{ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ...... (46) }
( العنكبوت )
( العنكبوت )
الزميل مسيحى8
ترى كما هوَ واضِحٌ مِن الآيَةِ الكريمَةِ أنَّنا مأمورون بمُجادَلتِك وإخوانِك مِن أهلِ الكِتابِ بالتى هى أحسنُ إلا الذينَ ظلموا مِنكُم، فما دامت المُجادَلةُ مِنك بالتى هىَ أحسنُ فنحنُ مأمورون مَعكِ بمِثلِها، فإنْ ظلمتَ فلا أمر.
مِن بِضعَةِ أيَّام سجَّلت فى مُنتدانا موافِقا على قوانينه وحللتَ ضيفا علينا، فما التزَمتَ أدبَ الضيفِ ولا راعَيتَ المكانَ الذى دخلتَ إليهِ ولا القوانينَ التى وافقتَ عليها ولا حتى الديانة التى انتسَبتَ إليها ونافَحْتَ عَنها، بل إنَّك حتى لمْ تُعطِنا الفُرصَة للترحيبِ بكَ بيننا وأنتَ فى ضِيافتِنا إذ انطلقتَ بغيرِ سَببٍ تُسئ إلينا وإلى مُقدَّساتِنا، بل إلى أحبِّ الأشياءِ إلى قلوبنا والتى نفديها بآبائِنا وأمَّهاتِنا فأسأتَ إلى إلهِنا ودِيننا ورسولِنا.
وبالرَّغمِ مِن حقِّنا الكامِل فى طردِك فورا مِن المُنتدى طِبقا لقوانينِ المُنتدى إلا أنَّنا صبَرنا عليكَ واكتَفينا بإيقافِك مؤقتا؛ حتى تعلمَ عاقِبة السوءِ ونتيجَةِ الإساءَةِ، ثمَّ ها نحنُ برَغمِ كلِّ ما سَبقَ نفتحُ لكَ هذا الحِوارَ الثنائى وندْعوكَ مرَّة أخرى لتُجادِلنا ونُجادِلَك بالتى هىَ أحسنُ فى موضوعٍ هوَ أشرَفُ وأجلُّ موضوعٍ وفِكرَةٍ هىَ أسمى وأرقى فِكرَة، ندعوكَ لمُجادَلةٍ حَسَنةٍ حولَ "الوحدانيَّةِ بينَ الإسلامِ والنصرانيَّة".
ونحنُ إذ ندعوكَ لمُجادَلةٍ حولَ هذا الموضوعِ الأسمى - رِسالَةِ الأنبياءِ وإيمانِ الأصفياءِ وعِبادَةِ الأتقياءِ - فإنَّنا لا نقبلُ أقلَّ مِن أن تكونَ هذهِ المُجادَلةُ على قدْرِ تِلك الفِكرَةِ مِن رُقىٍّ وسموٌّ وتهذيبٍ.
لذلِك فإنْ رأيتَ فى نفسِك جَلدا على المُجادلةِ عَن هذهِ الفِكرَةِ فى دينِك فأهلا بِك فى هذا الحِوارِ شريطةَ الآتى :
* حُسنُ انتقاءِ الألفاظِ والعِباراتِ بما يُحافِظ على مشاعِر الطرَفِ الآخرِ فى الحِوارِ، ولا يُشعِرُهُ بالإساءَةِ إلى مُقدَّساتِه أو إلى شخصِه.
* التركيزُ فى الحِوارِ بحَصرِ المُجادَلةِ فى نُقطةٍ أو نقاطٍ حسبَ اتفاقِ طرفى الحِوارِ، وعَدمُ الخروجِ عَن هذهِ النقطة أو النقاط إلا بعدَ انتهائِها أو بالاتفاقِ بين طرَفى الحِوار.
* عدَمُ القفزِ إلى نتائِجَ لم يَنتهِ إليها الحِوارُ؛ كأنْ يبدأ أحدُ المُحاوِرَينِ الحِوارَ بقولِه للطرَفِ الآخرِ "دينُك فاسِدٌ أو وثنىٌّ أو ما أشبه ذلِك" .. وكذلِك عدَمُ القفزِ على النقاطِ أو تجاهُلِ إجاباتِ المُحاوِر أو أسئلته مادامت مُتعلِّقة بنقطةِ الحِوارِ.
* عَدمُ الاعتِمادِ على الكلامِ المُرسَل فى أى مَرحَلةٍ مِن مَراحِل الحِوارِ، والكلامُ المُرسَل بغيرِ دليلٍ لا إلزامَ فيهِ على المُحاورِ الآخرِ ويخضعُ للتحكُّمِ الإشرافىِّ بأىِّ صورَةٍ مِن الصور.
إن وافَقتَ على هذهِ الشروطِ فأكرِّرُ الترحيبَ بِكَ فى هذا الحِوارِ الثنائىِّ .. واللهَ أسألُ أن يَهْدِينا إلى الحقِّ ويَجمَعنا عليهِ وأن يُجرىَ الحقَّ على أفواهِنا وأيدينا أحببنا ذلِك أو كرهناه
قالَ اللهُ تعالى { قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35) وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (36) } وقالَ سُبحانه { فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (32) } ( يونُس - عليهِ السلامُ - )
فيا حقُّ يا قيومُ اهدِنا لِما اختلفنا فيهِ مِن الحقِّ بإذنِك إنَّكَ تهدى مَن تشاءُ إلى صِراطٍ مُستقيم.
تعليق