السلام عليكم ورحمة الله ....
منذ أكثر من أربعة عشر قرن من الزمان والقرآن يتحدى معارضيه ...
فقد تحدى القرآن معارضيه فى أن يأتوا بمثله ففشلوا ...
ثم تحداهم مرة أخرى أن يأتوا بعشر سور من مثله ففشلوا أيضاً ..
ثم تحداهم أن يأتوا ولو بسورة واحدة ... ففشلوا أيضاً ..
والمثير فى الأمر أن القرآن حينما تحدى تحدى مَن؟؟
هل تحدى الغرب مثلاً ؟؟
هل تحدى نصارى مصر فى وقتنا هذا الراسبين فى نطق العربية نطقاً صحيحاً ؟؟
لا والله ....
إذن فمن الذين تحداهم القرآن ؟؟؟
إنهم العرب أنفسهم بشعرائهم وبلغائهم وفحولهم وصناديدهم فى لغة العرب منذ أكثر ألف وأربعمائة عاماً من الزمان .
والعربي في ذلك الوقت لم يكن يملك من أمره إلا سيفه ولسانه ولقد كان جل اهتمامه بفنون الكلام للتعبير عن الفخر بمروءته وكرامته ونخوته حيث كانت حياته كلها مشاحنات وحروب ومعارك إما بسيفه أو يخوضها ببيانه ولسانه ...
كانت هذه مقدمة لابد منها حتى يعلم هؤلاء الأقزام في زماننا هذا أى هراءات وسخف يرتكبون ظانين وحالمين أنهم استطاعوا أن يأتوا بسورة من مثله ... جهلهم في الحقيقة مثير للشفقة !!
ــ والآن أترككم مع الدكتور إبراهيم خليل (رحمه الله) ليسرد لكم هذا النوع الجديد من التحدي (في ثلاثة أحرف) .. والذي كان سبباً فى إسلام صديقه المسيحي بعد أن أرسل إلى العالم المسيحي كله (ووالله لا أبالغ فعندي الوثائق المؤكدة لذلك) لكي يقبلوا هذا التحدي .. ولكنهم فشلوا جميعاً .. فكان ذلك سبباً في إسلامه ....
يقول الدكتور إبراهيم خليل رحمه الله :ــ
طلب مني ذات يوم كتابة محاضرة باللغة الانجليزية عن إهتمام الإسلام بالعلم .. كي تُلقى على حشد كبير من الأجانب بمناسبة حفل افتتاح إحدى المكتبات الأجنبية الكبيرة بالقاهرة
وقد كان من الطبيعي أن استشهد في هذه الكلمة ببعض الآيات القرآنية التي تدعو إلي القراءة والعلم والتعليم فضلاً عن الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث المسلمين على القراءة وطلب العلم..
ورأيت من المناسب الإشارة بأن أول كلمة نزلت من السماء على النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - كانت " اقرأ".
فاستشهدت في كلمتي بالنص القرآني الكريم " اقرأ باسم ربك الذي خلق.. خلق الإنسان من علق.." فكانت كلمة علق هي تاسع لفظة قرآنية أوحى بها الله لآخر رسله - عليه الصلاة والسلام -.
وبمراجعة الترجمة الإنجليزية لمعاني القرآن وجدت أن كلمة علق مترجمة إلى Blood clot أي جلطة دم أو دم متجلط.. وبمناظرة الترجمة الفرنسية وجدتها قد ترجمت أيضا إلى Un caillot de sang بنفس المعني أي دم متجلط..
وبالنظر إلي مادة علق في لسان العرب وهو القاموس الجامع للغة العربية وجدت معاني كثيرة مذهلة لكلمة علق.
وسأنقل إليك ملخصاً لهذه المعاني كما جاءت في لسان العرب لابن منظور الأفريقي – الجزء العاشر ص 261 – 270 ( أي في عشر صفحات كاملة )..
1- علق في الشيء علقاً = نشب فيه والعلق = النشوب في الشيء مثل جبل أو ارض أو ما شابه.
