لدي شبهه.....لم اقتنع بالردوود و لا المقالات...لعلي اجد الاجابه منكم.....؟

تقليص

عن الكاتب

تقليص

pathfinder9977 مسلم اكتشف المزيد حول pathfinder9977
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أحمد.
    مشرف اللجنة العلمية

    حارس من حراس العقيدة
    • 30 يون, 2011
    • 6655
    • -
    • مسلم

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة pathfinder9977
    اخي احمد.....

    شكرا على ملاحظتك, انا اقصد العلاقه بين الدعاء و الاستجابه

    هل تعني اللحظات التي ادعو فيها يعلمها الله...واستجاب الله الدعاء قبل ان ادعي...؟! <<< الصراحه مو داشه مخي

    إذا فالفرض الذى تؤمنُ به هو الآتى :

    أنا فقيرٌ دعوت الله أن يرزقنى المال .. عندما سمع الله دعائى رقَّ لحالى فوهبنى المال .. هذه ليست صورة عن الله هذه صورة عن "عفركوش بن بتركوش" أو "مصباح علاء الدين" أو "خاتم سليمان".

    الله :

    يعلمُ قبل أن يخلقك أنك ستكونُ فقيرا وأنَّك ستدعوه ويُقدِّرُ قبل أن يخلقك أنَّك عِندما تدعوه سيجيبُ دعائك .. فحصولُ الإجابة سابق على الدعاء ولكن ظهورَ الإجابة لاحق للدعاء .. أى فحصولُ المال سابقٌ على الدعاء لأنه مُقدَّرٌ بتقدير الله منذ القِدم ولكنَّ ظهورَ المال فى الواقع أو مجيئه لكَ يكونُ بعدَ الدعاء.


    المثال على ذلِك فى قِصَّة زكريا عليه السلام :

    لو تأملت فى القصة قليلا لوجدت وكأنَّ الأحداث كلَّها مُرتبة مِن الله لكى يدعو زكريا بالولد .. لاحظ أنَّه رجلٌ طاعن فالسن وزوجته عاقر فالقضية منهية والحال هكذا لا يمكن أن يرزقه الله الولد فهو مستسلم لقضاء الله لسان حاله "الحمد لله على كل حال" ولكن انظر .. قبل هذا الموقف بسنين تحمل امرأة عمران فتنذر ما فى بطنها لله فيأتى الله تعالى لها بأنثى لا بذكر ثم يتقبلها بقبول حسن وينبتها نباتا حسنا ثمَّ ..... يكفلها زكريا ثمَّ .... كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا .. هنالك يدعو زكريا ربَّه .. وهنا تناديه الملائكة وهو قائم يصلى فالمحراب أن الله يبشرك بيحيى .. حاول أن تغير أىَّ حدث مِن أحداث هذه السلسلة .. لا تحمل امراة عمران .. أو لا تنذر ما فى بطنها لله .. أو تنجب ذكرا .. أو لا يكفلها زكريا .. أو لا يجد زكريا عندها رزقا .. أى خلل فى السلسلة نتيجته ألا يدعو زكريا ربه وألا يهبه الله الولد.

    نقطة أخرى فى هذه القصة .. قال الله فى سورة مريم { يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا } .. هذا الغلامُ هل كان موجودا قبل ذلِك ؟ هل كان مقدرا فى علم الله ؟ هل كانت روحه مقدرة عند الله ؟ هل كان من الذرية التى أشهدها الله فى قوله سبحانه { وإذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا ... } .. فكيف قدَّره الله لزكريا إلا لو كان قد استجاب دعاء زكريا قبل أن يدعوه .. استجاب دعاءه لأنَّه علم أن امراة عمران ستحمل وأنَّها ستنذر ما فى بطنها لله وأنَّها ستنجب أنثى وأنها سيكفلها زكريا وأنه سيجد عندها رزقا وأنه سيدعو الله بالولد فقدَّر له سبحانه فى علمِه الزلى الولد لعلِمه أنَّه فى يومِ كذا فى ساعة كذا سيدعوه بالولد .. عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين.

