منطق الحكيم إرث منهجي
كتبه : مصطفى الاشقر 6/4/2013
أفخم عربة فول أمام مكتب الشهر العقاري بالحي السابع بمدينة نصر ... وحول العربة اجتمعنا اثنا عشر رجلاً في وصلة مراء سياسي وتحليل للمشهد الراهن بمصر ؛ كان أحدنا حازمي الانتماء .. فبادرت بنفي تهمة التحزب للشيخ حازم على قدر تقديري الشخصي لبطولاته ومواقفه الثورية التي رفع من خلالها راية الشريعة وشعار الكرامة .. لكن هذا لم يمنع اختلافي معه بالحق كاختلاف بعض منسقي صفحاته سابقًا .. وعلى قدر اختلاف انتماءاتنا وثقافتنا كان اختلاف تحليلنا !!
لقد تحولت عربة الفول إلى مائدة حوار وطني ومناظرة علمية مبتغاها الوصول إلى الحق .. وصار كلنا يدلي بدلوه في الكلام حتى من لم يكن إلَا مشتهيًا للكلام ... وكالعادة كان هناك من يدفع عن الدكتور الرئيس مرسي بكل ضراوة ممَا أجج حماسة البعض في الرد عليه فعمدت إلى التهدئة وامتصصت غضب البعض عن طريق إظهار بعض ما اتفق عليه من الاخطاء التي ارتكبتها مؤسسة الرئاسة خلال الفترة السابقة .. وجاء دوري في الرد فاستعنت بالله محوقلًا " أي قائلا لا حول ولا قوة الا بالله ... والتمست أن أجد حلاً يجمع الجميع ولا يفرق ؛ فذكَرنى الله بمنطق الحكيم العلامة (رفاعي سرور   عليه رحمة الله حين قدَم تعريفًا فريدًا للعمل السياسي الإسلامي قائلاً : السياسة الاسلامية : " هي حكمة الجماعة المنشئة لدولة الدعوة العالمية (( الخلافة )) المقيمة لحضارة الحق " .
وبم أنَ وحدة بناء حكمة الجماعة هي حاسَة الصَواب لِلفرد فكان تعريفه لحكمة الفرد أنها :
" حاسة الصواب الكامنة في كيان الداعية محددة له في واقع الدعوة سبيل الوصول إلى الغاية "
والعلاقة بين الفرد والجماعة هي العلاقة بين التجرد التام من الفرد و الغاية المثلى لقيام الجماعة ؛ وهذا المنطق الحكيم من هذا الرجل الفريد لعلمه وفكره عليه رحمه الله هو "إرث منهجى" لأبناء الحركة الإسلامية فى حل المعضلة السياسية القائمة تحت راية الإخوان المسلمين .
ولا مجال الآن لإثبات دور حكمة العلماء في حل مشكلات الأوضاع السياسية ومعضلاتها عبر التاريخ ؛ فترجمة ابن تيمية والعز بن عبدالسلام عليهما رحمة الله وأقرانهم مليئة بالمواقف التي أصبحت تصورًا سياسيا منهجًيا لأسلافهم إلى يومنا هذا .
إنَ حل العقدة يكمن في النظر في ركائزها الخمسة " العلمية و الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ثم الحركية " ولا مجال للوصول إلى الحق إلا بدفع ماء الحياة في هذه الاتجاهات الخمسة بالتوازي والتزامن على أن يصب الجهد في اتجاه الجماعة الكبرى (( أهل السنة والجماعة )) " وليس المقصود التشرذم الجمعي تحت رايات الأسماء الرنانة وبذلك يبدأ _ رحمه الله _ في تفسير منطق الحكيم .
تفسير التعريف :
الشق الأول : " حكمة الجماعة " فحكمة الجماعة لن تخرج إلى النور إلَا بتوحد أهل السنة في الاعتصام بالسنة والبعد عن التحزب إلى أسماء وجماعات وأحزاب ومشايخ ودعاة وهنا يجتمع " العلم الوافي و المجتمع المتآلف " علميًا واجتماعًيا
الشقً الثاني : " المنشئة لدولة الدعوة العالمية " لا تقوم دولة على المستوى المحلي إلَا بتجمع حركي وقيادة حكيمة و قوة مالية صافية توجه وتدفع هذا التجمع وتدفعه نحو الشرعية السياسية فالجماهير لا تخشى إلا أقواتها ، ثم ينتشر هذا التجمع بقوة حجته أمام الباطل ومدافعته حركيا وهنا تجتمع " قوة المجتمع والمال الدافع و الشرعية السياسية "
الشق الثالث : " المقيمة لحضارة الحق " تحتاج حضارة الحق إلى البذل الحركي نحو القمة على أسس من منهجية ثابتة تستسقي من النبع الاول كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وما يقابل ذلك من استماتة الباطل على المدافعة في سبيل عدم قيام حضارة الحق وهنا يجتمع " العلم والحركة " .
