الـسلام عليكم
كنتُ قد كتبتُ تعليقا قصيرا حول الأحداث التي شهدتهـا مصر بالذات بخصوص الفوضى التي يعتمد عليهـا "العَلمانيون" في نشــر معتقداتهم و رأيتُ نشره علــى موقعكم هـذا لو أمكن و علـى الله التوفيق
عنـدمـا كتب الأستـاذ عبد السلام ياسين رحمه الله في (حوار مع الفضلاء الديموقراطيين) عـن ألـوان الديمقراطيات في العالم العروبي قائلا : "أصنـاف هي الديمقراطيات في بلادنـا و بين ظهراني الشعوب المستهلكة المستوردة لأنظمة الحكم الأجنبية ،تختـص بلاد المسلمين بتنويع البضاعـة وتلوينهـا : فديمقراطية موجهة و أخرى مقننة و الثالثة مـطبوخـة و غيرهـا مراقبة ، أضافـوا في الجزائر إلى الأصنـاف المجيدة ديمقراطية مشروطـة.شرط صحتهـا أن لا تفـرز اختيارا غير لائكـي عصري قومـي وطني.ويل لهـا إن عصت و أخلت بالشرط "(ص 76 ) ، أقول :عندما قال ذلك لـم يُـخطأ في تحليل المشهـد السياسي بخصوص مخـاضات الديمقراطية و موقف اللائكيين عندنـا منهـا ، و أعتقد أن مصيبة اللائكيين تكمن في انغـلاق فكرهـم في دوائر طـاحونة الغرب من حيث التبعية الوجدانية و العقلية المُشوهـة لثقافـة الغرب الآسرة ،فالقوم لا زالوا يمـارسون وصايـة علـى الآخرين عندمـا يتعنَّتـون في استيراد النمـاذج الكلية و لازالوا يقررون بأنهـا ممارسة سياسية مرتبطة بالفلسفة "العَلمانية" التـي أصَّلـت للفكر الديمقراطي، و بالتـالي فـهم لا يفصلون بين الإجرائيات و الفلسفات و لا يقيمون وزنـا للأشكـال التنظيمية بعيدا عن النزعـة اللائكية التـي تؤطـر العمـل الديمقراطي حيث لا يختلفون من هـذا الجانب عن "الوثوقيين" المتحجرين الذين أحجمـوا عن النـظر في خصوصيات الآخرين و ظروف بلدانهم . فأنْ تُـلبِسَ الديمقراطية رداء آخر غير اللائكية معنـاه في عُـرف المتغربين انسلاخـا عن العقلانيات و نزوحـا عن فلسفة "التنوير" الذي أثَّثَ فكر الديمقراطية و نفخَ في روحهـا ،و أنْ تجتهِـدَ فيهـا يعنـي عند عشاق التغريب خيانـة لمبادئ المواطنة و فلسفة العقد الاجتمـاعي و عودة لعهود الظلام و منطق "الحق الإلهي" . لقد أصابَ المفكر الإسلامي محمد عمـارة عندما قال في منـاظرته الشهيرة مع فؤاد زكريا حول موضوع "أزمة العقل العربي" : "و في الحديث عن الديمقراطية ..يدعوننـا إلـى الاجتهـاد في الدين و يحرمون علينـا الاجتهـاد في الديمقراطية...أنتَ تطلب الاجتهـاد في الدين و تحرمُ الاجتهـاد في الكر الغربي ..."( أنظرالمناظرة منشورة في سلسلة في التنوير الاسلامي ع 63 ص 30 ).
