بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
اللهم اغفر لى ولوالى وللمؤمنين والمؤمنات يوم يقوم الحساب
التشوه والفساد
هناك فرق كبير بين الكفر والإيمان ولكن في كثيرا من الأحيان يستقل البشر قطار الضلال لينقلهم من الإيمان إلى الكفر وقد حدث ذلك كثيرا فى الماضى والحاضر , وإذا انتقل البشر من الإيمان إلى الكفر مع هذه الفرق الشاسع فإنهم يمكن أن ينتقلوا ببساطة شديدة إلى ما هو دونه و بالتالي إذا كان فساد العقيدة وارد فان تشوهها يكون أكثر ورودا ,لنا فيما حدث لقوم نوح عليه السلام شاهد , فعندما حدث الطوفان لم يبقى على ظهر الأرض احد إلا من امن مع نوح عليه السلام وهم من كانوا على متن السفينة وعندما انتهى الطوفان كانوا هم كل سكان الأرض ومع مرور الزمن ماذا حدث ؟ , انتقلوا إلى الكفر مرة أخرى تدريجيا ابتداء بالتشوه وانتهاء بالفساد .
ولقد وردت قصة نوح والطوفان في الإصحاحات من السادس إلى التاسع من سفر التكوين وجرت أحداثها على النحو التالي :
رأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض، فحزن أنه عمل الإنسان في الأرض وتأسف في قلبه، وعزم على أن يمحو الإنسان والبهائم والدواب والطيور عن وجه الأرض، وأن يستثني من ذلك نوحاً لأنه كان رجلاً باراً كاملاً في أجياله، وسار نوح مع الله ........... وتزداد شرور الناس، وتمتليء الأرض ظلماً، ويقرر الرب نهاية البشرية، ويحيط نوحاً علماً بما نواه، آمراً إياه بأن يصنع فلكاً ضخماً، وأن يكون طلاؤها بالقار والقطران من داخل ومن خارج، حتى لا يتسرب إليها الماء، وأن يدخل فيها اثنين من كل ذي جسد حي، ذكراً وأنثى، فضلاً عن امرأته وبنهيه ونساء بيته، هذا إلى جانب طعام يكفي من في الفلك وما فيه.. تكوين 6: 1 ـ 22.
و يكرر الرب أوامره في الإصحاح التالي فيأمره أن يدخل الفلك ومن معه ذلك لأن الرب قرر أن يغرق الأرض ومن عليها بعد سبعة أيام ذلك عن طريق مطر يسقط على الأرض أربعين يوماً وأربعين ليلة، ويصدع نوح بأمر ربه فيأوي إلى السفينة ومن معه وأهله، ثم انفجرت كل ينابيع الغمر العظيم وانفتحت طاقات السماء، واستمر الطوفان أربعين يوماً على الأرض.
و تكاثرت المياه ورفعت الفلك عن الأرض وتغطت المياه، ومات كل جد كان يدب على الأرض، من الناس، والطيور والبهائم والوحوش وبقي نوح والذين معه في الفلك حتى استقرت الفلك على جبل أرارات.
ولا يعقل أن يقبل الإنسان حدوث فساد كلى لقوم نوح وغيرهم من المؤمنين الذين كانوا في الأمم السابقة ويرفض اى اتهام له في عقيدته بالتبديل أو التغيير والتحريف لا يخرج عن كونه فساد جزئي .
وان أصر على موقفه فليثبت العكس ويأتي بدليل مادي يثبت عدم حدوث اى تشوه لعقيدته او تحريف لكتابه لعدم وجود اى عامل يمكن ان يساعد فى ذلك او يقننه يكون متوافق مع الثوابت الإنسانية والعقلية والكونية و غير متوافق مع هواه لان هوى الذات الإنسانية لا يمكن أن يكون حكما ولنا في قوم نوح مثال وبالاخص إذا اعتبرنا خداعه لذاته وان لم يكن فتكيفه مع الفساد الذي يجعله من ناحية أخرى يستحسن الباطل ويستقبح الحق وهو متيقن بأنه في منأى عن أن يكون تحت اطار الخداع , ولكن في الحقيقة ذلك لن يخرجه عن إطار الخداع لان الخداع في هذه الحالة سوف يكون ملتصقا بالمشاعر والأحاسيس ورؤيتها للقبيح على انه حسن وللحسن على انه قبيح.
واخيرا لا ننسى ان وجود الأنبياء والمرسلين مرتبط بهداية الضال وإصلاح المعوج والضلال لا يكون إلا بعد هدى والضال لا يمكن أن يعلم بضلاله فهو يظن انه في الطريق الصواب وهو يسلك فى الحقيقة الطاريق الخاطىء .
يبع بعون الله
تعليق