّم على المذبح، كان لا بد لها أن تكون حيوانات مذكَّرة. وذلك جاء نتيجة لما علمه اليهود من أن الله أحسنَ إلى امرأة ثم أتت منها أول خطيئة فى التاريخ، وبسببها حلَّ الموت علينا، حتى ادعى البعض أن مساوىء الرجل أفضل من فضيلة المرأة).

    (وأكثر من ذلك فقد كانت مُهمَّشة فى الحياة اليومية، وكان يُعَد الكلام معها أكثر من اللازم أو التمسك بمشورتها والعمل بها من المحرمات
    ، التى يُعاقب عليها المرء بنار جهنم، ولم يُسمَح للرجل بتحية المرأة، أو يُسمَح لها بتحيته. لذلك تعجب تلاميذ يسوع من وقوفه مع المرأة السامرية يتبادل معها أطراف الحديث: (27وَعِنْدَ ذَلِكَ جَاءَ تلاَمِيذُهُ وَكَانُوا يَتَعَجَّبُونَ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ مَعَ امْرَأَةٍ) يوحنا 4: 27

    ولم تكن ولادتها من الأشياء التى تدخل السرور على أهلها
    ، وكانت قمة السعادة تغمرهم بولادة الابن الذكر، كما أغفل العهد القديم عند ذكره للأنسال ذكر أسماء البنات بالمرة، بل تعدى الأمر أكثر من ذلك، فقد سَمَحَ للأب ببيع ابنته. (وإذا باع رجل ابنته أمةً لا تخرج كما يخرج العبيد) خروج 21: 7

    (لايوجد رجل فكر فى المرأة ثم احترمها، فهو إما أن يحتقرها وإما أنه لم يفكر فيها بصورة جدية) (أوتو فيننجر)

    (الرجل يمكن أن يتصور نفسه بدون المرأة - أما المرأة فإنها لاتتصور نفسها بدون رجل) جوليان بندا

    وهذا هو الذى دعا متى تحبيذ أن يخصى الرجل نفسه لأجل الملكوت: (12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 12

    تقول الكاتبة كارين أرمسترونج: (فى القرن الثالث عشر الميلادى قال الفيلسوف اللاهوتى القديس توما الاكوينى، الذى سيطر على الفكر الكاثوليكى حتى عهد قريب، إن الجنس كان دائمًا شرًا .. .. وعلى أى حال، فإن هذا الموقف السلبى لم يكن محصورًا فى الكاثوليك، فلقد كان لوثر وكالفين متأثرين إلى أقصى حد بآراء أوغسطين، وحملا مواقفه السلبية تجاه الجنس والزواج إلى قلب حركة الإصلاح الدينى مباشرة. لقد كره لوثر الجنس بشكل خاص، على الرغم من أنه قد تزوج ومحا البتولية فى حركته المسيحية. لقد كان يرى أن كل ما يستطيع الزواج عمله هو أن يقدم علاجًا متواضعًا لشهوة الانسان التى لا يمكن السيطرة عليها. فكم صرخ قائلًا: ( كم هو شىء مرعب وأحمق تلك الخطيئة! إن الشهوة هى الشىء الوحيد الذى لا يمكن شفاؤه بأى دواء، ولو كان حتى الزواج الذى رُسِمِ لنا خصيصًا من أجل هذه النقيصة التى تكمن فى طبيعتنا.) (تعدد نساء الأنبياء ومكانة المرأة ص 226)

    (لقد سلم أوغسطين [القرن الرابع الميلادى] إلى الغرب تراث الخوف من الخطيئة، كقوة لا يمكن السيطرة عليها، فهناك فى لب كل تشكيل للعقيدة، توجد المرأة حواء، سبب كل هذه التعاسة، وكل هذا الثقل من الذنب والشر، وكل الانغماس البشرى فى الخطيئة. لقد ارتبطت الخطيئة والجنس والمرأة معًا فى ثالوث غير مقدس. فبالنسبة لذكر متبتل مثل أوغسطين، لا يمكن فصل هذه العناصر الثلاثة. وفى الغرب بقيت المرأة هى حواء إلى الأبد، هى إغراء الرجل إلى قدره المشئوم. بل إن إنجاب الأولاد الذى تعتبره ثقافات أخرى فخر المرأة الرئيسى وينبوع القدرات التى تمتلكها، نجده فى المسيحية قد غلفه الشر باعتباره الوسيلة التى تنتقل بها الخطيئة).

    ويقول القديس جيروم: (إذا امتنعنا عن الاتصال الجنسى، فإننا نكرم زوجاتنا. أما إذا لم نمتنع: حسنًا! فما هو نقيض التكريم سوى الإهانة).

    وتواصل الراهبة كارين أرمسترونج: (إن المسيحية خلقت أتعس جو جنسى فى أوروبا وأمريكا بدرجة قد تصيب بالدهشة كلا من يسوع والقديس بولس. ومن الواضح كيف كان لهذا تأثيره على النساء. فبالنسبة لأوغسطين الذى كان يناضل من أجل البتولية، كانت النساء تعنى مجرد اغراء يريد أن يوقعه فى شرك، بعيدًا عن الأمان والإماتة المقدسة لشهوته الجنسية. أما كون العصاب الجنسى للمسيحية قد أثر بعمق فى وضع النساء، فهذا ما يُرى بوضوح من حقيقة أن النساء اللاتى التحقن بالجماعات الهرطيقية المعادية للجنس، وصرن بتولات، قد تمتعن بمكانة واحترام كان من المستحيل أن يحظين بهما فى ظل المسيحية التقليدية).

    والذى دعا جيروم إلى قوله أن على المرأة أن تفقد أنوثتها وتصبح رجلًا لتخلص فى الآخرة: لقد كتب جيروم يقول: "بما أن المرأة خُلِقَت للولادة والأطفال، فهى تختلف عن الرجل، كما يختلف الجسد عن الروح. ولكن عندما ترغب المرأة فى خدمة المسيح أكثر من العالم، فعندئذ سوف تكف عن أن تكون امرأة، وستسمى رجلًا" (تعليق جيروم على رسالة بولس إلى أهل أفسس) نقلًا عن اللواء مهندس أحمد عبد الوهاب.

    الأمر الذى أثر فى الأدباء والمفكرين، والأمر الذى حدا بالأديب الفرنسى - لامنيه أن يقول: (المرأة آلة للابتسام. تمثال حى للغباء).

    ودفع بالمؤرخ ميشليه أن يقول: (المرأة كائن نسبى)، وهذا هو الذى دعاهم فى القرن الخامس للدعوة لعقد مجمع باكون ليبحثوا فيه إذا كان للمرأة روح مثل الرجل أم لا.

    لذلك لا تتعجب أن تسمع الفيلسوف أرسطو وهو يقول: (الذكر هو الأنموذج أو المعيار، وكل امرأة إنما هى رجل معيب).

    وقال الفيلسوف نتشه: (إنها ليست أهلًا للصداقة، فما هى إلا هرَّة، وقد تكون عصفورًا، وإذا هى ارتقت أصبحت بقرة ـ وقلب المرأة بالنسبة له مكمن الشر، وهى لغز يصعب حله، ويُنصَحُ الرجل بألا ينسى السوط إذا ذهب إلى النساء).

    لذلك قال لوثر: ( إذا تعبت النساء، أو حتى ماتت، فكل ذلك لا يهم ، دعهن يمتن فى عملية الولادة، فلقد خلقن من أجل ذلك) (تعدد نساء الأنبياء ص 235)

    لقد كتب أودو الكانى فى القرن الثانى عشر: (إن معانقة امرأة تعنى معانقة كيس من الزبالة).

    وكتب أسقف فرنسى عاش فى القرن الثانى عشر: (أن كل النساء بلا استثناء مومسات، وهن مثل حواء سبب كل الشرور فى العالم).

    وقال الراهب البنديكتى برنار دى موريكس دون مواربة فى أشعاره: (إنه لا توجد امرأة طيبة على وجه الأرض).

    وقال الراهب الانجليزى اسكندر نكهام: (إنه نظرًا لأن المرأة لا تشبع جنسيا، فإنها غالبا ما تصطاد بائسًا حقيرًا لينام معها فى فراشها ليشبع نهمها إذا كان زوجها غير موجود فى لحظة شبقها. ونتيجة لذلك كان على الأزواج أن يربوا أطفالًا ليسوا أولادهم).

    وقال القديس ترتوليان: (إن المرأة مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان، ناقضة لنواميس الله، مشوهة للرجل)
    (وكانوا يُعدُّون اختطاف الأطفال لتربيتهم على الرهبنة من القربات. وكانوا يفرون من النساء ولو كانوا أقاربهم لاعتقادهم أن مجرد النظر إلى المرأة مُحبِط للأعمال.)- نقلًا عن معاول الهدم والتدمير فى النصرانية وفى التبشير - إبراهيم سليمان الجبهان [ص 72-75]

    ففى الوقت الذى قال فيه ترتوليان – أحد أقطاب المسيحية الأولى وأئمتها يبين للبشرية نظرة المسيحية فى المرأة: ( إنها مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان ، وإنها دافعة إلى الشجرة الممنوعة ناقضة لقانون الله ومشوهة لصورة الله – أي الرجل) مستندا فى ذلك إلى قول الكتاب المقدس (14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي، 15وَلَكِنَّهَا سَتَخْلُصُ بِوِلاَدَةِ الأَوْلاَدِ، إِنْ ثَبَتْنَ فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْقَدَاسَةِ مَعَ التَّعَقُّلِ.) تيموثاوس الأولى 2: 14-15

    وقال فيه الكتاب المقدس على لسان موسى إنه بسبب خيانتهن للرب حلَّ الوباء على الجماعة: (وَقَال لهُمْ مُوسَى: «هَل أَبْقَيْتُمْ كُل أُنْثَى حَيَّةً؟ إِنَّ هَؤُلاءِ كُنَّ لِبَنِي إِسْرَائِيل حَسَبَ كَلامِ بَلعَامَ سَبَبَ خِيَانَةٍ لِلرَّبِّ فِي أَمْرِ فَغُورَ فَكَانَ الوَبَأُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) سفر العدد 31 :15-18

    وقال فيه سوستام الذي يعد من كبار أولياء المسيحية في شأن المرأة: ( هي شر لا بد منه ، ووسوسة جبلية، وآفة مرغوب فيها وخطر على الأسرة و البيت ومحبوبة فتاكة ، ومصيبة مطلية مموهة) مستندا إلى قول الرب الذى أرسل ملاكه ليقول عنها إنها الشر بعينه: (7وَإِذَا بِوَزْنَةِ رَصَاصٍ رُفِعَتْ. وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) زكريا 5: 7-8

    يقول كارل هاينتس ديشنر فى كتابه (الصليب ذو الكنيسة ـ قصة الحياة الجنسية للمسيحية) فى الفصل التاسع عشر ص 230: (قال سيمون دى بوفوارSimone de Beauvoir : لقد أسهمت العقيدة النصرانية فى اضطهاد المرأة ولم تقم بدور بسيط فى هذا).

    كما قال ماركوس Marcuse:
    (إن فكرة أن تكون المرأة حاملة للخطيئة الأزلية، والتى تتعلق بها عقائد الديانة النصرانية تعلقًا لا تكاد تنفك منه أبدًا، هى التى أثرت أسوأ تأثير على الناحية الإجتماعية والقانونية للمرأة).

    وقال دينس ديديروت Denis Diderot:
    (إن فى كل عادات وتقاليد الحياة اتحد بطش القانون الشعبى مع بطش الطبيعة ضد المرأة، فقد عوملت المرأة فى ظل هذه القوانين ككائن فقد عقله).



    لقد صنع تاريخ المرأة رجالٌ كانوا يتخذون المرأة عدوا لهم منذ العصور الأولى للبابوية.
    وكان الرجل يعتبرها فى العصور المنصرمة للإمبراطورية الرومانية كأحد مواشيه، وله أن يتصرف فيها بالبيع أو القتل إن شاء. ولو قتل ابنة رجل آخر أسلم لهم ابنته فيقتلونها أو يبيعونها أو يتملكونها فلهم الحرية فى ذلك.

    وقد ساد الرجل المرأة فى عصر الجيرمان ، وسُمِحَ له أن يؤدب زوجته بالضرب كما سُمِحَ له بقتل زوجته إذا خانته دون وقوع أدنى عقوبة عليه.

    كما كانت مخلوقًا ثانويًا وشريكة للشيطان فى الخطيئة الأزلية، وهذا يجعلها تأتى دائما فى المرتبة الثانية بعد الرجل حتى على المستوى الكنسى.

