القرءان الكريم وليس التناخ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ

تقليص

عن الكاتب

تقليص

المهندس زهدي جمال الدين مسلم اكتشف المزيد حول المهندس زهدي جمال الدين
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 2 (0 أعضاء و 2 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • المهندس زهدي جمال الدين
    12- عضو معطاء

    حارس من حراس العقيدة
    عضو شرف المنتدى
    • 3 ديس, 2006
    • 2169
    • مسلم

    #76
    المطلب الخامس

    ختان الإله


    الثيؤوتوكوس




    ها هي ذي السيدة مريم تضع وليدها إله المسيحيين يَسُوعَ...أم عِمَّانُوئِيلَ..غير مهم ..فالمهم أنها وضعته وبعد ثمانية أيام جاء أهله ليختنوه
    كما هو وارد في لوقا 2 : 21 [21وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ، كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ. ]..
    وقبل أن نتحدث عن ختان الرب الإله يسوع ..دعونا ننقل ما هو مكتوب في السنسكار القبطي..
    السنكسار اليومي و سير القديسين
    للشهر المبارك، شهر طوبة

    ما هو السنكسار؟.
    السنكسار هو كتاب يحوي سير الآباء القديسين و الشهداء (السنكسارات)، وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.. وهو يستخدم التقويم القبطي والشهور القبطية (ثلاثة عشر شهراً)، وكل شهر فيها 30 يوم، والشهر الأخير المكمل هو شهر نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير. والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعرى اليمانية.
    وعيد الختان هو عيد سيدي صغير يخص ختان السيد المسيح في لحم الغرلة حسب وصية الله المقدسة التي جاءت في (تك 17: 9 – 14) إذ يقول الله:
    [9وَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيم: «وَأَمَّا أَنْتَ فَتَحْفَظُ عَهْدِي، أَنْتَ وَنَسْلُكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ. 10هذَا هُوَ عَهْدِي الَّذِي تَحْفَظُونَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ: يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ، 11فَتُخْتَنُونَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِكُمْ، فَيَكُونُ عَلاَمَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ. 12اِبْنَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ فِي أَجْيَالِكُمْ: وَلِيدُ الْبَيْتِ، وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّةٍ مِنْ كُلِّ ابْنِ غَرِيبٍ لَيْسَ مِنْ نَسْلِكَ. 13يُخْتَنُ خِتَانًا وَلِيدُ بَيْتِكَ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّتِكَ، فَيَكُونُ عَهْدِي فِي لَحْمِكُمْ عَهْدًا أَبَدِيًّا. 14وَأَمَّا الذَّكَرُ الأَغْلَفُ الَّذِي لاَ يُخْتَنُ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا. إِنَّهُ قَدْ نَكَثَ عَهْدِي». ]
    نص السنكسار
    سنكسار اليوم 6 من شهر طوبة
    أحسن الله استقباله لسنة 1726 لتقويم الشهداء
    وأعادة علينا وعليكم ونحن في هدوء واطمئنان مغفوري الخطايا
    والآثام من قبل مراحم الرب يا أبائي وإخوتي أمين
    الموافق الخميس 14 من شهريناير لسنة 2010 بالتقويم الميلادي
    عيد الختان المجيد ( 6 طوبة)
    في هذا اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار ختان السيد المسيح له المجد ، وذلك أن الله كان قد رسم شريعة الختان علامة يتميز بها شعبه عن الشعوب الأخرى وهي أن يختتن كل ذكر من نسل إبراهيم في ثامن يوم من ميلاده ، وقد وضع الرب كل نفس لا تحفظ هذا العهد تحت القصاص ومن ثم إذ كان سيدنا مولودا من نسل إبراهيم بالجسد فقد أراد هو أيضا أن يختتن في ثامن يوم من ميلاده ليكمل الناموس وليعتقنا من ثقل هذه الوصية كما يقول لسان العطر بولس الرسول " أن يسوع المسيح قد صار خادم الختان من اجل صدق الله حتى يثبت مواعيد الآباء " ثم أعطانا علامة العهد الجديد بالمعمودية كما قال الرسول " وبه أيضا ختنتم ختانا غير مصنوع بيد بخلع جسم خطايا البشرية بختان المسيح مدفونين معه بالمعمودية التي فيها أقمتم أيضا معه بإيمان عمل الله الذي أقامه من الأموات . وإذ كنتم أمواتا في الخطايا وغلف جسدكم أحياكم معه مسامحا لكم بجميع خطاياكم . لهذا يريد منا أن نحفظ الختان الروحي أي ختان القلب لنحيا له في الرب والقداسة لأنه " إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله . ولربنا المجد إلى الأبد أمين.
    وإليكم ذكصولوجيه عيد الختان باللغة القبطية القديمة
    مرفق بها الترجمة العربية
    (آبينشويس إيسوس / ربنا يسوع المسيح)
    * آبينشويس إيسوس بخريستوس: إبشيرى إمفنوتى آليثوس: في إيطاف تشى ساركس خين تى بارثينوس: إسميسى إمموف هو آغاثوس.
    * ربنا يسوع المسيح ابن الله الحقيقي الذي تجسد من العذراء ولدته كصالح
    * خين بى ماه إشمين إن إيهوؤ: إنتى بيف جينميسى إمباراذوكسون: أفشوب إيروف إمبى سيفى: كاطا بى تيسشى إمبى نوموس.
    * في اليوم الثامن لميلاده المجيد قبل إليه الختان كعادة الناموس
    * آموينى إنتين أوؤشت إمموف: جى إنثوف بى إفنوتى خين أو ميثمى: إنتينتى أو أوو إن تى بارثينوس: ثى إيطاس إجفوف سوما تيكوس.
    * تعالوا لنسجد له لأنه الإله الحقيقي فلنمجد العذراء التي ولدته جسديا
    * ثليل إمموتين إم فوؤ: نى إثنوس تيرو خين أوراشى: جى بخرستوس أفئوب إيروب: امبى سيفى إى إهرى إيجون.
    * تهللوا اليوم يا جميع الأمم بفرح لأن المسيح قبل إليه الختان عنا
    * هينا إنتيف آيتين إن ريمهى: إفول ها إبسيفى انتى تى ساركس: انتيفتى نان إمبيف ابنفما إثؤاب: هيتين بى جوك إفول.
    * لكي يصيرنا أحرارا من ختان الجسد ولكي يعطينا روحه القدوس بالكمال
    * مارو تشيشسيبى إنسيتشى شوش: إنجى نى هاراسيس تيرو إتسوف: إفسوتيم إمبافلوس: جى آنوك أوسيفى خين بيماه إشمين إن إيهوؤ.
    * ليخزى وليفتضح كل الهراطقة الأنجاس وليسمعوا بولس قائلاً أنا المختون في اليوم الثامن
    * إفتى مينى نان إيجين بخرستوس: جى أفشوب إيروف إمبى سفى: خين بى ماه إشمين إن إيهوؤ: كاطا إفنو موس إممو إيسيس.
    * ويدلنا على المسيح انه قبل إليه الختان في اليوم الثامن كناموس موسى
    * الليلويا الليلويا الليلويا الليلويا: ايسوس بخرستوس إبشيرى إمفنوتى: إفشوب إيروف إمبى سيفى.
    * هلليلويا هلليلويا هلليلويا هلليلويا يسوع المسيح ابن الله قبل إليه الختان
    تقال في 6 طوبة
    بحسب ما ورد في السنكسار بعاليه ففي مثل هذا اليوم (14 يناير) تمّ ختان إله المسيحيين يَسُوعُ...أم عِمَّانُوئِيلَ ..غير مهم ..فالمهم أنه حسب الشريعة اليهودية التي لا تزال بها شريعة الختان حتى الآن والختان هو عملية إزالة أو استئصال "القلفة" (Foreskin) وهي عبارة عن قطعة جلد على شكل اسطواني مستدير وتقع على "مقدمة" العضو الذكري وتحيط بها من أسفلها وحتى نهاية العضو..
    وبما أنّ المسيح "عليه السلام" قد تم ختانه في اليوم الثامن من ميلاده (بحسب المذكور في السنكسار) فإنّ هذه القطعة الجلدية قد تم استئصالها من جسده وإلقاءها بعيداً في النفايات ليأكلها دود الأرض.
    والسؤال الآن:
    هل هذه القطعة الجلدية البشرية جزء من الإله أم لا ؟..
    هل هي خالقة ...أم مخلوقة؟!!..
    أين ذهبت؟ ألم يأكلها دود الأرض وألقت في التراب؟...
    أليست لحم مادي بشري مخلوق مثل جلد ولحم البشر؟

    لو كان المسيح عليه السلام أكثر من نبي ورسول مرسل من الله الربّ الإله الديّان الحقيقي.. أقول أنه إذا كان المسيح هو الله نفسه ظاهراً في جسد بشري فهل كان يظهر في جسد مخلوق يأكل ويشرب ويتبول ويتبرز وتنمو أظافره فيقصها وينمو شعره فيقصه ويختتن فتنفصل قطعة من جسده إلى خشاش الأرض ودوابها؟..
    إذا كان اللاهوت قد حلّ في الناسوت منذ اللحظة الأولى من الحبل المقدس (راجع كتاب طبيعة المسيح للأنبا شنودة) وهذه الحشفة جزء من الناسوت فكيف ـ بالله عليكم ـ يتثنى قطعها!؟؟؟
    كيف يستطيع مخلوق مثل السيدة العذراء أو يوسف خطيبها..أو أي كائن مخلوق أن يقطع جزء من الناسوت الإلهي!!!؟؟؟..
    ألا تتعجب في قرارة نفسك من إله يُختن؟.
    حسناً .. إذا افترضت معك أن المسيح هو الله الربّ الإله الذي خلقني وخلقك فعلاً وأنه ظهر في جسد بهذه المواصفات فعلاً ( وأنا أعلم أنك لا تنكر هذه المواصفات)..
    أقول: إذا افترضنا أن كلّ ذلك قد حدث بالفعل.فهل ـ على الأقل ـ لا تختلف معي بعد كل هذه الحقائق في أن جسده هذا هو جسد مخلوق؟..
    والسؤال الأن لكل مسيحي:
    هل مازلت تؤمن بأن السيدة مريم هيالثيؤوتوكوس
    يقول سبحانه وتعالى : ( مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) المائدة:75
    و قوله تعالى" كانا يأكلان الطعام" أي يحتاجان إلى التغذية به وإلى خروجه منهما فهما عبدان كسائر الناس وليسا بإلهين كما زعمت فرق ثم قال تعالى" انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ " أي نوضحها ونظهرها " ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ " أي ثم انظر بعد هذا البيان والوضوح والجلاء أين يذهبون وبأي قول يتمسكون وإلى أي مذهب من الضلال يذهبون. (ابن كثير).
    قوله تعالى: "كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ" أي أنه مولود مربوب، ومن ولدته النساء وكان يأكل الطعام مخلوق محدث كسائر المخلوقين؛ ولم يدفع هذا أحد منهم، فمتى يصلح المربوب لأن يكون ربا؟! وقولهم: كان يأكل بناسوته لا بلاهوته فهذا منهم مصير إلى الاختلاط، ولا يتصور اختلاط إله بغير إله، ولو جاز اختلاط القديم بالمحدث لجاز أن يصير القديم محدثا، ولو صح هذا في حق عيسى لصح في حق غيره حتى يقال: اللاهوت مخالط لكل محدث. وقال بعض المفسرين في قوله: "كانا يأكلان الطعام" إنه كناية عن الغائط والبول. وفى هذا دلالة على أنهما بشران. (القرطبي).
    "كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ"كغيرهما من الناس ومن كان كذلك لا يكون إلها لتركيبه وضعفه وما ينشأ من البول والغائط (انظُرْ) متعجبا (كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ) على وحدانيتنا (ثُمَّ انظُرْ أَنَّى) كيف (يُؤْفَكُونَ) يصرفون عن الحق مع قيام البرهان (الجلالين).
    والآية التي تلي هذه الآية مباشرة هي قوله تعالى: "قلأتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع العليم" زيادة في البيان وإقامة حجة عليهم؛ أي أنتم مقرون أن عيسى كان جنينا في بطن أمه، لا يملك لأحد ضرا ولا نفعا، وإذ أقررتم أن عيسى كان في حال من الأحوال لا يسمع ولا يبصر ولا يعلم ولا ينفع ولا يضر، فكيف اتخذتموه إلها؟. "والله هو السميع العليم" أي لم يزل سميعا عليما يملك الضر والنفع. ومن كانت هذه صفته فهو الإله على الحقيقة. والله أعلم (القرطبي).
    ما معنى كلمة صِدِّيقَةٌ التي وردت وصفاً للسيدة مريم أم المسيح عليه السلام؟.
    بسم الله الرحمن الرحيم (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً)النساء : 69
    فمن هم الصِّدِّيقون؟[ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولا نَبِيًّا (54) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (55) وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57) أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا (58) ] مريم: 54ـ 58
    الصِّدِّيقون يمثلون مجموعة قائمة بذاتها تدخل مجموعةً جزئيةً في مجموعة (الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ).. ومجموعة الصديقين تحتوي على مجموعة وأشخاص.

    أما المجموعة فهم (الذين آمنوا بالله ورسله) كما ورد في قوله تعالى:

    ( وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ) الحديد :19.

    وأما الأشخاص فهم إبراهيم وإدريس ومريم ويوسف وهارون.

    1 ـ إبراهيم: ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا) مريم: 41.
    إبراهيم صدِّيق ونبي وحتى الآن نرى إبراهيم يدخل في الصديقين والنبيين وهو كان صديقاً قبل أن يكون نبياً وذلك لأنه صدَّق بالله وملكوته من خلال منهاجه الحنيفي ولأنه صدَّق الرؤيا التي رآها في منامه
    ( وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ. قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ) الصافات: 105ـ106.2.

    إدريس: ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا ـ مريم 56). إدريس صدِّيق ونبي على منهاج إبراهيم وذُكِر مع إسماعيل وذي الكفل بأنه من الصابرين والصالحين.بالإضافة إلى أنه رُفِع مكاناً عليَّاً.
    3 ـ مريم: ( مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ) المائدة: 75.
    ومريم صديقة لأنها صدَّقت بكلمات ربها وكتبه ( وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ) التحريم: 12.
    4 ـ يوسف: ( يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ ) يوسف: 46. وجاء وصف يوسف بالصدِّيق على لسان رسول الملك.
    5 ـ هارون: ( وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ )القصص: 34. وجاء وصف هارون بفعل (يصدقني) على لسان أخيه النبي موسى.
    وهنا يقفز السؤال: هل هذه المجموعات الجزئية {النبيين، الصديقين، الشهداء، الصالحين} تصاعدية بحيث تشمل أية مجموعة كل المجموعات التي قبلها مما يعني أن الصالحين هم شهداء وصديقون ونبيون وأن الشهداء صديقون ونبيون وأن الصديقين نبيون؟ أم أنها مجموعات منفصلة؟ وللإجابة عن هذا السؤال علينا أن نتذكر أن كلا من النبيين الكريمين إبراهيم (الشعراء 83) ويوسف (يوسف 101) قد دعا ربه أن يلحقه بالصالحين.
    والخلاصة في موضوع الصديقين أن إبراهيم وإدريس ويوسف وهارون من الصِّدِّيقين ومن النبيين ومريم من الصديقين. والله أعلم.

    تعليق

    • المهندس زهدي جمال الدين
      12- عضو معطاء

      حارس من حراس العقيدة
      عضو شرف المنتدى
      • 3 ديس, 2006
      • 2169
      • مسلم

      #77
      المطلب السادس

      الماريولوجي



      صورة من دائرة المعارف البريطانية تتكلم عن الماريولوجي ..أو العلم المريمي أو المريموت أو الماريموت...... و هو علم يبحث في اللاهوت المريّمي..... و أساسه هو ما أقره مُجمع إفسس في عام 431 أن مريم هي أم الإله أو الثيؤوتوكوس...... و هو أساس ما يُسمى بالحمل العذري...أن الله اختار مريم كأم لولده لأنه طاهرة من الخطيئة الأولى....و يتم الاحتفال بعيد الحمل العذري لدى الكنيسة الكاثوليكية في يوم 8 مارس..... و الأب بيوس التاسع في عام 1854 هو من أعلن أن مبدأ طهارة مريم من الخطيئة، هو أهم أسس الكنيسة الكاثوليكية....و على هذا الأساس تم اعتماد مريم رسمياً كرمز للفداء و كرسول بين البشر و ابنها الإله المُقدس.


      الفصل الخامس


      شهادات آباء الكنيسة


      (على تحريف الكتاب المقدس)


      من أشهر الأدلة التي يستند عليها القائلون بعدم تحريف الكتاب هو شهادات آباء الكنيسة ،
      فمثلاً الدكتور القس منيس عبد النورفي يقول: ( كان جميع المسيحيين يتعبدون بتلاوة أسفار العهد الجديد كما هي بين أيدينا اليوم )[ شبهات وهمية ـ منيس عبد النور ـ ص 17 ـ كنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية]، ويستمر القس قائلاً:
      ( كتب أئمة المسيحية جداول بأسماء الكتب المقدسة , كان أولها جدول العالم العظيم أوريجانوس الإسكندري ( بعد يوحنا الرسول بمئة سنة) . وجدوله محفوظ في باريس، وذكره يوسابيوس في تاريخه ، وفيه الأربع بشائر وأعمال الرسل ورسائل بولس الأربع عشرة ورسالتي بطرس وثلاث رسائل يوحنا وكتاب الرؤيا ، وهو الموجود عندنا اليوم ، ولم يذكر الكتب المفتعلة ، مما يدل على أن المسيحيين لم يعرفوا سوى كتبهم الموحى بها).
      وهكذا يستمر القس باللعب على وتر شهادة آباء الكنيسه في الصفحات من 25إلى 27 مستشهداً برجال من القرن الأول مثل "برنابا" ومن رجال القرن الثاني "بابياس" أسقف هيرابوليس في آسيا ومن رجال القرن الثالث "أوريجانوس" أما من رجال القرن الرابع فيذكر مثلاً "يوسابيوس" المؤرخ أسقف قيصرية .
      أما عن القس عبد المسيح بسيط أبو الخير في كتابه "الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه" فقد أعطى الفصل السابع عنوان (شهادة آباء الكنيسة الأولى لصحة ووحي العهد الجديد ) وفي هذا الفصل يستند على شهادة آباء الكنيسة مثلاً رسالة برنابا و شهادة بابياس وأكلمندس الإسكندري وأوريجانوس و يوسابيوس القيصري وأثناسيوس الرسولي.
      ويسير على نفس المنوال الدكتور داود رياض[من يقدر على تحريف كلام الله ؟ ص 17] حيث يزعم أن هناك تواتراً[التواتر عند علماء المسلمين أن يروي الجمع عن الجمع بحيث تُحيل العادة التواطؤ على الكذب ، وهذا غير متحقق في الكتاب المقدس ، وسنورد من خلال صفحات البحث ما يدل على هذا ، ناهيك أن أحداً من علماء الكتاب المقدس ما قال بأن كتابهم متواتر بهذا المعنى الذي حققناه عند علماء المسلمين سلفاً.] على صحة الكتاب المقدس ويستشهد على ذلك بجملة من أسماء آباء الكنيسة لا تخرج عما قاله سابقيه ، مثل الإستدلال بأكلمندس وهرماس وبابياس وإيريناوس وغيرهم.
      وحتى القس فريز صموئيل[تحريف الإنجيل حقيقة أم افتراء ؟ ص 12] يعزف على نفس الوتر قائلاً : (لقد اختلف المسيحيون فرقاً ، ومع ذلك فالكتاب واحد بنصه عند الجميع ، كل فرقة تقر هذا النص وتؤيد رأيها بما جاء فيه من نصوص، فإذا حرَّفته فرقة لاعترضت الأخرى ولأصبح لدينا نصان واحد محرف والآخر صحيح).
      وأما القمص مرقس عزيز[استحالة تحريف الكتاب المقدس ص 38] كاهن الكنيسة المعلقة كما تعودنا منه لم يزد عما قاله سابقوه شيئاً حيث يسرد أدلته على إستحالة تحريف الكتاب المقدس وتحت عنوان شهادة التواتر يقول يذكر لنا التاريخ أن أئمة الدين الذين عاصروا الرسل ، أو الذين خلفوهم في رعاية الكنيسة اقتبسوا في مواعظهم ومؤلفاتهم من الكتب المقدسة وخصوصاً من الإنجيل ، ليقينهم بأنها كتب إلهية موحى بها من الله لا يأتيه الباطل من بين يديها ولا من خلفها) . ثم يستمر القس في ذكر قائمة الآباء مثل أكلمندس ، وديونسيوس وهرماس وغيرهم ويختتم القس كلامه بنتيجه يوجزها بقوله : ( أن جميع المسيحيين منذ البدء ، اعتقدوا بهذه الكتب المقدسة على إختلاف شعوبهم ومذاهبهم)[ إستحالة تحريف الكتاب المقدس ص 40].
      ونفس الكلام يردده يوسف رياض في كتابه "وحي الكتاب المقدس" ففي صفحة 56 –57 يقول : (ولقد بذل المؤمنون في العصر الأول عناية خاصة للتمييز بين أسفار الوحي وغيرها من الكتابات ، ولم يقبلوا شيئاً إلا بعد التحري الدقيق . ولقد ضمن الرب لأولئك المؤمنين لا وصول الوحي إليهم فقط ، ولا حتى استنارة المؤمن الفرد فحسب ، بل أيضاً تمييز جموع المؤمنين، واتفاقهم جميعاً معاً من جهة وحي الأسفار . فالرب عندما يتكلم يتكلم بسلطان ، والراعي عندما يتكلم فإن الخراف تميز صوته عن صوت الغريب … ) ثم يستمر الكاتب حتى يصل إلى قمة الجرأة عندما يقول: ( ولقد صار اعتماد هذه الأسفار بأنها وحي الله في نهاية العصر الرسولي .ويرى البعض أن الله أطال عمر يوحنا الرسول (نحو مائة سنة ) لهذا الغرض السامي ، وهو أن يسجل بنفسه اللمسات الأخيرة من الكتاب المقدس ويسلم من تسموا فيما بعد آباء الكنيسة هذا الكتاب ليصل إلينا بقدرة الله الحافظ رغم كل المقاومات) .
      وأما داود رياض كالعادة في جميع كتبه ينقل عن الآخرين دون أن يأت بجديد فيقول ( إن جميع المسيحيين منذ البدء، اعتقدوا بهذه الكتب المقدسة على اختلاف شعوبهم ومذاهبهم بالرغم من عقائدهم وأفكارهم المختلفة اتفقوا على نص ثابت للكتاب المقدس " العهد القديم بالعبري والعهد القديم باليوناني" ) [ من يقدر على تحريف كلام الله ؟ داود رياض أرسانيوس ـ ص17] .
      وهكذا يستمر القائلون بعدم تحريف الكتاب المقدس في العزف على نفس وتر شهادة آباء الكنيسة ينقل بعضهم من بعض فيقدم أحدهم بعض الأسماء على الأخرى ويؤخر البعض الآخر ثم يخرج كتابأً جديداً تقريباً بنفس الألفاظ فلا يختلف كتاب عن الآخر إلا في لون غلاف الكتاب وأسمه بل إن البعض لم يغير اسم الكتاب بل أكثر من ذلك فإن بعض الكتاب وصل بهم الأمر أن يلعبوا نفس اللعبه في كتاباتهم هم شخصياً فكل فترة يأت بكتابه فيقدم فيه صفحات ويؤخر الأخرى ويقوم بطباعته تحت اسم جديد ، فلم يكّلفوا أنفسهم عناء البحث والتحقيق في صحة الكلام الذي ينقلونه ، فيقارنوا الكلام المكتوب بالمراجع المزعومه .

      والسؤال الآن هل حقاً كان لدى آباء الكنيسة تصوراً واضحاً عن ماهية الكتاب المقدس وأسفاره ؟ وهل اتفق آباء الكنيسه على أسفار الكتاب المقدس كما يزعم البعض ؟


      و لنأخذ نماذج وأمثلة لآباء الكنيسة وبالمثال يتضح المقال


      إيريناوس أسقف ليون ( 120 ـ 202م )

      والذي يطلق عليه أبو التقليد الكنسي[ يوم الخمسين في التقليد الآبائي ـ الأب متى المسكين ص 8]
      (d. 203 CE): B. F. Westcott, The Bible In The Church: A Popular Account Of The Collection And Reception Of The Holy Scriptures In The Christian Churches, 1879, Macmillan & Co.: London, pp. 122-123; B. F. Westcott, A General Survey Of The History Of The Canon Of The New Testament, 1896, Seventh Edition, Macmillan & Co. Ltd., London, pp. 390-391.
      ] ويرون أن شهادته جليلة[شبهات وهمية ـ منيس عبد النور صفحة 27] والعجيب أن ينقل القائلون بعدم تحريف الكتاب المقدس الكتابات من بعضهم البعض دون أن يبحثوا في توثيق هذه الكتابات فإيريناوس هذا يخبرنا عنه يوسابيوس القيصري ـ والمعروف بأبي التأريخ الكنسي ـ أنه كان يؤمن بأن "كتاب الراعي" لهرماس هو من الأسفار المقدسة وتعالوا نقرأ نص كلام يوسابيوس يقول: ( وهو لا يعرف كتاب الراعي فقط بل أيضاً يقبله ، وقد كتب عنه ما يلي: حسناً تكلم السفر قائلاً أول كل شيء آمن بأن الله واحد الذي خلق كل الأشياء وأكملها) [ تاريخ الكنيسه ـ ك5 ف8 فقرة 7] .
      وهنا يحق لنا السؤال أين اتفاق الآباء على أسفار الكتاب المقدس ؟
      وسؤال آخر أين الأسفار ( كسفر الراعي لهرماس) التي سلموا بها وليست بين أيدينا الآن ؟
      وهل ينطبق على العلامة إيريناوس قول الكتاب (لاني أشهد لكل من يسمع اقوال نبوة هذا الكتاب إن كان أحد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب )[ رؤية 22 : 18]. هل حقاً ستزيد الضربات على العلامة إيريناوس ؟؟؟!!! ولعل القوم لو قرأوا كتابات إيريناوس لعلموا أن الرجل لا يصلح بحق أن يكون مصدر معلومات معتمدة فهو مثلاً يقول في كتابه الثاني ضد الهرطقات الفصل الثاني والعشرين أن المسيح عاش حتى بلغ من العمر أكثر من خمسين سنة ، ويقوم في الفقرة السادسة بتأكيد معلومته هذه بما جاء في إنجيل يوحنا 56:8-57 ،[ Irenaeus Against Heresies. Book II.XXII .VI] فهل تؤمن الكنيسة حقاً أن المسيح عاش حتى بلغ الخمسين أم يعتقدون أنه بدأ دعوته وهو في الثلاثين و دعوته لم تستمر أكثر من أربع سنوات فقط ؟ وذلك كما جاء على لسان المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري[تاريخ الكنيسة ـ يوسابيوس القيصري ـ 10:1 ـ ص 39] والغريب حقاً أن إيريناوس يزعم في الفقرة الخامسة من نفس الكتاب أن هذه المعلومات قد سلمها يوحنا بن زبدي لتلاميذه الذين رافقوه في آسيا وبقوا معه حتى حكم تراجان

      (even as the Gospel and all the elders testify; those who were conversant in Asia with John, the disciple of the Lord, [affirming] that John conveyed to them that information. And he remained among them up to the times of Trajan)[ .XXII .V Irenaeus Against Heresies. Book II]