2- علقت الشيء علقاً = لزمه = الشيء تأخذه فلا تريد أن يفلت منك (حب التملك)
3- علقت نفسه بالشيء = لهجت به
4- علقت منه كل معلق = أحبها وشغف بها والعلق = الهوي والحب والعشق
5- أعلق أظافره في الشيء = انشبها
6- رجل علاقية: اذا علق شيئاً لم يقلع عنه ( التعود علي الشئ والعادة )
7- علق علاقاً وعلوقاً = الأكل
8- العلق = كل ما يتبلغ به من العيش ( أي الطعام )
9- علوق = لبن (ما بالناقة علوق = ليس بها لبن )
10- عليق = الشراب مثل الماء
11- العلوق = مني الفحل ( السائل المنوي )
12- يعلق في الشئ من شجر أو ثمر أو نبات الخ = يصيب منه
13- رجل ذي معلقة = مغير يعلق بكل شئ أصابه
14- المعلق = الذي يعلق به الإناء
15- علق الثوب من الشجر علقاً = بقي متعلقاً به (التعلق)
16- العليق = نبات معروف يتعلق بالشجر ويلتوي عليه ( الاعتماد علي الغير ولو بطريق الالتواء والخداع)
17- المرأة العلوق = التي لا تحب زوجها ( الكره والبغض)
18- العلوق = المنية (الموت)
19- العلاقة = الخصومة... علق به علقات أي خاصمة... ورجل معلاق = شديد الخصومة مجادل.. و معلاق الرجل = لسانه إن كان مجادلاً
20- العلق = الدم الجامد الغليظ (دم عبيط = جلطة دم)
21- علقة = دابة تكون في الماء حمراء كالدم
22- علق = دود أسود في الماء
23- علقة = دودة حمراء تكون في الماء تعلق بالبدن وتمص الدم (مثل الجنين داخل الرحم)
24- العلاقة = التباعد والكره
25- العلائق = البضائع (التجارة بين الناس)
26- العلق = الشيء النفيس الغالي من كل شيء مثل المال الكريم والثوب الكريم.. أو الجزء النفيس جداً من كل شيء (في إشارة إلي أن في الإنسان جوهر نفيس جداً وهو الروح)
27- العلاقي = الألقاب (والإنسان يحب الألقاب والتفاخر بالحسب والنسب والمال)
28- العلاقي = خصيم شديد الخصومة يتعلق بالحجج ويستدركها = محب للجدل
29- لمعلاق = صاحب لسان بليغ (البلاغة)
30- علقت المرأة أي حبلت = الحمل
31- وما يعلق علي يديها من خير = ما ذقت من يديها خير (وهي تشمل حاسة التذوق وأيضا صفة إنكار المعروف)
كانت هذه هي المعاني التي جاءت تحت مادة علق في لسان العرب.. وقد لخصناها كما هي دون ترتيب.
وهكذا تجد لفظة علق تعطي عدة معان مختلفة واسعة شاملة بل وعجيبة..
فإذا تدبرنا هذه المعاني نجدها قد تضمنت بشمولية أي إنسان علي وجه الأرض من حيث أصله وفصله ونوعه وصفاته وطباعه وسلوكه.. فقد وصفت جميع صفات الإنسان التشريحية والفسيولوجية والنفسية والعاطفية والاجتماعية.. منذ كان جنينياً في بطن أمه حتي صار رجلاً يحب ويكره – يجادل ويخاصم – يتعلق وقد يلتوي – يتعود ويتعلم.. فإذا حاولنا ترتيب هذه المعاني ووصفها في تصنيفات جديدة فسنري العجب:
1- مراحل تكوين و تطور و نمو الجنين: السائل المنوي- حدوث الحمل- الجنين داخل الرحم ( دودة حمراء تمص الدم)
2- المواد الأساسية التي يحتاج إليها الإنسان لاستمرارية حياته مثل: الماء (الشراب) – اللبن – الطعام – الدم.. الخ
3- أنشب في الشئ وتشبث به كالجبل والأرض وما شابه.. فهو ينشب في رحم أمه عندما كان جنيناً ثم عندما يكبر فإنه ينشب ويتشبث بالأشياء كالأرض والممتلكات.
4- حب التملك والأثرة وحب الاستيلاء علي الأشياء والرغبة في ألا تفلت منه (دائماً متعلق بالدنيا)
5- حب الإغارة والعدوان وأخذ كل شيء يصيبه (قصة الحروب والمعارك بين الناس والدول وغنائم الحرب)
6- التعود والتعلق بالأشياء وملازمتها (العرف والعادات والتقاليد)
7- الحرص وحب المال
8- التعلم من الغير والأخذ منه (وأحياناً إنكار من أسدي إليك معروفاً)
9- التسرع والعجلة والالتواء في المعاملة
10- الحب والهوى والعشق والعواطف وما يقابلها من التباعد والكره والتنافر
11- شدة الخصومة وقوة البلاغة وحب الجدل
12- حب التفاخر والتفوق والشغف بالألقاب
13- الحياة التجارية بين الناس (البضائع)
14- الجزء النفيس الغالي في أي إنسان وهو الروح
15- كما أحاطت اللفظة بمرحلتي ما قبل حياة الإنسان وما بعدها وهو الموت.. فأي إنسان قد نشأ من العدم (الموت) ثم إنه صائر لا محالة إلي العدم (الموت).. فسبحان من أودع هذه المعاني فى لفظة واحدة تتكون من ثلاث حروف هي: ع ل ق
وهي كما تري يمكن شرحها في مؤلفات ضخمة يشترك في تصنيفها الجهابذة من علماء التشريح والأجنة ووظائف الأعضاء والاجتماع والنفس والسلوكيات والمنطق.. كل هذا في ثلاثة حروف.. أحاطت بأي إنسان علي وجه الأرض وهي لفظة تعتبر من معجزات القرآن التي غفل عن معانيها الكثير.. أما لو نظرنا إلي حرف الجر "من" والذي سبق لفظة علق.. فأنت تعلم أن من تستخدم للتبعيض.. إذاً فكل إنسان أخذ لنفسه جزءاً أو نصيباً من علق الحب والكره وحب التملك والخصومة والجدل والتعود والتعليم و... الخ... فتأمل "من" التبعيضية ثم معاني "علق" الشمولية.. ورحم الله الرماني والخطابي والجرجاني في كتابهم إعجاز القرآن حيث يقولون: إن القرآن رغم إيجازه المعجز في عدد كلماته بل وفي عدد حروفه إلا أن المعاني التي تجئ بها كل كلمة فيها إرباء وإنماء وزيادة أي أن كل كلمة تولد وتعطي من المعاني ما لا حصر له
هذه هي ألفاظ القرآن الدقيقة.. ومعانيها الكثيرة والعجيبة... فأين هذا من ترجمة علق إلي دم متجلط أو دم عبيط.. ولعل هذا يجعلنا ندقق النظر في كيفية معالجة قصور اللغات غير العربية في احتواء معاني القرآن المترجمة ولكن لعل عذر المترجمين لمعاني القرآن هو عدم إطلاعهم على كنوز معاني الكلمات العربية...
وفى كلمتي أمام جمهور الحضور عرضت على المستمعين ترجمة معاني كلمة علق ( 31 معنى مختلفا) كما جاءت في لسان العرب ثم أوضحت لهم أن القرآن تحدى – ولا يزال – صناديد اللغة العربية بالإتيان بسورة واحدة من مثله فعجزوا أيما عجز.... ثم قلت لهم: هل يمكن لأي من المستمعين الكرام أن يأتي بكلمة واحدة تتكون من ثلاث حروف في أي لغة من لغات العالم – بما فيها العربية- وتعطى كل هذه المعاني لكلمة علق.. أو حتى نصف المعاني... أو ربعها... فجاءت الإجابة بالنفي...
وعلمت بعدها أن 57 أمريكيا اشتروا القران المترجم وأن 17 منهم يدرسون اللغة العربية!!
منذ أكثر من أربعة عشر قرن من الزمان والقرآن يتحدى معارضيه ...
فقد تحدى القرآن معارضيه فى أن يأتوا بمثله ففشلوا ...
ثم تحداهم مرة أخرى أن يأتوا بعشر سور من مثله ففشلوا أيضاً ..
ثم تحداهم أن يأتوا ولو بسورة واحدة ... ففشلوا أيضاً ..
والمثير فى الأمر أن القرآن حينما تحدى تحدى مَن؟؟
هل تحدى الغرب مثلاً ؟؟
هل تحدى نصارى مصر فى وقتنا هذا الراسبين فى نطق العربية نطقاً صحيحاً ؟؟
لا والله ....
إذن فمن الذين تحداهم القرآن ؟؟؟
إنهم العرب أنفسهم بشعرائهم وبلغائهم وفحولهم وصناديدهم فى لغة العرب منذ أكثر ألف وأربعمائة عاماً من الزمان .
والعربي في ذلك الوقت لم يكن يملك من أمره إلا سيفه ولسانه ولقد كان جل اهتمامه بفنون الكلام للتعبير عن الفخر بمروءته وكرامته ونخوته حيث كانت حياته كلها مشاحنات وحروب ومعارك إما بسيفه أو يخوضها ببيانه ولسانه ...
كانت هذه مقدمة لابد منها حتى يعلم هؤلاء الأقزام في زماننا هذا أى هراءات وسخف يرتكبون ظانين وحالمين أنهم استطاعوا أن يأتوا بسورة من مثله ... جهلهم في الحقيقة مثير للشفقة !!
ــ والآن أترككم مع الدكتور إبراهيم خليل (رحمه الله) ليسرد لكم هذا النوع الجديد من التحدي (في ثلاثة أحرف) .. والذي كان سبباً فى إسلام صديقه المسيحي بعد أن أرسل إلى العالم المسيحي كله (ووالله لا أبالغ فعندي الوثائق المؤكدة لذلك) لكي يقبلوا هذا التحدي .. ولكنهم فشلوا جميعاً .. فكان ذلك سبباً في إسلامه ....
خلق الانسان من علق
يقول الدكتور إبراهيم خليل رحمه الله :ــ
طلب مني ذات يوم كتابة محاضرة باللغة الانجليزية عن إهتمام الإسلام بالعلم .. كي تُلقى على حشد كبير من الأجانب بمناسبة حفل افتتاح إحدى المكتبات الأجنبية الكبيرة بالقاهرة
وقد كان من الطبيعي أن استشهد في هذه الكلمة ببعض الآيات القرآنية التي تدعو إلي القراءة والعلم والتعليم فضلاً عن الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث المسلمين على القراءة وطلب العلم..
ورأيت من المناسب الإشارة بأن أول كلمة نزلت من السماء على النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - كانت " اقرأ".
فاستشهدت في كلمتي بالنص القرآني الكريم " اقرأ باسم ربك الذي خلق.. خلق الإنسان من علق.." فكانت كلمة علق هي تاسع لفظة قرآنية أوحى بها الله لآخر رسله - عليه الصلاة والسلام -.
وبمراجعة الترجمة الإنجليزية لمعاني القرآن وجدت أن كلمة علق مترجمة إلى Blood clot أي جلطة دم أو دم متجلط.. وبمناظرة الترجمة الفرنسية وجدتها قد ترجمت أيضا إلى Un caillot de sang بنفس المعني أي دم متجلط..
وبالنظر إلي مادة علق في لسان العرب وهو القاموس الجامع للغة العربية وجدت معاني كثيرة مذهلة لكلمة علق.
وسأنقل إليك ملخصاً لهذه المعاني كما جاءت في لسان العرب لابن منظور الأفريقي – الجزء العاشر ص 261 – 270 ( أي في عشر صفحات كاملة )..
1- علق في الشيء علقاً = نشب فيه والعلق = النشوب في الشيء مثل جبل أو ارض أو ما شابه.
2- علقت الشيء علقاً = لزمه = الشيء تأخذه فلا تريد أن يفلت منك (حب التملك)
3- علقت نفسه بالشيء = لهجت به
4- علقت منه كل معلق = أحبها وشغف بها والعلق = الهوي والحب والعشق
5- أعلق أظافره في الشيء = انشبها
6- رجل علاقية: اذا علق شيئاً لم يقلع عنه ( التعود علي الشئ والعادة )
7- علق علاقاً وعلوقاً = الأكل
8- العلق = كل ما يتبلغ به من العيش ( أي الطعام )
9- علوق = لبن (ما بالناقة علوق = ليس بها لبن )
10- عليق = الشراب مثل الماء
11- العلوق = مني الفحل ( السائل المنوي )
12- يعلق في الشئ من شجر أو ثمر أو نبات الخ = يصيب منه
13- رجل ذي معلقة = مغير يعلق بكل شئ أصابه
14- المعلق = الذي يعلق به الإناء
15- علق الثوب من الشجر علقاً = بقي متعلقاً به (التعلق)
16- العليق = نبات معروف يتعلق بالشجر ويلتوي عليه ( الاعتماد علي الغير ولو بطريق الالتواء والخداع)
17- المرأة العلوق = التي لا تحب زوجها ( الكره والبغض)
18- العلوق = المنية (الموت)
19- العلاقة = الخصومة... علق به علقات أي خاصمة... ورجل معلاق = شديد الخصومة مجادل.. و معلاق الرجل = لسانه إن كان مجادلاً
20- العلق = الدم الجامد الغليظ (دم عبيط = جلطة دم)
21- علقة = دابة تكون في الماء حمراء كالدم
22- علق = دود أسود في الماء
23- علقة = دودة حمراء تكون في الماء تعلق بالبدن وتمص الدم (مثل الجنين داخل الرحم)
24- العلاقة = التباعد والكره
25- العلائق = البضائع (التجارة بين الناس)
26- العلق = الشيء النفيس الغالي من كل شيء مثل المال الكريم والثوب الكريم.. أو الجزء النفيس جداً من كل شيء (في إشارة إلي أن في الإنسان جوهر نفيس جداً وهو الروح)
27- العلاقي = الألقاب (والإنسان يحب الألقاب والتفاخر بالحسب والنسب والمال)
28- العلاقي = خصيم شديد الخصومة يتعلق بالحجج ويستدركها = محب للجدل
29- لمعلاق = صاحب لسان بليغ (البلاغة)
30- علقت المرأة أي حبلت = الحمل
31- وما يعلق علي يديها من خير = ما ذقت من يديها خير (وهي تشمل حاسة التذوق وأيضا صفة إنكار المعروف)
كانت هذه هي المعاني التي جاءت تحت مادة علق في لسان العرب.. وقد لخصناها كما هي دون ترتيب.
وهكذا تجد لفظة علق تعطي عدة معان مختلفة واسعة شاملة بل وعجيبة..
فإذا تدبرنا هذه المعاني نجدها قد تضمنت بشمولية أي إنسان علي وجه الأرض من حيث أصله وفصله ونوعه وصفاته وطباعه وسلوكه.. فقد وصفت جميع صفات الإنسان التشريحية والفسيولوجية والنفسية والعاطفية والاجتماعية.. منذ كان جنينياً في بطن أمه حتي صار رجلاً يحب ويكره – يجادل ويخاصم – يتعلق وقد يلتوي – يتعود ويتعلم.. فإذا حاولنا ترتيب هذه المعاني ووصفها في تصنيفات جديدة فسنري العجب:
1- مراحل تكوين و تطور و نمو الجنين: السائل المنوي- حدوث الحمل- الجنين داخل الرحم ( دودة حمراء تمص الدم)
2- المواد الأساسية التي يحتاج إليها الإنسان لاستمرارية حياته مثل: الماء (الشراب) – اللبن – الطعام – الدم.. الخ
3- أنشب في الشئ وتشبث به كالجبل والأرض وما شابه.. فهو ينشب في رحم أمه عندما كان جنيناً ثم عندما يكبر فإنه ينشب ويتشبث بالأشياء كالأرض والممتلكات.
