حوار مع الزميل عيسي الربوبي "الجزء الثاني" حول: ضرورة الوحي وأدلة صدق القرآن الكريم

**كنز العلوم** · 22 ماي, 2013, 04:58 ص

الإله الخالق العظيم لا يجوز وصفه بالحياة أو الموت الإله منزه عن ذلك.

زميلي الكريم

ماذا تعني ان الاله لا يجوز وصفة بالحياة او الموت

انا اسألك سؤالا مباشرا عن عقيدتك في الاله وليس فيما يجوز او لا يجوز للاله

الاله الخالق العظيم منحك ( عقلا ) لتصل به اليه وهو منحة عظيمة كما قلت

ما الذي يعتقده عقلك عن هذا الاله ..... هل هذا الاله له وجود الان ام لا ؟؟

اريدك ان تختار

نعم له وجود الان ..... كيف تدلل علي وجوده ؟

لا ليس له وجود الان ..... كيف تدلل علي عدم وجوده ؟

لا ادري ..... لماذا لم تجزم بوجوده او عدم وجوده ؟

ولاحظ انني اقول الان اي وقت جزمك بوجوده من عدمه

ومهما كان اختيارك فانني :

بعد اجابة هذا السؤال اضع مشاركاتي الكاملة عن الوحي والقران ان شاء الله تعالي

تقبل خالص تحياتي

**كنز العلوم** · 22 ماي, 2013, 05:45 ص

المشاركة الأصلية بواسطة عيسى الربوبي

بخصوص قاعدة ارسطو في المنطق "ما لا يعرف من قبيل سببه .. لم يعلم وجوده بالحقيقة" فسؤضح بعض الاشكالات التي لاعلاقة للقاعدة بها بل الخطأ يقع في الحكم على الاشياء فلذلك ساطرح قاعدة اخرى لتحل هذا الاشكال وامثلها رياضياً

"الحقيقة في الاشياء وليست في الاحكام التي يصدرها عقلي بشأنها"
- جاك روسو -

قاعدة جاك ساقوم بفرضها رياضياً بصيغة بسيطة
نفرض أن:
الحقيقة = ح
والاحكان = ك

فحينها أما
(ح يساوي ك) أو (ح لا يساوي ك)

قاعدة ارسطو بصياغة اخرى كما قال زميلي ( انتفاء المدلول لانتفاء الدليل )
نفرض الدليل = د
المدلول = ل

اذا كان (ح يساوي ك) مع د (الحكم بالدليل حقيقةً) فحينها د يساوي ل (موجود)

واذا كان (ح لا يساوي ك) مع د (الحكم بالدليل الغير حقيقي) فحينها د لا يساوي ل (غير موجود)

زميلي الكريم

قاعدة : "الحقيقة في الاشياء وليست في الاحكام التي يصدرها عقلي بشأنها"

قاعدة صحيحة وان كنت انت لم تتمكن من ايضاح لماذا

فانت قفزت الي النتيجة مباشرة ان ح تساوي ك او لا تساويها في حين انه

الحقيقة = ح

والاشياء = ش

والاحكام = ك

فان كانت ش = ح .... اي الاشياء حقيقة

وك = ح .... اي الاحكام ايضا صحيحة وحقيقة

فانه حتما ش = ك اي حتما الاحكام صحيحة عن الاشياء

و يحدث عدم التماثل اذا كانت الاحكام ليست صحيحة لانها ستجعل من الاشياء غير الحقيقة

ولكن ما علاقة ذلك بقاعدة

ما لا يعلم من قبيل سببه .... فلا وجود له علي الحقيقة

قلت لك : انا لا اعلم السبب الذي يؤدي الي معرفة وجود الله

هل هذا يعني ان الله .... ليس له وجود علي الحقيقة ؟؟ ما دمت لا اعلم السبب الي يوصلني لوجوده ؟؟

كوني لا اعلم .... لا ينفي وجود الله

قس علي ذلك كثير ..... الكون يتحرك .... والرجل العامي البسيط لا يملك الاسباب التي توصله لاثبات حركة الكون

هل تكون حركة الكون .... لاوجود لها علي الحقيقة

كونه لا يعلم ..... لا يعني عدم حركة الكون

انت تقول ( انتفاء المدلول .... لانتفاء السبب )

وعدم علمي بالسبب يجعله منتفيا عندي وهو ما يؤدي لانتفاء المدلول ....علي غير الحقيقة

وعلم غيري بالسبب يجعله ثابتا عنده وقد ادي به الي اثبات نفس المدلول علي وجه الحقيقة

فانت تحتاج ان تقول ( بشرط علمك بكل الاسباب التي تؤدي الي المعرفة )

ولذا قلت لك ( ليست صحيحة علي اطلاقها ) انما مقيدة بشروط فهي ليست فاعدة عامة مطلقة

ارجو ان لا تتهمني في المرة القادمة انني اسب الذات الارسطية !