      العلامة أوريجانوس ( 185 ـ 253 م)
      وهو ناظر المدرسة اللاهوتية بالإسكندرية والذي يصفه القس منيس عبد النور بأنه "العالم العظيم"
      وبالنظر في الجدول الذي أورده يوسابيوس القيصري في كتابه تاريخ الكنيسه يذكر من بين الأسفار القانونية ( إرميا مع المراثي والرسالة في سفر واحد ، اسمه ارميا)[ تاريخ الكنيسة ـ ك6 ف25 فقرة 2]. والآن نسأل جهابذة علماء الكتاب المقدس من البروتستانت هل رسالة إرميا التي كان يؤمن بها " العالم العظيم"!! ـ الذي أصبح ناظراً للمدرسة اللاهوتية في سن الثامنة عشرة ـ موجودة في الكتاب المقدس الذي بين يدي البروتستانت الآن ؟ الإجابة طبعاً أنها غير موجودة !!!!
      وهذه الرسالة لم يكن أوريجانوس فقط يعتقد بأنها سفر موحى به من الإله بل يوجد غيره الكثير من آباء الكنيسة اعتقدوا بنفس عقيدته كما تخبرنا بذلك دائرة المعارف الكتابية فتقول:
      (قانوينة الرسالة وقيمتها : كان الآباء اليونانيون الأوائل ، يميلون - بوجه عام - إلى اعتبار الرسالة جزءاً من الأسفار القانونية ، لذلك تذكر في قوائم الأسفار القانونية لأوريجانوس وأبيفانيوس وكيرلس الأورشليمي وأثناسيوس ، وعليه فقد اعترف بها رسميا في مجمع لاودكية ( 360 م ) .) [ دائرة المعارف الكتابية ـ حرف أ ـ أرميا ـ رسالة أرميا ـ ص 189 و190]
      جاء في نفس الجدول هذه العبارة التي تبين أن أوريجانوس لم يكن يعتبر رسالة بطرس الثانية من الأسفار المقدسة (وبطرس الذي بنيت عليه كنيسة المسيح التي لا تقوى عليها أبواب الجحيم ترك رسالة واحدة معترف بها ، ولعله ترك رسالة ثانية أيضاً ، ولكن هذا مشكوك فيه.) [ تاريخ الكنيسة ـ ك6 ف25 فقرة 10].
      وهذا الرأي ليس رأيه وحده ولكنه رأي يوسابيوس القيصري " ابو التأريخ الكنسي" فهو يقول بالنص في كتابه تاريخ الكنيسه ( إن رسالة بطرس الأولى معترف بصحتها وقد استعملها الشيوخ الأقدمون في كتاباتهم كسفر لا يقبل أي نزاع . على أننا علمنا بأن رسالته الثانية الموجودة بين أيدينا الآن ليست ضمن الأسفار القانونية ولكنها مع ذلك إذ اتضحت نافعة للكثيرين فقد استعملت مع باقي الأسفار)[ تاريخ الكنيسة ـ ك3 ف 3 فقرة 1] .
      والسؤال الآن : بأي حق دخلت رسالة بطرس الثانية إلى الكتاب المقدس طالما أنها بشهادة "العالم العظيم" أوريجانوس و أيضاً بشهادة "أبو التأريخ الكنسي" يوسابيوس القيصري أنها ليست من الأسفار المقدسة؟؟؟
      مع استصحابنا كلام جهابذتنا من علماء الكتاب بأن الآباء لم يختلفوا حوله !!
      ويستمر يوسابيوس القيصري في عرض جدول أوريجانوس للأسفار المقدسة عندما يتكلم عن يوحنا فيقول ( وترك أيضاً رسالة قصيرة جداً ، وربما رسالة ثانية وثالثة ، ولكنهما ليسا معترفاً بصحتهما من الجميع ) [ تاريخ الكنيسة ـ ك 6 ف 25 فقرة 10] .
      والسؤال هو إذا كانت رسالة يوحنا الثانية والثالثة مرفوضتان من الجميع فكيف دخلتا إلى الكتاب المقدس ؟؟؟ وأين هو التواتر والإجماع المزعوم ؟؟
      ويستمر أبو "التأريخ الكنسي" في إتحافنا بتصور العالم العظيم أوريجانوس عن الأسفار المقدسة فينقل تصوره عن الرسالة إلى العبرانيين التي يحلو للبعض أن ينسبها إلى بولس فيقول: (إن كل من يستطيع تمييز الفرق بين الألفاظ اللغوية يدرك أن أسلوب الرسالة إلى العبرانيين ليس عامياً كلغة الرسول الذي اعترف عن نفسه بأنه عامي [قلت :- ولو طبقنا هذا الضابط لرفضنا أسفاراً كثيرة كإنجيل يوحنا فإن عاقلاً لا يستسيغ أن لغته لغة صياد] في الكلام أي في التعبير بل تعبيراتها يونانية أكثر دقة وفصاحة) [ تاريخ الكنيسة ـ ك6 ف25 فقرة 11]
      وهَب أن محاكمة عُقدت للحكم في مسألة تحريف الكتاب المقدس فمن غير أوريجانوس أولى بالشهادة منه ـ وشهد شاهدٌ من أهلها ـ على تحريف الكتاب المقدس ، فهو الذي يشهد على أن اليهود حّرفوا الكتاب المقدس.
      تعالوا بنا ننقل شهادةً من رهبان دير الأنبا مقار ـ وهم يقولون ( أما سبب غياب بعض الأسفار اليونانية من العهد القديم العبري لدى اليهود فيرجع ـ حسب تعليل أوريجانوس ـ إلى رغبتهم في إخفاء كل ما يمس رؤساءهم وشيوخهم ، كما هو مذكور في بداية خبر سوسنا : " وعُيّن للقضاء في تلك السنة شيخان من الشعب وهما اللذان تكلم الرب عنهما أنه خرج الإثم من بابل من القضاة الشيوخ " ويقدم أمثلة من الأنجيل لتأكيد ما يقوله ، حيث يخاطب السيد المسيح الكتبة والفريسيين بقوله:" لكي يأتي عليكم كل دم زكي سُفك على الأرض من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح ( متى 23 : 35 ) فالسيد المسيح هنا يتكلم عن وقائع حدثت ( كما يكتب أوريجانوس ) ، ومع ذلك لم تذكر في العهد القديم . ثم يتساءل : أين جاء في الأسفار المقدسة شيء عن الأنبياء الذين قتلهم اليهود ؟ ثم يورد أوريجانوس مثلاً آخر من رسالة العبرانيين : ( آخرون تجربوا … نشروا ، جربوا ماتوا قتلاً بالسيف ) " عب 11 : 36 و 37 " لأنه معروف في التقليد اليهودي خارجاً عن الأسفار العبرية أن أشعياء النبي فقط هو الذي نشر بالمنشار)[ العهد القديم كما عرفته كنيسة الأسكندرية ـ ص 57 ، 58] .
      استفسار لابد منه !!!!
      أنا أتعجب من هؤلاء الذين يعتمدون على شهادة أوريجانوس ويعتبرونه من آباء الكنيسه فتارة يقولون إنه قديس ، وتارة أخرى العالم العظيم ، وكلهم بلا إستثناء سواء بروتستانت أو أرثوذكس أو كاثوليك يعتبرونه من آباء الكنيسه ولست أدري لماذا يخُفون علينا حقيقة هذا الرجل هل عن جهل أم عن مكر ودهاء ؟؟؟ فإن "العالم العظيم القديس أوريجانوس" هو من الهراطقة المحرومين في الكنيسة وهذه ليست شهادتي وإنما هي شهادة البابا شنوده الثالث في كتابه سنوات مع أسئلة الناس ـ أسئلة لاهوتية وعقائدية ب وهو كتاب يُدرّس على طلاب الكلية الإكليريكية فيذكر في صفحة 131 ما يلي:
      (تم حرم أوريجانوس بواسطة البابا ديمتريوس الكرام ، البطريرك الثاني عشر، في أوائل القرن الثالث . وتأكد حرمه أيضاً في عهد البابا ثاوفيلس البابا الثالث والعشرين ، في أواخر القرن الرابع . وتحمس لذلك قديسون كثيرون في القرنين الرابع والخامس منهم القديس أبيفانوس أسقف قبرص ، ثم القديس جيروم الذي كان من محبيه في البدء. لم ترفع الحرومات عن أوريجانوس . والكنائس الأرثوذكسية البيزنطية تحرم كل تعاليمه في مجمعيها الخامس والسادس.) أليس من الغريب أن يصف هؤلاء أوريجانوس بأنه قديس أو العالم العظيم بل أليس من العجيب أن يستند عليه بعد هذا القساوسة من الكنيسة الأرثوذكسية نفسها بإعتباره من آباء الكنيسه بالرغم من هرطقاته التي لو ذكرناها لملأت صفحات وصفحات ، مثل خضوع الإبن للآب , وخلاص الشيطان وخلاص الكون في النهاية وتأليه جسد المسيح …...................... وغيرها الكثير
      القديس أكلمندس الإسكندري (150 ـ 215 )
      يريد البعض أن يوهمنا "سواء عن جهل أو عن مكر" أن أكلمندس الإسكندري كان لديه تصور واضح لأسفار الكتاب تجعله قادر على التفريق بين الأسفار الإلهية من غيرها ، ويحاول أن يوهمنا بأن هذه الشهاده ذكرها يوسابيوس في كتابه تاريخ الكنيسه نأخذ مثالاً على ذلك ما جاء في كتاب " الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه" صفحة 142 يقول الكاتب: (ان القديس اكليمندس الإسكندري مديراً لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية وتلميذاً للعلامة بنتينوس ومعلماً لكل من العلامة أوريجانوس وهيبوليتوس وكان كما يصفه يوسابيوس القيصري " متمرساً في الأسفار المقدسة " وينقل يوسابيوس عن كتابه وصف المناظر أنه أستلم التقليد بكل دقة من الذين تسلموه من الرسل فقد كان هو نفسه خليفة تلاميذ الرسل أو كما يقول هو عن نفسه إنه من أجل الأجيال المتعاقبة التقاليد التي سمعها من الشيوخ الأقدمين)
      ولكن تأتي الصاعقة الكبرى والطامّة العظمى بالرجوع إلى كلام يوسابيوس القيصري الذي تحاشى القس _ الأمين في النقل!ـ أن يذكر نص كلامه ، لندرك أن أكلمندس الإسكندري ـ ويا للعجب ! ـ كان يؤمن بالعديد من الأسفار الغير موجودة الآن في الكتاب المقدس مثل رسالة برنابا ورؤيا بطرس ورسائل اكلمندس الروماني وإليكم نص كلام يوسابيوس القيصري كاملاً دون بترٍ[إذا كان بترهم للكلام هو سيمتهم في النقل من كتبهم فما ظنك بهم عندما ينقلون من كتب خصومهم]: (وبالإختصار لقد قدم في مؤلفه وصف المناظر وصفاً مؤجزاً عن جميع الأسفار القانونية ، دون أن يحذف الأسفار المتنازع عليها أعني رسالة يهوذا والرسائل الجامعة الأخرى ، ورسالة برنابا والسفر المسمى رؤيا بطرس) [ تاريخ الكنيسة ك6 ف 14 فقرة 1].
      ويشهد يوسابيوس أيضاً على أن أكلمندس الإسكندري كان يقتبس في كتاباته من أسفار لا توجد الآن في الكتاب المقدس فيقول : ( ويستخدم أيضاً في هذه المؤلفات شهادات من الأسفار المتنازع عليها مثل حكمة سليمان ، وحكمة يشوع ابن سيراخ، ورسالة العبرانيين ، ورسائل برنابا ، وأكلمندس ، ويهوذا )[ تاريخ الكنيسة ك 6 ف 13فقرة 6].
      وتأتي شهادة أخرى تؤكد هذا الكلام من داخل الكنيسة الأرثوذكسية في كتاب "فكرةعامة عن الكتاب المقدس" الصادر من دير الأنبا مقار والذي نُشر كمقالات في مجلة مرقس فيقول في صفحة 73 ما نصه : (شهدت السنين الأخيرة من القرن الثاني حتى بداية القرن الثالث الميلادي نشاطاً كبيراً في مدرسة الإسكندرية الشهيرة التي كان يرأسها حينذاك العلامة كليمندس الإسكندري . ويتبين من كتاباته أنه كان يعترف بعدد كبير من أسفار العهد الجديد أكثر مما كانت تعترف به كنيسة روما . فقد ذكر الأناجيل الأربعة ورسائل بولس الأربع عشرة وسفر أعمال الرسل ورسائل : بطرس الأولى ويوحنا الأولى والثانية ويهوذا ، وسفر الرؤيا . ولكنه أضاف إليها أيضاً رسائل كلمندس الروماني وبرنابا الرسول بإعتبارها كتابات ذات سلطان رسولي) .
      والأخطر من ذلك هو أن أكلمندس كان يعتقد بأن كتاب الديداخي هو سفر إلهي من أسفار الكتاب المقدس
      ففي كتاب "الديداخي أي تعليم الرسل" وهو من سلسلة مصادر طقوس الكنيسة وهو من تصنيف أحد رهبان الكنيسة القبطية يذكر ذلك صراحة صفحة 85 فيقول: ( والقديس كليمندس الإسكندري 216 م يذكر صراحة وجود هذا الكتاب ليس فقط لأنه اقتبس منه الكثير ، بل لأنه يذكر في كتابه" المتفرقات ـ ستروماتا" ما ورد في نص الديداخي 3 : 5 حرفياً : " يا بني لا تكن كذاباً لأن الكذب يقود إلى السرقة " وينسب هذه العبارة إلى الكتاب المقدس) .
      ونفس الشهاده يذكرها الدكتور أسد رستم[ دكتور أسد رستم : آباء الكنيسة ،1، الآباء الرسوليون والمناضلون ، ص 55] إضافة إلى إنه كان يؤمن بسفر إسدراس الثالث وبالطبع هذا السفر غير معترف به الآن سواء عند البروتستانت أو الأرثوذكس أو الكاثوليك [(d. 203 CE): B. F. Westcott, The Bible In The Church: A Popular Account Of The Collection And Reception Of The Holy Scriptures In The Christian Churches, 1879, Macmillan & Co.: London, pp. 126-127; B. F. Westcott, A General Survey Of The History Of The Canon Of The New Testament, 1896, Seventh Edition, Macmillan & Co. Ltd., London, pp. 360-363.
      ] ضافة لأنه كان يؤمن بسفر باروخ الذي لا يؤمن به البروتستانت.
      بابياس أسقف هيرابوليس ( القرن الثاني)

      لست أدري بأي وجه يستدل القساوسة بشهادة بابياس بل وصل بأحدهم وهو القس منيس عبد النور بأن يصفه بالنبوغ فهو يقول ما نصه:
      (بابياس: أسقف هيرابوليس في آسيا ، نبغ بين 110 و 116 م واجتمع ببوليكاربوس ، وربما اجتمع بيوحنا الرسول)
      وهو نفس الكلام الذي نقله " نقل مسطرة " الدكتور داود رياض في كتابه من يقدر على تحريف كلام الله ؟[ من يقدر على تحريف كلام الله ص 14].
      فهل يتجاهل هؤلاء القساوسة والدكاترة حقيقة هذا الرجل ، أم هي مصيبة النقل بدون تمحيص وتحقيق للأقوال ؟؟؟! فإن هذا " النابغة " الذي يتكلم عنه القساوسة وأساتذة اللاهوت الدفاعي ، هو إنسان عديم الإدراك وحتى لا أخوض أكثر في وصف هذا البابياس سأكتفي بما ذكره أبو التأريخ الكنسي يوسابيوس القيصري فيقول ما نصه: ( ويدون نفس الكاتب روايات أخرى يقول أنها وصلته من التقليد غير المكتوب وأمثالاً وتعاليم غريبة للمخلص، وأمور أخرى خرافية) [ تاريخ الكنيسة ك3 ف39 فقرة11]. ويستمر أبو التأريخ الكنسي الذي يعرف عن الرجل أكثر مني وأكثر من ناعسي القساوسة والدكاترة إذ يقول عنه ( إذ يبدو أنه كان محدود الإدراك جداً كما يتبين من أبحاثه . وإليه يرجع السبب في أن الكثيرين من أباء الكنيسة من بعده اعتنقوا نفس الأراء مستندين في ذلك على أقدمية الزمن الذي عاش فيه ، كإيريناوس مثلاً وغيره ممن نادوا بآراء مماثلة) [ تاريخ الكنيسة ك 3 ف 39 فقرة 13].
      قلت : ـ ولَعمري ـ متى ينصف القوم ويتحرروا من محدودية الإدراك التي ورثوها ممن سبقهم ؟؟
      تأتي هذه الشهاده من يوسابيوس القيصري بالرغم من أن بابياس كان يزعم أن كل ما يقوله هو صحيح تماماً وأنه تسلمها ممن سبقه من الشيوخ فهو يقول بالنص (لا أتردد في أن أضيف ما تعلمته وما أتذكره جيداً من تفاسير تسلمتها من الشيوخ، لأني واثق من صحته تماماً . أنا لم أفرح ، كمعظم الناس ، بالذين قالواأشياء كثيرة ، بل بمن يعملون الحق، ولا أفرح بمن يرددون وصايا الآخرين ، بل بأولئك الذين أعادوا ما أعطاه الرب للإيمان واستقوا من الحق نفسه . وإذا جاءني أحد ممن تبع القسوس نظرت في كلام الشيوخ مما قاله اندراوس أو بطرس أو فيلبس أو توما أو يعقوب أو يوحنا أو متى أو أحد تلاميذ الرب ، أو أريستون أو يوحنا الشيخ . فإنني ما ظننت أن ما يٌسقى من الكتب يفيدني بقدر ما ينقله الصوت الحي الباقي)[ تاريخ الكنيسة ك3 ف 39 فقرات 3،4 أنظر أيضاً Irenaeus: Adv.Haer.5:32 ].
      ويكفي أن نعرف أن القديس أغسطينوس اعتبر من يعتقد بعقيدة بابياس هو منحرف عن الإيمان" في أنه بعد قيامة الأجساد من الموت سيكون هناك ألف سنه على الأرض عبارة عن مملكة يعود فيها المسيح إلى الأرض وفي هذه المملكة توجد 10.000 كرمة كل كرمة بها 10.000 غصن ، وكل غصن به 10.000 عنقود ، وكل عنقود يحوي 10.000 حبة من العنب ، وكل حبة عصيرها يملأ 25 مكيالاً من الخمر"[ المدخل في علم الباترولوجي ـ 1 الآباء الرسوليين ـ القمص تادرس يعقوب ملطي صفحة 148]. إذاً بشهادة القديس أغسطينوس فإن بابياس كان منحرف عن الإيمان !! ويبدو أن القائلين بعدم تحريف الكتاب المقدس يريدون أن يعودوا بعقارب الساعة إلى الوراء حينما كان آباء الكنيسة ساقطين وغارقين في خدعة بابياس الذي ضلل آباء الكنيسه لقرون طويلة حتى أفاقوا على الحقيقة المرّة وهي أن بابياس لم تكن شهادته تساوي جناح بعوضه وإليكم شهادة أحد رهبان الكنيسة القبطية يقول: ( ولم تعد لآراء بابياس أهميتها التي ظلت قرون طويلة تؤثر على فكر آباء الكنيسة وتوجه آراءهم . بل إن يوسابيوس كان سباقاً في هذا الشأن عندما قال " إن بابياس كان محدود الإدراك جداً كما يتبين من أبحاثه" )[ مصادر طقوس الكنيسة الديداخي ـ صفحة 65].
      والسؤال هو لماذا يصر المبصرُ أن يُغمض عينيه ؟ أما آن للقساوسة والدكاترة أن يُصغوا للمنهج العلمي الرصين ، وألا يسيروا على خطى أقوال بابياس بعدما ضيّع آباء الكنيسه أمثال إيريناوس وغيره ؟، وهل تُقبل شهادة رجل كهذا ـ محدود الإدراك جداً ـ في نسبة كلام إلى الله عزَّ وجلَّ ؟
      أكلمندس الروماني ( بعد سنة 96)


      وإستمراراً في التخبط ـ أقصد الإستشهاد بآباء الكنيسة ـ ذكروا أكلمندس الروماني، فعلى سبيل المثال ما ذكره الدكتور القس منيس عبد النور " أكليمندس: أسقف روما وعمل مع الرسول بولس ( فيلبي 4 : 3 ) وكتب رسالة إلى كنيسة كورنثوس استشهد فيها بكثير من أقوال المسيح الواردة في الإنجيل ، ومن رسائل الرسل "[ شبهات وهمية ـ صفحة 26]. .

      ولو أن الدكتور القس وغيره من عشرات القساوسه الذين يرددون نفس الكلام قد كلّفوا أنفسهم عناء قراءة هذه الرسالة لعلموا أن أكلمندس الروماني كان يقتبس كلاماً على أنه من الكتب المقدسة ولا نجد له أي أثر في الكتاب المقدس الذي بين أيدينا الآن ، على سبيل المثال لا الحصر يقول (فخليق بنا أيها الأخوة إذن أن نلتصق بهذه الأمثلة ، لأنه مكتوب : التصقوا بالقديسين لأن الذين يلتصقون بهم يصيرون قديسين)[ رسالة اكلمندس الروماني إلى الكورنثيين ـ 46 : 2] . ويعلق الدكتور وليم سليمان قلادة على هذا النص في الهامش قائلاً : "غير موجودة في الكتاب المقدس" ، أفتونا هداكم الله هل ينطبق على القديس أكلمندس الروماني نص الكتاب في رؤية يوحنا اللاهوتي (لاني اشهد لكل من يسمع اقوال نبوة هذا الكتاب ان كان احد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب )[ رؤية 22 : 18].

      يا ليتهم كلّفوا أنفسهم عناء قراءة هذه الرسالة حتى يعلموا أن الرجل كان محدود الإدراك جداً ولا يوجد لديه الحد الأدنى من منهجية البحث والتحقيق في صحة الأقوال التي يسمعها ، فإنه يخبرنا في رسالته أن في نواحي المشرق أي بلاد العرب وما حولها يوجد طائر العنقاء وطبعاً الدكاترة والقساوسة يعلمون أن طائر العنقاء طائر خرافي أسطوري لا حقيقة له ـ ولكننا لا نتوقع مراجعةً من الآباء المطارنة ولا عظمائنا من البطاركة والأساقفة لأن فاقد الشيء لا يعطيه ـ تعالوا ننقل كلام اكلمندس الروماني في رسالته التي يتغنى بها هؤلاء:
      (فلنتأمل الأعجوبة الغريبة التي تحدث في نواحي المشرق، أي بلاد العرب والأقاليم المحيطة بها . هناك طائر يسمى العنقاء : هو وحيد في نوعه ويعيش خمسمائة عام ، وعندما تقترب نهايته ليموت ـ يقيم لنفسه باللبان والمر وغيرهما من الأطياب عشاً يدخله عندما تكمل أيامه حيث يموت ، ومن جسمه المتحلل تولد دودة تغتذي من بقايا الطائر الميت وتتغطى بالريش . ثم إذ تصبح قوية ، تحمل العش الذي تستقر فيه عظام أبيها ، وبهذا الحمل تواصل رحلتها من العربية إلى مصر حتى مدينة هليوبوليس ، هناك في وضح النهار وعلى مرأى من الجميع تمضي طائرة لتضعه على مذبح الشمس وبعد ذلك تسرع عائدة إلى مقرها الأول ، حينئذ يفتش الكهنة سجلات تواريخهم ، ويجدون أنها عادت بالضبط بعد تمام الخمسمائة عام)[ رسالة اكلمندس الروماني إلى الكورنثيين 25 : 1 – 5][ رسالة اكلمندس الروماني إلى الكورنثيين 25 : 1 – 5].
      رسالة برنابا ( قبل سنة 140 )

      نسب البعض زوراً إلى برنابا رسالة ، وإليك مثلاً كلام القس منيس عبد النور ( برنابا : عمل مع الرسول بولس ( أعمال 2:13 و 3 و 46 و 47 و 1 كورنثوس 9 : 6 ) ويسمى رسولاً أيضاً ( أعمال 14 : 14 ) وألف رسالة كانت لها منزلة كبرى عند القدماء ولا تزال موجودة ، استشهد فيها بإنجيل متى ونقل عنه بقوله مكتوب وكان اليهود يستعملون هذه الكلمة عند الاستشهاد بالكتب المقدسة )[ شبهات وهمية ـ صفحة 25].
      وما زلنا نكرر: لو أن من صدّروا أنفسهم للدفاع عن موروثاتهم الثقافية كلّفوا أنفسهم عناء قراءة هذا الموروث ـ كقراءة رسالة برنابا والمكونة من 21 فصلاً لوجدوا أن رسالة برنابا كماتقتبس من الترجمة السبعينية لسفر أشعياء فإنها كانت تقتبس أيضاً من أسفار لا وجود لها الآن في الكتاب المقدس الذي بين أيدينا ـ لوصلوا إلى ما قررناه من تهافت الإعتماد على أقوال الآباء محدودي الإدراك جداً .[ الديداخي أي تعليم الرسل ـ ص 63].
      وهذا أيضاً ما تؤكده دائرة المعارف الكتابية التي أشرف على تحريرها مجموعة من الدكاترة والقساوسة وهم
      1 _ دكتور القس منيس عبد النور
      2ـ دكتور القس صموئيل حبيب
      3 ـ دكتور القس فايز فارس
      4 ـ جوزيف صابر
      المحرر المسئول: وليم وهبة بباوي
      وإليكم نص كلام الدائرة (محتويات الرسالة : إن جزءاً كبيراً من الرسالة عبارة عن اقتباسات، أغلبها من الترجمة السبعينية لسفر اشعياء، والبعض الآخر من أسفار قانونية أخرى، وأسفار غير قانونية أيضاً، فيقتبس أقوالاً من إسدراس الثاني "كنبي اخر " ( 12 )، ويقتبس من اخنوخ الاول ( 16 : 5 ) ويقول عنها : ويقول الكتاب. " وتتكرر هذه الظاهرة في مواضع اخرى.) ، والعجيب حقاً أن القس منيس عبد النور يناقض نفسه ففي دائرة المعارف الكتابية يصرح هو ومعه مجموعة من القساوسة والدكاترة أن كاتب رسالة برنابا لا يمكن أن يكون برنابا الرسول وإليكم نص الكلام ( مؤلفها : من المستبعد جداً أن يكون كاتبها هو برنابا المذكور في سفر الأعمال، والذي كان رفيقاً للرسول بولس في رحلته التبشيرية الأولى، فهي ترجع إلى تاريخ متأخر عن ذلك كثيراً، ولكن الأهم من ذلك، هو أن أسلوب التعليم الذي بها يختلف كل الأختلاف عن تعليم الرسول بولس، فالخلاص هو موضوع سعي وجهاد تتدخل فيه أعمال البر، والبصيرة المميزة تساعد على ذلك. والتوراة ( الأسفار الخمسة ) تزخر بالشخصيات التي تمثل تعليماً روحياً، فلم يقصد منها أن تفهم حرفياً، بل لكي تنقل معاني روحية. ويجب ألا نفهم أن الناموس قد تممه المسيح، بل مازال الناموس ملزم للمسيحيين، " إن نفسي لترجو ألا أكون قد اهملت ذكر شيء من الأمور اللازمة للخلاص " ( 17 : 1 )، فأي برنابا ( ؟ ) هذا الذي كتب ذلك !! )[ دائرة المعارف الكتابية حرف ب مادة برنابا ـ رسالة برنابا].
      ويا ليت القساوسة يخبرون الناس أن القديس إيرينيئوس " وهو نفسه الذي يعتمدون على شهادته ويعتبرونه من آباء الكنيسة" اعتبرها غير قانونية.
      والسؤال للقساوسة لماذا تكيلون بمكيالين ؟ فعندما تدافعون عن كتابكم المقدس تجعلون من كاتب رسالة برنابا رسول ، وفي كتاباتكم الأخرى تذكرون الحقيقة وهي أن برنابا لم يكتب هذه الرسالة فهل هذا من أخلاقيات البحث العلمي؟ .

      والسؤال : لحاملي لواء الدفاع عن الكتاب المقدس ، إذا كنتم تعترفون بأن الرسالة كتبها برنابا وهو واحد من الرسل فلماذا لا تضعونها في الكتاب المقدس كما وضعتم إنجيل لوقا فإن لوقا هو أيضاً من الرسل وكان تلميذاً لبولس مثله مثل برنابا .

      وهل ما زال مؤلف كتاب " الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه" [الكتاب المقدس يتحدى نقاده ـ القس عبد المسيح بسيط أبو الخير ص 135] مصراً على إعتبار كاتب رسالة برنابا مستقيم الرأي ( أرثوذكسي) بعد أن عرف أن كاتب الرسالة كان يعتقد أن يسوع لم يتمم الناموس وأن المسيحيين ما زالوا ملزمين بالناموس ؟؟؟؟؟؟ !! .
      المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري ( 264 339م)
      يقول عنه القس عبد المسيح بسيط أبو الخير (( أسقف قيصرية وأحد أعضاء مجمع نيقية الذي أنعقد سنة 325م . وترجع أهمية كتاباته لكونه أقدم المؤرخين المسيحيين ، وهو نفسه يعتبر حجة في تاريخ الكنيسة في عصورها الأولى وكان واسع الإطلاع في كتب الآباء والتي كان لديه منها الكثير جداً واستقى معلوماته منها)[ الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ص 144] .
      ولكن الذي لم ينقله لنا القس هو وغيره من القائلين بعدم تحريف الكتاب المقدس هو أن يوسابيوس القيصري لم يكن يؤمن بأن رسالة بطرس الثانية سفر إلهي وأنه لم يكن يعتقد أن بطرس هو كاتب الرسالة الثانية المنسوبة له وإليكم نص كلام يوسابيوس: ((على أننا علمنا بأن رسالته الثانية الموجودة بين أيدينا الأن ليست ضمن الأسفار القانونية ولكنها مع ذلك اتضحت نافعة للكثيرين فقد استعملت مع باقي الأسفار)[ تاريخ الكنيسة ك3ف3 فقرة1].
      ألا فليعلم الحاضر الغائب أن حجة التأريخ الكنسي الذي كان واسع الإطلاع على كتب الآباء واستقى منها معلوماته يشهد بتحريف رسالة بطرس الثانية ويكفي أن نعلم خطورة تحريف رسالة مثل رسالة بطرس الثانة على العقيدة حيث أنها تعلم ببدعة الحلول وبدعة تأليه الإنسان أقرأوا إن شئتم ما جاء في الرسالة :
      ( اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينه لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الالهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة )[ 2 بط4].
      والعجيب أن القوم يستشهدون بكلام يوسابيوس القيصري مع إجماعهم على هرطقته كما جاء في المقدمة التي وضعها القمص مرقس داود لكتاب تاريخ الكنيسة[تاريخ الكنيسة ـ يوسابيوس القيصري ـ مكتبة المحبة ـ ص 5 ـ نعرييب القمص مرقس داود].
      هرماس (القرن الأول)

      يقول عنه الدكتور القس منيس عبد النور ( كان معاصراً لبولس الرسول وذكر اسمه في رومية 4:16 كتب ثلاثة مجلدات في أواخر القرن القرن الأول استشهد فيها بكثير من كتب العهد الجديد وكانت له منزلة كبرى عند القدماء)[ شبهات وهمية ص26]. وتقريباً نفس الكلام ينقله الدكتور داود رياض في كتابه [من يقدر على تحريف كلام الله ص 14] بشكل مختصر.

