الملف 81
مقارنة بين يسوع ومحمد:
ويواصل الكاتب تحت عنوان: ( 4- مقارنة بين يسوع ومحمد) فيقول:
ماذا يقول الكتاب المقدس عن يسوع؟
وماذا يقول القرآن عن محمد؟
• يسوع هو إبن الله
"فالذي قدسه الآب وأرسله الى العالم أتقولون له إنك تجدف لأني قلت إني إبن الله". يوحنا 36:10
محمد كان بشرًا من الناس:
"إنما أنا بشر مثلكم". سورة الكهف 110:18
وأقول له:
أليس من العيب أن تقارن بين إله (يسوع فى نظرك) ورسول لله تعالى؟
هل هذا فكر وعقيدة إنسان يؤمن أن يسوع إله؟
هل هذا فكر وعقيدة إنسان يؤمن أن يسوع كان له كل صفات الألوهية من العزة، والكرامة والقدرة الكلية على الانتصار ونصر غيره؟
نبدأ بما قاله يسوع واقتطعت السياق حتى لا تفسد على قرائك المسيحيين إيمان زائف بألوهية يسوع. يقول النص: (31فَتَنَاوَلَ الْيَهُودُ أَيْضًا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. 32فَقَالَ يَسُوعُ: «أَعْمَالًا كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي- بِسَبَبِ أَيِّ عَمَلٍ مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟» 33أَجَابَهُ الْيَهُودُ: «لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَلٍ حَسَنٍ بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلَهًا» 34أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوبًا فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ 35إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لِأُولَئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللَّهِ وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ 36فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ لأَنِّي قُلْتُ إِنِّي ابْنُ اللَّهِ؟) يوحنا 10: 31-36
لقد أراد اليهود رجمه بالحجارة ظنًا منهم أنه يؤله نفسه، فرد هذه الشبهة عنه وقال لهم إنه تعبير مجازى لا يُقصد به أننى أتفرد بهذا التعبير لوحدى، ولكننى كيهودى (؟) مثلكم قال الرب عنا إننا آلهة، لأن كلمة الرب صارت إلينا. وهذا الظن السىء فى لا يليق بمكانتى، لأننى رسول الله، الذى أرسلنى إليكم. فهل من قدسه الله تعالى وجعاه نبيًا تقولون عنه إنه يُجدِّف؟
وأصل قول يسوع الذى قبله اليهود مئات من السنين هو قول جاء فى مزامير داود: مزامير 82: 6-7 (6أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ. 7لَكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ.)
وهل كل من يقول إنه ابن الله يصبح مجدفًا؟ أو يعنى إنه إله؟ لا. إنه تعبير مجازى يعنى المؤمنين الأتقياء، وعلى ذلك الكثير من الشواهد فى الكتاب الذى تقدسه:
يقول يوحنا: (12وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.) يوحنا 1: 12-13
ويقول متى: (44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.. .. ..) متى 5: 44-45
وما قاله مرقس فى إنجيله فهمه لوقا وأعاده بمرادف آخر يؤكد ما قلته: (39وَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ الْوَاقِفُ مُقَابِلَهُ أَنَّهُ صَرَخَ هَكَذَا وَأَسْلَمَ الرُّوحَ قَالَ: «حَقًّا كَا نَ هَذَا الإِنْسَانُ ابْنَ اللَّهِ!») مرقس 15: 39
وقال لوقا: (47فَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ مَا كَانَ مَجَّدَ اللهَ قَائِلًا: «بِالْحَقِيقَةِ كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ بَارًّا!») لوقا 23: 47
يوحنا الأولى 3: 1 (1أُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ! مِنْ أَجْلِ هَذَا لاَ يَعْرِفُنَا الْعَالَمُ، لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُهُ.)
رومية 8: 14-16 (14لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ. 15إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضًا لِلْخَوْفِ بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا الآبُ!». 16اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضًا يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ.)
(2أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ،الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ،وَلَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ)يوحنا الأولى 3: 2
(14اِفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ بِلاَ دَمْدَمَةٍ وَلاَ مُجَادَلَةٍ، 15لِكَيْ تَكُونُوا بِلاَ لَوْمٍ، وَبُسَطَاءَ، أَوْلاَدًا للهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي وَسَطِ جِيلٍ مُعَوَّجٍ وَمُلْتَوٍ، تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي الْعَالَمِ.) فيليبى 2: 14-15
(4أَنْتُمْ مِنَ اللهِ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، وَقَدْ غَلَبْتُمُوهُمْ لأَنَّ الَّذِي فِيكُمْ أَعْظَمُ مِنَ الَّذِي فِي الْعَالَمِ.) يوحنا الأولى 4: 4
(7أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ. مَنْ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَهُوَ بَارٌّ، كَمَا أَنَّ ذَاكَ بَارٌّ. 8مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ فَهُوَ مِنْ إِبْلِيسَ، لأَنَّ إِبْلِيسَ مِنَ الْبَدْءِ يُخْطِئُ. لأَجْلِ هَذَا أُظْهِرَ ابْنُ اللهِ لِكَيْ يَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ. 9كُلُّ مَنْ هُوَ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ لاَ يَفْعَلُ خَطِيَّةً، لأَنَّ زَرْعَهُ يَثْبُتُ فِيهِ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُخْطِئَ لأَنَّهُ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ. 10بِهَذَا أَوْلاَدُ اللهِ ظَاهِرُونَ وَأَوْلاَدُ إِبْلِيسَ. كُلُّ مَنْ لاَ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ) يوحنا الأولى 3: 7-10
(كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ، 3وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ.) رسالة يوحنا الأولى 4: 2-3
(18نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ لاَ يُخْطِئُ، بَلِ الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّهُ.) يوحنا الأولى 5: 18
وعلى ذلك فيسوع لم يدع الألوهية وإلا لرجمه اليهود. ولو كان إلهًا واستعمل التقية حتى لا يرجمه اليهود فسوف يكون كاذبًا، والكذاب جبان، والجبان ليس بإله!
وقال يسوع إنه بشر إنسان: يوحنا 8: 40 (... وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. ...)
ونفى الكتاب أن يكون الله إنسان أو يكذب: عدد 23: 19 (19ليْسَ اللهُ إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. ...)
وقال إنه رسول الله: متى 15: 24 (24فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».)
يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
وقالت الجموع عنه إنه نبى: متى 21: 10-11 (10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».)
وقال التلاميذ عنه إنه نبى: لوقا 24: 13-20 (13وَإِذَا اثْنَانِ مِنْهُمْ كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى قَرْيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ أُورُشَلِيمَ سِتِّينَ غَلْوَةً اسْمُهَا «عِمْوَاسُ». 14وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ بَعْضُهُمَا مَعَ بَعْضٍ عَنْ جَمِيعِ هَذِهِ الْحَوَادِثِ. 15وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا. 16وَلَكِنْ أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ. 17فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هَذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟» 18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟» 19فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَانًا نَبِيًّا مُقْتَدِرًا فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ. 20كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ.)
وقالت كتبكم إنه كان عبدًا لله: أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه، ) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلًا أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
أعمال الرسل 4: 27 (27تحالَفَ حَقًّا في هذهِ المَدينةِ هِيرودُس وبُنْطيوس بيلاطُس والوَثَنِيُّونَ وشُعوبُ إِسرائيلَ على عَبدِكَ القُدُّوسِ يسوعَ الَّذي مَسَحتَه،) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
أعمال الرسل 4: 30 (30باسِطًا يدَكَ لِيَجرِيَ الشِّفاءُ والآياتُ والأَعاجيبُ بِاسمِ عَبدِكَ القُدُّوسِ يَسوع)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
وقالت كتبكم عنه إنه سوف يُحاسب من الله يوم القيامة مثل باقى البشر: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضًا سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
فأين قال أنا الله وطالبكم بعبادته صراحة دون تأويل للنصوص؟
لقد كان يسوع بشرًا نبيًا مثل أخيه محمد صلى الله عليهما وسلم.
* * *
يقول الكاتب:
• يسوع أجرى المعجزات
".. عمل كل شئ حسنًا. جعل الصم يسمعون والخرس يتكلمون"مرقس 37:7
محمد لم يجر معجزات
"وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون".سورة الإسراء 59:17
وأرد عليه قائلا:
كنت قد ذكرت لك جزءًا يسيرًا من معجزات الرسول ، وأحيلك إلى كتاب (دلائل النبوة)، ولو كانت هذه المجلدات كثير عليك قراءتها، فهناك مختصرات وكتب صغيرة تحتوى على ألف معجزة أو أكثر.
أما ما ذكرت بشأن الآية المكية والتى نزلت بعد العام العاشر الهجرى، فأذكرها فى سياقها ليعلم قراؤك كم أنت أمين وكم أنت أهل للفهم وإصدار الحكم: لقد سأله المشركون أن يأتيهم ببعض الآيات التى تُثبت نبوته وصدق ما يدعو إليه، وفى الحقيقة لقد رأوا الآيات، وكان أعظمها وأدومها القرآن الكريم، الذى شهد له أساطين اللغة العربية والشعر بينهم، فلم يكن طلبهم هذا إلا مكابرة، واستكبار، فقد قالوا له: (وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ ٱلأَرْضِ يَنْبُوعًا أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ ٱلأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا أَوْ تُسْقِطَ ٱلسَّمَآءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِٱللَّهِ وَٱلْمَلاۤئِكَةِ قَبِيلًا أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِي ٱلسَّمَآءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَرًا رَّسُولًا ) الإسراء 90-93
فكان رد الله تعالى عليهم: (وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِٱلآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا ٱلأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ ٱلنَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِٱلآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا) الإسراء 59
لقد نزلت الآية فى نهاية الفترة المكية تقريبًا، وبعد أن مكث النبى معهم عشر سنوات من بداية البعثة، وبعد أن حاصروه اقتصاديًا لمدة ثلاث سنوات، وكانوا قد علموا أمانته وصدقه وخلقه، ومع ذلك امتحنوه بأن عرضوا عليه الملك والمال والنساء فرفض إلا إكمال الدعوة لهذا الدين، وأرسلوا أكبر شعرائهم (الوليد بن المغيرة) فشهد للقرآن أنه معجز ولا يمكن أن يكون هذا كلام البشر. وأسرى الله تعالى بالنبى إلى بيت المقدس وكذبوه، فطلبوا منه أن يصف لهم البيت والطريق، وأخبرهم عن بعض الناس الذين التقيهم فى الطريق وألقى إليهم السلام، وشهدوا هم بذلك عندما رجعوا. وكل هذا وأكثر لم يشفع عندهم للإيمان بهم فطلبوا منه استهزاءًا به أو تعجيزًا له، أو استكبارًا، أو رفضًا بشكل فيه التحدى، فقالوا له: (وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ ٱلأَرْضِ يَنْبُوعًا أَوْ ......) الإسراء 90-93
يقول الجامع لأحكام القرآن الكريم: (قوله تعالى: (وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِٱلآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا ٱلأَوَّلُونَ) في الكلام حذف، والتقدير: وما منعنا أن نرسل بالآيات التي اقترحوها إلا أن يكذبوا بها فيهلكوا كما فعل بمن كان قبلهم. قال معناه قتادة وابن جريج وغيرهما. فأخر الله - تعالى - العذاب عن كفار قريش لعلمه أن فيهم من يؤمن وفيهم من يولد مؤمنا. وقد تقدم في [الأنعام] وغيرها أنهم طلبوا أن يحول الله [ص: 253] لهم الصفا ذهبا وتتنحى الجبال عنهم؛ فنزل جبريل وقال: (إن شئت كان ما سأل قومك ولكنهم إن لم يؤمنوا لم يمهلوا وإن شئت استأنيت بهم). فقال: لا بل استأن بهم.)
