جاء يكحلهاعماها
{تفسير نشيد الأنشاد }
اذا كان سفر الانشاد احد عجائب الكتاب المسيحي ...فان تفسير المسيحيين له هو عجب العجاب
وكما يقال في المنثل جاء يكحلهاعماها
فمع مقتطافات من هذا التفسير
"نشيد الأنشاد الذي لسليمان"....1/1
وقد اهتم الروح القدس أيضا بذكر اسم كاتب هذا السفر "الذي لسليمان"، ولا ريب في ان سليمان يرمز إلى شخص المسيح "ملك السلام" الذي لا بد ان يملك ملكا مجيدا وحقيقيا
وما كان يليق بغير سليمان ان يكتب هذا السفر، لان الله قد أعطاه قلبا حكيما ومميزا حتى أنه لم يكن مثله قبله ولا يقوم بعده نظيره
"ليقبلني بقبلات فمه لان حبك أطيب من الخمر"1/2
من هذا الذي تطلب منه العروس ان يقبلها، أليس هو الرب يهوه _ الله؟ نعم أنه هو بلا شك، كما أنه أيضا الإنسان _ يسوع _ المسيا، ولكن ما أجمل كلمات العروس التي يزينها الخشوع، فهي لا تقول "ليقبلني الله" أو "ليقبلني الرب يهوه _ أو المسيا" بل تقول بكل ورع "ليقبلني (هو)" ليتنا مع يقيننا بمحبة المسيح نتمثل بالعروس فنتحدث عنه أو معه بكل وقار واحترام، ونوجد في حضرته "بخشوع وتقوى" متمثلين أيضا برفقة فأنها إذ رأت عريسها اسحق "نـزلت عن الجمل... وأخذت البرقع وتغطت"(تك24: 64و65).
ثم ان العروس لا تذكر اسم عريسها فلا تقول سوى "ليقبلني......" ذلك لأنها لا تعرف عريسا أو حبيبا آخر سواه. أنه هو وليس سواه غرضها الوحيد الذي ملك على عواطفها وعلى كيانها،
لا شك ان العروس مع علمها بطهارة عريسها ونقاوته غير المحدودة، وأنه قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة، كانت تعرف أيضا أصلها ومن هي. كانت تعرف أنها بحسب الطبيعة نجسة، وان حنجرتها قبر مفتوح.. وفمها مملوء لعنة ومرارة "اصلبه اصلبه" ومع ذلك فقد أيقنت ان حبيبها لن يعطل محبته أي معطل، وأنه لا بد ان يقبلها بفمه الطاهر.
ان القبلة هي أيضا علامة المصالحة، وهوذا العروس تطلب إليه ان يقبلها
العروس لا تطلب قبلة واحدة ولا قبلات كثيرة من فمه بل "قبلات فمه" أي كل قبلات فمه
أطيب من الخمر... ما أقوى تأثير الخمر على مشاعر وحساسيات الإنسان المثقل بالهموم والأحزان "أعطوا مسكرا لهالك وخمرا لمري النفس. يشرب وينسى فقره ولا يذكر تعبه بعد
يتبع باذن الله
تعليق