ولكن القاعدة خطأ

و الصواب : عدم الدليل .... ليس دليلا علي العدم

تقبل تحياتي

**عيسى الربوبي** · 22 ماي, 2013, 04:10 م

المشاركة الأصلية بواسطة كنز العلوم

زميلي الكريم

ماذا تعني ان الاله لا يجوز وصفة بالحياة او الموت

انا اسألك سؤالا مباشرا عن عقيدتك في الاله وليس فيما يجوز او لا يجوز للاله

الاله الخالق العظيم منحك ( عقلا ) لتصل به اليه وهو منحة عظيمة كما قلت

ما الذي يعتقده عقلك عن هذا الاله ..... هل هذا الاله له وجود الان ام لا ؟؟

اريدك ان تختار

نعم له وجود الان ..... كيف تدلل علي وجوده ؟

لا ليس له وجود الان ..... كيف تدلل علي عدم وجوده ؟

لا ادري ..... لماذا لم تجزم بوجوده او عدم وجوده ؟

ولاحظ انني اقول الان اي وقت جزمك بوجوده من عدمه

ومهما كان اختيارك فانني :

بعد اجابة هذا السؤال اضع مشاركاتي الكاملة عن الوحي والقران ان شاء الله تعالي

تقبل خالص تحياتي

اشكرك على طرح السؤال بصيغة اخرى فالحياة والموت لها كيفيات فلو قلت لك الإله حي بمعناها الكلمي ستقول لي كيف هو حي وستقول لماذا لم يمت وكل هذه مقاييس بشرية قد لاتعكس التصور الحقيقي للإله

فالحياة والموت قانونا طبيعيان وضعهما الإله فكيف تنطبقان عليه

أما وجود الإله فنؤمن انه موجود ويجهز الطبيعة بالحياة ولا نعتقد أن الحركة من صفات المادة وهو ما فنده توماس بين وجاك روسو فنستنتج أن الحركة محكومة من قبل منظم اذا فرضنا عدم وجوده فحينها لا وجود للحركة لا وجود للحياة

والخالق العظيم هو واهب الحياة فكيف يهب شيء يفقده اصلا

**عيسى الربوبي** · 22 ماي, 2013, 04:22 م

أنا اسف بسبب ضعفي في اللغة العربية لم انتبه

قاعدة ارسطو " ما لايعرف من قبيل سببه .. لم يعلم وجوده بالحقيقة"
أي مثلا طائر فوق المنزل بما انه لا دليل على وجوده اي وجوده ليس حقيقاً بمعنى قد يكون موجوداً وقد يكون ليس موجوداً أما اذا استطعنا معرفته بالسبب فوجوده حقيقياً

وهذه ليست ك "انتفاء المدلول .. لانتفاء السبب"

مع تحياتي

**في حب الله** · 23 ماي, 2013, 02:38 ص

تدخل إشرافي:

أرجو من المحاورين تحديد مسار الحوار والإنتهاء من نقطة:
"صفة الكلام"
المحاور المسلم: دليلك
المحاور الربوبي: دليلك
فإما تخطيها أو الإتفاق بالوصول للحق فيها ..

ثم الإنتقال لأصل الحوار حول:
"ضرورة الوحي"

* أي تشتيت في الحوار سيتم حذفه فوراً دون الرجوع لصاحب المشاركة

وفقكم الله تعالى

**عيسى الربوبي** · 23 ماي, 2013, 08:52 ص

المشاركة الأصلية بواسطة في حب الله

تدخل إشرافي:

أرجو من المحاورين تحديد مسار الحوار والإنتهاء من نقطة:
"صفة الكلام"
المحاور المسلم: دليلك
المحاور الربوبي: دليلك
فإما تخطيها أو الإتفاق بالوصول للحق فيها ..

ثم الإنتقال لأصل الحوار حول:
"ضرورة الوحي"

* أي تشتيت في الحوار سيتم حذفه فوراً دون الرجوع لصاحب المشاركة

وفقكم الله تعالى

صفة الكلام لا ادري واضعها في المنزلة بين المنزلتين

**في حب الله** · 23 ماي, 2013, 11:04 م

مشاركة إشرافية:

المحاور المسلم "كنز العلوم"
محاورك الربوبي يقف من صفة الكلام موقف لا أدري
هل تتخطى هذه النقطة أم تستكمل للإتفاق على موقف محدد منها؟

* مع ملاحظة أن موقف لا أدري معناه أنه لا يستطيع نفي ما تقره أنت في حديثك في الصفة ذاتها ..

وفقكم الله

**كنز العلوم** · 24 ماي, 2013, 03:32 ص

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اشكر الاشراف علي قيامه بواجبه في ادارة الحوار

كما اشكر الزميل عيسي الربوبي الذي يتحاور معنا بكل صدق وامانة واراه يسعي لبيان الحق بالعقل والمنطق

وان شاء الله ابدأ في سرد الادلة التي تقتضي امكان الوحي وضروراته

هذه الادلة انشرها تباعا تحت 6 بنود هي علي التوالي

1 -صفات الاله المطلقة

2 - نماذج من الصفات القدرة و الارادة والعلم والحكمة والسمع والبصر

3 - صفة الكلام

4 - الربوبية والالوهية والعبادة

5 - غاية الوحي

6 - الوحي والعقل

يتبع ان شاء الله

**كنز العلوم** · 24 ماي, 2013, 03:36 ص

الزميل الكريم / عيسي الربوبي

اود في بداية الامر ان اكتب تلخيصا لما وصلنا اليه حتي الان

قلت لك انه : لا سبيل الي اقناعك بمعرفة الوحي بالحس وانت وافقت

قلت لك انه : لا سبيل الي اقناعك بمعرفة الوحي بالخبر وانت وافقت

قلت لك انه : السبيل الوحيد الي معرفة الوحي هو النظر والتفكر وانت وافقت

قلت لك ان تعريف الوحي لغة واصطلاحا هو :

الوحي : هو الاشارة والالهام والكلام الخفي والاعلام في الخفاء

واصطلاحا : هو كلام يلقيه الله سبحانه الي انبيائه بما يريد ابلاغهم به من شريعة او كتاب بواسطة او بدون واسطة

