تعريف القرآن.. أسماؤه وصفاته ، والفرق بينه وبين الكتب السماوية الأخرى.
إن الديانات السماوية جميعها تتحد في جوهرها وأصلها ، و أن جوهرها وأصلها هو التوحيد الخالص ، وبذلك يصوغ لنا على هذا الأساس أن نعتبر الكتب السماوية جميعاً من حيث ما تتضمنه من المبادئ الدينية الأساسية و المثل الأخلاقية كتاباً واحداً تتعدد أبوابه ولكن تتوحد أهدافه ومراميه ، وتختلف الأساليب في فصوله ولكن تتفق دلالاته ومعانيه ، وقد حدثنا القرآن الكريم عن الأسس التي أقام عليها الأنبياء السابقين دعواتهم ، وذكر لنا أخباراً عن الكتب التي أنزلها عليهم وأهمها التوراة و الإنجيل ، ولكنه أخبرنا – القرآن- عن ما وقع فيهما من تحريف وتزييف طغى على جوهرهما الأصيل ومسخ الحقيقة وبدلها ، من ما جعل الكتابان لا يلتقيان مع القرآن الكريم مع أن منزلهما واحد ، وسنحاول الوقوف على الفرق بين القرآن الكريم وبين غيره من الكتب السماوية في هذا المقام .
معنى (القرآن). (قرأ) : تأتى بمعنى الجمع و الضم ، والقراءة :ضم الحروف و الكلمات بعضها إلى بعض في الترتيل ، والقرآن في الأصل كالقراءة : مصدر قرأ وقرآناً . قال تعالى :( إن علينا جمعه وقرءانه فإذا قرأناه فاتبع قرانه ) ، أي قرأته فهو مصدر على وزن (فُعلان) بالضم . وقد خص القرآن بالكتاب الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم . والقرآن يتعذر تحديده بالتعاريف المنطقية ذات الأجناس و الخواص ، بحيث يكون تعريفه حداً حقيقياً، و الحد الحقيقي هو استحضاره معهوداً في الذهن أو مشاهداً بالحس كأن تشير إليه مكتوباً في المصحف أو مقروءا باللسان ، فتقول : هو ما بين هاتين الدفتين ، أو تقول : هو من (بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين) إلي قوله( من الجنة والناس)
ويذكر العلماء تعريفاً له يقرب معناه إلى الأذهان ويميزه عن غيره ، فيعرفونه بأنه : (كلام الله ، المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، المتعبد بتلاوته) .
تعليق