    فإذا كان الكتاب المقدس جدًا بجزئيه جعل المرأة سببًا فى خطيئة آدم، وسببًا فى خروجها من الجنة للعمل والشقاء، حتى إنجابها للأولاد جعله تكفيرًا عن هذه الخطيئة، بل إن حبها لزوجها يُعد نقمة وعقوبة من ربها إله المحبة. فماذا تنتظر من أتباع هذا الدين أن يُحسنوا به إليها؟ (16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَدًا . وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».) تكوين 3: 16

    فقد عانت المرأة الويلات من جرَّاء أقوال بولس هذه وغيرها لمدة قرون من الزمان، فقد اعتبر رجال هذا الدين المنسوب للمسيح "أن المرأة دنس يجب الابتعاد عنه، وأن جمالها سلاح إبليس".

    وحرص آباء الكنيسة على التوكيد على أن المرأة مصدر الخطيئة والشر فى هذا العالم، ومن ثم يجب قهرها إلى أقصى حد واستهلاكها نفسيًا تحت وطأة الشعور بالخزى، والعار من طبيعتها وكيانها البشرى.

    وهذا الاعتقاد تسرب إلى النصرانية من بين معتقدات وعادات كثيرة انتقلت إليها من الديانات الوثنية القديمة، التى كانت تعتبر المرأة تجسيدًا للأرواح الخبيثة، والتى كانت متفقة على تحقير النساء وإذلالهن، بل وإبادتهن بأفظع الطرق والوسائل الوحشية، ومن بينها إلزام المرأة التى يموت زوجها أن تحرق نفسها بعد موته وإحراق جثته مباشرة".



    اترك تعليق:


  • أحمد.
    قام بالرد
    المشاركة الأصلية بواسطة abubakr_3
    سلمت يداك أخى أحمد

    فى انتظار باقى إبداعكم


    أخوك علاء أبو بكر

    بل أنتَ مَن سلمت يداك أستاذنا، حفظك الله.

    والحَقيقةُ أنَّنى لستُ سوى ناقِلٍ، ومَن قامَ بالتنسيقِ هوَ أخونا الجندى المَجهول بارَك اللهُ فيه.

    اترك تعليق:


  • أحمد.
    قام بالرد



    30- حفظ الإسلام المرأة بأن وهبها جميع حقوقها المدنية: فلها الحق فى إبرام العقود من بيع وشراء وإجازة وشركة وقرض ورهن وهبة وأن توكل غيرها، وأن تتوكل عن غيرها فيما يملك.

    31- حفظ الإسلام المرأة بأن أزال عنها القصر الدائم، فأقر أهليتها الكاملة، مانحًا إياها حق الولاية على مالها وشئونها.

    32- حفظ الإسلام المرأة بأن ذكرها الله تعالى فقط عندما تكلم عن العمل الصالح
    فقال تعالى بالعموم: (مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا) غافر 40، أما فى الخير فقد جاء بالذكر والأنثى (وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ) غافر 40

    33- حفظ الإسلام حق المرأة في اختيار الزوج المناسب
    ، ولها أحقية القبول أو الرد إذا كانت ثيبًا لقوله صلى الله عليه وسلم (لا تنكح الأيم حتى تستأمر) وقوله: (ليس للولى مع الثيِّب أمر)
    وفى الصحيحين: أن الخنساء بنت حزام قد زوَّجها أبوها وهى كارهة، وكانت ثيبًا! فأتت الرسول صلى الله عليه وسلم، فردَّ نكاحها.

    34- حفظ الإسلام حق المرأة إذا كانت بكرًا فلا تزوج إلا بإذنها
    لقوله صلى الله عليه وسلم (ولا تنكح البكر حتى تستأذن)
    وجاء فى السنن من حديث ابن عباس: أن جارية بكرًا أتت النبى صلى الله عليه وسلم، فذكرت أن أباها زوجها وهى كارهة. فخيرها النبى صلى الله عليه وسلم.
    وجاءت فتاة إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أبى زوجنى ابن أخيه ليرفع بى خسيسته. قال الراوى: فجعل أمرها إليها.
    فقالت: قد أجزتُ ما صنع أبى! ولكن أردت أن أعلم النساء: أن ليس للآباء من الأمر شىء.

    35- حفظ الإسلام حق المرأة في صداقها،
    وأوجب لها المهر (فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً) النساء 24



    36- حفظ الإسلام حق المرأة مختلعة،
    إذا بدَّ لها عدم الرغبة في زوجها أن تخالع مقابل الفداء لقوله صلى الله عليه وسلم (اقبل الحديقة وطلقها)

    37- حفظ الإسلام حق المرأة مطلقة:
    (وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ) البقرة 241

    38- حفظ الإسلام حق المرأة أرملة
    ، وجعل لها حقًا في تركة زوجها: قال الله تعالي (وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ) النساء 12

    39- حفظ الإسلام حق المرأة بأن لا يكون لها عدة
    ، إذا طُلِّقت قبل الدخول بها: قال الله تعالي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا) الأحزاب 49

    40- حفظ الإسلام حق المرأة يتيمة،
    وجعل لها من المغانم نصيبًا، قال الله تعالي (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى) الأنفال 41
    وجعل لها من بيت المال نصيبًا قال الله تعالي (مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى والمَسَاكِين) الحشر 7
    وجعل لها في القسمة نصيبًا(وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى والمَسَاكِين فارزُقُوهُم مِنْهُ) النساء 8
    وجعل لها في النفقة نصيبًا (قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى والمَسَاكِين) البقرة 215



    41- حفظ الإسلام حق المرأة في حياتها الاجتماعية
    ، وحافظ على سلامة صدرها، ووحدة صفها مع أقاربها، فحرم الجمع بينها وبين أختها، وعمتها، وخالتها، كما في الآية، والحديث المتواتر.

    42- حفظ الإسلام حق المرأة في صيانة عرضها
    ، فحرم النظر إليها (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) النور 30

    43- حفظ الإسلام حق المرأة في معاقبة من رماها بالفاحشة
    ، من غير بينة بالجلد (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً) النور 4

    44- حفظ الإسلام حق المرأة في ردِّ زوجها الناشز إلى حدود الله
    عن طريق إدخال أحد الأهل أو ذوى الرأى للإصلاح بينهما: (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ) النساء 128

    45- حفظ الإسلام حق المرأة أمًا، وأوجب لها الإحسان، والبر
    ، وحذر من كلمة أف في حقها، بل جعل دخول الجنة متوقفًا على رضاها. {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} سورة الإسراء (23)



    46- حفظ الإسلام حق المرأة في السكنى وساواها بزوجها:
    (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ) الطلاق 6

    47- حفظ الإسلام حق المرأة في صحتها
    فأسقط عنها الصيام إذا كانت مرضع أو حبلى

    48- حفظ الإسلام حق المرأة في الوصية
    ، فلها أن توصي لِما بعد موتها قال الله تعالي (مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ) النساء 12

    49- حفظ الإسلام حق المرأة في الإجارة:
    فقد أجارت أم هانىء رجلًا من المشركين فى بيتها، أراد على أن يقتله بناءً على أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تكن تعرف أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أباح دمه. فذهبت واشتكت ذلك للرسول صلى الله عليه وسلم، فقال لها: (قد أجرنا مَن أجَرَتِ يا أم هانىء).

    50- حفظ الإسلام حق المرأة في الإستقلال السياسى بشخصيتها
    ، وتلمح هذا فى الزعامة النسائية التى قادتها هند بنت عتبة عندما رأست وفد النساء لمبايعة الرسول صلى الله عليه وسلم.

    وإذا علمت أن التى روت هذا الحديث هى أميمة بنت رقيَّة؛ لا يبعد أن تلمح على وجهها هى الأخرى دلائل: (سكرتيرة الحركة النسائية)
    فقال صلى الله عليه وسلم: (أبايعكن على أن لا تُشركن بالله شيئا)
    فقالت هند: وكيف نطمع أن يقبل منا ما لم يقبله فى الرجال؟
    فقال صلى الله عليه وسلم: (ولا تسرقن)
    فقالت هند: إن أبا سفيان رجل شحيح! إنى أصبت من ماله هناة ؛ فما أدرى: أتحل لى أم لا؟ فقال أبو سفيان ـ وكان حاضرًا ـ: ما أصبت من شىء ـ فيما مضى ـ فهو لك حلال. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وعرفها ـ فقال لها: (وإنك لهند بنت عتبة!)
    قالت هند: نعم! فاعف عما سلف ـ يا نبى الله ـ عفا الله عنك.
    فقال
    صلى الله عليه وسلم: (ولا تزنين!)
    فقالت: أو تزنى الحرة؟
    فقال: (ولا تقتلن أولادكن)
    فقالت: ربيناهم صغارًا، وقتلتهم كبارًا. فأنت وهم أعلم! (تشير إلى مقتل ابنها حنظلة، وقد قتل يوم بدر) فضحك عمر ـ وكان حاضرًا ـ حتى استلقى على ظهره! وتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    فقال: (ولا تأتين ببهتان!)
    فقالت: إن البهتان لأمر قبيح! وما تأمرنا إلا بالرشد ومكارم الأخلاق!
    فقال: (ولا تعصيننى فى معروف)
    فقالت: والله ما جلسنا مجلسنا هذا، وفى أنفسنا أن نعصيك فى شىء.
    فانظر إلى هذه الظاهرة العظيمة: ظاهرة حرية المرأة فى نقاشها، وحوارها للنبى صلى الله عليه وسلم! حرية لا يحلم بها الرجال عند أعظم ملوك الأرض ديمقراطية!!
    ولعلك فهمت من مبايعة النبى صلى الله عليه وسلم للنساء مبايعة مستقلة عن الرجل، أن الإسلام يعتبرهن مسئولات عن أنفسهن مسئولية خاصة مستقلة عن مسئولية الرجل!
    فقبل أن يعرف العالم كله ما يسمى بالحقوق السياسية سواء كانت للرجال أم للنساء كانت المرأة المسلمة تتمتع بهذا الحق وفى أعلى مستوياته ـ أعنى حقها فى مبايعة رئيس الدولة كما كان الرجال يبايعون الرسول صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة والالتزام بما يأمر به الشرع من الأحكام وهو ما يعرف باسم "البيعة".
    وقد روى فى الصحيحين أن النساء اجتمعن مرة، وقلن للرسول صلى الله عليه وسلم: (غلبنا الرجال! فاجعل لنا يومًا من تلقاء نفسك. فوعدهن يومًا لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن)
    ولا تعوزك الآيات الصريحة التى تقرر للمرأة استقلالها التام عن الرجل تجاه الله: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) التحريم 10
    (وضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) التحريم 11
    فالمرأة فى القرآن امرأة صالحة لا يؤثر عليها صلاح الرجل أو فساده أو هى طالحة لا ينفعها فى الآخرة صلاح الرجل وتقواه أو طغيانه؛ فهى ذات مسئولية مستقلة فيما يتعلق بشئونها أمام الله! الأمر الذى جعل الله أن يوجه اللوم لآدم وحواء على ذنبيهما.



    51- حفظ الإسلام للمرأة الإدلاء برأيها وضمن لها الحق في تحاورها مع أعلى سلطة فى الدولة فى شأن زواجها وأولادها:
    (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ * الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ * وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) المجادلة 1-4
    هذه الآيات الأربع نزلت فى حادثة بين أوس بن الصامت وزوجه خولة بنت ثعلبة. قال لها: أنت علىّ كظهر أمى.
    وما برحت حتى نزلت الآيات تشنع على المظاهرين من نسائهم، وتبكتهم، وتضع طريقًا للخلاص من الظهار، وتبين أنه ليس طلاقًا ولا موجبا للفرقة.

    وانظر بعد ذلك كيف جعل القرآن مجادلة المرأة للرسول صلى الله عليه وسلم قرآنًا يُتلى إلى يوم الدين، وجعله تشريعًا عامًا خالدًا.
    فآيات الظهار وأحكامه فى الشريعة الإسلامية، وفى القرآن الكريم لأثر من آثار الفكر النسائى، وصفحة إلهية خالدة تلمح فيها على مر العصور صورة احترام الإسلام لرأى المرأة، وأن الإسلام لا يراها مخلوقة تُقاد بفكر الرجل ورأيه، وإنما لها رأيها. ولرأيها قيمته فى بناء المجتمع المسلم، بل وفى التشريع الإسلامى.

    52- حفظ الإسلام حق المرأة فى مناقشة الحاكم ومراجعته فيما يخالف أوامر الله:
    وعلى هذا المبدأ ـ وهو مبدأ احترام رأى المرأة وأن لها حقها فى التفكير وإبداء الرأى ـ قبل عمر بن الخطاب نقدها إياه ـ وهو خليفة المسلمين ـ وهو يخطب الناس ويحذرهم التغالى فى المهور! ولم يلبث أن رجع عمر إلى رأيها، وعاد على نفسه باللائمة!!