لكن دعونـا الآن من موضوع الديمقراطية الاجرائية أو الكلية و لننظـر في سلوكـات القوم علـى أرض الواقع حيث يكشفُ قُـبح التصور السياسي اللائكي و نـزعته المغلقـة ، و يا ليتَ لائكيينـا فهمـوا الديمقراطية تداولا حقيقيا للسلطة عملا لا كذبا و رياء،و يا ليتهم آمنـوا مع العقلاء بشرطية العمل السلمي في مدافعـة السلـطة بدلا من الحـماقات العُنـفية و السخافات الكـلامية ، و يا ليتهم كذلك آمنوا بمـا آمن به الغرب نفسه من ضرورة احترام صنـاديق الاقتراع و إن نـاهضت اعتقاداتهم بدلا من الجنون و السعـار المحموم علـى السلطة ، و يا ليتهم وسَّعوا من مداركهم العقلية ليقبلوا بما عند الآخرين بدلا من الثورات المضادة و تسخير السباب السياسي في أشرعـة إعلامات الفلول ...إن كـان من درس نــستفيدُ منهُ في ظل مـا يجري من احتقان مصنوع إعلاميا فهـو كون فتيان السياسـة و الطارئين عليهـا صـاروا يتطاولون بلغات حربية سافلة علـى الراسخين في عمق السياسة ، إن كان و لا بد من درس فهو يتمـثل في حـالة الهيجـان و الصخب البليد الذي ميَّــزَ مسيرة اللائكيين في مدافعتهم للسلطة الشرعية في كل من مصر و تونس و صاروا بحق عنـوانـا للمخربين و المشاغبين و صعاليك الفكر الثوري الساقط فسجل عليهم التــاريخ إدانـة حية لعنفهم و شططهم السياسي الذي حصدَ الأرواح و الممتلـكات ، إنْ كان من درس فهو أن القومَ أرادوا للديمقراطية صورة مخيالية ذاتية تداعب أحـلامهم و أطمـاعهم ، فهم للأسف عبَّروا عن ضيق أفقهم السياسي و غرابـة فكرهم الشـاذ . لقـد كـانَ من المنتظر أن يفيقَ النـائم في عهـد الطواغيت الساقطين حيث لا عدو للائكي إلا الإسلامي ، و لا ضير في أن يصنعَ فرعون مصر الساقط بشعبه الخراب و الفساد ، لا ضير في أن يتعايش "الاتحاد العام للشغالين" مع طاغية تونس السابق مـا دامت اللائكية مـلة واحدة !
عنف و شغب و فوضـى و إحراق و أسلحة نـارية ومنظمـات إرهـابية و اقتحام للمقرات العمومية و زجاجات حـارقة ...كـل ذلك يمثل إحـدى مـا انتهـى إليه اللائكي العروبي في ثوبهـا الصباحي و البرادعي و العمروي و القَبطي، كل ذلك عصارة فـكر مُشرنق علـى ذاته مُغلق في عقله ،انتـحلَ فكر "الأنوار" و مـارسَ استعباد الفكر السياسي باستبعاد الفكر المخالف سيفـاً و حداًّ .لـم تخرج مسيرة في مصر خلت من عنف الأشرار و لم يعلن اللائكيون في تونس عن مسيرة لم تحتضن عنفا ، باختصار صـاروا رموزا للإفساد و الإقصاء و كـان لابد لهم من ذلك حيثُ لو لم تكن أعمـال شغب لزيمتهم لكـانَ محلَ تعجب و استغراب إذ ينتعش اللائكيون في أرضيات القلاقل و الاضطرابات فيرقصون طربا علـى أنـغام إيقاع التخريب المُخطّط له ، ثم يخرج معتوه هنـا أو هنـاك ليحمل المسؤولية لمرسي و تُعقَدُ ندوات صحـافية لقوى "الإنقاذ" فتعيد أسطوانـات أخونة الدولة و حكم المرشد و ميليشيات الإخوان، و يخرج أقزام "6 أبريل" ليعلن أحد فتيانهـا عن سقوط شرعية النظام، و يسـطع نـجم "البلاك بوك" المنـظمة التي تملـك "أفكـارا نبيلة" حسب إذاعات و صحافة الفلول ...ثم بعد ذلك لا يحق إلا الحق و لا يزيغ عنه إلا هـالك .
العنـف ظـاهرة طـالما تغنـى بها اللائكيون ليواجهـوا بهـا صعود الإسلاميين ،فأدبياتهم لا تكف عن محـاولات إلصاق العنف بتيار إسلامي همـا أو هنـاك، لكن هنـا الوقائـع تعلمنـا درسـا بليغـا مفادهُ أن العنف اللائكي مصيبـة يتقنعُ تحت أقمشة الايمان بالتعددية ليس إلا، للأسف فشلَ القومُ في ترصيع صورتهم فكشفوا أنيابهم وقدمـوا لنـا دليلا آخـرا عن تشردهم عن قيم الإسلام وقيم الغرب نفسه ، فـلا هم انتسبـوا للغرب حقيقة فأخذوا بأساليب التغيير السلمـي و لا هم احتـفظوا بقيم الإسلام و آدابه العظيمـة في تغيير المنكـر السلطاني علـى افتراض وقوعـه أصلا .
