الدرجات والأقسام الماسونية:
استطاعت الماسونية العمل على استقطاب النخب العلمية والفكرية والثقافية، الذين يهتمون بالشأن العام، من خلال خداعهم بأنها تسعى إلى الخير... فهم يزعمون أن "الماسونية جمعية خيرية أدبية تعلم وتعتقد بإله خالق السماء والأرض وتسميه (مهندس الكون الأعظم)، وغرضها محبة الإنسانية والحكمة والفلاح، وموضوعها ابتغاء الحقيقة ودراسة كليات الأدب والعلوم والصنائع وممارسة عمل الخير، ولها مبدان وهما حرية الضمير المطلقة والتكافل البشري وعنوانها الحرية والمساواة والإخاء"(13).
ومن خلال توزيع الألقاب والأوشحة(14) والدرجات على أعضائها، جلبت إليها أعداداً كبيرة من الأحجار الغشيمة، التي تسعى إلى حب الظهور والشهرة "والأمميون يكثرون من التردد على الخلايا الماسونية عن فضول محض. أو على أمل في نيل نصيبهم من الأشياء الطيبة التي تجري فيها، وبعضهم يغشاها أيضاً لأنه قادر على الثرثرة بأفكاره الحمقاء أمام المحافل. والأمميون يبحثون عن عواطف النجاح وتهليلات الاستحسان ونحن نوزعها جزافاً بلا تحفظ، ولهذا نتركهم يظفرون بنجاحهم... وأنتم لا تتصورون كيف يسهل دفع أمهر الأمميين إلى حالة مضحكة من السذاجة والغفلة بإثارة غروره وإعجابه بنفسه، كيف يسهل من ناحية أخرى أن تثبط شجاعته وعزيمته بأهون خيبة، ولو بالسكوت ببساطة عن تهليل الاستحسان له، وبذلك تدفعه إلى حالة خضوع ذليل كذل العبد إذ تصده عن الأمل في نجاح جديد"(15).
وتتم السيطرة النفسية على الأعضاء الجدد في المحفل الماسوني من خلال نظام تكريس العضوية "نعصب عيني الداخل، في أول الأمر، فلا ندعه يرى شيئاً من موجودات الهيكل حتى يتم حلف اليمين. وتجعل العصابة على عينيه وهو خارج الباب وعند ذلك يأخذه الحاجب ويسلمه إلى الكفيل، فيقوده الكفيل إلى جهة الرئيس بعد أن يهمس في أذنه قائلاً له أن يخطو ثلاث خطوات متساوية مبتدئاً بالرجل اليمنى، ثم يوقفه بين العمودين، ونرمز بهذا الإغماض إلى أن الخارجي يكون قبل دخوله معنا في ظلام حتى إذا امتزج بنا، واتحد معنا وحلف اليمين، انتقل من الظلمة إلى النور، إلى الدين اليهودي... ثم إن الرئيس يدعوه ويلقي عليه الأسئلة التي يراها مناسبة ويحلفه اليمين، وفي يد الرئيس سيف على عنق الحالف وأمام عينيه التوراة على يدي كفيله. وعند انتهائه من اليمين تحل العصابة عن عينيه فيرى السيف مسلولاً على عنقه والتوراة، أي النور، أمام عينيه. فبعد هذه الحفلة يلبسه الكفيل مئزراً(16) صغيراً نرمز به إلى أنه انضم إلينا ليشاركنا في تشييد أسوار بنايتنا، أي تحصين الدين اليهودي والمحافظة على كيانه"(17).
