وترى الجبال تحسبها جامدة
الدكتور منصور العبادي
أستاذ الهندسة الكهربائية ـ جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية
يوجد في القرآن الكريم آيات بينات إذا ما تدبرها عاقل يعيش في هذا العصر وعنده بعض الإلمام بعلوم العصر الحديث فإنه لا مناص إلا أن يعترف بأن هذا القرآن لا يمكن أن يكون قد كتب من قبل محمد صلى الله عليه وسلم. إن مثل هذه الآيات تحتوي على حقائق علمية لم تكن معروفة من قبل البشر في العصر الذي نزل فيه القرآن بل لم يتمكن البشر من كشفها إلا بعد مرور ما يزيد على ألف عام من نزول القرآن الكريم. ومن هذه الآيات قوله سبحانه وتعالى "وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ" النمل 88.
فقد ورد في هذه الآية حقيقة علمية بالغة الأهمية لا يمكن للبشر أن يكتشفوها بحواسهم المجردة أبدا بل يحتاج إثباتها إلى طرق غير مباشرة وذلك بالإعتماد على المنهج الإستقرائي.
إن الحقيقة الكبرى التي أوردتها هذه الآية هي ما يسميه العلماء اليوم بمبدأ نسبية الحركة والذي مفاده أن الشيء الذي يبدو للمراقب ساكنا قد لا يكون كذلك بل قد يكون متحركا والشيء الذي يبدو أنه يتحرك بسرعة بطيئة قد تكون سرعته عالية جدا.
وبغض النظر عن اختلاف علماء التفسير في ما إذا كانت هذه الآية تتحدث عن ظاهرة يعايشها البشر في حياتهم الدنيا أما أنها من ظواهر يوم القيامة فإن لها قصب السبق في تقرير حقيقة نسبية الحركة.
فالآية تتحدث بكل وضوح عن ظاهرة عجيبة وهي أن الناظر إلى الجبال تبدو له جامدة أي ساكنه ولكنها في حقيقة الأمر ليست كذلك بل إنها في حركة دائبة.
لقد سبق لكفار قريش أن اتهموا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالجنون وعلى الأغلب أن فرحتهم كانت غامرة عندما نزلت هذه الآية حيث أنهم وجدوا فيها على حسب زعمهم ما يثبت هذا الجنون فلا بد أنهم قالوا للناس كيف تصدقون هذا الرجل الذي يقول أن هذه الجبال الراسخة الثابتة تتحرك كما تتحرك السحب في السماء! وبينما كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يعجب من بديع صنع الله كان كفار قريش يسخرون ويضحكون وصدق الله العظيم القائل "فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ" الصافات 11-14.
ولا عجب من موقف العرب هذا فالكنيسة المسيحية قامت بعد مرور ألف عام من نزول القرآن الكريم بمحاكمة علماء أمثال كوبرنيكس وبرونو وكيبلر وجاليليو فسجنت بعضهم وأحرقت البعض الآخر لمجرد قولهم أن الأرض ليست مركز الكون بل إنها كوكب من كواكب كثيرة تدور حول الشمس وهي تكمل دورتها مرة كل عام وتدور كذلك حول محورها مرة كل 24 ساعة.
وعلى العاقل أن يتساءل عندما يتدبر هذه الآية عن المصلحة التي سيجنيها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لو كان هذا القرآن من تأليفه من تصريحه بهذه الحقيقة العجيبة التي لا يمكن لعقول البشر أن تستوعبها بل سيقابلوها بالرفض والتكذيب والسخرية.
ومما يؤكد هذا الأمر أن مفسري القرآن الكريم القدامى عندما أرادوا أن يفسروا هذه الآية أشكل عليهم الأمر ولم يتمكنوا من التوفيق بين كون الجبال تبدو للناظر ساكنة ولكنها في الحقيقة ليست كذلك بل تتحرك كما يتحرك السحاب في السماء فكان المخرج من هذا المأزق أن قالوا أن هذا المشهد هو من مشاهد يوم القيامة.
إن هذا المخرج من هذا المأزق لن يغير من واقع الحال شيئا فمن السهل جدا أن نلاحق من يقول هذا القول ونسأله كيف يمكن أن تبدو لنا الجبال ساكنة يوم القيامة وهي في الحقيقة متحركة!
