بين التاريخ الأكبر والتاريخ الأصغر
بقلم : الشيخ حامد احمد الطاهر
التاريخ هو مادة صناعة الأمم ولا يمكن لأمة ان تتخلى عن تاريخها الذي يصنع حاضرها ويبني مستقبلها .. والبشر قد اصطلحوا على أن الحاضر ابن شرعي للماضي وهذه كلمات لا ينبغي أن تفارق من يدرس التاريخ ليهديه إلى مستمعيه صناعة وفنا ... بل دمًا يجري في عروقهم وهواء يتنفسونه .... ولقد رأينا أمما تفاخر بتاريخها ومن صنعوه على الرغم من كونهم – على الأقل من وجهة نظرنا – سفَاحين وقتلة وربما كانوا مهرطقين ولكن العادة لا تستحيل أبدًا فلابد من تاريخ يصنع به الأبناء مستقبلًا وحاضرا .
والأمة الإسلامية عانت أشدَ المعاناة من تزوير تاريخها والتلاعب به بعد أن تسلطت عليه الأيدي العابثة التي كتبت التاريخ بمداد يقطر زورًا .. وطوَعته لصالح نفسها ولصالح من كتبت لهم وباسمهم ... بدءا من الشيعة ومرورًا بزنادقة أهل الكتاب وانتهاء بالمستشرقين وأذنابهم والذين تسلَطوا على التاريخ فشوهوا عظماءنا ورجالات دول الإسلام والذين صنعوا من جثثهم جسرًا للمجد ومن دمائهم ريا لدولة الحق واستنقذوا الجميع من بطش وقهر ليخرجوهم نحو نور الحق المبين .
لقد تحوَل التاريخ الإسلامي بهذه الأقلام ومحابرها المصنوعة من زيف وبهتان إلى ما يعرف ب (( قصاصة منقولة من كعب محرف )) ونيل من عظمائنا فبدت الأمة نحيفة في عصر يحاول النحاف فيه أن يسمنوا !!
كنت في حديث مع أحدهم روى لي فيه عظمة وروعة مسلسل (( حريم السلطان )) والذي لم أشاهد ولا إعلانه حتى ... فكانت الخلاصة أن المسلسل يتحدث عن سلطان عاشق ولهان له من الأزواج والجواري ماله وتحديدا هو السلطان سليمان الأول بن السلطان سليم الأول ووالد السلطان سليم الثاني وهو الذي حكم في الفترة من 1520 ميلادية وإلى 1566 م ولست معنيا هنا بإبراز تاريخه وإنجازاته ولكني معني بإيضاح أمر بسيط للغاية ألا وهو :
أن للسلطان سليمان ومن كان على شاكلته من عظمائنا قيمة لابد من إدراكها وتبيينها للنشء ولذلك اتجه العدو الظاهر منه والخفي إلى تشويه التاريخ عن طريق أمر ألا وهو :
إظهار التاريخ الأصغر وإهمال التاريخ الأكبر !!
والتاريخ الأكبر : هو التاريخ الذي صنع الأمة ومجدها .. من بطولات ومعاهدات وإنجازات بل وإعجازات في بعض الأوقات .. التاريخ الذي يتعمد إخفاؤه والضرب عليه لأنه سيصنع اجيالا قادمة تكمله وتتم بنائه لكونها ستشمخ به وتتعلم منه الكثير .
أمَا التاريخ الأصغر :
فهو تاريخ الجواري والقصور والأعراس والعبيد والمطربين التاريخ الذي بدأ كتابنه الشعوبي (( أبو الفرج الأصبهاني )) الذي ملأ العالم كذبا وزورا وجعل التاريخ محصورا بين (( حبَابة وسلَامة )) في قصور بني أمية ... وجعل من عمر بن أبي ربيعة نموذجا للشعر ضاربا عرض الحائط بتاريخ الأمة الحقيقي وقد قال عنه العلامة ابن الجوزي البغدادي: (... ومثلهُ لا يوثق بروايتهِ، يصرح في كتبهِ بما يوجب عليهِ الفسق، ويهون شرب الخمر، وربما حكى ذلك عن نفسه ومن تأمل كتاب الأغاني، رأى كل قبيح ومنكر
وذكر ابن شاكر الكتبي أن الشيخ الذهبي قال: (رأيت شيخنا تقي الدين ابن تيمية يضعفه، ويتهمه في نقلهِ ويستهول ما يأتي بهِ، وما علمت فيه جرحاً إلا قول أبي الفوارس: خلط قبل موته)
لقد ملأ الرجل كتابه بحياة المطربين وشعراء المجون والمطربين .. وجاء من وراءه ليكمل مسيره ليصبح زرياب بطلا رغم كونه لم ينحني إلا على عوده مغنيا ويبلغ التشويق مداه في حربه مع أستاذه الموصلي إل غير هذه الصراعات الكارتونية غير الحقيقية !!
وجاء المستشرقون ليتلقفوا هذه الحداث الصغيرة ليجعلوا منها محورا يلتفون به على ناريخ الأمة لتسقط الرموز وتحطم الرؤوس تحطيما لصالح الأعداء !!
غن ما يظهر الآن على الشاشات هو التاريخ الأصغر المزور وليس الحقيقي حتى .... التاريخ الذي يوائم عقليات درجت على الحب والعشق وتمني عودة الماضي ليكون للرجل ألف جارية ومائة عبد وكؤوس تدار صائحا :
هذه الجارية لي !!
هكذا صارت مادة تاريخنا قصورا وحريما وسلاطين لا يعيشون إلا بين أحضان الجواري وأنفاسهن التي تسكب ريقا مختلطا بالخمر وعبارات الغزل !!
فلنحذر من مثل هذا التشويه الذي لا يزيدنا إلا نفورا وابتعادا عن حقيقتنا فنحن خير أمة (( أخرجت للناس )) فأخرجنا الله وابتعثنا .. وعلينا أن ننتزع تاريخنا من بين أنياب الكذب ومخالب الزور لنصنع به مجدا ومستقبلا رائعا .
رابط عن حياة السلطان سليمان الأول (( القانوني ))
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9%84% D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86%D9%8A
بقلم : الشيخ حامد احمد الطاهر
التاريخ هو مادة صناعة الأمم ولا يمكن لأمة ان تتخلى عن تاريخها الذي يصنع حاضرها ويبني مستقبلها .. والبشر قد اصطلحوا على أن الحاضر ابن شرعي للماضي وهذه كلمات لا ينبغي أن تفارق من يدرس التاريخ ليهديه إلى مستمعيه صناعة وفنا ... بل دمًا يجري في عروقهم وهواء يتنفسونه .... ولقد رأينا أمما تفاخر بتاريخها ومن صنعوه على الرغم من كونهم – على الأقل من وجهة نظرنا – سفَاحين وقتلة وربما كانوا مهرطقين ولكن العادة لا تستحيل أبدًا فلابد من تاريخ يصنع به الأبناء مستقبلًا وحاضرا .
والأمة الإسلامية عانت أشدَ المعاناة من تزوير تاريخها والتلاعب به بعد أن تسلطت عليه الأيدي العابثة التي كتبت التاريخ بمداد يقطر زورًا .. وطوَعته لصالح نفسها ولصالح من كتبت لهم وباسمهم ... بدءا من الشيعة ومرورًا بزنادقة أهل الكتاب وانتهاء بالمستشرقين وأذنابهم والذين تسلَطوا على التاريخ فشوهوا عظماءنا ورجالات دول الإسلام والذين صنعوا من جثثهم جسرًا للمجد ومن دمائهم ريا لدولة الحق واستنقذوا الجميع من بطش وقهر ليخرجوهم نحو نور الحق المبين .
لقد تحوَل التاريخ الإسلامي بهذه الأقلام ومحابرها المصنوعة من زيف وبهتان إلى ما يعرف ب (( قصاصة منقولة من كعب محرف )) ونيل من عظمائنا فبدت الأمة نحيفة في عصر يحاول النحاف فيه أن يسمنوا !!
كنت في حديث مع أحدهم روى لي فيه عظمة وروعة مسلسل (( حريم السلطان )) والذي لم أشاهد ولا إعلانه حتى ... فكانت الخلاصة أن المسلسل يتحدث عن سلطان عاشق ولهان له من الأزواج والجواري ماله وتحديدا هو السلطان سليمان الأول بن السلطان سليم الأول ووالد السلطان سليم الثاني وهو الذي حكم في الفترة من 1520 ميلادية وإلى 1566 م ولست معنيا هنا بإبراز تاريخه وإنجازاته ولكني معني بإيضاح أمر بسيط للغاية ألا وهو :
أن للسلطان سليمان ومن كان على شاكلته من عظمائنا قيمة لابد من إدراكها وتبيينها للنشء ولذلك اتجه العدو الظاهر منه والخفي إلى تشويه التاريخ عن طريق أمر ألا وهو :
إظهار التاريخ الأصغر وإهمال التاريخ الأكبر !!
والتاريخ الأكبر : هو التاريخ الذي صنع الأمة ومجدها .. من بطولات ومعاهدات وإنجازات بل وإعجازات في بعض الأوقات .. التاريخ الذي يتعمد إخفاؤه والضرب عليه لأنه سيصنع اجيالا قادمة تكمله وتتم بنائه لكونها ستشمخ به وتتعلم منه الكثير .
أمَا التاريخ الأصغر :
فهو تاريخ الجواري والقصور والأعراس والعبيد والمطربين التاريخ الذي بدأ كتابنه الشعوبي (( أبو الفرج الأصبهاني )) الذي ملأ العالم كذبا وزورا وجعل التاريخ محصورا بين (( حبَابة وسلَامة )) في قصور بني أمية ... وجعل من عمر بن أبي ربيعة نموذجا للشعر ضاربا عرض الحائط بتاريخ الأمة الحقيقي وقد قال عنه العلامة ابن الجوزي البغدادي: (... ومثلهُ لا يوثق بروايتهِ، يصرح في كتبهِ بما يوجب عليهِ الفسق، ويهون شرب الخمر، وربما حكى ذلك عن نفسه ومن تأمل كتاب الأغاني، رأى كل قبيح ومنكر
وذكر ابن شاكر الكتبي أن الشيخ الذهبي قال: (رأيت شيخنا تقي الدين ابن تيمية يضعفه، ويتهمه في نقلهِ ويستهول ما يأتي بهِ، وما علمت فيه جرحاً إلا قول أبي الفوارس: خلط قبل موته)
لقد ملأ الرجل كتابه بحياة المطربين وشعراء المجون والمطربين .. وجاء من وراءه ليكمل مسيره ليصبح زرياب بطلا رغم كونه لم ينحني إلا على عوده مغنيا ويبلغ التشويق مداه في حربه مع أستاذه الموصلي إل غير هذه الصراعات الكارتونية غير الحقيقية !!
وجاء المستشرقون ليتلقفوا هذه الحداث الصغيرة ليجعلوا منها محورا يلتفون به على ناريخ الأمة لتسقط الرموز وتحطم الرؤوس تحطيما لصالح الأعداء !!
غن ما يظهر الآن على الشاشات هو التاريخ الأصغر المزور وليس الحقيقي حتى .... التاريخ الذي يوائم عقليات درجت على الحب والعشق وتمني عودة الماضي ليكون للرجل ألف جارية ومائة عبد وكؤوس تدار صائحا :
هذه الجارية لي !!
هكذا صارت مادة تاريخنا قصورا وحريما وسلاطين لا يعيشون إلا بين أحضان الجواري وأنفاسهن التي تسكب ريقا مختلطا بالخمر وعبارات الغزل !!
فلنحذر من مثل هذا التشويه الذي لا يزيدنا إلا نفورا وابتعادا عن حقيقتنا فنحن خير أمة (( أخرجت للناس )) فأخرجنا الله وابتعثنا .. وعلينا أن ننتزع تاريخنا من بين أنياب الكذب ومخالب الزور لنصنع به مجدا ومستقبلا رائعا .
رابط عن حياة السلطان سليمان الأول (( القانوني ))
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9%84% D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86%D9%8A
سليمان القانوني - ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
تعليق