البلاء موكل بالمنطق

تقليص

عن الكاتب

تقليص

مسلم للأبد مسلم اكتشف المزيد حول مسلم للأبد
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مسلم للأبد
    مشرف الأقسام العامة

    • 20 ماي, 2008
    • 11698
    • محاسب
    • مسلم

    البلاء موكل بالمنطق

    البلاء موكل بالمنطق

    بعض الناس يقول: إذا تكلمت بالشر يحصل, كأن تقول امرأة - وأولادها صغار -: (لن أزوج بناتي, بل سأبقيهن عندي) وهي لا تقصد ذلك, ولكن من باب كثرة الكلام, أو لتبين للناس أنها غير مهتمة إن جاءهن خطاب أم لا, وعندما يكبرن مثلًا يبتليهن الله بمرض, أو لا يأتيهن خطّاب, فلا يتزوجن, فالناس يقولون: حدث ذلك لأنها تكلمت بالشر فحصل, فهل كلامهم يجوز في شرعنا؟ أفيدوني بالتفصيل.




    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

    فينبغي للمسلم أن يعود لسانه الخير, وأن لا يتفاءل الشر لنفسه، وأن يسأل الله تعالى العافية، فقد ورد في بعض الآثار أن البلاء موكل بالمنطق. روي ذلك مرفوعًا, وذكر المحدثون أنه ضعيف.
    قال في المقاصد الحسنة: وقد أورد ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات من حديثي أبي الدرداء, وابن مسعود، ولا يحسن بمجموع ما ذكرناه الحكم عليه بذلك، ويشهد لمعناه قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للأعرابي الذي دخل عليه يعوده، وقال له: لا بأس، فقال له الأعرابي: بل هي حمى حتى تفور، إلى آخره: فنعم إذن. وأنشد القاضي ابن بهلول:
    لا تنطقن بما كرهت فربما ... نطق اللسان بحادث فيكون.
    وأنشد غيره:
    لا تمزحن بما كرهت فربما ... ضرب المزاح عليك بالتحقيق .

    وبالجملة: فما زال أعلام هذه الأمة قديمًا وحديثًا يذكرون هذا المعنى ويقرونه، وله بعض المستند من ظواهر النصوص الشرعية غير الأثر المتقدم، وله كذلك مستند من التجربة والمشاهدة، قال ابن القيم: وقد استشكل هذا من لم يفهمه, وليس بحمد الله مشكلًا, فإن مسبب الأسباب جعل هذه المناسبات مقتضيات لهذا الأثر, وجعل اجتماعها على هذا الوجه الخاص موجبًا, له وأخر اقتضاءها لأثرها إلى أن تكلم به من ضرب الحق على لسانه, ومن كان الملك ينطق على لسانه, فحينئذ كمل اجتماعها وتمت, فرتب عليها الأثر, ومن كان له في هذا الباب فقه نفس انتفع به غاية الانتفاع, فإن البلاء موكل بالمنطق, قال أبو عمر: وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم البلاء موكل بالقول, ومن البلاء الحاصل بالقول قول الشيخ البائس الذي عاده النبي صلى الله عليه وسلم فرأى عليه حمى, فقال: لا بأس, طهور -إن شاء الله - فقال: بل حمى تفور, على شيخ كبير, تزيره القبور, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فنعم إذم. وقد رأينا من هذا عبرًا فينا وفي غيرنا, والذي رأيناه كقطرة في بحر. وراجعي الفتوى رقم: 141811.
    والله أعلم.





    http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...waId&Id=197435
    إستوقفتنى آية ( ليشارك الجميع ) -- أستوقفنى حديث رسول الله ... متجدد

    من كلمات الإمام الشافعى رحمة الله عليه
    إن كنت تغدو في الذنوب جليـدا ... وتخاف في يوم المعاد وعيــدا
    فلقـد أتاك من المهيمن عـفـوه
    ... وأفاض من نعم عليك مزيــدا
    لا تيأسن من لطف ربك في الحشا
    ... في بطن أمك مضغة ووليــدا
    لو شـاء أن تصلى جهنم خالـدا
    ... ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيـدا
    ●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●
    أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ
    ●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●
  • مسلم للأبد
    مشرف الأقسام العامة

    • 20 ماي, 2008
    • 11698
    • محاسب
    • مسلم

    #2



    السؤال






    قرأت بحثًا عن كون البلاء موكلا بالمنطق, وذكر البحث أدلة كثيرة على هذا، كقول يعقوب - عليه السلام - على سبيل المثال: (وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ) (يوسف:13)، فابتلي بذلك، فما هي أسباب النجاة مما يترتب على هذه الجملة؟ وقد سألت طالب علم فقال لي: احفظ لسانك, فكيف أحفظه؟ وقد وقعت لأنبياء, فكيف بمن دونهم؟! فأرجو منكم أن تعطوني إجابة شافية - فلطالما وجدنا عندكم الإجابات الشافية والنافعة - بإذن الله عز وجل -. وهل قراءة الأذكار بنية التحصن, والصدقة بنية الشفاء, والاستغفار بنية تحصيل أمر دنيوي, تدخل فيمن أراد بعمله الدنيا؟ جزاكم الله خيرًا.

