هذا تفريغ لكتاب كتب فيه السلطان عبد الحميد " آخر الخلفاء" مذكراته ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد رسول الله و على آله وصحبه و من والاه :
مذكرات السلطان عبد الحميد رحمه الله تعالى :
ت : الدكتور محمد حرب نفع الله بعلمه
ط : دار القلم / دمشق
( ملاحظة تجاوزت مقدمة الكتاب على الرغم من أهميتها بسبب طولها ( 60 صفحة )
المذكرات :
قصر بيلربي ( في إستانبول )
في أول مارت 1333 رومية
1336 هجرية = 1917 ميلادية
التقويم الغربي مضحك !
لم يكن التقويم عندنا قد جرى وفق مفهوم التقويم الغربي ، لكنا الآن نستقبل في الدولة العثمانية عاماً جديداً . عندنا تقويمان : ديني ، و يبدأ بالمحرم ، و حكومي و يبدأ بمارت . يبدأ العام بعد ذلك بشهر كانون الثاني . لا أدري هل فكرت أجهزة الدولة و مجلس الوزراء و مجلسا : " المبعوثان " و " الأعيان " و كذلك حضرة صاحب الجلالة المحترم أخي السلطان محمد رشاد في مسألة بداية عام جديد بكلمة كانون الثاني ( و ليس الأول ) تبدو أمراً مضحكاًَ بعض الشيء و لا معنى له !!
ينتهي عام بأول الكانونين ، و يفتتح العام الذي يليه بثاني الكانونين !!
يجب ألا يتطرق إلى الذهن أني ضد اتخاذ التقويم الغربي ، فتسجيلي عنه هنا بعض الأسطر لا بد أن يحمل هذا المعنى . فإذا كان لشيء جديد وجوه ضعف فمن المأمول أن يصلحه الزمن .
مارت 1333 رومية
مذكراتي تخص التاريخ
ساقتني كتابتي بالأمس إلى التفكير اليوم في أسفي و ندمي على إهمالي حتى الآن تدوين بعض مذكراتي عن الفترة الماضية . أفكر في هذا و أنا مستغرق بين حلقات الدخان . لقد عشت حياة طويلة ، و حكمت عهداً طويلاً ، و لذا فإن مذكراتي لا تخصني فقط ، و لكنها تخص التاريخ أيضاً بشكل أو بآخر ، بل الواقع أنها للتاريخ .
عندما كنت في السلطنة لم أكن أستطيع أن أجد الوقت الكافي للدراسة المنظمة ، كما أن فترة ولايتي للعهد مرت و لم أكن أبالي أثناءها بشيء، و حالتي وقتها كانت كحالة أخي المحترم السلطان رشاد الذي يتربع على عرش السلطنة خلفاً لي .
الذين جرحوني جعلوا من مراد الماسوني بطلاً
كان الأدباء المناصرون لحضرة أخي الكبير السلطان مراد الخامس و الذين تناولوني بعد ذلك بالنقد و التجريح ، كانوا يهدفون إلى تصوير السلطان مراد للشعب بصورة العالم الشاعر الوطني المتين ، حتى يحببوا الناس فيه . لكنه رحمه الله كان يفتقر إلى العلم و الكمال ، ناهيك عن ضعفه في الإنشاء و الإملاء . و كنت اطلعتُ على رسالة كتبها أخي هذا إلى السيدة نعمت زوجة ابن فؤاد باشا عندما كان هذا متوجهاً إلى " نيس " للعلاج ، فنقلت صورة من هذه الرسالة ( التي تدل على ضعف كاتبها في الإنشاء و الإملاء )
كان المرحوم أخي مراد يخاف من فؤاد باشا كثيراً ، بل كثيراً جداً ، و لهذا السبب هو : أن ضيا باشا ـ و كان برتبة بك في ذلك الوقت ـ نشر رسالة في موضوع " الوراثة السنية " . و كان ضيا بك يكن حقداً دفيناً لفؤاد باشا ، و يبدو الأمر و كأنه ( أي ضيا باشا ) أوصى المرحوم عمي ( السلطان عبد العزيز ) بإسناد الصدارة العظمى إلى فؤاد باشا فلما وليها هذا لم يسعف ضيا باشا بالخيرات .