ويتم تطويع الماسوني مرحلة بعد أخرى من خلال نظام الدرجات من (الأولى حتى درجة الأستاذ الأعظم 33) ومن خلال الأقسام التي يقسمها الماسوني في كل درجة، هذه الأقسام التي تكبله وتجعله مطيعاً لرئيسه في المحفل، وتمنعه من التحرر من الماسونية، عندما يكتشف حقيقتها وزيفها وارتباطها باليهود، ومن هذه الأقسام:
1- "أتعهد بألا أكتب هذه الأسرار، ولا أطبعها، ولا أحفرها، ولا أنقشها، ولا أدل عليها، بوجه من الوجوه، وأن أمنع بما استطعت، من يقصد اختياراً، أو إجباراً، وأن يفعل ذلك على جميع ما تحت القبة الزرقاء، من الجامد والمتحرك، سواء بالحرف، أو الوصف، أو الصورة، صريحاً أو غير صريح، لنفسي أو لغيري من الناس، حتى لا تكشف أسرار البنائين، ولا يطلع عليها أحد بإهمالي... وإذا حنثت بيميني هذا، أكون مستحقاً كل العقوبات الماسونية حتى القتل"(18).
2- "أقسم أنني أقطع الروابط والصلات، التي تشدني للأقارب والأنسباء، والعصبيات والأرحام والقومية وقادة الدين والدنيا، وكل من حلفت له بالطاعة، لأرتبط أولاً وأخيراً ودون قيد أو شرط، بإخواني الماسون، وأدافع عنهم وأنقذ مسجونهم ولا أقاتلهم ولا أطلب مبارزتهم حتى لو قاتلوني وأتوا منكراً"(19).
ومن خلال هذه الأقسام تجند الماسونية النخب الفكرية والثقافية والاقتصادية والسياسية في مشروعها، الذي يرمي إلى هدم القيم والمبادىء الدينية والخلقية والإنسانية والسير في خدمة المشروع اليهودي العالمي، والسعي لهدم المسجد الأقصى وبناء هيكل سليمان مكانه.
الموقف عند الماسونية:
عندما انكشف دور الماسونية وارتباطها باليهود، وما تفرع عنها من منظمات وأندية، فقد ظهرت مواقف وفتاوى متعددة، منها قول محمد رشيد رضا صاحب المنار "اعلم بالإجمال أن الجمعية الماسونية قد أسست لأجل هدم الحكومة الدينية البابوية أولاً وبالذات، ثم هدم كل حكومة دينية، وإقامة حكومة لا دينية مقامها... والواضعون لأساسها الأول هم اليهود، وغرضهم الأساسي منها إعادة ملك سليمان الديني إلى شعبهم في القدس، وإعادة هيكله إلى ما وضع له، وهو المسجد الأقصى"(20).
وفي عام 1375هـ ـ 1955م أعلن الفاتيكان التحذير التالي "دفاعاً عن العقيدة وعن الفضيلة تقرر عدم السماح لرجال الدين بالانتساب إلى الهيئة المسماة بنادي الروتاري وعدم الاشتراك في اجتماعاتها وإن غير رجال الدين مطالبون بمراعاة المرسوم رقم 684 الخاص بالجمعيات السرية والمشتبه بها"(21).
وفي سنة 1398هـ ـ 1978م أصدر المجمع الفقهي المنعقد في مكة المكرمة فتوى بتكفير كل من ينتسب إلى الماسونية أو الروتاري أو الليونز جاء فها "إن الماسونية ذات فروع تأخذ أسماء أخرى تمويهاً وتحويلاً للأنظار... وقد تبين للمجمع بصورة واضحة العلاقة الوثيقة للماسونية باليهودية والصهيونية، لذلك ولكثير من المعلومات الأخرى التفصيلية عن نشاط الماسونية وخطورتها العظمى وتلبيساتها الخبيثة الماكرة، يقرر المجمع الفقهي اعتبار الماسونية من أخطر المنظمات الهدامة على الإسلام والمسلمين، وأن من ينتسب إليها على علم بحقيقتها وأهدافها فهو كافر بالإسلام مجانب لأهله"(22).