    الإجابــة


    الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه, أما بعد:فقد سبق أن ذكرنا مسألة كون البلاء موكلًا بالمنطق, ومستند هذا القول في الفتوى رقم: 197435.وأما أسباب النجاة فاعلم أولًا قبلها أن المسلم وإن كان مطالبًا بالأخذ بأسباب النجاة إلا أنه ينبغي أن يلاحظ أمورًا مهمة:
    أولها: أن ما قدره الله تعالى كائن لا محالة, ولو سعى المرء للفرار منه, كما قال تعالى: قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ {آل عمران:154}, وكما في حديث: وَاعْلَمْ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ. رواه الطبراني مرفوعًا, وغيره موقوفًا, ومن أيقن بهذا استراح قلبه.
    ثانيها: ليس معنى كون البلاء موكلًا بالمنطق أنه لا يصيبه بلاء إلا بسبب منطقه, فالعبد قد يبتليه الله تعالى اختبارًا أو عقابًا ولو لم يتكلم بما يوافق المصيبة.ثالثًا: إن الإغراق في التخوف من المنطق خشية البلاء, والتدقيق في ربطه بما يقع من المصائب قد يجر صاحبه إلى التشاؤم, والتشاؤم منهي عنه.فإذا تبين لك هذا: فاعلم أن من أسباب السلامة حفظ المنطق, وأن لا يتكلم الإنسان إلا بالكلام الطيب المشتمل على الفأل الحسن, كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما نهى عن الطيرة قال: وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ, قَالُوا: وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ. متفق عليه.قال ابن القيم - رحمه الله تعالى -: فحفظ المنطق, وتخير الأسماء من توفيق الله للعبد, وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم من تمنى أن يحسن أمنيته, وقال: إن أحدكم لا يدري ما يكتب له من أمنيته, أي: ما يقدر له منها, وتكون أمنيته سبب حصول ما تمناه أو بعضه, وقد بلغك أو رأيت أخبار كثير من المتمنين أصابتهم أمانيهم أو بعضها . اهــ
    وحفظ المنطق وضبط اللسان ممكن, وكون نبي من الأنبياء عليه السلام تكلم بما وافق مصيبة أصابته بعدُ لا يعني أن حفظ اللسان ليس ممكنًا, فأنت تتحرز من القتل ولا تستسلمُ له لكون نبي من الأنبياء قُتِل, وتتحرزُ من أن تُلقى في البئر ولا تستسلمُ له لكون يوسف عليه السلام أُلقِي في البئر, فهكذا تحرز في لفظك.
    وأما عن الذكر بنية التحصن من الشيطان ... إلخ ما ذكرته: فهذا لا حرج فيه, وينبغي أن يكون بنية التقرب إلى الله تعالى, وانظر التفصيل في الفتوى رقم: 197723 عن حكم من قصد بالطاعة ثمرتها العاجلة في الدنيا, والفتوى رقم: 192455عن الذكر بقصد التحصن من الشيطان وملاحظة الموعود الدنيوي هل يتنافيان مع الإخلاص.والله تعالى أعلم.


    http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=198331


    إستوقفتنى آية ( ليشارك الجميع ) -- أستوقفنى حديث رسول الله ... متجدد

    من كلمات الإمام الشافعى رحمة الله عليه
    إن كنت تغدو في الذنوب جليـدا ... وتخاف في يوم المعاد وعيــدا
    فلقـد أتاك من المهيمن عـفـوه
    ... وأفاض من نعم عليك مزيــدا
    لا تيأسن من لطف ربك في الحشا
    ... في بطن أمك مضغة ووليــدا
    لو شـاء أن تصلى جهنم خالـدا
    ... ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيـدا
    ●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●
    أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ
    ●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●