حـقا إنـهُ لعجيب،فعندمـا يكون اللائكيون في مراكز السلطة بغير وجه حق شرعي مُفوَّض يستأثرون بالحكم استئثارا مؤبدا لا يبالون لا للتوافق الوطني و لحكومـات وطنية تقنوقراطية ، بل لا يكفون باغتصاب القرار السياسي فقط و إنمـا مـلاحقة الطبقة الإسلامية حتـى في قلب المجتمع و تجفيف منـابعهـا ، و عندمـا يفشلون في الوصول للسلطة عبر الصنـاديق فيندحرون شرعيا فإن القومَ يتذكرون شيئـا إسمـهُ حكومـة وفاق وطني مكونة من أطياف غير حزبية،يتذكرون شيئا اسمه التمثيل الوطني، ففي مصر مـثلا يُـخرّب اللائكيون البلد طمعـا في التموجد في السلطة من غير استحقاق، و في تونس يواصل المشاغبون أعمـالهم التخريبية فيواعِدون و يتوعدون و يطالبون بحكومـة ائتلاف وطني متعددة الكفاءات ...صاروا الآن يجتهدون سياسيا لأجل العودة لاغتصاب السلطة بدون الرجوع للشعب ،إذن ، مـا الجدوى من الانتخـابات البرلمـانية ؟ يا للوقاحـة !
هـي إذن ديمقراطيات لائكية ليس إلا، "فالويل لهـا إن أخلت بالشرط" !
إن اللائكيين في حـاجة مـاسة ليتعلمـوا الدرس الإسلامي من نُظرائهم، فالإخوان المسلمون في مصر و تونس(النهضة) علـى مـا قد يكونوا وقعوا فيه من أخطـاء إلا أنهم كـانوا أكثر الساسة نضجـا و أرفع مقامـا. و حينمـا امتنع الإسلاميون في المصر من النزول للشارع فإنهم أرادوا أن يُفهِموا تلك الطبقة اللائكية بأن المشكل السياسي يستلزم حلـه بالأدوات السياسية و الحوار السياسي، و عندمـا نزلوا لم يُخربوا و لم يحرقوا و لم يهاجموا، و إنمـا مـارسوا حقا دستوريا سلميا ، فهنـا الدرس و إلا "فاتهم القطار " ، و الآن بعـد هدد المشاغبون بالإحراق و المقاطعـة و حشد الملايين صاروا يتحدثون عن الدخول في الانتخابات الرئاسية بــلا خجل،ربمـا لأن بابا أمريكا و مـاما الامارات قد دلتهمـا بغرور
كنتُ قد كتبتُ تعليقا قصيرا حول الأحداث التي شهدتهـا مصر بالذات بخصوص الفوضى التي يعتمد عليهـا "العَلمانيون" في نشــر معتقداتهم و رأيتُ نشره علــى موقعكم هـذا لو أمكن و علـى الله التوفيق
عنـدمـا كتب الأستـاذ عبد السلام ياسين رحمه الله في (حوار مع الفضلاء الديموقراطيين) عـن ألـوان الديمقراطيات في العالم العروبي قائلا : "أصنـاف هي الديمقراطيات في بلادنـا و بين ظهراني الشعوب المستهلكة المستوردة لأنظمة الحكم الأجنبية ،تختـص بلاد المسلمين بتنويع البضاعـة وتلوينهـا : فديمقراطية موجهة و أخرى مقننة و الثالثة مـطبوخـة و غيرهـا مراقبة ، أضافـوا في الجزائر إلى الأصنـاف المجيدة ديمقراطية مشروطـة.شرط صحتهـا أن لا تفـرز اختيارا غير لائكـي عصري قومـي وطني.ويل لهـا إن عصت و أخلت بالشرط "(ص 76 ) ، أقول :عندما قال ذلك لـم يُـخطأ في تحليل المشهـد السياسي بخصوص مخـاضات الديمقراطية و موقف اللائكيين عندنـا منهـا ، و أعتقد أن مصيبة اللائكيين تكمن في انغـلاق فكرهـم في دوائر طـاحونة الغرب من حيث التبعية الوجدانية و العقلية المُشوهـة لثقافـة الغرب الآسرة ،فالقوم لا زالوا يمـارسون وصايـة علـى الآخرين عندمـا يتعنَّتـون في استيراد النمـاذج الكلية و لازالوا يقررون بأنهـا ممارسة سياسية مرتبطة بالفلسفة "العَلمانية" التـي أصَّلـت للفكر الديمقراطي، و بالتـالي فـهم لا يفصلون بين الإجرائيات و الفلسفات و لا يقيمون وزنـا للأشكـال التنظيمية بعيدا عن النزعـة اللائكية التـي تؤطـر العمـل الديمقراطي حيث لا يختلفون من هـذا الجانب عن "الوثوقيين" المتحجرين الذين أحجمـوا عن النـظر في خصوصيات الآخرين و ظروف بلدانهم . فأنْ تُـلبِسَ الديمقراطية رداء آخر غير اللائكية معنـاه في عُـرف المتغربين انسلاخـا عن العقلانيات و نزوحـا عن فلسفة "التنوير" الذي أثَّثَ فكر الديمقراطية و نفخَ في روحهـا ،و أنْ تجتهِـدَ فيهـا يعنـي عند عشاق التغريب خيانـة لمبادئ المواطنة و فلسفة العقد الاجتمـاعي و عودة لعهود الظلام و منطق "الحق الإلهي" . لقد أصابَ المفكر الإسلامي محمد عمـارة عندما قال في منـاظرته الشهيرة مع فؤاد زكريا حول موضوع "أزمة العقل العربي" : "و في الحديث عن الديمقراطية ..يدعوننـا إلـى الاجتهـاد في الدين و يحرمون علينـا الاجتهـاد في الديمقراطية...أنتَ تطلب الاجتهـاد في الدين و تحرمُ الاجتهـاد في الكر الغربي ..."( أنظرالمناظرة منشورة في سلسلة في التنوير الاسلامي ع 63 ص 30 ).