وانت اتفقت معي علي ذلك

سالتك هل صفة الكلام للاله ممكنة ام مستحيلة ام انك لا تدري

وكان جوابك انك لا تدري بما لا ينفي امكان الحدوث

سألتك كيف يستطيع الانسان ان يحدث نفسه بلا صوت ولا جارحة .... ولا يستطيع الاله ان يتحدث بلا صوت ولا جارحة

( مع فارق ان كلام المخلوق حادث و كلام الخالق غير حادث )

وكان جوابك انك لا تعلم بما لا ينفي امكان الحدوث

وسالتك عن الاله هل هو حي الان ام ميت قلت انه منزه عن الوصف بالحياة والموت ولكنك تقر انه له وجود الان

ولا ادري كيف يكون الاله له وجود الان وهو ليس ( حي ) وما يقره العقل ان الاله منزه عن الموت

وليس معني انه له صفة الحياة اي انه سوف يجري عليه الموت لان الحياة المقصودة ان الاله ( حي ) دائم هو مصدر الحياة لكل حي

كما انه مطلق الحياة فاذا كان الاله مطلق الحياة فلا سبيل اذن للموت اليه

ومن هنا نبدأ لنعلن الرد علي خطواته الستة كما اتفقنا

ارجو ان لا تضع مشاركاتك قبل ان افرغ منها بعدها لك حق الرد ويستمر الحوار

يتبع ان شاء الله

**كنز العلوم** · 24 ماي, 2013, 03:40 ص

النقاط الاساسية

1 -صفات الاله المطلقة

2 - نماذج من الصفات القدرة و الارادة والعلم والحكمة والسمع والبصر

3 - صفة الكلام

4 - الربوبية والالوهية والعبادة

5 - غاية الوحي

6 – االوحي والعقل

1 -صفات الاله المطلقة

نقول ان كل عاقل يدرك وجود الاله لابد وان يؤمن ان الاله له صفات تليق بكونه الها وخالقا ومهيمنا علي الكون وهذه الصفات لا خلاف بيننا فيها وهي ما نسميها صفات الاله

صِفَاتُ الاله أزَلِيَةٌ أَبدِيَةٌ، لأَنَّ الذَّاتَ أزَليٌّ فَلا تَحْصُلُ لَهُ صِفَةٌ لَم تَكُنْ في الأَزَلِ،

( معني الازلية انها استمرار وجود الصفات في ازمنة مقدرة من جانب الماضي

ومعني الابدية انها استمرار وجود الصفات في ازمنة مقدرة من جانب المستقبل )

ولانه قد ثَبَتَت الأزليَّةُ لذاتِ الاله وَجَبَ أن تكون صفاتُهُ كلُّها أزليَّةً أبديَّةً كما انها ايضا لا تَقبَلُ التَّغيُّرُ والتَّطوُّرُ والتبدل والتحول

لأن التّغيُّرَ والتَّطوُّرَ والتبدل والتحول من حالٍ إلى حالٍ علامةُ الحدوثِ، والحادث تاقص والنقص لا يجوز علي ذات الاله

فالإنسان علي سبيل المثال يقبل الزّيادةَ والنُّقصانَ والتغيُّرَ والتحول من الكمالِ المحدود إلى النَّقصِ والعكس

وكذلك سائر المخلوقات و الحوادث

أما الاله المتصف بالكمال المطلق فهو لا تجري عليه صفات الحوادث من النقص والزيادة

وعليه فان

علمُ الاله كاملٌ كما هي سائر صفاته ولا نقول الا ان الاله مطلق العلم

قدرة الله كاملة كما هي سائر صفاته

وحكمة الله مطلقة كما هي سائر صفاته

2 – نماذج من الصفات

اولا : القُدرةُ

وهي صفةٌ أزليّةٌ ثابتةٌ لذاتِ الله تعالى

والقدرة يتأتى بها الإيجاد والإعدامُ أي يوجدُ بها المعدومَ من العدمِ ويُعدمُ بها الموجود.

والبرهانُ العقليُّ على وجوبها لله تعالى هو أنه لو لم يكن قادرًا لكان عاجزًا ولو كان عاجزًا لم يُوجد شىءٌ من المخلوقاتِ، والمخلوقاتُ موجودةٌ بالمشاهدةِ.

ثم العجزُ نقصٌ، والنقصُ مستحيلٌ على الله لأن الاله يتصف بكل صفات الكمال

والقران الكريم ذكرُ صفةِ القدرةِ لله تعالى في عدةِ مواضعَ كقولِهِ تعالى: وَهُوَ على كلِّ شىءٍ قديرٌ

ثانيا : الإرادةُ

الإرادةُ صفةٌ قائمةٌ بذاتِ الله أي ثابتةٌ لذاتِهِ

وكل الممكناتِ العقليةَ كانت معدومةً ثم دخلت في الوجودِ بتخصيصِ الله تعالى لوجودِها إذ كانَ في العقلِ جائزًا ألا توجدَ

فيعلم من ذلكَ أن الله تعالى خصص كل شىءٍ دخلَ في الوجودِ بوجودِهِ بدل أن يبقى في العدمِ وبالصفةِ التي هو عليها دونَ غيرِها،

فتخصصُ الإنسانِ بصورتِهِ وشكلِهِ الذي هو قائمٌ حاصلٌ بتخصيصِ الله تعالى لأنه كان في العقلِ جائزًا أن يكونَ الإنسانُ على غير هذه الصفةِ وعلى غيرِ هذا الشكلِ