      فأي تخبط هذا في كتابات هؤلاء القوم وكيف سمحت لهم أهواؤهم بالإستشهاد بكاتب مثل هرماس وهو رجل في مفهوم كل الكنائس سواء بروتستانتيه أو أرثوذكسية أو كاثوليكية غير مستقيم الإيمان فهو يؤمن بأن الروح القدس هو ابن الله ويدّعي كذباً في المثل التاسع أن ملاك التوبة قال(أريد أن أريك كل ما اظهره لك الروح القدس الذي خاطبك باسم الكنيسة ، هذا الروح هو ابن الله .. ) [المدخل في علم الباترولوجي 1 ـ القمص تادرس يعقوب ملطي ص 172] كتاب الراعي 9 : 1 :1 . ويكفي أن نعلم أن العلامة ترتليان اعتبره يحبذ الزناة [المدخل في علم الباترولوجي 1 ـ القمص تادرس يعقوب ملطي ص 150] ، والذي لم يذكره الدكاترة هو أن كاتب كتاب الراعي كان يقتبس من الكتب المنحولة والكتب الوثنية ثم أنه لم يصرح أنه يقتبس من إنجيل كذا أو رسالة كذا خاصة أنه لم يوردها بحرفيتها وإليكم شهادة من أحد رهبان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يقول: ( والكاتب بسيط الأسلوب ، سهل اللغة ، سطحي الثقافة ، كثير الإستطراد، إلا أنه مطّلع على آيات الكتاب المقدس دون أن يوردها بحرفيتها ، يستقي مادته من الكتب المنحولة والكتب المسيحية والوثنية على حد سواء ، ) [الديداخي أي تعليم الرسل ـ ص 58].

      مجمع الأساقفة في لاودكية (360)
      يقول عنه الدكتور القس منيس عبد النور ما يلي: ( اجتمع مجمع الأساقفة في لاودكية ، وكان من قراراته كتابة جدول بأسماء كتب العهد الجديد وهي ذات الكتب التي بأيدينا الآن )[ شبهات وهمية ص 17].
      ولم يذكر لنا القس أن مجمع القساوسة في لاودكية اعترف أن رسالة أرميا هي سفر إلهي قانوني وإليكم ما جاء في دائرة المعارف الكتابية ـ والعجيب أن الدكتور القس منيس عبد النور نفسه كان بين مجلس التحرير ـ ( كان الآباء اليونانيون الأوائل ، يميلون ـ بوجه عام ـ إلى اعتبار الرسالة جزءاً من الأسفار القانونية ، لذلك تذكر في قوائم الأسفارالقانونية لأوريجانوس وأبيفانوس وكيرلس الأورشليمي وأثناسيوس ، وعليه فقد اعترف بها رسمياً في مجمع لاودكية " 360 م" [دائرة المعارف الكتابية ـ حرف أ ـ أرميا ـ رسالة أرميا ـ قانونية الرسالة وقيمتها ـ ص 189].
      والذي لم يذكره لنا أيضا القس هو أن مجمع الآباء في لاودكية اعتبر سفر باروخ سفراً قانونياً إلهياً وبالطبع فإن القس لأنه بروتستانتي فإنه يعتبر هذا السفر غير قانوني ومحرّف قد حرّفته الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية وأضافته للكتاب المقدس زوراً .
      والذي لم يذكره أيضاً القساوسة أن مجمع اللاودكية لم يعترف برؤيا يوحنا اللاهوتي [[1] B. M. Metzger, The Canon Of The New Testament: Its Origin, Significance & Development, 1997, Clarendon Press, Oxford, pp. 210.] ففي القانون رقم 60 من مجمع اللاودكية يذكر أسفار العهد الجديد التي يدّعي الدكتور القس أنها نفس الأسفار التي بين أيدينا الآن ولا يذكر بينها رؤية يوحنا اللاهوتي.

      الوثيقة الكلارومونتية ( القرن السادس)
      وهذه الوثيقة التي يستشهد بها البعض على صحة أسفار الكتاب المقدس وعدم تحريفه هي نفسها تشهد على تحريف الكتاب المقدس فهذه الوثيقة تحتوي على أسفار لا توجد الآن في الكتاب المقدس مثل ( رسالة برنابا850 سطر ، و كتاب الراعي 4000 سطر ، و رؤيا بطرس 270 سطر )[(c. 350 CE). B. M. Metzger, The Canon Of The New Testament: Its Origin, Significance & Development, 1997, Clarendon Press, Oxford, pp. 310-311; L. M. McDonald and J. A. Sanders (ed.), The Canon Debate, 2002, Hendrickson Publishers, Inc.: Peabody (MA), see Appendix D.] والآن نسأل القساوسة طالما أنكم تستندون على الوثيقة الكلارمونتية فلماذا لا تضعون في كتابكم المقدس رؤيا بطرس وكتاب الراعي ورسالة برنابا ؟؟ !!
      مجمع قرطاج ( 397-419 )
      يقول القس منيس عبد النور ( التأم مجمع كنسي في قرطاجنة ، حضره القديس أغسطينوس أسقف هبو ، وكتب جدولاً بكتب العهد الجديد يطابق الموجود عندنا الآن )[ شبهات وهمية ـ ص 18] ويا ليت القس ـ طالما أنه يثق في قرارات هذا المجمع ويثق في رأي القديس أغسطينوس ـ أن يذكر لنا لماذا لا يأخذ برأي مجمع قرطاج الذي اعتبر الأسفار التالية قانونية بالرغم من أن الدكتور لا يعترف بها كأسفار قانونية طوبيا ـ يهوديت ـ حكمة سليمان ـ حكمة يشوع بن سيراخ ـ مكابيين أول ـ مكابيين ثان)[(c. 397 CE). L. M. McDonald and J. A. Sanders (ed.), The Canon Debate, 2002, Hendrickson Publishers, Inc.: Peabody (MA), see Appendix C and Appendix D; B. M. Metzger, The Canon Of The New Testament: Its Origin, Significance & Development, 1997, Clarendon Press, Oxford, pp. 314-315.
      أقرأ أيضاً مقدمات الكتاب المقدس ـ الأسفار القانونية الثانية ـ مكتبة المحبة ـ ص 19 و 42 و102 و 141] والعجيب أن مجمع قرطاج الذي عقد سنة 397 م لم يقبل رؤيا يوحنا اللاهوتي وإنما قبلها سنة 419 م بحسب ما يحكيه العالم زاهن .

      ترتليان ( 145 ـ 220)
      يقول القس عبد المسيح بسيط : ( العلامة ترتليان " 145 – 220 م " وقال العلامة ترتليان ، من قرطاجنه بشمال أفريقيا والذي قال عنه القديس جيروم أنه يعتبر رائد للكتبة اللاتين عن صحة ووحي الأناجيل الأربعة ( أن كتاب العهد الإنجيلي هم الرسل الذين عينهم الرب نفسه لنشر الإنجيل إلى جانب الرجال الرسوليين الذين ظهروا مع الرسل وبعد الرسل … يوحنا ومتى اللذان غرسا الإيمان داخلنا ، ومن الرسوليين لوقا ومرقس اللذان جدداه لنا بعد ذلك " كما اقتبس من كل أسفار العهد الجديد واستشهد بأكثر من 7000 اقتباس )[ الوحي الإلهي واستحالة تحريف الكتاب المقدس ـ ص 108] .
      وبنفس الرجل يستشهد القس منيس عبد النور في كتابه[شبهات وهميه ص 27].
      ولكن يبدو أن القساوسة نسوا أو تناسوا أن ترتليان رائد الكُتَّاب اللاتين كان يؤمن بأن رسالة برنابا هي سفر إلهي وأنها من أسفار الكتاب المقدس ونسي القساوسة البروتستانت أن ترتليان كان يؤمن بقانونية سفر باروخ الذي يعتقدون هم أنه سفر مزيف [(d. 240 CE): B. F. Westcott, The Bible In The Church: A Popular Account Of The Collection And Reception Of The Holy Scriptures In The Christian Churches, 1879, Macmillan & Co.: London, pp. 130-131; B. F. Westcott, A General Survey Of The History Of The Canon Of The New Testament, 1896, Seventh Edition, Macmillan & Co. Ltd., London, pp. 351-352.
      بالنسبة لسفر باروخ راجع الكتاب المقدس الأسفار القانونية الثانية ـ مكتبة المحبة ـ ص 223].

      هيبوليتس ( حوالي 235 )
      يقول القس عبد المسيح بسيط أبو الخير ( كان هيبوليتوس كاهناً بروما وقد اقتبس واستشهد بأسفار العهد الجديد أكثر من 1300 مرة وأشار إلى قراءتها في الإجتماعات العبادية العامة كما أشار إلى قداستها ووحيها وكونها كلمة الله )[ الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ـ ص 143].
      والذي جهله القس أو تجاهله هو أن هيبوليتوس لم يكن يعترف بالرسالة إلى العبرانيين ولم يكن يعترف برسالة يعقوب ولا برسالة بطرس الثاتية ولا رسالة يوحنا الثالثة ولا رسالة يهوذا وهذا الكلام يشهد به رهبان الكنيسة الأرثوذكسية نفسها التي ينتمي إليها القس فيقول رهبان دير الأنبا مقار ( كان معاصراً لأوريجانوس في روما رجل اسمه هيبوليتس تلميذ إيرينيئوس ، الذي قبل مثل معلمه اثنين وعشرين سفراً فقط للعهد الجديد ، إذ لم يعترف بالرسالة إلى العبرانيين لأن كاتبها غير معروف ، ولم يقبل سوى ثلاث رسائل جامعة وهي : بطرس الأولى ويوحنا الأولى والثانية . إلا أنه أقر باستخدامه لكتابات مسيحيه أخرى كان يعتبرها البعض الآخر قانونية ، منها الرسالة إلى العبرانيين ورسائل بطرس الثانية ويعقوب ويهوذا وكتاب الراعي لهرماس)[ الكتاب المقدس النصوص الأصلية ـ كيف وصلت إلينا ـ دار مجلة مرقس ـ ص 75].
      بل أكثر من ذلك فإن هيبوليتس كان يقتبس ويستشهد بسفر " أعمال بولس" الذي تعتبره الكنيسة الآن سفر مزيف فتقول دائرة المعارف الكتابية ( أما في الغرب حيث كان ينظر بعين الريبة لأوريجانوس ، فيبدو أنهم رفضوا أعمال بولس . ولا يرد لها ذكر إلا في كتابات هيبوليتس صديق أوريجانوس وهو لا يذكرها بالاسم ولكنه يستشهد بصراع بولس مع الوحش كدليل على صدق قصة دانيال في جب الأسود )[ دائرة المعارف الكتابية حرف أ ـ أبوكريفا ـ أعمال بولس ص 45].

      تعليق

      • المهندس زهدي جمال الدين
        12- عضو معطاء

        حارس من حراس العقيدة
        عضو شرف المنتدى
        • 3 ديس, 2006
        • 2169
        • مسلم

        #78
        الديداخي " تعليم الرسل " ( القرن الثاني)

        يقول القس عبد المسيح بسيط ( كتب هذا الكتاب في نهاية القرن الأول واقتبس كثيراً من الإنجيل للقديس متى وأشار إلى الإنجيل ككل ، سواء الإنجيل الشفوي أو المكتوب بقوله " كما هي عندكم في الإنجيل ( 15 : 3 ، 4 ) و" كما أمر الرب في أنجيله" ( 15 : 3 ) ويقتبس من الإنجيل للقديس متى بقوله " لا تصلوا كما يصلي المراؤون ، بل كما أمر السيد في إنجيله ، فصلوا هكذا : أبانا الذي في السماء ..الخ" ( 2:8 ) و"لأن الرب قال لا تعطوا الخبز للكلاب" (5:9) . ويختم الكتاب بالقول " ولكن كما كتب سيأتي الرب ومعه القديسون (زك 5:14 ) ثم يضيف " وسينظر العالم مخلصاً آتياً على سحاب السماء" (مت 3:24) ) .
        ألهذه الدرجه وصل الحال بهؤلاء القساوسة حتى يستشهدوا بأسفار وكتابات مزيّفة وهذه شهادة أبو التأريخ الكنسي ـ على حد قول القساوسة ـ يقول في كتابه عن الأسفار المرفوضة ( وضمن الأسفار المرفوضة ، يجب أن يعتبر أيضاً أعمال بولس و ما يسمى بسفر الراعي ، ورؤيا بطرس ، يضاف إلى هذه رسالة برنابا التي لا تزال باقية ، وما يسمى تعاليم الرسل )[ تاريخ الكنيسة ـ يوسابيوس القيصري 25:3 صفحة 127]. وبهذا يتضح أنه( بقدرة قادر) أصبحت الأسفار المرفوضة حجّة فلماذا إذاً لا نستشهد بسفر الأعمال الأبوكريفي الذي يذكر أن المسيح لم يصلب بل صلب إنسان آخر مكانه[دائرة المعارف الكتابية حرف أ ـ ابوكريفا ـ صفحة 43] ، فعلى الأقل هناك شهادة تأتي لصالح هذا السفر في الوثيقة الموراتورية التي تستشهد بها حيث تقول دائرة المعارف الكتابية ( يبدو من إشارة كاتب الوثيقة الموراتورية ( بيان بالأسفار المعترف بها في حوالي 190 م ) إلى سفر الأعمال الكتابي ، أنه ربما كان يشير إلى سفر آخر للأعمال ، فهو يقول " أعمال كل الرسل موجودة في كتاب واحد ، فقد كتبها لوقا ببراعة لثاوفيلس ، في حدود ما وقع منها تحت بصره ، كما يظهر ذلك من عدم ذكره شيء عن استشهاد بطرس أو رحلة بولس من روما لأسباني ).
        ولماذا لا نستشهد بسفر أعمال يوحنا الذي يخبرنا أن المسيح لم يمت مصلوباً وإنما أمر يوحنا أن يحفر له قبراً ثم اضطجع بهدوء في القبر وأسلم الروح [دائرة المعارف الكتابية حرف أ ـ أبوكريفا ـ أعمال يوحنا صفحة 49] .
        هذا إذا علمنا أن سفر أعمال يوحنا كان يُقرأ في الكنيسة في القرون الأولى في الدوائر القويمة وذلك بحسب رواية أكلمندس الإسكندري الذي يستشهد به حضرات القساوسة وقد استخدمها بروكورس ( القرن الخامس ) في تأليف رواية عن رحلات الرسول كما استخدمها أبيداس ( القرن السادس)[ دائرة المعارف الكتابية حرف أ ـ أبوكريفا ـ أعمال يوحنا صفحة 49ـ50 ] ، ولكن الصاعقة تأتي عندما نعلم أن كاتب الديداخي كان يقتبس من أسفار غير موجودة في الكتاب المقدس الذي بين أيدينا فيقول ( وبخصوص هذا فقد قيل : لتعرق صدقتك في يدك حتى تعرف لمن تعطيها )[ دائرة المعارف الكتابية حرف أ ـ أبوكريفا ـ أعمال يوحنا صفحة 49ـ50 ]. ، وكل المحاولات للصق هذا النص بالكتاب المقدس الموجود بين أيدينا هي كلها محاولات لا تقنع عقلاً سليماً أو باحثاً منصفاً ، والأغرب من هذا أن كاتب الديداخي الذي لا نعرف له اسماً ولا موطناً ولا هويهً لم يذكر لنا ولو لمرة واحدة أنه يقتبس من إنجيل متى أو أنه يذكر متى نفسه لا من قريب ولا من بعيد وإنما كان كل كلامه عن إنجيل الرب انظر مثلاً قوله ( ولا تصلوا كالمرائين ، بل كما أمر الرب في أنجيله فصلوا هكذا) [الديداخي أي تعليم الرسل 8 : 2 صفحة 172].
        قاعدة هامة في موضوع الإقتباس
        نحن كمسلمين لا ننكر أن يكون هناك إنجيلٌ تركه المسيح فيه أقواله وأمثاله ولكننا نعتقد بأن هذه المادة الإنجيلية قد أخذ منها كثيرون وأضافوا إليها معلومات وأخبار غير سليمة مثل موضوع صلب المسيح ، فالمتتبع لمنهجية التحريف في الكنيسة الأولى سواء ممن تطلق عليهم الكنيسة هراطقة أو ممن ينتسبون إلى الكنيسة يجد أنهم كانوا يستخدمون مجموعة من الأخبار الحقيقية ثم يصيغوا منها عملاً مزيفاً بإضافة معلومات غير حقيقية إليه فتضيع الحقائق التاريخية في أكوام من الأساطير .
        ولنأخذ مثالاً على ذلك :ـ قصة تكلا في سفر أعمال بولس
        فهناك حقائق تاريخية في هذا السفر يؤيدها وجود طائفة قوية باسمها في سلوقية . وتريفينا شخصية حقيقية تأكد وجودها من اكتشاف نقود بإسمها وكانت أم الملك بوليمون الثاني ملك بنطس وقريبة للإمبراطور كلوديوس ، ولا يوجد شك من وجودها في أنطاكيا وقت زيارة بولس الأولى لها وتشهد الإكتشافات الجغرافية عن دقة الرواية في هذا السفر من الناحية الجغرافية فهو يذكر الطريق الملكي الذي تقول إن بولس سار فيه من لسترة إلى أيقونية ، وهي حقيقة تستلفت النظر ، لأنه بينما كان الطريق مستخدماً في أيام بولس للأغراض العسكرية أهمل استخدامه كطريق منتظم في الربع الأخير من القرن الأول وقد راجت قصة تكلا وبولس بين المسيحيين في الشرق والغرب على حد سواء وهناك قصيدة شعرية عنوانها الوليمة كتبها كيبريان ، أحد شعراء جنوب غاليا ، في القرن الخامس ، وفي تلك القصيدة تبدو تكلا في مستوى الشخصيات الكتابية العظيمة ، وكتاب أعمال زاسيف وبولكسينا مأخوذ كله من أعمال بولس . وقد اقتبس من هذه القصة اقتباسين قصيرين واقتبس منها أيضا أكلمندس الأسكندري ،
        ولكن تأتي الصاعقة أن هذا السفر قد ألفه وزوره قس من قساوسة أسيا ـ بالطبع لم يكن ممن تدعوهم الكنيسة بالهراطقة ـ زيّف هذا الكتاب بقصد تعظيم بولس وذلك بشهادة ترتليان وقد اعترف هذا القس بهذا التحريف والتزييف حباً في بولس [نقلاً عن دائرة المعارف الكتابية بتصريف حرف أ ـ أبوكريفا ـ أعمال بولس صفحة 45 ـ 47].
        الشاهد من هذا المثال :ـ أن الكتب المحرّفة سواءً إنجيل متى أو مرقس أو لوقا أو غيرهم لا شك قد يكون بها حقائق تاريخية وجغرافية وأمثال قالها المسيح فعلاً ولكن الإشكالية هي هل هذه الكتب كل ما فيها صحيح أم هى بعض من الحقائق التاريخية في أكوام من التحريف والتخريف، فلا يكاد يخلوا عمل مما رفضته الكنيسة من عبارات والفاظ موجودة في الأسفار التي قبلتها الكنيسة ولعل التعليل المناسب لهذا هو وجود أصل أخذ منه الجميع ثم أضاف كل واحد إلى ما وصل إليه من هذه المواد إضافات من عنده ، ـ أياً ما كانت تسمية هذا الأصل سواء وثيقة تعرف بـ " Q "[ يرى أغلب علماء الكتاب المقدس أنه كانت هناك وثيقة نقل عنها مرقس ومتى اسموها Q وهي ضائعة الآن انظر مثلاً الإنجيل بحسب القديس مرقس ـ الأب متى المسكين ص30] التي تكلم عنها العلماء أو نسميه إنجيل المسيح ـ
        نعود لكتاب الديداخي ونسأل :- لماذا افترض القس أن هذه الإقتباسات هي من إنجيل متى الموجود بين أيدينا ؟ لماذا لا يكون إقتباساته هي من إنجيل متى الذي كان بين يدي العبرانيين الذي لم يكن يحتوي على أي عبارة تتكلم عن ألوهية المسيح[الإنجيل بحسب القديس متى ـ الأب متى المسكين ـ صفحة 27] ؟ ولعل لهذا القول وجاهته لأن الديداخي لا يذكر أي عبارة يفهم منها لا من قريب ولا من بعيد أنه يؤله المسيح بل دائما ما يصفه بكلمة " فتاك " وهي نفس الكلمة التي يستخدمها في وصف داود النبي فيقول:
        ( أولا بخصوص الكأس نشكرك يا أبانا لأجل كرمة داود فتاك المقدسة التي عرفتنا إياها بواسطة يسوع فتاك لك المجد إلى الأبد)[ الديداخي أي تعليم الرسل 9 : 2 صفحة 174] . وهنا يتضح جلياً أن الكاتب لا يؤله المسيح ويفصل تماما بينه وبين الله الإله المعبود .
        والنقطه الثانية هي أن الكاتب استخدم كلمة إفخارستيا ولكن يتضح أنه يمارس طقساً مختلفاً تماماً عما تمارسه الكنيسة الآن ، فالأكل ليس كما هو الآن عبارة عن قطعة صغيرة جداً من القربان وإنما هي أكل حتى الإمتلاء فهو يقول: ( بعد أن تمتلئوا اشكروا هكذا نشكرك أيها الآب القدوس من أجل اسمك القدوس الذي أسكنته في قلوبنا ومن أجل المعرفة والإيمان والخلود التي عرفتنا بها بواسطة[لاحظ دائما الكاتب يذكر المسيح كوسيلة من عند الله لمعرفة الإيمان] يسوع فتاك . لك المجد إلى الآباد )[ الديداخي أي تعليم الرسل 10 : 1 – 2 صفحة 175 و 176] فأي إفخارستيا هذه التي يأكل منها المتناول حتى الإمتلاء ؟؟
        ثم هناك تعاليم في الديداخي قد تتعارض مع الكتاب المقدس الذي بين أيدينا الآن فهو يقول ( لا تحنث )[ الديداخي أي تعليم الرسل 2 : 3 صفحة 159] وهذا يعني جواز الحلف والقسم شريطة ألا تحنث فهل يتفق هذا مع قول إنجيل متى (أيضا سمعتم انه قيل للقدماء لا تحنث بل أوف للرب اقسامك. واما انا فاقول لكم لا تحلفواالبتة.لا بالسماء لانها كرسي الله. ولا بالارض لانها موطئ قدميه.ولا باورشليم لانها مدينة الملك العظيم. ولا تحلف براسك لانك لا تقدر ان تجعل شعرة واحدة بيضاء او سوداء. بل ليكن كلامكم نعم نعم لا لا.وما زاد على ذلك فهو من الشرير )[ متى 5 : 33 – 37] فهل بعد هذا يمكن أن نقول أنه يقتبس من إنجيل متى الذي بين أيدينا الآن ؟؟!!
        وجاء أيضاً (وكل نبي يتكلم بالروح لا تجربوه ولا تدينوه كل خطية تغفر أما هذه الخطية فلا تغفر)[ الديداخي أي تعليم الرسل 11 : 6 صفحة 182].
        قارن هذا بما جاء في الكتاب المقدس الذي بين أيدينا الآن ( ايها الاحباء لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الارواح هل هي من الله لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا الى العالم)[ 1 يوحنا 4 : 1].
        ثم إن كاتب الديداخي يُعلّم بتعاليم غريبة فهو يقول ( كل نبي حقيقي قد اختبر ويعمل سر الكنيسة في العالم ، ولا يٌعلّم بأن يعمل مثلما يعمل هو ، فلا تدينوه لأن دينونته عند الله هكذا عمل أيضاً الأنبياء القدام )[ الديداخي أي تعليم الرسل 11 : 11 صفحة 185].
        وأكبر دليل على أن كاتب الديداخي كان يتكلم عن إنجيل مختلف تماما عن الأناجيل الي بأيدي الكنيسة الآن هو قوله ( أما بخصوص الرسل والأنبياء فاعلموا أنه وفقاً لتعليم الإنجيل يكون الأمر هكذا : كل رسول يأتي إليكم اقبلوه كرب . لا يبقى عندكم سوى يوم واحد أو يوم آخر عند الضرورة فإن مكث ثلاثة أيام فهو نبي . عندما يمضي الرسول ، فلا يأخذ شيئاً سوى خبز إلى أن يدرك مبيتاً أما إذا طلب دراهم فهو نبي كاذب . وكل نبي يتكلم بالروح لا تجربوه ولا تدينوه كل خطيئة تغفر أما هذه الخطيئة فلا تغفر )[ الديداخي أي تعليم الرسل 11 : 3 – 7 صفحة 181 – 182].
        أخبرونا هداكم الله ، في أي إنجيل جاء هذا الكلام ؟
        وعن أي إنجيل يتكلم كاتب الديداخي الذي لا نعرف له اسماً ولا موطناً ولا هويةً ؟؟؟..