أى إن الله رفض الاستجابة لطلبهم بإرسال الآيات التى طلبوها، لأنه لو فعل واستمروا على كفرهم، لأنزل عليهم العذاب كما أنزله على الأمم السابقة التى كذبت رسلها من قبل. أى إن منع إرسال الآيات هو منع مقيد بهذا الطلب فقط، وليس منع عام لكل المعجزات. والسبب ألا يأخذهم الله بعذابه كما فعل من قبل مع الأمم السابقة عندما أرسلت إليهم الآيات فكذبوا بها: (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) العنكبوت 40
وقد حدث ذلك من قبل مع الحواريين (تلاميذ يسوع)، فقد طلبوا أن ينزل عليهم الله مائدة من السماء: (إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ * قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ * قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ) المائدة 111-114
وقياسًا على ما ذكرت كم من المعجزات قام بها يسوع؟ إنها معجزة واحدة بعد انتهاء دعوته، وهى آية يونان: (38حِينَئِذٍ قَالَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ: «يَا مُعَلِّمُ نُرِيدُ أَنْ نَرَى مِنْكَ آيَةً». 39فَقَالَ لَهُمْ: «جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ. 40لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ هَكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْبِ الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ.) متى 12: 38-40
ومعنى هذا أنه سيدفن فى باطن الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال، أى 72 ساعة. ولم يحدث هذا، ولا وجه للشبه بين وجود يونان فى باطن الحوت حيًّا ثلاثة أيام يسبح الله ويستغفره، وبين ما تزعمون أنه إله أُهين وصُلب ومات، وظل ميتًا فى باطن الأرض ثلاثة أيام. وفى الحقيقة لو قمت بحساب الساعات التى مكثها لن تصل إلى أكثر من 36 ساعة. فاضطروا إلى اعتبار الليلة التى أظلمت فيها الشمس ليلتين.
وحتى هذه لا تُسمى معجزة ولا تُحسب له، لأنه مات مثل أى إنسان، والله تعالى هو الذى أحياه، وما يقوم الله به لا يُسمَّى معجزة، لأنه على كل شىء قدير، والمعجزة تُطلق فى حق الأنبياء.
وفى الحقيقة إن هذه الكلمات ذكرها مرقس من قبل متى، وأضاف عليها متى معجزة يونان، فهى لا توجد فى الأصول التى نقل عنها متى. ومعنى هذا أنه لم يعطيهم آية، ولم يستجب لطلبهم، وعلى الرغم من ذلك كان فى نظر اليهود وأتباعه وأعدائه نبيًا مرسلا من قبل الله تعالى: (11فَخَرَجَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَابْتَدَأُوا يُحَاوِرُونَهُ طَالِبِينَ مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ لِكَيْ يُجَرِّبُوهُ. 12فَتَنَهَّدَ بِرُوحِهِ وَقَالَ: «لِمَاذَا يَطْلُبُ هَذَا الْجِيلُ آيَةً؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَنْ يُعْطَى هَذَا الْجِيلُ آيَةً!». 13ثُمَّ تَرَكَهُمْ وَدَخَلَ أَيْضًا السَّفِينَةَ وَمَضَى إِلَى الْعَبْرِ.) مرقس 8: 11-13
وفى أوقات أخرى لم يستطع يسوع أن يقوم بمعجزة واحدة، فهل تركه الرب ولم يؤيده فى هذه اللحظات، أم أراد الرب ألا يُهلك أهل هذه القرية لو قامت عليها الحجة ولم يؤمنوا؟ مرقس 6: 5 (5وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَصْنَعَ هُنَاكَ وَلاَ قُوَّةً وَاحِدَةً غَيْرَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى مَرْضَى قَلِيلِينَ فَشَفَاهُمْ.)
وماذا عن باقى المعجزات التى نُسبت إليه؟ هل نصدقه فى أنه لم يقم إلا بمعجزة واحدة فقط؟ أم لم يقم من الأساس بمعجزة؟ أم نكذب الأناجيل التى أسهبت فى ذكر معجزاته؟
لكن هل المعجزة فى الكتاب المقدس جدًا دليل على الألوهية أم النبوة؟
فى الحقيقة فهى ليست دليل على الألوهية ولا النبوة. فمن الممكن أن يفعل هذه المعجزات المختارين المؤمنين، والشياطين الضالين: لأنه معنى ذلك أن الألوهية هذه يصلها أى إنسان يؤمن به ثم يعمل نفس معجزاته. الأمر الذى لم يحدث مع قسيس أو أسقف أو بابا من باباوات الكنيسة، وبالتالى فهو ينفى عنهم كلهم الإيمان الحقيقى بيسوع، الذى يؤدى إلى الخلود فى الجنة، وهو التوحيد الخالص: يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
ولو كانت المعجزات تثبت ألوهية فاعلها، لكنتم قد ألهتم كل أنبياء بنى إسرائيل والتلاميذ. بل إن يسوع همَّش معجزاته، وأقر أن تلاميذه والمؤمنين يمكنهم القيام بمعجزات أكبر وأعظم مما عمله هو: يوحنا 14: 12 (12اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضًا وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا ....). وعلى ذلك فإن المعجزات تثبت إيمان فاعلها بالله تعالى!
بل إن هناك أناس سيقومون بعمل أشياء جميلة كثيرة ولكن باسم يسوع، أى معتبرين إياه إلهًا، سيطردهم من مجلسه يوم القيامة، قائلا إنهم ليسوا من أمته، بل من أمة وثنية فاعلة للإثم: متى 7: 21-23 (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!)
وهذا كاف لكفر عقيدتكم! فمن عمد باسم يسوع فهو كافر، ومن أقام معجزة أو أخرج شياطين باسم يسوع فهو كافر. وكل معجزات يسوع عملها بقوة الله:
يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. ...)
لوقا 11: 20 (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.)
متى 12: 28 (28وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللَّهِ!)
وقال أيضًا: يوحنا 5: 36 (36وَأَمَّا شأَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
يوحنا 5: 20 (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالًا أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ.)
وقال أيضًا: يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئًا مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
ونشعر بطلبه لتأييد الله تعالى له بهذه المعجزات فقط ليؤمنوا أنه رسول الله إليهم، وليس استعراضًا لألوهية مزعومة، وذلك فى رفع عينيه للسماء، طالبًا العون من الله، وليعلم من يشاهدوه أنه يقوم بهذه المعجزات بإذن الله وعونه:
يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعًا وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
مرقس 7: 32-36 (32وَجَاءُوا إِلَيْهِ بِأَصَمَّ أَعْقَدَ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ. 33فَأَخَذَهُ مِنْ بَيْنِ الْجَمْعِ عَلَى نَاحِيَةٍ وَوَضَعَ أَصَابِعَهُ فِي أُذُنَيْهِ وَتَفَلَ وَلَمَسَ لِسَانَهُ 34وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَأَنَّ وَقَالَ لَهُ: «إِفَّثَا». أَيِ انْفَتِحْ. 35وَلِلْوَقْتِ انْفَتَحَتْ أُذْنَاهُ وَانْحَلَّ رِبَاطُ لِسَانِهِ وَتَكَلَّمَ مُسْتَقِيمًا. 36فَأَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ.)
فعندما أراد إطعام الجمع: متى 14: 19 (أَخَذَ الأَرْغِفَةَ لْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى الأَرْغِفَةَ لِلتَّلاَمِيذِ وَالتَّلاَمِيذُ لِلْجُمُوعِ.)
وهل لو كان يعمل المعجزات بلاهوته لفشل واحتاج إلى تجربة ثانية ليشفى الأعمى؟ هل يوجد إله يقوم بتجارب يفشل منها ما يفشل، وينجح فى النهاية فى إشفاء أعمى؟
مرقس 8: 22-26 (22وَجَاءَ إِلَى بَيْتِ صَيْدَا فَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَعْمَى وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمِسَهُ 23فَأَخَذَ بِيَدِ الأَعْمَى وَأَخْرَجَهُ إِلَى خَارِجِ الْقَرْيَةِ وَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ هَلْ أَبْصَرَ شَيْئًا؟ 24فَتَطَلَّعَ وَقَالَ: «أُبْصِرُ النَّاسَ كَأَشْجَارٍ يَمْشُونَ». 25ثُمَّ وَضَعَ يَدَيْهِ أَيْضًا عَلَى عَيْنَيْهِ وَجَعَلَهُ يَتَطَلَّعُ. فَعَادَ صَحِيحًا وَأَبْصَرَ كُلَّ إِنْسَانٍ جَلِيًّا. 26فَأَرْسَلَهُ إِلَى بَيْتِهِ قَائِلًا: «لاَ تَدْخُلِ الْقَرْيَةَ وَلاَ تَقُلْ لأَحَدٍ فِي الْقَرْيَةِ»)
ففكر فى قول يسوع الآتى مرقس 10: 27 (27فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ وَلَكِنْ لَيْسَ عِنْدَ اللَّهِ لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللَّهِ».) ستجد أنه يقول لك إن كل ما هو غير مستطاع عن الناس، فهو مستطاع عند الله، وستجد أنه يعلنها لكل الناس أنه بشر، وليس بإله!!
بل إن المعجزة ليست دليلًا على أن فاعلها إلهٌ أو حتى نبى: متى 24: 24، (24لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضًا.) ومرقس 13: 22
وإليك نُبذة عن بعض معجزات النبى :
1- القرآن الكريم
2- إنشقاق القمر
قال الله في القرآن: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) سورة القمر الآية 1. وقد ورد في السنة الكثير منالأحاديث الصحيحة منها
• عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً فَأَرَاهُمْ الْقَمَرَ شِقَّتَيْنِ حَتَّى رَأَوْا حِرَاءً بَيْنَهُمَا. (رواه البخارى 3579)
• عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أن القمر انْشَقَّ عَلَى زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ . (رواه البخارى 8135) أليس هذا هو الكتاب الذى تعهَّدت أن تأتينا بالأحاديث منه؟ فهل لم تقرأها؟ أم قرأتها وتستمر فى مكابرتك وعنادك؟
لقد شاهد االناس هذه المعجزة في أنحاء الجزيرة العربية.فإن اهل مكة لم يصدقو وقالوا: سحرنا محمد؛ ثم استدركوا قائلين: انظروا ما يأتيكم به السفار فإن محمد لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم وفى اليوم التالى سألوا من وفد إليهم من خارج مكة فأخبرو أنهم قد رأوه.
وقد شاهد الناس انشقاقه خارج الجزيرة العربية. قد يقال "إن انشقاق القمر ليس شيئا مستحيلا فالعلم قد شاهد انشقاق مذنب بروكس؛ شقين سنة1889م. وكذلك انقسام مذنب (بيلا)إلى جزءين سنة 1846 م. كما ذكر الفلكى (سبنسر جونز) في فصل المذنبات والشهب من كتاب ((عوالم بلا نهاية)).. وفى الاجابة يقال ((الفرق بين انشقاق القمر وانشقاق هذين المذنبين أنهما لم يلتئما بعد الانشقاق؛ (والقمر التأم) وهو الفرق المنتظر بين الظاهرة الفلكية في الفطرة والمجزة الفلكية على يد رسول الله لأن المعجزة تزول بزوال وقتها وتحقق الغرض منها؛ ولو استمرت لكانت ظاهرة طبيعية صرفة ولخرجت من دائرة المعجزات. ويمكنك التؤكد من ذلك من صور إنشقاق القمر زمن الرسول من موقع وكالة ناسا.
3- حماية الملائكة له
عن أبي هريرة قال: قال أبو جهل: هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم ؟ (أي هل يصلي جهارةً أمامكم)، فقيل: نعم. فقال: واللات والعزى لئِن رأيته يفعل ذلك لأطَأنَّ على رقبته أو لأعَفِرَنَّ وجهه في التراب. فأتى الرسول وهو يصلي لِيَطأ على رقبته، فما فاجأهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه، وأخذ يقي وجهه بيديه، فقيل له: ما لك؟ قال: إن بيني وبينهُ خندقًا من نار وهَولًا وأجنحة!!!. فقال الرسول : لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوًا عضوا. (ومعنى عضوا عضوا اي الملائكة تأخذه عظمة عظمة) وأنزل الله في القرآن: (كَلا إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى) سورة العلق من الآية 6 إلى آخر السورة.
4- رحلة الإسراء والمعراج.
5- أن الله زوى ـ أي جمع ـ له الأرض كلها فضم بعضها لبعض حتى رأها وشاهد مغاربها ومشارقها قال تعالى: وان ملك أمته سيبلغ مازوى له منها .