4- حب التملك والأثرة وحب الاستيلاء علي الأشياء والرغبة في ألا تفلت منه (دائماً متعلق بالدنيا)
5- حب الإغارة والعدوان وأخذ كل شيء يصيبه (قصة الحروب والمعارك بين الناس والدول وغنائم الحرب)
6- التعود والتعلق بالأشياء وملازمتها (العرف والعادات والتقاليد)
7- الحرص وحب المال
8- التعلم من الغير والأخذ منه (وأحياناً إنكار من أسدي إليك معروفاً)
9- التسرع والعجلة والالتواء في المعاملة
10- الحب والهوى والعشق والعواطف وما يقابلها من التباعد والكره والتنافر
11- شدة الخصومة وقوة البلاغة وحب الجدل
12- حب التفاخر والتفوق والشغف بالألقاب
13- الحياة التجارية بين الناس (البضائع)
14- الجزء النفيس الغالي في أي إنسان وهو الروح
15- كما أحاطت اللفظة بمرحلتي ما قبل حياة الإنسان وما بعدها وهو الموت.. فأي إنسان قد نشأ من العدم (الموت) ثم إنه صائر لا محالة إلي العدم (الموت).. فسبحان من أودع هذه المعاني فى لفظة واحدة تتكون من ثلاث حروف هي: ع ل ق
وهي كما تري يمكن شرحها في مؤلفات ضخمة يشترك في تصنيفها الجهابذة من علماء التشريح والأجنة ووظائف الأعضاء والاجتماع والنفس والسلوكيات والمنطق.. كل هذا في ثلاثة حروف.. أحاطت بأي إنسان علي وجه الأرض وهي لفظة تعتبر من معجزات القرآن التي غفل عن معانيها الكثير.. أما لو نظرنا إلي حرف الجر "من" والذي سبق لفظة علق.. فأنت تعلم أن من تستخدم للتبعيض.. إذاً فكل إنسان أخذ لنفسه جزءاً أو نصيباً من علق الحب والكره وحب التملك والخصومة والجدل والتعود والتعليم و... الخ... فتأمل "من" التبعيضية ثم معاني "علق" الشمولية.. ورحم الله الرماني والخطابي والجرجاني في كتابهم إعجاز القرآن حيث يقولون: إن القرآن رغم إيجازه المعجز في عدد كلماته بل وفي عدد حروفه إلا أن المعاني التي تجئ بها كل كلمة فيها إرباء وإنماء وزيادة أي أن كل كلمة تولد وتعطي من المعاني ما لا حصر له
هذه هي ألفاظ القرآن الدقيقة.. ومعانيها الكثيرة والعجيبة... فأين هذا من ترجمة علق إلي دم متجلط أو دم عبيط.. ولعل هذا يجعلنا ندقق النظر في كيفية معالجة قصور اللغات غير العربية في احتواء معاني القرآن المترجمة ولكن لعل عذر المترجمين لمعاني القرآن هو عدم إطلاعهم على كنوز معاني الكلمات العربية...
وفى كلمتي أمام جمهور الحضور عرضت على المستمعين ترجمة معاني كلمة علق ( 31 معنى مختلفا) كما جاءت في لسان العرب ثم أوضحت لهم أن القرآن تحدى – ولا يزال – صناديد اللغة العربية بالإتيان بسورة واحدة من مثله فعجزوا أيما عجز.... ثم قلت لهم: هل يمكن لأي من المستمعين الكرام أن يأتي بكلمة واحدة تتكون من ثلاث حروف في أي لغة من لغات العالم – بما فيها العربية- وتعطى كل هذه المعاني لكلمة علق.. أو حتى نصف المعاني... أو ربعها... فجاءت الإجابة بالنفي...
وعلمت بعدها أن 57 أمريكيا اشتروا القران المترجم وأن 17 منهم يدرسون اللغة العربية!!
تعليق