    المشاركة الأصلية بواسطة pathfinder9977
    وهل احداث الحياه مرتبه من الله ام الله اعطى للانسان الحريه و الاراده في احداث امور مثل الحرب او الموت بسبب زيادة السرعه في القياده وعدم الانتباه مما ادى الي الوفاة او قراري في الزواج في التاريخ الفلاني او.....هذه الامور ارى الانسان يقررها

    لا شكَّ أن الله أعطى الاختيار للإنسان ولكن هل معنى أنّه أعطاه الاختيار أنه سبحانه لا يعلم ماذا سيختار ؟ .. هل معنى أن الله أعطاك حرية قيادة السيارة أنه لا يعلم أنك سترتكب ذلك الحادث ؟ أو هل معنى أنه أعطى لآدم عليه السلام حرية الأكل من الجنة حيثما شاء أنه كان لا يعلم أنه سياكل من الشجرة المحرمة ؟ فهل معنى أنه أعطاك الحرية فى الدعاء أو عدمه أنه لا يعلم ما إذا كنت ستدعوه أو لا ؟!!

    أجب عن هذه الأسئلة تعرف جواب ما سألت عنه.

    المشاركة الأصلية بواسطة pathfinder9977
    وهل تعني (تقدم فعل الرب على فعل العبد بالايه دليل على اجابة الدعاء قبل الدعاء)......ما الدليل على ان الاسبقه بالكلمات تدل على الاسبقه بالزمان...؟ لماذا لا يؤخذ المعنى الكلي او المقصد من الايه حيث الفهم الكلي للايه على حسب فهمي كعربي : اذا دعوة ربي فسوف يستجيب لي

    الأسبقية فى الكلام ليست دليلا على الأسبقية فى الزمان .. الدليل على الأسبقية فى الزمان هو قدَمُ علم الله سبحانه وتعالى وإنما كانت الإشارة فى كلامى إلى هذه المقابلة الدقيقة بين ترتيب الأفعال فى الآية وبين ترتيب الأحداث فى الواقع حسب العقل والمنطق .. فكما أن العقل والمنطق يخبراننا أن الإجابة سابقة على الدعاء فكذلك جاءت الإجابة فى الآية سابقة على الدعاء وهذه مجرد ملاحظة وليست استشهادا أو تدليلا !


    أرى أن أعود لإكمال ما بدأته فبه يتضح الأمرُ أكثر بإذن الله.


    يتبع بإذن الله.
    وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

    رحِمَ
    اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

    تعليق

    • أحمد.
      مشرف اللجنة العلمية

      حارس من حراس العقيدة
      • 30 يون, 2011
      • 6655
      • -
      • مسلم

      #17
      قلنا أنَّ الدعاء فعل العبد وأن الإجابة فعل الربِّ وأنَّه يتعلق بهما حالُ العبدِ وحالُ الربِّ، فأمَّا حالُ الربِّ - سُبحانه وتعالى - فثابت لا يتغير هو أنَّه سُبحانه قريبٌ .. وأمَّا حالُ العبدِ فمُتغيِّر فقد يكون العبدُ مُستجيبا لله وقد يكون مُعرِضا مؤمنا أو كافِرا.

      وفى القرآنِ الكريمِ نجدُ اللهَ تعالى استجابَ دعاءِ إبليسَ رَغم كونه كافرا قال اللهُ سُبحانه { قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) } ( الحجر، ص 79-81 ) .. وإن كانت الإجابَةُ ليسَت فى الدعاءِ بكامِله فقد دعا إبليسُ أن ينظره الله إلى يومِ البعثِ فأنظرَهُ سُبحانه إلى يومِ الوقتِ المَعلوم أى إلى وقتِ النفخةِ الأولى .. فرَغمَ أنَّ الإجابَة لمْ تكُن كامِلة - وهذا سنعودُ لهُ وفيهِ فائِدَةٌ - إلا أنَّ الإجابة حصَلت على مرادِ إبليسَ أن يبقى لوقتِ فناءِ البشريَّةِ، أى يُعايش ذرية آدم جميعها حتى يستطيعَ أن يُضِّل مَن يقدِرُ على إضلالِه مِنهُم .. فلمَّا استجابَ اللهُ لهُ أعلن عَن سبب هذا الدعاءِ وتِلك الرغبة فقال كما حكى الله { قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) } ( الحجر ) { قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) } ( ص ).

