بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة المسلمون جميعا .. السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
صدق الله القائل في كتابه الكريم "مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"
وصدق الله القائل في الحديث القدسي "ابن آدم ......... خلقت الأشياء كلها من أجلك وخلقتك من أجلــــــــــــي فسر في طاعتي يطعك كل شئ. لي عليك فريضه ولك علي رزق فإن خالفتني في فريضتي لم اخالفك في رزقك. إن رضيــــــــــــــت بما قسمته لك أرحت قلبك وإن لم ترض بما قسمته لك فوعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها كركض الوحوش في البريه ولا ينالك منها إلا ما قسمته لك وكنت عندي مذمومـــــــــــــــا"
- عرفته إنه الأستاذ الدكتور (........) أستاذ جراحة الأطفال بواحدة من أعرق كليات الطب في العالم .. طب القصر العيني جامعة القاهرة .. يعتبره العلماء ثاني أبرع أطباء جراحة الأطفال في مصر .. رجل تبدو عليه آثار النعيم .. نضر الوجه مهذب يرتدي أفخم الثياب يسكن في أرقى أحياء القاهرة في قلب مصر الجديدة ويقود أحدث الموديلات و أغلاها من السيارات المرسيدس ..أبناؤه يدرسون في مدرسة من أغلى المدارس الخاصة بمصر .. و يشتركون في أكبر النوادي الرياضية رفاهية .. و لما لا؟ .. فهو يأتي لعيادته كل يوم ليجد مايقرب من مائة مريض ينتظرونه؟ .. إنه لا يحمل النقود آخر اليوم في حافظة نقود .. ولكنه يحملها في كيس كبير! .. ربما لا تصدقني و لكن هناك من كان يعمل معه و أقسم لنا على ذلك .. مضت السنوات و الرجل يعيش حياة البذخ فالمال يأتي إليه بكل سهولة و بلا حساب.
- و في يوم اتصلت به زوجته التي تعيش تلك الحياة الأرستقراطية .. لتخبره بمصيبة قد حلت بدارهم .. لقد سقط ابنهم الأصغر على رأسه من أعلى المنضدة التي تقبع في وسط الصالة .. الإبن الآن لايرى .. لقد أصيب بانفصام في الشبكية .. ما الحل؟ .. حمل الطبيب المشهور ابنه وذهب إلى زميله أستاذ العيون .. الذي نصحه بأن يأخذ ابنه و يسابق الزمن بأقصى سرعة ويذهب به إلى إحدى الدول الغربية .. حزم الرجل حقيبته وحمل ابنه الأصغر و معهم زوجته و الأموال التي جمعها من عمله ليل نهار طوال السنوات الماضية .. وطار إلى ذلك البلد الغربي .. ذهب الطبيب المشهور إلى المستشفى الذي نصحه زميله بالذهاب إليه .. وبدأت رحلة العلاج وإجراء العملية المطلوبة .. مر الوقت و انقضى شهر .. طالب المستشفى الطبيب المشهور بدفع تكاليف العلاج .. ما هذا؟ .. ياله من مبلغ كبير .. لم أكن اتوقع هذا! .. إنهم يطالبونني بأكثر مما معي .. فلنحاول ان استقرض بعض المال من أحد زملائي بمصر حتى أعود .. فلأتصل به الآن .. الحمد لله لقد أقرضني زميلي المال الذي أكملت به تكاليف العلاج .. تحاول زوجته التخفيف عنه .. لا تحزن فيمكنك العمل مرة أخرى و استرجاع ما فقدناه من المال .. ويكفينا أن ابننا قد عاد له بصره .. عاد الطبيب المشهور ومعه زوجته و ابنه إلى مسكنه .. ولكنها كانت الرسالة التي أراد الله بها أن يفيق بها من غفوته .. فالحياة ليست فقط جمع مال ولا استغراق في ملذاتها و زينتها .. جلس الرجل بعد أن فقد ماله يتفكر .. ما هي رسالتي التي أتيت من أجلها إلى الدنيا؟ .. ما هي العهود و المواثيق التي أخذها علي صاحب البيت الذي استعمرني في الأرض و جعلني فيها خليفة؟ هل تلكم العهود و المواثيق هي العمل من أجل الاستحواذ على أفضل سيارة و أعرق نادي و أحسن مدرسة و أرمق وظيفة وأكثر المنازل رفاهية وأكثر الأموال عددا؟ .. ثم ماذا بعد؟ .. لقد قضيت ما يقرب من الخمسين عاما اترك معظم الصلوات لا أهتم باليتامى و لا بالفقراء و لا المساكين .. لا أعرف أحوال المسلمين من حولي و لا يهمونني بشيئ؟ .. لا أغضب لما يسخط الله عنه .. و لا أفرح لما يرضى الله عنه؟ .. النبي صلى الله عليه و سلم يقول لزوجته خديجة رضي الله عنها انتهى عهد النوم يا خديجة و أنا من اتباعه أغط في نومي من خمسين عاما .. أولادي لم أعلمهم شيئا من القرآن .. زوجتي التي تعيش حياة الارستقراطيين طوال اليوم في اجتماعات مع عضوات النادي و لا نكاد نرى بعضنا البعض .. ما أشبه حالي بصاحب الجنة .. لقد أنفق عليها كل شيئ .. ولكنها الآن لم يبقى منها شيئ؟ .. "فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها و هي خاوية على عروشها و يقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا" لقد أعطيت الدنيا كل شيئ .. ولكن الله أراد لي أن لا آخذ منها الآن شيئ .. لقد عشت لنفسي و زوجتي و أولادي فقط .. لقد رأيت بعيني رأسي .. كل شيئ في هذه الدنيا يضيع في ثوان معدودة "فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا" .. ماذا كان سيحدث لي لو أن الله أمر ملك الموت أن يقبض روحي قبل ذلك .. بماذا كنت سأجيب؟ .. هل كنت سأكون ممن قال الله فيهم "من عمل عملاً أشرك فيه أحداً غيري تركته وشركه"
الإخوة المسلمون جميعا .. السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
صدق الله القائل في كتابه الكريم "مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"
وصدق الله القائل في الحديث القدسي "ابن آدم ......... خلقت الأشياء كلها من أجلك وخلقتك من أجلــــــــــــي فسر في طاعتي يطعك كل شئ. لي عليك فريضه ولك علي رزق فإن خالفتني في فريضتي لم اخالفك في رزقك. إن رضيــــــــــــــت بما قسمته لك أرحت قلبك وإن لم ترض بما قسمته لك فوعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها كركض الوحوش في البريه ولا ينالك منها إلا ما قسمته لك وكنت عندي مذمومـــــــــــــــا"
- عرفته إنه الأستاذ الدكتور (........) أستاذ جراحة الأطفال بواحدة من أعرق كليات الطب في العالم .. طب القصر العيني جامعة القاهرة .. يعتبره العلماء ثاني أبرع أطباء جراحة الأطفال في مصر .. رجل تبدو عليه آثار النعيم .. نضر الوجه مهذب يرتدي أفخم الثياب يسكن في أرقى أحياء القاهرة في قلب مصر الجديدة ويقود أحدث الموديلات و أغلاها من السيارات المرسيدس ..أبناؤه يدرسون في مدرسة من أغلى المدارس الخاصة بمصر .. و يشتركون في أكبر النوادي الرياضية رفاهية .. و لما لا؟ .. فهو يأتي لعيادته كل يوم ليجد مايقرب من مائة مريض ينتظرونه؟ .. إنه لا يحمل النقود آخر اليوم في حافظة نقود .. ولكنه يحملها في كيس كبير! .. ربما لا تصدقني و لكن هناك من كان يعمل معه و أقسم لنا على ذلك .. مضت السنوات و الرجل يعيش حياة البذخ فالمال يأتي إليه بكل سهولة و بلا حساب.
- و في يوم اتصلت به زوجته التي تعيش تلك الحياة الأرستقراطية .. لتخبره بمصيبة قد حلت بدارهم .. لقد سقط ابنهم الأصغر على رأسه من أعلى المنضدة التي تقبع في وسط الصالة .. الإبن الآن لايرى .. لقد أصيب بانفصام في الشبكية .. ما الحل؟ .. حمل الطبيب المشهور ابنه وذهب إلى زميله أستاذ العيون .. الذي نصحه بأن يأخذ ابنه و يسابق الزمن بأقصى سرعة ويذهب به إلى إحدى الدول الغربية .. حزم الرجل حقيبته وحمل ابنه الأصغر و معهم زوجته و الأموال التي جمعها من عمله ليل نهار طوال السنوات الماضية .. وطار إلى ذلك البلد الغربي .. ذهب الطبيب المشهور إلى المستشفى الذي نصحه زميله بالذهاب إليه .. وبدأت رحلة العلاج وإجراء العملية المطلوبة .. مر الوقت و انقضى شهر .. طالب المستشفى الطبيب المشهور بدفع تكاليف العلاج .. ما هذا؟ .. ياله من مبلغ كبير .. لم أكن اتوقع هذا! .. إنهم يطالبونني بأكثر مما معي .. فلنحاول ان استقرض بعض المال من أحد زملائي بمصر حتى أعود .. فلأتصل به الآن .. الحمد لله لقد أقرضني زميلي المال الذي أكملت به تكاليف العلاج .. تحاول زوجته التخفيف عنه .. لا تحزن فيمكنك العمل مرة أخرى و استرجاع ما فقدناه من المال .. ويكفينا أن ابننا قد عاد له بصره .. عاد الطبيب المشهور ومعه زوجته و ابنه إلى مسكنه .. ولكنها كانت الرسالة التي أراد الله بها أن يفيق بها من غفوته .. فالحياة ليست فقط جمع مال ولا استغراق في ملذاتها و زينتها .. جلس الرجل بعد أن فقد ماله يتفكر .. ما هي رسالتي التي أتيت من أجلها إلى الدنيا؟ .. ما هي العهود و المواثيق التي أخذها علي صاحب البيت الذي استعمرني في الأرض و جعلني فيها خليفة؟ هل تلكم العهود و المواثيق هي العمل من أجل الاستحواذ على أفضل سيارة و أعرق نادي و أحسن مدرسة و أرمق وظيفة وأكثر المنازل رفاهية وأكثر الأموال عددا؟ .. ثم ماذا بعد؟ .. لقد قضيت ما يقرب من الخمسين عاما اترك معظم الصلوات لا أهتم باليتامى و لا بالفقراء و لا المساكين .. لا أعرف أحوال المسلمين من حولي و لا يهمونني بشيئ؟ .. لا أغضب لما يسخط الله عنه .. و لا أفرح لما يرضى الله عنه؟ .. النبي صلى الله عليه و سلم يقول لزوجته خديجة رضي الله عنها انتهى عهد النوم يا خديجة و أنا من اتباعه أغط في نومي من خمسين عاما .. أولادي لم أعلمهم شيئا من القرآن .. زوجتي التي تعيش حياة الارستقراطيين طوال اليوم في اجتماعات مع عضوات النادي و لا نكاد نرى بعضنا البعض .. ما أشبه حالي بصاحب الجنة .. لقد أنفق عليها كل شيئ .. ولكنها الآن لم يبقى منها شيئ؟ .. "فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها و هي خاوية على عروشها و يقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا" لقد أعطيت الدنيا كل شيئ .. ولكن الله أراد لي أن لا آخذ منها الآن شيئ .. لقد عشت لنفسي و زوجتي و أولادي فقط .. لقد رأيت بعيني رأسي .. كل شيئ في هذه الدنيا يضيع في ثوان معدودة "فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا" .. ماذا كان سيحدث لي لو أن الله أمر ملك الموت أن يقبض روحي قبل ذلك .. بماذا كنت سأجيب؟ .. هل كنت سأكون ممن قال الله فيهم "من عمل عملاً أشرك فيه أحداً غيري تركته وشركه"
يتبع بإذن الله
تعليق