من دلائل الإعجاز
في القرآن الكريم
(دراسة تطبيقية على سورة الكوثر)
في القرآن الكريم
(دراسة تطبيقية على سورة الكوثر)
منقول عن
الأخ أبو جهاد الأنصارى
وأضاف إليه بعض الإخوان بمنتدى التوحيد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبدأ بعون الله وحوله وقوته عدة مقالات أبين من خلالها بشكل عملى بعضاً من وجوه الإعجاز فى القرآن الكريم.
وأحب أن أنبه إلى شئ مهم جداً :
أنا لا أسعى (لإثبات) إعجاز القرآن الكريم ، فهذا لا يحتاج إثبات ، ولكنى سأقوم (ببيان) بعض وجوه إعجاز القرآن الكريم.
وقد يستغرق هذا منى بعض الوقت ، وسوف يكون ردى فى عدة مقالات منفصلة كل منها يخدم غرض نحتاجه فيما بعد فأرجو إمهالى الوقت الكافى.
والله المستعان.
أبدأ بعون الله وحوله وقوته عدة مقالات أبين من خلالها بشكل عملى بعضاً من وجوه الإعجاز فى القرآن الكريم.
وأحب أن أنبه إلى شئ مهم جداً :
أنا لا أسعى (لإثبات) إعجاز القرآن الكريم ، فهذا لا يحتاج إثبات ، ولكنى سأقوم (ببيان) بعض وجوه إعجاز القرآن الكريم.
وقد يستغرق هذا منى بعض الوقت ، وسوف يكون ردى فى عدة مقالات منفصلة كل منها يخدم غرض نحتاجه فيما بعد فأرجو إمهالى الوقت الكافى.
والله المستعان.
بعث الله سبحانه وتعالى محمداً صلى الله عليه وسلم لهداية الناس ، وإخراجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.
وأيده بالعديد من المعجزات :
1- منها معجزات حسية رآها أهل عصره وشهدوا له بصدق النبوة بموجبها.
2- ومنها معجزات عقلية كإخباره بالأمور الغيبية التى لا تزال تجرى أحداثها حتى الآن وفى المستقبل وحتى قيام الساعة.
3- ومنها معجزة حسية عقلية ، وهى أكبر معجزاته ألا وهى : القرآن الكريم.
والمُعْجِزَةُ : هى أمْرٌ خارق للعادة يُظهِرُهُ اللَّهُ على يد نبيه تأييداً لنُبوَّتِهِ موافقاً لدعواه، مقروناً بالتحدى ، ويَعْجِزُ البَشَرُ عن أن يأتوا بمثله. وسالم من المعارضة الصحيحة.
والقرآن هو : كلام الله المعجز ، نزل به جبريل الأمين – عليه السلام – على قلب النبى محمد صلى الله عليه وسلم ، المتعبد بتلاوته، المبدوء بسورة الفاتحة والمنتهى بسورة الناس ، من الله بدأ وإليه يعود ، وقد تكفل الله سبحانه حفظه من التحريف مصداقاً لقوله تعالى : (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظين).
ولأن القرآن الكريم هو أعظم معجزات النبى صلى الله عليه وسلم ، لذا فقد تحداهم أن يأتوا بـ (مثله).
والسؤال الذى يطرح نفسه علينا هو:
ما هى هذه المثلية؟
والجواب أن المثلية تكون فى أحد شيئين :
1- مثلية ذات.
2- مثلية صفات.
= ومثلية ذات يعنى أن يأتى بكلام من ذات كلام القرآن ، ولما كان القرآن هو كلام الله ، فالمثلية المقصودة هى أن يأتينا أحدهم بكلام من عند الله. ويقول لنا : هذا الكلام هو من عند الله.
= أما مثلية الصفات فتعنى أن يكون الكلام حاملاً لمواصفات الكلام الإلهى, من حيث نظمه وبلاغته وأسلوبه وألفاظه و .................... إعجازه.
إذن حوارنا عن : مواصفات الإعجاز فى كلام الله.
كما اقتضت سنة الله – وتأكيداً لصدق نبوة كل نبى يذهب لقومه أنه كان سبحانه وتعالى يؤيد كل نبى بمعجزة من جنس ما نبغ فيه قومه فقوم سيدنا عيسى صلى الله عليه وسلم كانوا نابغين فى الطب وتفوقوا فيه فكانت معجزته من جنس ما برعوا فيه فكان يبرئ الأكمة ويحيى الموتى بإذن الله وهكذا.
وكذلك الحال بالنسبة لمعجزة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم العظمى (القرآن الكريم).
فالعرب هم أمة الكلام ، ولا نجد أمة غير أمة العرب جعلت للكلام أندية وأسواق يتبارون فيها بالقصائد والمطولات ، ويكتبون قصائدهم بماء الذهب ويعلقونها على صدورهم ، ويجعلون من صنعة الكلام والبلاغة عنوان رفع وشرف للقبيلة ، أو خفض وذلة لها.
ولكن لماذا رغم كل هذا التفوق والبلاغة عجز العرب أن يأتوا بمثل القرآن وهم أهل الفصاحة وأمة البلاغة والبيان!؟
للإجابة عن هذا السؤال يجب أن نعلم جانباً مما كان عليه العرب قديماً وكيفية تباريهم فى الفصاحة.
كان العربى يكتب قصيدته وينمقها ويصقلها ويحسن صياغتها واختيار ألفاظها ، ثم يلقيها على الناس ، فيأتى من هو أفصح منه ، و (يستدرك) عليه أخطاءه فيها ، وينظم أخرى على منوالها (وزناً وقافية) – يعنى تماثل فى الصفات وليس فى الذات ، ولكن بشكل أجود ، ثم يأت ثالث يفعل بزميليه ما فعل سابقه ، وهكذا حتى يأتى أفصحهم وأشعرهم والذى يستدرك عليهم جميعاً ، ويعجزون عن الاستدراك عليه. وهكذا.
ولأن القرآن الكريم هو كلام الله حقاً ، ولأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، ولأن الله بكل شئ عليم وهو على كل شئ قدير ، فقد جاء القرآن على مستوى من الفصاحة والبلاغة والبيان بحيث يستحيل لهم أن يستدركوا عليه حرف واحد والعجيب أنه جاء على لسان رجل أمى منهم لم يكن يوماً شاعراً ولا يحترف صنعة الكلام.
ومن هنا كان الأصل الأول فى إعجاز القرآن الكريم وهو الإعجاز اللغوى.
[line]والقاعدة الأم فى هذه المسألة هى :
لو أزيلت لفظة واحدة من القرآن الكريم ودارت عليها لغة العرب قاطبة لتوجد لفظة أخرى أفصح منها أو مثلها لما وجدت.
[line]فلو تغير شئ من شكل كلمة فى القرآن من حيث التذكير إلى التأنيث أو العكس ، أو من التعريف إلى التنكير أو العكس ، أو من الإفراد إلى الجمع أو العكس ، أو تغير موضع الكلمة بتقديم أوتأخير أو حذف أو إضافة ، أقول لو حدث شئ واحد من كل هذا لانتقض الإعجاز فى القرآن الكريم.
ومن هنا عجز العرب جميعاً عن معارضة القرآن ولم يستطيعوا أن يأتوا بمثله.
يتبع ..........>>> إن شاء الله تعالى.
تعليق