6- حنين جذع النخلة إليه لما فارقه إلى المنبر وصار يخطب على المنبر بعد ما كان يخطب عليه ولم يسكن حتى اتى إليه فضمه وأعتنقه فسكت .
7- نبع الماء من بين أصابعه. (رواه البخاري)
8- تسبيح الحصى بكفه. رواه أبن عسكر من حديث أبي داود وغيره .
9- تسبيح الطعام حين وضع عنده _ أي بين يديه فنطق كما في البخاري عن أبن مسعود.
10- تسليم الحجر والشجر عليه بالنطق. رواه أبو نعيم في دلائل النبوة.
11- تكليم الذراع له فأخبره أنه مسموم. رواه البخاري .
12- أن البعير شكا إليه أن صاحبه يجيعه ويتعبه. رواه أبو داود.
13- شهاد الذئب له بالنبوة. رواه الطبراني وابو نعيم.
14- أنه جاء مرة إلى قضاء الحاجه ولم يجد شيئا يستتر به سوى جذع نخلة صغيرة وأخرى بعيدة عنها. ثم أمر كلا منها فأتتا إليه فسترتاه حتى قضا حاجته ثم أمر كلا منهما بالمضي إلى مكانها. راواه الأمام أحمد والطبراني.
15- أنه قربت منه ست من الأبل لينحرها فصارت كل واحده تقترب منه ليبدأ بها. رواه أبو داود والنسائي.
16- أن عين قتادة بن النعمان الأنصاري سقطت يوم أحد فردها فكانت المردودة أحـد (أقوى) من العين الصحيحه. رواه الحاكم وغيره من عدة طرق.
17- أن عين أبي طالب برأت من الرمد حين تفل فيها. متفق عليه.
18- أن عبد الله بن عتيك الأنصاري أصيبت رجله حين نزل من درج إلى رافع بن أبي الحقيق لما قتله فمسحها بيده الشريفه فبرأت. رواه البخاري.
19- أن أبي بن خلف كان يلقي المصطفى فيقول: إن عندي قعودًا أعلفه كل يوم أقتلك عليه. فيقول بل أنا أقتلك إن شاء الله، فطعنه يوم أحد في عنقه فخدشه غير كثير، فقال: قتلني محمد فقالوا: ليس بك بأس قال: إنه قال أنا أقتلك، فلو بصق علي لقتلني فمات.
20- أنه أخبر أمية بن خلف أنه يقتله فقتل كافرًا يوم بدر. رواه البخاري.
21- أنه عد لأصحابه في بدر مصارع الكفار فقال: هذا مصرع فلان غدًا ويضع يده على الأرض، وهذا، وهذا، فكان كما وعد. وما تجاوز أحد منهم موضوع يده. رواه ابو داود.
22- أنه أخبر أن طوائف من أمته سيركبون وسط البحر أي يغزون في البحر كالملوك على الأسرة ومنهم أم حرام بنت ملحان فكان كما أخبر. رواه البخارى.
23- أنه قال في الحسن بن علي رضى الله عنهما، أن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين، فكان كما قال. فإنه لما توفى أبوه بايعه أربعون ألفًا على الموت فتنازل عن الخلافة لمعاوية حقنا لدماء المسلمين. رواه البخاري.
24- أنه أخبر في شأن عثمان بن عفان أنه ستصيبه بلوى شديده يريد قتله فكان كما قال. رواه البخاري.
25- أنه أخبر في المدينة بمقتل الأسود العنسي في صنعاء اليمن في الليلة التي قتل فيها، فجاء الخبر بما أخبر به. ذكره ابن اسحاق وغيره.
26- أنه أخبر فى مكة بموت النجاشى فى الحبشة، بعد أن أرسل له أواق من مسك وحلة، ووعد أم سلمة أن الحلة لها عندما ترجع الهدايا. فلما ردت إليه الهدية أعطى كل امرأة من نسائه أوقية من ذلك المسك .. وأعطى سائره أم سلمة .. وأعطاها الحلة.
27- أنه أخبر بقتل كسرى كذلك في ليلة مقتله، فجاء الخبر كما ذكر.
28- أخبر عن الشيماء بنت الحارث السعدية أخت رسول الله من الرضاع أنها قد رفعت في خمار أسود على بغلة شهباء فكان كذلك. رواه أبو نعيم.
29- أنه دعا لعمر بن الخطاب بأن الله تعالى يعز به الإسلام أو بأبي جهل بن الهشام فأصابت دعوته عمر فأصبح مسلمًا فعز بإسلامه كل من أضحى مسلمًا.
30- أنه دعا لعلي بن أبي طالب بذهاب الحر والبرد عنه، فكان علي لا يجد حرا ولا بردا، رواه البيهقي.
31- أنه دعا لابن عباس بفقه الدين وعلم التأويل، فصار بحرًا زخارًا واسع العلم.
32- أنه دعا لثابت بن قيس بن شماس بأنه يعيش سعيدا ويقتل شهيدا فكان كذلك.
33- أنه دعا لأنس بن مالك بكثرة المال والولد وبطول العمر فعاش نحو المائة سنة وكان ولده من صلبه مائة وعشرين ولدًا ذكرًا، وكان له نخل يحمل في كل سنة حملين.
34- أنه قال في رجل غزا معه وأكثر قتال الكفار مع المسلمين أنه من أهـل النار فصدق الله تعالى مقتله، فإنه أصابته جراحه فقتل نفسه بيده عمدًا. (وقاتل نفسه في النار أعوذ بالله) متفق عليه.
35. كان عتيبة بن أبي لهب يؤذى الرسول ، فدعا عليه بأن يسلط الله عليه كلبا من كلابه فقتله أسد. رواه ابو نعيم وغيره.
36- أنه لما شكا إليه شاك قحوط المطر ـ أي حبسه وانقطاعه وهو فوق المنبر في خطبة الجمعة فرفع يديه إلى الله تعالى ودعا. وما في السماء قطعة من السحاب فطلعت سحابة حتى توسطت السماء فاتسعت فأمطرت فقال: اللهم حوالينا ولا علينا فاقلعت وانقطعت. متفق عليه
37- أنه أمر عمر الفاروق أن يزود أربع مائة راكب أتو إليه من تمر كان عنده فزودهم منه والتمر كان مقدراه كالفصيل الرابض فزودهم جميعا وكأنه ما مسه أحد. رواه أحمد وغيره.
38- أنه أطعم الألف الذين كانوا معه في غزوة الخندق من صاع شعير ودون صاع وبهيمة ـ وهي ولد الضأن فأكلوا وشربوا وأنصرفوا وبقي بعد انصرافهم عن الطعام أكثر مما كان من الطعام. متفق عليه.
39- أنه أطعم جماعة من أقراص شعير قليلة بحيث جعلها أنس تحت ابطه لقلتها فأكل منها ثمانون رجلا وشبعوا كلهم وهو كما أتى لهم كأنه لم يمسه أحد كما جاء في الصحيحين عن أنس.
40- أنه أطعم أهل الخندق من تمر يسير أتت به إليه جارية. رواه ابو نعيم.
41- أنه أطعم الجيش حتى وصلوا إلى حد الشبع من مزود ـ وهو وعاء التمر ـ ورد مابقى فيه لصاحبه أبي هريرة. ودعا له بالبركة فأكل منه في حياته إلى حين قتل عثمان ـ رضي الله عنه.
42- أنه حين تزوج بزينب بنت جحش أطعم خلقا كثيرًا من طعام قدم إليه في قصعة ثم رفع الطعام من بينهم وقد شبعوا وهو كما وضع أو أكثر. كما رواه أبو نعيم.
43- أنه في غزوة حنين رمى الكفار بقبضة من تراب وقال: شاهت الوجوه فامتلأت أعينهم ترابًا كلهم وهزموا عن أخرهم. رواه مسلم وغيره.
44- أنه لما أجتمعت صناديد قريش في دار الندوة وأجمعوا على قتله وجاءوا إلى بابه ينتظرون خروجه فيضربونه بالسيوف ضربة رجل واحد، فخرج عليهم ووضع التراب على رأس كل واحد منهم.
45- تسبيح الحصى في يديه وسلام الشجر عليه
46- سلام الحجر عليه
47- سجود البعير له وشكواه إليه وفهمه للغتها
48- شهادة الذئب برسالته
49- توقير الوحش له واحترامه
50- احترام الأسد لمولاه
51- نطق الغزالة ووفاؤها له
52- خروج الجن من الصبي بدعائه
53- شفاء الضرير بدعائه
54- اهتزاز جبل أحد
55- فيضان ماء بئر الحديبية
56- قدح لبن روى فئامًا من الناس ببركته
57- امتلاء عكة سمن بعد فراغها
58- الطعام القليل يشبع العدد الكثير فى بيت أبى طلحة، تكثير الطعام عشرات المرات وفى ظروف مختلفة
59- توفية دين جابر الذي استغرق كل ماله من بركة النبى
60- انقياد الشجر له ليستره أثناء قضاء حاجته
62- شفاء الصبي بفضل سؤره
63- تحول جذل الحطب سيفًا
64- صدق إخباره بالغيب وهذه فيها الكثير من المعجزات.
* * *
يواصل الكاتب مقارنته بين يسوع ومحمد ، فيقول:
• عرف يسوع ما بداخل قلوب الناس
"فستعرف جميع الكنائس أنى أنا الفاحص الكلى والقلوب وسأعطي كل واحد منكم بحسب أعماله". رؤيا 23:2
لم يعرف محمد ما بداخل قلوب الناس
"ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إنى ملك". سورة هود 31:11
وأرد عليه قائلا:
إن نقلك عن القرآن الكريم أن محمدًا لا يعلم الغيب، وليس عنده خزائن الله، وليس بملَك فهو حق. فقد كان عبد الله تعالى ورسوله إلى العالمين. وهو عين ما أقر به يسوع من أنه إنسان كلمهم بالحق الذى سمعه من الله، وقال عنه الكتاب إنه عبد الله ورسوله، وأنه لا يفعل شيئًا من تلقاء نفسه، ولا بقدرته، بل بإصبع الله وقوته، بل كما كان يسمع يسوع من الله يخبركم. كما أنه لم ينبىء مرة شيئًا عن الغيب إلا فى نهاية الزمان قبل أن يموت الموجودين حوله ولم يحدث، الأمر الذى ينفى عنه النبوة، ويحكم عليه بالقتل رجمًا.
ألم أقل لك إن كتبة هذه الأناجيل هم أعداء يسوع الشخصيين؟ فهل تعتقد أن اليهود يجتمعون على يسوع ويسلمونه للقتل، ثم يتركون تعاليمه المكتوبة والشفاهية تتناقل بين الناس ليزداد أتباعه؟
أما إنه كان يعرف ما يدور بخلد أعدائه من اليهود والفريسيين عندما كانوا يريدون أن يوقعونه ويتصيدونه بكلمة أو حرف، فقد كان الله تعالى يخبره، ويعلمه الإجابة النموذجية التى يخرج منها من هذا المأزق.
ونرجع بالنص للسياق ليكتمل القول والفهم: (22هَا أَنَا أُلْقِيهَا فِي فِرَاشٍ، وَالَّذِينَ يَزْنُونَ مَعَهَا فِي ضِيقَةٍ عَظِيمَةٍ، إِنْ كَانُوا لاَ يَتُوبُونَ عَنْ أَعْمَالِهِمْ. 23وَأَوْلاَدُهَا أَقْتُلُهُمْ بِالْمَوْتِ. فَسَتَعْرِفُ جَمِيعُ الْكَنَائِسِ أَنِّي أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبَِ، وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ.) رؤيا يوحنا 2: 22
فمن هو المتكلم؟ ومن هو الفاحص الكلى؟ ومن هو الذى سيعطى كل واحد بحسب أعماله؟
إنه الله الذى أرسل يسوع وأمره أن يقول هذا عن لسانه: (1إِعْلاَنُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَعْطَاهُ إِيَّاهُ اللهُ، لِيُرِيَ عَبِيدَهُ مَا لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ عَنْ قَرِيبٍ، وَبَيَّنَهُ مُرْسِلًا بِيَدِ مَلاَكِهِ لِعَبْدِهِ يُوحَنَّا،) رؤيا 1: 1
ويتضح هذا أكثر فى قوله الافتتاحى حيث يرسل السلام من الله الأزلى، ومن السبعة أرواح التى أمام العرش ومن يسوع البكر من الأموات: رؤيا 1: 4-5 (.... نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ الْكَائِنِ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، وَمِنَ السَّبْعَةِ الأَرْوَاحِ الَّتِي أَمَامَ عَرْشِهِ، 5وَمِنْ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الشَّاهِدِ الأَمِينِ، الْبِكْرِ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَرَئِيسِ مُلُوكِ الأَرْضِ.)