        قانون "القديس" أثناسيوس الرسولي ( 373م)

        يقول القس عبد المسيح بسيط أبو الخير ( وفي سنة 367 م كتب القديس أثناسيوس الرسولي في رسالته الفصيحة التاسعة والثلاثون يؤكد إيمان الكنيسة كلها في العالم أجمع بصحة ووحي أسفار العهد الجديد الـ27 وهي كالآتي ………. ) وهنا يسرد القس أسفار العهد الجديد فقط وهذا أمر عجيب فإن رسالة أثناسيوس التاسعه والثلاثون تحتوي أيضاً على أسفار العهد القديم وهي موجودة في الأسطر التي تسبق الفقرات التي نقلها القس المنصف ـ فلعل المانع خيرـ ، وعموماً سوف نكفيه مؤونة البحث وسنذكر له الفقرات السابقة، وذلك على لسان أحد رهبان دير من أقدم أديرة الرهبنة في الكنيسة الأرثوذكسية ـ لعل القس المنصف أن يتعلم المنهجية العلمية ـ وإليك النص ( … استحسنت أن أضع أمامكم الكتب القانونية المعتبرة أنها إلهية والمسلمة إلينا حتى نحكم على الذين سقطوا وضلوا ، ومن جهة أخرى لكي يفرح كل من بقي راسخاً في الطهارة والنقاوة . هناك اثنان وعشرون كتاباً للعهد القديم وكما سمعت أنها مسلمة إلينا بحسب عدد الحروف العبرية أما ترتيبهم وأسماؤهم فهو كما يلي: أولاً التكوين ثم الخروج ، وبعده اللاويين ، والعدد ، والتثنية ، يتبعهم كتاب يشوع بن نون ، القضاة ، راعوث ، ويلي ذلك أربعة أسفار للملوك ، الأول والثاني كتاب واحد وبعد ذلك المزامير والأمثال والجامعة ، ونشيد الأنشاد ، وأيوب ، والأثنا عشر الأنبياء الصغار وتُعتبر كتاباً واحداً ثم إشعياء وإرميا مع باروخ ، والمراثي ورسالة إرميا كتاب واحد .وبعد ذلك حزقيال ودانيال ، كل منهما كتاب واحد . هذه هي كتب العهد القديم ……. . ولأجل الدقة المتناهية أضيف أيضاً أن هناك كتباً لم يشملها القانون ، لكن الآباء حددوا قراءتها للمنضمين إلينا حديثاً ويريدون أن يتتلمذوا لكلام التقوى ، وهي : " حكمة سليمان ، و حكمة يشوع بن سيراخ ، أستير ويهوديت وطوبيت ) [العهد القديم كما عرفته كنيسة الأسكندرية ـ دار مجلة مرقس صفحة 59 و 60] .
        والواضح من كلام أثناسيوس أنه يخرج الأسفار القانونية الثانية من القانون إلا رسالة إرميا وباروخ فهو لا يعتبرها أسفاراً مقدسه وإن كان يعتبرها صالحة للقراءة للمنضمين للمسيحية حديثاً كأي كتابات أخرى مفيدة ولكن ليست ككتب مقدسة بالرغم من أن الكنيسة الأرثوذكسية تعتبر أن البروتستانت هم وشهود يهوه منحرفون عن الإيمان لأنهم حذفوا هذه الأسفار من الكتاب المقدس.
        والعجيب الغريب أن أثناسيوس لم يذكر من بين الكتب المفيدة للإطلاع سفرا المكابيين الأول والثاني فهل ينطبق على القديس أثناسوس قول الكتاب المقدس الذي بيد حضرة القس المبجل
        ( وإن كان أحد يحذف من أقوال كتاب هذه النبوّة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة ومن المكتوب في هذا الكتاب ([رؤية 22 : 19].
        وهل بإضافته رسالة إرميا وسفر باروخ للكتاب المقدس زيادة عما عند البروتستانت يصدق فيه قول الكتاب ( إني أشهد لكل من يسمع أقوال نبوة هذا الكتاب إن كان أحد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب)[ رؤية 22 : 18].
        وهل يُعتبر القديسس أثناسيوس محروماً من الكنيسة بنص قرارات مجمع ترنت المنعقد سنة 1546 م القائل ( كل مَن لا يعترف بجميع الكتب الموجودة في الفولجاتا يُعتبر محروماً )[ العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية ـ دار مجلة مرقس ـ صفحة 89] ؟
        فإذا كان أثناسيوس محروماً فمن يبقى من الآباء غير مهرطق أو محروم ؟؟؟!!
        لا أخال أحداً منهم أرثوذكسي العقيده بعد هذا الذي ذكرناه !!.
        لأنه لم يكن يؤمن بإلهامية طوبيا ويهوديت ومكابيين الأول والثاني ، وبناءً على هذا هل آن الأوان أن ننزع عن القديس أثناسوس الرسولي لقب" قديس" فيصبح أسمه أثناسيوس الأسكندري فقط أو أثناسيوس الهرطوقي ؟؟؟

        كيرلس الأورشليمي ( 386م)
        من يُصدّق أن كيرلس الأورشليمي وهو من آباء الكنيسة المعتبرين لا يؤمن برؤيا يوحنا اللاهوتي تعالوا بنا نقرأ كلامه ( بالنسبة للعهد الجديد يوجد أربعة أناجيل فقط أما بالنسبة للآخرين لديهم كتابات مزيفة وضارة والهراطقة كتبوا أيضاً إنجيلاً بحسب توما والذي غلف بإسم إنجيل ذلك الذي يُهلك أرواح أولئك محدودي الإدراك. ونقبل أيضاً أعمال الرسل الأثنى عشر وإضافة إلى ذلك سبعة رسائل كاثوليكية ليعقوب وبطرس ويوحنا ويهوذا وفي آخر أعمال الرسل تأتي رسائل بولس الأربعة عشر )[ Cyril's Catechetical Lectures, iv. 36.].
        فأين ذكر رؤيا يوحنا اللاهوتي ؟ أ هـ
        الآباء الأوائل لا يعترفون أن المسيح هو الله
        القديس اغناطيوس الأنطاكى
        إغناطيوس الملقب بالنوراني أو الأنطاكي والذي يدعى أيضا ثيوفوروس (باليونانية اى حامل الإله: Θεοφόρος ، وهو قديس وأحد آباء الكنيسة كان على الارجح أحد تلامذة الرسولين بطرس و يوحنا.هو ثالث أساقفة أو بطاركة أنطاكية بعد بطرس و ايفوديوس الذي توفي وقد ذكر أبو التاريخ الكنسي اوسابيوس القيصرىأن إغناطيوس خلف ايفوديوس بشكلا جعل فيه تسلسله الرسولي أكثر قربا. حيث ذكر بأن بطرس نفسه أقامه على كرسي انطاكية حوالى سنة 68 م

        ويصنف إغناطيوس بشكل عام كأحد آباء الكنيسة الرسوليين (أي المجموعة الرسمية الأولى من آباء الكنيسة) وتعترف جميع الكنائس الرسولية بقداسته، فالكنيسة الكاثوليكية الغربية تعيد له في 17 تشرين الأول-أوكتوبر. والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية بالإضافة للكنائس الكاثوليكية الشرقية تعيد له في 20 كانون الأول-ديسمبر.
        كانت خلاصة فلسفة إغناطيوس في الحياة هو ان يعيش عمره محاكيا حياة السيد المسيح. اعتقل إغناطيوس من قبل السلطات الرومانية وأرسل إلى روما تحت ظروف اعتقال شديدة القسوة :{ من سوريا إلى روما حاربت ضد مسوخ متوحشة، على الأرض وفي البحر، في الليل والنهار، ملزوم بالبقاء بين عشرة نمور، وبرفقة جنود يزدادون سوءا وجفاء كلما حاولوا إظهار اللطف } (من رسالة إغناطيوس إلى أهل روما 5)
        مات كشهيد في عاصمة الامبراطورية حيث ألقي في أحد المسارح الرومانية لتلتهمه الأسود في عهد الإمبراطور ترايانوس . وكانت غاية السلطات من ذلك هو ان يجعلوه عبرة لغيره من المسيحيين لكي يخافوا ويتوقفوا عن نشر معتقداتهم.


        http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%...8A%D9%88%D8%B3

        تعالوا نقرأ ما يقوله أغناطيوس
        نقرأ من الرابطhttp://www.newadvent.org/fathers/0114.htm

        من رسالة Epistle to Tarsiansنقرأ من الإصحاح الثانى

        Chapter 2. Cautions against false doctrine

        I have learned that certain of the ministers of Satan have wished to disturb you, some of them asserting that Jesus was born [only ] in appearance, was crucified in appearance, and died in appearance; others that He is not the Son the Creator, and others that He is Himself Godover all. Others, again, hold that He is a mere man, and others that this flesh is not to rise again,

        الترجمة:
        لقد علمت أن بعضا من وزراء الشيطان أرادوا أن يزعزعوكم , بعضهم يؤكدون أن يسوع ولد فىالظاهر فحسب , و صلب فى الظاهر , و مات فى الظاهر ( المقصود أن السيد المسيح لم يكن له جسم بشرى حقيقي إنما كان جسمه مجرد صورة يراها الناس و هو فكر بعض الطوائف الغنوصية المسيحية ) , و آخرون يقولون أنه ليس ابن الخالق و آخرون يقولون أنه هو نفسه الله الكائن علىالكل. آخرون أيضا يقولون أنه مجرد رجل , و آخرون يقولون أن الأجساد لن تبعث

        اى ان من يقول ان المسيح هو نفسه الله فهو وزيرا للشيطان و يريدزعزعة ايمان المؤمنين

        تعالوا نرى ما قاله أغناطيوس الأنطاكى عن الأب و الابن و الروح القدس
        كان يؤكد أنهم ثلاثة و لا يشير أبدا إلى أنهم واحد
        جاء فى رسالته التى تعرف باسم Epistle to Philippians
        على الرابط التالى
        :
        http://www.ccel.org/ccel/schaff/anf01.v.xvii.ii.html
        Chapter 2. Unity of the three divine persons

        There is then one God and Father, and not two or three; One who is; and there is no other besides Him, the only true [God]. For the Lord your God, says [theScripture], is one Lord. Deuteronomy 6:4; Mark 12:29 And again, Has not one God created us? Have we not all one Father? Malachi 2:10 And there is also one Son, God the Word. For the only-begotten Son, says [the Scripture], who is in the bosom of the Father. John 1:18 And again, One Lord Jesus Christ. 1 Corinthians 8:6 And in another place, What is His name, or what His Son's name, that we may know? Proverbs 30:4 And there is also one Paraclete. For there is also, says [the Scripture], one Spirit, Ephesians 4:4 since we have been called in one hope of our calling. 1 Corinthians 12:13 And again, We have drunk of one Spirit,Ephesians 4:4 with what follows. And it is manifest that all these gifts [possessed by believers] works one and the self-same Spirit. 1 Corinthians 12:11 There are not then either three Fathers, or three Sons, or three Paracletes, but one Father, and one Son, and one Paraclete. Wherefore also the Lord, when He sent forth the apostles to make disciples of all nations, commanded them to baptize in the name of the Father, and of the Son, and of the Holy Ghost, Matthew 28:19not unto one [person] having three names, nor into three [persons] who became incarnate, but into three possessed of equal honour.

        الترجمة :هناك إله و أب واحد فقط ليس اثنين و لا ثلاثة واحد فقط و ليس آخر بجواره الإله الحقيقي وحده . فالرب إلهنا كما يقول الكتاب رب واحد ( التثنية 6:4 - مرقس 12:29). و أيضا أليس إله واحد خلقنا ؟ أليس لنا جميعا أب واحد ؟( ملاخى 2:10). و أيضا هناك ابن واحد الإله الكلمة . الابن الوحيد المولود للأب كما يقول الكتاب الموجود في حضن الأب ( يو 1:18). و أيضا سيد واحد يسوع المسيح ( 1 كو 8:6 ). و فى موطن آخر : ما اسمه و ما اسم ابنه حتى نعرف ؟( أمثال 30:4). و أيضا هناك باراكليت واحد . فهناك أيضا كما يقول الكتاب روح واحد ( أفسس 4:4) لأننا دُعينا إلى رجاء دعوتنا ( 1 كو 12:13). ليس هناك بالتالي ثلاث آباء و لا ثلاث أبناء و لا ثلاث باراكليت هناك أب واحد و ابن واحد و باراكليت واحد . و بالتالي فحين أرسل السيد الرسل ليتلمذوا كل الأمم باسم الأب و الابن و الروح القدس ( متى 28 :19) ليس باسم واحد له ثلاثة أسماء و لا ثلاثة كلهم تجسدوا و لكن ثلاثة متساوون فى الكرامة . التعليق على ما سبق :أغناطيوس الأنطاكي يعتقد أن الأب و الابن و الروح القدس هم ثلاثة و ليسوا واحد له ثلاثة أسماء ولم يقل أغناطيوس أبدا أن الثلاثة هم الإله الواحد و لكنه أكد أنهم ثلاثة فهو بالتالي لم يعرف عقيدة التثليث بصورتها الحالية التي تنادى بأن الأب و الابن و الروح القدس ليسوا ثلاثة آلهة و لكن إله واحدو تجدر الإشارة إلى أن أغناطيوس كان يعتقد بأن الأب أعظم من الابن و أن الابن خاضع للأب و هو ما يخالف عقيدة التثليث الحالية من الرسالة إلى الفلبينيينEpistle to the Philippians
        http://www.ccel.org/ccel/schaff/anf01.v.xvii.vii.html
        من الإصحاح السابع نقرأ التالى :
        And how, again, does Christ not at all appear to you to be of the Virgin, but to be God over all, and the Almighty? Say, then, who sent Him? Who was Lord over Him? And whose will did He obey? And what laws did He fulfil, since He was subject neither to the will nor power of any one

        الترجمة :

        و أيضا كيف لا يظهر المسيح لكم مولودا من العذراء و لكن يظهر لكم على أنه الله الكائن على الكل القوى الجبار ؟ قولوا إذا من أرسله ؟ من كان ربه و سيده ؟لمشيئة من كان مطيعا ؟ أى قوانين أتمها إن لم يكن خاضعا لمشيئة أو قوة أى أحد ؟


        نقلا عن موقع كلمة سواء
        و موقع ابن مريم


        التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 16 ماي, 2024, 11:48 ص.

        تعليق

        • المهندس زهدي جمال الدين
          12- عضو معطاء

          حارس من حراس العقيدة
          عضو شرف المنتدى
          • 3 ديس, 2006
          • 2169
          • مسلم

          #79

          قصيده الامام ابن القيم للرد علي عباد المسيح (أعباد المسيح)


          أعباد المسيح لنا سؤال



          نريد جوابه ممن وعاه:

          إذا مات الإله بصنع قوم

          أماتوه فما هذا الإله؟

          وهل أرضاه ما نالوه منه

          فبشراهم إذا نالوا رضاه؟

          و إن سخط الذي فعلوه فيه

          فقوتهم إذا أوهت قواه؟

          وهل بقي الوجود بلا إله

          سميع يستجيب لمن دعاه؟

          و هل خلت الطباق السبع لما

          ثوى تحت التراب و قد علاه؟

          و هل خلت العوالم من إله

          يدبرها و قد سُمّرَتْ يداه؟

          و كيف تخلت الأملاك عنه

          بنصرهم و قد سمعوا بكاه؟

          و كيف أطاقت الخشبات حمل

          اله الحق شد على قفاه؟

          و كيف دنا الحديد إليه حتى

          يخالطه و يلحقه أذاه؟

          و كيف تمكنت أيدي عداه

          و طالت حيث قد صفعوا قفاه؟

          و هل عاد المسيح إلى حياة

          أم المحيي له ربك سواه؟

          و يا عجبا لقبر ضم رباً

          و أعجب منه بطن قد حواه!

          أقام هناك تسعاً من شهور

          لدى الظلمات من حيض غذاه.

          و شق الفرج مولوداً صغيراً

          ضعيفاً فاتحاً للثدي فاه.

          و يأكل ثم يشرب ثم يأتي

          بلازم ذاك هل هذا إله؟

          تعالى الله عن إفك النصارى

          سيسأل كلهم عما افتراه
          أعباد الصليب لأي معنى

          يعظم أو يقبح من رماه؟

          و هل تقضى العقول بغير كسر

          و إحراق له و لمن بغاه؟

          إذا ركب الإله عليه كرهاً

          و قد شدت لتسمير يداه

          فذاك المركب الملعون حقا

          فدسه لا تبسه إذ تراه

          يهان. عليه رب الخلق طَرا

          و تعبده! فإنك من عداه.

          فإن عظمته من أجل أن

          قد حوى رب العباد و قد علاه.

          و قد فقد الصليب فإن رأينا

          له شكلا تذكرنا سناه!
          فهلا للقبور سجدت طرا

          لضم القبر ربك في حشاه!
          فيا عبد المسيح أفق فهذا

          بدايته وهذا منتهاه.







          القرآن الكريم سورة الواقعة 77-82










          The generousQura'an, attempt meaning of 56:77-82


          القرآن الكريم سورة الواقعة 77-82




          Le généreuxQura'an, essaie sens du 56:77-82


          القرآن الكريم سورة الواقعة 77-82





          The generous Qura'an, an attempt meaning of 2:79-80



          القرآن الكريم سورة البقرة 79-80




          The generous Qura'an, an attempt meaning of 3:68



          القرآن الكريم سورة المائدة 68







          The generous Qura'an, an attempt meaning of 4:82


          القرآن الكريم سورة النساء 82



          تعليق

          • المهندس زهدي جمال الدين
            12- عضو معطاء

            حارس من حراس العقيدة
            عضو شرف المنتدى
            • 3 ديس, 2006
            • 2169
            • مسلم

            #80


            الباب الثاني


            رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ


            والعهد الأخير




            الفصل الأول

            الفرع الأول


            مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والوحي المبارك


            مقدمة

            إن القرآن الكريم.. كتاب الله ووحيه المبارك..
            القرآن الكريم.. كلام الله المنزل، غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود..
            أحسن الكتب نظاماً، وأبلغها بياناً، وأفصحها كلاماً، وأبينها حلالاً وحراماً..
            أنزله الله رحمة للعالمين، وحجة على الخلق أجمعين، ومعجزة باقية لسيد الأولين والآخرين.. أعز الله مكانه، ورفع سلطانه، ووزن الناس بميزانه.. من رفعه؛ رفعه الله، ومن وضعه؛ وضعه الله.
            [ ‏قَالَ ‏ ‏عُمَرُ ‏ ‏أَمَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَدْ قَالَ ‏إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ] رواه مسلم حديث رقم 1353.
            وهو دليل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على صدق نبوته ، وعلى أنه رسول الله جل علاه، وأنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يعرف معنى إعجاز القرآن وكيف يُتَحَدى به ، وأن التحدي الذي تضمنته آيات التحدي المذكورة في سورتي البقرة وهود وغيرها ، إنما هو تحد بلفظ القرآن ونظمه وبيانه فقط ، وليس بشيء خارج عن ذلك، فما هو بتحد بالإخبار بالغيب المكنون ولا بالغيب الذي يأتي تصديقه بعد دهر من تنزيله ، ولا بعلم مالا يدركه علم المخاطبين به من العرب ،ولا بشيء من المعاني مما لا يتصل بالنظم والبيان وإن كان كل ذلك من بعض مكوناته، ولكن الله جل علاه طالب العرب بأن يعرفوا دليل نبوة رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمجرد سماع القرآن الكريم، نعم مجرد السماع، وقد بين الله سبحانه وتعالى في غير آية من كتابه الكريم أن سماع القرآن فقط يقتضيهم إدراك معاينته لكلامهم وأنه ليس من كلام البشر, بل هو من كلام رب العالمين.
            إن القرآن الكريم.. كتاب الله ووحيه المبارك ..
            قال تعالى: (كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)فصلت: ٣
            فالقرآن.. كلام الله المنزل، غير مخلوق، منه بدأ إليه يعود،يقول سبحانه وتعالي في سورة
            الشعراء 192ـ 195 وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ)الشعراء: ١٩٢ - ١٩٥
            أحسن الكتب نظاماً، وأبلغها بياناً، وأفصحها كلاماً، وأبينها حلالاً وحراماً..
            وقال تعالى: (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)فصلت: ٤٢
            ويقول سبحانه وتعالى في سورة النساء 166 لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا)النساء: ١٦٦
            أنزله الله رحمة للعالمين، وحجة على الخلق أجمعين، ومعجزة باقية لسيد الأولين والآخرين.. أعز الله مكانه، ورفع سلطانه، ووزن الناس بميزانه.. من رفعه؛ رفعه الله، ومن وضعه؛ وضعه الله، [ ‏قَالَ ‏ ‏عُمَرُ ‏ ‏أَمَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَدْ قَالَ ‏ ‏إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ [رواه مسلم حديث رقم 1353 .
            وكتاب الله الكريم كما يقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم.. ‏[ عَنْ ‏ ‏الْحَارِثِ ‏ ‏قَالَ ‏ مَرَرْتُ فِي الْمَسْجِدِ فَإِذَا النَّاسُ يَخُوضُونَ فِي الْأَحَادِيثِ فَدَخَلْتُ عَلَى ‏ ‏عَلِيٍّ ‏ ‏فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلَا ‏ ‏تَرَى أَنَّ النَّاسَ قَدْ خَاضُوا فِي الْأَحَادِيثِ قَالَ وَقَدْ فَعَلُوهَا قُلْتُ نَعَمْ قَالَ أَمَا إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَقُولُ ‏ ‏أَلَا إِنَّهَا سَتَكُونُ ‏ ‏فِتْنَةٌ ‏ ‏فَقُلْتُ مَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ نَبَأُ مَا كَانَ قَبْلَكُمْ وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ وَهُوَ ‏ ‏الْفَصْلُ ‏ ‏لَيْسَ بِالْهَزْلِ مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ ‏ ‏قَصَمَهُ ‏ ‏اللَّهُ وَمَنْ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ هُوَ الَّذِي لَا ‏ ‏تَزِيغُ ‏ ‏بِهِ الْأَهْوَاءُ وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسِنَةُ وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ وَلَا ‏ ‏يَخْلَقُ ‏ ‏عَلَى كَثْرَةِ ‏ ‏الرَّدِّ ‏ ‏وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ هُوَ الَّذِي لَمْ تَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ حَتَّى قَالُوا [ إ‏ِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ] ‏مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هَدَى إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ].هكذا في سنن الدرامي ج 2 ص 435 ، كتاب فضائل القرآن ومع اختلاف يسير في ألفاظه في صحيح الترمذي ج 11 ص 30 أبواب فضائل القرآن حديث رقم 2831
            وهو دليل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على صدق نبوته ، وعلى أنه رسول الله جل علاه، وأنه عليه الصلاة والسلام كان يعرف معنى إعجاز القرآن وكيف يُتَحَدى به ، وأن التحدي الذي تضمنته آيات التحدي المذكورة في سورتي البقرة وهود وغيرها ، إنما هو تحد بلفظ القرآن ونظمه وبيانه فقط ، وليس بشيء خارج عن ذلك، فما هو بتحد بالإخبار بالغيب المكنون ولا بالغيب الذي يأتي تصديقه بعد دهر من تنزيله ، ولا بعلم مالا يدركه علم المخاطبين به من العرب ،ولا بشيء من المعاني مما لا يتصل بالنظم والبيان وإن كان كل ذلك من بعض مكوناته، ولكن الله جل علاه طالب العرب بأن يعرفوا دليل نبوة رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمجرد سماع القرآن الكريم، نعم مجرد السماع، وقد بين الله سبحانه وتعالى في غير آية من كتابه الكريم أن سماع القرآن فقط يقتضيهم إدراك معاينته لكلامهم وأنه ليس من كلام البشر, بل هو من كلام رب العالمين.
            والحديث عن القرآن الكريم يتطلب الخوض في عنصرين أثنين..يتمثلان في البعد المكاني والبعد الزماني لنزول القرآن الكريم..
            فأما عن البعد المكاني فيتمثل في شخص رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ...ومن ثم كانت آيات التحدي
            والمتمثلة في شخص من أنزل عليه القرآن الكريم وهو رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واضحة وجلية..
            فمن المعروف أن الطريقة التي سلكها إلى ذلك فهي أن التحدي كان مقصوراً على طلب المعارضة بمثل القرآن، ففي يونس: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)يونس: ٣٨
            ثم بعشر سور مثله مفتريات ـ مختلفات ـ لا يلتزمون فيها الحكمة ولا الحقيقة، وليس إلا النظم والأسلوب، وهم أهل اللغة ولن تضيق أساطيرهم وعلومهم أن تسعها عشر سور ففي هود13:
            ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) هود: ١٣
            ثم قرن التحدي بالتأنيب والتقريع ثم استفزهم بعد ذلك جملة واحدة فقال لهم في البقرة: (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ)البقرة: ٢٣ – ٢٤
            والمدقق في التحدي الموجود في البقرة يجده يخص شخص الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا )..أي إن كنتم تشككون في محمد [وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا] الرعد: 43.
            [ قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ] الرعد: 43. وبناء عليه فلتحضروا رجلاً (مِنْ مِثْلِهِ)..
            لقد تحدى الله سبحانه وتعالى أهل الفصاحة ، وسلك في ذلك طريقاً كأنها قضية من قضايا التاريخ، فحكمة هذا التحدي وذكره في القرآن الكريم ـ ولم يأت على لسان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في صورة حديث, بل في صورة آيات تتلى ـ إنما هي أن يشهد التاريخ في كل عصر بعجز العرب عنه وهم الفصحاء اللُسنْ والخطباء اللُدْ, وهم كانوا في العهد الذي لم يكن للغتهم خيرٌ منه ولا خير منهم في الطبع والقوة, فكانوا مظنة المعارضة والقدرة عليها, فالإعجاز كائن في رصف القرآن الكريم ونظمه وبيانه بلسان عربي مبين, بالإضافة إلى أنه لم يكن لتحديهم به معنى إلا أن تجتمع لهم وللغتهم صفات بعينها.
            أولها: أن اللغة التي نزل بها القرآن الكريم تحتمل هذا القدر الهائل من المفارقة بين كلامين, كلام هو كلامهم وكلام هو كلام الله عز وجل.
            ثانيها: أن أهلها قادرون على إدراك هذا الحاجز الفاصل بين الكلامين، وهذا إدراك دال على أنهم قد أوتوا من لطف تذوق البيان ومن العلم بأسراره ووجوهه قدرا وافراً يصح معه أن يتحداهم بهذا القرآن وان يطالبهم بالشهادة عند سماعه وأن تاليه عليهم نبي مرسل من عند الله فرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عاش إلى سن الأربعين وما عُرف عنه أنه كان يقرض الشعر ولم تكن له مثلاً بلاغة ( قس بن ساعدة ) أو ( أكثم بن صيفي )، ولم يثبت عليه على مدي سني عمره أنه قال شعراً، بل من المعروف أن كل شاعر من الشعراء قد تخصص في لون معين من الشعر لا يجيده غيره حتى أنهم قالوا: إن شعر امرئ ألقيس يحسن عند الطرب وذكر النساء ووصف الخيل، وشعر نابغة الذبياني يحسن عند الخوف, وشعر الأعشى عند الطلب ووصف الخمر، وشعر زهير عند الرغبة والرجاء, وهكذا, فكل شاعر يحسن كلامه في فن معين فإن كلامه يضعف في غير هذا الفن, والرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يكن طوال الأربعين سنة له علاقة بهذه الدوائر أو ذلك المجال, وهكذا كانت مفاجأة السماء, لقد أراد الله سبحانه وتعالى أن يختار رجلاً لم يُعرف عنه التفوق في لغته وإن اشتهر بكل صفات الخلق الطيب, اختار الله جل علاه محمداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لتنزل عليه الرسالة التي يتحدى بها أكبر أهل عصره بلاغة رغم أنه لم يشهد له أحد أو عنه قبل الرسالة بأي شيء من البلاغة, لقد أُعطِىَ البلاغة وجوامع الكلم بعد ذلك, والقرآن الكريم يحسم هذه المسألة في أكثر من موضع فيقول جل علاه في سورة العنكبوت:
            (وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ)العنكبوت: ٤٨
            إن الوحي الرباني يخاطب المعاندين على الرسالة فيقول لهم قل يا محمد إنني قد عشت بينكم أربعين عاماً لم أقل شعراً ولم ألق خطباً ولم أشارك في مجالس البلاغة, ألا تعقلون أن ما أقوله ليس من عندي ولكنه من وحي الخالق الذي لو شاء ما عرفتم بهذا الوحي.
            يقول جل شأنه وعز مقداره في سورة يونس: (قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)يونس: ١٦
            والذي يقرأ أي كلام بليغ منثور لأي كاتب ثم جاء هذا الكاتب فاستشهد ببيت من الشعر في كلامه ثم عاد إلى النثر من جديد، فإن الأذن والذوق لا يخطئان هذا الانتقال، وهذه العودة خصوصاً طبقة الشعراء الذين جبل كلامهم على الأوزان والتفاعيل أو ما يعرف بالميزان الشعري ، فمثلاً في رسالة ( ابن زيدون ) الشهيرة والتي يستعطف فيها الوزير( ابن جَهْور) والتي يقول فيها: " ما هذا الذنب الذي لم يسعه عفوك ، والجهل الذي لم يأت من وراءه حلمك، والتطاول الذي لم تستغرقه تطولك، والتحمل الذي لم يف به احتمالك ولا أخلو من أن أكون بريئاً فأين العدل؟ أو مسيئاً فأين الفضل؟ .
            إلا يكن ذنب فعدلك أوسع أو كان لي فضل ففضلك أوسع
            حنانيك..... فقد بلغ السيل الزبى ونالني ما حسبي وكفى ..." .
            هنا وفي هذا النص نلتفت إلى أننا قد انتقلنا من النثر إلى الشعر في كلام هو في غاية البلاغة والفصاحة والانسجام وندرك هذا الانتقال ببساطة شديدة، ولكننا حينما نقرأ القرآن الكريم والذي فيه آيات على أوزان الشعر لا نحس أبداً بالانتقال من النثر إلى الشعر والعودة إلى النثر مرة أخرى لأن القرآن الكريم ليس شعراً على رصف الشعر وليس نثراً على رصف النثر, ولكنه نسيج وحده ، ولنأخذ على سبيل المثال الآيات 45ـ 52 من سورة الحجر فهذه الآيات الكريمة بها آيات على وزن الشعر وبها آيات على وزن النثر الخالص ولكن القارئ أو المستمع لا يحس بالانتقال من نثر إلى شعر ثم العودة إلى النثر مرة أخرى، كما لاحظنا في النص السابق من رسالة ابن زيدون، ولا يستطيع إدراك ذلك إلا من عنده ملكة الشعر بالفطرة، أو الدارس للميزان الشعري .
            ولنتناول الآيات البينات من سورة الحجر45ـ 52: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آَمِنِينَ * وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ * لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ * نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ * وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ)الحجر: ٤٥ - ٥٢
            في هذا النص الكريم نجد انتقال من النثر إلى الشعر وعودة من الشعر إلى النثر مرة أخرى, ولكن القارئ أو المستمع إلى القرآن الكريم لا يحس بهذا الانتقال من فن مرسل من الكلام إلى فن مقيد بالوزن الشعري والعودة مرة أخرى إلى الفن المرسل، ولننظر في قوله تعالى في هذه الآيات :( نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).
            إننا هنا أمام شعر من الممكن معرفة وزنه العروضي وهو بحر المجتث ( مستفعلن فاعلات ... مستفعلن فاعلات ) ومع ذلك لا تحس الأذن بهذا الانتقال من النثر إلى الشعر ثم العودة مرة أخرى، وهذا كثير جداً في القرآن جمعه العلامة عباس محمود العقاد في كتابه اللغة الشاعرة.ولا يعرف هذا كله إلا من كان له إمام بهذا الفن, والسؤال الآن هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك؟ إن التاريخ ينفي ذلك تماماً.
            ثالثاً: أن البيان كان في أنفسهم أجلّ من أن يخونوا الأمانة أو يجوروا عن الإنصاف في الحكم عليه، فلقد قرعهم وعيّرهم وسفه أحلامهم وأديانهم حتى استخرج أقصى الضراوة في عداوتهم له , وظل مع ذلك يتحداهم، فنهتهم أمانتهم على البيان عن معارضته ومناقضته.
            فقطع لهم أنهم لن يفعلوا, وهي كلمة يستحيل أن تصدر من عربي إطلاقاً، لا يقولها عربي في العرب أبداً, وقد سمعوها واستقرت فيهم ودارت على ألسنتهم، وعرفوا أنها تنفي عنهم الدهر نفياً, وأنها تعجزهم آخر الأبد، فما فعلوا ولا طمعوا قط أن يفعلوا، بل إنه قد بالغ في اهتياجهم واستفزازهم ليثبت أن القدرة فيهم على المعارضة كقدرة الميت على أعمال الحياة، لن تكون ولن تقع، فقال لهم (وَلَنْ تَفْعَلُوا).
            ويقول سبحانه وتعالى في سورة النساء 166لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا)النساء: ١٦٦
            وهذا التحدي يمكننا أن نستخرج منه سبعة حقائق ألا وهي:
            الأولى: أن قليل القرآن الكريم وكثيره في شأن الإعجاز سواء.
            الثانية: أن الإعجاز كان في بيان القرآن الكريم ونظمه ومبانيه.
            الثالثة: أن الذين تحداهم بهذا القرآن قد أُتوا القدرة على الفصل بين الذي هو كلام الله عز وجل و كلام البشر.
            الرابعة: أن الذين تحداهم به كانوا يدركون أن ما طُلِبوا به من الإتيان بمثله أو بعشر سور مثله مختلفات, هو هذا الضرب من البيان الذي يجدون في أنفسهم أنه خارج عن بيان البشر.
            الخامسة: أن هذا التحدي لم يقصد به الإتيان بمثله مطابقاً لمعانيه، بل أن يأتوا بما يستطيعون افتراءه واختلاقه من كل معنى أو غرض مما يعتلج في نفوس البشر.
            السادسة: أن هذا التحدي للثقلين جميعهم، انسهم وجنهم متظاهرين وهو تحد مستمر قائم إلى يوم الدين.
            السابعة: أن ما في القرآن الكريم من مكنون الغيب ومن دقائق التشريع ومن عجائب آيات الله في خلقه, كل ذلك بمعزل عن هذا التحدي المفضي إلى الإعجاز, وإن كان ما فيه من ذلك كله ليعد دليلاً على أنه من عند الله جل وعلا.
            أما عن أسلوب التحدي لغير الناطقين بالضاد فكان عن طريق خطاب مباشر لهم كما وضحته سورة المائدة حيث يقول سبحانه وتعالى:(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)المائدة: ١٥ - ١٦
            ولقد بلغ التحدي مداه حينما تحدث مخاطباً علماء بني إسرائيل أنهم يعرفونه عليه الصلاة والسلام وأنه كشف عن تلاعبهم في نصوص التوراة بأن أخفوا اسمه الشريف ووضعوا بديلاً عنه كلمات لا يعرفها إلا العلماء منهم.
            [ وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ * أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ] الشعراء:196 ـ 197.
            تأمل قوله سبحانه وتعالى: [ وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ] الشعراء:196
            وليعلم القارئ أن هذه البشارات موجودة في كتب كثيرة سواء في بعض دواوين السيرة أو في مصنفات الجدل مع أهل الكتاب مثل كتاب "الجواب الصحيح" لابن تيمية و"هداية الحيارى" لابن القيم، و"إظهار الحق" لرحمت الله الهندي و"الفارق بين المخلوق والخالق" لعبد الرحمن باجه جي أو كتاب الدكتور أحمد حجازي السقا" البشارة بنبي الإسلام" .جتى أنها قد وردت في عقائد الهندوس في الديانات الهندية القديمة كما سبق شرحه وبيانه.
            وكذلك مصنفات المهتدين من أهل الكتاب مثل:
            1ـ علي بن ربن الطبري في القرن الثالث الهجري 260 ه‍ كان نصرانياً فأسلم وكتب كتابين أحدهما : الدين والدولة في إثبات نبوة سيدنا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَوالثاني بعنوان الرد على النصارى .. وكلاهما مطبوع.

