تجربتى الشحصية مع أحد النصارى من غير العرب
السلام عليكم إخوتى وأخواتى فى الله
أود أن أروى لكم قصتى هذه وهى تجربة حدثت لى شخصيا
وتبدأ قصتى عندما كنت أعمل فى دولة البحرين وكان ذلك من
حوالى 13سنه مضت وكنت وقتها أشعر بغربة ووحدة شديدتين
حيث كنت ماأزال أعزب فى وقتها المهم أننى تعرفت على أحد
المصريين و الذى عرفنى بدوره على أحد المقيمين معه فى السكن
وكان فلبينى الجنسية كان المفترض أن تكون الصداقة بينى وبين
هذا الصديق المصرى لكن سبحان الله توطدت صداقتى بشدة
بالفلبينى لسبب بسيط أرجعه الى تجاذب الارواح ..حملت لهذا
الصديق مشاعر حب عميقة وصادقة فقد كنا نتلاقى كثيرا فى
الافكار وتجمعنا هوايات مشتركة ...هذه الصداقةجعلتنى أحرص كل
الحرص على ألا أتركه حتى أبين له حقيقة دين الله.
إتضح لى فى البداية أنه حقيقى جاهل بالاسلام فأذكر أن أول كلمة
فى تعليقه عن الاسلام أنهanti christ أى دين مناهض للمسيح
التعليق الثانى الذى أتذكره أن الاسلام دين وثنى شوفوا قد إيه
الجهل لمجرد أننا نركع ونسجد كما يفعل البوذيين !!!
نسيت أن أخبركم أن صديقى هذا قارئ جيد جدا وهذا نادرا ماتراه
فى الشعب الفلبينى حيث أن إنطباعى عنهم بعد الاحتكاك بهم بالطبع
أنهم شعب سطحى فعلا سبحان الله عايش لدنيته وبس بطريقة
عجيبة... طبعا كون هذا الصديق قارئ جيد فقد إستبشرت خيرا
فقوى عندى الامل أنه إذا أطلعته بالكتب التى تتحدث عن الاسلام
والكتب التى توضح الفروق بين المسيحية والاسلام ربما يكون
هناك أمل فى أن يرزقه الله الهدايه الى الدين الحق وبالفعل أحضرت
له كتيبات من المركز الاسلامى بالاضافة الى نسخة من القران
الكريم مترجمة الى الانجليزية وكانت أحاديثنا كثيرة بخصوص
الدين فكان مما يقوله لى فى البداية أنه كان قد عاهد نفسه أنه ولد
مسيحيا وسيموت مسيحيا هذا الشعار الغريب الذى يسد العقول وأن
ما أقوله له خطير لأنه يهزه من رأسه إلى قدميه بالضبط حسب
تعبيره ..وكنت صراحة أتعجب أنه قرأ فى مجالات كثيرة ولم يقرأ
فى الدين أو حتى أنه لم ينهى قراءة الانجيل كتابه فكان ما فعله أنه
بدأ بقراءته ...وأتذكرجيدا قوله أنه عندما كان صغيرا كان
موضوع عقيدة الثليث عنده غامضة فما كان منه إلا أن سأل إحدى
الراهبات فى المدرسة فكان جوابها له مبهما أيضا وكأنها هى نفسها
مش مستوعبه الموضوع وكان ردهم عليه أن يجب الإيمان بهذه
العقائد كما هى بدون محاولة تفسيرها أو فهمها والله ده ظلم للإنسان
ولعقليته ..أساسيات العقيدة ..ألف باء العقيدة مالوش لازمة تتعب
نفسك وتحاول تفهمها والله ده حرام الحمد لله أن من علينا بفضله
بالاسلام اللهم إجعلنا هادين مهديين ولاتجعلنا ضالين
مضلين...الحاجة الثانيه اللى أول ما قالها لى إستبشرت بها خيرا
فعلا عندما قال لى انه يعلم جيدا من أيام المدرسة أن الوصايا العشر
التى جاء بها موسى أن أول وصية هى ألا تشرك بى شيئا وأن
الايمان بالمسيح كإله هو شرك مخافا لهذه الوصية الأولى أقسم بالله
أن هذا ماقاله لى أقول هذا ببساطة لأبرهن لكم سبحان الله أن هناك
من هو ذا فطرة وإحساس سليمين ولله الحمد ..وكان مما يقوله لى
كثيرا أيضا أنا مش قادر أصدق أن ربنا لسه فاكرنى عشان يضعنى
فى هذا الطريق يقول هذا لمعرفته بمعاصيه وذنوبه التى إرتكبها
كان يقول لى أنه عندما كان يزنى كان يشعر فى وقتها بسعاده
لايبالى بها شيئا ولكن بعد الإنتهاء من هذا الفعل يشعر على حد
تعبيره بالقذارة رغم أنه لم يكن متدينا وإنتشار الزنى معروف فى
بلده
أتذكر أيضا دهشته الشديدة عندما علم أن هناك أشياء مشتركة بين
الدينين وخاصة فى أشياء وردت بخصوص الانبياء ..كنت أقول له
انه ليس عندى ذرة شك فى أن الإسلام هو الدين الحق وكان يحس
بمدى حرصى على هدايته وأننى أقول له الحق وأننى حريص على
مصلحته لأقصى حد يعنى لو كان فى الموضوع شك ربما لن يكن
عندى هذه الهمة وهذا الحرص .
هذا ولله الحمد والمنة بعد ما يقرب من سنة فقط أعلن إسلامه
وحرص على تعلم شعائر دينه ...وعندما سألته عن أكثر شئ أثر فيه
أثناء قراءاته كان جوابه هو مقدمه ترجمة القران بالانجليزية (
the preface)" لعلى يوسف" قال لى أن بعض المقاطع كان
يقشعر لها جسده عندما يقرأها...
هذه هى نهاية القصة وحتى الان بالطبع لم تنقطع صلتى به على
مدى ال13 سنة هذه مازلنا نتواصل رغم أن معرفتى به لم تزد عن
سنه ونصف لكن سبحان الله هذا ليس له صلة بعدد الأيام .
وفى الختام أقول لكم قول الله تعالى
(إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء)
وأقول كذلك
(ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)
(ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن)
تعليق