ولنا هنا عدة وقفات لفهم النص:
1- إن الله تعالى هو المهيمن على الكل، وهو الذى أرسل رسوله يسوع بفحوى الرسالة التى نحن بصدد الحديث عنها. وهذا ما أثبته يسوع مرارًا: يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
وأثبت يسوع أنه لا يملك من أمر نفسه شيئًا، فلا يستطيع أن يعمل من نفسه شيئًا: لا معجزة، ولا تعاليم، ولا فطنة فى مواجهة الأعداء ومناظرتهم، ولا يطلب إلا مراد الله ومشيئته: يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
وأقر أيضًا أنه لا يملك من أمر غيره شيئًا: متى 20: 23 (... وَأَمَّا الْجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ يَسَارِي فَلَيْسَ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ إِلاَّ لِلَّذِينَ أُعِدَّ لَهُمْ مِنْ أَبِي».)
وأن الغفران أى الحساب والدينونة بيد الله: متى 6: 9-15 (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ. 11خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. 12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. 13وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. 14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. 15وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضًا زَلَّاتِكُمْ.)
يوحنا 8: 50 (50أَنَا لَسْتُ أَطْلُبُ مَجْدِي. يُوجَدُ مَنْ يَطْلُبُ وَيَدِينُ.)
2- إن سلام يوحنا الذى يرسله من الله الأزلى ومن السبعة أرواح التى أمام العرش، ومن يسوع تفيد بأنهم أشخاص قائمة بذاتها وغير متحدة فى شخص واحد، خاصة أنه يستخدم واو العطف التى تعنى المغايرة. وهذا بخلاف فهمهم لأمر متى 28: 19 (19فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.)، الذى يعتبرون فيه الثلاثة واحد. ولو طبقنا معيارهم فى فهم متى على نص رؤيا يوحنا، لأصبح الرب يتكون من تسعة أقانيم: الآب والسبعة أرواح ويسوع.
3- أن الله هو فاحص الكلى والقلوب، فهذا شىء يؤمن به كل مؤمن عاقل. فهو إله عليم بكل شىء. والنصوص الكتابية التى تُظهر جهل يسوع بالساعة وموعد إثمار التين وغيره، لهى دليل من يسوع ينفى فيه ألوهيته. وهذا لمن كان له عقل يعى هذه الحقائق. فهى حجة عليكم وليست لكم.
فلم يعلم موعد قيام الساعة: مرقس 13: 32 (32وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ الاِبْنُ إلاَّ الآبُ.)
وتوقع مجىء ابن الإنسان (أى عودة يسوع عندهم) قبل هلاك بعض تلاميذه: (28اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ هَهُنَا قَوْمًا لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوُا ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا فِي مَلَكُوتِهِ».) متى 16: 28
وقد أخبرنا الرسول بكثير من الأمور الغيبية، التى أطلعه الله تعالى عليها، وصدق فيما أخبر به. بخلاف ما تنسبه كتبكم إلى يسوع، لتظهره بمظهر النبى الكاذب، الذى يستحق عقاب الله بالقتل: (20وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلامًا لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ. 21وَإِنْ قُلتَ فِي قَلبِكَ: كَيْفَ نَعْرِفُ الكَلامَ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ؟ 22فَمَا تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلمْ يَحْدُثْ وَلمْ يَصِرْ فَهُوَ الكَلامُ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ بَل بِطُغْيَانٍ تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ فَلا تَخَفْ مِنْهُ».) التثنية 18: 20-22
ألم أخبرك مرارًا أن أعداء يسوع هم الذين كتبوا هذه الأسفار تحقيرًا وتسفيهًا ليسوع وأمه وتعاليمه وتلاميذه؟
ولم يعلم بموعد إثمار التين: مرقس 11: 12-13 (12وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ 13فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئًا. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئًا إلاَّ وَرَقًا لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ.)
ولم يعلم الذى لمس ملابسه: مرقس 5: 30-31 (30فَلِلْوَقْتِ الْتَفَتَ يَسُوعُ بَيْنَ الْجَمْعِ شَاعِرًا فِي نَفْسِهِ بِالْقُوَّةِ الَّتِي خَرَجَتْ مِنْهُ وَقَالَ: «مَنْ لَمَسَ ثِيَابِي؟» 31فَقَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «أَنْتَ تَنْظُرُ الْجَمْعَ يَزْحَمُكَ وَتَقُولُ مَنْ لَمَسَنِي؟».)
ولم يعلم كم مرَّ من الزمان على إصابة الصبى بالشيطان الذى يصرعه: مرقس 9: 21 (21فَسَأَلَ أَبَاهُ: «كَمْ مِنَ الزَّمَانِ مُنْذُ أَصَابَهُ هَذَا؟» فَقَالَ: «مُنْذُ صِبَاهُ.)
ولم يعلم أين وضعوا لعازر الميت، فسأل أخته: يوحنا 11: 34 (34وَقَالَ: «أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ؟»)
ولم يعلم أن أباه سيتركه يُصلب: متى 27: 46 (46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلًا: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي»(أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟))
4- إن الرب فى المفهوم المسيحى يُعاقب الشرير رحمة به وبالصديق، وليس إلهًا للمحبة والشفقة والحنان فقط. ولكنه جبار على من عصى، ومنتقم من الأشرار.
فها هو الرب يقتل، ويدفعهم لضيق عظيم وعذاب نفسى كبير: رؤيا يوحنا 2: 22 (22هَا أَنَا أُلْقِيهَا فِي فِرَاشٍ، وَالَّذِينَ يَزْنُونَ مَعَهَا فِي ضِيقَةٍ عَظِيمَةٍ، إِنْ كَانُوا لاَ يَتُوبُونَ عَنْ أَعْمَالِهِمْ. 23وَأَوْلاَدُهَا أَقْتُلُهُمْ بِالْمَوْتِ. ...)
5- لا وجود لما يُسمى بالخطيئة الأولى، فها هو الرب ينذر الزانية ويمهلها للتوبة وإلا أوقع عليها العذاب. يؤكد هذا أيضًا قوله فى رومية 2: 5-6 (5وَلَكِنَّكَ مِنْ أَجْلِ قَسَاوَتِكَ وَقَلْبِكَ غَيْرِ التَّائِبِ تَذْخَرُ لِنَفْسِكَ غَضَبًا فِي يَوْمِ الْغَضَبِ وَاسْتِعْلاَنِ دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ 6الَّذِي سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ.)
يؤيد فهمنا هذا نصوص الكتاب نفسه: التثنية 24 : 16 (16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.)
وقال الرب لحزقيال: حزقيال 18: 19-23 (19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْملُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقًّا وَعَدْلًا. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقًّا وَعَدْلًا فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟)
وقال الرب لأيوب: أيوب 34: 10-13 (حَاشَا لِلَّهِ مِنَ الشَّرِّ وَلِلْقَدِيرِ مِنَ الظُّلْمِ. 11لأَنَّهُ يُجَازِي الإِنْسَانَ عَلَى فِعْلِهِ وَيُنِيلُ الرَّجُلَ كَطَرِيقِهِ. 12فَحَقًّا إِنَّ اللهَ لاَ يَفْعَلُ سُوءًا وَالْقَدِيرَ لاَ يُعَوِّجُ الْقَضَاءَ.)
متى 3: 8-10 (8فَاصْنَعُوا أَثْمَارًا تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ. .. .. فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ.)
إشعياء59: 18 (حَسَبَ الأَعْمَالِ هَكَذَا يُجَازِي مُبْغِضِيهِ سَخَطًا وَأَعْدَاءَهُ عِقَابًا)
إرمياء 17: 10 (10أَنَا الرَّبُّ فَاحِصُ الْقَلْبِ مُخْتَبِرُ الْكُلَى لأُعْطِيَ كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ طُرُقِهِ حَسَبَ ثَمَرِ أَعْمَالِهِ.)
مزمور 62: 12 (12وَلَكَ يَا رَبُّ الرَّحْمَةُ لأَنَّكَ أَنْتَ تُجَازِي الإِنْسَانَ كَعَمَلِهِ)
6- إن النص متناقض مع بعضه البعض. حيث يهدد الرب بقتل أولاد إيزابل بسبب زناها هى، فى الوقت الذى يقول فيه إنه يحاسب كل إنسان على قدر أعماله: رؤيا يوحنا 2: 23 (23وَأَوْلاَدُهَا أَقْتُلُهُمْ بِالْمَوْتِ. فَسَتَعْرِفُ جَمِيعُ الْكَنَائِسِ أَنِّي أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبَِ، وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ.) الأمر الذى ينفى إلهية هذا النص كليةً.
7- وبذلك نكون قد أثبتنا أن النص المستشهد به لا يقصد به أن يكون يسوع هو الديَّان أو فاحص الكلى أو الذى سيجازى المسىء فى الآخرة. كما أثبتنا كذب فرية توارث الخطيئة الأولى. ونفينا كون يسوع إلهًا لجهله بالعلم الإلهى، ولبعده عن صفات الله الحسنى التى تصفه بالكمال، حيث أثبتنا أن يسوع ناقص فى العلم، ولا يملك من أمره شيئًا، وأنه عبد خاضع لله مثل باقى البشر يوم القيامة: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضًا سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
أما الله إلهه وإله كل البشر فقد نسب له يسوع علم الغيب، وسماع الدعاء: (لأَنَّ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ.) متى 6: 7
يقول الله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنْ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ...) الجن 26-27، ومعنى ذلك أن علم الغيب المطلق لله تعالى، لكنه يمكنه أن يُطلع نبيه على شىء منه، أى إن علم الرسول بالغيب، فهو ليس بعلم ذاتى، لأنه لا ينبغى لبشر أن يعلم شيئًا من الغيب إلا إذا أطلعه الله تعالى على قدرٍ منه؛ ليثبت نبوته أمام الناس:
ومعنى ذلك أنه لو ثبت أن النبى تنبأ بالغيب، وكان صادقًا، فسيكون هذا من دلائل نبوته، وذلك مصداقًا لما قاله التثنية 18: 21-22 (21وَإِنْ قُلتَ فِي قَلبِكَ: كَيْفَ نَعْرِفُ الكَلامَ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ؟ 22فَمَا تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلمْ يَحْدُثْ وَلمْ يَصِرْ فَهُوَ الكَلامُ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ بَل بِطُغْيَانٍ تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ فَلا تَخَفْ مِنْهُ».)
إخبار النبى بالغيب دليل على نبوته:
وها هى قائمة مختصرة بأحداث ومواقف للرسول فى تنبؤه بأحداث مستقبلية:
1- كل آيات القرآن العلمية، التى تتعلق بالإنسان جسديًا ونفسيًا، والبحار والجبال والأرض والسماء والنجوم، والصحة والجنين وعلم الحشرات والنباتات وغيره. وقد ذكرنا بعضًا منها، ولا داعى للتكرار.
2- وعدته احدى زوجاته أن تتكتم سرًا بينهما، فلما أنبأت به، عرف الله رسوله ، وكنا قد تعرضنا لهذه الآية من قبل: ﴿فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ﴾ التحريم 3
3- كان الرسول إذا قام من الركوع يقول الله أكبر، ولكن فى مرة من المرات ذهب أبو بكر للصلاة متأخرًا، وعندما دخل المسجد وجد الرسول مازال راكعًا، فدخل فى نهاية الصفوف فى الصلاة، فحمد الله تعالى أنه لحق الركعة الأولى ولم تفته. فإذا يقول الرسول من الركوع قائلا: سمع الله لمن حمده. فكيف علم الرسول ما قاله أبو بكر الصديق فى سره، بل وفى نهاية الصفوف؟ لقد أطلعه الله تعالى على الغيب.