            2ـ ومن هؤلاء نصر بن يحيى بن سعيد المتطبب في القرن السادس الهجري 589 ه‍ كان نصرانياً فأسلم وكتب كتاباً بعنوان" النصيحة الإيمانية في فضيحة الملة النصرانية " وبالإضافة إلى أنه كان طبيباً، إلا أنه كان فيلسوفاً وكتابه فيه رد على النصارى من وجهة نظر فلسفية لاهوتية..
            3ـ السموءل بن يحيي المغربي 570 ه‍ كان حبراً يهودياً فأسلم وكتب كتابه بعنوان " بذل المجهود في إفحام اليهود " وهو كتاب نفيس في بابه يكشف عن خبث اليهود وبعض أسرارهم ورموزهم في سب الإسلام ونبي الإسلام صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ... وقد كان ذلك عند أسلافهم المعاصرين للمصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين كانوا يقولون راعنا.. وقد ذكر في مقدمة كتابه أنه حين دخل في الصلاة مع المسلمين لأول مرة انتابه شعور بالسعادة الغامرة وقال في نفسه أنه إذا كان الله عز وجل قد كلم بني إسرائيل مرة واحدة على جبل الطور فإن الله عز وجل يكلم المسلمين كل يوم خمس مرات . .
            4ـ سعيد بن حسن الإسكندراني في القرن السابع ، كان يهودياً فأسلم وكتب كتاباً بعنوان "مسالك النظر في نبوة سيد البشر صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ..
            5ـ القس أنسلم تورميدا الذي كان نصرانياً وأسلم في القرن الثامن الهجري ، وتسمى عبد الله الترجمان واشتغل مترجماً لأحد أمراء الأندلس وقد كان قسيساً في النصرانية وعرضت عليه إغراءات شديدة من قبل أهل ملته ليرتد عن الإسلام ولكنه ثبت على هدايته وكتب كتاباً بعنوان " تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب " مطبوع في مصر بتحقيق الدكتور محمود حماية ..
            وقد كشف عن حيل النصارى في التنصير والتأثير على الناس عن طريق الصور والأضواء واختراع الألاعيب التي توهم الناس البسطاء بأنها كرامات ..
            6ـ البروفيسور عبد الأحد داوود وقد كان صاحب منصب لاهوتي كبير في الكنيسة في القرن التاسع عشر وكان ذو خبرة في اللغات القديمة ، وهاله التحريف الكبير الذي لحق البشارات الخاصة بنبوة سيدنا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. ولما عاد إلى أصول الكلمات المحرفة في لغاتها القديمة اكتشف اكتشافات هائلة .. فاستقال من منصبه وأعلن إسلامه وكتب كتاباً رائعاً هو درة نفيسة في حقل البشارات ... وهذا الكتاب هو " محمد في الكتاب المقدس ".
            7ـ الدكتور إبراهيم خليل احمد وقد كان قسيساً مصرياً فدخل الإسلام مع أولاده الأربعة وكتب كتابه "محمد في التوراة والإنجيل والقرآن"..
            8 ـ محمد مجدي مرجان كان قسيسًا نصرانياً مصرياً دخل الإسلام وكتب كتابه " الله واحد أم ثالوث ؟ " .. وهو كتاب قيم ..
            9ـ الدكتور موريس بوكاي دخل في الإسلام بعد قراءات مقارنة بين الكتب المقدسة على ضوء البحث العلمي الجديد .. ثم أعلن إسلامه وكتب كتابه " التوراة والإنجيل والقرآن والعلم".
            10ـ الفيلسوف الفرنسي الكبير روجيه جارودي وله كتابات قيمة.. وقد ظهرت له بعض الأخطاء.. ولعل متابعته في القراءة والبحث قد صححت له مفاهيمه الخاطئة.
            11ـ الفيلسوف الكبير محمد أسد وله كتابات قيمة حول انطباعاته عن الإسلام وخصوصاً كتابه "الطريق إلى مكة".. وله كتابات تعالج الفكر السياسي الإسلامي ..
            12ـ الفيلسوف الألماني الدكتور مراد هوفمان وقد تأثر بمحمد أسد وكتب كتاباً يحمل نفس عنوان كتابه المشار إليه آنفاً وهو الطريق إلى مكة .. وله الإسلام كبديل .. والإسلام في الألفية الثالثة وغيره ..
            13ـ الدكتور جيفري لانج الأمريكي الأصل وهو عالم مختص في الرياضيات . . له كتابين مهمين هما: "حتى الملائكة تسأل عن الإسلام في أمريكا"، والثاني "الصراع من أجل الإيمان".. يعالج فيهما انطباع المسلم الأمريكي عن العالم .. وموقفه من الشبهات الكثيرة والحرب التي المعلنة ضد الإسلام.. والصراع الذي يعيشه الإنسان وهو يبحث عن الحقيقة.. في هذا الخضم الهائل من حملة التشويه والتزييف التي يقودها اليهود في العالم ضد الإسلام ..
            هذه بعض الأسماء التي حضرتني في عجالة وأعتقد أن أعداد المهتدين كثيرة جداً في العالم والذي يلفت النظر أن أكثر الذين يدخلون في دين الله عز وجل هم من رجالات العلم والثقافة وليسوا أناساً أمييين أو جهلة .. ولا بد من متابعة هذا الموضوع بقوة في وسائل الإعلام المختلفة ومن أهمها شبكة النت ..






            تعليق

            • المهندس زهدي جمال الدين
              12- عضو معطاء

              حارس من حراس العقيدة
              عضو شرف المنتدى
              • 3 ديس, 2006
              • 2169
              • مسلم

              #81
              الفرع الثاني

              مَا أَنَابِقَارِئٍ (קְרָא)


              ولعل من أهم الكتب التي تناولت الموضوع الذي بين أيدينا هو الكتاب الموسوعة:
              [دلائل النبوة للإمام أبي بكر جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي ، المتوفى سنة 301ه‍].
              هذا ديننا دين العلماء والعقلاء.. ودين المتيمين في البحث عن الحقيقة، ودين السعادة في الدارين..يجب أن يعلم كل الناس ذلك. . واليوم العالم عالم الدعاية .. عالم الإعلام ..
              فأين إعلامنا وأين دعايتنا وأين صوتنا يجب أن يدوي في كل الأصقاع والبقاع أن لا إله إلا الله محمد رسول الله...
              ولقد رأينا في الباب السابق كيف بشر الكتاب المقدس بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟..وبماذا بشر؟..
              وتحدثنا عن مدلول الآية الكريمة (وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ)الشعراء: ١٩٦
              إن الحديث عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليس بالأمر الهين..خصوصاً حينما توجه إليه الانتقادات والطعون..
              ويؤلمني كثيراً حينما أرى أقلاما كثيرة قد انبرت للدفاع عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كأنه متهم وطعين ويحتاج لمثل هؤلاء المدافعون عنه والله سبحانه وتعالى هو القائل: (إنا كفيناك المستهزئين)..
              والخلل عند كلا المعسكرين ـ المسلم وغيره ـ جاء من أنهم قد وضعوا إطاراً للكمال من عند أنفسهم وراحوا يقيسون عليه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ..فخذ عندك على سبيل المثال مسألة التعدد والتي ملئوا الدنيا بها ضجيجا وعويلاً..واعتبروها نقيصة تقتضي الكفر به والعياذ بالله ومن ثم انهالت الطعون عليه أقلها رميا بالكذب..
              ولما كنت قد تناولت هذه القضية بشيء من التفصيل في كتابي(زواج أم زوجات النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)أرى أنه من المناسب الرجوع إليه للأهمية ولكنني سوف أركز على حقيقة هامة حتى لا أخرج عن صلب وطبيعة الموضوع الخاص بالبحث الآن...
              فللمسلم أقول له: هل تؤمن بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنه رسول مرسل من قبل الله سبحانه وتعالى ؟..هل تؤمن بأنه صادق الوعد الأمين؟...
              فإذا كانت الإجابة بنعم..فلتعلم أنه لا ينطق عن الهوى وأن كل ما يصدر عنه هو الكمال..سواء من قول أو فعل أو عمل..وأنه ليس من حقك أن تضع إطارا للكمال من عندك أنت وبمقاييسك أنت، وتقيس عليه قوله أو فعله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ..ولسوف أحدثكم في نهاية الفصل عن قدر نبيكم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند ربكم..
              إن العلاقة بين اليهود والقرءان الكريم علاقة عداء منذ الأيام الأولى للدعوة الإسلامية.
              ومريم ابنة عمران لآوية من بني إسرائيل..فما سر اهتمام القرآن الكريم بها من قبل أن تلد السيد المسيح عليهما السلام؟.
              لقد تقبلها ربها بقبول حسن.. وأنبتها نباتاً حسناً .. وكفلها الله سبحانه وتعالى نبياً كريماً يرعاها، هو زكريا عليه السلام..وهو زوج خالتها السيدة اليصابات.
              إنها النبوة والرسالة التي اشتركت بين السيد المسيح ومحمد بن عبد الله عليما الصلاة والسلام.
              يقول سبحانه وتعالى في سورة الشعراء 196 ـ 197:
              [ وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ * أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ] الشعراء:196 ـ 197.
              تأمل قوله سبحانه وتعالى: [ وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ] الشعراء:196
              طالما قال سبحانه وتعالى أنه في كتب الأولين..فصدق الله العظيم..ولقد تحداكم الله سبحانه وتعالى بأن وجه الخطاب إلى رؤسائكم من الأحبار والبطاركة والذين يعرفون الكتاب حق معرفته وأنهم يعلمون البشارات الصريحة به صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. فقال عن علماء بني إسرائيل.. [أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ] الشعراء: 197
              ويقول القران الكريم عنهم في سورة الأعراف:157: [ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ].
              وطالما أن الله سبحانه وتعالى قد أخبرنا بقوله عز وجل: (الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ)..إذن فهو موجود عندهم في الكتب التي ين أيديهم، وليس معنى ذلك الإقرار بصحة كل ما هو موجود في كتابهم..ولكن الله سبحانه وتعالى تحداهم بأن أمسك يد التحريف أن تطال ما أخبرنا به جل علاه..ليكون ذلك حجة عليهم...شأنهم في ذلك كشأن أبي لهب ـ عبد العزى بن عبد المطلب ـ عم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ..فلقد قال الله سبحانه وتعالى في شأنه هو وزوجه أم جميل ـ أروى بنت حرب ـ: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ *سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ)المسد:1 ـ 4..
              لقد نزلت هذه الآيات في البدايات الأولى للدعوة وكان في إمكانهما أن يعلنا إسلامهما ولو نفاقاً ومع ذلك أمسك الله أيديهما عن الإسلام..
              والفرصة أمام أهل الكتاب مازالت قائمة..يقول الله تعالى وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا)النساء: 159
              قال ابن جرير:
              ـ اختلف أهل التأويل في معنى ذلك فقال بعضهم معنى ذلك "وإن من أهل الكتاب إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ به قبل موته" يعني قبل موت عيسى يوجه ذلك إلى أن جميعهم يصدقون به إذا نزل لقتل الدجال فتصير الملل كلها واحدة وهي ملة الإسلام الحنيفية دين إبراهيم صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
              ـ وقال آخرون يعني بذلك وإن من أهل الكتاب إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ به بعيسى قبل موت الكتابي ذكر من كان يوجه ذلك إلى أنه إذا عاين علم الحق من الباطل لأن كل من نزل به الموت لم تخرج نفسه حتى يتبين له الحق من الباطل في دينه.
              ـ وقال آخرون معنى ذلك وإن من أهل الكتاب إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بمحمد صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل موت الكتابي.
              قال ابن جرير: وأولى هذه الأقوال بالصحة القول الأول وهو أنه لا يبقى أحد من أهل الكتاب بعد نزول عيسى عليه السلام إلا آمن به قبل موت عيسى عليه السلام.
              والفرصة سانحة أمام الكل من أهل الكتاب..خصوصاً العلماء منهم والذين يعرفونه كما يعرفون أبنائهم.. (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَ إِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ * الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ )البقرة:146ـ 147.
              فهم يعرفونه بالاسم ويعرفونه بالصفة ويعرفونه بالأصحاب ويعرفونه بالأحداث..وكل هذه الأمور موجودة في الكتاب الذي بين أيديهم ليكون حجة عليهم يوم لا ينفع الإنسان مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم..
              1 ـ وانه سوف يأتي من جهة بلاد العرب من الجزيرة العربية وليس من قبل بلاد الشام هكذا هو مذكور عندهم في التوراة فلقد جاء في سفر إشعياء الإصْحَاحُ الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ:
              (13وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ: فِي الْوَعْرِ فِي بِلاَدِ الْعَرَبِ تَبِيتِينَ يَا قَوَافِلَ الدَّدَانِيِّينَ. 14هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ الْعَطْشَانِ يَا سُكَّانَ أَرْضِ تَيْمَاءَ. وَافُوا الْهَارِبَ بِخُبْزِهِ. 15فَإِنَّهُمْ مِنْ أَمَامِ السُّيُوفِ قَدْ هَرَبُوا. مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ وَمِنْ أَمَامِ الْقَوْسِ الْمَشْدُودَةِ وَمِنْ أَمَامِ شِدَّةِ الْحَرْبِ. 16فَإِنَّهُ هَكَذَا قَالَ لِي السَّيِّدُ: «فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ 17وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَكَلَّمَ».)اشعياء 21: 13 ـ 17..حيث تفيد هذه البشارة أن الله سبحانه وتعالى قد أوحى إلى أشعيا لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَكَلَّمَ) بأن وحياً سيأتي من جهة بلاد العرب : ( وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ )..
              ففي هذا النص نجد تحديد مكان الوحي ووصفه..
              حدد النص (وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ: فِي الْوَعْرِ) بأن بدء الوحي في بلاد العرب في الوعر في غار حراء ، والأحداث التاريخية تؤكد على أنه لم يكن هناك وحي من جهة بلاد العرب سوى الوحي وبدء رسالة رسول الله محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد وردت كلمة الوحي بدلالة اللفظ المستخدم لدى المسلمين العرب في القرآن [ كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ]سورة الشورى : 3 .
              2 ـ عودة إلى قوله تعالى في سورة الأعراف/157: [ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ].
              ولنتناول صفة الأمية كما هي واردة في العهد القديم في الكتاب الذي بين أيديهم:
              جاء في سفر إشعياء: ( 12أَوْ يُدْفَعُ الْكِتَابُ لِمَنْ لاَ يَعْرِفُ الْكِتَابَةَ وَيُقَالُ لَهُ: «اقْرَأْ هَذَا» فَيَقُولُ: « لاَ أَعْرِفُ الْكِتَابَةَ».).
              النص في جميع الترجمات العالمية: بمعنى : "لا أعرف القراءة" فيما سوى الترجمة العربية، ولا يخفى أنه أريد من تحريف الترجمة العربية، وتحويل العبارة من (لا أعرف القراءة) إلى (لا أعرف الكتابة) نوع من التحريف أريد منه صرف القارئ العربي عن تحقق القصة بألفاظها في غار حراء .
              وفي النص العبراني: (וְנִתַּןהַסֵּפֶר, עַלאֲשֶׁרלֹא-יָדַעסֵפֶרלֵאמֹר--קְרָאנָא-זֶה; וְאָמַר, לֹאיָדַעְתִּיסֵפֶר )، ولفظة: (קְרָא) العبرانية والتي تلفظ (كرا) تعني القراءة، لا الكتابة.
              فقوله: ( 12أَوْ يُدْفَعُ الْكِتَابُ لِمَنْ لاَ يَعْرِفُ الْكِتَابَةَ وَيُقَالُ لَهُ: «اقْرَأْ هَذَا» فَيَقُولُ: « لاَ أَعْرِفُ الْكِتَابَةَ».)، يسجل اللحظة العظيمة التي يبدأ نزول الوحي فيها على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
              ففي صحيح البخاري عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها أنها قالت:
              [ حَدَّثَنَا ‏ ‏يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنَا ‏ ‏اللَّيْثُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عُقَيْلٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ شِهَابٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ‏ ‏أَنَّهَا قَالَتْ ‏ :‏أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏مِنْ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ ‏ ‏فَلَقِ ‏ ‏الصُّبْحِ ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ وَكَانَ يَخْلُو ‏ ‏بِغَارِ حِرَاءٍ ‏ ‏فَيَتَحَنَّثُ ‏ ‏فِيهِ ‏ ‏وَهُوَ التَّعَبُّدُ ‏ ‏اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ ‏ ‏قَبْلَ أَنْ ‏ ‏يَنْزِعَ ‏ ‏إِلَى أَهْلِهِ وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى ‏خَدِيجَةَ ‏ ‏فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ ‏ ‏فَجَاءَهُ ‏ ‏الْمَلَكُ ‏ ‏فَقَالَ ‏ ‏اقْرَأْ قَالَ مَا أَنَابِقَارِئٍ (קְרָא) قَالَ فَأَخَذَنِي ‏ ‏فَغَطَّنِي ‏ ‏حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ ‏ ‏أَرْسَلَنِي ‏ ‏فَقَالَ اقْرَأْ قُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي ‏ ‏فَغَطَّنِي ‏ ‏الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ ‏ ‏أَرْسَلَنِي ‏ ‏فَقَالَ اقْرَأْ فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي ‏ ‏فَغَطَّنِي ‏ ‏الثَّالِثَةَ ثُمَّ ‏ ‏أَرْسَلَنِي ‏ ‏فَقَالَ :‏
              [ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ *عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ].العلق:1-5.

              تعليق

              • المهندس زهدي جمال الدين
                12- عضو معطاء

                حارس من حراس العقيدة
                عضو شرف المنتدى
                • 3 ديس, 2006
                • 2169
                • مسلم

                #82

                الفرع الثالث

                اسم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الملغز كما يعرفه علماء بني إسرائيل..

                قال الله تعالى في سفر التكوين 17: 20 مخاطبا إبراهيم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[20وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثْمِرُهُ وَأُكَثِّرُهُ كَثِيراً جِدّاً. اِثْنَيْ عَشَرَ رَئِيساً يَلِدُ وَأَجْعَلُهُ أُمَّةً كَبِيرَةً. ]:
                النص العبري:
                ּֽלְיִשְׁמָעֵאל (ول يشمعل) שְׁמַעְתִּיךָ֒(شمع تيخا)הִנֵּ֣ה׀אֹתֹ֗ו (هبنني إث) בֵּרַ֣כְתִּיאֹתֹ֛ו (وبتراحتي إث)וְהִפְרֵיתִ֥יאֹתֹ֛ו (وهفريتي إث) וְהִרְבֵּיתִ֥יאֹתֹ֖ו(وهرباتي إث)בִּמְאֹ֣דמְאֹ֑ד(بماد ماد)שְׁנֵים־עָשָׂ֤ר(شنيم عسر)נְשִׂיאִם֙ (نسييم) יֹולִ֔ידוּנְתַתִּ֖יו (ونستيو) לְגֹ֥וי(لجوي)גָּדֹֽול(جدول) .
                فهذه الكلمة [ بماد مادבִּמְאֹ֣דמְאֹ֑ד ] إذا عددنا حساب حروفها بالجمل فإننا وجدناها اثنين وتسعين وكذلك كلمة[ لجوي جدولלְגֹ֥ויגָּדֹֽול].
                وكذلك عدد حساب حروف [محمد] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فانه أيضا اثنان وتسعون..فلنحسبها:
                بماد ماد = בִּ ( 2 ) + מְ (40 ) + אֹ( 1 ) +֣ד( 4 ) + מְ (40 ) + אֹ( 1 ) + ֣ד( 4 )
                = 92
                وهذا ينطبق على (أُمَّةً كَبِيرَةً) والتي تعني في اللغة العبرانية (لجوى جدول) والتي حروفها بالجمل اثنين وتسعين:
                لجوي جدول = לְ(30)+ גֹ(3)+֥ו(6 9 )+ י(10) + גָּ ( 3 )+דֹ(4)+ו(6)+ל (30) = 92
                وعند حساب عدد حروف اسم محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنجده:92
                محمد = م (40) + ح (8 ) + م (40) + د (4) = 92
                وإنما جعل ذلك في هذا الموضوع ملغزا، لأنه لو صرح به لبهدلته اليهود وأسقطته من التوراة كما عملوا في غير ذلك،وهذا يعني أن الله سبحانه وتعالى وعد إبراهيم بنينا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فما رأي النصارى الآن ؟.
                ولكنهم عدلوا النص في نسخة الإنترنت موقع الكلمة هكذا:
                [20وأمَّا إسماعيلُ فسَمِعْتُ لكَ، وها أنا أبارِكُه وأُنمِّيه وأكثِّرُهُ جدُا، ويَلِدُ اَثني عشَرَ رئيسًا وأجعَلُ نَسلَه أُمَّةً عظيمةً. ] وبناء على هذا التعديل فإن النص لا ينصرف إلى محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ..والنص الأصلي هو: :[20وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثْمِرُهُ وَأُكَثِّرُهُ كَثِيراً جِدّاً. اِثْنَيْ عَشَرَ رَئِيساً يَلِدُ وَأَجْعَلُهُ أُمَّةً كَبِيرَةً. ]..
                فغيرا من كلمة (وَأُكَثِّرُهُ) لتصبح (وأُنمِّيه)..ومن كلمة (كَثِيراً) لتصبح (وأكثِّرُهُ)......والعجيب أنهم بتحريفهم هذا شهدوا لهذه الأمة بالعظمة وذلك بقولهم:[ وأجعَلُ نَسلَه أُمَّةً عظيمةً. ]
                ويبقى النص العبري حجة عليهم:ּֽלְיִשְׁמָעֵאל (ول يشمعل) שְׁמַעְתִּיךָ֒(شمع تيخا)הִנֵּ֣ה׀אֹתֹ֗ו (هبنني إث) בֵּרַ֣כְתִּיאֹתֹ֛ו (وبتراحتي إث)וְהִפְרֵיתִ֥יאֹתֹ֛ו (وهفريتي إث) וְהִרְבֵּיתִ֥יאֹתֹ֖ו(وهرباتي إث)בִּמְאֹ֣דמְאֹ֑ד(بماد ماد)שְׁנֵים־עָשָׂ֤ר(شنيم عسر)נְשִׂיאִם֙ (نسييم) יֹולִ֔ידוּנְתַתִּ֖יו (ونستيو) לְגֹ֥וי(لجوي)גָּדֹֽול(جدول) .
                فتأمل.
                أما اسم النبي محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ بالعبرية فهوמַחֲמַדִּيمكن البحث عنه ضمن النص الموجود في السفر التوراتي Song of Songs
                Chapter 5
                שִׁיר הַשִּׁירִים
                SOL-5-16:
                חִכֹּו֙מַֽמְתַקִּ֔יםוְכֻלֹּ֖ומַחֲמַדִּ֑יםזֶ֤הדֹודִי֙וְזֶ֣הרֵעִ֔יבְּנֹ֖ותיְרוּשָׁלִָֽם
                سوف أعيد كتابة النص بدون تشكيل وذلك للتسهيل مع النطق هكذاחכוهكّوממתקים ممتكّيمוכלו وُ خلّوמחמדים مَحَمَدّيمזה زِهْדודי دوديוזהوُ زِهْ רעי رُعيבנות بنوثירושלם.” يوروشلايم)...
                “Hikko mamtaqqim we-khullo Mahamaddim zeh dodi we-zeh re’I benoth-yerushalayi”
                لو استعملنا بعض مواقع الترجمة العالمية والاحترافية والمشهود لها بالمصداقية مثل هذا الموقع العالمي، والذي يعتبر من أقدم مواقع الترجمة وأفضلها على شبكة الإنترنت.
                http://www.freetranslation.com/
                وطلبنا الترجمة من العبرية أي Hebrew إلى الانجليزية تظهر لنا هذه النتيجة..



                موقع ترجمة عالمي آخر وهو : http://mymemory.translated.net
                ولما نضع هذه الكلمة العبرية מַחֲמַדִּ ونترجمها إلى العربية انظروا النتيجة :



                http://mymemory.translated.net/t/Heb...%D7%93%D6%B4%D 6%BC
                والترجمةالحرفية هكذا:
                [ 16فَمُهُ عَذْبٌ، نعم إِنَّهُ مَحَمَد. هَذَا هُوَ حَبِيبِي وَهَذَا هُوَ صَدِيْقٍي يَابَنَاتِ أُورُشَلِيمَ].
                لا شك بأنها تفتقر للحقيقة إذ أن المعنى اللغوي للترجمة هي:" كلامه أحسن الكلام, إنّه محمّد العظيم. هذا هو حبيبي, وهذا هو صديقي (أو خليلي), يا بنات أورشليم."
                لاحظ" هكّو ممتكيم חכוממתקים “.. فكلمة " هكّو חכו "هي من الجذر " هَكه " أو " هَنَكه " . ...أو كلام..ومعنى هذين الجذرين هو:
                ( داخل الفم أو حنك أو سقف الحلق أو حاسة التذوق أو لسان أو لغة ).
                هذا من الناحية اللغوية, أمّا من الناحية الاصطلاحية في الكتاب المقدس فإنّ الفم والحنك واللغة كلّها تعني الكلام المنطوق.
                إن الياء والميم في "ممتكيم ממתקים" هما للتفخيم والتعظيم، وهو ما يظهر من التراجم الانجليزية نفسها.
                وعليه فمعنى المقطع الأول إذن ليس : " فَمُهُ عَذْبٌ " ..بل "كلامه أحسن الكلام".
                كما أن الترجمة العربية للنص العبري التالي:



                " חכוממתקיםוכלומחמדיםזהדודיוזהרעיבנותירושלם. "

                هي :" فَمُهُ عَذْبٌ، نعم: إِنَّهُ مَحَمَد. هَذَا هُوَحَبِيبِي وَهَذَا هُوَ صَدِيْقٍي يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ. ".
                ( فكلو محماديمוכלומחמדים)الواردة في النص تعني" محمد العظيم".
                لا حظ أن الكلمة الواردة هي מחמד - مَحمَد (بتسكين الميم )، وتلفظ بهذا النحو - مَحمَاد ـ مع زيادة יםـ يم للجمع ـ
                فلماذا وجد حرف الميم في بداية الكلمة ؟. لا شيء إلا أن المقصود هو نبينا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
                "חכומתוקונעיםכממתקים, וכולונחמדכתמרים. כךהואדוגמאותרעיבנותירושלים, ועלכןאניחולתאהבה. והןמשיבותלהאחריאשרשמעואתשמעשבחו " .
                وهذا نص الجملة بالعبرية :-"Hikow mamtaqiym wkulowmahamademzeh dowdiy wzeh ree`iy bnowt yruushaalaaim."
                لاحظوا " mahamademמחמדיםمحمديم " ؟؟؟.
                راجع: See Kohelenberger Interlinear Hebrew-English Old Testament.
                إن المقطع رقم 16 يحتوي على الكلمة العبرية مَحَمَد " מחמד فهل هي مصادفة أن يكون اسم الشخص الذي تنبأ عنه النص كاسم النبي العربي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟.
                إن الكلمة العبرية ( مَحْمَد )מחמד تتألّف من الحروف العبرية الأربعة:
                ( ميمמ – حيتח – ميم מ– دالت ד).
                وهي نفس الأحرف العربية ( ميم – حاء – ميم – دال ).
                إن الفرق بين كلمة " مَحَمَد " [ mahmadמחמד ] وكلمة " مُحّمَّد " [ Muhammadמחמד ] لم يكن موجودًا في العبرية القديمة، و إضافة التشكيل للغة العبرية و بالتالي للإسرائيليات إنما تم في القرن الثامن الميلادي، فمن المحتمل أن يكون الحاخام الذي قام بتشكيل نشيد الأناشيد قد أخطأ في هذه الكلمة.
                وكلمة مُحّمَّد في العربية والعبرية لها معني واحد هو صيغة التفضيل من الرجل المحمود. أمّا كلمة مَحَمَد فإنَّ لها حسب قاموس " بن يهوذا " أربعة معاني هي:
                ( المحبوب – المُشتهي – النفيس - المُحّمَّد )، وبالطبع فإنَّ المترجمين للكتاب المقدّس يميلون لاختيار أوّل ثلاث كلمات لإبعاد القارئ المسيحي عن الكلمة الحقيقية.
                و إذا أردنا أن نكون واقعيين أكثر فإن هذا اليهودي قد غير التشكيل من مُحُمَّد إلى مَحَمَد ليمعن في إبعاد النصارى عن الإسلام الذي كان قد انتشر قبل قرن من إضافة التشكيل للإسرائيليات.
                إن أي رجل يؤمن بأن العهد القديم هو وحي من عند الله فعليه أن يؤمن بأن الجزء الخامس من نشيد الأناشيد كان يتحدث عن رسول الله محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأن اليهود يعرفون ذلك حتى اليوم لكنهم يخفونه عن الناس.
                يقول الله القدوس عن هؤلاء في سورة البقرة: (الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) البقرة: ١٤٦ - ١٤٧
                ولسوف يدهش علماء النصارى حينما يعلمون ما هو مكتوب في التوراة من سيرة النبي محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسلم وكأننا نقرأ في سيرة ابن هشام.
                4 ـ يقول سفر التثنية 18/15-19 :[15«يُقِيمُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لَهُ تَسْمَعُونَ. 16حَسَبَ كُلِّ مَا طَلَبْتَ مِنَ الرَّبِّ إِلهِكَ فِي حُورِيبَ يَوْمَ الاجْتِمَاعِ قَائِلاً: لاَ أَعُودُ أَسْمَعُ صَوْتَ الرَّبِّ إِلهِي وَلاَ أَرَى هذِهِ النَّارَ الْعَظِيمَةَ أَيْضًا لِئَلاَّ أَمُوتَ. 17قَالَ لِيَ الرَّبُّ: قَدْ أَحْسَنُوا فِي مَا تَكَلَّمُوا. 18أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ، وَأَجْعَلُ كَلاَمِي فِي فَمِهِ، فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ. 19وَيَكُونُ أَنَّ الإِنْسَانَ الَّذِي لاَ يَسْمَعُ لِكَلاَمِي الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِهِ بِاسْمِي أَنَا أُطَالِبُهُ.].
                إنها النبوءة الأولى لموسى فلا بأس إذا أطلنا النظر فيها قبل أن نبدأ حساباتنا، محور هذا الكتاب.
                تنبأ موسى لبنى إسرائيل عن النبي الموعود وبشرهم به ، وأخذ عليهم العهد أن يطيعوه ويسمعوا له ، كما بشرت به الأنبياء . لقد كان اليهود إذن في انتظار نبي بعينه ، لا يتبع شريعة موسى ، يأتي بناموس جديد ، توراة (أي شريعة ) مقدسة بديلة للتوراة التي بأيديهم ، غير أن المسيح عيسى ألزم حوارييه بعدم مخالفة توراة موسى " على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون فما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه ، ولكن مثل أعمالهم لا تعملوا لأنهم يقولون ولا يفعلون " .
                هيا بنا لنأتي إلى الجانب الحسابي في النبوءة ، لنأت إلى الفقرة الأولى..والآن مع النص :[ وَأَجْعَلُ كَلامِي فِي فَمِهِ فَيَتكَلّمْ إِلَِيُهْم ].
                DEU-18-18:thee, and will put my wordsונתןדברייin his mouth; and he shall speakוהואידברunto themאלהם all that I shall commandפקודה him.
                DEU-18-18: נָבִ֨יאאָקִ֥יםלָהֶ֛םמִקֶּ֥רֶבאֲחֵיהֶ֖םכָּמֹ֑ו ךָוְנָתַתִּ֤ידְבָרַי֙בְּפִ֔יווְדִבֶּ֣ראֲלֵיהֶ֔םאֵ֖תכָּל־אֲשֶׁ֥ראֲצַוֶּֽנּוּ׃
                وَأَجْعَلُ كَلاَمِي فِي فَمِهِ، فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ.
                وَأَجْعَلُ וְנָתַתִּ֤י(ونَتَـتَّي)
                كَلامِي(דְבָרַי֙دِبـَرىَ)
                فِيבְּ فَمِهِפִ֔יו (بفيو)
                (فَيُكَلِّمُهُمْוהואידבראֵ֖ת و دِبَر ألَهيـم )
                بِكُلِّ ָּל־مَا ـ (أشرِ אֲשֶׁ֥ר)
                أُوصِيهِ ֽبِهِ (أصوِאֲצַוֶּ نَوّנּוּ)..
                ونَتَتّىוְנָתַתִּ֤י دبَرَىוְנָתַתִּ֤י بفِيو בְּפִ֔יוودبرוְדִבֶּ֣ר إليهمאֲלֵיהֶ֔ם
                نحسب هذه العبارة، فإنها لا يمكن أن تخلو من اسم النبي المقصود:
                ونتتىוְנָתַתִּ֤י (ו =6+ נ =50 + ת =400 + ת =400 + י =10 المجموع 866).
                دبرىדְבָרַי֙(ד = 4 + ב = 2 + ר = 200 + י = 10 المجموع 216 ).
                بفيوבְּפִ֔יו(ב = 2 + פ = 80 + י =10 + ו = 6 المجموع98 ).
                ودبرוְדִבֶּ֣ר (ו = 6 + دד = 4 + بב = 2 + رר = 200 المجموع 212).
                إليهمאֲלֵיהֶ֔ם (אֲ = 1 + ל =30 + י =10 + ‍ה = 5 + ם =40 المجموع86).
                المجموع الكلى866+216+98+212+86 =1478
                فمن هو هذا الذي سوف يجعل الله سبحانه وتعالى كلامه [ فِي فَمِهِ فَيَتكَلّمْ إِلَِيُهْم] لا شك أن هذه الكلمات تحمل اسم النبي المبشر به أنه
                اسمه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي .

                فمن هو هذا الذي سوف يجعل الله سبحانه وتعالى كلامه [ فِي فَمِهِ فَيَتكَلّمْ إِلَِيُهْم] لا شك أن هذه الكلمات تحمل اسم النبي المبشر به أنه اسمه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ :

                تعليق

                • المهندس زهدي جمال الدين
                  12- عضو معطاء

                  حارس من حراس العقيدة
                  عضو شرف المنتدى
                  • 3 ديس, 2006
                  • 2169
                  • مسلم

                  #83
                  فمن هو هذا الذي سوف يجعل الله سبحانه وتعالى كلامه [ فِي فَمِهِ فَيَتكَلّمْ إِلَِيُهْم] لا شك أن هذه الكلمات تحمل اسم النبي المبشر به أنه اسمه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ :
                  محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي .


                  محمد (م = 40 + ح = 8 + م = 40 + د = 4 المجموع 92 ).
                  ابن (إ = 1 + ب = 2 + ن = 50 المجموع 53).
                  عبد (ع =70 +ب =2 + د =4 المجموع 76).
                  الله (أ=1 + ل=30 + ل=30 + ه‍ =5 المجموع 66).
                  ابن (إ = 1 + ب = 2 + ن = 50 المجموع 53).
                  عبد (ع =70 + ب =2+ د =4 المجموع 76)
                  المطلب (أ =1+ ل= 30+ م=40 + ط =9 + ل=30+ ب=2 المجموع 112).
                  ابن (إ = 1 + ب = 2 + ن = 50 المجموع 53).
                  هاشم (ه‍ = 5 + ش = 300 + م = 40 المجموع 345).
                  ابن (إ = 1 + ب = 2 + ن = 50 المجموع 53).
                  عبد (ع =70 + ب =2+ د =4 عبد المجموع 76).
                  منف (م = 40 + ن = 50 + ف = 80 المجموع 170).
                  ابن (إ = 1 + ب = 2 + ن = 50 المجموع 53).
                  قصي (ق = 100 + ص = 90 + ى = 10 المجموع 200).
                  المجموع الكلى 1478



                  ولكنهم قالوا أن هذه النبوءة تنطبق على موسى عليه السلام..
                  حسنا فلنحسبها بحساب الجمل:
                  موسى بن عمران بن قاهث بن لاوى بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم = 2095
                  موسى = م 40 + و 6 + س 60 + ى 10= 116
                  بن = ب 2 + ن 50 = 52
                  عمران = ع 70 + م 40 + ر 200 + ا 1 + ن50 =361
                  عمرام = ع 70 + م 40 + ر 200 + ا 1 + م 40 = 351
                  بن = ب 2 + ن 50 =52
                  قاهث = ق 100 + ا 1 + ﻫ 5 + ث 500 = 606
                  بن = ب 2 + ن 50 =52
                  لاوى = ل 30+ ا1+ و6+ ى10+ =47
                  بن = ب 2 + ن 50 =52
                  يعقوب= ي 10+ ع 70+ ق 100+ و 6+ ب2+=188
                  بن = ب 2 + ن 50 =52
                  إسحاق= إ1+ س 60+ ح 8+ ا 1+ ق100 =170
                  بن = ب 2 + ن 50 =52
                  إبراهيم= إ 1+ ب 2+ ر 200+ ا 1 + ﻫ 5+ ي 10+ م40 =259
                  المجموع يساوي 2095وليس1478..فتأمل..
                  لقد نال اليهود والنصارى منه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهم المأمورون بالإيمان به قبلنا..فهو مبشر به عندهم في كتبهم..
                  هذا هو اسمه في التوراة؟..فكيف به في الإنجيل؟..إن اسمه البرلقيط...

                  إن كُتاب الكتاب المقدس يعترفون بالتنقيح المتعمد في كتابهم ( المقدس) ويثبتون ذلك الأمر في أول صفحة من كتابهم هذا، ومع ذلك فهناك الكثير من علمائهم من ينكر ذلك ونخص بالذكر منهم الدكتور القس (فاندر) لأنه كتب كتابه (ميزان الحق) في عام 1845م وقد وجهه إلى المسلمين وهو يعتبر العمدة في هذا المجال وكل كتابات النصارى في هذا الأمر تعتبر عالة على هذا الكتاب.

                  تعليق

                  • المهندس زهدي جمال الدين
                    12- عضو معطاء

                    حارس من حراس العقيدة
                    عضو شرف المنتدى
                    • 3 ديس, 2006
                    • 2169
                    • مسلم

                    #84
                    الفرع الرابع

                    ماذا عن البرقليط والدكتور القس ( فاندر )؟.


                    يقول الدكتور فاندر في صفحة 148 ما نصه: " ... والأغرب من ذلك كله أنه بينما يزعم المسلمون أننا غيرنا كتابنا وحذفنا منه البينات على رسالة نبيهم ، يحاول علماؤهم الراسخون أن يثبتوا وجود هذه البينات في كتابنا اليوم، فإن صدق علماؤكم وكان في الكتاب بينات على ذكر محمد فلماذا تتهموننا بأننا حذفناها، أليس من عزم الأمور أن تستقروا على رأي واحد؟.
                    ومن أمثلة بيناتهم التي يوردونها في الكتاب على البشارة بنبيهم ما وعد به المسيح تلاميذه من إرسال البرقليط كما جاء في بشارة يوحنا 16: 7 حيث لا يسلم المسيحيون أن البرقليط هو محمد، إلا أن إبقاء هذه الآية في قلب الإنجيل لليوم دليل على أنها لم تحذف منه ثم نقول لو كان المسيحيون يريدون أن يحذفوا الآيات الدالة على نبوة محمد من كتابهم لكان الأولى بهم أن يحذفوا هذه الآية لأنها هي الآية الوحيدة التي نبه إليها القرآن وعينها بالحصر وقال إنها تشير إلى نبوة محمد حيث يقول في سورة الصف آية رقم 6 : [ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6)].
                    وكما أن محمداً ادعى أنه البرقليط الذي وعد المسيح بإرساله ادعى من قبله هذه الدعوى عينها ( ماني ) الفارسي كما يعلم ذوو الإطلاع وبنى دعواه على آية المسيح المشار إليها وتبعه بعض المسيحيين، ولما اتضح على توالى الأيام أنه دجال واضمحلت شيعته لم يحذف المسيحيون هذه الآية التي استعان بها على ضلالته وهاك هي موجودة في الإنجيل إلى اليوم).انتهى كلام الدكتور القس فاندر.
                    لقد كتب الدكتور فاندر كتابه هذا في العام 1845م ونحن الآن في العام 2013م أي بعد 168 سنه من تاريخ كتابة هذا الكلام المنقول من كتابه " ميزان الحق " والسؤال الآن هل مازالت كلمة البرقليط موجودة الآن في كافة النسخ الكاثوليكية والأرثوذكسية والبروتستنتية؟ .
                    أم أنهم قد حذفوها وتم استبدالها بكلمة ( المعين ) عند الأرثوذكس و( المعزى) عند الكاثوليك و( الوكيل) عند البروتستانت.
                    ثم ترى شُرّاح الكتاب المقدس يقعون في الضلالة حينما يفسرون المعين أو الوكيل أو المعزى بأنه الروح القدس ولا تعود الكلمة على شخص بعينه، وإذا كان الأمر كما يقولون فماذا عن (ماني) الذي جاء ذكره على لسان الدكتور فاندر.
                    يقول الدكتور زكي شنودة ـ من كبار علماء المسيحية ـ في كتابه ( تاريخ الأقباط ) ص148 المجلد الأول طبعة 1962 بمصر ما نصه: " ولد ماني سنة 220م وكان مجوسياً ثم اعتنق المسيحية فأشاع بين الناس منذ سنة 268م أن المسيح ترك عمل الخلاص ناقصاً، وأنه هو الذي سيتمه لأنه البرقليط الموعود وتشبه بالمسيح فاتخذ لنفسه اثني عشر تلميذاً واثنين وسبعين أسقفاً وأرسلهم إلى كل بلاد الشرق حتى الهند والصين ليذيعوا تعاليمه، فانخدع بأقواله جمع عظيم من الناس" .أﻫ
                    والمدقق في كلام الدكتور زكي شنودة يجد العجب العجاب، إذ أن اثنين وسبعين (أسقفاً) يتبعون (ماني) على أنه البرقليط، أليس هذا عدداً من الأساقفة يدعو إلى الدهشة؟، وما حملهم على إتباع ماني إلا شوقهم وانتظارهم للبرقليط المبشر به في كتابهم والذي وعد بمقدمه السيد المسيح ؟ والذي كان مولده حقاً وصدقاً صبيحة يوم الاثنين 12 ربيع الأول الموافق 20 أبريل سنة 571م وبعث عام 611م .
                    لقد ماتوا جميعاً قبل أن يروه فضلا عن ذلك العدد العظيم من الناس الذين اتبعوا ماني على أنه البرقليط ، إنهم انخدعوا فيه على حد قول الدكتور زكي شنودة ، فليكن لأن ماني لم يكن هو البرقليط حقاً وصدقاً، ولكن ما يهمنا الآن هو أن هؤلاء المسيحيين الأوائل كانوا يعلمون تمام العلم أن البرقليط أو الفرقليط أو البركليتوس أو البركليت كلها أسماء مترادف ومضافة لشخص واحد سوف يأتي وليست للروح القدس كما يقول شراح الكتاب المقدس.

                    البرقليط



                    الكلمة مكتوبة هكذا: παρακλητος أي Parakletos وأصل الكلمة هي: περικλυτος

                    وتنطق الباراكليتوس..أو البريكليتوس..وقالوا الفرقليط..أو الفاراقليط..وذلك عهلى فروق في اللغة..وهي تعني حرفيّا: الشخص الذي نثني عليه دائما، أي المحمود أو الأحمد .

                    الذي نثني عليه دائما، أي المحمود أو الأحمد .




                    36ωσφ δπικληθες Βαρναβς π τν ποστόλων, στιν μεθερμηνευόμενον υἱὸς παρακλήσεως, Λευίτης, Κύπριος τ γένει,

                    الترجمة

                    . 36 Joseph son he invoked from the Apostles Barnabas, the sonparaklήseosis, being interpreted, Lefίtis, Kύprios t gέnei,

                    http://www.bibelwissenschaft.de/onli...76055b4ca042d



                    وجاء في الموسوعة المسيحية العربية اللإليكترونية ما يلي:




                    الفرق بين محمد وأحمد من وجهين

                    الوجه الأول : أن محمداً هو المحمود حمداً بعد حمد فهو دال على كثرة حمد الحامدين له ، وذلك يستلزم كثرة موجبات الحمد فيه ،أي أن الحمد وقع عليه من الغير فهو محمودا.. أما أحمد فأفعل تفضيل من الحمد مما يدل على أنه الحمد الذي يستحقه أفضل مما يستحقه غيره ، أي أن الحمد وقع منه هو أكثر من الغير..فمحمد زيادة حمد في الكمية وأحمد زيادة في الكيفية ، فيحمد أكثر حمد وأفضل حمد حمده البشر..

                    والوجه الثاني : أن محمداً هو المحمود حمداً متكرراً كما تقدم ، وأحمد هو الذي حمده لربه أفضل من حمد الحامدين غيره ، فدلَّ أحد الاسمين وهو محمد على كونه محموداً ودل الاسم الثاني وهو أحمد على كونه أحمد الحامدين لربه ( (جلاء الإفهام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام لابن القيّم 0 ص 9 -)..



                    http://adishakti.org/_/but_She_the_S...everything.htm

                    الرابط التالي يتحدث عن صلاة بولس في مخطوطة نجع حمادي والتي يفرق فيها بين البارقليط رالروح :

                    give me your gifts, of which you do not repent, through the Son of Man, the Spirit, the Paraclete of truth
                    http://www.gnosis.org/naghamm/prayp.htm

                    I invoke you, the one who is and who pre-existed in the name which is exalted above every name, through Jesus Christ, the Lord of Lords, the King of the ages; give me your gifts, of which you do not repent, through the Son of Man, the Spirit, the Paraclete of truth. Give me authority when I ask you; give healing for my body when I ask you through the Evangelist, and redeem my eternal light soul and my spirit. And the First-born of the Pleroma of grace -- reveal him to my mind!
                    الترجمة : أتوسل إليك ، بالذي كان قبل الوجود باسم ممجد فوق كل اسم ، بشفاعة سيد الأسياد، عيسى المسيح ، ملك الدهور ، أن تمنحنا عطاياك ، التي لا تندم عليها ، من خلال ابن الإنسان ، و الروح القدس ، و البارقليط الحق . اعطنا السلطة عندما نطلبها منك ، داوي أجسادنا عندما نسألك بشفاعة القديسين ، و حرر النور الأبدي لروحي و نفسي . و اكشف لعقلي … أول مولود ممتلئ من النعمة .

                    http://www.ebnmaryam.com/vb/t194569.html




                    وبنظرة على المخطوطات السينائية

                    تعليق

                    • المهندس زهدي جمال الدين
                      12- عضو معطاء

                      حارس من حراس العقيدة
                      عضو شرف المنتدى
                      • 3 ديس, 2006
                      • 2169
                      • مسلم

                      #85

                      وبنظرة على المخطوطات السينائية








                      الفولجاتا










                      السكندرية















                      واشنطن




                      codex bezae cantabrigiensis








                      تعليق

                      • المهندس زهدي جمال الدين
                        12- عضو معطاء

                        حارس من حراس العقيدة
                        عضو شرف المنتدى
                        • 3 ديس, 2006
                        • 2169
                        • مسلم

                        #86
                        وإليكم هذه الدراسة والتي تفند اسم البرقليط تفنيداً غير خافياً على ذوي الألباب وهي صفحات تبدأ من صفحة 1136 إلى 1143
                        وهي مستقطعة من كتابTHE ANCHOr BIBLE

                        وذلك بخلاف المقدمة





                        What is Anchor Bible?



                        Jesus said: "Nevertheless I tell you the truth: it is to your advantage that I go away, for if I do not go away, the Paraclete (the Advocate) will not come to you; but if I go, I will send him to you. And when he comes, he will prove the world wrong about sin and righteousness and judgment." John 16: 7-8
                        Please read the following exhaustive study done by the biblical scholars of international and interfaith scope to know the real truth about this misunderstood personality of "The Paraclete" who was to come after Jesus. Was this Paraclete once regarded as an independent salvific male figure like Jesus and later confused with the Holy Spirit? The following pages have been scanned from the Anchor Bible Vol. 29A. Please read my personal comments at the end. My sincere thanks are due to the publishers/editors of the Anchor Bible. The volumes of this Anchor Bible are found in the major public libraries
                        Akbarally Meherally






















                        MY COMMENTS TO THE LAST SENTENCE
                        1. The evangelical concept for the "second coming of Jesus", which is being awaited by the followers of Jesus for over the last two millennium, need not be confused with the Johannine picture for the coming of "another paraclete" which was subject to the departure of Jesus and him requesting the Father.
                        2. If the followers of Jesus were to believe that Jesus - a Paraclete, "is present within all believers " then the visualized Johannine picture of Father sending "another paraclete" to guide the mankind into all truth, is made redundant.
                        3. The verses from John's gospel scrutinized in the APPENDIX V above demonstrate the fact that Jesus had himself foretold his disciples the coming of "another paraclete"("he"), who will guide them along the path of all truth and that paraclete "he" will take what belonged to him (Jesus) and declare to them.
                        4. The exhaustive study for the coming of "another paraclete" or "another male salvific figure like Jesus" is valid and well founded because this male individual "he" has already been sent down by the Heavenly Father of Jesus.
                        5. Furthermore, this "second paraclete" has glorified his predecessor "the first paraclete" (Jesus) and "he" did "speak" (recite) whatever that he "heard" as the revelations sent to him through the arch angel of God. He added "nothing of his own" to those Revealed Verses. (see John xvi 14-13).
                        6. The history of religions and faiths have recorded none other beside Muhammad - the prophet of Islam, as an accredited emissary and envoy of God that has uncompromisingly born witness to the birth of Jesus through Virgin Mary, attested the Miracles performed by Jesus with the leave of his Father and has Declared Jesus as a "Messiah" and the "Righteous Prophet".
                        7. Prophet Muhammad did prove the world of his era to be "wrong about sin, justice, and judgment" as foretold by Jesus in John xvi 8-11. He did bring all the mankind out of the "age of ignorance" into an "age of enlightenment" through these Revealed Message (the Qur'an - the Koran). This book is being recited in Arabic and the interpretations (translations) studied in several languages throughout the world. To read English or French translation of the Qur'an please click: http://www.quranexplorer.com/quran
                        8. Finally, several millenniums before Christ Jesus spoke for the coming of "another paraclete", the making of ISLAM as a Great Nation was already in GOD'S MASTER PLAN and foretold in the Holy Bible. God the Almighty had declared His Master Plan to His prophets Abraham, Moses, Solomon, Isaiah and Habakkuk. Here are few verses from the Old and New Testaments. Genesis 17: 20; 21: 13-17-18; Deuteronomy 18: 15-18 and in particular 33:2; Songs of Solomon 5: 10 to 16; Isaiah 42: 9 to 17 and Habakkuk 3: 3. John 14: 16/26; 15: 26; 16: 7 to 15; 1 John 2: 1 and
                        1 John 4: 6.

                        http://www.mostmerciful.com/paraclete.htm

                        __________________

                        تعليق

                        • المهندس زهدي جمال الدين
                          12- عضو معطاء

                          حارس من حراس العقيدة
                          عضو شرف المنتدى
                          • 3 ديس, 2006
                          • 2169
                          • مسلم

                          #87
                          The Paraclete in John's Gospel

                          Thursday, August 26, 2010



                          John is the only New Testament writer who uses the Greek word parakletos (paraclete) to designate the Holy Spirit. The multiple uses of the term are found in Jesus' farewell address in chapters 14 -16 of the fourth gospel. Below is a graphic that shows some of the ways paraclete has been translated into English from John's Greek ****. It also shows how John conceived the role of the Spirit in the life of the believer.




                          Robert Kysar, in his book John, The Maverick Gospel, points out the two-fold function of the Paraclete: 1) He communicates Christ to the believer and 2) he puts the world on trial. But what I would like to get a better handle on is how John's community understood this to happen in practice.

                          How did the Paraclete teach them all things about Jesus?
                          How did they experience revelations of the future?
                          How did the Spirit guide them into all truth?

                          Let me know what you have discovered in practice (not conceptually) about the Paraclete's workings?


                          Question: "What does it mean that the Holy Spirit is our Paraclete?"

                          Answer: The time of the arrest and crucifixion of the Lord Jesus Christ was drawing near. As Jesus met with His disciples in the "upper room," He expounded to them many things. In John 13:33, He stated: "My children, I will be with you only a little longer . . . where I am going you cannot come." The announcement of the coming separation led to the indication of its purpose. The season of bereavement was to be a season of spiritual growth. To this end Christ gave a commandment designed to lead His disciples to appropriate the lessons of His life, and in so doing, to realize their true character, to follow and to find Him as indicated in verses 34 and 35.

                          In light of their weak faith at this point, Jesus told them in
                          John 14:1, "Do not let your heart be troubled. Trust in God; trust also in Me . . . ." Jesus had just explained to them that one of them was a traitor; He had warned Peter that he would deny His Lord three times; and, perhaps the heaviest blow of all was that Jesus was going to leave them (John 13:33). Now He says, " . . . let not your heart be troubled" (John 14:1). In John 14:16- 17, Jesus gives them a statement of great encouragement: "And I will ask the Father (pray), and He will give you another Counselor to be with you forever . . . the Spirit of Truth" (NIV).

                          The Greek word translated "Comforter or Counselor" is "Parakletos" as found in
                          John 14:16, 26; 15:26; and 16:7. Once, it is translated "advocate" (1 John 2:1). The New International Version (NIV) has translated the word as Counselor. The form of the word is unquestionably passive. It can properly mean only "one called to the side of another," and that with the secondary notion of counseling or supporting or aiding him. The con****s in which the word "paraclete" occurs in the New Testament lead to the same conclusions as the form and the independent usage of the word. In 1 John 2:1, the sense "Advocate" alone suits the argument, though the Greek fathers explain the term as applied to the Lord in the same way as in the Gospel. In the Gospel again, the sense of Advocate, counsel, one who pleads, convinces, convicts, who strengthens on the one hand and defends on the other, is alone adequate. Christ as the Advocate pleads the believer's cause with the Father against the accuser Satan (1 John 2:1; compare Romans 8:26, and also Revelation 12:10; Zechariah 3:1). The Holy Spirit (Parakletos) as the Advocate pleads the believer's cause against the world (John 16:8ff) and also Christ's cause with the believer (John 14:26; 15:26; 16:14).

                          By saying what He did to His disciples, Jesus was comforting their troubled hearts. In 14:16 He states: "I will pray to the Father and He will send you another Comforter (paraklete--another is 'allos," one of the same kind, which is the Holy Spirit). First of all, this paraclete is God the Holy Spirit, the third person of the Trinity. He is a true personality and a personal being. He indwells every believer. He has been called in some translations "Encourager." As the "Spirit of Truth," the Holy Spirit illumines the Word of God so believers may understand it. He leads us in that truth of God's Word. He uses the Word of truth to guide us into the will and the work of God.

                          The Holy Spirit abides in every believer. He is a gift from the Father in answer to the prayer of the Son (verse 16). During His earthly ministry, Jesus had guided, guarded, and taught His disciples, but now He was going to leave them. The Spirit of God would come to them and dwell in them, taking the place of their Master's literal presence. Jesus called the Spirit "another Comforter" --another of the same kind. The Spirit of God is not different from the Son of God for both are God (One in essence). The Spirit of God had dwelt with the disciples in the Person of Jesus Christ. Now He would dwell in them.

                          During the Old Testament Age, the Spirit of God would come on people and then leave them. God's Spirit departed from King Saul (
                          1 Samuel 16:14; 18:12); and David, when confessing his sin, asked that the Spirit not be taken from him (Psalm 51:11). When the Spirit was given at Pentecost, He was given to God's people to remain with them forever. Even though we may grieve the Holy Spirit, He will not leave us. Jesus said in Matthew 28:20 " . . . And surely I am with always, to the very end of the age." How is He with us when we are taught that He is in Heaven, seated at the right hand of the Father? He is with us by His Spirit (the other of the same kind -- the Parakletos --the Comforter, the Advocate), who indwells us and never will leave us if we are true believers in Jesus Christ.

                          To have the Holy Spirit as our "Paraclete" is to have God Himself indwelling us as believers. He teaches us the Word and guides us into the truth of that Word. He also reminds us of what He has taught us so that we can depend on God's Word in the difficult times of life. The Spirit uses the Word to give us His peace (
                          John 14:27), His love (John 15:9, 10), and His joy (John 15:11). These are profound truths that comfort our hearts and minds in a troubled world. The power of this indwelling "paraclete" gives us the ability to "live by the Spirit so that we will not gratify the desires of the sinful flesh" and "Since we live by the Spirit, let us keep in step with the Spirit (Galatians 5:16, 25). We, then, can have the "fruit of the Spirit" produced in our own lives (Galatians 5:22, 23) to the glory of God the Father. What a blessing to have the Holy Spirit in our lives as our "paraclete," our Comforter, our Encourager, our Counselor, and our Advocate. Thank you, Father, for your wonderful gift!

                          Recommended Resources:
                          Logos Bible Software and The Holy Spirit by Charles Ryrie.

                          Read more:
                          http://www.gotquestions.org/paraclet...#ixzz2R7czql7P
                          http://www.gotquestions.org/paraclete-Holy-Spirit.html

                          تعليق

                          • المهندس زهدي جمال الدين
                            12- عضو معطاء

                            حارس من حراس العقيدة
                            عضو شرف المنتدى
                            • 3 ديس, 2006
                            • 2169
                            • مسلم

                            #88
                            الفرع الخامس



                            المنحمانا
                            وهو المنحمانا في اللغة الآرمية والمترجمة بـ "منحمانا ، منحمنا Manhamana " فى الآراميةوهي اسم مضاف إلى ضمير الجمع المتكلم وأصلها عبري (menahem منحمמנחם ) من الفعل (نحم) ( נחם ) وقد ورد الاسم ( מנחםmenahem منحم) في التلمود وهو إسم فاعل ويترجمونه بلفظ "باراكليتوس" παράκλητος. وذلك طبقا لترجمة Danny Mahar, author of Aramaic Made EZ.




                            But She—the Spirit, the Paraclete whom He will send to you, my Father, in my name—She will teach you everything; She will remind you of that which I have told you.

                            Translation by Danny Mahar, author of Aramaic Made EZ)

                            اقول : (منحمنا) اسم مضاف إلى ضمير الجمع ، وأصلها عبري من الفعل (نحم) ( נחם ) وقد ورد الاسم ( מנחםmenahem منحم) في التلمود وصفاً للبريقليط المنتظر.

                            وجدير بالذكر أن لفظ "نحم" נחם موجود في الآرامية وكذلك لفظ "منحم / مناحم" מנחםوهو إسم فاعل ويترجم بلفظ "باراقلبط وهو يقابل لفظ "باراكليتوس" παράκλητος اليوناني وفق تراجمهم.
                            ********************************
                            What does the Christian Bible say about Muhammad?



                            The Gospel Preview: The Paraclete
                            The Gospel of Jesus brought into sharper focus the identity of the one who would fulfill the promise to make the line of Ishmael a great nation. In the Gospel of John- a New Testament book which is not the Gospel of Jesus and which may be considered as representing only in general terms portions of Jesus' teaching- Jesus informs his close companions that his work among them was drawing to conclusion, but God would send someone else after a time to carry forward the prophetic movement. This someone, however, would be the last of the prophets.



                            "And I will pray the Father, and He shall give you another Comforter, that he may abide with you forever, even the spirit of truth" [15].




                            "When he, the spirit of truth is come, he will guide you unto all truth; for he shall not speak of himself; but whatsoever he shall hear (from God), that shall he speak, and he will show you things to come. He shall glorify me" [16].
                            In Jesus' written portrait of the last messenger he is called the "Comforter", which represents the word parakletos in the Greek New Testament. More precisely, parakletos means an advocate, one who pleads the cause of another, one who counsels or advises another from deep concern for the other's welfare [17]. Parakletos would designate one who would be considered the "Mercy for all creatures", Rahmatun lil 'Alamiun (Qur'an 21:107). He would be the counsellor who would "lead forth those who believe and do righteous deeds from the depths of darkness into light" (Qur'an 65:11), the true advocate who would be harisun 'alaykuym (Sura Al-Tawba); genuinely solicitous for the welfare of humanity, pleading their case with God and showing them the sure way of return to the favor of the divine Judge.


                            THE GREEK WORD "PARACLETE" (Ho Parakletos):
                            However, some scholars believe that what Jesus said in his own language of Aramaic represents more closely the Greek word periklytos, which means the Admirable or Glorified One. Periklytos corresponds to the word Muhammad in Arabic [18]. There are several proven cases of similar word substitutions in the New Testament (Also, refer to added comments at Reference [18] at the bottom of this page).
                            There are also several instances of another possibility, the possibility that the Greek **** originally had both words, parakletos and periklytos, and due to the similarity of spelling and close proximity to one another in the sentence, one got left out by the copyists. In such case the Greek **** would have read: instead of the present reading: that is, "and He will give you another Counsellor, the Admirable One", instead of the present reading, "and He will give you another Counsellor". Such mistakes occured in copying because the ancient ****s had all the letters written close together. The eye of the copyist could easily pass over a word similar in spelling or close in position [19].
                            When Jesus declares of his coming prophet-counsellor that he would "abide with you forever", he shows thatthere would be no need for additional prophets to succeed him. He would be the last one. He would lead mankind "unto all the truth" (Greek: "to the whole truth", "to every aspect of the truth"); there would be no necessity for anyone to come with additional truth. Indeed, there would be no more additional truth, in the general sense, to bring. So truthful and trustworthy would he be that he could be called Al-Amin, or as the Greek **** of John 16:13 says, ,"the spirit of truth", one of whom it could be said: "He has brought them the Truth" (Qur'an 23:70).
                            The term "spirit" here does not mean that the coming prophet would be other than human. In New Testament Greek, this word has also been applied to an inspired person, "the possessor of a spiritual communication" or revelation. The one who become overwhelmed with a divine revelation is himself termed a "spirit" [20]. The "spirit of truth" would be the person who would possess a spiritual communication, that is, a divine revelation, and whose life and conduct and character would be marked to an extreme degree by devotion to the truth. This is why the next sentence of the verse containing the expression says: "He will guide you unto all truth; for he shall not speak of himself, but whatsoever he shall hear (from God), that shall he speak" (John 16:13). This person would receive the revelation of truth from God and these words alone would constitute the message, not his own opinions or the writings of his companions. His message or revelation would be first and foremost and literally the Word of God. Note that this corresponds exactly to what God revealed to Moses about the prophet who would come from among the "brothers" of the Hebrews: "I ... will put My words in his mouth, and he shall speak unto them all that I shall command him" (Deuteronomy 18:18).
                            A more striking point is the similarity between the divine mission given to Moses, Jesus and the Spirit of Truth (Muhammad) as bearers of a single thread of Revelation from God. By comparing Deuteronomy 18:15, 17-19; John 12:49; 16:12-13; and Qur'an 73:15, one observes that despite the thousands of years involved and the disastrous human interference in the Bible, the words describing these three personalities are almost identical. Therefore, the (original) Torah, Gospel and the Qur'an have One Source and reveal the same Truth, which is Eternal.
                            It cannot be overlooked that Jesus gives a unique requirement that would help to identify the last prophet: "He shall glorify me". (John 16:14). If anyone had come claiming to be this prophet, but did not give due honor to Jesus as prophet and Messiah, he would the wrong one. As a nation, the Jews rejected Jesus. At the same time, this prophet to come would not be a follower of Jesus, that is, a Christian, because Jesus said that this prophet would reveal things of which Jesus himself was unaware. If Jesus had brought "all the truth", there would have been no need for him to single out someone else who would come with all the truth. Likewise, since this prophet would bring all the truth he would have to be the last one, the seal of the prophets. Therefore, we would have to look for someone who, like Abraham in whose line he would come, would be neither Jew nor Christian but would believe in God. Unlike the Jews as a whole, he would "glorify" Jesus by insisting that Jesus was a true messenger of God and by acknowledging that Jesus was the true Messiah. But the teaching of this prophet would come fromGod Himself. As a revelation from God, the message of this last prophet would confirm what God had revealed previously by means of the original Torah and the original Gospel, but his message would be no mere plagiarized copy, no "condensed edition" of either the Torah or the Gospel. God Almighty had said, "I ... will put My words in his mouth", and it is proper that these words would agree with previously revealed words of the One and Same God. "Whatsoever he shall hear (from God), that shall he speak".
                            The one reference at John 14:26 which seeks to identify the coming prophet as "the Holy Ghost" or Spirit is the only one like it in the entire Bible. It is obviously the addition of some editor of the Gospel of John who sought in his own way to explain who he thought the "spirit of truth" was. But this indefensible exegesis simply contradicts what Jesus is reported to have said elsewhere in John. According to other verses he indicated clearly that the prophet or "Paraclete" would not come until Jesus' own mission was finished. The holy spirit- the angel of revelation-was active already, both before and during the ministry of Jesus, delivering God's revelations to His prophets and assisting them. (see Psalms 51:11; Matthew 3:16; 4:1, etc.). This strange "Holy Ghost" interpretation gained currency only after Christians began to look upon God as a "Trinity", with the "Holy Ghost" being an aspect of it. Neither the word Trinity nor its concepts can be found anywhere in the Bible. The Paraclete would be a man, not a ghost, because the same word is applied to Jesus himself at 1 John 2:1
                            "We have a Paraclete (Advocate, Counsellor) with the Father, Jesus Christ, the righteous one". Jesus had been a "paraclete" to the Jews and his followers so considered him, but the Paraclete to come after Jesus (John 14:16) would be for all people, all places and all times.
                            The Greek **** at John 14:16 which foretells the coming of "another Paraclete" is so specific that even the word "another" has significance. In English, "another" may mean "one more of the same kind" or "one more of a different kind". It is important to know which meaning Jesus had in mind, because if he meant "one more of a different kind" that would mean the Paraclete would perhaps be a spirit and the current Christian interpretation has some merit. But if he meant "one more of the same kind", then this is positive proof that the Paraclete would be just like Jesus was: a man, a human being, a prophet, not a spirit. Which did Jesus mean? The Greek **** of the New Testament gives the verdict clearly because it uses the word allon, which is the masculine accusative form of allos: "ANOTHER OF THE SAME KIND". The Greek word for "another of a different kind" is heteros, but the New Testament does not use this word at John 14:16. Clearly, then, the Paraclete would be "ANOTHER OF THE SAME KIND" as Jesus, or as Moses said, "Like unto me": a MAN, not a spirit.

                            REFERENCES

                            [15] John 14:16,17
                            [16] John 16:13, 14. It may be argued that Jesus was speaking for the benefit of his contemporaries, who died at least 500 years before Muhammad (pbuh). But many are the examples in the New Testament wherein Jesus, though speaking with his immediate followers, actually addresses his remrks to different generations in a future time. For example, see Matthew 16:27, 28. Jesus talks about Judgement Day but says, "Verily I say unto you. There be some standing here, which shall not taste of death, till they see the son of Man coming in his kingdom", and at Matthew 24:3, 34, while speaking about the Last Day, he declares, "Verily I say unto you. This generation shall not pass, till all these things be fulfilled". Obviously, those disciples with Jesus then did not live to see either Judgement day or the Second Coming of Jesus, neither of which has even yet occured. Jesus' words, though given to his contemporaries, had reference primarily to a time far distant in the future. When Jesus says "I say unto YOU", he means his followers in the general sense, i.e., "you my people". Jesus is identifying in John 14 and 16 the
                            Last Prophet for the benefit of his followers who would be living when he appeared.

                            [17] Joseph H. Mayfield. Beacon Bible Commentary (Kansas City, 1965), Vol. VII, p. 168
                            [18] Hastings, op. cit. p.14. Added Comment: Note the striking similarity between the two words parakletos and periklytos in Greek:
                            The consonants are exactly the same, the difference is only in the vowels, increasing the possibility of substituting one word for the other or omission of the one through careless copying.
                            [19] For example, compare the many restorations of words and phrases made on the basis of ancient manu******s, which were omitted from the standard New Testament ****, as found in The Emphatic Diaglott of B. Wilson.
                            [20] Reverend Thomas S. Green, A Greek-English Lexicon to the New Testament, 26th Ed. (London, n. d.), p.149. As examples, see usual Christian interpretation of 1 Corinthians 2:10; 2 Thessalonians 2:2 or I John 4:1-3.

                            http://saifur.tripod.com/newtestament.html

                            تعليق

                            • المهندس زهدي جمال الدين
                              12- عضو معطاء

                              حارس من حراس العقيدة
                              عضو شرف المنتدى
                              • 3 ديس, 2006
                              • 2169
                              • مسلم

                              #89
                              الفصل الثاني

                              خاتم النبيين صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ


                              الفرع الأول


                              أنا اللبنة وأنا خاتم النبيين


                              يقول الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم: [ حَدَّثَنَا ‏ ‏يَزِيدُ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ‏ ‏عَنْ ‏‏مُوسَى بْنِ يَسَارٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏قَالَ :‏‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏مَثَلِي وَمَثَلُ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ ابْتَنَى بُنْيَانًا فَأَحْسَنَهُ وَأَكْمَلَهُ إِلَّا مَوْضِعَ ‏‏لَبِنَةٍ ‏ ‏مِنْ زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهُ فَجَعَلَ النَّاسُ ‏ ‏يُطِيفُونَ بِهِ وَيَعْجَبُونَ مِنْهُ وَيَقُولُونَ مَا رَأَيْنَا بُنْيَانًا أَحْسَنَ مِنْ هَذَا إِلَّا مَوْضِعَ هَذِهِ ‏ ‏اللَّبِنَةِ ‏ ‏فَكُنْتُ أَنَا هَذِهِ ‏ ‏اللَّبِنَةَ ‏] (رواه البخاري ح3535، ومسلم ح2286 ومسند أحمد 7173)، إنه الحجر الذي تمت به النبوات.

                              والحديث السابق يجعل النبي في ختامه للرسالات ومكانته بين الأنبياء مثل حجر الزاوية أو اللبنة الأساسية التي لا يكتمل البناء ولا يتم حسنه وجماله إلا بها..
                              ولكن ما الذي يقوله الكتاب المقدس عن هذه اللبنة أو حجر الزاوية ؟.
                              جاء في مزامير داود عن الآتي باسم الرب (المزمور 118/21-25):
                              [20هَذَا الْبَابُ لِلرَّبِّ. الصِّدِّيقُونَ يَدْخُلُونَ فِيهِ. 21أَحْمَدُكَ لأَنَّكَ اسْتَجَبْتَ لِي وَصِرْتَ لِي خَلاَصاً. 22الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ قَدْ صَارَ رَأْسَ ألزَّاوِيَةِ. 23مِنْ قِبَلِ \لرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا. 24هَذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي صَنَعَهُ الرَّبُّ. نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ فِيهِ. 25آهِ يَا رَبُّ خَلِّصْ! آهِ يَا رَبُّ أَنْقِذْ! 26مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ. بَارَكْنَاكُمْ مِنْ بَيْتِ الرَّبِّ. 27الرَّبُّ هُوَ اللهُ وَقَدْ أَنَارَ لَنَا. أَوْثِقُوا الذَّبِيحَةَ بِرُبُطٍ إِلَى قُرُونِ الْمَذْبَحِ. 28إِلَهِي أَنْتَ فَأَحْمَدُكَ. إِلَهِي فَأَرْفَعُكَ. 29احْمَدُوا الرَّبَّ لأَنَّهُ صَالِحٌ لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ ]..
                              كما ورد في إنجيل متى الإصحاح 21 الفقرة 42، 43
                              [42فقالَ لهُم يَسوعُ: "أما قرأتُم في الكُتُبِ المُقَدَّسةِ: الحجَرُ الَّذي رَفضَهُ البنّاؤونَ صارَ رأسَ الزّاويَةِ؟ هذا ما صنَعَهُ الرَّبٌّ، فيا للْعجَبِ!43 لذلِكَ أقولُ لكُم: سيأخُذُ الله مَلكوتَهُ مِنكُم ويُسلَّمُهُ إلى شعبٍ يَجعلُهُ يُثمِرُ. 44مَنْ وقَعَ على هذا الحَجَرِ تَهَشَّمَ. ومَنْ وقَعَ هذا الحجَرُ علَيهِ سَحقَهُ"]..
                              فمن هو الشعب الذي سيجعله الله يثمر إنه نسل إسماعيل عليه السلام أليس هذا هو الوارد في سفر التكوين قال الله تعالى في سفر التكوين 17: 20 مخاطبا إبراهيم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
                              [20وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثْمِرُهُ وَأُكَثِّرُهُ كَثِيراً جِدّاً. اِثْنَيْ عَشَرَ رَئِيساً يَلِدُ وَأَجْعَلُهُ أُمَّةً كَبِيرَةً. ] ذلك قوله :
                              والنص يوضح إخبار المسيح عليه السلام لليهود باستبدال الله لهم بأمة أخرى تحل محلهم في القيام بأمر الدين وأداء رسالته(43 لذلِكَ أقولُ لكُم: سيأخُذُ الله مَلكوتَهُ مِنكُم ويُسلَّمُهُ إلى شعبٍ يَجعلُهُ يُثمِرُ.).. ويخبرهم المسيح عليه السلام أيضا عن ذلك الحجر الذي سيصير رأس الزاوية (22الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ \لْبَنَّاؤُونَ قَدْ صَارَ رَأْسَ ألزَّاوِيَةِ. )..
                              ولا يمكن حمل هذا الكلام على المسيح وأمته؛ لأن المسيح نفسه من أمة بني إسرائيل، كما أن المسيح عليه السلام يقول: (هذا ما صنَعَهُ الرَّبٌّ، فيا للْعجَبِ)، مما يدل على أنه يتكلم عن شخص آخر غيره.
                              فمن هو المقصود إذن بحجر الزاوية غير محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي قال عن نفسه: (‏فَكُنْتُ أَنَا هَذِهِ ‏ ‏اللَّبِنَةَ)؟!
                              وما هي الأمة الأخرى التي أعطاها الله ملكوته بعد أن نزعه من بني إسرائيل سوى أمة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟!!.





                              الفرع الثاني


                              هُوَذَا عَبْدِيהןעבדי


                              ورد في إشعياء 42/1-21 قوله:
                              الإصْحَاحُ الثَّانِي وَالأَرْبَعُونَ
                              <SUP style="TEXT-INDENT: 0px !important">1</SUP>«هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ، مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ. <SUP style="TEXT-INDENT: 0px !important">2</SUP>لاَ يَصِيحُ وَلاَ يَرْفَعُ وَلاَ يُسْمِعُ فِي الشَّارِعِ صَوْتَهُ. <SUP style="TEXT-INDENT: 0px !important">3</SUP>قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً خَامِدَةً لاَ يُطْفِئُ. إِلَى الأَمَانِ يُخْرِجُ الْحَقَّ. <SUP style="TEXT-INDENT: 0px !important">4</SUP>لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَنْكَسِرُ حَتَّى يَضَعَ الْحَقَّ فِي الأَرْضِ، وَتَنْتَظِرُ الْجَزَائِرُ شَرِيعَتَهُ».
                              التعليق على النص السابق:
                              فمن هو المقصود بهذه النبوءة؟.والموجود في النص:[<SUP style="TEXT-INDENT: 0px !important">1</SUP>«هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ، مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ.].
                              הןעבדיאתמך־בובחירירצתהנפשׁינתתירוחיעליומשׁפטלגויםיו ציא
                              إن المدقق في لفظ عَبْدِيעבדי هكذا مجرداً لابد وأن ينصرف الذهن إلى شخص واحد محدد هو النبي محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لأنه من المألوف عند وصف أي نبي من الأنبياء بصفة العبودية لابد وأن يذكر اسمه بعدها إلا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
                              يقول سبحانه وتعالى:[ اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ ] ص/17.
                              ويقول سبحانه وتعالى: [ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ] ص/ 41.
                              ويقول سبحانه وتعالى: [ ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا ] مريم /2.
                              كما أنه قد ورد نفس الشيء في الكتاب المقدس:
                              لقد ورد في 1أخبار 6/49 [وَأَمَّا هَارُونُ وَبَنُوهُ فَكَانُوا يُوقِدُونَ عَلَى مَذْبَحِ الْمُحْرَقَةِ وَعَلَى مَذْبَحِ الْبَخُورِ مَعَ كُلِّ عَمَلِ قُدْسِ الأَقْدَاسِ, وَلِلتَّكْفِيرِ عَنْ إِسْرَائِيلَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِمُوسَى عَبْدُاللَّهِ]
                              والنص العبري هكذا:הןעבדיאתמך־בובחירירצתהנפשׁינתתירוחיעליומשׁפטלגויםיו ציא
                              وفي دانيال 6/20 [ فَلَمَّا اقْتَرَبَ إِلَى الْجُبِّ نَادَى دَانِيآلَ بِصَوْتٍ أَسِيفٍ: يَادَانِيآلُ عَبْدَاللَّهِ الْحَيِّ هَلْ إِلَهُكَ الَّذِي تَعْبُدُهُ دَائِماً قَدِرَ عَلَى أَنْ يُنَجِّيَكَ مِنَ الأُسُودِ؟].
                              وهكذا في سائر القرآن الكريم إلا الحديث عن النبي الخاتم:
                              [ وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ]. (البقرة : 23 )
                              [ وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ]. (الأنفال : 41 )
                              [ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ ]. (القمر: 9 )
                              [ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا ]. (الكهف: 1 )
                              [ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً ]. (الفرقان: 1 )
                              [ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ]. (الزمر: 36 )
                              [ فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ]. (النجم : 10 )
                              [ هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ]. (الحديد : 9 )
                              فلماذا يذكر النبي محمد بدون ذكر اسمه؟ .
                              الإجابة ببساطة شديدة جاءت في قوله تعالى في سورة البقرة:
                              [الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَ إِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ {146} الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ {147}] البقرة:146ـ 147.
                              فمَن غير الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الأنبياء لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض وله شريعة جديدة أكرمها فوضع الحق في الأرض ونشر الشريعة في كل البلاد ما في الفقرة 42/1 ؟,, مَن غيره ؟؟ إن الله عز وجل أمرنا أن نجاهد لنشر دين الحق ونشر الشريعة فإما النصر أو الشهادة, وإن يسوع قال ما أرسلت إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة.متى15/24:
                              والنص هنا يقول:[ 6أَنَا الرَّبَّ قَدْ دَعَوْتُكَ بِالْبِرِّ فَأُمْسِكُ بِيَدِكَ وَأَحْفَظُكَ وَأَجْعَلُكَ عَهْداً لِلشَّعْبِ وَنُوراً لِلأُمَمِ 7لِتَفْتَحَ عُيُونَ الْعُمْيِ لِتُخْرِجَ مِنَ الْحَبْسِ الْمَأْسُورِينَ مِنْ بَيْتِ السِّجْنِ الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ. ] والرسول محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرسل إلى الناس كافة وهذا مصداقاً لقوله سبحانه وتعالى:
                              [ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ] سبأ /28 .
                              ويقول الله سبحانه وتعالى:[ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ] الأنبياء/ 107 .
                              وقوله: [ وَنُوراً لِلأُمَمِ ]..
                              فقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
                              [ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً. وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً ] الأحزاب/ 47 .
                              أما قوله في إشعياء أنه يفتح عيون العُمي ويخرج من الحبس المأسورين ويصفهم بأنهم جالسين في الظلمة والله عز وجل يقول في القرآن مخاطبا الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه يخرج الناس من الظلمات إلى النور فيقول سبحانه وتعالى:[ الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ] إبراهيم:1.
                              ويقول عز وجل: [ رَّسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً] الطلاق:11.
                              وقال عز واصفاً الذين ضلوا من الناس وتاهوا عن شريعة رب العالمين بأنهم في الظلمات: [ وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ اللّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ] الأنعام: 39.
                              فهذا بلا جدال وصف الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا يوجد عاقل ينكر أن هذه كانت من صفاته.
                              كما أن يسوع لم يأت لعبده الأصنام ولكنه جاء لليهود والرسول عليه الصلاة والسلام أول ما خاطب خاطب الكفار عبدة الأصنام وإشعيا يقول:
                              [ 8أَنَا الرَّبُّ هَذَا اسْمِي وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لِآخَرَ وَلاَ تَسْبِيحِي لِلْمَنْحُوتَاتِ.] أي الأصنام المنحوتة من الحجر كما يقول تفسير الكتاب المقدس.
                              ويقول واصفاً إياه: [9هُوَذَا الأَوَّلِيَّاتُ قَدْ أَتَتْ وَالْحَدِيثَاتُ أَنَا مُخْبِرٌ بِهَا. قَبْلَ أَنْ تَنْبُتَ أُعْلِمُكُمْ بِهَا.] .
                              والرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو من أخبر عن أنباء الأمم الأولى وأخبر عن نفاذ سنة الله عز وجل في الكون فحكى عن عاد وثمود وعن قوم نوح ولوط وهود وصالح ويونس وعن قوم إبراهيم وعن قوم فرعون وهو من نبأ عما سيأتي من الأمور فتحققت نبوءاته وما زالت تتحقق.
                              فهذا تصريح بأن هذه النبوءة لا تنطبق على أي أمة غير الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأمته بلا منازع فكيف يقولون أنها عن يسوع ؟؟.