    53- جعل لها الحق فى المشاركة فى نصرة دين الله:

    فتركها تطبب المجاهدين وتسقيهم، وفرض عليها الجهاد بكل ما تملك وقت غزو الأعداء على الدولة المسلمة. وكان يقرع الرسول صلى الله عليه وسلم بين نسائه إذا أراد أن يغزو أو يحج. وكان صلى الله عليه وسلم يعطى المرأة من الغنائم. وكان يبيح قتل المرأة إذا كان لها فى قوة العدو رأى، أو كانت تمسك بالسيف وتحارب كالرجال. وقد ذكر رجال الحديث أن جملة من لم يؤمنهم النبى صلى الله عليه وسلم يوم الفتح أربعة عشر، منهم ستًا من النساء.
    وهذا اعتراف من الإسلام أن هناك من النساء من لها من قوة الرأى والقوة السياسية ما يجعلها تساوى عدة رجال!!

    54- حفظ الإسلام حق المرأة فى حفاظه على إنسانيتها وقت حيضها
    ، فلم يجعلها تتسبب فى نجاسة كل ما تلمسه، بل جعل زوجها يتمتع بها وتتمتع به، دون الجماع. كما حافظ على إنسانيتها أثناء فترة حيضها ونفاسها، فلا يحق للرجل نبذها أو عزلها عن المجتمع بسبب حيضها، ولنا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فى معاملة السيدة عائشة رضى الله عنها أثناء فترة حيضها. فكان يلامسها ويفاخذها دون الوطأ، وكان يتحرى موضع فيها على الإناء ليضع عليه فاه ويشرب.

    55- حفظ الإسلام حق المرأة فى احتفاظها باسمها الشخصى ولقب العائلة: فقد نادى الله مريم باسمها الشخصى فى القرآن، واسمها منسوبًا إلى جذور عائلتها، وجعل اسمها قرآنًا يُتلى ويُتعبَّد به، شأنها فى ذلك شأن الأنبياء، بل نادى نبيه وحبيبه عيسى عليه السلام بابن مريم، ولم يكتفى بقول عيسى فقط: (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ) آل عمران 42
    (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) البقرة 87
    (يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوك اِمْرَأَ سَوْء وَمَا كَانَتْ أُمّك بَغِيًّا) مريم 28
    (وَمَرْيَم اِبْنَة عِمْرَان الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجهَا) التحريم 12



    56- كرَّمَ الإسلام المرأة بأن سمَّى سورة باسم النساء الكبرى، وسورة باسم النساء الصغرى
    (المشهورة بسورة الطلاق)، وسورة باسم مريم، وليس هناك سورة باسم الرجال.

    57- سجل القرآن للمرأة قوة فراستها:
    حيث لم تكن رأته غير مرة واحدة سقا لهما فيها ماشيتهما.وهذا القدر من الرؤية ليس من شأنه أن يمكن الإنسان من معرفة أسرار النفوس ودخائلها، إلا إذا كان قد أوتى من قوة الفراسة ما أوتيته ابنة شعيب!
    (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ)القصص26

    58- سجل القرآن للمرأة حسن حيلتها:
    وكيف أنقذت بحسن هذه الحيلة طفلًا من بطش فرعون: (وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ) القصص 12

    59- سجل القرآن للمرأة ذكاءها وبعد نظرها:
    فقالت ملكة سبأ لمستشاريها: إن كان نبيًا حقًا لم تصادف هديتنا مكانًا فى قلبه، ولم تَحُل بينه وبين تبليغ أمر ربه. وإن لم يكن، فسوف يفرح بها، ويعرض عن قتالنا!!
    (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ) النمل 35
    وقد كان لها ما قدره بعد نظرها وعلمها بالأمم الأخرى، وإلمامها بشىء من أديان وحضارات الشعوب الأخرى: (فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ * ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ) النمل 36-37

    60- سجل القرآن للمرأة حسن سياستها وتدبير ملكها على أساس الشورى
    ، وعدم الاستبداد بالرأى: (قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ * قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ * قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ) النمل 29-34
    انظر إلى الآيات التى تصور حصافة رأى المرأة، وسبرها لغور النفوس، وتجد فى الوقت نفسه عدم الإغترار بما يبديه الأتباع والأشياع من إظهار الاعتداد بنفوسهم وقوتهم، وعدم الإكتراث بغيرهم فى وقت الكلام.
    يصور كذلك عدم تبعيتها العمياء لما يقوله الرجال، حتى ولو كانوا من كبار رجالات الدولة أو ذوى الرأى والمشورة، فقد أظهرتها الآيات أنها كانت أكثر منهم عقلًا وحكمة وعلمًا وفراسة وحسن تدبير لعظائم الأمور.



    61- حفظ الإسلام حق المرأة بأن ساوى بينها وبين الرجل فى الدماء:
    وقد يكون هذا من أهم مظاهر التسوية بين الذكر والأنثى فى الحقوق البشرية المشتركة بينهما: فقد قررت أن يقتل الرجل بالمرأة، والمرأة بالرجل.
    (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ) المائدة 45
    (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) البقرة 179

    62- حفظ الإسلام حق المرأة بأن ساوى بينها وبين الرجل فى اللعان
    : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَيَدْرَؤُ عَنْهَاالْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ * وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ) النور 4-9
    وقارن بإلغاء ما يعرفه الكتاب المقدس من أن تشرب المرأة ماءً مخلوطا بالتراب، فإن لم تمرض فهى بريئة.

    63- حفظ الإسلام حق المرأة بأن ساوى بينها وبين الرجل فى الشهادة:
    فهناك حالات لا تُقبل فيها إلا شهادة المرأة دون الرجل، وهى القضايا التى لم تجر العادة بإطلاع الرجال على موضوعاتها، كالولادة والبكارة، وعيوب النساء فى المواضع الباطنة.
    وهناك شهادة الرجل وحده، وهى القضايا التى تثير موضوعاتها عاطفة المرأة، ولا تقوى على تحملها بما أودع فيها من عاطفة الرحمة والحياة، وذلك كالحدود والقصاص.
    ومع ذلك فقد رأوا قبول شهاداتها فى الدماء، إذا تعيَّنت طريقًا لثبوت الحق، وذلك فيما إذا وقعت الجريمة فى مكان ليس به إلا النساء. ومن القضايا ما تقبل فيها شهاداتهما معًا، وهى القضايا التى ليس موضوعها من أحد النوعين السابقين.

    64- حفظ الإسلام حق المرأة في جسدها بعد موتها، وهذا يشترك فيه الرجل مع المرأة لقوله صلى الله عليه وسلم (كسر عظم الميت ككسره حيا)

    65- حفظ الإسلام حق المرأة وهي في قبرها، وهذا يشترك فيه الرجل مع المرأة لقوله صلى الله عليه وسلم (لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلي جلده خير له من أن يجلس على قبر)



    66- حفظ الإسلام حق المرأة فى الحساب أمام رب العالمين
    ، وهذا يشترك فيه الرجل مع المرأة: وبذلك ساوى بينهما فى الثواب والعقاب فى الآخرة: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) الأحزاب 35
    (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) النحل 97
    (مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ) غافر 40
    (وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا) النساء 124
    (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ) آل عمران 195
    (وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة 72
    (لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا) الفتح 5
    (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) الحديد 12

    67- حفظ حق المرأة فى أن ربطها بالسعادة الأبدية فى الدنيا والآخرة: وجعل الجنة تحت أقدامها، ودخولها يتوقف على رضاء الأم على أبنائها من الرجال والنساء. وجعل عقوبة عقوق الوالدين تُعجل فى الدنيا قبل الآخرة. وجعل الأم من أحق الناس بحسن صحابة المرء.

    وقد أكد القرآن على هذا الرابط بين السعادتين، وجعل سعادة الدنيا وسيلة لسعادة الآخرة. (وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا) الإسراء 72

    بل من جميل صنع الله بالمرأة أن جعل الرجل يتعامل مع الأجناس الدنيا من الوجود، فإنه إما زارع يتعامل مع التربة والمواشى والحيوانات، وإما صانع يتعامل مع المادة الصماء .. ولكن المرأة تتعامل مع أشرف شىء فى الوجود وهو الإنسان، والمرأة التى لا تريد الاقتناع بهذه المهمة تكون امرأة فاشلة.

    بل خلَّدَ القرآن امرأة فى سورة المجادلة، واحترم الإسلام رأيها، وجعلها مجادلة ومحاورة للرسول، وجمعها وإياه فى خطاب واحد (والله يسمع تحاوركما) المجادلة 1. وقرر رأيها، وجعله تشريعًا عامًّا خالدًا. فكانت سورة المجادلة أثرًا من آثار الفكر النسائى، وصفحة إلهية خالدة نلمح فيها على مر الدهور صورة احترام الإسلام لرأى المرأة، فالإسلام لا يرى المرأة مجرد زهرة، ينعم الرجل بشم رائحتها، وإنما هى مخلوق عاقل مفكر، له رأى، وللرأى قيمته ووزنه.



    قارن هذا عزيزى الكاتب بقول بولس إن لا يأذن للمرأة
    أن تُعلِّم وتظل صامتة لسبب غريب حدًا، وهو أن آدم خلق قبلها: (12وَلَكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ، 13لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلًا ثُمَّ حَوَّاءُ، 14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي) تيموثاوس الأولى 2: 12-14
    وقوله: (34لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُونًا لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضًا. 35وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئًا فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ.) كورنثوس الأولى 14: 34-35
    إنها بحق كارثة حلَّت على المرأة بسبب الكتاب الذى تعتقدون قدسيته عزيزى الكاتب! فما علاقة هذا الكتاب بالعقل أو الإنسانية أو الرحمة أو حتى المحبة؟

    وكان النبى صلى الله عليه وسلم يقول عن نفسه: (أنا ابن العواتك من قريش). والعواتك هنَّ نساء من قريش، كانت كل منهن تُسمَّى عاتكة.
    وقال صلى الله عليه وسلم: (النساء شقائق الرجال)، أى جزء أو شق منهم.
    وقال صلى الله عليه وسلم: (من سعى على ثلاث بنات فهو فى الجنة، وكان له أجر المجاهدين صائمًا قائمًا).
    وقال صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لنسائه، وأنا خيركم لنسائى).
    وحتى لا يشقُّ الرجال على نسائهم، فقد قال صلى الله عليه وسلم عنهن: (أنهن خُلِقنَ من ضلع أعوج، إذا حاولت أن تقيمه كسرته، فسايسوهن تستمتعوا بهن).
    وعن أسماء بنت أبى بكر قالت: قدمت على أمى وهى مشركة في عهد قريش، إذ عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومدتهم مع أبيها، فاستفتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت له: (يا رسول الله، إن أمي قدمت علىّ وهي راغبة؟ أفأصلها؟ قال: (نعم، صليها).
    جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: (أمك). قال: ثم من؟ قال: (ثم أمك). قال: ثم من؟ قال: (ثم أمك). قال: ثم من؟ قال: (ثم أبوك).
    وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا صلت المرأة خَمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلى الجنة من أىِّ الأبواب شئت).
    ويكفى النساء المسلمات شرفًا على الرجال أن أول من آمن بالرسول صلى الله عليه وسلم هى زوجته السيدة خديجة، وأول شهيدة فى الإسلام هى سُميَّة أم عمَّار بن ياسر، وأول من أؤتُمِنَ على حفظ كتاب الله بعد جمعه هى أم المؤمنين حفصة بنت عمر.
    وقال صلى الله عليه وسلم: (أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خُلُقًا، وخياركم لنسائهم خلقًا).
    وقال صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلى) حسن صحيح، أخرجه الترمذى والدارمى وابن ماجه
    .



    عزيزى الكاتب:
    قارن هذا التكريم للمرأة بقول الكتاب الذى تقدسه وآراء آباء وفلاسفة المسيحية، ثم أخبرنى: هل علمت كل هذا عن الإسلام وكتمته عن أتباعك؟ وهل علمت كل الذى كتبته لك عن المسيحية وكتمته عن مستمعيك وقرائك؟ فلو كنت علمت ذلك وكتمته عن قرائك فأنت غير أمين، وغير جدير بالمنصب الذى تشغله، ويجب ألا تقود أيًا من المؤمنين بك!! ولو كنت لا تعلمه فهذه كارثة أكبر!!



    اترك تعليق:


  • abubakr_3
    قام بالرد
    سلمت يداك أخى أحمد

    فى انتظار باقى إبداعكم


    أخوك علاء أبو بكر

    اترك تعليق:


  • أحمد.
    قام بالرد
    البداية مع تغيير الهوية




    البداية مع تغيير الهوية:


    يقول الكاتب - منتقدًا أسلوب المسلمين فى الدعوة – إن لديهم فى دينهم ما يخشون منه، وما يخجلهم، فيخبأونه عن المسلمين الجدد، وأثناء دعوتهم للغير. وبذلك يظنون أنهم أمسكوا نقيصة ما على الإسلام، فيقول تحت عنوان (1- تغيير الهوية):

    (وجدنا دعاة الإسلام يتفادون الإشارة إلي التعاليم التي تثير حفيظة المواطن الغربي مثل أن النساء غير مساويات للرجال، والرجال من حقهم ضرب نسائهم. إنهم لا يتعرضون إلي الحدود الإسلامية في القصاص مثل قتل المرتد وجلد السكير وقطع يد السارق.)