    تعليق

    • سدرة
      10- عضو متميز
      عضو مجموعة الأخوات

      حارس من حراس العقيدة
      • 28 ينا, 2013
      • 1791
      • مسلمه

      #3
      جزاكم الله خيرا
      لا اله إلا الله ، محمد رسول الله

      حكمة هذا اليوم والذي بعده :
      قل خيرًا او اصمت



      تعليق

      • مسلم للأبد
        مشرف الأقسام العامة

        • 20 ماي, 2008
        • 11698
        • محاسب
        • مسلم

        #4
        رد: البلاء موكل بالمنطق

        المشاركة الأصلية بواسطة سدرة
        جزاكم الله خيرا
        وإياكم إن شاء الله
        إستوقفتنى آية ( ليشارك الجميع ) -- أستوقفنى حديث رسول الله ... متجدد

        من كلمات الإمام الشافعى رحمة الله عليه
        إن كنت تغدو في الذنوب جليـدا ... وتخاف في يوم المعاد وعيــدا
        فلقـد أتاك من المهيمن عـفـوه
        ... وأفاض من نعم عليك مزيــدا
        لا تيأسن من لطف ربك في الحشا
        ... في بطن أمك مضغة ووليــدا
        لو شـاء أن تصلى جهنم خالـدا
        ... ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيـدا
        ●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●
        أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ
        ●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●

        تعليق

        • أحمد.
          مشرف اللجنة العلمية

          حارس من حراس العقيدة
          • 30 يون, 2011
          • 6655
          • -
          • مسلم

          #5
          رد: البلاء موكل بالمنطق

          أعْظمُ ما قرأتُ في مَدْحِ الكلِمَةِ الطيِّبَةِ وَذمِّ الكلِمَةِ الخبيثَةِ قولُ اللهِ تعالى {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)} [ابراهيم] فسبْحانَ اللهِ العَظيمِ كيفَ جَعلَ الكلِمَةِ الطيِّبَة - الكلمة الواحدة - تؤتي أكلها كلَّ حينٍ، لمْ يَقصُرْ أثرَها على ثوابِها في الآخِرَةِ أو ظاهِرِ مَنفعَتِها في الدنيا، بلْ قالَ أصْدَقُ القائلينَ "كلَّ حينٍ" ثمَّ أثنى وَبيَّنَ أنَّ هَذا ليسَ مِمَّا يَجبُ ظهورُهُ للنَّاسِ في الدنيا إذ يكونُ بإذنِ اللهِ تعالى قالَ "بإذنِ ربِّها" ولم يَقُلْ بإذنِ "الله" بل بإذنِ "ربِّها" لتتحقَّقَ مَعاني الربوبيَّةِ في "الكلمةِ الطيِّبَةِ" بذاتِها فبيَّنَ سُبْحانهُ أنَّهُ قائمٌ على أمرِها مُصرِّفٌ لها مُنبتٌ إيَّاها حتَّى تَصِلَ مِنْ مُجرَّدِ كلِمَةٍ نُفِخَتْ في الهواءِ إلى شجرَةٍ طيِّبَةٍ أصْلُها ثابتٌ وَفرْعُها في السّماءِ، حتَّى يكونَ أثرُها أنَّها تؤتي أكُلها كلَّ حينٍ بإذنِ ربِّها.

          ثمَّ انظروا إلى الكلِمَةِ الخبيثَةِ كيف صارَتْ شجرَةً خبيثة ليسَ لها أكلٌ طيِّبٌ أبدا إذ اجتُثَّت تماما مِنْ فوقِ الأرْضِ.

          فأقولُ إنَّ اللهَ تعالى الذي خلقَ كلَّ شئ بقَدَرٍ وَالذي خلقَ كلَّ شئ فقدَّرَهُ تقديرا خلقَ الإنْسانَ وَهداهُ السبيلينِ وَألهمه المَنطِقَ وَخيَّرَهُ بينَ القولِ الطيِّبِ وَالقولِ الخبيثِ وَأمرَهُ بالأوَّلِ وَنهاهُ عَنْ الثاني ثمَّ جَعلَ للقولِ الطيِّبِ - بتقديرِ الحكيمِ العليمِ الذي نرى قبسا مِنْ أثرهِ في كلِّ شئ في كونِنا - آثارا لا تُعدُّ وَلا تُحصى وَلا تنتهي بلْ تمتدُّ في الزمانِ إلى ما شاءَ اللهُ تعالى، فنقولُ: ماذا لو جاءكَ رجُلٌ مُغضبٌ يُريدُ نزالكَ فقلتَ لهُ كلِمَةً طيِّبَة ماذا قدْ يَكونُ مِنْ أثرها ؟ قدْ تلحَظُ أنتَ فقط مِنْ أثرِها هدوءَهُ وَتراخيهِ عمَّا كان قدْ انتوى، وَلكِنْ تأمَّلَ ماذا لو لم تقلها ؟ ماذا لو نازلكَ فأصابكَ أو أصبته ؟ هَذا حَدَثٌ وَقعَ في سلسلةِ الأحداثِ الزمنيَّةِ حيثُ لا نهايَة لتأثيرِ حدَثٍ مِنَ الأحداثِ في سائر السلسلةِ سواءٌ أدركنا ذلكَ أو لمْ نُدْرِكهُ .. ماذا لو ماتَ هتلرُ صغيرا ؟ ماذا لو انتصرَ الرايخُ على الحلفاءِ ؟ ماذا لو قالَ بلفور "لن أظلم شعب فلسطين" ؟ حدَثٌ واحِدٌ قدْ لا يَلحظُ أحدٌ أهميَّتَهُ في وَقتِهِ - كموتِ طفلٍ صغيرٍ -يُدرِكُ النَّاسُ بعدَ سنين - بل وقرونَ - أهميَّته العظيمَة وأثرَهُ العظيمَ المُمتدَّ بلا نهايَة في نهرِ الزمنِ.

