*** روابطُ حلقاتِ الرواية ***
الحلقة الأولى
الحلقة الثانية
الحلقة الثالثة
الحلقة الرابعة
الحلقة الخامسة
الحلقة السادسة
الحلقة السابعة
الحلقة الثامنة
الحلقة التاسعة
الحلقة العاشرة
الحلقة الحادية عشرة
أحمد.
محاكمة بولس عدو المسيح فى قطار منتصف الليل
عند دقات الساعة الثانية عشر ليلا بينما كنت اخطو بخطوات سربعة على رصيف القطار المتجه إلى اسوان باحثا عن العربة التى سأستقلها من بين عربات هذا الوحش الرابض و كان يرن فى اذناى صوت بائع الجرائد الجهورى إقرا الحادثة محاكمة مبارك . نهاية الطاغية . الفرعون خلف اسوار السجن . قلت لنفسى ااااامييييين كان ذلك أثناء مطالعتى لعناوين الصحف التى سوف أتخذ منها رفيقا فى سفرى هذا ثم بعد ان صعدت على متن القطار ووجدت المقعد الخاص بى وما أن إعتدلت فى جلستى بجوار النافذة فسرحت قليلا ومن ثم بدأ يجول فى خاطرى صوراً من أحداث الثورة العظيمة وشريط من الذكريات يمر سريعا كلما أغمضت عيناى
ثلاثون عاما قضاها هذا الرجل فى تدمير هوية هذا الشعب وتدمير إقتصاده ونهب ثراوته بواسطة أسرته وحاشيته إلى أن شاء المولى عز و جل أن يخزيه هو وأسرته وكل من شابهه وسار على خطاه وكانت نهايته لها العجب بدأت بيد ثلة من شباب الفيس بوك وأنتهت بملايين خرجت من كل أنحاء مصر من كل الحارات و الازقة و الشوارع والميادين تهتف بصوتاً واحداً إرحل إرحل إرحل .
ثم تنبهت على صوت يقول لى : مساء الخير
فنظرت إليه قائلا :مساءالخير يا فندم
و هنا تنبهت إلى صاحب الصوت و هو يجلس أمامى و إذ هو أحد القساوسة بملابسه السوداء و صليبه الخشبى المتدلى من عنقه بواسطة خيط اسود مثل عمامته و من ثم أشحت عنه بناظرى إلى النافذة قائلا فى نفسى ما هذا السواد ؟
وما هى إلادقائق قليلة ثم بدأ القطار يتحرك متخذا مساره ببطئ .
وما ان إنتهيت من تلاوة أذكار السفر وجدت جارى يقول :
السفر فى القطر أفضل من السفر بالعربية .
فأومئت إليه برأسى قائلا : اه
و عدت ببصرى إلى الخارج كأنى أقول له دعنى وشأنى فأنا لا أريد الحوار معك نهائيا .
و أغمضت عيناى ومن ثم عدت إلى ذكريات أيام الثورة من جديد
وقفزت الذكريات متسارعة خصوصا يوم الجمعة الثامن والعشرون من يناير و أول يوم بعد سقوط الشرطة وإقتحام أقسام البوليس والسجون و ما حدث من الخارجين عن القانون واصحاب النفوس الضعيفة من نهب وسرقة و ما تلاها من ايام وليالى واللجان الشعبية التى جمعت بين الجيران وبعضها وفى بعض المناطق يمكن للمرة الاولى يجتمع الجيران ويكون بينهم شئ مشترك بعيدا عن مشاكل اعطال مواتير المياه أو اعطال المصاعد و المطالبة بأموال الحراسة و الصيانة الخ الخ و و و هنا تنبهت إلى ما حدث من النصارى خصوصا الارثوذكس و موقفهم المخزى المضاد للثورة و على رأسهم ابوهم شنودة الثالث المتنيح حاليا و بكائه على رحيل مبارك من السلطة أنذاك
و تذكرت ان لولا القلة القليلة من النصارى البروتستانت و بعض شباب الارثوذكس االذين كانوا فى ميدان التحرير لكانت الثورة إسلامية من الآلف إلى الياء.
وهنا
أنتهبت إلى صوت مفتش القطار السائل عن تذكرة السفر فناولته إياها متفاديا النظر إلى القسيس الجالس أمامى حتى لا يدور بيننا حوار سمج من عينة الطقس والاخبار والحوادث و إرتفاع الاسعار الخ الخ
و هنا
باغتنى القسيس قائلا : هو حضرتك متضابق من جلوسى معاك؟
تحب أغير مكانى و اشوف كرسى تانى؟
وجدتنى أجيبه نافيا : بالعكس يا فندم فجلوسك أمامى لا يزعجنى على الاطلاق
فأبتسم قائلا : هو حضرتك مسافر على فين؟
أجبته بسرعة : ان شاء الله سوهاج .
فضحك مرددا : يا محاسن الصدف يا محاسن الصدف وانا كمان رايح هناك
وأردف متسائلا :بس انت شكلك موش من هناك انت منين اصلا ؟
أجبته ناظرا فى عينيه للمرة الاولى منذ حضوره و جلوسه امامى : بالعكس انا من سوهاج ابا و اما و جدودى و جدود جدود جدودى و اصولى ترجع للمصريين القدماء بل يوجد من عائلتى هناك فى سوهاج من يستطيع ان يذكر اسماء اكثر من مائتان من الاجداد بل و يعلم من فى شجرة العائلة من الوثنيين و من منهم كان من النصارى و من أول من أسلم كمان و لماذا أسلم ؟ ايه رأيك بقى ؟ قلتها وانا مبتسما
فأجاب : ياه بس موش باين عليك انك صعيدى ؟
قلت له : لاء انا صعيدى جداً لكن انا لست من مواليد سوهاج بل من القاهرة فيها ولدت و عشت و تعلمت و تزوجت
- اه قول كده من الاول طب ما انا كمان مثلك تماما مولود فى القاهرة و اتعلمت و عملت فيها حتى فترة قريبة جدا و بعدين اتنقلت لسوهاج
و اردف :على كده انت رايح تزور اهلك
اجبته : ان شاء الله.
فأردف :و على كده انت منين فى القاهرة .
اجبت : من حى العباسية .
فأردف :ياه ده انت كده قريب من الكاتدرئية بتاعتنا
قبل ان يسترسل اكثر قلت : اه .. متمنيا ان يصمت .
فقال : هو حضرتك بتشتغل ايه؟
قلت بسرعة : محام فى احدى الشركات و حالبا بحضر رسالة ماجستير
فسئلنى : و رسالتك فى اى فرع من فروع القانون ؟
نظرت إليه و قلت : رسالتى ليست فى القانون نهائيا
فقال : أومال فى إيه ؟
و هنا ألقيت إلبه بالمفأجاة التى لم يكن له أن يتوقعها ابدا ابدا ألا وهى :
رسالتى التى سوف أناقشها الشهر القادم بأذن الله تعالى فى مجال مقارنة الاديان وهى تحت عنوان "الحكمة فى الدعوة إلى الله تعالى بين نصارى مصر على وجه الخصوص"
فلبث قليلا ثم قال : بجد و لا بتقول كده علشان انا رجل دين مسيحى ؟
فقلت له و انا أنظر فى عينيه نظرة متحديا : لو حضرتك عندك أستعداد أن تجاوبنى عن سبب الرجاء الذى فيكم بوداعة وخوف كما قال لكم بطرس ساعتها فقط تقدر تحكم هل انا بهزر و يبقى من حقك ان تقول لى كما قال المسيح "من فمك أدينك ايها العبد الشرير" كما كتب لوقا أو تكتشف بنفسك انى دارس و صنعت كما قال المسيح "فتشوا الكتب لانكم تظنون ان لكم فيها حياة ابدية و هى تشهد لى" كما كتب يوحنا ؟؟؟
يتبع بأذن الله تعالى
تعليق