    أما بالنسبة للنساء فأذكرك بما قاله الله تعالى فى حقهن ومساواتهن بالرجال، وبما يقوله كتابك الذى تقدسه، ورجال الدين الذى تنتمى إليه. فهذه شبهة ألصقها أعداء الإسلام به، ليتخلصوا من ماضيهم الأسود تجاه المرأة، وليبرئوا دينهم وآباءهم من هذا السواد الملتصق بهم لصقًا لن يتمكنوا من الفكاك منه، مهما عاشوا، ومهما قالوا، ومهما حاولوا تمييع الموضوع فى عيون أتباعهم، وجعل اضهادهم للمرأة عملية تاريخية عاصر منها الجنس البشرى فى كل مراحل تاريخه.

    لكن لا. إنه تاريخ دينكم وحضارتكم فقط، فقد عاشت المرأة المصرية القديمة عصورًا من أجمل العصور، وأزهاها بالنسبة لكرامتها ووضعها الإجتماعى، وهذا بخلاف من حملوها وزر الخطيئة الأزلية، وخروج الجنس البشرى من الجنة:



    رأى الإسلام فى الأنثى:

    وهنا أدعو كل مسلم ومسلمة، وأناشد كل مسيحى ومسيحية أن يقرأ ما قدمه الإسلام للمرأة فى نقاط سريعة يسهل على القارىء تتبعها مؤيدة بآيات القرآن والأحاديث النبوية. وأدعو البابا وكل أتباعه ليتأملوا ما جاء به الإسلام فقط فى حق المرأة، وليتتبعوا، وليبحثوا عما قاله كتابهم بشأن هذه النقاط.

    فلم يكرم دين أو كتاب سماوى أو قانون وضعى المرأة كما كرمها الإسلام. فمن وقت أن أعلن الرب لملائكته أنه سيخلق فى الأرض بشرًا، جعلها خليفة لله ممثلة له على الأرض وشريكة للرجل فى استخلافه لها. لذلك رفع عنها الأغلال التى وضعتها الكتب الأخرى فى عنقها، وكرمها إذ سفهها الناس وأصحاب الأديان الأخرى، ورفعها إذ وضعها الناس والفلاسفة النصارى واليهود، فكرمها بنتًا وأمًا وزوجة وأختًا وطفلة ورضيعة وجنينًا فى رحم أمها. ولك أن تتخيل أن الله جعل هدف كل العبَّاد والنسَّاك والزهَّاد تحت أقدام امرأة: فقد ربط الجنة بأسفل أقدام الأم، امرأة.

    وزاد فى تكريمها فجعل الدنيا مؤنثة فى لغة القرآن، والرجال يخدمونها، والذكور يعبِّدونها، ويعملون من أجلها، والأرض مؤنثة، ومنها خلق آدم، وخلقت البرية، وفيها كثرت الذرية، وأُمِروا بتعميرها، والحفاظ عليها، والقتال من أجل خلود شريعة الله عليها، كما أُمِرُوا بالسجود لله عليها، والسماء مؤنثة، وقد زينت بالكواكب، وحُلِّيَت بالنجوم، التى تهدى الرجال فى طريقهم إلى بر الأمان، والنفس مؤنثة، وهى قوام الأبدان، وملاك الحيوان، والحياة مؤنثة، ولولاها لم تتصرف الأجسام، ولا عرف الأنام، والجنة مؤنثة، وبها وعد المتقون، وفيها ينعم المرسلون والشهداء والصالحون، والنار وجهنم وأسماؤها مؤنثة، وفيها يُعذب المذنبون من الرجال والنساء، وينتقم من ذنوبهم؛ لتخلصهم من أدرانهم وذنوبهم، ليتمكنوا من الخلود فى الجنة، ويخلد فيها الكافرون والمشركون ومن حكم الله عليهم بالخلود فيها.



    انظروا إلى تكريم الله للأب الذى أنجب بنتًا:

    عن عبد الله بن مسعود قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من كانت له ابنة فأدبها وأحسن أدبها وعلمها وأحسن تعليمها وأوسع عليها من نعم الله التي أوسع عليه كانت له منعة وسترا من النار) رواه الطبراني

    وعن أبي هريرة أن رسول الله
    صلى الله عليه وسلم قال: (من كن له ثلاث بنات فعالهن وآواهن وكفهن وجبت له الجنة. قلنا: وبنتين؟ قال: وبنتين. قلنا: وواحدة؟ قال: وواحدة.) رواه الطبراني في الأوسط (مجمع الزوائد ج: 8 ص: 158)

    ولم تشمل هذه الرعاية والعناية بنات الرجل فقط، بل أكثر من ذلك فقد قرر الله أن الجنة مصير من أدب جاريته وأحسن إليها: عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله
    صلى الله عليه وسلم: (من كانت له جارية فعالها فأحسن إليها ثم أعتقها وتزوجها كان له أجران) صحيح البخاري ج: 2 ص: 899

    فهذا شرف لم يعطه الله للأب الذى أنجب ولدًا!! لقد أدخله الله مسابقة الفوز بالجنة! فقط لأنه أب لإبنة! فليفرح وليتفاخر الأب ذو البنات على الأب ذو البنين!

    تقول زيجريد هونكه: (إن الحلى التى يقدمها الأوروبى لحبيبته أو لزوجة صديقه أو رئيسته، سواء أكانت ماسًا أصليًا أو زجاجًا مصقولًا، هى عادة استوردت من الشرق، ويمارسها الناس كل يوم، ولا يعرفون لها مصدرًا).

    لقد ذكرت المرأة فى القرآن 24 مرة، وهو نفس العدد الذى ذكر فيه الرجل. ولم تعد المرأة فى ظل الإسلام كما كانت عند الآخرين دنسًا يجب التنزه عنه، ولكن تسامى الإسلام بالمرأة إلى علياء السمو، وجعل الزواج من نعمه سبحانه على عباده. فقد مدح الله فى كتابه الرسل السابقين لأنهم تزوجوا، فقال: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً) الرعد 38

    ومدح الله عز وجل أولياءه بأنهم يسألونه ذلك فى دعائهم، فقال سبحانه: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا * أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا * خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا * قُلْ مَا يَعْبَؤُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا) الفرقان 74-77

    وجعل الله على المرأة واجبات كما أعطاها حقوقًا، وفرض على الرجل واجبات، مثل ما فرض عليه من حقوق، لو أخذ كل منهما واجباته، وقام بها، وأعطى الآخر حقوقه، لاستقام أمر الحياة الزوجية والمجتمع.

    فى الحقيقة لا يعرف الإسلام التفرقة بين الرجل والمرأة على أساس أفضلية أحدهما على الآخر، ولكن تبعًا لطبيعة كل منهما أو الواجبات المُناطة بهما. فقد ساوى الإسلام بينهما فى الإنسانية، وفى الواجبات، وفى الحقوق، بل أولى المرأة اهتمامًا ورعاية لم يشملها الكتاب المقدس ولا تاريخ الشعوب اليهودية أو النصرانية أو حتى الوثنية. ولا أى قانون وضعى أنصف المرأة ورفعها، بل جعلها تاجًا على رؤوس الرجال والمجتمع، كما فعل الإسلام.

    فقد جاءت رحمة الله المهداة إلى البشرية جمعاء، بصفات غيرت وجه التاريخ القبيح، لتخلق حياة لم تعهدها البشرية في حضاراتها أبدًا .. وبذلك حرر الإسلام المرأة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى: فقد حررها فى كل الجوانب النفسية والجسدية والعقلية والأمنية والعلمية.

    وهناك الكثير والكثير من الأدلة والبراهين، على أن الإسلام هو المحرر الحقيقي للمرأة من العبودية، بل جعل حقوقها جزءًا من كيان الدين نفسه وشطرًا من الحقوق العامة للإنسان قبل أن يشرعها الإعلان العالمى لهذه الحقوق بأكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان. حيث شرعها الإسلام فى القرن السادس الميلادى بينما كان الإعلان العالمى فى عام 1948 (أى فى القرن العشرين).



    ولأن حقوق المرأة فى الإسلام ـ كما أشرت جزء من الحقوق العامة للإنسان فقد كفل الإسلام للمرأة من الحقوق ما أعطاها الحياة نفسها بكل شرف وعزة وإباء، وجعلها شريكة له فى كل أمور الحياة السياسية والإجتماعية، وراعى الناحية النفسية والأنثوية والجنسية لها. وحتى يُعلم هذا الأمر بصورة أوضح، سأبين حفظ حقوق المرأة في الإسلام ابتداءً من كونها جنين في بطن أمها إلى أن تقابل ربها:

    1- حفظ الإسلام حق المرأة قبل أن تُخلق، فجعلها الله خليفة فى الأرض، وأشركها فى التكليف مع آدم، فقال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) البقرة 30

    2- حفظ الإسلام إنسانيتها وساواها بالرجل فى الأصل والنشأة: فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات 13
    (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء) النساء 1
    وقال
    صلى الله عليه وسلم: (إنما النساء شقائق الرجال)

    3- حفظها الإسلام بأن جعلها آية من آياته، تطالب الرجل والمرأة على السواء شكر الله عليها، فقال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم 21

    4- حفظها الإسلام بأن جعلها هبة الله للبشرية، فقال تعالى: (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ) الشورى 49

    5- حفظها الإسلام بأن جعلها نعمة من نعم الله وقُربة من قرباته للبشرية، فقال تعالى: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا * أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا * خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا * قُلْ مَا يَعْبَؤُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا) الفرقان 74-77



    6- حفظ الإسلام كيانها فى المجتمع بأن اعتبرها مسئولة عن قيام الفضيلة والقضاء على الرذيلة فى الأرض
    ، عن طريق الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، مثلها مثل الرجل. وبذلك حمَّلها مسئولية الدين والدعوة إليه، وجعله أمانة فى عنقها وعنق الرجل: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) التوبة 71

    7- حفظ الإسلام الأنثى وجعل الاعتداء عليها من السفه بل اعتبره من الآثام وجعل البيت المسلم يبتهج لمقدمها: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) النحل 58-59
    (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللّهِ قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ) الأنعام 140

    8- حفظ الإسلام المرأة بأن جعل قتلها قتلًا للبشر جميعًا، وهى تتساوى فى هذا مع الرجل، فقد قال تعالى: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) المائدة 32

    9- حفظ الإسلام حق المرأة وهي في بطن أمها، فإن طُلقت أمها وهي حامل بها، أو بعد ولادتها، أوجب الإسلام على الأب أن ينفق على الأم فترة الحمل بها (وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُن) الطلاق 6

    10- حفظ الإسلام حق المرأة بحيث لا يُقام على أمها الحد، حتى لا تتأثر وهي في بطن أمها (ولما جاءت الغامدية وقالت يا رسول الله طهرني فقال لها: حتى تضعي ما في بطنك)



    11- حفظ الإسلام حق المرأة راضعة؛
    فلما وضعت الغامدية ولدها، وطلبت إقامة الحد قال
    صلى الله عليه وسلم (اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه)

    12- حفظ الإسلام حق المرأة مُرضِعة، فجعل لها أجرًا، وهو حق مشترك بين الراضعة والمرضعة (فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ) الطلاق 6

    13- حفظ الإسلام حق المرأة مولودة من حيث النفقة والكسوة (وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوف) البقرة 233

    14- حفظ الإسلام حق المرأة طفلةً بأن جعل الأب يعق عنها مثل الذكر: وقد اختلف الفقهاء فى قدرها، فذهب جماعة إلى أنها شاتان عن الذكر، وشاة عن الأنثى.

    ورأى آخرون ـ ومنهم الإمام مالك ـ أنها شاة عن الذكر والأنثى، مستدلًا بحديث رواه ابن عباس: أن رسول الله
    صلى الله عليه وسلم عقَّ عن الحسن والحسين كبشًا كبشًا.

    15- حفظ الإسلام حق المرأة في فترة الحضانة التي تمتد إلى بضع سنين، وأوجب على الزوج النفقة عليها في هذه الفترة لعموم أدلة النفقة على الأبناء.