                              الفرع الثالث

                              صفة الرسول محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه في التوراة


                              قول داود في المزمور الثاني والسبعين:
                              اَلْمَزْمُورُ الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ

                              [1اَللهُمَّ أَعْطِ أَحْكَامَكَ لِلْمَلِكِ وَبِرَّكَ لاِبْنِ الْمَلِكِ. 2يَدِينُ شَعْبَكَ بِالْعَدْلِ وَمَسَاكِينَكَ بِالْحَقِّ. 3تَحْمِلُ الْجِبَالُ سَلاَماً لِلشَّعْبِ وَالآكَامُ بِالْبِرِّ. 4يَقْضِي لِمَسَاكِينِ الشَّعْبِ. يُخَلِّصُ بَنِي الْبَائِسِينَ وَيَسْحَقُ الظَّالِمَ. 5يَخْشُونَكَ مَا دَامَتِ الشَّمْسُ وَقُدَّامَ الْقَمَرِ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ. 6يَنْزِلُ مِثْلَ الْمَطَرِ عَلَى الْجُزَازِ وَمِثْلَ الْغُيُوثِ الذَّارِفَةِ عَلَى الأَرْضِ. 7يُشْرِقُ فِي أَيَّامِهِ الصِّدِّيقُ وَكَثْرَةُ السَّلاَمِ إِلَى أَنْ يَضْمَحِلَّ الْقَمَرُ. 8وَيَمْلِكُ مِنَ الْبَحْرِ إِلَى الْبَحْرِ وَمِنَ النَّهْرِ إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ. 9أَمَامَهُ تَجْثُو أَهْلُ الْبَرِّيَّةِ وَأَعْدَاؤُهُ يَلْحَسُونَ التُّرَابَ. 10مُلُوكُ تَرْشِيشَ وَالْجَزَائِرِ يُرْسِلُونَ تَقْدِمَةً. مُلُوكُ شَبَا وَسَبَأٍ يُقَدِّمُونَ هَدِيَّةً 11وَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ الْمُلُوكِ. كُلُّ الأُمَمِ تَتَعَبَّدُ لَهُ 12لأَنَّهُ يُنَجِّي الْفَقِيرَ الْمُسْتَغِيثَ وَالْمَِسْكِينَ إِذْ لاَ مُعِينَ لَهُ. 13يُشْفِقُ عَلَى الْمَِسْكِينِ وَالْبَائِسِ وَيُخَلِّصُ أَنْفُسَ الْفُقَرَاءِ. 14مِنَ الظُّلْمِ وَالْخَطْفِ يَفْدِي أَنْفُسَهُمْ وَيُكْرَمُ دَمُهُمْ فِي عَيْنَيْهِ. 15وَيَعِيشُ وَيُعْطِيهِ مِنْ ذَهَبِ شَبَا. وَيُصَلِّي لأَجْلِهِ دَائِماً. الْيَوْمَ كُلَّهُ يُبَارِكُهُ. 16تَكُونُ حُفْنَةُ بُرٍّ فِي الأَرْضِ فِي رُؤُوسِ الْجِبَالِ. تَتَمَايَلُ مِثْلَ لُبْنَانَ ثَمَرَتُهَا وَيُزْهِرُونَ مِنَ الْمَدِينَةِ مِثْلَ عُشْبِ الأَرْضِ. 17يَكُونُ اسْمُهُ إِلَى الدَّهْرِ. قُدَّامَ الشَّمْسِ يَمْتَدُّ اسْمُهُ. وَيَتَبَارَكُونَ بِهِ. كُلُّ أُمَمِ الأَرْضِ يُطَوِّبُونَهُ. ].
                              وقال المهتدي الطبري:تأمل قوله " وَيُصَلِّي لأَجْلِهِ دَائِماً. الْيَوْمَ كُلَّهُ يُبَارِكُهُ. "
                              (ولا نعلم أحداً يصلى عليه في كل وقت غير محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).
                              وغني هذا النص عن زيادة تعليق أو شرح، فلم تتحقق هذه الصفات متكاملة لنبي أو ملك قبل محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثل ما تحققت له، وبمقارنة سريعة بين الآيات التي سأوردها وهذا النص يتضح التماثل التام بينهما، قال تعالى في سورة التوبة 128:
                              [ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) ].
                              وهذا هو عين الموجود بالنبوءة:[كُلُّ الأُمَمِ تَتَعَبَّدُ لَهُ 12لأَنَّهُ يُنَجِّي الْفَقِيرَ الْمُسْتَغِيثَ وَالْمَِسْكِينَ إِذْ لاَ مُعِينَ لَهُ. 13يُشْفِقُ عَلَى الْمَِسْكِينِ وَالْبَائِسِ وَيُخَلِّصُ أَنْفُسَ الْفُقَرَاءِ. 14مِنَ الظُّلْمِ وَالْخَطْفِ يَفْدِي أَنْفُسَهُمْ وَيُكْرَمُ دَمُهُمْ فِي عَيْنَيْهِ.].
                              ولاحظ الدقة في النص عند قوله ( كُلُّ الأُمَمِ تَتَعَبَّدُ لَهُ ) قال (لَهُ) ولم يقل: ( به).
                              [ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158) ].(الأعراف: 158 ).
                              ولقد ذكرت السيدة خديجة بنت خويلد صفات رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد عودته من الغار ولقائه جبريل عليه السلام فقالت له كما رواه البخاري في كتاب الوحي:
                              فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ « لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي » . فَقَالَتْ خَدِيجَةُ كَلاَّ وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَداً ،[ كُلُّ الأُمَمِ تَتَعَبَّدُ لَهُ ] إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ ، وَتَقْرِى الضَّيْفَ ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ[12لأَنَّهُ يُنَجِّي الْفَقِيرَ الْمُسْتَغِيثَ وَالْمَِسْكِينَ إِذْ لاَ مُعِينَ لَهُ. 13يُشْفِقُ عَلَى الْمَِسْكِينِ وَالْبَائِسِ وَيُخَلِّصُ أَنْفُسَ الْفُقَرَاءِ. ].
                              وقوله تعالى في سورة الفتح/ 28: [ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (28) ].
                              وفي قوله:
                              [16تَكُونُ حُفْنَةُ بُرٍّ فِي الأَرْضِ فِي رُؤُوسِ الْجِبَالِ. تَتَمَايَلُ مِثْلَ لُبْنَانَ ثَمَرَتُهَا وَيُزْهِرُونَ مِنَ الْمَدِينَةِ مِثْلَ عُشْبِ الأَرْضِ. ].
                              هو هو عين الموجود في آخر سورة الفتح:
                              [ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29) ]
                              وقد تضمن المزمور الذي وردت فيه هذه البشارة بعض الألفاظ التي لا تزال مشرقة وشاهدة وهي قول داود:
                              (7يُشْرِقُ فِي أَيَّامِهِ الصِّدِّيقُ وَكَثْرَةُ السَّلاَمِ إِلَى أَنْ يَضْمَحِلَّ الْقَمَرُ. 8وَيَمْلِكُ مِنَ الْبَحْرِ إِلَى الْبَحْرِ وَمِنَ النَّهْرِ إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ. 9أَمَامَهُ تَجْثُو أَهْلُ الْبَرِّيَّةِ وَأَعْدَاؤُهُ يَلْحَسُونَ التُّرَابَ.) .
                              ولنفاسه هذا اللفظ أحببت إيراده، وقد ضُبطت لفظة " الصِّدِّيقُ " بالشكل الذي نقلته، فهل بعد هذا الإيضاح يبقى إشكال لذي عقل؟ وقد ذكر صاحبه الصديق رضي الله عنه، وذكر سنة من سنن دينه وهي كثرة السلام إلى أن يضمحل القمر، واضمحلال القمر تعبير عن الساعة يشهد له أول سورة التكوير والانفطار.
                              أما قوله: (9أَمَامَهُ تَجْثُو أَهْلُ الْبَرِّيَّةِ وَأَعْدَاؤُهُ يَلْحَسُونَ التُّرَابَ.).
                              فلقد عبر عنها القرآن الكريم في سورة الأحزاب : [ وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا] الأحزاب : 27.
                              وفي سورة الفتح/ 19ـ20: [ وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (19) وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (20)] الفتح: 19ـ20.
                              صفة عمر بن الخطاب في التوراة
                              ذكر المسور بن مخزومة، إن عمر لما انصرف إلى منزله بعد أن أوعده أبو لؤلؤة، جاء كعب الأحبار فقال: يا أمير المؤمنين أعهد (أي اكتب وصيتك) فإنك ميت في ثلاث ليال. قال: وما يدريك؟ قال: أجده في كتاب التوراة. قال عمر: أتجد ابن الخطاب في التوراة؟ قال: اللهم لا، ولكن أجد حليتك وصفتك، وأنه قد فنى أجلك" (تاريخ ابن الأثير، ج3، ص 24).
                              وذكر ابن سعد، قال كعب لعمر: أجدك في التوراة تقتل شهيداً. قال عمر: وأني لي بالشهادة وأنا بجزيرة العرب". وعند قتل أبو لؤلؤة المجوسى عمر، أتى كعب فقال: ألم أقل لك إنك لا تموت إلا شهيداً؟ (طبقات ابن سعد، ج3، ص 236، تاريخ الخلفاء، ص 80- 90)
                              وقد قتل عمر بعد ثلاثة أيام بواسطة أبو لؤلؤة المجوسى في 26 ذي الحجة سنة 23ﻫ
                              وهذا من التوراة و العهد القديم في الإنجيل: سفر زكريا الإصحاح التاسع رقم 9 إلى 11:

                              ّ9 ابتهجي جدا يا ابنة صهيون اهتفي يا بنت أورشليم (القدس).هوذا ملكك يأتي إليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان. 10 واقطع المركبة من أفرايم والفرس من أورشليم وتقطع قوس الحرب.ويتكلم بالسلام للأمم وسلطانه من البحر إلى البحر ومن النهر إلى أقاصي الأرض. 11

                              البطرق صفرونيوس
                              حين فتح المسلمين فلسطين بقيادة عمرو بن العاص من جهة وعبيدة بن الجراح من جهة أخرى، بهدف نشر الدعوة الإسلامية فيها، بقيت القدس لم تفتح لمناعة أسوارها، حيث اعتصم أهلها داخل الأسوار. وعندما طال حصار المسلمين لها، طلب رئيس البطارقة والأساقفة منهم أن لا يسلم القدس إلا للخليفة عمر بن الخطاب.
                              فأرسل عمرو بن العاص يخبر الخليفة عمر في المدينة بما طلبه صفرونيوس رئيس الأساقفة المسيحيين في القدس فاستشار الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أصحابه فكان أول من تكلم عثمان بن عفان فقال: أقم ولا تسر إليهم فإذا رأوا أنك بأمرهم مستخفن ولقتالهم مستحقر فلا يلبثون إلا اليسير حتى ينزلوا على الصغار ويعطوا الجزية.
                              وقال علي بن أبي طالب: إني أرى أنك إن سرت إليهم فتح الله هذه المدينة على يديك وكان في مسيرك الأجر العظيم، ففرح عمر بن الخطاب بمشورة علي فقال: لقد أحسن عثمان النظر في المكيدة للعدو وأحسن علي المشورة للمسلمين فجزاهما الله خيراً ولست آخذاً إلا بمشورة علي فما عرفناه إلا محمود المشورة ميمون الغرة.
                              واستخلف علي بن أبي طالب رضي الله عنه على المدينة المنورة فخرج الخليفة عمر بن الخطاب هو وخادمه ومعهما ناقة واحدة فقط يركبها مرة وخادمه مرة.
                              وبعد رحلة طويلة شاقة وصل الخليفة عمر وخادمه إلى مشارف القدس،وصعد صفرونيوس وبطارقته إلى أسوار القدس ونظروا إلى الرجلين القادمين فأخبرهم المسلمون بأنهما ليسا سوى عمر وخادمه... فسألهم صفرونيوس أيهما عمر..؟ فاخبره المسلمون أن عمر هو هذا الذي يمسك بزمام الناقة ويخوض في الماء والوحل، وخادمه هو الذي يركب الناقة.. فذهل صفرونيوس والبطارقة، حيث أن هذا مذكور في كتبهم.. فكانت العهدة العمرية وفتح القدس واليوم العظيم للمسلمين.

                              تعليق

                              • المهندس زهدي جمال الدين
                                12- عضو معطاء

                                حارس من حراس العقيدة
                                عضو شرف المنتدى
                                • 3 ديس, 2006
                                • 2169
                                • مسلم

                                #90
                                الفرع الرابع



                                فتح مكة المكرمة


                                فتح الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمكة ومعه عشرة آلاف صحابي..
                                في سفر التثنية الإصحاح 33/1ـ 2 [وَهَذِهِ هِيَ البَرَكَةُ التِي بَارَكَ بِهَا مُوسَى رَجُلُ اللهِ بَنِي إِسْرَائِيل قَبْل مَوْتِهِ 2فَقَال: «جَاءَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ وَأَشْرَقَ لهُمْ مِنْ سَعِيرَ وَتَلأْلأَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ وَأَتَى مِنْ رَبَوَاتِ القُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لهُمْ.] . (SVD)
                                وفي طبعة سنة 1844م هكذا: [ وَهَذِهِ هِيَ البَرَكَةُ التِي بَارَكَ بِهَا مُوسَى رَجُلُ اللهِ بَنِي إِسْرَائِيل قَبْل مَوْتِهِ 2فَقَال: «جَاءَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ وَأَشْرَقَ لَنامِنْ سَعِيرَ وَاسْتَعْلَنْ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ وَأَتَى مِنْ رَبَوَاتِ القُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لهُمْ.].
                                وفي نسخة الانترنت موقع الكلمة نجد النص هكذا:
                                [وهذِهِ هيَ البَركةُ التي بارَكَ بِها موسى، رجلُ اللهِ، بَني إِسرائيلَ قَبلَ موتِهِ، 2فَقالَ: «أقبَلَ الرّبُّ مِنْ سيناءَ، وأشرَقَ لهُم مِنْ جبَلِ سَعيرَ، وتَجلَّى مِنْ جبَلِ فارانَ، وأتى مِنْ رُبى القُدسِ وعَنْ يمينِهِ نارٌ مُشتَعِلةٌ. ].
                                وفي نسخة (KJV)
                                نجد النص هكذا:
                                DT: 33:2: And he said, The Lord came from Sinai, and rose
                                Up from Seir unto them; he shined forth from mount Paran, and he came with ten thousands of saints: from his right hand went a fiery law for them.
                                وبالعبرية هكذا:
                                [ אוְזֹאתהַבְּרָכָה, אֲשֶׁרבֵּרַךְמֹשֶׁהאִישׁהָאֱלֹהִים-אֶת-בְּנֵייִשְׂרָאֵל:לִפְנֵי, מוֹתוֹ. בוַיֹּאמַר, יְהוָהמִסִּינַיבָּאוְזָרַחמִשֵּׂעִירלָמוֹ—הוֹ פִיעַ מֵהַרפָּארָן, וְאָתָהמֵרִבְבֹתקֹדֶשׁ; מִימִינוֹ, אשדתאֵשׁדָּתלָמוֹ].
                                والذي ينطق هكذا:
                                [ وآماد أذوناى مسيناى إشكلي ودبهور يقايه مسيعير اثحزى لانا استخى بغبورتيه تمل طوراد فإران وعميه ربواث قديسين ].
                                في نص التثنية الإصحاح 33/2 نبوءة واضحة عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكما قلنا لا ينكرها عاقل إلا من كان حاقد القلب أعمى البصر والبصيرة فهذه الأماكن الثلاثة وهي مبعث الرسل الثلاثة محمد وعيسى وموسى عليهم أفضل الصلاة والسلام.
                                وبدراسة متأنية لما هو وارد في سفر تثنية الآيات 1-3 من الإصحاح الـ33 والتي تشكّل المقدّمة، والتي تقرأ كما يلي:
                                [ وَهَذِهِ هِيَ البَرَكَةُ التِي بَارَكَ بِهَا مُوسَى رَجُلُ اللهِ بَنِي إِسْرَائِيل قَبْل مَوْتِهِ 2فَقَال: جَاءَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ وَأَشْرَقَ لهُمْ مِنْ سَعِيرَ وَتَلأْلأَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ وَأَتَى مِنْ رَبَوَاتِ القُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لهُمْ. 3فَأَحَبَّ الشَّعْبَ. جَمِيعُ قِدِّيسِيهِ فِي يَدِكَ وَهُمْ جَالِسُونَ عِنْدَ قَدَمِكَ يَتَقَبَّلُونَ مِنْ أَقْوَالِكَ]،نجد أن المهتدي الإسكندراني قد أورد هذه البشارة باللغة العبرية كالتالي والتي تنطق هكذا:
                                ( وآماد أذوناى مسيناى إشكلي ودبهور يقايه مسيعير اثحزى لانا استخى بغبورتيه تمل طوراد فاران وعميه مربواث قديسين ).
                                والنص العبري هكذا:
                                [ אוְזֹאתהַבְּרָכָה, אֲשֶׁרבֵּרַךְמֹשֶׁהאִישׁהָאֱלֹהִים-אֶת-בְּנֵייִשְׂרָאֵל:לִפְנֵי, מוֹתוֹ. בוַיֹּאמַר, יְהוָהמִסִּינַיבָּאוְזָרַחמִשֵּׂעִירלָמוֹ—הוֹ פִיעַ מֵהַרפָּארָן, וְאָתָהמֵרִבְבֹתקֹדֶשׁ; מִימִינוֹ, אשדתאֵשׁדָּתלָמוֹ. גאַףחֹבֵבעַמִּים, כָּל-קְדֹשָׁיובְּיָדֶךָ; וְהֵםתֻּכּוּלְרַגְלֶךָ, יִשָּׂאמִדַּבְּרֹתֶיךָ.].

                                أرجو ملاحظة كلمة (מֵרִבְבתـمربواث ـקדֶשׁ ـ قديسين ) الواردة في النص السابق،إنها تعني عشرة آلاف قديس بالتحديد وذلك طبقاً للغة العبرية وطبقاً لما هو وارد في القاموس العبري بالإضافة إلي دقة النص المترجم إلى اللغة الإنجليزية وتحديداً نسخة الملك جيمس كما سنرى، والعجيب أن جناب القس عـبد المسيح بسيط أبو الخير قد حرف النص عن موضعه، حيث أنه قد أثبت الرسم وحرف النطق هكذا:
                                من (מֵרִבְבתקדֶשׁ مربواث قديسين ( إلى ) מֵרִבְבתקדֶשׁ ـ مربيبوت قودش )
                                فالنص العبري هو هو ولكن النطق غير سليم فمن مربواث قديسين إلى مربيبوت قودش.
                                فما المقصود بربوات القدس ( מֵרִבְבתקדֶשׁ ـ مربيبوت قودش ) طبقاً لتفسير القس المبجل؟.
                                يقول بالحرف الواحد ما نصه:[ " قودش = قدس أو مقدس "، ومن ثمّ فترجمة النص العبري إلى العربية حرفيًا هو:" أَقْبَلَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ، وَأَشْرَفَ عَلَيْهُمْ مِنْ سَعِيرَ، وَتَجلّيَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ؛ وَأَتَى مِنْ رُبَي القُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ مُشْتَعَلَة "].
                                لاحظ أنه نطق كلمة קדֶשׁ قديسين هكذا: [ قودش ] لتصبح القدس بعد ذلك ويصبح النص بناء على كلامه كالآتي:
                                يقول:
                                [ قبل موت موسى النبي مباشرة أخذ يبارك أسباط إسرائيل الإثنى عشر ويذكّرهم بأعمال الله العظيمة التي عملها معهم طوال رحلة الخروج من مصر، ويعرّفهم بماهيّة الرب ( يهوه יְהוָה) مانح البركة ثم يقدم لهم في الإصحاح الـ 33 بركة فردية خاصة لكل سبط من أسباط إسرائيل الإثنى عشر، ويبدأ الإصحاح بقوله " وَهَذِهِ هِيَ البَرَكَةُ التِي بَارَكَ بِهَا مُوسَى رَجُلُ اللهِ بَنِي إِسْرَائِيل قَبْل مَوْتِهِ، فَقَال: " جَاءَ الرَّبُّ ( يهوه יְהוָה ) مِنْ سِينَاءَ وَأَشْرَقَ
                                ( يهوهיְהוָה) لهُمْ مِنْ سَعِيرَ وَتَلأْلأَ( يهوه יְהוָה) مِنْ جَبَلِ فَارَانَ وَأَتَى مِنْ رَبَوَاتِ القُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لهُمْ. "]. (تثنية33/1و2).
                                تصحيح خطأ جناب القس:
                                لو نظرنا إلى الترجمة الحرفية للنص نجدها كالتالي:
                                بداية جاءت العبارة في اللغة العبرية ( מֵרִבְבתקדֶשׁ ـ مربواث قديسين ) ،وليست كما قال جناب القس: (مربيبوت قودش ).
                                مع ملاحظة أن كلمة [ מֵ ـ مي ] تعني [مع] وليست [ من ]، وكلمة [רִבְבת ـ ربواث ] تعني [عشرة آلاف] وليست [ربوات جمع ربوة] ، كما يذكر نيافته، كما أن كلمة [ קדֶשׁ] تعني [ قديسين ]، وليست [القدس] كما يحاول التضليل فرببوت قدش، جاءت في صيغة المضاف والمضاف إليه. وهذه الصيغة يتم ترجمتها في صيغة الموصوف والصفة، وإليك بيان ذلك:

                                1 ـ خروج 3: 5: אַדְמַתקדֶשׁ (أدْمَت قـُدِش) أي "أرض مقدسة"، وهكذا ترجمها فانديك، ولم يقل "أرض القدس"! فجاءت (قدش) صفة.

                                2 ـ خروج 12: 16: מִקְרָאקדֶשׁ (مِقـْرا قـُدِش) أي "محفل مقدّس"، وهكذا ترجمها فانديك، ولم يقل "محفل القدس"! فجاءت (قدش) صفة.

                                3 ـ خروج 16: 23 :שַׁבַּתקדֶשׁ(شَبَت قـُدِش) أي "سبت مقدّس"، وهكذا ترجمها فاندايك، ولم يقل "سبت القدس"! فجاءت (قدش) صفة.

                                4 ـ أي 23: 6: כִּי-קדֶשׁהֵמָּה (كِي قـُدِش هِمَّه) أي "لأنهم مقدَّسون"، وهكذا ترجمها فاندايك، ولم يقل "لأنهم القدس"! فجاءت (قدش) صفة.

                                فاتضح أن (رببوت قدش) تـُترجَم إلى (ربْوات مقدسة) وهي الترجمة السليمة، ومن قرائن ذلك أن النص بعدها قال (قدشـَيو) أي "قدّيسيه" فجاء بالاسم في صيغة الجمع.


                                والمدقق في النص نجد أن جناب القس قد أغفل كلمة ( يهوهיְהוָה) من باقي النص كما هو متبع في شرحه حيث قال:
                                [ وَأَتَى مِنْ رَبَوَاتِ القُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لهُمْ.] وبناءً على تفسيره يفترض أن يصبح النص هكذا:
                                [وَأَتَى( يهوهיְהוָה) مِنْ رَبَوَاتِ القُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ ( يهوهיְהוָה) نَارُ شَرِيعَةٍ لهُمْ. ] حيث أن الضمير في النص يعود على( يهوهיְהוָה)، ومع ذلك فهو لم يفعل ، لماذا لأنه بعد ذلك أكد أن القادم مِنْ رُبَي القُدْسِ هو السيد المسيح، وإليك إعادة قوله مرة ثانية:
                                [ ومن ثمّ فترجمة النص العبري إلى العربية حرفيًا هو " أَقْبَلَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ، وَأَشْرَفَ عَلَيْهُمْ مِنْ سَعِيرَ، وَتَجلّيَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ؛ وَأَتَى مِنْ رُبَي القُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ مُشْتَعَلَة ].
                                والذي نرتاح إليه ونركن، هو ما ذكره المهتدي سعيد الإسكندراني والمهتدي عبد الأحد داوود وليس كما ذكره جناب القس كاهن كنيسة السيدة العـذراء الأثرية بمسطرد بالقاهرة، ويصبح النص كالتالي:
                                [ אוְזֹאתהַבְּרָכָה, אֲשֶׁרבֵּרַךְמֹשֶׁהאִישׁהָאֱלֹהִים-אֶת-בְּנֵייִשְׂרָאֵל:לִפְנֵי, מוֹתוֹ. בוַיֹּאמַר, יְהוָהמִסִּינַיבָּאוְזָרַחמִשֵּׂעִירלָמוֹ—הוֹ פִיעַ מֵהַרפָּארָן, וְאָתָהמֵרִבְבֹתקֹדֶשׁ; מִימִינוֹ, אשדתאֵשׁדָּתלָמוֹ ] .
                                وإليك النص من ترجمة King James والتي أنقلها كالآتي:
                                1 And thisisthe blessing, wherewith Moses the man of God blessed the children of Israel before his death.
                                2 And he said, The LORD came from Sinai, and rose up from Seir unto them; he shined forth from mount Paran, and he came with ten thousands of saints: from his right handwenta fiery law for them.
                                والربوات في اللغة اليونانية وفي اللغة العبرية רִבְבתتعني عشرة آلاف، كما جاءت في معاجم اللغة العبرية مثل ( Dictionary Young’s Hebrew ) تعني:
                                [ ten thousands,multitude, ] عشرة آلاف.
                                أما النص المستشهد به من قبل جناب القس فلقد تم التحريف فيه هكذا:
                                “2 And he said The Lord came from Sinai and dawned over them from Seir;He shone forth from Mount Paran. He came from myriadsof holyones from his right hand went a fierly”
                                ويقوم بالشرح والتعليق على النص بقوله:
                                " مع ملاحظة أنّ عبارة [ holy ones] هي حرفيًا [ holy one ].
                                ونقلت في بعض الترجمات الإنجليزية ومنها الترجمة الدولية الحديثة ، " myriads" NIV
                                في حين أن كلمة " myriad " كما جاء في " The Lexicon Webster Dictionary " والتي استشهد بها نيافته تعني عشرة آلاف وإليك التعريف كما هو وارد في القاموس :
                                Indefinite, immense number; a multitude of things or people”: ten thousand
                                وما لنا نذهب بعيداً إليك النص التوراتي الشارح لها:
                                جاء في سفر عزرا اَلإصْحَاحُ الثَّانِي عدد 64و65:
                                [63وَقَالَ لَهُمُ التِّرْشَاثَا أَنْ لاَ يَأْكُلُوا مِنْ قُدْسِ الأَقْدَاسِ حَتَّى يَقُومَ كَاهِنٌ لِلأُورِيمِ وَالتُّمِّيمِ. 64كُلُّ الْجُمْهُورِ مَعاً اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ أَلْفاً وَثَلاَثُ مِئَةٍ وَسِتُّونَ 65فَضْلاً عَنْ عَبِيدِهِمْ وَإِمَائِهِمْ فَهَؤُلاَءِ كَانُوا سَبْعَةَ آلاَفٍ وَثَلاَثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاَثِينَ وَلَهُمْ مِنَ الْمُغَنِّينَ وَالْمُغَنِّيَاتِ مِئَتَانِ.].
                                وجاء في سفر نحميا اَلإصْحَاحُ السَّابِعُ عدد 65ـ76:
                                [ 65وَقَالَ لَهُمُ التَّرْشَاثَا أَنْ لاَ يَأْكُلُوا مِنْ قُدْسِ الأَقْدَاسِ حَتَّى يَقُومَ كَاهِنٌ لِلأُورِيمِ وَالتُّمِّيمِ. 66كُلُّ الْجُمْهُورِ مَعاً أَرْبَعُ رَبَوَاتٍ وَأَلْفَانِ وَثَلاَثُ مِئَةٍ وَسِتُّونَ 67فَضْلاً عَنْ عَبِيدِهِمْ وَإِمَائِهِمِ الَّذِينَ كَانُوا سَبْعَةَ آلاَفٍ وَثَلاَثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاَثِينَ.].
                                وعليه فقد فهمت السبعينية كلمة (قدش) في بشارة التثنية على أنها اسم بلد، فترجمتها إلى(قادش). فجاء جيروم وصحّح هذا الخطأ، وترجمها إلى (قديسين). نفس الموقف حصل هنا، إذ فهمت السبعينية كلمة (تيمان) على أنها اسم بلد، فجاء جيروم وصحّح هذا الخطأ وترجمها إلى (الجنوب). وكما رأينا، فالفشيطتا السريانية والترجوم الآرامي كلاهما ترجما الكلمة إلى (جنوب).
                                هذه العبارة العبرية מִתֵּימָן(مِتيمن) وردت في(يشوع 12: 3)، وترجمها فاندايك إلى: "من التيمن"، بينما هي في الترجمة الكاثوليكية:"من الجنوب"، وفي الترجمة المشتركة:
                                "جنوباً"، وهكذا في الترجمات الإنجليزية. نفس الشيء في (يش 13: 4). وجاءت תֵּימָן (تيمان) بمعنى الجنوب (إش 43: 6؛ زك 6: 6، 9: 14؛ مز 78: 29؛ أيوب 39: 26؛ نشيد 4: 16).
                                هل عرفتم لمَ جاء جبل فاران مقروناً بكلمة( تيمن)، ليُعرف أن جبل فاران إنما يقع في الحجاز الجنوبي حيث تخوم اليمن، فهكذا تـُعرف اليمن لدى اليهود باسم תימן(تيمان). وقد تحدث المسيح عن ملكة اليمن التي جاءت لسليمان (متى 12: 42)، وهي في الفشيطتا السريانية: "ܡܠܟܬܐܕܬܝܡܢܐ" (ملكتا دتيمنا)، وفي ترجمة ديلطش العبرية:"מַלְכַּתתֵּימָן" (ملكةتيمن)، وترجمها فاندايك إلى:"ملكةالتيمن"! .
                                ويقول البروفسور عبد الأحد داوود والذي أورد نصّ الفقرة كالآتي:
                                [ جاء نور الرب من سيناء وأشرق لهم من ساعير، وتلألأ من جبل فاران وجاء معه عشرة آلاف قديس، والشريعة المشعّة بيده ]… ففي الكلمات شبه نور الرب بنور الشمس:
                                " إنه يأتي من سيناء ويشرق من ساعير، ولكنه تلألأ بالمجد من ( فاران ) حيث يظهر مع عشرة آلاف قديس ( مؤمن ) ويحمل الشريعة بيده اليمني "
                                [كتاب " محمد... في كتب اليهود والنصارى " للبروفيسور عبد الأحد داود ص10. ]
                                وهذا يعني دخول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع عشرة آلاف قديس ( مؤمن ) وجاء بنور الشريعة إلى شعبه فلقد جاء في كتاب ( السيرة النبوية وأخبار الخلفاء للإمام الحافظ أبي حاتم بن أحمد التميمي المتوفي 354 ھ الطبعة الثالثة صفحة 326) والذي كتب عن دخول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة ومعه عشرة آلاف من المسلمين.

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                مواضيع من نفس المنتدى الحالي

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة مسلم للأبد, 11 مار, 2010, 04:20 م
                                ردود 463
                                74,863 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                ابتدأ بواسطة بن الإسلام, 14 فبر, 2015, 03:14 م
                                ردود 354
                                18,340 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة بن الإسلام
                                بواسطة بن الإسلام
                                ابتدأ بواسطة باحث سلفى, 18 نوف, 2015, 01:08 ص
                                ردود 147
                                8,302 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة باحث سلفى
                                بواسطة باحث سلفى
                                ابتدأ بواسطة المهندس زهدي جمال الدين, 15 ماي, 2013, 08:58 م
                                ردود 130
                                22,334 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة الفضة
                                بواسطة الفضة
                                ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 22 ماي, 2010, 09:50 م
                                ردود 30
                                32,463 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة الفضة
                                بواسطة الفضة
                                يعمل...