4- خيانة حاطب بن أبى بلتعة:
قال الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ * إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ * لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ الممتحنة 1-3
مقارنة بين يسوع ومحمد:
ويواصل الكاتب تحت عنوان: ( 4- مقارنة بين يسوع ومحمد) فيقول:
ماذا يقول الكتاب المقدس عن يسوع؟
وماذا يقول القرآن عن محمد؟
• يسوع هو إبن الله
"فالذي قدسه الآب وأرسله الى العالم أتقولون له إنك تجدف لأني قلت إني إبن الله". يوحنا 36:10
محمد كان بشرًا من الناس:
"إنما أنا بشر مثلكم". سورة الكهف 110:18
وأقول له:
أليس من العيب أن تقارن بين إله (يسوع فى نظرك) ورسول لله تعالى؟
هل هذا فكر وعقيدة إنسان يؤمن أن يسوع إله؟
هل هذا فكر وعقيدة إنسان يؤمن أن يسوع كان له كل صفات الألوهية من العزة، والكرامة والقدرة الكلية على الانتصار ونصر غيره؟
نبدأ بما قاله يسوع واقتطعت السياق حتى لا تفسد على قرائك المسيحيين إيمان زائف بألوهية يسوع. يقول النص: (31فَتَنَاوَلَ الْيَهُودُ أَيْضًا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. 32فَقَالَ يَسُوعُ: «أَعْمَالًا كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي- بِسَبَبِ أَيِّ عَمَلٍ مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟» 33أَجَابَهُ الْيَهُودُ: «لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَلٍ حَسَنٍ بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلَهًا» 34أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوبًا فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ 35إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لِأُولَئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللَّهِ وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ 36فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ لأَنِّي قُلْتُ إِنِّي ابْنُ اللَّهِ؟) يوحنا 10: 31-36
لقد أراد اليهود رجمه بالحجارة ظنًا منهم أنه يؤله نفسه، فرد هذه الشبهة عنه وقال لهم إنه تعبير مجازى لا يُقصد به أننى أتفرد بهذا التعبير لوحدى، ولكننى كيهودى (؟) مثلكم قال الرب عنا إننا آلهة، لأن كلمة الرب صارت إلينا. وهذا الظن السىء فى لا يليق بمكانتى، لأننى رسول الله، الذى أرسلنى إليكم. فهل من قدسه الله تعالى وجعاه نبيًا تقولون عنه إنه يُجدِّف؟
وأصل قول يسوع الذى قبله اليهود مئات من السنين هو قول جاء فى مزامير داود: مزامير 82: 6-7 (6أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ. 7لَكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ.)
وهل كل من يقول إنه ابن الله يصبح مجدفًا؟ أو يعنى إنه إله؟ لا. إنه تعبير مجازى يعنى المؤمنين الأتقياء، وعلى ذلك الكثير من الشواهد فى الكتاب الذى تقدسه:
يقول يوحنا: (12وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.) يوحنا 1: 12-13
ويقول متى: (44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.. .. ..) متى 5: 44-45
وما قاله مرقس فى إنجيله فهمه لوقا وأعاده بمرادف آخر يؤكد ما قلته: (39وَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ الْوَاقِفُ مُقَابِلَهُ أَنَّهُ صَرَخَ هَكَذَا وَأَسْلَمَ الرُّوحَ قَالَ: «حَقًّا كَا نَ هَذَا الإِنْسَانُ ابْنَ اللَّهِ!») مرقس 15: 39
وقال لوقا: (47فَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ مَا كَانَ مَجَّدَ اللهَ قَائِلًا: «بِالْحَقِيقَةِ كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ بَارًّا!») لوقا 23: 47
يوحنا الأولى 3: 1 (1أُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ! مِنْ أَجْلِ هَذَا لاَ يَعْرِفُنَا الْعَالَمُ، لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُهُ.)
رومية 8: 14-16 (14لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ. 15إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضًا لِلْخَوْفِ بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا الآبُ!». 16اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضًا يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ.)
(2أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ،الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ،وَلَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ)يوحنا الأولى 3: 2
(14اِفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ بِلاَ دَمْدَمَةٍ وَلاَ مُجَادَلَةٍ، 15لِكَيْ تَكُونُوا بِلاَ لَوْمٍ، وَبُسَطَاءَ، أَوْلاَدًا للهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي وَسَطِ جِيلٍ مُعَوَّجٍ وَمُلْتَوٍ، تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي الْعَالَمِ.) فيليبى 2: 14-15
(4أَنْتُمْ مِنَ اللهِ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، وَقَدْ غَلَبْتُمُوهُمْ لأَنَّ الَّذِي فِيكُمْ أَعْظَمُ مِنَ الَّذِي فِي الْعَالَمِ.) يوحنا الأولى 4: 4
(7أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ. مَنْ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَهُوَ بَارٌّ، كَمَا أَنَّ ذَاكَ بَارٌّ. 8مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ فَهُوَ مِنْ إِبْلِيسَ، لأَنَّ إِبْلِيسَ مِنَ الْبَدْءِ يُخْطِئُ. لأَجْلِ هَذَا أُظْهِرَ ابْنُ اللهِ لِكَيْ يَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ. 9كُلُّ مَنْ هُوَ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ لاَ يَفْعَلُ خَطِيَّةً، لأَنَّ زَرْعَهُ يَثْبُتُ فِيهِ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُخْطِئَ لأَنَّهُ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ. 10بِهَذَا أَوْلاَدُ اللهِ ظَاهِرُونَ وَأَوْلاَدُ إِبْلِيسَ. كُلُّ مَنْ لاَ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ) يوحنا الأولى 3: 7-10
(كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ، 3وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ.) رسالة يوحنا الأولى 4: 2-3
(18نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ لاَ يُخْطِئُ، بَلِ الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّهُ.) يوحنا الأولى 5: 18
وعلى ذلك فيسوع لم يدع الألوهية وإلا لرجمه اليهود. ولو كان إلهًا واستعمل التقية حتى لا يرجمه اليهود فسوف يكون كاذبًا، والكذاب جبان، والجبان ليس بإله!
وقال يسوع إنه بشر إنسان: يوحنا 8: 40 (... وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. ...)
ونفى الكتاب أن يكون الله إنسان أو يكذب: عدد 23: 19 (19ليْسَ اللهُ إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. ...)
وقال إنه رسول الله: متى 15: 24 (24فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».)
يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
وقالت الجموع عنه إنه نبى: متى 21: 10-11 (10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».)
وقال التلاميذ عنه إنه نبى: لوقا 24: 13-20 (13وَإِذَا اثْنَانِ مِنْهُمْ كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى قَرْيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ أُورُشَلِيمَ سِتِّينَ غَلْوَةً اسْمُهَا «عِمْوَاسُ». 14وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ بَعْضُهُمَا مَعَ بَعْضٍ عَنْ جَمِيعِ هَذِهِ الْحَوَادِثِ. 15وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا. 16وَلَكِنْ أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ. 17فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هَذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟» 18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟» 19فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَانًا نَبِيًّا مُقْتَدِرًا فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ. 20كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ.)
وقالت كتبكم إنه كان عبدًا لله: أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه، ) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلًا أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
أعمال الرسل 4: 27 (27تحالَفَ حَقًّا في هذهِ المَدينةِ هِيرودُس وبُنْطيوس بيلاطُس والوَثَنِيُّونَ وشُعوبُ إِسرائيلَ على عَبدِكَ القُدُّوسِ يسوعَ الَّذي مَسَحتَه،) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
أعمال الرسل 4: 30 (30باسِطًا يدَكَ لِيَجرِيَ الشِّفاءُ والآياتُ والأَعاجيبُ بِاسمِ عَبدِكَ القُدُّوسِ يَسوع)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
وقالت كتبكم عنه إنه سوف يُحاسب من الله يوم القيامة مثل باقى البشر: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضًا سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
فأين قال أنا الله وطالبكم بعبادته صراحة دون تأويل للنصوص؟
لقد كان يسوع بشرًا نبيًا مثل أخيه محمد صلى الله عليهما وسلم.
* * *
يقول الكاتب:
• يسوع أجرى المعجزات
".. عمل كل شئ حسنًا. جعل الصم يسمعون والخرس يتكلمون"مرقس 37:7
محمد لم يجر معجزات
"وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون".سورة الإسراء 59:17
وأرد عليه قائلا:
كنت قد ذكرت لك جزءًا يسيرًا من معجزات الرسول ، وأحيلك إلى كتاب (دلائل النبوة)، ولو كانت هذه المجلدات كثير عليك قراءتها، فهناك مختصرات وكتب صغيرة تحتوى على ألف معجزة أو أكثر.
أما ما ذكرت بشأن الآية المكية والتى نزلت بعد العام العاشر الهجرى، فأذكرها فى سياقها ليعلم قراؤك كم أنت أمين وكم أنت أهل للفهم وإصدار الحكم: لقد سأله المشركون أن يأتيهم ببعض الآيات التى تُثبت نبوته وصدق ما يدعو إليه، وفى الحقيقة لقد رأوا الآيات، وكان أعظمها وأدومها القرآن الكريم، الذى شهد له أساطين اللغة العربية والشعر بينهم، فلم يكن طلبهم هذا إلا مكابرة، واستكبار، فقد قالوا له: (وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ ٱلأَرْضِ يَنْبُوعًا أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ ٱلأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا أَوْ تُسْقِطَ ٱلسَّمَآءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِٱللَّهِ وَٱلْمَلاۤئِكَةِ قَبِيلًا أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِي ٱلسَّمَآءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَرًا رَّسُولًا ) الإسراء 90-93
فكان رد الله تعالى عليهم: (وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِٱلآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا ٱلأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ ٱلنَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِٱلآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا) الإسراء 59
لقد نزلت الآية فى نهاية الفترة المكية تقريبًا، وبعد أن مكث النبى معهم عشر سنوات من بداية البعثة، وبعد أن حاصروه اقتصاديًا لمدة ثلاث سنوات، وكانوا قد علموا أمانته وصدقه وخلقه، ومع ذلك امتحنوه بأن عرضوا عليه الملك والمال والنساء فرفض إلا إكمال الدعوة لهذا الدين، وأرسلوا أكبر شعرائهم (الوليد بن المغيرة) فشهد للقرآن أنه معجز ولا يمكن أن يكون هذا كلام البشر. وأسرى الله تعالى بالنبى إلى بيت المقدس وكذبوه، فطلبوا منه أن يصف لهم البيت والطريق، وأخبرهم عن بعض الناس الذين التقيهم فى الطريق وألقى إليهم السلام، وشهدوا هم بذلك عندما رجعوا. وكل هذا وأكثر لم يشفع عندهم للإيمان بهم فطلبوا منه استهزاءًا به أو تعجيزًا له، أو استكبارًا، أو رفضًا بشكل فيه التحدى، فقالوا له: (وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ ٱلأَرْضِ يَنْبُوعًا أَوْ ......) الإسراء 90-93
يقول الجامع لأحكام القرآن الكريم: (قوله تعالى: (وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِٱلآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا ٱلأَوَّلُونَ) في الكلام حذف، والتقدير: وما منعنا أن نرسل بالآيات التي اقترحوها إلا أن يكذبوا بها فيهلكوا كما فعل بمن كان قبلهم. قال معناه قتادة وابن جريج وغيرهما. فأخر الله - تعالى - العذاب عن كفار قريش لعلمه أن فيهم من يؤمن وفيهم من يولد مؤمنا. وقد تقدم في [الأنعام] وغيرها أنهم طلبوا أن يحول الله [ص: 253] لهم الصفا ذهبا وتتنحى الجبال عنهم؛ فنزل جبريل وقال: (إن شئت كان ما سأل قومك ولكنهم إن لم يؤمنوا لم يمهلوا وإن شئت استأنيت بهم). فقال: لا بل استأن بهم.)