      قلتُ : فقدْ ظنَّ إذ أعماهُ حسَدُه وحِقدُه على آدَم أنَّه لن يعَلمَ اللهُ ما يُفكِّرُ فيهِ فأخفى أمنيَّته ولم يُعلِنها إلا بعدَ أن أجابَ اللهُ دعاءهُ، بينما ربُّنا تبارَك وتعالى علِمَ ما فى نفسِه قبل أنْ يخلقه ورَغمَ ذلِك استجابَ اللهُ دعاءَه، رغمَ كفرِه به ورغمَ إعراضِه عَن أمرِه ورغمَ خبثِ نيَّته وسوءِ مَقصِدِه مِن دعائه.


      وإذا كان هذا حالُ إبليسَ واستجابَةُ اللهِ لهُ على حالِه فهذا رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم وحالُه مَع اللهِ مَعروفٌ وهوَ الشفيعُ المُشفَّع وهوَ الحاشِرُ والعاقِب يُخبرُه الله تعالى أنَّه لن يستجيبَ دعاءا لهُ إذا دعاءه، قالَ الله لهُ فى المُنافقين { سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (6) } ( المنافقون ) .. فيا مُحمَّد - صلى اللهُ عليهِ وسلم - سواءٌ دعوتَ لهُم بالمَغفِرَة أو لمْ تدعُ لهُم فى الحالين لن أغفِرَ لهُم .. فسُبحان اللهِ العظيم.

      وكذلِك ما قبِل ربُّنا تبارَك وتعالى استغفارَ إبراهيمَ - صلى اللهُ عليهِ وسلَّم - لأبيه إذ قال فيما حكاه عَنه ربُّه { وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ (86) } ( الشعراء ) .. قال الله { وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114) } ( التوبة ) .. وها هوَ نوحٌ عليهِ السلامُ يدعو اللهَ تعالى لولـــــــده وما يَقبَلُ اللهُ دعاءه .. قال الله { وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) } ( هود )


      ثمَّ انظر إلى ما حكاهُ اللهُ سُبحانه مِن قولِه { هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190) } ( الأعراف ) .. قلتُ : فقدْ آتاهُما اللهُ تعالى صالِحا رغمَ سبْقِ عِلمِه أنّهُما سيجعلان لهُ شركاءَ فيما آتاهُما.

      ومِثلُ ذلِك قولُ اللهِ سُبحانه { هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23) } ( يونس ) .. قلتُ : فقدْ أنجاهُما اللهُ تعالى رغمَ سبقِ عِلمه أنَّهم سيبغونَ فى الأرضِ بغيرِ الحقِّ.


      يُتبَعُ بإذن الله .......
      وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

      رحِمَ
      اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

      تعليق

      • أحمد.
        مشرف اللجنة العلمية

        حارس من حراس العقيدة
        • 30 يون, 2011
        • 6655
        • -
        • مسلم

        #18
        يقول اللهُ تعالى { وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا (11) }( الإسراء )

        ويقولُ سُبحانه
        { وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (11) }( يونس )