فيجب على الإخوان أن يتخلصوا من الأحادية القطبية في قيادة العمل السياسي الإسلامي لأنهم لا يملكون التصور الكامل وحدهم كما أن غيرهم من تيارات العمل الاسلامي أيضا لا يملكونه ، ويجب إدخال الجميع في صنع القرار السياسي لكي يتحمله الجميع من أبناء الحركة الاسلامية و آثاره على النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية أمام سواد الشعب المصري الذي حنق الآن على التجربه الإخوانية الفردية في حكم البلاد لأقل من عام فقط
قال تعالى : " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا
كتبه : مصطفى الاشقر 6/4/2013
أفخم عربة فول أمام مكتب الشهر العقاري بالحي السابع بمدينة نصر ... وحول العربة اجتمعنا اثنا عشر رجلاً في وصلة مراء سياسي وتحليل للمشهد الراهن بمصر ؛ كان أحدنا حازمي الانتماء .. فبادرت بنفي تهمة التحزب للشيخ حازم على قدر تقديري الشخصي لبطولاته ومواقفه الثورية التي رفع من خلالها راية الشريعة وشعار الكرامة .. لكن هذا لم يمنع اختلافي معه بالحق كاختلاف بعض منسقي صفحاته سابقًا .. وعلى قدر اختلاف انتماءاتنا وثقافتنا كان اختلاف تحليلنا !!
لقد تحولت عربة الفول إلى مائدة حوار وطني ومناظرة علمية مبتغاها الوصول إلى الحق .. وصار كلنا يدلي بدلوه في الكلام حتى من لم يكن إلَا مشتهيًا للكلام ... وكالعادة كان هناك من يدفع عن الدكتور الرئيس مرسي بكل ضراوة ممَا أجج حماسة البعض في الرد عليه فعمدت إلى التهدئة وامتصصت غضب البعض عن طريق إظهار بعض ما اتفق عليه من الاخطاء التي ارتكبتها مؤسسة الرئاسة خلال الفترة السابقة .. وجاء دوري في الرد فاستعنت بالله محوقلًا " أي قائلا لا حول ولا قوة الا بالله ... والتمست أن أجد حلاً يجمع الجميع ولا يفرق ؛ فذكَرنى الله بمنطق الحكيم العلامة (رفاعي سرور   عليه رحمة الله حين قدَم تعريفًا فريدًا للعمل السياسي الإسلامي قائلاً : السياسة الاسلامية : " هي حكمة الجماعة المنشئة لدولة الدعوة العالمية (( الخلافة )) المقيمة لحضارة الحق " .
وبم أنَ وحدة بناء حكمة الجماعة هي حاسَة الصَواب لِلفرد فكان تعريفه لحكمة الفرد أنها :
" حاسة الصواب الكامنة في كيان الداعية محددة له في واقع الدعوة سبيل الوصول إلى الغاية "
والعلاقة بين الفرد والجماعة هي العلاقة بين التجرد التام من الفرد و الغاية المثلى لقيام الجماعة ؛ وهذا المنطق الحكيم من هذا الرجل الفريد لعلمه وفكره عليه رحمه الله هو "إرث منهجى" لأبناء الحركة الإسلامية فى حل المعضلة السياسية القائمة تحت راية الإخوان المسلمين .
ولا مجال الآن لإثبات دور حكمة العلماء في حل مشكلات الأوضاع السياسية ومعضلاتها عبر التاريخ ؛ فترجمة ابن تيمية والعز بن عبدالسلام عليهما رحمة الله وأقرانهم مليئة بالمواقف التي أصبحت تصورًا سياسيا منهجًيا لأسلافهم إلى يومنا هذا .
إنَ حل العقدة يكمن في النظر في ركائزها الخمسة " العلمية و الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ثم الحركية " ولا مجال للوصول إلى الحق إلا بدفع ماء الحياة في هذه الاتجاهات الخمسة بالتوازي والتزامن على أن يصب الجهد في اتجاه الجماعة الكبرى (( أهل السنة والجماعة )) " وليس المقصود التشرذم الجمعي تحت رايات الأسماء الرنانة وبذلك يبدأ _ رحمه الله _ في تفسير منطق الحكيم .
تفسير التعريف :
الشق الأول : " حكمة الجماعة " فحكمة الجماعة لن تخرج إلى النور إلَا بتوحد أهل السنة في الاعتصام بالسنة والبعد عن التحزب إلى أسماء وجماعات وأحزاب ومشايخ ودعاة وهنا يجتمع " العلم الوافي و المجتمع المتآلف " علميًا واجتماعًيا
الشقً الثاني : " المنشئة لدولة الدعوة العالمية " لا تقوم دولة على المستوى المحلي إلَا بتجمع حركي وقيادة حكيمة و قوة مالية صافية توجه وتدفع هذا التجمع وتدفعه نحو الشرعية السياسية فالجماهير لا تخشى إلا أقواتها ، ثم ينتشر هذا التجمع بقوة حجته أمام الباطل ومدافعته حركيا وهنا تجتمع " قوة المجتمع والمال الدافع و الشرعية السياسية "
الشق الثالث : " المقيمة لحضارة الحق " تحتاج حضارة الحق إلى البذل الحركي نحو القمة على أسس من منهجية ثابتة تستسقي من النبع الاول كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وما يقابل ذلك من استماتة الباطل على المدافعة في سبيل عدم قيام حضارة الحق وهنا يجتمع " العلم والحركة " .
فيجب على الإخوان أن يتخلصوا من الأحادية القطبية في قيادة العمل السياسي الإسلامي لأنهم لا يملكون التصور الكامل وحدهم كما أن غيرهم من تيارات العمل الاسلامي أيضا لا يملكونه ، ويجب إدخال الجميع في صنع القرار السياسي لكي يتحمله الجميع من أبناء الحركة الاسلامية و آثاره على النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية أمام سواد الشعب المصري الذي حنق الآن على التجربه الإخوانية الفردية في حكم البلاد لأقل من عام فقط
قال تعالى : " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا