بالنسبة لنا نحن المسلمون فجواب هذا السؤال واضح في سورة مريم :
قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20)
قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا (21)
أي أن خلق المسيح في رحم مريم هين على الله دونما أن يكون بحاجة إلى نطفة أو تدخل بشري ذكوري، و هو أمر يسلّم به المسلم و المسيحي على حد سواء.. لذا فإن جواب الملاك كان واضحاً يزيل كل شك أو لبس..
و لكن المشكلة تكمن في جواب الملاك لمريم وفقاً للرواية في إنجيل لوقا، فهلموا بنا نقرأ النص:
فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ: ((لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ. وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. هَذَا يَكُونُ عَظِيماً ،وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى ،وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ،وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ)).فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: ((كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟)) فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَهُ : ((اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ ،وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ ، فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ. وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضاً حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا ،وَهَذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الْمَدْعُوَّةِ عَاقِراً،لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ)).
لنقرأ النص رويداً رويداً
قال الملاك:
وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ...
مفهوم
هَذَا يَكُونُ عَظِيماً ،وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى
يُدعى ابن العلي! من سيدعوه ابن العلي؟ ليست مريم ! و ليس الملاك.. ذلك لو أن الملاك هو الذي سيسميه ابن العلي لقال: ابن العلي أدعوه.. و لو كانت مريم هي التي ستسميه ابن العلي لكان النص يقول: و ابن العلي تدعيه .. و لكن هنالك من سيدعوه ابن العلي ...
وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، ...
هنا نجد أن الملاك قد عطف المبني للمجهول على المبني للمعلوم ، و هذا يدل على أن الذي سيدعوه ابن العلي لم يكن الرب الإله.. إنما آخر مختلف عن الملاك و مريم و الرب الإله!
فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: ((كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟))
هل فهمت مريم من قوله ((وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى)) أنه سيكون ابن الله فعلياً؟ كلاً فلازالت مريم تستفسر عن الكيفية التي ستلد فيها!
و الآن لنقرأ جواب الملاك بتفكر:
الرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ ،وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ ، فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ
يُدعى مرة أخرى ، و لسنا نعرف من سيدعوه كذلك ! الله ؟ كلا! الملاك؟ كلا! مريم ؟ كلا!
لاحظوا الجواب: في الحين الذي كانت مريم تطلب معرفة الكيفية التي ستحمل فيها ، نرى أن جواب الملاك كان أمراً آخر: الروح القدس يحل عليك.. هذا ليس جواباً !! فليس كل من يحل عليه الروح القدس يحمل و يلد!! فالروح القدس كانت تحل على كثيرين قبله و كثيرين بعده.. هذا ليس جواباً لسؤال مريم!
قوة العلي تظللك: و لهذا السبب فإن المولود القادم سيدعى ابناً لله .. من قبل الله ؟ كلا ! من قبل الملاك أو مريم ؟ كلا! فلو أن هذا هو الجواب لسؤالها لقال لها الملاك أن المولود منها سيكون ابن الله ، أو قال لها أن المولود سيدعوه الله ابن الله .. و لكنه قال لها أنه سيُدعى ابن الله .. أي أن آخر سيدعوه كذلك
هل وصلت مريم لجواب سؤالها؟ ليس بعد.. فلنتابع بقية النص
وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضاً حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا ،وَهَذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الْمَدْعُوَّةِ عَاقِراً، لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ...
لكن هذه المقارنة لا تصلح!! ذلك أن أليصابات حبلى من زوجها!! فهي متزوجة !!
أما مريم فليست متزوجة !! ((كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟)) و ليست عاقر حتى تقارن بها!
صحيح أنه ليس شيء غير ممكن لدى الله، و لكن هذا القول مقرون بمقارنة مريم بأليصابات لا معنى له و لا يحمل جواب الملاك لمريم.. الملاك يقول أن أليصابات العاقر قد حبلت من زوجها و بنفس الطريقة ستحبلين بيسوع!!
فإلام كان الملاك يلمح بقوله:
اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ ،وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ
و يبقى السؤال:
أين جواب الملاك لمريم؟
قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20)
قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا (21)
أي أن خلق المسيح في رحم مريم هين على الله دونما أن يكون بحاجة إلى نطفة أو تدخل بشري ذكوري، و هو أمر يسلّم به المسلم و المسيحي على حد سواء.. لذا فإن جواب الملاك كان واضحاً يزيل كل شك أو لبس..
و لكن المشكلة تكمن في جواب الملاك لمريم وفقاً للرواية في إنجيل لوقا، فهلموا بنا نقرأ النص:
فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ: ((لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ. وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. هَذَا يَكُونُ عَظِيماً ،وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى ،وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ،وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ)).فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: ((كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟)) فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَهُ : ((اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ ،وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ ، فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ. وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضاً حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا ،وَهَذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الْمَدْعُوَّةِ عَاقِراً،لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ)).
لنقرأ النص رويداً رويداً
قال الملاك:
وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ...
مفهوم
هَذَا يَكُونُ عَظِيماً ،وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى
يُدعى ابن العلي! من سيدعوه ابن العلي؟ ليست مريم ! و ليس الملاك.. ذلك لو أن الملاك هو الذي سيسميه ابن العلي لقال: ابن العلي أدعوه.. و لو كانت مريم هي التي ستسميه ابن العلي لكان النص يقول: و ابن العلي تدعيه .. و لكن هنالك من سيدعوه ابن العلي ...
وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، ...
هنا نجد أن الملاك قد عطف المبني للمجهول على المبني للمعلوم ، و هذا يدل على أن الذي سيدعوه ابن العلي لم يكن الرب الإله.. إنما آخر مختلف عن الملاك و مريم و الرب الإله!
فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: ((كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟))
هل فهمت مريم من قوله ((وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى)) أنه سيكون ابن الله فعلياً؟ كلاً فلازالت مريم تستفسر عن الكيفية التي ستلد فيها!
و الآن لنقرأ جواب الملاك بتفكر:
الرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ ،وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ ، فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ
يُدعى مرة أخرى ، و لسنا نعرف من سيدعوه كذلك ! الله ؟ كلا! الملاك؟ كلا! مريم ؟ كلا!
لاحظوا الجواب: في الحين الذي كانت مريم تطلب معرفة الكيفية التي ستحمل فيها ، نرى أن جواب الملاك كان أمراً آخر: الروح القدس يحل عليك.. هذا ليس جواباً !! فليس كل من يحل عليه الروح القدس يحمل و يلد!! فالروح القدس كانت تحل على كثيرين قبله و كثيرين بعده.. هذا ليس جواباً لسؤال مريم!
قوة العلي تظللك: و لهذا السبب فإن المولود القادم سيدعى ابناً لله .. من قبل الله ؟ كلا ! من قبل الملاك أو مريم ؟ كلا! فلو أن هذا هو الجواب لسؤالها لقال لها الملاك أن المولود منها سيكون ابن الله ، أو قال لها أن المولود سيدعوه الله ابن الله .. و لكنه قال لها أنه سيُدعى ابن الله .. أي أن آخر سيدعوه كذلك
هل وصلت مريم لجواب سؤالها؟ ليس بعد.. فلنتابع بقية النص
وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضاً حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا ،وَهَذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الْمَدْعُوَّةِ عَاقِراً، لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ...
لكن هذه المقارنة لا تصلح!! ذلك أن أليصابات حبلى من زوجها!! فهي متزوجة !!
متــــــــــــــــــــــــــزوجـــــــــــــــــــ ـــة!!!
أما مريم فليست متزوجة !! ((كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟)) و ليست عاقر حتى تقارن بها!
صحيح أنه ليس شيء غير ممكن لدى الله، و لكن هذا القول مقرون بمقارنة مريم بأليصابات لا معنى له و لا يحمل جواب الملاك لمريم.. الملاك يقول أن أليصابات العاقر قد حبلت من زوجها و بنفس الطريقة ستحبلين بيسوع!!
فإلام كان الملاك يلمح بقوله:
اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ ،وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ
و يبقى السؤال:
أين جواب الملاك لمريم؟
تعليق