    16- حفظ الإسلام حق المرأة في الحياة الهنيئة
    ، فنهى عن الرهبانية وامتدح الزواج: (وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) الحديد 27
    وقال رسوله الكريم
    صلى الله عليه وسلم: (تزوجوا فإنى مكاثر بكم الأمم يوم القيامة، ولا تكونوا كرهبانية النصارى). أخرجه البيهقى
    واعتبر الزواج من أُسس الحياة الهنيئة: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم 21

    17- حفظ الإسلام حق المرأة في التمتع الجنسى بزوجها ووفَّى بمتطلباتها الجنسية معه: فببزوغ فجر الإسلام تبددت الأوهام التى كانت تعد الرابطة الزوجية دناءة بهيمية، ولم يقف الإسلام على ذلك، بل تسامى بتلك الرابطة فوق طابع الشهوة إلى ممارسة سامية عالية، فقد أرشد النبى
    صلى الله عليه وسلم الزوجين إلى استصحاب التسمية، وحضَّ على ذلك لما فيها من الخير الكثير: عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتى أهله قال: "بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا"، فإنه إن يقدر بينهما ولد فى ذلك اليوم، لم يضره الشيطان أبدًا). متفق عليه

    ولم ير عيبًا فى الزواج، وجماع الرجل لزوجته، بل علم المسلمين الطريقة المثلى للجماع، فلا يقع الرجل على زوجته مثل الحيوانات، ويستمتع هو دونها، فأمر الرجل المسلم أن يُقدِّم لنفسه ويُهيِّىء زوجته ونفسه لهذا، بل وأثاب عليه: (نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) البقرة 223

    وعن أبى سعيد رضى الله عنه قال رسول الله
    صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل إذا نظر إلى امرأته، ونظرت إليه، نظر الله تعالى إليهما نظرة رحمة، فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما"). صحَّحه السيوطى

    18- حفظ الإسلام حق المرأة في الميراث عمومًا، صغيرة كانت أو كبيرة قال الله تعالي (فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ) النساء 11

    19- حفظها الإسلام نفسيًا ومعنويًا وإجتماعيًا بأن ساوى بينها وبين الرجل فى أغلب التكاليف: (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا) النساء 36
    (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَوَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ ) العنكبوت 7-9
    (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) النحل 90-91
    (لاَّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولًا * وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا * رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا * وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا * وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلًا مَّيْسُورًا * وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا * إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا * وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءًا كَبِيرًا * وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا * وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا * وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولًا * وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا * وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا * وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا * كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا * ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدْحُورًا ) الإسراء 22-40

    20- حفظ لإسلام المرأة بأن دافع عنها الله بنفسه وتوعد الذين يؤذونهن، وهى تشترك فى ذلك مع الرجل: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) الأحزاب 58
    (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ) البروج 10



    21- حفظ الإسلام حق المرأة بأن طلب إلى المؤمنين أدبًا ساميًا فى دخول البيوت للحفاظ على أعراض النساء وسمعتهن، وبعدًا بها عن مواطن الزلل والفتنة:
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) النور 27-28

    22- حفظ الإسلام المرأة بأن أمر رسوله أن يستغفر الله لها: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ) محمَّد 19

    23- حفظ الإسلام أيضًا المشركات بأن منع قتلهن فى الحروب: عن ابن عمر رضى الله عنهما قال: (وُجِدَت امرأة مقتولة فى بعض مغازى النبى
    صلى الله عليه وسلم فنهى عن قتل النساء والصبيان) [الشيخان وغيرهما]

    24- حفظ الإسلام المرأة وحرَّمَ وأدها صغيرة، وفرض حسن تربيتها وتعليمها: قال الله تعالى: (وإذا الموءودة سُئلت بأى ذنب قتلت)
    وقال
    صلى الله عليه وسلم: (من كانت له أنثى، فلم يئدها، ولم يُهِنْها، ولم يؤثر ولده عليها، أدخله الله الجنة)

    25- حفظ الإسلام المرأة بأن اعتبرها من المكونات الأساسية لخيرات الدنيا والآخرة: قال
    صلى الله عليه وسلم: (أربع من أعطيهنَّ فقد أعطى خير الدنيا والآخرة: (قلبًا شاكرًا، ولسانًا ذاكرًا، وبدنًا على البلاء صابرًا، وزوجة لا تبغيه خوفًا فى نفسها ولا ماله)



    26- حفظ الإسلام المرأة بأن جعلها خير ما فى الدنيا كلها:
    قال
    صلى الله عليه وسلم: (الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة).

    27- حفظ الإسلام المرأة بأن جعل الجنة غاية حياة كل مؤمن تحت أقدامها، فأى شرف هذا الذى نالته المرأة فى الإسلام؟
    فقد روى أن رجلًا جاء إلى النبى
    صلى الله عليه وسلم فسأله النبى: (هل لك من أم)؟ قال: نعم. فقال صلى الله عليه وسلم: (الزمها، فإن الجنة تحت أقدامها). ذكره الألبانى فى صحيح الجامع

    28- حفظ الإسلام المرأة بأن نزع عنها لعنة الخطيئة الأبدية التى وصمتها بها الأديان السابقة، واعتبرها وزوجها قد أذنبا ثم منحهما التوبة والغفران، فقال تعالى: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ) البقرة 36، وقال: (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ) الأعراف 20
    وعندما أدان شخصًا بمفرده، أدان آدم فقط، فقال تعالى:(فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى) طه 120

    29- حفظ الإسلام المرأة بأن جعل لها نصيبًا فى الميراث، بعد أن كانت جزءًا منه فقال تعالى: (لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا) النساء 7
    فقرر نصيبًا لها فى الميراث باعتبارها زوجة، وباعتبارها بنتًا، وباعتبارها أمًا، وباعتبارها أختًا.
    (يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَا نَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيمًا * وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَآ أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ) النساء 11-12



    اترك تعليق:


  • abubakr_3
    قام بالرد
    مُقدِّمة




    مقدمة


    أتناول هنا الرد على كتاب "الإسلام بدون حجاب" بكتاب أحتار فعلا فى تسميته، فهل أسميه "الكتاب المقدس بدون حجاب" أم "ارفعوا القناع عما تسمونه الكتاب المقدس" أم "تقديس المحرف" أم "تحريف المقدس" أم "المسيحية .. أكبر كذبة فى تاريخ البشرية" أم "المسيحية بدون غطاء" أم "المسيحية بدون حجاب" أم "رحلة إلى أعماق الكتاب المقدس" أم "المرأة الكتابية فى ميزان الإنسانية" أم ماذا؟

    صدر هذا الكتاب "الإسلام بدون حجاب" باللغة الإنجليزية (هكذا يقولون) تحت اسم ISLAM UNVEILED، وصدرت الطبعة التاسعة منه عام 2002، وهى ما بين يدى. والتى تُنسب لشخص أسماه مؤلفو الكتاب (عبد الله العربى).

    وأرجوا ألا يشعر المسيحى البسيط أننى أهاجمه، بل إننى أنقِذه. أى والله أنقذه لأننى أعلم أنه لم يقرأ محتويات هذا الكتاب الذى يسمونه مقدسًا. وليس غرضى من هذا الكتاب أن أهاجم حتى تعاليم الآخرين وعقائدهم، بل أهدف إلى عرض حقائق أولية لهذا الكتاب وتعاليمه، متمنيًا أن ينقذ الله بى ولو فردًا واحدًا من النار. وغرضى كذلك الرد على هذا الكتاب المذكور أعلاه.

    كثير هم المسيحيون الطيبون، الذين لا يعرفون عن دينهم إلا أنه دين المحبة، وأن يسوع جاء مخلصًا لهم، بموته على الصليب، وبذلك غفر لهم كل ذنوبهم. على الرغم من قوله إن من يؤمن بالذى أرسله ويتبع تعاليمه فقد انتقل بموته إلى الحياة الأبدية: يوحنا 5: 24 (24اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)

    وأكثر المسيحيين لم يقرأوا كتابهم كله، ولم يقارنوا بين تعاليمه المتناقضة، ولم يبحثوا عن الحق، الذى طالبهم يسوع بالبحث عنه. لذلك تأتى هذه الدراسة لفتح الملفات المغلقة، ولتفنيد ثوابت فى عقول المسيحيين لم يفتحوها من قبل، ولم يجرؤ أحد منهم على مناقشة هذا الموضوع فى الكنيسة أو من أحد آخر.

    وقليل منهم من يملك الاستعداد التام لاتباع الحق أينما وجده .. ولأمثال هؤلاء أكتب، وأتناقش وأتواصل محتسبًا وقتى وجهدى فى سبيل الله تعالى.

    ستجدنى أستعمل لفظة مسيحيين أو المسيحية مسايرًا الجموع فى استعمال هذه الكلمة لما تشير إليه اليوم. لكن من يعلم من هؤلاء المسيحيين أن يسوع لم يعرف هذه المسيحية ولم يبشر بها؟ ومن هنا ننطلق ..



    نعلم جميعًا مسلمون وغيرهم أنه لا يوجد ديانة اسمها المسيحية
    . نعم لا توجد ديانة اسمها المسيحية. فمن الذى أسس هذه الديانة؟ يسوع؟ إن يسوع لا يعرف ديانة اسمها المسيحية. فهو لم ينطق بهذا الاسم، ولم يقل هذا، بل إن كلمة المسيحية لا توجد فى طول الكتاب وعرضه، والأكثر من ذلك أن كلمة مسيحى اخترuت بعد رفع يسوع، وكانت تُعد سُبَّة: فيقول قاموس الكتاب المقدس مادة (مسيحى): (دعي المؤمنون مسيحيين أول مرة في أنطاكية (اع 11: 26) نحو سنة 42 أو 43م. ويرجّح أن ذلك اللقب كان في الأول شتيمة (1 بط 4: 16) قال المؤرخ تاسيتس (المولود نحو 54م.) أن تابعي المسيح كانوا أناسًا سفلة عاميين ولما قال أغريباس لبولس "بقليل تقنعني أن أصير مسيحيًا" (اع 26: 28) فالراجح أنه أراد أن حسن برهانك كان يجعلني أرضى بأن أعاب بهذا الاسم).

    وتؤكد هذا دائرة المعارف الكتابية مادة (مسيح - مسيحيون): (ترد كلمة "مسيحي" أو "مسيحيين" ثلاث مرات في العهد الجديد (أع 11: 26، 26: 28، 1بط 4: 16) .ففي الأصحاح الحادي عشر من سفر أعمال الرسل نجد أول استعمال للكلمة حيث نقرأ: "ودُعي التلاميذ مسيحيين في أنطاكية أولًا، أي المنتمين للمسيح أو أتباع المسيح، وواضح أن هذا الاسم لم يصدر أساسًا عن المسيحيين أنفسهم، كما لم يطلقه اليهود على أتباع المسيح الذي كانوا يكرهونه ويضطهدون أتباعه، بل كانوا يطلقونه على المؤمنين بالرب "شيعة الناصريين" (أع 24: 5)، فلابد أن الكلمة سكها الوثنيون من سكان أنطاكية عندما انفصلت الكنيسة عن المجمع اليهودي، وحلت محل المجمع جماعة كانت غالبيتها من الأمم الذين آمنوا بالمسيح ......)

    وتقول أيضًا: (كان المؤمنون في أنطاكية هم أول من أطلق عليهم هذا الوصف. فحيث كُرز بالإنجيل للأمم كما لليهود، ظهر أن المسيحية شيء آخر غير اليهودية، وأنها ديانة جديدة. وحيث أن المؤمنين كانوا يتحدثون دائمًا عن المسيح، وأطلق عليهم الاسم "مسيحيون"، ولعلها كانت تنطوي أساسًا على نوع من التهكم. ويبدو أن المسيحيين أنفسهم لم يتقبلوا هذا الاسم بصدر رحب في البداية، ولكنه على توالي الأيام، التصق بهم وصاروا يعرفون به. وكما سبق القول، يظهر هذا الاسم ثلاث مرات في العهد الجديد، فنجد أول استخدامه في أع 11: 26، حين أطلق أولًا على المؤمنين في أنطاكية. وبعد ذلك يقول أغريباس الملك – متهكمًا – للرسول بولس: "بقليل تقنعني أن أصير مسيحيًا" (أع 26: 28). ثم يقول الرسول بطرس: "لا يتألم أحدكم كقاتل أو سارق ... ولكن إن كان كمسيحي، فلا يخجل، بل يمجد الله" (1بط 4: 16). ولا يرد هذا الاسم إلا في القرن الثاني، إذ كان إغناطيوس الأنطاكي هو أول مسيحي يطلق على المؤمنين اسم "مسيحيين". كما كتب بلليني (الحاكم الروماني للمنطقة التي أرسل إليها الرسول بطرس رسالته الأولى) للامبراطور تراجان عن أناس قدموا أمامه بتهمة أنهم "مسيحيون"، ومنذ ذلك الوقت أصبح المؤمنون بالمسيح يشتهرون بهذا الاسم). وبعد ذلك قامت دائرة المعارف بتجميل هذه السُّبة، لتسهل على المؤمنين بها تقبلها والتفاخر بها، فقالت: (وليس ثمة ما هو أفضل من أن يُسمى المؤمنون بالمسيح باسم "مسيحيين" لإعلان انتمائهم للمسيح وتشبههم بحياته.)