أستاذ الهندسة الكهربائية ـ جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية
يوجد في القرآن الكريم آيات بينات إذا ما تدبرها عاقل يعيش في هذا العصر وعنده بعض الإلمام بعلوم العصر الحديث فإنه لا مناص إلا أن يعترف بأن هذا القرآن لا يمكن أن يكون قد كتب من قبل محمد صلى الله عليه وسلم. إن مثل هذه الآيات تحتوي على حقائق علمية لم تكن معروفة من قبل البشر في العصر الذي نزل فيه القرآن بل لم يتمكن البشر من كشفها إلا بعد مرور ما يزيد على ألف عام من نزول القرآن الكريم. ومن هذه الآيات قوله سبحانه وتعالى "وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ" النمل 88.
فقد ورد في هذه الآية حقيقة علمية بالغة الأهمية لا يمكن للبشر أن يكتشفوها بحواسهم المجردة أبدا بل يحتاج إثباتها إلى طرق غير مباشرة وذلك بالإعتماد على المنهج الإستقرائي.
إن الحقيقة الكبرى التي أوردتها هذه الآية هي ما يسميه العلماء اليوم بمبدأ نسبية الحركة والذي مفاده أن الشيء الذي يبدو للمراقب ساكنا قد لا يكون كذلك بل قد يكون متحركا والشيء الذي يبدو أنه يتحرك بسرعة بطيئة قد تكون سرعته عالية جدا.
وبغض النظر عن اختلاف علماء التفسير في ما إذا كانت هذه الآية تتحدث عن ظاهرة يعايشها البشر في حياتهم الدنيا أما أنها من ظواهر يوم القيامة فإن لها قصب السبق في تقرير حقيقة نسبية الحركة.
فالآية تتحدث بكل وضوح عن ظاهرة عجيبة وهي أن الناظر إلى الجبال تبدو له جامدة أي ساكنه ولكنها في حقيقة الأمر ليست كذلك بل إنها في حركة دائبة.
لقد سبق لكفار قريش أن اتهموا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالجنون وعلى الأغلب أن فرحتهم كانت غامرة عندما نزلت هذه الآية حيث أنهم وجدوا فيها على حسب زعمهم ما يثبت هذا الجنون فلا بد أنهم قالوا للناس كيف تصدقون هذا الرجل الذي يقول أن هذه الجبال الراسخة الثابتة تتحرك كما تتحرك السحب في السماء! وبينما كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يعجب من بديع صنع الله كان كفار قريش يسخرون ويضحكون وصدق الله العظيم القائل "فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ" الصافات 11-14.
ولا عجب من موقف العرب هذا فالكنيسة المسيحية قامت بعد مرور ألف عام من نزول القرآن الكريم بمحاكمة علماء أمثال كوبرنيكس وبرونو وكيبلر وجاليليو فسجنت بعضهم وأحرقت البعض الآخر لمجرد قولهم أن الأرض ليست مركز الكون بل إنها كوكب من كواكب كثيرة تدور حول الشمس وهي تكمل دورتها مرة كل عام وتدور كذلك حول محورها مرة كل 24 ساعة.
وعلى العاقل أن يتساءل عندما يتدبر هذه الآية عن المصلحة التي سيجنيها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لو كان هذا القرآن من تأليفه من تصريحه بهذه الحقيقة العجيبة التي لا يمكن لعقول البشر أن تستوعبها بل سيقابلوها بالرفض والتكذيب والسخرية.
ومما يؤكد هذا الأمر أن مفسري القرآن الكريم القدامى عندما أرادوا أن يفسروا هذه الآية أشكل عليهم الأمر ولم يتمكنوا من التوفيق بين كون الجبال تبدو للناظر ساكنة ولكنها في الحقيقة ليست كذلك بل تتحرك كما يتحرك السحاب في السماء فكان المخرج من هذا المأزق أن قالوا أن هذا المشهد هو من مشاهد يوم القيامة.
إن هذا المخرج من هذا المأزق لن يغير من واقع الحال شيئا فمن السهل جدا أن نلاحق من يقول هذا القول ونسأله كيف يمكن أن تبدو لنا الجبال ساكنة يوم القيامة وهي في الحقيقة متحركة!
وقبل أن نشرح ما تحمله هذه الآية من دلالات لا بد من شرح مبدأ نسبية الحركة والذي اكتشفه جاليليو ونشره في أحد كتبه في عام 1632م.
يتبع بإذن الله..
تعليق