هل ذكر مراحل تكوين الجنين في القرآن الكريم معجزة علمية أم خداع؟
هل ذكر مراحل تكوين الجنين في القرآن الكريم معجزة علمية أم خداع كما ادعى بعض الملحدين؟، لقد زعموا بأنهم كشفوا حقائق الاعجاز وخداع الإعجازيين في مراحل تطور الجنين. وهم في محاولاتهم هذه لم يأتوا إلا بما سبقهم به كفارهم الاوائل ولم يأتوا بجديد سوى مزيد من التيه والمغالطة. وسنبين ذلك يتفصيله.
الزعم الأول: قالوا بأن تفسير الطبري وابن كثير والقرطبي والالوسي قد ذكروا بأن النطفة هي الماء الذي يخرج من صلب الرجل وهو ظهره ومن ترائب المرأة وهي عظام صدرها. وأن العلقة هي الدم الجامد، وأن المضغة هي قطعة اللحم.
وللجواب:
أولا: الإسلام هو القرآن والحديث الصحيح وما يتفرع منهما من:
- فعل السلف ( الصحابة والتابعون)، ودليله قوله صلى الله عليه وسلم (فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضّوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة)، وقوله صلى الله عليه وسلم (خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم).
- و اجماع الأمة ودليله قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تجتمع أمتي على ضلالة).
- القياس على كتاب الله وما صح من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
ثانيا: أقوال المفسرين إن لم يكن لها تبع من كتاب وسنة، فيؤخذ منهم ويُرد وتُعرض أقوالهم على كتاب الله وسنة نبيه
أ) فيما يخص الصلب والترائب
نجد أن من المفسرين من قال صلب الرجل وترائبه ومنهم من قال صلب الرجل وترائب المرأة. وهذا الفهم واختلافه لا يُبنى على نص من القرآن او السنة او كلام السلف او قياسا على غيره مما قد يُشابهه. وعليه فقولهم ليس بحاكم على دين الله ويكون الترجيح والفهم الصحيح هو ما دلت عليه القرائن، لا قول المفسر فلان او غيره. والشاهد الوحيد عندنا هو قوله تعالى ( فلينظر الإنسان مم خلق، خلق من ماء دافق، يخرج من بين الصلب والترائب). ولا يوجد في الآية ما يدل على تخصيص الصلب وهو الظهر بالرجل وحده، إذ أن للمرأة كذلك صلبًا (ظهرًا).
ولا تدل الآية على تخصيص الترائب وهي عظام الصدر بالمرأة وحدها، إذ أن للرجل ترائب أيضًا. علاوة على ذلك فإن الآية صريحة في أن الصلب والترائب لنفس الشخص، فيبعد ان يكون الفهم ان الماء يخرج من بين صدر الرجل وظهر امرأة أخرى،
ب) بخصوص العلقة:
وأما قولهم أن العلقة هي الدم الجامد، فليس هذا هو المعنى الذي اقتصر عليه اللفظ، بل إن معناه في زمان النبي أن العلقة هو الشي او البقية من الطعام مما علق من الطعام في القدر، كما يُفهم من حديث أمنا عائشة رضي الله عنها من رواية ابن اسحاق : (فلما كان غزوة بني المصطلق أقرع بين نسائه ، كما كان يصنع ، فخرج سهمي عليهن معه ، فخرج بي رسول الله صلى الله عليه وسلم . قالت : وكان النساء إذ ذاك يأكلن العلق ، لم يهبجهن اللحم فيثقلن ). وجاء في حديثها بصحيح البخاري: (وكان النساء إذ ذاك خفافًا لم يهبلن، ولم يغشهن اللحم، إنما يأكلن العلقة من الطعام).
فهذه الأحاديث الصحيحة تُبين أن معنى العلقة عند العرب هو كل ما يعلق بشيء أكبر منه. كما يعلق من الطعام بالقدر، ولم تقل العرب ان العلقة هي الدم الجامد.
فيتبين المعنى أن العلقة هي كل ما يعلق او يتعلق بشيء أكبر منه، سواءًا كان طعامًا أو دمًا او العلقة المعروفة (الدودة).
ج) بخصوص المضغة:
وأما قولهم أن المضغة هي قطعة اللحم، فنقول انهم اقتصوا التعريف ليُخرجوه عن معناه، والصواب أنه قطعة من اللحم قدر ما يُمضغ ولم ينضج، فبدون إطالة لا يجرؤ أحد من المعترضين أن يقول ان المضغة هي العضلة او العضلات، إلا تكلفاً.
شاهد هذه المادة المكتوبة فيديو من اليوتيوب:
تعليق