        فإذا كان الدعاءُ فِعل العَبدِ فإنَّه مُتعلِّق بما فى العبدِ مِن نقصٍ، وإذا كانت الإجابَة فِعلَ الربِّ فهى مُتعلقة بما للربِّ مِن كمال .. وكَم مِن داعى دعى الله سُبحانه بشئ فلم يستجب لهُ ثمَّ يظهرُ له أنَّ الخيرَ الذى كان يرجوه كان سيفوتُه لو استجابَ اللهً تعالى دعاءه وأنَّ النفعَ المُتحقق بعدَمِ الإجابَة - فيما يظهرُ له - أكبرُ مِن النفع الذى كان يرجوه بالدعاء .. فيظهرُ لهُ أنّ الله سُبحانه قد استجابَ دعاءَه فِعلا ولكن ليسَ على النحوِ الذى دعى بهِ .. فقدْ يدعو الإنسانُ ربَّه أن يزوجه امرأة بعينِها يظنُّ أنَّ تِلك المرأة ستكونُ الزوجة الصالِحة التى تُعينُه على طاعَةِ ربِّه فلمَّا لا يرزقه الله بها يظنُّ أنَّ الله سُبحانه أعرَض عنهُ فيما دعاهُ، فإذا بمآلِ الأمرِ أن يظهرَ لهُ أنَّ تلك المرأة لم تكُن بالزوجة الصالحةِ ولا التى تقرُّ بها عينُه وإذا باللهِ سُبحانه يرزقُه امرأة غيرها فإذا هىَ زوجةٌ صالِحة فوق ما كان يرجو ويأمُلُ .. فإذا هوَ ظنَّ أوَّل الأمرِ أنَّ اللهَ أعرَض عنهُ علِم فى مآلِه أنَّه سُبحانه قد استجابَ دعاءه.

        ونجدُ مِثالا لذلِك فى قِصَّة قارون عليه السلام كما حكى اللهُ تعالى { فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) } .. فلمَّا خسَف اللهُ بهِ وبدارِه الأرض { وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82) } ( القصص ) .. فهؤلاء الذين كانوا يريدون الحياة الدنيا وزينتها علِموا أنَّ اللهَ تعالى لو كان استجاب لهُم لخسَف بهِم كما قارون ولحُرِموا مِن الحياةِ الدنيا ومِن زينتِها .. وهُم ما دعوا الله إلا حبا فى ذلِك.

        وكَم مِن انسان اشترى سيارة جديدة
        فأوَّل ما ركبها أهلكته .. وربَّما أحبَّ المالَ حبا جمًّا فلمَّا جناه أهلَك لهُ ولدَه .. لهذا فلِعِلم اللهِ سُبحانه قدْ يستجيبُ لعَبدِه بينما هوَ يظنُّ أنَّهُ سبحانه لم يستجب له .. وقدْ يؤخِّرُ الله الإجابة عَن عَبدِه لخيرٍ يراهُ أو شرٍّ لا يُريدُه أن يلحق عبدَه .. كما تأخَّرَ الشفاءُ عَن أيوب وكما تأخَّر يوسُفُ عَن يعقوبَ وكما تأخَّرَ دخولُ المسجدِ الحَرامِ عَن مُحمَّدٍ صلواتُ ربِّى وسلامُه عليهِم أجمعين.