لكن دعونـا الآن من موضوع الديمقراطية الاجرائية أو الكلية و لننظـر في سلوكـات القوم علـى أرض الواقع حيث يكشفُ قُـبح التصور السياسي اللائكي و نـزعته المغلقـة ، و يا ليتَ لائكيينـا فهمـوا الديمقراطية تداولا حقيقيا للسلطة عملا لا كذبا و رياء،و يا ليتهم آمنـوا مع العقلاء بشرطية العمل السلمي في مدافعـة السلـطة بدلا من الحـماقات العُنـفية و السخافات الكـلامية ، و يا ليتهم كذلك آمنوا بمـا آمن به الغرب نفسه من ضرورة احترام صنـاديق الاقتراع و إن نـاهضت اعتقاداتهم بدلا من الجنون و السعـار المحموم علـى السلطة ، و يا ليتهم وسَّعوا من مداركهم العقلية ليقبلوا بما عند الآخرين بدلا من الثورات المضادة و تسخير السباب السياسي في أشرعـة إعلامات الفلول ...إن كـان من درس نــستفيدُ منهُ في ظل مـا يجري من احتقان مصنوع إعلاميا فهـو كون فتيان السياسـة و الطارئين عليهـا صـاروا يتطاولون بلغات حربية سافلة علـى الراسخين في عمق السياسة ، إن كان و لا بد من درس فهو يتمـثل في حـالة الهيجـان و الصخب البليد الذي ميَّــزَ مسيرة اللائكيين في مدافعتهم للسلطة الشرعية في كل من مصر و تونس و صاروا بحق عنـوانـا للمخربين و المشاغبين و صعاليك الفكر الثوري الساقط فسجل عليهم التــاريخ إدانـة حية لعنفهم و شططهم السياسي الذي حصدَ الأرواح و الممتلـكات ، إنْ كان من درس فهو أن القومَ أرادوا للديمقراطية صورة مخيالية ذاتية تداعب أحـلامهم و أطمـاعهم ، فهم للأسف عبَّروا عن ضيق أفقهم السياسي و غرابـة فكرهم الشـاذ . لقـد كـانَ من المنتظر أن يفيقَ النـائم في عهـد الطواغيت الساقطين حيث لا عدو للائكي إلا الإسلامي ، و لا ضير في أن يصنعَ فرعون مصر الساقط بشعبه الخراب و الفساد ، لا ضير في أن يتعايش "الاتحاد العام للشغالين" مع طاغية تونس السابق مـا دامت اللائكية مـلة واحدة !