    فلماذا رفضها إذًا المؤمنون الأول؟ فهل توصلتم إلى ما لم يتوصَّل إليه الآباء الأقدمون؟ وهل أفهم بذلك أنكم تهضمون السباب والشتائم، التى لم يرض عنها آباؤكم؟ أليس هذا من التقليد الذى كان ينبغى عليكم التمسُّك به؟

    ونخلص مما سبق أنها ليست دين يسوع، ولم يسمِّ يسوع أتباعه بها، وأنها تختلف اختلافًا تامًا عن دين موسى والأنبياء من بعده (وهى ما تسمونه باليهودية)، أما يسوع فقد كانت ديانته هى نفس ديانة موسى والأنبياء، وهى ديانة الاستسلام لأوامر الله ونواهيه، وهى التى نسميها الإسلام، فقد أقر يسوع نفسه بذلك قولا وعملا، فقد كان يقضى الليل كله فى الصلاة لله، طالبًا مرضاته: (12وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.) لوقا 6: 12 قائلا: (... لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 8: 29، وقائلا: (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.) يوحنا 5: 30، وقائلا: (.... «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.) يوحنا 4: 34



    يسوع وولاؤه التام للناموس:


    كما أنه لم ينقض حرفًا من الرسالات السابقة، تبعًا لتصريحاته فى الأناجيل: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيمًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 17-19
    وأخبرهم أن موسى عليه السلام هو الذى سيتبرأ منهم ويشكوهم لله تعالى، لأنهم شعبه الذى جاءهم بالكتاب، فإن كانوا لا يؤمنون بكتب موسى، فكيف سيصدقونه وهو التابع له ولما جاء به؟ أى لو كانوا يصدقون موسى والتوراة، لكانوا صدقوه أيضًا، الأمر الذى يشير إلى أنه لم يأت بجديد غير الذى فى التوراة! وهذا أكبر دليل على أنه كان يتبع تعاليم التوراة المنزلة على موسى عليهما السلام. (45«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي أَشْكُوكُمْ إِلَى الآبِ. يُوجَدُ الَّذِي يَشْكُوكُمْ وَهُوَ مُوسَى الَّذِي عَلَيْهِ رَجَاؤُكُمْ. 46لأَنَّكُمْ لَوْ كُنْتُمْ تُصَدِّقُونَ مُوسَى لَكُنْتُمْ تُصَدِّقُونَنِي لأَنَّهُ هُوَ كَتَبَ عَنِّي. 47فَإِنْ كُنْتُمْ لَسْتُمْ تُصَدِّقُونَ كُتُبَ ذَاكَ فَكَيْفَ تُصَدِّقُونَ كلاَمِي؟».) يوحنا 5: 45-47

    بل جاء مؤيدًا كتب الأنبياء والناموس وقد طبَّقَ ذلك فى تعاليمه، فكان يذكر تأييد كلامه من أقوال الناموس والأنبياء، فقال: (13لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا.) متى 11: 13

    وقال: (12فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهِمْ لأَنَّ هَذَا هُوَ النَّامُوسُ وَالأَنْبِيَاءُ.) متى 7: 12
    وقد سأله أحد أتباع الناموس الغيورين عليه ليجربه قائلا: (36«يَا مُعَلِّمُ أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ الْعُظْمَى فِي النَّامُوسِ؟» 37فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. 38هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى. 39وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. 40بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ».) متى 22: 36-40
    بل هاجم الكتبة والفريسيين دفاعًا عن الناموس، فقال: (23وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ.) متى 23: 23

    وتمسَّكَ هو نفسه بتعاليم موسى، فقال لمن شفاه بإذن الله: (3فَمَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَلَمَسَهُ قَائِلًا: «أُرِيدُ فَاطْهُرْ». وَلِلْوَقْتِ طَهُرَ بَرَصُهُ. 4فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«انْظُرْ أَنْ لاَ تَقُولَ لأَحَدٍ. بَلِ اذْهَبْ أَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِنِ وَقَدَّمِ الْقُرْبَانَ الَّذِي أَمَرَ بِهِ مُوسَى شَهَادَةً لَهُمْ») متى 8: 3-4، راجع أيضًا مرقس 1: 40-44

    وأيَّد يعقوب تعاليمه فقال: (10لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ،وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ،فَقَدْ صَارَ مُجْرِمًا فِي الْكُلِّ. 11لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ» قَالَ أَيْضًا: «لاَ تَقْتُلْ».فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلَكِنْ قَتَلْتَ،فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّيًا النَّامُوسَ.) يعقوب 2: 10-11
    وأكَّد كاتب الرسالة إلى العبرانيين الناموس فقال: (28مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ.) عبرانيين 10: 28

    مزمور 19: 7-9 (7نَامُوسُ الرَّبِّ كَامِلٌ يَرُدُّ النَّفْسَ. شَهَادَاتُ الرَّبِّ صَادِقَةٌ تُصَيِّرُ الْجَاهِلَ حَكِيمًا. 8وَصَايَا الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ الْقَلْبَ. أَمْرُ الرَّبِّ طَاهِرٌ يُنِيرُ الْعَيْنَيْنِ. 9خَوْفُ الرَّبِّ نَقِيٌّ ثَابِتٌ إِلَى الأَبَدِ. أَحْكَامُ الرَّبِّ حَقٌّ عَادِلَةٌ كُلُّهَا.)
    وقال سفر الأمثال: («لِيَضْبِطْ قَلْبُكَ كَلاَمِي. احْفَظْ وَصَايَايَ فَتَحْيَا. 5اِقْتَنِ الْحِكْمَةَ. اقْتَنِ الْفَهْمَ. لاَ تَنْسَ وَلاَ تُعْرِضْ عَنْ كَلِمَاتِ فَمِي.) أمثال 4: 4-5

    وقال: (2لأَنِّي أُعْطِيكُمْ تَعْلِيمًا صَالِحًا فَلاَ تَتْرُكُوا شَرِيعَتِي.) أمثال 4: 2
    وقال: (20يَا ابْنِي أَصْغِ إِلَى كَلاَمِي. أَمِلْ أُذْنَكَ إِلَى أَقْوَالِي. 21لاَ تَبْرَحْ عَنْ عَيْنَيْكَ. احْفَظْهَا فِي وَسَطِ قَلْبِكَ. 22لأَنَّهَا هِيَ حَيَاةٌ لِلَّذِينَ يَجِدُونَهَا وَدَوَاءٌ لِكُلِّ الْجَسَدِ.) الأمثال 4: 20-22

    وقال (30اَللهُ طَرِيقُهُ كَامِلٌ. قَوْلُ الرَّبِّ نَقِيٌّ. تُرْسٌ هُوَ لِجَمِيعِ الْمُحْتَمِينَ بِهِ. 31لأَنَّهُ مَنْ هُوَ إِلَهٌ غَيْرُ الرَّبِّ! وَمَنْ هُوَ صَخْرَةٌ سِوَى إِلَهِنَا!) مزمور 18: 30-31

    وقال الرب إن وصيته تلزم أتباعه إلى ألف جيل: (9فَاعْلَمُوا أَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ هُوَ اللهُ الإِلهُ الأَمِينُ الحَافِظُ العَهْدَ وَالإِحْسَانَ لِلذِينَ يُحِبُّونَهُ وَيَحْفَظُونَ وَصَايَاهُ إِلى أَلفِ جِيلٍ) تثنية 7: 9، فهل تغيير الناموس فيه وفاء بعهد الله؟

    ولعن الرب من يعرض عن هذا الناموس وكلامه: (... هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: مَلْعُونٌ الإِنْسَانُ الَّذِي لاَ يَسْمَعُ كَلاَمَ هَذَا الْعَهْدِ 4الَّذِي أَمَرْتُ بِهِ آبَاءَكُمْ يَوْمَ أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ ...) إرمياء 11: 3-4

    ولعنه أيضًا فقال: (26مَلعُونٌ مَنْ لا يُقِيمُ كَلِمَاتِ هَذَا النَّامُوسِ لِيَعْمَل بِهَا. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ».) تثنية 27: 26
    وأعلن الرب غضبه على من يعرض عن شريعته التى أنزلها على موسى، واتبعها كل الأنبياء، فقال: (12بَلْ جَعَلُوا قَلْبَهُمْ مَاسًا لِئَلاَّ يَسْمَعُوا الشَّرِيعَةَ وَالْكَلاَمَ الَّذِي أَرْسَلَهُ رَبُّ الْجُنُودِ بِرُوحِهِ عَنْ يَدِ الأَنْبِيَاءِ الأَوَّلِينَ. فَجَاءَ غَضَبٌ عَظِيمٌ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْجُنُودِ.) زكريا 7: 12

    فماذا أرادوا كتبة الأناجيل الأمناء المجهولون؟ هل أرادوا إظهار يسوع فى صورة الإنسان المغضوب عليه، الملعون، غير الأمين، الذى لا يحفظ عهد الله تعالى، وذلك بإلغاء مبادىء الناموس وتعاليمه؟



    إن ما قاله بولس على الناموس واعتبرتموه كلام يسوع المقدس ليؤدى إلى هذه النتيجة:


    أولًا فقد جاء بكتاب ادعى أنه من عند يسوع نفسه، وهو الذى أوحاه إليه، على الرغم أنه من الفريسيّين الذين كان عيسى يمقتهم، وكانوا يناصبونه العداء، وعلى الرغم أنه لم يرى عيسى ولم يسمع منه من قبل، ولم يذكر كلمة واحدة أشار فيها إلى أن هذه الأقوال التى يقولها منسوبة إلى يسوع، فقال: (11وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الإِنْجِيلَ الَّذِي بَشَّرْتُ بِهِ، أَنَّهُ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ. 12لأَنِّي لَمْ أَقْبَلْهُ مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلاَ عُلِّمْتُهُ. بَلْ بِإِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.) غلاطية 1: 11-12
    قارن هذا بسيرته بعد أن اعتنق هذا الدين، وستتضح لك نيته فى إفساده: (وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعًا غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلًا أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. .. .. .. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضًا حَافِظًا لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئًا مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا». 26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِرًا بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ.) أعمال الرسل 21: 17-26

    وقوله: (25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئًا مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا».) أعمال الرسل 21: 25، ليدل على تمسك التلاميذ بتعاليم يسوع، وأنه لم يُرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة فقط، إذ أنهم رقضوا دعوة الأمم إلى كتاب الله، وكل ما قالوه لهم هو (أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا) وأن ما أُضيف فى نهية إنجيل متى من إرسال التلاميذ إلى جميع أنحاء العالم ليكرزوا بالإنجيل، ما هى إلا إضافة لاحقة، كما أقر علماء الكتاب المقدس، وسوف يأتى الكلام عن هذا بالتفصيل.



    فهل تاب بولس والتزم فعلا؟

    لا. لقد أصر على هدم يسوع وتعاليمه وإظهاره بمظهر المتمرد على الله وتعاليمه، لينفر منه الناس ومن تعاليمه، التى لم تلق قبولا عن الكهنة والفريسيين. وإن كنت مازلت غير مُصدِّق فاقرأ كتاباته: (10لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لاَ يَثْبُتُ فِي جَمِيعِ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ النَّامُوسِ لِيَعْمَلَ بِهِ». 11وَلَكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ «الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا». 12وَلَكِنَّ النَّامُوسَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ، بَلِ «الإِنْسَانُ الَّذِي يَفْعَلُهَا سَيَحْيَا بِهَا». 13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ». ...... 19فَلِمَاذَا النَّامُوسُ؟ .. .. .. لأَنَّهُ لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ.) غلاطية 3: 10-21

    (18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئًا.) عبرانيين 7: 18-19
    (13فَإِذْ قَالَ«جَدِيدًا» عَتَّقَ الأَوَّلَ.وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الاِضْمِحْلاَلِ) عبرانيين 8: 13
    (7فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ.) عبرانيين 8: 7
    (9ثُمَّ قَالَ: «هَئَنَذَا أَجِيءُ لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ». يَنْزِعُ الأَوَّلَ لِكَيْ يُثَبِّتَ الثَّانِيَ.) عبرانيين 10: 9
    (16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضًا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.) غلاطية 2: 16
    (5وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرًّا.) رومية 4: 5
    (4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئًا وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.) غلاطية 5: 4-6
    (20لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ. 21وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ مَشْهُودًا لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ.) رومية 3: 20-21
    (27فَأَيْنَ الافْتِخَارُ؟ قَدِ انْتَفَى! بِأَيِّ نَامُوسٍ؟ أَبِنَامُوسِ الأَعْمَالِ؟ كَلاَّ! بَلْ بِنَامُوسِ الإِيمَانِ. 28إِذًا نَحْسِبُ أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ النَّامُوسِ.) رومية 3: 27-28
    (21لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذًا مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ.) غلاطية 2: 21
    (20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ.) رومية 5: 20
    (56أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ) كورنثوس الأولى 15: 56