        فإذا كان ذلِك كذلِك فليسَ على العَبدِ إلا أن يكونَ على
        الحالِ التى أرادَها لهُ اللهُ تبارَك وتعالى وأن يدعوهُ موقِنا بهِ مؤمنا بهِ مُستجيبا لهُ وأن يُفوِّض لهُ أمرَهُ فى كلِّ ما يدعوهُ بهِ، وليطمئن بالُه فإنَّه يدعو عليما خبيرا إن دعاهُ بخير أعطاهُ أو زادَه وإن دعاهُ بشرٍّ - وهوَ لا يعلمُ - نجَّاه أو أبدَلهُ بالشرِّ خيرا .. واللهُ تبارَك وتعالى يقولُ { وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (12) } ( يونس ) .. فذلِك تحذيرٌ خطيرٌ لِمَن فقِه أنَّ إجابَة الدعاءَ ليست دوما نِعمَة للعبدِ فقدْ تكونُ ابتلاءً لهُ أو استدراجا .. وما كانت استجابةُ اللهِ سُبحانه لإبليس نعمة لهُ وإنَّما كانت استدراجا وابتلاءا لحِكمَةِ اللهِ تعالى وبتقديره سُبحانه .. فهل لو دعوتُ اللهَ بكَثرَةِ المالِ جاهِلا أنَّ كثرتَهُ ستجعلنى مِن الغاوين أو ستُفضى بى إلى الكُفرِ فيكونُ مآلى فى جهنَّم خالِدا فيها .. فهل إذا علِمتُ هذا المآلَ وعلِمتُ أنّ الفقرَ حِصنى مِن الغوايَةِ ومِن الكُفرِ .. هل إذا علِمتُ ذلِك كنتُ دعوتُ اللهَ بالمالِ أم رَضيتُ بالفقرِ حتى تصيرَ اللقمةُ بالزيتِ أحبَّ إلىَّ مِن ملء الأرضِ ذهبا ؟ .. وهل إعراضُ اللهِ تعالى عَن دعائى إياه بالمال فى حقيقتِه إعراضٌ أمْ إجابَةٌ .. لا شكَّ أنَّه إجابَةٌ بل وأحسنُ إجابَةٍ فهذا الإعراضُ إنَّما هوَ إجابَةُ العليمِ الخبيرِ .. فإذ اطلعَ اللهُ تعالى على قلبى وعلِم أنَّنى ما رَغبتُ فى المالِ لذاتِه وإنَّما رغبتُ فيهِ حبًّا للنعيم وقدْ علِم أنَّ المالَ فيهِ شقوتى فقد أجابنى اللهُ تعالى إلى ما فى قلبى مِن حبٍّ للنعيمِ فجعلَ الفقرَ طريقى إلى نعيمِ الآخرَةِ .. فقدْ دعوتُ اللهَ بالنعيمِ الفانى فاجابنى بالنعيمِ الباقى.



        إذا والحالُ هكذا فعلى العبدِ أن يستجيبَ لله تعالى مؤمنا به موقنا بالإجابَةِ إذا دعاهُ عالِما أنَّ الإجابَةَ فِعلُ ربٍّ عظيمٍ .. لا فِعلَ عِفريتٍ مِن الجنِّ تقولُ لهُ اصنع لى كذا يصنعه لك بل ربٍّ عظيمٍ قادِرٍ عليمٍ خبيرٍ حكيم .. عِندَهُ مفاتِحُ الغيبِ لا يَعلمُها إلا هو .. يعلمُ ما فى نفسِك ولا تعلمُ ما فى نفسهِ .. يعلمُ السرَّ وأخفى .. وهو علام الغيوب.


        وآخرُ دعوانا أن الحمدُ للهِ ربِّ العالمين.



        فائدة : إذا تعارَض الدعاءُ مَع قضاءٍ قضاهُ اللهُ تعالى فلا إجابَة لهذا الدعاء .. فلم يُبقِ اللهُ سبحانه إبليسَ إلى يومِ البعثِ لأنَّه قضى سُبحانه أنَّه { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27) } ( الرحمن ) .. ولمْ يستجِب سُبحانه لإبرهيمَ أو نوحٍ عليهما السلامُ إذ قضى أنَّه { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48) } ( النساء ) .. ولم يقبَل شفاعَة حبيبِه فى المُنافقين لسَبقِ قضائه { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145) } ( النساء ) .. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
        وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

        رحِمَ
        اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

        تعليق

        مواضيع ذات صلة

        تقليص

        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
        ابتدأ بواسطة محمد,,, 3 أكت, 2024, 04:46 م
        رد 1
        36 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة الراجى رضا الله
        ابتدأ بواسطة كريم العيني, 13 يول, 2024, 08:09 م
        ردود 0
        28 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة كريم العيني
        بواسطة كريم العيني
        ابتدأ بواسطة كريم العيني, 8 يول, 2024, 02:48 م
        ردود 0
        30 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة كريم العيني
        بواسطة كريم العيني
        ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 14 يون, 2024, 12:51 ص
        ردود 3
        37 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة *اسلامي عزي*
        بواسطة *اسلامي عزي*
        ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 2 يون, 2024, 04:25 ص
        ردود 0
        56 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة *اسلامي عزي*
        بواسطة *اسلامي عزي*
        يعمل...