ورغم هذه اليقظة المبكرة لدى المسلمين والعرب عن ارتباط الماسونية وبناتها باليهود، الذين يعملون على ضرب العقائد والمبادىء والقيم الدينية والخلقية، ويسعون إلى هدم المسجد الأقصى، إلا أن الكثيرين منهم ولغفلتهم، ما زالوا يقعون في شباكها، تحت عناوين شتى، حيث يعتبرون كأحجار غشيمة، ستستخدمهم الماسونية لبناء صرحها المزعوم
ومن خلال توزيع الألقاب والأوشحة(14) والدرجات على أعضائها، جلبت إليها أعداداً كبيرة من الأحجار الغشيمة، التي تسعى إلى حب الظهور والشهرة "والأمميون يكثرون من التردد على الخلايا الماسونية عن فضول محض. أو على أمل في نيل نصيبهم من الأشياء الطيبة التي تجري فيها، وبعضهم يغشاها أيضاً لأنه قادر على الثرثرة بأفكاره الحمقاء أمام المحافل. والأمميون يبحثون عن عواطف النجاح وتهليلات الاستحسان ونحن نوزعها جزافاً بلا تحفظ، ولهذا نتركهم يظفرون بنجاحهم... وأنتم لا تتصورون كيف يسهل دفع أمهر الأمميين إلى حالة مضحكة من السذاجة والغفلة بإثارة غروره وإعجابه بنفسه، كيف يسهل من ناحية أخرى أن تثبط شجاعته وعزيمته بأهون خيبة، ولو بالسكوت ببساطة عن تهليل الاستحسان له، وبذلك تدفعه إلى حالة خضوع ذليل كذل العبد إذ تصده عن الأمل في نجاح جديد"(15).
وتتم السيطرة النفسية على الأعضاء الجدد في المحفل الماسوني من خلال نظام تكريس العضوية "نعصب عيني الداخل، في أول الأمر، فلا ندعه يرى شيئاً من موجودات الهيكل حتى يتم حلف اليمين. وتجعل العصابة على عينيه وهو خارج الباب وعند ذلك يأخذه الحاجب ويسلمه إلى الكفيل، فيقوده الكفيل إلى جهة الرئيس بعد أن يهمس في أذنه قائلاً له أن يخطو ثلاث خطوات متساوية مبتدئاً بالرجل اليمنى، ثم يوقفه بين العمودين، ونرمز بهذا الإغماض إلى أن الخارجي يكون قبل دخوله معنا في ظلام حتى إذا امتزج بنا، واتحد معنا وحلف اليمين، انتقل من الظلمة إلى النور، إلى الدين اليهودي... ثم إن الرئيس يدعوه ويلقي عليه الأسئلة التي يراها مناسبة ويحلفه اليمين، وفي يد الرئيس سيف على عنق الحالف وأمام عينيه التوراة على يدي كفيله. وعند انتهائه من اليمين تحل العصابة عن عينيه فيرى السيف مسلولاً على عنقه والتوراة، أي النور، أمام عينيه. فبعد هذه الحفلة يلبسه الكفيل مئزراً(16) صغيراً نرمز به إلى أنه انضم إلينا ليشاركنا في تشييد أسوار بنايتنا، أي تحصين الدين اليهودي والمحافظة على كيانه"(17).
ويتم تطويع الماسوني مرحلة بعد أخرى من خلال نظام الدرجات من (الأولى حتى درجة الأستاذ الأعظم 33) ومن خلال الأقسام التي يقسمها الماسوني في كل درجة، هذه الأقسام التي تكبله وتجعله مطيعاً لرئيسه في المحفل، وتمنعه من التحرر من الماسونية، عندما يكتشف حقيقتها وزيفها وارتباطها باليهود، ومن هذه الأقسام:
1- "أتعهد بألا أكتب هذه الأسرار، ولا أطبعها، ولا أحفرها، ولا أنقشها، ولا أدل عليها، بوجه من الوجوه، وأن أمنع بما استطعت، من يقصد اختياراً، أو إجباراً، وأن يفعل ذلك على جميع ما تحت القبة الزرقاء، من الجامد والمتحرك، سواء بالحرف، أو الوصف، أو الصورة، صريحاً أو غير صريح، لنفسي أو لغيري من الناس، حتى لا تكشف أسرار البنائين، ولا يطلع عليها أحد بإهمالي... وإذا حنثت بيميني هذا، أكون مستحقاً كل العقوبات الماسونية حتى القتل"(18).