[glint]الحلقة القادمة بإذن الله : ولي العهد يخاف من الأدباء ...!!![/glint]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد رسول الله و على آله وصحبه و من والاه :
مذكرات السلطان عبد الحميد رحمه الله تعالى :
ت : الدكتور محمد حرب نفع الله بعلمه
ط : دار القلم / دمشق
( ملاحظة تجاوزت مقدمة الكتاب على الرغم من أهميتها بسبب طولها ( 60 صفحة )
المذكرات :
قصر بيلربي ( في إستانبول )
في أول مارت 1333 رومية
1336 هجرية = 1917 ميلادية
التقويم الغربي مضحك !
لم يكن التقويم عندنا قد جرى وفق مفهوم التقويم الغربي ، لكنا الآن نستقبل في الدولة العثمانية عاماً جديداً . عندنا تقويمان : ديني ، و يبدأ بالمحرم ، و حكومي و يبدأ بمارت . يبدأ العام بعد ذلك بشهر كانون الثاني . لا أدري هل فكرت أجهزة الدولة و مجلس الوزراء و مجلسا : " المبعوثان " و " الأعيان " و كذلك حضرة صاحب الجلالة المحترم أخي السلطان محمد رشاد في مسألة بداية عام جديد بكلمة كانون الثاني ( و ليس الأول ) تبدو أمراً مضحكاًَ بعض الشيء و لا معنى له !!
ينتهي عام بأول الكانونين ، و يفتتح العام الذي يليه بثاني الكانونين !!
يجب ألا يتطرق إلى الذهن أني ضد اتخاذ التقويم الغربي ، فتسجيلي عنه هنا بعض الأسطر لا بد أن يحمل هذا المعنى . فإذا كان لشيء جديد وجوه ضعف فمن المأمول أن يصلحه الزمن .
مارت 1333 رومية
مذكراتي تخص التاريخ
ساقتني كتابتي بالأمس إلى التفكير اليوم في أسفي و ندمي على إهمالي حتى الآن تدوين بعض مذكراتي عن الفترة الماضية . أفكر في هذا و أنا مستغرق بين حلقات الدخان . لقد عشت حياة طويلة ، و حكمت عهداً طويلاً ، و لذا فإن مذكراتي لا تخصني فقط ، و لكنها تخص التاريخ أيضاً بشكل أو بآخر ، بل الواقع أنها للتاريخ .
عندما كنت في السلطنة لم أكن أستطيع أن أجد الوقت الكافي للدراسة المنظمة ، كما أن فترة ولايتي للعهد مرت و لم أكن أبالي أثناءها بشيء، و حالتي وقتها كانت كحالة أخي المحترم السلطان رشاد الذي يتربع على عرش السلطنة خلفاً لي .
الذين جرحوني جعلوا من مراد الماسوني بطلاً
كان الأدباء المناصرون لحضرة أخي الكبير السلطان مراد الخامس و الذين تناولوني بعد ذلك بالنقد و التجريح ، كانوا يهدفون إلى تصوير السلطان مراد للشعب بصورة العالم الشاعر الوطني المتين ، حتى يحببوا الناس فيه . لكنه رحمه الله كان يفتقر إلى العلم و الكمال ، ناهيك عن ضعفه في الإنشاء و الإملاء . و كنت اطلعتُ على رسالة كتبها أخي هذا إلى السيدة نعمت زوجة ابن فؤاد باشا عندما كان هذا متوجهاً إلى " نيس " للعلاج ، فنقلت صورة من هذه الرسالة ( التي تدل على ضعف كاتبها في الإنشاء و الإملاء )
كان المرحوم أخي مراد يخاف من فؤاد باشا كثيراً ، بل كثيراً جداً ، و لهذا السبب هو : أن ضيا باشا ـ و كان برتبة بك في ذلك الوقت ـ نشر رسالة في موضوع " الوراثة السنية " . و كان ضيا بك يكن حقداً دفيناً لفؤاد باشا ، و يبدو الأمر و كأنه ( أي ضيا باشا ) أوصى المرحوم عمي ( السلطان عبد العزيز ) بإسناد الصدارة العظمى إلى فؤاد باشا فلما وليها هذا لم يسعف ضيا باشا بالخيرات .
[glint]الحلقة القادمة بإذن الله : ولي العهد يخاف من الأدباء ...!!![/glint]
تعليق