وهذا ما نعني به ...... الارادة

فالاله له الارادة التي يفعل بها ما يريد

والقران الكريم قر صفة الارادة لله سبحانه وتعالي و من ذلك قولُه تعالى: فَعَّالٌ لما يُرِيدُ

ثالثا : العلمُ

العلم صفةٌ أزليةٌ ثابتةٌ لله تعالى

و في إثباتِ صفةِ العلمِ لله تعالى أنَّه تعالى لو لم يكن عالمًا لكانَ جاهلًا والجهلُ نقصٌ والله منزهٌ عنِ النقصِ،

وأيضًا لو كانَ جاهلًا بشىءٍ لَم يوجد هذا العالمُ فوجودُ هذا العالمِ مشاهَدٌ ثابتٌ للعيانِ، فالجهلُ في حقّ الله تعالى يؤدي إلى عدمِ وجودِ العالمِ وذلك محالٌ، وما أدى إلى المحالِ محالٌ.

والقران الكريم اكد هذه الصفة في مواضع كثيرة كقولِهِ تعالى: وَهُوَ بِكُلِّ شَىءٍ عَليم

وقولِهِ: ألا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللطيفُ الخبير

وفيها سؤال استنكار هل الخالق العظيم لا يعلم مخلوقاته

والعلم والحكمة متلازمان اذ لا يتصور عاقل ان من خلق الكون بقدرة بالغة واتقن صنعته اتقانا يعجز امامه العقل ليس حكيما في صنعته وانه كان يتصرف بعبثية

كيف تتفق العبثية مع العلم والمطلق واتقان الخلق فكل عليم بما صنع حكيم في صنعته

وقد تلازمت صفتا العلم والحكمة في القران الكريم

فتقرا في غير ما موضع قوله تعالي : العليم الحكيم متلازمتان كما في سورة يوسف :

إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6)

إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100)

ينبع ان شاء الله

**كنز العلوم** · 24 ماي, 2013, 03:43 ص

رابعا : السمعُ

السمع صفةٌ قائمةٌ بذاتِ الله أي ثابتةٌ له تتعلقُ بالمسموعاتِ، وقال بعضُ المتأخرينَ: تتعلقُ بكلِ موجودٍ من الأصواتِ وغيرها،

ولا يجوزُ أن يكونَ سمعُهُ تعالى حادثًا كسمع خلقِهِ، ولا يجوزُ أن يكونَ بآلةٍ كسمعنا فهو يسمعُ بلا أُذُنٍ ولا صِماخٍ

و سمعُ الله تعالى أزليٌّ ومسموعاتُهُ التي هي من قبيلِ الصوتِ حادثةٌ فهو تعالى يسمعُ هذه الأصواتَ الحادثةَ بسمعِهِ الأزليّ الأبديّ أي الذي ليس لوجودِهِ ابتداءٌ ولا انتهاءٌ بل هوَ باقٍ دائمٌ كسائرِ الصفاتِ،

وهذا قوا العلماء إن قدرة الله متعلقةٌ بالحادثاتِ أي الممكناتِ العقليةِ والقدرةُ أزليةٌ بخلافِ المقدوراتِ فإنها حادثةٌ

ودليلُ وجوبِ السمعِ له عقلًا أنه لو لم يكن متصفًا بالسمعِ لكان متصفًا بالصممِ وهو نقصٌ على الله، والنقصُ عليه محالٌ.

والقران الكريم اكد وجود هذه الصفة في مواضع كثيرةٌ منها قولُه تعالى: وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ

وقولُه تعالى: قد سَمِعَ الله قَوْلَ التي تُجادلُكَ فِي زوجِها

خامسا : البصرُ

البصرُ صفةٌ أزليةٌ أبديةٌ متعلقٌ بالمبصراتِ فهو تباركَ وتعالى يرى ذاته الأزليَّ ويرى الحادثاتِ برؤيتِهِ الأزليةِ، وليسَ بصرهُ كبصرِ خلقِهِ لأن بصرَ حادث كما انه باستخدام جارحة الاعين

والدليل على ثبوتِ البصر لهُ من حيث العقلُ أنه تبارك وتعالى لو انتفى عنهُ البصرُ لاتصفَ بضدِهِ وهو العَمَى أي عدمُ الرؤية وذلك نقصٌ والنقصُ محالٌ على الله.

والقران الكريم اكد وجود هذه الصفة في مواضع كثيرة كقولِ الله تعالى: وَهُوَ السَّمِيعُ البصير

يتبع ان شاء الله

**كنز العلوم** · 24 ماي, 2013, 03:54 ص

3 - صفة الكلام

اثبات صفة الكلام للاله

الاله ينبغي ان يتصف بكل صفات الكمال والجلال والقدرة

و الاله قادر علي الكلام لان الذي لا يتكلم ابكم والأبكم عاجز والعجز محال في جانب القادر المطلق

وليس بالضرورة ان يتكلم الاله بجارحة الفم واللسان

ولا نقصد بالكلام الحروف والمخارج والمقاطع التي هي من فعل الجوارح لان الاله ليس له جارحة انما الكلام صفة تابعة لذاته ابدية ملازمة له وهي صفة لها وجود ثابت كما ان الاله له وجود ثابت بالدليل

اما الكلام الذي هو المقاطع والحروف فهو اداء المخلوقات الحادث اثناء قراءة كلام الاله وليس هو بالضرورة الكلام ذاته

لان ( صفة الكلام ) صفة ازلية تتبع ذات الاله الازلية

و انما الحاصل اثناء قراءة هذا الكلام ان الانسان يقرأه في صورة حروف ومقاطع وكلمات لها صوت ورنين

كما نرسم كلمة ( الله ) ثم نقرأها في صورة حروف هذا لا يعني ان الله حادث تاسيسا علي ان من يقرأ الحروف حادث يقرأ حروف حادثة

وانما الله في ذاته ازلي وابدي مطلقا وليس بحادث وانما ( نطق ) الانسان الحادث ومخارجة هي الحادثة وليس ذات الله وان نــَطــَقَ ( اسم ) وحروف الذات بجوارحه الحادثة

وكلام الله لا يستلزم معه انه يتكلم بجارحة ولسان وفم مثل مخلوقاته وانما هي بطريقة تتبع ذاته

ولما كانت الذات غير مُدرَكة الماهية كان الكيف ايضا غير مُدرَك اذ ان الكيف يتبع الذات

وهو مثل السمع والبصر

فان الاله يتصف بصفة القدرة علي السمع لان الذي لا يستطيع ان يسمع اصم والصمم نقص والنقص محال في جانب الاله المتصف بالكمال

والاله يتصف بصفة القدرة علي البصر لان الذي لا يستطيع ان يبصر اعمي والعمي نقص والنقص محال في حق الاله المتصف بالكمال

ومع ذلك فانه لا يستلزم بالضرورة ان تكون له جارحة الاذن ليسمع ولا جارحة العين ليبصر

فمن قال ان الاله يسمع ويبصر ويتكلم علي سبيل المجاز .... فقد عطل صفات الاله

ومن قال انه يسمع ويبصر ويتكلم بالجوارح فقد شبه الاله بمخلوقاته

وكلاهما باطل

ولكن الاله يسمع ويبصر ويتكلم علي وجه الحقيقة وليس علي سبيل المجاز كما لايستلزم ان تكون له جارحة الاذن والعين واللسان لكي يسمع او يبصر او يتكلم

صفة الكلام .... صفة كل (حي )

لا يتصور العقل ان يكون هناك من هو ( حي ) ولا يمكنه الكلام

الخلاف الوحيد هو ( كيفية ) اداء الكلام الذي هو صورة من صور التعامل

الكلام عند البشر

الكلام عامة جمع كلمة والكلمة هي القول

والكلام يطلق علي الالفاظ المفيدة التي تعطي معنا مفهوما

فلا يعقل ان نسمي واو العطف وفاء العطف و همز الاستفهام و لام القسم و غيرها من الحروف المفردة كلاما اذ انها ليس لها معنا مفهوما بمفردها

ولا بد ان نبين الفرق بين كل مما يلي

صفة الكلام : القدرة علي الكلام وهي صفة في كل الاحياء

الكلام .... الذي هو القول

الصوت .... هو كل ناشئ عن حركة الاجسام

وصفة الكلام هي صفة ملازمة للذات مثل العلم والحكمة والرحمة و باقي الصفات تتبع الموصوف تماما بقاؤها مرهون ببقاء الذات واتعدامها مرهون بانعدام الذات

بخلاف الكلام الذي هو القول ولغة التعامل عند البشر و مفاده الحروف والكلمات والمقاطع التي تخرج من جارحة الفم واللسان وبقاؤه ليس مرهونا ببقاء الذات اذ انه من المعقول ان نجد الشخص الحي الابكم

كما انها الذي لا يستطيع ان يخرج من فمه ولسانه حروف وكلمات لها معني

و الصوت الذي هو كل ناشئ عن حركة الاجسام لا نسميه كلاما وانما نسمي الكلام صوتا سواءا كان مفهوما وتاما ام لا

فالكلام ناشئ عن حركة الفم واللسان ولذا فمعني الصوت يشمله

فالكلام صوت والصفير صوت و الرعد صوت وصرير الاسنان صوت وقرقعة الجرس صوت وحفيف اوراق الشجر صوت وليس بالضرورة ان تكون كلمات لها معني او ان تصدر عن جوارح

وهذا ما نعنيه حين نقول ان هناك فارق بين الكلام .... القول .... صوت البشر ....

وصفة الكلام ..... القدرة علي اداء الكلام ...ايا كان هذا الكلام

والكلام اوالقول هو من مفردات اللغة ووسائل التعامل بين الذوات

وليس الكلام المؤلف من حروف ومقاطع فقط هو لغة التعامل بين المخلوقات

اذ ان العديد من الكائنات يمكنها التعامل والكلام عن طريق وسائل مختلفة

فالنمل يمكنه الكلام عن طريق افرازات من الغدد الموجودة بجسمه تستشعرها باقي الافراد عن طريق غدة اخري في جسمها ايضا

ومنها مواد الاثر التي تمكن النمل من السيرفي خط منتظم

ومنها مواد الانذار التي تظهر بشدة اذا رايت طابور النمل المستقيم وحاولت ان تقطعه بيدك فتري تشتت النمل في كل اتجاه في منظر يشير الي الذعر والرعب

وذلك بسبب خروج مواد الانذار من اجسام النمل فتدركه باقي الافراد فتتشتت بسرعة خوفا من الخطر

ومنها جاذبات الجنس التي تنتشر خصيصا في موسم التزاوج

ومنها عناصر البروتين والدهون والكربوهيدرات التي تمثل لغة التعامل داخل الخلية الحية نفسها

(راجع كتاب لغة الكيمياء عند الكائنات الحية للدكتور احمد مدحت اسلام عالم المعرفة طبعة سبتمبر 1985 عدد رقم 93 )

حمل نسختك من هنا

http://www.al-mostafa.info/data/arab.../Issue-093.pdf

ومنها حركات النحل الراقصة التي تمثل اشارات ولغة تعامل

فلا يوجد كائن حي تقريبا ليست له لغة يتكلم بها سواءا كانت الكلام الذي هو مقاطع وحروف او الكلام عن طريق شفرات الكيمياء او عن طريق رموز مثل الرقص او الدوران

كل هذه الدلائل تؤكد ان هناك لغات تعامل مختلفة بين الكائنات المختلفة وان الكلام ( صفة ) لا تنفصل عن اي كائن حي حتي الخلية الواحدة وعناصرها الداخلية بينها لغة تفاهم ما دامت هي كائن حي

ما يؤكد ثبوت صفة الكلام في كل ( حي ) وهذه الصفة تمكنه من التواصل

يتبع ان شاء الله

**كنز العلوم** · 24 ماي, 2013, 03:56 ص

في انتظار اشعارك باستكمال ما بدأت

فقط اعتذر منك ان لا تضع ردك الان حتي يكتمل الرد

يبقي لدينا

الربوبية والالوهية والعبادة

غاية الوحي

الوحي والعقل

خالص تحياتي لشخصكم الكريم

**كنز العلوم** · 24 ماي, 2013, 04:11 م

نتابع باذن الله

زميلي الكريم / عيسي الربوبي

لم تسجل متابعتك وسوف استكمل ان شاء الله تعالي حفاظا علي الوقت

4 – الربوبية والالوهية والعبادة

أ - ارسطو والاله

اعتمد أرسطو على الحركة في إثبات وجود الاله فقال: ( إن كل متحرك لا بد له من مُحرِّك، وهذا المحرك لا يمكن أن يحتاج إلى محرك آخر يستمد حركته من غيـره، وإلا لتسلسل الأمر إلى غير نهاية؛ فلا بد من أن ينتهي الأمر إلى محرك أولي أزلي يُحرِّك ولا يتحرك، أو يفعل في غيره ولا ينفعل بغيره، وإلا لَمَا كان أولًا، وذلك المحرك الأول هو الاله ).

فالاله عند أرسطو هو العلَّة الأولى، أو المحرك الأول؛ يقول: ( فلا بد لهذه المتحركات من محرك، ولا بد للمحرك من محرك آخـر متقدم عليه ... وهكذا، حتى ينتهي العقل إلى محرك بذاته، أو محـرك لا يتحـرك، لأن العقل لا يقبل التسلسل في الماضي إلى غير نهاية.

كما يقول: ( وهذا المحرك الذي لا يتحرك لا بد أن يكون سرمدًا، لا أول له ولا آخر، وأن يكون كاملًا منزهًا عن النقص والتركيب والتعدد، وأن يكون مسـتغنيًا بوجوده عن كل موجود.

وهذا المحرك سابق للعالم في وجوده، سبق العلـة لا سـبق الزمان، كما تسبق المقدمات نتائجها في العقل، ولكنها لا تسبقها في الترتيب الزمني؛ لأن الزمان حركة العالم فهو لا يسبقه، أو كما قال: ( لا يُخلَق العالم في زمان ).

ويضيف أرسطو: ( وإذا كانت إرادة قديمة لا تتغير؛ فوجود العالم ينبغي أن يكون قديمًا كإرادة الاله لأن إرادة الاله هي علة وجود العالم، وليست العلة مفتقرة إلى سبب خارج عنها؛ فلا موجب إذًا لتأخر المعلول عن علته، أو لتأخر الموجودات عن سببها الذي لا سبب غيره.

ثم قـال: ( إن الاله لا يعلـم الموجودات، لأنها أقل من أن يعلمها، وإنما يعقل الاله أفضل المعقولان وليس أفضل من ذاته، فهو يعقل ذاته، وهو العاقل والعقل والمعقول، وذلك أفضل ما يكون !!).

وقال أرسطو: ( الاله هو الكل )، وقال أيضًا: ( الاله عقل وعاقل ومعقول )

وذهب بعقله إلى أن الأول لا يعقل إلا ذاته، وينفي علم الاله بالعالم؛ لأن في ذلك سقوطًا يجب تنزيه الاله عنه، وأنه لا يليق بالاله المتصف بالكمال أن يعلم العالم وهـو أقل منه، فلو علمه كان ناقصًا مثله

و هو كان موضع نقد شديد من حيث انه : إذا كان الله عنـده لا يتصل بالعالم من جهة الخلق والتدبير، ولا من جهة العلم؛ فما قيمة هذا الإله؟ وما منزلته؟ وما الفائدة من الإيمان بوجوده ووحدانيته، وكونه محركًا للعالم؟

ورأي أرسطو ـ أن الإله لا يعقل إلا ذاته ـ يسـتلزم أن الاله لا يعلـم العالـم بحجة أن العالم شيء دنيء بالنسبة اليه وأن الأشياء توجد وتنعدم دون أن يريد الاله لها ذلك أو يعلم من أمرها شيئًا.

وعلي ذلك فالاله في نظره غير عالم بشيء من الكون، ولا مريدًا لما يجري فيه من أحداث، فهـو إذًا ينفـي التدبير الإلهي للعالم

ب - معني الربوبية في الاسلام

قال ابن منظور في لسان العرب

الرَّبُّ: هو اللّه عزّ وجلّ، هو رَبُّ كلِّ شيءٍ أَي مالكُه، وله الرُّبوبيَّة على جميع الخَلْق، لا شريك له، وهو رَبُّ الأَرْبابِ، ومالِكُ المُلوكِ والأَمْلاكِ. ولا يقال الربُّ في غَيرِ اللّهِ، إِلاّ بالإِضافةِ

وربُّ كلِّ شيءٍ: مالِكُه ومُسْتَحِقُّه؛ وقيل: صاحبُه. ويقال: فلانٌ رَبُّ هذا الشيءِ أَي مِلْكُه له. وكُلُّ مَنْ مَلَك شيئاً، فهو رَبُّه. يقال: هو رَبُّ الدابةِ، وربُّ الدارِ، وفلانٌ رَبُّ البيتِ،

ابن الأَنباري: الرَّبُّ يَنْقَسِم على ثلاثة أَقسام: يكون الرَّبُّ المالِكَ، ويكون الرَّبُّ السّيدَ المطاع؛ قال اللّه تعالى: فيَسْقِي ربَّه خَمْراً، أَي سَيِّدَه؛ ويكون الرَّبُّ المُصْلِحَ

وقد اعلن الله سبحانه انه الرب في القران الكريم في اكثر من موضع

قال تعالي :

اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ الصافات 126

ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ الانعام 102

فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ .... يونس 32

وعليه فانه سبحانه لما كان المتصرف في كل الامور

وهو الخالق والرازق والمهيمن

فعليه وجب علي كل من يؤمن بالله سبحانه وتعالي ان يثبت له علي وجه الحقيقة الاعتراف بربوبيته وملكه وهبمنته علي كل الخلائق

وقد امن العديد من البشر بالربوبية ولم يؤمنوا بالالوهية التي تستوجب العبادة

وهو مناط الخلاف بين كل الرسل والمرسل اليهم عامة و كفار قريش بصفة خاصة

اذا انهم لم ينكروا الربوبية

قال الله سبحانه و تعالي في القران الكريم :

وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ .... العنكبوت 61

وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ العنكبوت 63

بل ذهب الامر الي ابعد من ذلك

وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ الزخرف 87

فهم علي فهم ارسطو وفهم الربوبيين ..... مؤمنين بوجود الخالق العظيم

فلماذا هم ...... ( كفار قريش )

كفار ؟؟؟!!!!

نعم ..... لانهم لم يعلنوا الالوهية الواجبة لله

يتبع ان شاء الله

**كنز العلوم** · 24 ماي, 2013, 04:18 م

ج - الالوهية

الإلَهُ: الله عز وجل، وكل ما اتخذ من دونه معبوداً إلَهٌ عند متخذه، والجمع آلِهَةٌ. والآلِهَةُ: الأَصنام، سموا بذلك لاعتقادهم أَن العبادة تَحُقُّ لها، وأَسماؤُهم تَتْبَعُ اعتقاداتهم لا ما عليه الشيء في نفسه

ابن سيده: والإلاهَةُ والأُلُوهة والأُلُوهِيَّةُ العبادة

والاله هو المألوه اي الذي يأله القلوب بحبه

و عليه فان الاله هو من يستحق العبادة

ومعني لا اله الا الله اي .... لا معبود بحق الا الله

ذلك ان المعبود كثير ولكن .... من المعبود بحق ؟

وقد فطن اليها العرب في تاريخ البعثة ولذا لم يسلموا لها

لانهم يعلمون الالتزام فيما بعدها من العبادات كالصلاة والزكاة والصوم والحج و واتباع الاوامر واجتناب النواهي و التزام شريعة الله في الارض

والطاعة الخالصة لله سبحانه وتعالي

وكل من قال علي الله سبحانه انه هو الاله وجب عليه تقديم العبادة له .... لتحقيق شرط الالوهية

ولما رفض كفار قريش هذا المبدأ رفضوا ( العبادة ) والتزام الشرائع واتباع الاوامر واجتناب النواهي

وهذا هو الفارق بين قولك

الاله .... والرب

الامر في العبادة والتكليف

لان العبادة هي الطاعة المطلقة لله سبحانه وتعالي

....................

وعقيدتنا في لله سبحانه كما جاء في كتب العقيدة ( العقيدة الواسطية )

وَمِنَ الإيمَانِ بِاللهِ: الإِيمَانُ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فِي كِتِابِهِ الْعَزِيزِ، وَبِمَا وَصَفَهُ بِهِ رَسُولُهُ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم ؛ مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ وَلاَ تَعْطِيلٍ، وَمِنْ غَيْرِ تَكْيِيفٍ وَلاَ تَمْثِيلٍ.

بَلْ يُؤْمِنُونَ بِأَنَّ اللهَ )ِلَيْسَكَمِثْلِهِشَيْءٌوَهُوَالسَّمِيعُالبَ صِيرُ (.

فَلاَ يَنْفُونَ عَنْهُ مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ، وَلاَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ، وَلاَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَاءِ اللهِ وآيَاتِهِ، وَلاَ يُكَيِّفُونَ وَلاَ يُمَثِّلُونَ صِفَاتِهِ بِصِفَاتِ خَلْقِهِ.

لأَنَّهُ سُبْحَانَهُ: لاَ سَمِيَّ لَهُ، وَلاَ كُفْءَ لَهُ، وَلاَ نِدَّ لهُ.

ولاَ يُقَاسُ بِخَلْقِهِ سُبْحَانَهَ وَتَعَالَى.

فَإنَّهُ أَعْلَمُ بِنَفْسِهِ وَبِغَيْرِهِ، وَأَصْدَقُ قِيلاً، وَأَحْسَنُ حَدِيثًا مِنْ خَلْقِهِ. ثُمَّ رُسُلُه صَادِقُونَ مُصَدَّقُون؛ بِخِلاَفِ الَّذِينَ يَقُولُونَ عَلَيْهِ مَا لاَ يَعْلَمُونَ.

وَلِهَذَا قَالَ : سُبْحَانَرَبِّكَرَبِّالْعِزَّةِعَمَّايَصِفُون َوَسَلامٌعَلَىالْمُرْسَلِين () وَالْحَمْدُلِلَّهِرَبِّالْعَالَمِينَ

(. فَسَبَّحَ نَفْسَهُ عَمَّا وَصَفَهُ بِهِ الْمُخَالِفُونَ لِلرُّسُلِ، وَسَلَّمَ عَلَى الْمُرْسَلِينَ؛ لِسَلاَمَةِ مَا قَالُوهُ مِنَ النَّقْصِ وَالْعَيْبِ.

وَهُوَ سُبْحَانَهُ قَدْ جَمَعَ فِيما وَصَفَ وَسَمَّى بِهِ نَفْسَهُ بينَ النَّفْيِ وَالإِثْبَاتِ.

فَلاَ عُدُولَ لأَهْلِ السُّنَّةٌ وَالْجَمَاعَةِ عَمَّا جَاءَ بِهِ الْمُرْسَلُونَ؛ فَإِنَّهُ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، صِرَاطُ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ والصَالِحِينَ.

د - العبادة

العبادة فى الاسلام هى :

الطـاعة المطلقة لله سبحانه وتعالى مـع غــاية الحب له جل وعلى والخوف والخشية

واتباع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أصل العبودية الخضوع والذل. من تذلل وخضع لغير الله فقد عبده.

فيفهم من هذا أن العباة لله التى خلق الانسان لأجلها هى:

الالتزام بما شرعه الله ودعا إليه رسوله محمد صلى الله عليه وسلم أمرا ونهيا تحليلا وتحريما فهذا هو الذى يمثل عنصر الطاعة والخضوع لله سبحانه وتعالى.

أمــــا أن يطيـــع الإنسان الله فيما ينـاسب ذوقـه ويخـالفه فيما لاينـاسب هـــواه.!!! فهــذا ليــــــــــس عابد لله بل هو عــابد لهــواه

والعبادة تستلزم الحب له سبحانه وتعالي

والمؤمنون اشد حبا لله اذ من غير المعقول ان تطيهع احدا لا تحبه ومن غير المعقول ان لا تطيع احدا وتزعم انك تحبه

وقد صدق قول الشاعر

تعصي الاله وانت تزعم حبه ........ هذا لعمري في القياس شنيع

لو كان حبك صادقا لأطعته .......... ان المحب لمن يحب مطيع

وانت تقول لنا انك تخشي ان عبدت الله ان يدخلك النار خالدا فيها !!!!!!!!!

وهل يدخل الحبيب ..... حبيبه الي النار

ام ينقله الي اعلي الجنان ويأنس بقربه وحبه

والله ثم والله ثم والله .... لو انك انست الحب في قربه .... واستشعرت حبه في قلبك

ماجال بخاطرك ان تتركه وتترك قربه طرفة عين

وكبف يترك الحبيب حبيبه وهو لا يكتوي بنار الشوق واللوعة الي قربه مرة اخري

وكيف بترك الحبيب حبيبه وهو لا يتضور شوقا الي لقاءه والانس بقربة في كل لحظة

العبادة ليست تكاليف شاقة بقدر ما هي الانس بالقرب و استشعار الحب و السعادة في اللقاء

العبادة لفظ شامل في تقديم الخضوع الكامل لله سبحانه وتعالي وان تعلن ان لا مكان في قلبك لاحد الا الله

وهو معني قولنا لا اله الا الله

لا معبود بحق الا الله

وصاحب النعمة المطلقة علي الانسان يستوجب الطاعة المطلقة في العبادة

ادعو الله ان يفتح قلبك و بصرك و بصيرتك الي نور معرفته و حبه والأنس في قربه

يتبع ان شاء الله

المواضيع	إحصائيات	آخر مشاركة
إعادة توجية: مهم بواسطة Amo2024 ابتدأ بواسطة Amo2024, 23 يون, 2024, 11:00 ص	—	—
أريد مساعدة عاجلة بارك الله فيكم بواسطة الراجية مغفرة ربها ابتدأ بواسطة الراجية مغفرة ربها, 21 يول, 2022, 03:03 ص	ردود 3 63 مشاهدات 0 ردود الفعل	آخر مشاركة بواسطة د. نيو 6 أغس, 2022, 05:49 ص
الدور الروسي في محنة مسلمي تركستان الشرقية بواسطة عاشق طيبة ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 2 ديس, 2021, 02:04 م	ردود 2 38 مشاهدات 0 ردود الفعل	آخر مشاركة بواسطة عاشق طيبة 1 ينا, 2022, 12:31 م
إعادة توجية: هل يتدخل الله عز وجل فى فعلنا الخير بابعاد الشر عنا بواسطة أكرمنى ربى بالاسلام ابتدأ بواسطة أكرمنى ربى بالاسلام, 9 فبر, 2021, 12:58 م	—	—
المندائية بقايا الغنوصية .. وعبادة الملائكة! بواسطة د.أمير عبدالله ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 6 ديس, 2020, 09:44 م	رد 1 771 مشاهدات 0 ردود الفعل	آخر مشاركة بواسطة د.أمير عبدالله 7 ديس, 2020, 02:48 م

حوار مع الزميل عيسي الربوبي "الجزء الثاني" حول: ضرورة الوحي وأدلة صدق القرآن الكريم

عن الكاتب

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

مواضيع ذات صلة