أى إن الله رفض الاستجابة لطلبهم بإرسال الآيات التى طلبوها، لأنه لو فعل واستمروا على كفرهم، لأنزل عليهم العذاب كما أنزله على الأمم السابقة التى كذبت رسلها من قبل. أى إن منع إرسال الآيات هو منع مقيد بهذا الطلب فقط، وليس منع عام لكل المعجزات. والسبب ألا يأخذهم الله بعذابه كما فعل من قبل مع الأمم السابقة عندما أرسلت إليهم الآيات فكذبوا بها: (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) العنكبوت 40
وقد حدث ذلك من قبل مع الحواريين (تلاميذ يسوع)، فقد طلبوا أن ينزل عليهم الله مائدة من السماء: (إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ * قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ * قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ) المائدة 111-114
وقياسًا على ما ذكرت كم من المعجزات قام بها يسوع؟ إنها معجزة واحدة بعد انتهاء دعوته، وهى آية يونان: (38حِينَئِذٍ قَالَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ: «يَا مُعَلِّمُ نُرِيدُ أَنْ نَرَى مِنْكَ آيَةً». 39فَقَالَ لَهُمْ: «جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ. 40لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ هَكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْبِ الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ.) متى 12: 38-40
ومعنى هذا أنه سيدفن فى باطن الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال، أى 72 ساعة. ولم يحدث هذا، ولا وجه للشبه بين وجود يونان فى باطن الحوت حيًّا ثلاثة أيام يسبح الله ويستغفره، وبين ما تزعمون أنه إله أُهين وصُلب ومات، وظل ميتًا فى باطن الأرض ثلاثة أيام. وفى الحقيقة لو قمت بحساب الساعات التى مكثها لن تصل إلى أكثر من 36 ساعة. فاضطروا إلى اعتبار الليلة التى أظلمت فيها الشمس ليلتين.
وحتى هذه لا تُسمى معجزة ولا تُحسب له، لأنه مات مثل أى إنسان، والله تعالى هو الذى أحياه، وما يقوم الله به لا يُسمَّى معجزة، لأنه على كل شىء قدير، والمعجزة تُطلق فى حق الأنبياء.
وفى الحقيقة إن هذه الكلمات ذكرها مرقس من قبل متى، وأضاف عليها متى معجزة يونان، فهى لا توجد فى الأصول التى نقل عنها متى. ومعنى هذا أنه لم يعطيهم آية، ولم يستجب لطلبهم، وعلى الرغم من ذلك كان فى نظر اليهود وأتباعه وأعدائه نبيًا مرسلا من قبل الله تعالى: (11فَخَرَجَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَابْتَدَأُوا يُحَاوِرُونَهُ طَالِبِينَ مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ لِكَيْ يُجَرِّبُوهُ. 12فَتَنَهَّدَ بِرُوحِهِ وَقَالَ: «لِمَاذَا يَطْلُبُ هَذَا الْجِيلُ آيَةً؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَنْ يُعْطَى هَذَا الْجِيلُ آيَةً!». 13ثُمَّ تَرَكَهُمْ وَدَخَلَ أَيْضًا السَّفِينَةَ وَمَضَى إِلَى الْعَبْرِ.) مرقس 8: 11-13
وفى أوقات أخرى لم يستطع يسوع أن يقوم بمعجزة واحدة، فهل تركه الرب ولم يؤيده فى هذه اللحظات، أم أراد الرب ألا يُهلك أهل هذه القرية لو قامت عليها الحجة ولم يؤمنوا؟ مرقس 6: 5 (5وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَصْنَعَ هُنَاكَ وَلاَ قُوَّةً وَاحِدَةً غَيْرَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى مَرْضَى قَلِيلِينَ فَشَفَاهُمْ.)
وماذا عن باقى المعجزات التى نُسبت إليه؟ هل نصدقه فى أنه لم يقم إلا بمعجزة واحدة فقط؟ أم لم يقم من الأساس بمعجزة؟ أم نكذب الأناجيل التى أسهبت فى ذكر معجزاته؟
لكن هل المعجزة فى الكتاب المقدس جدًا دليل على الألوهية أم النبوة؟
فى الحقيقة فهى ليست دليل على الألوهية ولا النبوة. فمن الممكن أن يفعل هذه المعجزات المختارين المؤمنين، والشياطين الضالين: لأنه معنى ذلك أن الألوهية هذه يصلها أى إنسان يؤمن به ثم يعمل نفس معجزاته. الأمر الذى لم يحدث مع قسيس أو أسقف أو بابا من باباوات الكنيسة، وبالتالى فهو ينفى عنهم كلهم الإيمان الحقيقى بيسوع، الذى يؤدى إلى الخلود فى الجنة، وهو التوحيد الخالص: يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
ولو كانت المعجزات تثبت ألوهية فاعلها، لكنتم قد ألهتم كل أنبياء بنى إسرائيل والتلاميذ. بل إن يسوع همَّش معجزاته، وأقر أن تلاميذه والمؤمنين يمكنهم القيام بمعجزات أكبر وأعظم مما عمله هو: يوحنا 14: 12 (12اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضًا وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا ....). وعلى ذلك فإن المعجزات تثبت إيمان فاعلها بالله تعالى!
بل إن هناك أناس سيقومون بعمل أشياء جميلة كثيرة ولكن باسم يسوع، أى معتبرين إياه إلهًا، سيطردهم من مجلسه يوم القيامة، قائلا إنهم ليسوا من أمته، بل من أمة وثنية فاعلة للإثم: متى 7: 21-23 (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!)
وهذا كاف لكفر عقيدتكم! فمن عمد باسم يسوع فهو كافر، ومن أقام معجزة أو أخرج شياطين باسم يسوع فهو كافر. وكل معجزات يسوع عملها بقوة الله:
يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. ...)
لوقا 11: 20 (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.)
متى 12: 28 (28وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللَّهِ!)
وقال أيضًا: يوحنا 5: 36 (36وَأَمَّا شأَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
يوحنا 5: 20 (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالًا أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ.)
وقال أيضًا: يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئًا مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
ونشعر بطلبه لتأييد الله تعالى له بهذه المعجزات فقط ليؤمنوا أنه رسول الله إليهم، وليس استعراضًا لألوهية مزعومة، وذلك فى رفع عينيه للسماء، طالبًا العون من الله، وليعلم من يشاهدوه أنه يقوم بهذه المعجزات بإذن الله وعونه:
يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعًا وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
مرقس 7: 32-36 (32وَجَاءُوا إِلَيْهِ بِأَصَمَّ أَعْقَدَ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ. 33فَأَخَذَهُ مِنْ بَيْنِ الْجَمْعِ عَلَى نَاحِيَةٍ وَوَضَعَ أَصَابِعَهُ فِي أُذُنَيْهِ وَتَفَلَ وَلَمَسَ لِسَانَهُ 34وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَأَنَّ وَقَالَ لَهُ: «إِفَّثَا». أَيِ انْفَتِحْ. 35وَلِلْوَقْتِ انْفَتَحَتْ أُذْنَاهُ وَانْحَلَّ رِبَاطُ لِسَانِهِ وَتَكَلَّمَ مُسْتَقِيمًا. 36فَأَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ.)
فعندما أراد إطعام الجمع: متى 14: 19 (أَخَذَ الأَرْغِفَةَ لْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى الأَرْغِفَةَ لِلتَّلاَمِيذِ وَالتَّلاَمِيذُ لِلْجُمُوعِ.)
وهل لو كان يعمل المعجزات بلاهوته لفشل واحتاج إلى تجربة ثانية ليشفى الأعمى؟ هل يوجد إله يقوم بتجارب يفشل منها ما يفشل، وينجح فى النهاية فى إشفاء أعمى؟
مرقس 8: 22-26 (22وَجَاءَ إِلَى بَيْتِ صَيْدَا فَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَعْمَى وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمِسَهُ 23فَأَخَذَ بِيَدِ الأَعْمَى وَأَخْرَجَهُ إِلَى خَارِجِ الْقَرْيَةِ وَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ هَلْ أَبْصَرَ شَيْئًا؟ 24فَتَطَلَّعَ وَقَالَ: «أُبْصِرُ النَّاسَ كَأَشْجَارٍ يَمْشُونَ». 25ثُمَّ وَضَعَ يَدَيْهِ أَيْضًا عَلَى عَيْنَيْهِ وَجَعَلَهُ يَتَطَلَّعُ. فَعَادَ صَحِيحًا وَأَبْصَرَ كُلَّ إِنْسَانٍ جَلِيًّا. 26فَأَرْسَلَهُ إِلَى بَيْتِهِ قَائِلًا: «لاَ تَدْخُلِ الْقَرْيَةَ وَلاَ تَقُلْ لأَحَدٍ فِي الْقَرْيَةِ»)
ففكر فى قول يسوع الآتى مرقس 10: 27 (27فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ وَلَكِنْ لَيْسَ عِنْدَ اللَّهِ لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللَّهِ».) ستجد أنه يقول لك إن كل ما هو غير مستطاع عن الناس، فهو مستطاع عند الله، وستجد أنه يعلنها لكل الناس أنه بشر، وليس بإله!!
بل إن المعجزة ليست دليلًا على أن فاعلها إلهٌ أو حتى نبى: متى 24: 24، (24لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضًا.) ومرقس 13: 22
وإليك نُبذة عن بعض معجزات النبى :
1- القرآن الكريم
2- إنشقاق القمر
قال الله في القرآن: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) سورة القمر الآية 1. وقد ورد في السنة الكثير منالأحاديث الصحيحة منها
• عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً فَأَرَاهُمْ الْقَمَرَ شِقَّتَيْنِ حَتَّى رَأَوْا حِرَاءً بَيْنَهُمَا. (رواه البخارى 3579)
• عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أن القمر انْشَقَّ عَلَى زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ . (رواه البخارى 8135) أليس هذا هو الكتاب الذى تعهَّدت أن تأتينا بالأحاديث منه؟ فهل لم تقرأها؟ أم قرأتها وتستمر فى مكابرتك وعنادك؟
لقد شاهد االناس هذه المعجزة في أنحاء الجزيرة العربية.فإن اهل مكة لم يصدقو وقالوا: سحرنا محمد؛ ثم استدركوا قائلين: انظروا ما يأتيكم به السفار فإن محمد لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم وفى اليوم التالى سألوا من وفد إليهم من خارج مكة فأخبرو أنهم قد رأوه.
وقد شاهد الناس انشقاقه خارج الجزيرة العربية. قد يقال "إن انشقاق القمر ليس شيئا مستحيلا فالعلم قد شاهد انشقاق مذنب بروكس؛ شقين سنة1889م. وكذلك انقسام مذنب (بيلا)إلى جزءين سنة 1846 م. كما ذكر الفلكى (سبنسر جونز) في فصل المذنبات والشهب من كتاب ((عوالم بلا نهاية)).. وفى الاجابة يقال ((الفرق بين انشقاق القمر وانشقاق هذين المذنبين أنهما لم يلتئما بعد الانشقاق؛ (والقمر التأم) وهو الفرق المنتظر بين الظاهرة الفلكية في الفطرة والمجزة الفلكية على يد رسول الله لأن المعجزة تزول بزوال وقتها وتحقق الغرض منها؛ ولو استمرت لكانت ظاهرة طبيعية صرفة ولخرجت من دائرة المعجزات. ويمكنك التؤكد من ذلك من صور إنشقاق القمر زمن الرسول من موقع وكالة ناسا.
3- حماية الملائكة له
عن أبي هريرة قال: قال أبو جهل: هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم ؟ (أي هل يصلي جهارةً أمامكم)، فقيل: نعم. فقال: واللات والعزى لئِن رأيته يفعل ذلك لأطَأنَّ على رقبته أو لأعَفِرَنَّ وجهه في التراب. فأتى الرسول وهو يصلي لِيَطأ على رقبته، فما فاجأهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه، وأخذ يقي وجهه بيديه، فقيل له: ما لك؟ قال: إن بيني وبينهُ خندقًا من نار وهَولًا وأجنحة!!!. فقال الرسول : لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوًا عضوا. (ومعنى عضوا عضوا اي الملائكة تأخذه عظمة عظمة) وأنزل الله في القرآن: (كَلا إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى) سورة العلق من الآية 6 إلى آخر السورة.
4- رحلة الإسراء والمعراج.
5- أن الله زوى ـ أي جمع ـ له الأرض كلها فضم بعضها لبعض حتى رأها وشاهد مغاربها ومشارقها قال تعالى: وان ملك أمته سيبلغ مازوى له منها .
6- حنين جذع النخلة إليه لما فارقه إلى المنبر وصار يخطب على المنبر بعد ما كان يخطب عليه ولم يسكن حتى اتى إليه فضمه وأعتنقه فسكت .
7- نبع الماء من بين أصابعه. (رواه البخاري)
8- تسبيح الحصى بكفه. رواه أبن عسكر من حديث أبي داود وغيره .
9- تسبيح الطعام حين وضع عنده _ أي بين يديه فنطق كما في البخاري عن أبن مسعود.
10- تسليم الحجر والشجر عليه بالنطق. رواه أبو نعيم في دلائل النبوة.
11- تكليم الذراع له فأخبره أنه مسموم. رواه البخاري .
12- أن البعير شكا إليه أن صاحبه يجيعه ويتعبه. رواه أبو داود.
13- شهاد الذئب له بالنبوة. رواه الطبراني وابو نعيم.
14- أنه جاء مرة إلى قضاء الحاجه ولم يجد شيئا يستتر به سوى جذع نخلة صغيرة وأخرى بعيدة عنها. ثم أمر كلا منها فأتتا إليه فسترتاه حتى قضا حاجته ثم أمر كلا منهما بالمضي إلى مكانها. راواه الأمام أحمد والطبراني.
15- أنه قربت منه ست من الأبل لينحرها فصارت كل واحده تقترب منه ليبدأ بها. رواه أبو داود والنسائي.
16- أن عين قتادة بن النعمان الأنصاري سقطت يوم أحد فردها فكانت المردودة أحـد (أقوى) من العين الصحيحه. رواه الحاكم وغيره من عدة طرق.
17- أن عين أبي طالب برأت من الرمد حين تفل فيها. متفق عليه.
18- أن عبد الله بن عتيك الأنصاري أصيبت رجله حين نزل من درج إلى رافع بن أبي الحقيق لما قتله فمسحها بيده الشريفه فبرأت. رواه البخاري.
19- أن أبي بن خلف كان يلقي المصطفى فيقول: إن عندي قعودًا أعلفه كل يوم أقتلك عليه. فيقول بل أنا أقتلك إن شاء الله، فطعنه يوم أحد في عنقه فخدشه غير كثير، فقال: قتلني محمد فقالوا: ليس بك بأس قال: إنه قال أنا أقتلك، فلو بصق علي لقتلني فمات.
20- أنه أخبر أمية بن خلف أنه يقتله فقتل كافرًا يوم بدر. رواه البخاري.
21- أنه عد لأصحابه في بدر مصارع الكفار فقال: هذا مصرع فلان غدًا ويضع يده على الأرض، وهذا، وهذا، فكان كما وعد. وما تجاوز أحد منهم موضوع يده. رواه ابو داود.
22- أنه أخبر أن طوائف من أمته سيركبون وسط البحر أي يغزون في البحر كالملوك على الأسرة ومنهم أم حرام بنت ملحان فكان كما أخبر. رواه البخارى.
23- أنه قال في الحسن بن علي رضى الله عنهما، أن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين، فكان كما قال. فإنه لما توفى أبوه بايعه أربعون ألفًا على الموت فتنازل عن الخلافة لمعاوية حقنا لدماء المسلمين. رواه البخاري.
24- أنه أخبر في شأن عثمان بن عفان أنه ستصيبه بلوى شديده يريد قتله فكان كما قال. رواه البخاري.
25- أنه أخبر في المدينة بمقتل الأسود العنسي في صنعاء اليمن في الليلة التي قتل فيها، فجاء الخبر بما أخبر به. ذكره ابن اسحاق وغيره.
26- أنه أخبر فى مكة بموت النجاشى فى الحبشة، بعد أن أرسل له أواق من مسك وحلة، ووعد أم سلمة أن الحلة لها عندما ترجع الهدايا. فلما ردت إليه الهدية أعطى كل امرأة من نسائه أوقية من ذلك المسك .. وأعطى سائره أم سلمة .. وأعطاها الحلة.
27- أنه أخبر بقتل كسرى كذلك في ليلة مقتله، فجاء الخبر كما ذكر.
28- أخبر عن الشيماء بنت الحارث السعدية أخت رسول الله من الرضاع أنها قد رفعت في خمار أسود على بغلة شهباء فكان كذلك. رواه أبو نعيم.
29- أنه دعا لعمر بن الخطاب بأن الله تعالى يعز به الإسلام أو بأبي جهل بن الهشام فأصابت دعوته عمر فأصبح مسلمًا فعز بإسلامه كل من أضحى مسلمًا.
30- أنه دعا لعلي بن أبي طالب بذهاب الحر والبرد عنه، فكان علي لا يجد حرا ولا بردا، رواه البيهقي.
31- أنه دعا لابن عباس بفقه الدين وعلم التأويل، فصار بحرًا زخارًا واسع العلم.
32- أنه دعا لثابت بن قيس بن شماس بأنه يعيش سعيدا ويقتل شهيدا فكان كذلك.
33- أنه دعا لأنس بن مالك بكثرة المال والولد وبطول العمر فعاش نحو المائة سنة وكان ولده من صلبه مائة وعشرين ولدًا ذكرًا، وكان له نخل يحمل في كل سنة حملين.
34- أنه قال في رجل غزا معه وأكثر قتال الكفار مع المسلمين أنه من أهـل النار فصدق الله تعالى مقتله، فإنه أصابته جراحه فقتل نفسه بيده عمدًا. (وقاتل نفسه في النار أعوذ بالله) متفق عليه.
35. كان عتيبة بن أبي لهب يؤذى الرسول ، فدعا عليه بأن يسلط الله عليه كلبا من كلابه فقتله أسد. رواه ابو نعيم وغيره.
36- أنه لما شكا إليه شاك قحوط المطر ـ أي حبسه وانقطاعه وهو فوق المنبر في خطبة الجمعة فرفع يديه إلى الله تعالى ودعا. وما في السماء قطعة من السحاب فطلعت سحابة حتى توسطت السماء فاتسعت فأمطرت فقال: اللهم حوالينا ولا علينا فاقلعت وانقطعت. متفق عليه
37- أنه أمر عمر الفاروق أن يزود أربع مائة راكب أتو إليه من تمر كان عنده فزودهم منه والتمر كان مقدراه كالفصيل الرابض فزودهم جميعا وكأنه ما مسه أحد. رواه أحمد وغيره.
38- أنه أطعم الألف الذين كانوا معه في غزوة الخندق من صاع شعير ودون صاع وبهيمة ـ وهي ولد الضأن فأكلوا وشربوا وأنصرفوا وبقي بعد انصرافهم عن الطعام أكثر مما كان من الطعام. متفق عليه.
39- أنه أطعم جماعة من أقراص شعير قليلة بحيث جعلها أنس تحت ابطه لقلتها فأكل منها ثمانون رجلا وشبعوا كلهم وهو كما أتى لهم كأنه لم يمسه أحد كما جاء في الصحيحين عن أنس.
40- أنه أطعم أهل الخندق من تمر يسير أتت به إليه جارية. رواه ابو نعيم.
41- أنه أطعم الجيش حتى وصلوا إلى حد الشبع من مزود ـ وهو وعاء التمر ـ ورد مابقى فيه لصاحبه أبي هريرة. ودعا له بالبركة فأكل منه في حياته إلى حين قتل عثمان ـ رضي الله عنه.
42- أنه حين تزوج بزينب بنت جحش أطعم خلقا كثيرًا من طعام قدم إليه في قصعة ثم رفع الطعام من بينهم وقد شبعوا وهو كما وضع أو أكثر. كما رواه أبو نعيم.
43- أنه في غزوة حنين رمى الكفار بقبضة من تراب وقال: شاهت الوجوه فامتلأت أعينهم ترابًا كلهم وهزموا عن أخرهم. رواه مسلم وغيره.
44- أنه لما أجتمعت صناديد قريش في دار الندوة وأجمعوا على قتله وجاءوا إلى بابه ينتظرون خروجه فيضربونه بالسيوف ضربة رجل واحد، فخرج عليهم ووضع التراب على رأس كل واحد منهم.
45- تسبيح الحصى في يديه وسلام الشجر عليه
46- سلام الحجر عليه
47- سجود البعير له وشكواه إليه وفهمه للغتها
48- شهادة الذئب برسالته
49- توقير الوحش له واحترامه
50- احترام الأسد لمولاه
51- نطق الغزالة ووفاؤها له
52- خروج الجن من الصبي بدعائه
53- شفاء الضرير بدعائه
54- اهتزاز جبل أحد
55- فيضان ماء بئر الحديبية
56- قدح لبن روى فئامًا من الناس ببركته
57- امتلاء عكة سمن بعد فراغها
58- الطعام القليل يشبع العدد الكثير فى بيت أبى طلحة، تكثير الطعام عشرات المرات وفى ظروف مختلفة
59- توفية دين جابر الذي استغرق كل ماله من بركة النبى
60- انقياد الشجر له ليستره أثناء قضاء حاجته
62- شفاء الصبي بفضل سؤره
63- تحول جذل الحطب سيفًا
64- صدق إخباره بالغيب وهذه فيها الكثير من المعجزات.
* * *
يواصل الكاتب مقارنته بين يسوع ومحمد ، فيقول:
• عرف يسوع ما بداخل قلوب الناس
"فستعرف جميع الكنائس أنى أنا الفاحص الكلى والقلوب وسأعطي كل واحد منكم بحسب أعماله". رؤيا 23:2
لم يعرف محمد ما بداخل قلوب الناس
"ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إنى ملك". سورة هود 31:11
وأرد عليه قائلا:
إن نقلك عن القرآن الكريم أن محمدًا لا يعلم الغيب، وليس عنده خزائن الله، وليس بملَك فهو حق. فقد كان عبد الله تعالى ورسوله إلى العالمين. وهو عين ما أقر به يسوع من أنه إنسان كلمهم بالحق الذى سمعه من الله، وقال عنه الكتاب إنه عبد الله ورسوله، وأنه لا يفعل شيئًا من تلقاء نفسه، ولا بقدرته، بل بإصبع الله وقوته، بل كما كان يسمع يسوع من الله يخبركم. كما أنه لم ينبىء مرة شيئًا عن الغيب إلا فى نهاية الزمان قبل أن يموت الموجودين حوله ولم يحدث، الأمر الذى ينفى عنه النبوة، ويحكم عليه بالقتل رجمًا.
ألم أقل لك إن كتبة هذه الأناجيل هم أعداء يسوع الشخصيين؟ فهل تعتقد أن اليهود يجتمعون على يسوع ويسلمونه للقتل، ثم يتركون تعاليمه المكتوبة والشفاهية تتناقل بين الناس ليزداد أتباعه؟
أما إنه كان يعرف ما يدور بخلد أعدائه من اليهود والفريسيين عندما كانوا يريدون أن يوقعونه ويتصيدونه بكلمة أو حرف، فقد كان الله تعالى يخبره، ويعلمه الإجابة النموذجية التى يخرج منها من هذا المأزق.
ونرجع بالنص للسياق ليكتمل القول والفهم: (22هَا أَنَا أُلْقِيهَا فِي فِرَاشٍ، وَالَّذِينَ يَزْنُونَ مَعَهَا فِي ضِيقَةٍ عَظِيمَةٍ، إِنْ كَانُوا لاَ يَتُوبُونَ عَنْ أَعْمَالِهِمْ. 23وَأَوْلاَدُهَا أَقْتُلُهُمْ بِالْمَوْتِ. فَسَتَعْرِفُ جَمِيعُ الْكَنَائِسِ أَنِّي أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبَِ، وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ.) رؤيا يوحنا 2: 22
فمن هو المتكلم؟ ومن هو الفاحص الكلى؟ ومن هو الذى سيعطى كل واحد بحسب أعماله؟
إنه الله الذى أرسل يسوع وأمره أن يقول هذا عن لسانه: (1إِعْلاَنُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَعْطَاهُ إِيَّاهُ اللهُ، لِيُرِيَ عَبِيدَهُ مَا لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ عَنْ قَرِيبٍ، وَبَيَّنَهُ مُرْسِلًا بِيَدِ مَلاَكِهِ لِعَبْدِهِ يُوحَنَّا،) رؤيا 1: 1
ويتضح هذا أكثر فى قوله الافتتاحى حيث يرسل السلام من الله الأزلى، ومن السبعة أرواح التى أمام العرش ومن يسوع البكر من الأموات: رؤيا 1: 4-5 (.... نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ الْكَائِنِ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، وَمِنَ السَّبْعَةِ الأَرْوَاحِ الَّتِي أَمَامَ عَرْشِهِ، 5وَمِنْ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الشَّاهِدِ الأَمِينِ، الْبِكْرِ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَرَئِيسِ مُلُوكِ الأَرْضِ.)
ولنا هنا عدة وقفات لفهم النص:
1- إن الله تعالى هو المهيمن على الكل، وهو الذى أرسل رسوله يسوع بفحوى الرسالة التى نحن بصدد الحديث عنها. وهذا ما أثبته يسوع مرارًا: يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
وأثبت يسوع أنه لا يملك من أمر نفسه شيئًا، فلا يستطيع أن يعمل من نفسه شيئًا: لا معجزة، ولا تعاليم، ولا فطنة فى مواجهة الأعداء ومناظرتهم، ولا يطلب إلا مراد الله ومشيئته: يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
وأقر أيضًا أنه لا يملك من أمر غيره شيئًا: متى 20: 23 (... وَأَمَّا الْجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ يَسَارِي فَلَيْسَ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ إِلاَّ لِلَّذِينَ أُعِدَّ لَهُمْ مِنْ أَبِي».)
وأن الغفران أى الحساب والدينونة بيد الله: متى 6: 9-15 (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ. 11خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. 12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. 13وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. 14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. 15وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضًا زَلَّاتِكُمْ.)
يوحنا 8: 50 (50أَنَا لَسْتُ أَطْلُبُ مَجْدِي. يُوجَدُ مَنْ يَطْلُبُ وَيَدِينُ.)
2- إن سلام يوحنا الذى يرسله من الله الأزلى ومن السبعة أرواح التى أمام العرش، ومن يسوع تفيد بأنهم أشخاص قائمة بذاتها وغير متحدة فى شخص واحد، خاصة أنه يستخدم واو العطف التى تعنى المغايرة. وهذا بخلاف فهمهم لأمر متى 28: 19 (19فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.)، الذى يعتبرون فيه الثلاثة واحد. ولو طبقنا معيارهم فى فهم متى على نص رؤيا يوحنا، لأصبح الرب يتكون من تسعة أقانيم: الآب والسبعة أرواح ويسوع.
3- أن الله هو فاحص الكلى والقلوب، فهذا شىء يؤمن به كل مؤمن عاقل. فهو إله عليم بكل شىء. والنصوص الكتابية التى تُظهر جهل يسوع بالساعة وموعد إثمار التين وغيره، لهى دليل من يسوع ينفى فيه ألوهيته. وهذا لمن كان له عقل يعى هذه الحقائق. فهى حجة عليكم وليست لكم.
فلم يعلم موعد قيام الساعة: مرقس 13: 32 (32وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ الاِبْنُ إلاَّ الآبُ.)
وتوقع مجىء ابن الإنسان (أى عودة يسوع عندهم) قبل هلاك بعض تلاميذه: (28اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ هَهُنَا قَوْمًا لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوُا ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا فِي مَلَكُوتِهِ».) متى 16: 28
وقد أخبرنا الرسول بكثير من الأمور الغيبية، التى أطلعه الله تعالى عليها، وصدق فيما أخبر به. بخلاف ما تنسبه كتبكم إلى يسوع، لتظهره بمظهر النبى الكاذب، الذى يستحق عقاب الله بالقتل: (20وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلامًا لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ. 21وَإِنْ قُلتَ فِي قَلبِكَ: كَيْفَ نَعْرِفُ الكَلامَ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ؟ 22فَمَا تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلمْ يَحْدُثْ وَلمْ يَصِرْ فَهُوَ الكَلامُ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ بَل بِطُغْيَانٍ تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ فَلا تَخَفْ مِنْهُ».) التثنية 18: 20-22
ألم أخبرك مرارًا أن أعداء يسوع هم الذين كتبوا هذه الأسفار تحقيرًا وتسفيهًا ليسوع وأمه وتعاليمه وتلاميذه؟
ولم يعلم بموعد إثمار التين: مرقس 11: 12-13 (12وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ 13فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئًا. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئًا إلاَّ وَرَقًا لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ.)
ولم يعلم الذى لمس ملابسه: مرقس 5: 30-31 (30فَلِلْوَقْتِ الْتَفَتَ يَسُوعُ بَيْنَ الْجَمْعِ شَاعِرًا فِي نَفْسِهِ بِالْقُوَّةِ الَّتِي خَرَجَتْ مِنْهُ وَقَالَ: «مَنْ لَمَسَ ثِيَابِي؟» 31فَقَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «أَنْتَ تَنْظُرُ الْجَمْعَ يَزْحَمُكَ وَتَقُولُ مَنْ لَمَسَنِي؟».)
ولم يعلم كم مرَّ من الزمان على إصابة الصبى بالشيطان الذى يصرعه: مرقس 9: 21 (21فَسَأَلَ أَبَاهُ: «كَمْ مِنَ الزَّمَانِ مُنْذُ أَصَابَهُ هَذَا؟» فَقَالَ: «مُنْذُ صِبَاهُ.)
ولم يعلم أين وضعوا لعازر الميت، فسأل أخته: يوحنا 11: 34 (34وَقَالَ: «أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ؟»)
ولم يعلم أن أباه سيتركه يُصلب: متى 27: 46 (46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلًا: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي»(أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟))
4- إن الرب فى المفهوم المسيحى يُعاقب الشرير رحمة به وبالصديق، وليس إلهًا للمحبة والشفقة والحنان فقط. ولكنه جبار على من عصى، ومنتقم من الأشرار.
فها هو الرب يقتل، ويدفعهم لضيق عظيم وعذاب نفسى كبير: رؤيا يوحنا 2: 22 (22هَا أَنَا أُلْقِيهَا فِي فِرَاشٍ، وَالَّذِينَ يَزْنُونَ مَعَهَا فِي ضِيقَةٍ عَظِيمَةٍ، إِنْ كَانُوا لاَ يَتُوبُونَ عَنْ أَعْمَالِهِمْ. 23وَأَوْلاَدُهَا أَقْتُلُهُمْ بِالْمَوْتِ. ...)
5- لا وجود لما يُسمى بالخطيئة الأولى، فها هو الرب ينذر الزانية ويمهلها للتوبة وإلا أوقع عليها العذاب. يؤكد هذا أيضًا قوله فى رومية 2: 5-6 (5وَلَكِنَّكَ مِنْ أَجْلِ قَسَاوَتِكَ وَقَلْبِكَ غَيْرِ التَّائِبِ تَذْخَرُ لِنَفْسِكَ غَضَبًا فِي يَوْمِ الْغَضَبِ وَاسْتِعْلاَنِ دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ 6الَّذِي سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ.)
يؤيد فهمنا هذا نصوص الكتاب نفسه: التثنية 24 : 16 (16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.)
وقال الرب لحزقيال: حزقيال 18: 19-23 (19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْملُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقًّا وَعَدْلًا. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقًّا وَعَدْلًا فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟)
وقال الرب لأيوب: أيوب 34: 10-13 (حَاشَا لِلَّهِ مِنَ الشَّرِّ وَلِلْقَدِيرِ مِنَ الظُّلْمِ. 11لأَنَّهُ يُجَازِي الإِنْسَانَ عَلَى فِعْلِهِ وَيُنِيلُ الرَّجُلَ كَطَرِيقِهِ. 12فَحَقًّا إِنَّ اللهَ لاَ يَفْعَلُ سُوءًا وَالْقَدِيرَ لاَ يُعَوِّجُ الْقَضَاءَ.)
متى 3: 8-10 (8فَاصْنَعُوا أَثْمَارًا تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ. .. .. فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ.)
إشعياء59: 18 (حَسَبَ الأَعْمَالِ هَكَذَا يُجَازِي مُبْغِضِيهِ سَخَطًا وَأَعْدَاءَهُ عِقَابًا)
إرمياء 17: 10 (10أَنَا الرَّبُّ فَاحِصُ الْقَلْبِ مُخْتَبِرُ الْكُلَى لأُعْطِيَ كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ طُرُقِهِ حَسَبَ ثَمَرِ أَعْمَالِهِ.)
مزمور 62: 12 (12وَلَكَ يَا رَبُّ الرَّحْمَةُ لأَنَّكَ أَنْتَ تُجَازِي الإِنْسَانَ كَعَمَلِهِ)
6- إن النص متناقض مع بعضه البعض. حيث يهدد الرب بقتل أولاد إيزابل بسبب زناها هى، فى الوقت الذى يقول فيه إنه يحاسب كل إنسان على قدر أعماله: رؤيا يوحنا 2: 23 (23وَأَوْلاَدُهَا أَقْتُلُهُمْ بِالْمَوْتِ. فَسَتَعْرِفُ جَمِيعُ الْكَنَائِسِ أَنِّي أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبَِ، وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ.) الأمر الذى ينفى إلهية هذا النص كليةً.
7- وبذلك نكون قد أثبتنا أن النص المستشهد به لا يقصد به أن يكون يسوع هو الديَّان أو فاحص الكلى أو الذى سيجازى المسىء فى الآخرة. كما أثبتنا كذب فرية توارث الخطيئة الأولى. ونفينا كون يسوع إلهًا لجهله بالعلم الإلهى، ولبعده عن صفات الله الحسنى التى تصفه بالكمال، حيث أثبتنا أن يسوع ناقص فى العلم، ولا يملك من أمره شيئًا، وأنه عبد خاضع لله مثل باقى البشر يوم القيامة: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضًا سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
أما الله إلهه وإله كل البشر فقد نسب له يسوع علم الغيب، وسماع الدعاء: (لأَنَّ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ.) متى 6: 7
يقول الله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنْ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ...) الجن 26-27، ومعنى ذلك أن علم الغيب المطلق لله تعالى، لكنه يمكنه أن يُطلع نبيه على شىء منه، أى إن علم الرسول بالغيب، فهو ليس بعلم ذاتى، لأنه لا ينبغى لبشر أن يعلم شيئًا من الغيب إلا إذا أطلعه الله تعالى على قدرٍ منه؛ ليثبت نبوته أمام الناس:
ومعنى ذلك أنه لو ثبت أن النبى تنبأ بالغيب، وكان صادقًا، فسيكون هذا من دلائل نبوته، وذلك مصداقًا لما قاله التثنية 18: 21-22 (21وَإِنْ قُلتَ فِي قَلبِكَ: كَيْفَ نَعْرِفُ الكَلامَ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ؟ 22فَمَا تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلمْ يَحْدُثْ وَلمْ يَصِرْ فَهُوَ الكَلامُ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ بَل بِطُغْيَانٍ تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ فَلا تَخَفْ مِنْهُ».)
إخبار النبى بالغيب دليل على نبوته:
وها هى قائمة مختصرة بأحداث ومواقف للرسول فى تنبؤه بأحداث مستقبلية:
1- كل آيات القرآن العلمية، التى تتعلق بالإنسان جسديًا ونفسيًا، والبحار والجبال والأرض والسماء والنجوم، والصحة والجنين وعلم الحشرات والنباتات وغيره. وقد ذكرنا بعضًا منها، ولا داعى للتكرار.
2- وعدته احدى زوجاته أن تتكتم سرًا بينهما، فلما أنبأت به، عرف الله رسوله ، وكنا قد تعرضنا لهذه الآية من قبل: ﴿فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ﴾ التحريم 3
3- كان الرسول إذا قام من الركوع يقول الله أكبر، ولكن فى مرة من المرات ذهب أبو بكر للصلاة متأخرًا، وعندما دخل المسجد وجد الرسول مازال راكعًا، فدخل فى نهاية الصفوف فى الصلاة، فحمد الله تعالى أنه لحق الركعة الأولى ولم تفته. فإذا يقول الرسول من الركوع قائلا: سمع الله لمن حمده. فكيف علم الرسول ما قاله أبو بكر الصديق فى سره، بل وفى نهاية الصفوف؟ لقد أطلعه الله تعالى على الغيب.
4- خيانة حاطب بن أبى بلتعة:
قال الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ * إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ * لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ الممتحنة 1-3
تعليق