عنف و شغب و فوضـى و إحراق و أسلحة نـارية ومنظمـات إرهـابية و اقتحام للمقرات العمومية و زجاجات حـارقة ...كـل ذلك يمثل إحـدى مـا انتهـى إليه اللائكي العروبي في ثوبهـا الصباحي و البرادعي و العمروي و القَبطي، كل ذلك عصارة فـكر مُشرنق علـى ذاته مُغلق في عقله ،انتـحلَ فكر "الأنوار" و مـارسَ استعباد الفكر السياسي باستبعاد الفكر المخالف سيفـاً و حداًّ .لـم تخرج مسيرة في مصر خلت من عنف الأشرار و لم يعلن اللائكيون في تونس عن مسيرة لم تحتضن عنفا ، باختصار صـاروا رموزا للإفساد و الإقصاء و كـان لابد لهم من ذلك حيثُ لو لم تكن أعمـال شغب لزيمتهم لكـانَ محلَ تعجب و استغراب إذ ينتعش اللائكيون في أرضيات القلاقل و الاضطرابات فيرقصون طربا علـى أنـغام إيقاع التخريب المُخطّط له ، ثم يخرج معتوه هنـا أو هنـاك ليحمل المسؤولية لمرسي و تُعقَدُ ندوات صحـافية لقوى "الإنقاذ" فتعيد أسطوانـات أخونة الدولة و حكم المرشد و ميليشيات الإخوان، و يخرج أقزام "6 أبريل" ليعلن أحد فتيانهـا عن سقوط شرعية النظام، و يسـطع نـجم "البلاك بوك" المنـظمة التي تملـك "أفكـارا نبيلة" حسب إذاعات و صحافة الفلول ...ثم بعد ذلك لا يحق إلا الحق و لا يزيغ عنه إلا هـالك .
العنـف ظـاهرة طـالما تغنـى بها اللائكيون ليواجهـوا بهـا صعود الإسلاميين ،فأدبياتهم لا تكف عن محـاولات إلصاق العنف بتيار إسلامي همـا أو هنـاك، لكن هنـا الوقائـع تعلمنـا درسـا بليغـا مفادهُ أن العنف اللائكي مصيبـة يتقنعُ تحت أقمشة الايمان بالتعددية ليس إلا، للأسف فشلَ القومُ في ترصيع صورتهم فكشفوا أنيابهم وقدمـوا لنـا دليلا آخـرا عن تشردهم عن قيم الإسلام وقيم الغرب نفسه ، فـلا هم انتسبـوا للغرب حقيقة فأخذوا بأساليب التغيير السلمـي و لا هم احتـفظوا بقيم الإسلام و آدابه العظيمـة في تغيير المنكـر السلطاني علـى افتراض وقوعـه أصلا .
حـقا إنـهُ لعجيب،فعندمـا يكون اللائكيون في مراكز السلطة بغير وجه حق شرعي مُفوَّض يستأثرون بالحكم استئثارا مؤبدا لا يبالون لا للتوافق الوطني و لحكومـات وطنية تقنوقراطية ، بل لا يكفون باغتصاب القرار السياسي فقط و إنمـا مـلاحقة الطبقة الإسلامية حتـى في قلب المجتمع و تجفيف منـابعهـا ، و عندمـا يفشلون في الوصول للسلطة عبر الصنـاديق فيندحرون شرعيا فإن القومَ يتذكرون شيئـا إسمـهُ حكومـة وفاق وطني مكونة من أطياف غير حزبية،يتذكرون شيئا اسمه التمثيل الوطني، ففي مصر مـثلا يُـخرّب اللائكيون البلد طمعـا في التموجد في السلطة من غير استحقاق، و في تونس يواصل المشاغبون أعمـالهم التخريبية فيواعِدون و يتوعدون و يطالبون بحكومـة ائتلاف وطني متعددة الكفاءات ...صاروا الآن يجتهدون سياسيا لأجل العودة لاغتصاب السلطة بدون الرجوع للشعب ،إذن ، مـا الجدوى من الانتخـابات البرلمـانية ؟ يا للوقاحـة !
هـي إذن ديمقراطيات لائكية ليس إلا، "فالويل لهـا إن أخلت بالشرط" !
إن اللائكيين في حـاجة مـاسة ليتعلمـوا الدرس الإسلامي من نُظرائهم، فالإخوان المسلمون في مصر و تونس(النهضة) علـى مـا قد يكونوا وقعوا فيه من أخطـاء إلا أنهم كـانوا أكثر الساسة نضجـا و أرفع مقامـا. و حينمـا امتنع الإسلاميون في المصر من النزول للشارع فإنهم أرادوا أن يُفهِموا تلك الطبقة اللائكية بأن المشكل السياسي يستلزم حلـه بالأدوات السياسية و الحوار السياسي، و عندمـا نزلوا لم يُخربوا و لم يحرقوا و لم يهاجموا، و إنمـا مـارسوا حقا دستوريا سلميا ، فهنـا الدرس و إلا "فاتهم القطار " ، و الآن بعـد هدد المشاغبون بالإحراق و المقاطعـة و حشد الملايين صاروا يتحدثون عن الدخول في الانتخابات الرئاسية بــلا خجل،ربمـا لأن بابا أمريكا و مـاما الامارات قد دلتهمـا بغرور
تعليق