2- "أقسم أنني أقطع الروابط والصلات، التي تشدني للأقارب والأنسباء، والعصبيات والأرحام والقومية وقادة الدين والدنيا، وكل من حلفت له بالطاعة، لأرتبط أولاً وأخيراً ودون قيد أو شرط، بإخواني الماسون، وأدافع عنهم وأنقذ مسجونهم ولا أقاتلهم ولا أطلب مبارزتهم حتى لو قاتلوني وأتوا منكراً"(19).
ومن خلال هذه الأقسام تجند الماسونية النخب الفكرية والثقافية والاقتصادية والسياسية في مشروعها، الذي يرمي إلى هدم القيم والمبادىء الدينية والخلقية والإنسانية والسير في خدمة المشروع اليهودي العالمي، والسعي لهدم المسجد الأقصى وبناء هيكل سليمان مكانه.
الموقف عند الماسونية:
عندما انكشف دور الماسونية وارتباطها باليهود، وما تفرع عنها من منظمات وأندية، فقد ظهرت مواقف وفتاوى متعددة، منها قول محمد رشيد رضا صاحب المنار "اعلم بالإجمال أن الجمعية الماسونية قد أسست لأجل هدم الحكومة الدينية البابوية أولاً وبالذات، ثم هدم كل حكومة دينية، وإقامة حكومة لا دينية مقامها... والواضعون لأساسها الأول هم اليهود، وغرضهم الأساسي منها إعادة ملك سليمان الديني إلى شعبهم في القدس، وإعادة هيكله إلى ما وضع له، وهو المسجد الأقصى"(20).
وفي عام 1375هـ ـ 1955م أعلن الفاتيكان التحذير التالي "دفاعاً عن العقيدة وعن الفضيلة تقرر عدم السماح لرجال الدين بالانتساب إلى الهيئة المسماة بنادي الروتاري وعدم الاشتراك في اجتماعاتها وإن غير رجال الدين مطالبون بمراعاة المرسوم رقم 684 الخاص بالجمعيات السرية والمشتبه بها"(21).
وفي سنة 1398هـ ـ 1978م أصدر المجمع الفقهي المنعقد في مكة المكرمة فتوى بتكفير كل من ينتسب إلى الماسونية أو الروتاري أو الليونز جاء فها "إن الماسونية ذات فروع تأخذ أسماء أخرى تمويهاً وتحويلاً للأنظار... وقد تبين للمجمع بصورة واضحة العلاقة الوثيقة للماسونية باليهودية والصهيونية، لذلك ولكثير من المعلومات الأخرى التفصيلية عن نشاط الماسونية وخطورتها العظمى وتلبيساتها الخبيثة الماكرة، يقرر المجمع الفقهي اعتبار الماسونية من أخطر المنظمات الهدامة على الإسلام والمسلمين، وأن من ينتسب إليها على علم بحقيقتها وأهدافها فهو كافر بالإسلام مجانب لأهله"(22).
ورغم هذه اليقظة المبكرة لدى المسلمين والعرب عن ارتباط الماسونية وبناتها باليهود، الذين يعملون على ضرب العقائد والمبادىء والقيم الدينية والخلقية، ويسعون إلى هدم المسجد الأقصى، إلا أن الكثيرين منهم ولغفلتهم، ما زالوا يقعون في شباكها، تحت عناوين شتى، حيث يعتبرون كأحجار غشيمة، ستستخدمهم الماسونية لبناء صرحها المزعوم
تعليق