    وبالتالى فإن ما تسمونها المسيحية هى دين جديد من اختراع بولس وعصابة الكهنة الذين ساهموا فى القبض على يسوع وإعدامه (فى عقيدتكم)! فهل كان سيصعب على من أعدم الإله أن يُحرف كتابه، الذى لم يتكون إلا بعد ذلك بحوالى 300 سنة، وظلوا مختلفين فى بعض أسفاره حتى الآن؟

    فهل يُعقل أن يأتى يسوع بدين جديد، ثم يحتل معبد اليهود ليعلم أتباعه هذا الدين الجديد؟ أليس هذا نوع من التطرف والإرهاب؟ فلك أن تتخيل أن يقوم مسلم بالآذان فى الكنيسة وإقامة الصلوات الخمس بها؟ أليس هذا اعتداء على ديانة الآخرين؟ أليس هذا هو التطرف الذى يؤدى بلا أدنى شك إلى الإرهاب؟

    وهل يُعقل أن يبيع اليهود دينهم ويسكتوا على يسوع حيث يعلمهم الارتداد عن تعاليم موسى عليه السلام؟ فلماذا لم يسكتوا إذن على بولس عندما قام بتعليم يهود الشتات الارتداد عن تعاليم موسى عليه السلام؟ ألم يحاول اليهود أن يتصيدوا يسوع ولو بكلمة؟ فهل لم يسمعوه يعلم الناس هذه التعاليم التى تخالف الناموس، بل تدعو إلى تدميره وإلغاء العمل به، وهو القائل إنه لم يُعلم فى الخفاء؟

    (19فَسَأَلَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ يَسُوعَ عَنْ تلاَمِيذِهِ وَعَنْ تَعْلِيمِهِ. 20أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ. 21لِمَاذَا تَسْأَلُنِي أَنَا؟ اِسْأَلِ الَّذِينَ قَدْ سَمِعُوا مَاذَا كَلَّمْتُهُمْ. هُوَذَا هَؤُلاَءِ يَعْرِفُونَ مَاذَا قُلْتُ أَنَا».) يوحنا 18: 19-21

    وكيف كان يسفههم ويسبهم لعدم فهم دينهم أو اتباعه لو كان قد أتى بدين جديد؟

    صدقنى عزيزى القارىء .. لا يوجد شىء اسمه المسيحية، إلا ما اخترعه بولس ليحارب به ديانة يسوع السمحة التى جاء بها مؤيدًا موسى والأنبياء.



    هل تؤمنون حقًا أن إبليس هو إله هذا العالم؟


    إن جُلَّ ما يسعى إليه الشيطان هو أن يجعل المرء يكفر بالله أو يشرك به، فإن لم يستطع، حاول أن يجعله يحدث فى الدين ما ليس منه، فإن لم يستطع، حاول أن يدفعه إلى ارتكاب الكبائر، وإن لم يستطع، دفعه إلى المعاصى الصغيرة، التى سوف تقوده إلى احدى الكبائر، والاستهانة بأوامر الله تعالى.

    ومن الكبائر التى تؤدى إلى الكفر بالله تعالى أن تتوهم صفة خسيسة لله تعالى، تحقر من شأنه. ومن الصفات الخسيسة التى يتوهمها أصحاب العهدين القديم والجديد أن الله تعالى كان يهادن الشيطان ويخطب وده، بل ويساويه بنفسه، ويلجأ إلى استشارته فى ملكوته. بل زاد أصحاب العهد الجديد أنهم وصفوا الشيطان بأنه إله هذا الدهر، وأن يسوع جاء لينتزع منه حكم العالم، بعد أن تمكن إبليس من انتزاعه من الرب:
    اقرأ: الرب يأمر هارون بتقديم تيسًا لإرضاء الشيطان: (5وَمِنْ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَأْخُذُ تَيْسَيْنِ مِنَ الْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ وَكَبْشًا وَاحِدًا لِمُحْرَقَةٍ. 6وَيُقَرِّبُ هَارُونُ ثَوْرَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لَهُ وَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ بَيْتِهِ. 7وَيَأْخُذُ التَّيْسَيْنِ وَيُوقِفُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 8وَيُلْقِي هَارُونُ عَلَى التَّيْسَيْنِ قُرْعَتَيْنِ: قُرْعَةً لِلرَّبِّ وَقُرْعَةً لِعَزَازِيلَ. 9وَيُقَرِّبُ هَارُونُ التَّيْسَ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِلرَّبِّ وَيَعْمَلُهُ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. 10وَأَمَّا التَّيْسُ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِعَزَازِيلَ فَيُوقَفُ حَيًّا أَمَامَ الرَّبِّ لِيُكَفِّرَ عَنْهُ لِيُرْسِلَهُ إِلَى عَزَازِيلَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ.) لاويين 16: 5-10

    ومن هو عزازيل هذا؟ (8: عزازيل هو شيطان يقيم فى الأماكن المقفرة) كما يقول هامش هذه الفقرة فى الترجمة العربية المشتركة بين كل طوائف المسيحية الكبار: الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية. وبعد أن كتب الهامش هذا المعنى أراد أن يتوَّه القارىء، فقال: (هناك رأى آخر يقول إن كلمة عزازيل مشتقة من الفعل عزل ومعناه أبعد كذلك فى العربية). والآن علينا أن نترجم ما قاله ونضعه فى النص؛ لنرى هل سيكون لهذا الكلام معنى!! لا.

    ولنرجع إلى الترجمة الكاثوليكية لنرى ماذا قالوا: يقول هامش هذه الفقرة: (يبدو أن عزازيل، بحسب الترجمة السريانية، هو اسم شيطان كان العبرانيون القدامى يعتقدون أنه يسكن البريَّة. والبريَّة أرض عقيمة لا يمارس فيها الله عمله المُخصب (راجع الآية 22 و17ظ7+).)

    كيف يوجد فى هذا الكون مكان لا يمارس الرب فيه عمله، ولا سيطرة له عليه؟ أليس هذا اعتراف بأن رب هذا الكتاب إله ناقص، وأن الشيطان ينافسه على الحكم وانتزع منه الأرض والصحراء؟

    وها هى المواضع الذى يقر فيها الكتاب أن الشيطان هو سيد هذا العالم وإله هذا الدهر ورئيس سلطان الهواء!
    (4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.) كورنثوس الثانية 4: 4

    (2الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلًا حَسَبَ دَهْرِ هَذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ،) أفسس 2: 2
    (31اَلآنَ دَيْنُونَةُ هَذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ خَارِجًا.) يوحنا 12: 31؛ 14: 3؛ 16: 11
    (11وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ.) يوحنا 16: 11

    فلماذا يسميه الكتاب الذى تقدسونه إله هذا الدهر؟
    لماذا يسميه الكتاب الذى تقدسونه رئيس هذا العالم؟
    لماذا يسميه الكتاب الذى تقدسونه رئيس سلطان الهواء؟


    فهل اكتفى عزازيل بالتيس الذى قدمه له هارون بأمر الرب؟ لا إنه يريد الكعكة كلها، وليس جزءًا منها. لكن ربما يكون قد رضى مؤقتًا أن يُسمى فى الكتاب المقدس جدًا بإله هذا الدهر ورئيس سلطان الهواء، ورئيس هذا العالم.

    هل من كتب هذا الكلام من عبدة الشيطان وأراد أن يمجد إلهه على حساب يهوه/يسوع؟ أم أن الشيطان بنفسه هو كاتب هذا الكلام، الذى يحقر فيه يهوه/يسوع، ويمجد فيه نفسه، ويبرز انهزام الرب أما الشيطان وقوته؟
    لا تتعجب من قولى إنهزام الرب أمام الشيطان! ألم يأسر الشيطان يسوع/يهوه ويعتقله لمدة أربعين يومًا فى الصحراء، لم يدعه يأكل أو يشرب أو يتحرك إلا بإذنه، بل كان يقتاده، كما يقتاد الراعى خرافه إلى المكان الذى يريده؟



    ومن نشوة الشيطان بانتصاره على إلهه أمره بالسجود له؟ فأى تحقير هذا تنزلونه بمن تعبدون؟

    وبعد أن أكمل كل تجربة، والتى لم يُذكر منها إلا ثلاثة فقط فى مدة 40 يومًا، تركه الشيطان بمحض إرادته إلى حين، ولم يتمكن يسوع/يهوه من الفكاك منه فى أى لحظة على مدى أربعين يومًا! ألا يؤله هذا الكتاب الشيطان، وينفى ألوهية يسوع وضعفه أمام الشيطان؟ إن الشيطان لا يرضى إلا أن يحقر الرب ويسفهه فى الكتاب الذى أوهم العالم أنه مقدس، ليروا صورة الرب الهزيلة، التى تصور ضعفه وافتقاره إلى الشيطان، مقارنة بصورة الشيطان الزاهية القوية!!



    الرب يأمر بعبادة الأوثان:

    اقرأ: اعتقال الشيطان للرب وأسره فى الصحراء: (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئًا مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئًا فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيرًا. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزًا». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.) لوقا 4: 1-13

    ولا تتعجب من أن الرب نفسه يدافع عن الأوثان، ويدعو للذبح لها، أسوة بما فعله هو مع عزازيل، فقد اختار العديد من أنبيائه بعلمه الأزلى، وهو يعلم أنهم سيتركونه وسيعبدون الأوثان، ويُضلون عباده. فماذا فعل الرب مع بعضهم؟ لقد حكم على سليمان أنه حكيم، وحكم على أمصيا أنه عمل المستقيم أمامه. فهل الاستقامة فى عبادة الأوثان؟

    فها هو الكتاب يقول عن سليمان إنه عبد الأوثان، وبنى لها المذابح، ودعا الناس لعبادتها: (4وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلًا مَعَ الرَّبِّ إِلَهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. 5فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلَهَةِ الصَّيْدُونِيِّينَ وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ. 6وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلَمْ يَتْبعِ الرَّبَّ تَمَامًا كَدَاوُدَ أَبِيهِ. 7حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ.) الملوك الأول 11: 4-7

    وها هو يحكم عليه يسوع (الرب عندكم) بأنه حكيم، وأنه عظيم، على الرغم من أنه مات على كفره، وحرم الرب أن يجلس شخص من نسله على عرش داود: (42مَلِكَةُ التَّيْمَنِ سَتَقُومُ فِي الدِّينِ مَعَ هَذَا الْجِيلِ وَتَدِينُهُ لأَنَّهَا أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ هَهُنَا!) متى 12: 42

    وها هو أمصيا يعبد أوثان بنى ساعير: (14ثُمَّ بَعْدَ مَجِيءِ أَمَصْيَا مِنْ ضَرْبِ الأَدُومِيِّينَ أَتَى بِآلِهَةِ بَنِي سَاعِيرَ وَأَقَامَهُمْ لَهُ آلِهَةً وَسَجَدَ أَمَامَهُمْ وَأَوْقَدَ لَهُمْ.) أخبار الأيام الثانى 25: 14

    وها هو الرب يمتدحه، ويعده من أصحاب العمل الصالح والاستقامة التى ترضى الرب: (3كَانَ عُزِّيَّا ابْنَ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ وَمَلَكَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ. وَاسْمُ أُمِّهِ يَكُلْيَا مِنْ أُورُشَلِيمَ. 4وَعَمِلَ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ أَمَصْيَا أَبُوهُ.) أخبار الأيام الثانى 26: 3-4

    فهل عبادة الأوثان ترضى الرب؟
    فإن كان نعم، فقد عرفنا إلى أى دين تدعون؟
    وإن كان لا، فلماذا اختار أنبياء يعلم بعلمه الأزلى أنهم سيضلون، ويعبدون الأوثان؟
    ولماذا امتدح بعضًا من هذه الأنبياء؟
    بل لماذا تساهل مع إبليس حتى يعتقله لمدة أربعين يومًا فى الصحراء؟
    أين ذهبت قوته؟
    أين راحت عزته؟
    أين اختفت ملائكته؟
    وأين تلاشى عقله فى استسلامه للشيطان، واتخاذ عبيده ما حدث له قدوة يتبعونها فيما بعد ويستسلمون للشيطان؟
    بل لماذا طالب هارون أن يذبح تيسين، واحدًا له، والآخر لعزازيل؟
    ما الذلة التى يمسكها عليه إبليس حتى يخطب وده؟
    ما العهد الذى أخذه إبليس على الرب حتى يتساوى به؟
    وهل تساويا فى العزة والمجد والقدرة واتفقا على أن يكون الرب هو الصورة الظاهرة أمام الناس، بينما يتمتع إبليس بكل مظهر وجوهر الألوهية متساويًا معه، ولكن فى الخفاء؟ ولو كان الأمر كذلك، فلماذا خان الرب شريكه وأمر هارون أن يقدم تيس للشيطان فاضحًا إياه أنه هو إله هذا الدهر وسيد هذا الكون؟
    هل كانا يحكمان العالم سويًا؟ أم كان الشيطان هو الحاكم الفعلى والرب هو النائب له على عرشه؟
    بل لماذا طالب الرب بنى هارون أن يقتلوا كل من عبد الأوثان ولم يُقتل هارون نفسه؟