          وَاليومَ يُدرِكُ جميعُ خبراءِ النفسِ الإنسانيَّةِ أنَّ حديثَ النفسِ يؤثِّرُ في العالمِ الماديِّ، فلو حدَّثَ المريضُ نفسَهُ بالشفاءِ كانَ لِهذا أثرٌ في مَرضِهِ، ولو حدَّثَ طالبٌ نفسَهُ بالفشلِ كانَ لِهَذا أثرٌ في سقوطِهِ، فالمريضُ المُتفائل سيتشجَّعُ على العلاجِ وَالطالبُ المُتشائمُ سيَقعدُ عَنْ التحصيلِ.

          فقدْ لا نُدرِكُ القوانين - التقدير - التي أقامَ اللهُ تعالى عليها هَذِهِ السنَّةَ، وَقدْ نُدرِكُ بَعْضها وَلا نُدرِكُ أغلبها، وَلنْ يَسعَنا مَهما أوتينا مِنَ العلمَ الإحاطةُ بجميعِها - إلا أنَّنا نلحظُ أثرها وَنُدْركُ وجودَها وَنعلمُ يَقينا أنَّها بتقديرِ حكيمٍ خبيرٍ أمرَنا وَنحنُ بالغيبِ نؤمِنُ وَنسألهُ سبْحانه أنْ نَصْدقَ الإيمانَ بالعَمَلِ.

          ولهذا قالَ اللهُ تعالى في الحديثِ القُدُسيِّ (أنا عِندَ ظنِّ عَبدي بي فليظن عبدي بي ما شاءَ) وَقالَ في مُحكمِ التنزيلِ {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)} [فصلت] والكلام في هذا البابِ يَطولُ.


          وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

          رحِمَ
          اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

          تعليق

          • مسلم للأبد
            مشرف الأقسام العامة

            • 20 ماي, 2008
            • 11698
            • محاسب
            • مسلم

            #6
            رد: البلاء موكل بالمنطق

            جزاك الله خيرا أخى الحبيب أحمد
            على المرور والإضافة الطيبة
            إستوقفتنى آية ( ليشارك الجميع ) -- أستوقفنى حديث رسول الله ... متجدد

            من كلمات الإمام الشافعى رحمة الله عليه
            إن كنت تغدو في الذنوب جليـدا ... وتخاف في يوم المعاد وعيــدا
            فلقـد أتاك من المهيمن عـفـوه
            ... وأفاض من نعم عليك مزيــدا
            لا تيأسن من لطف ربك في الحشا
            ... في بطن أمك مضغة ووليــدا
            لو شـاء أن تصلى جهنم خالـدا
            ... ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيـدا
            ●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●
            أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ
            ●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●

            تعليق

            مواضيع ذات صلة

            تقليص

            المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
            ابتدأ بواسطة وداد رجائي, 15 يون, 2024, 04:22 م
            ردود 0
            24 مشاهدات
            0 ردود الفعل
            آخر مشاركة وداد رجائي
            بواسطة وداد رجائي
            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 9 يون, 2024, 03:56 ص
            ردود 0
            27 مشاهدات
            0 ردود الفعل
            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
            بواسطة *اسلامي عزي*
            ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 26 ينا, 2023, 02:58 م
            ردود 0
            49 مشاهدات
            0 ردود الفعل
            آخر مشاركة عاشق طيبة
            بواسطة عاشق طيبة
            ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 23 ينا, 2023, 12:27 ص
            ردود 0
            81 مشاهدات
            0 ردود الفعل
            آخر مشاركة عطيه الدماطى
            ابتدأ بواسطة د. نيو, 24 أبر, 2022, 07:35 ص
            رد 1
            83 مشاهدات
            0 ردود الفعل
            آخر مشاركة د. نيو
            بواسطة د. نيو
            يعمل...