    ألم يقل الكتاب إن هارون هو الذى صنع العجل لهم، وأضلهم عن عبادة الله إلى عبادة الأوثان؟ (21وَقَالَ مُوسَى لِهَارُونَ: «مَاذَا صَنَعَ بِكَ هَذَا الشَّعْبُ حَتَّى جَلَبْتَ عَلَيْهِ خَطِيَّةً عَظِيمَةً؟» 22فَقَالَ هَارُونُ: «لاَ يَحْمَ غَضَبُ سَيِّدِي! أَنْتَ تَعْرِفُ الشَّعْبَ أَنَّهُ شِرِّيرٌ. 23
    فَقَالُوا لِيَ: اصْنَعْ لَنَا آلِهَةً تَسِيرُ أَمَامَنَا. لأَنَّ هَذَا مُوسَى الرَّجُلَ الَّذِي أَصْعَدَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لاَ نَعْلَمُ مَاذَا أَصَابَهُ. 24فَقُلْتُ لَهُمْ: مَنْ لَهُ ذَهَبٌ فَلْيَنْزِعْهُ وَيُعْطِنِي. فَطَرَحْتُهُ فِي النَّارِ فَخَرَجَ هَذَا الْعِجْلُ». 25وَلَمَّا رَأَى مُوسَى الشَّعْبَ أَنَّهُ مُعَرًّى (لأَنَّ هَارُونَ كَانَ قَدْ عَرَّاهُ لِلْهُزْءِ بَيْنَ مُقَاوِمِيهِ) 26وَقَفَ مُوسَى فِي بَابِ الْمَحَلَّةِ وَقَالَ: «مَنْ لِلرَّبِّ فَإِلَيَّ!» فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ جَمِيعُ بَنِي لاَوِي. 27فَقَالَ لَهُمْ: «هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: ضَعُوا كُلُّ وَاحِدٍ سَيْفَهُ عَلَى فَخِْذِهِ وَمُرُّوا وَارْجِعُوا مِنْ بَابٍ إِلَى بَابٍ فِي الْمَحَلَّةِ وَاقْتُلُوا كُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ». 28فَفَعَلَ بَنُو لاَوِي بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. وَوَقَعَ مِنَ الشَّعْبِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ رَجُلٍ.) خروج 32: 21-28

    لقد حاسب الرب من أخطأ، واستمرت النبوة مع موسى أخى هارون اللاوى، وبرأ الرب وعبده موسى نبيه هارون من هذه التهمة المنسوبة إليه زورًا، وبهذا حكم الرب على هذا الكتاب بالتحريف وتشويه صورة أنبيائه ورسله!! فما مصلحة كاتب هذا الهراء من اتهام الرب بالسطل والثمالة عند اختيار أنبيائه وتشويههم؟

    اقرأ: رب الأرباب يتفق مع الشيطان للانتقام من نبيه: (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذًا كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22!

    وها هو الرب يفشل وملائكته فى إغواء أخاب، الأمر الذى أدى إلى أن يتحنن الشيطان على الإله وفشله الذريع أمام عبيده، فاقتحم الشيطان اجتماع الرب مع ملائكته، نعم اقتحم الشيطان الاجتماع رغم كل الحراسات المتوفرة، وذلك لا يتأتى إلا بمعرفة الشيطان لأجندة اجتماعات الرب وجدول أعماله، وسماح ملائكة الرب وجنوده بالدخول على الرب فى اجتماعه الخاص مع قادة الجند.

    وعلى ذلك:
    1- إما أن يكون الشيطان عنده قوة وعلم يفوق علم الرب، بحيث يستطيع إنقاذه فى أى لحظة،
    2- وإما يعلم الرب ضعفه ويُقر به، فأمر بدخول الشيطان فى أى لحظة يريدها.
    3- وإما هناك جاسوس يعمل فى حضرة الرب لحساب الشيطان يبلغه بكل صغيرة وكبيرة، أو يدعوه فى المواقف الصعبة لإنقاذ الرب،
    4- وإما يجتمع الرب بأوامر من الشيطان، ثم لحق به الشيطان فى الاجتماع.
    5- وإما الرب والشيطان متعاونان تعاونًا وثيقًا، ويعلم جند السماء هذا فتركوه يدخل ويخرج إلى حضرة الرب، وقتما يريد الشيطان ذلك،
    6- أو تركته الملائكة خوفًا من بطشه بها، أو لعلمهم أن حلال المشاكل قد وصل ليخلص الرب وجنده من ورطتهم،
    7- أو أنه قتل كل الحراسة وفرض نفسه على قادة الجند وإلههم.
    5- وإما يخشى الرب الشيطان فترك له الحبل على الغارب، تجنبًا لبطشه وقوته، أو تزلفًا له، أو سترًا لفضيحة أو ذلة يمسكها عليه الشيطان، أو لسيطرته على شجرة الحياة والموت، التى ضرب الرب عليها حراسة من جنده، الذين يتساوى وجودهم مع عدمه (تكوين 3: 24).

    اقرأ: رب الأرباب يتفق مع الشيطان لإغواء عبده البار أيوب: (6وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضًَا فِي وَسَطِهِمْ. 7فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟] فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ: [مِنْ الْجَوَلاَنِ فِي الأَرْضِ وَمِنَ التَّمَشِّي فِيهَا]. 8فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟ لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي الأَرْضِ. رَجُلٌ كَامِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ]. 9فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ: [هَلْ مَجَّانًا يَتَّقِي أَيُّوبُ اللهَ؟ 10أَلَيْسَ أَنَّكَ سَيَّجْتَ حَوْلَهُ وَحَوْلَ بَيْتِهِ وَحَوْلَ كُلِّ مَا لَهُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ؟ بَارَكْتَ أَعْمَالَ يَدَيْهِ فَانْتَشَرَتْ مَوَاشِيهِ فِي الأَرْضِ! 11وَلَكِنِ ابْسِطْ يَدَكَ الآنَ وَمَسَّ كُلَّ مَا لَهُ فَإِنَّهُ فِي وَجْهِكَ يُجَدِّفُ عَلَيْكَ]. 12فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [هُوَذَا كُلُّ مَا لَهُ فِي يَدِكَ وَإِنَّمَا إِلَيهِ لاَ تَمُدَّ يَدَكَ]. ثمَّ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنْ أَمَامِ وَجْهِ الرَّبِّ.) أيوب 2: 6-12 ما هذا التعاون الوثيق بين الرب وإبليس؟! وما هذه الثقة التى يوليها الرب للشيطان؛ حتى يستأمنه على عبده ونبيه؟!



    هل تؤمنون أن الرب كجحش الفرا، ولا مزية له على البهيمة؟

    وجاءت المسيحية وقالت عن الرب إنه ولد من رحم امرأة متجسدًا فى صورة رجل، ولا يدرى عبَّاد هذا الإله أنه قال عن الإنسان إنه كجحش الفرا يولد، وأن ما يحدث له، يحدث للبهيمة، وأن كليهما باطل، وبالتالى شبهوا إلههم بالجحش والبهيمة وأنزلوه منزلتهما: (وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.) أيوب 11: 12

    (19لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ وَحَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُمْ. مَوْتُ هَذَا كَمَوْتِ ذَاكَ وَنَسَمَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْكُلِّ. فَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ لأَنَّ كِلَيْهِمَا بَاطِلٌ. 20يَذْهَبُ كِلاَهُمَا إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ. كَانَ كِلاَهُمَا مِنَ التُّرَابِ وَإِلَى التُّرَابِ يَعُودُ كِلاَهُمَا.) الجامعة 3: 19-20

    وقبل أن نبدأ سنلاحظ أن الكاتب لا يعقد مقارنة بالمرة بين وضع المرأة فى الإسلام والكتاب الذى يقدسه، بل يتجاهل تمامًا الفقه الحاخامي، والتراث الشفوي الديني اليهودي عامة، وكذلك آراء آباء الكنيسة الأول، في موقفهم من المرأة في الديانة اليهوديّة؛ فقد اقتصر المؤلف على عرض سريع لنصوص القرآن مبتورة لتخدم الغرض الذى يتمناه. كما أعرض عن استقراء النصوص التي صاغت الفكر اليهودي والمسيحى ونحتت فيه التصوّر الكلّي للمرأة .. وهو بذلك يريد أن يوهمنا أن المرأة فى هذه العصور كانت تحيا حياة آدمية كريمة، يعز عليها أن تفارقها. وهذا بخلاف ما يخبرنا به التاريخ والحقيقة، فها هو اللاهوتي ((ويليام باركلي)) ((William Barclay)) (1907م-1978م) أستاذ اللاهوت والنقد الكتابي في جامعة غلاسكو؛ قد لخّص حال المرأة عند اليهود بقوله: ((كان مقام المرأة رسميًا متدنيًا جدًا. لم تكن المرأة تُعدّ كبشر في الشريعة اليهودية، وإنّما كانت تعدّ شيئًا (a thing)، كانت تحت سلطان أبيها أو زوجها. كانت ممنوعة من تعلّم الشريعة، وكان يعدّ تعليم المرأة الشريعة كإلقاء اللؤلؤ إلى الخنزير..))
    William Barclay, The Letters to Timothy, Titus, and Philemon, p. 74

    لم يتحدث الكاتب عن موقف الكنيسة وآبائها (وهم مقودين من الروح القدس) من المرأة، إلا في لقطات مقتضبة وسريعة جدًا!! كما لم يتحدّث عن المرأة في القانون الكنسي، إلا في أمر الطلاق وتعدد الزوجات! .. وهو ما يعدّ قصورًا بالغًا عن الإحاطة بجوانب موضوع الكتاب!!

    ونبدأ من هنا ..


    اترك تعليق:


  • كتاب "الرد على كتاب الإسلام بدون حجاب"




    تمَّ رفعُ الكِتابِ على سيرفرِ المُنتدى
    كِتابُ الردِّ عَلى "الإسلام بدون حِجاب"

    جزى اللهُ أستاذنا الكريم علاء أبو بكر خيرا ونفعَ بهِ وأعانَهُ ويسَّرَ أمرَهُ.
    وجزى اللهُ أخانا
    الجُندى المَجهول خيرَ الجزاءِ على التنسيقِ المُمتاز.

    == أحمد. ==



    الرد على كتاب الإسلام بدون حجاب


    بسم الله الرحمن الرحيم، الملك العظيم، الحى القيوم، الحى الذى لا يموت، الحى الذى لا تأخذه سنة ولا نوم، العزيز القدير، القهَّار الجبَّار، وأصلى وأسلم على خير البرية، محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحابته وسلم ..



    إهـداء ..
    إلى كل الملايين الذين هداهم الله تعالى للإسلام فى كل بقاع الأرض ..
    إلى كل من يقول عن نفسه إنه مسيحى، ويريد أن يعرف شيئًا من الحقيقة ..
    إلى كل مسيحى سمع من يُهاجم الإسلام ولم يسمع الإسلام نفسه ..
    إلى كل من يستخدم عقله فى البحث عن الحق ..
    إلى كل من يتخذ الشيطان عدوًا، ويريد الدخول فى معية الله ..
    إلى كل من يريد أن يكون فقط عبدًا لله تعالى، وليس عبدًا لأهوائه أو شياطين الإنس أو الجن ..
    إلى كل من يريد أن يسير على هدى فى نور الله ..
    إلى كل من يرفض الظلام، والظلاميين، ويحترم عقله ..
    إلى كل من لا يهمه فى هذه الحياة إلا الله والنجاة فى الآخرة من نار وقودها الناس والحجارة ..
    إلى كل من يسعى جاهدًا لمرضاة الله تعالى ..
    إلى كل من يبتغى السعادة الأبدية فى الدنيا والآخرة ..
    إلى كل من يبحث عن الخلاص الحقيقى ..
    إلى كل من يبحث عن دين الله الحق ..
    إلى كل من يريد أن يستوثق من صحة دينه ..
    إلى كل من يبحث عن المحبة الحقيقية ..
    إلى كل من يحب الله ورسله صلوات الله عليهم وسلامه ورحمته ..
    إلى كل من تعرض لاعتداء وحشى أو تنكيل بسبب إسلامه أهدى هذا الكتاب ..

    علاء أبو بكر



    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 9 ماي, 2024, 12:59 م.

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ يوم مضى
ردود 0
8 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
ردود 5
9 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 2 أسابيع
ردود 2
16 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 2 أسابيع
ردود 4
19 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, منذ 3 أسابيع
ردود 3
23 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
يعمل...