مشاعرنا .. ماذا تريد ؟!
-----------------------
المشاعر هل سمعتم بهذه الكلمة من قبل ؟ بالتأكيد نعم , لا بل لايوجد بشرا على وجه الارض لم تنتابه حالات من الخوف او الحزن او الانزعاج او حتى الاحساس بالاذى ..
لاحظت من خلال ممارستي في مجال البرمجة اللغوية العصبية ان اغلب الناس تنتابهم حالات من العواطف المذكورة ولا يملكون حولا ولا قوة ازاء ما يمكن ان يفعلوا ازاء مشاعرهم المؤلمة والتي تنغص عليهم عيشهم! الكل يعرف ان أفات الحياة كثيرة وهي تحدث بلا موعد مسبق وبلا موعد فهي ببساطة تحدث لنا , قد يسمع الشخص خبرا سيئا من بعيد فيحزن .او تساء معاملة شخص من قبل احد احبته فيشعر بالاذى او يقف المرء قلقا من موضوع لاحت تباشيره في الافق !
وعلى كم ما اقرأ في منتديات الاستشارة النفسية على اختلافها من رسائل تستنجد بمن يمكن ان يعطيهم حلا او كلمة تخفف عنهم ثقل الشعور بمشاعر الاسى من شيء حصل لهم فتأتي الاجابات بحلول مؤقته من اكثر المشاركين فكلمات الدعم النفسي ودعوة الاعتبار من المصيبة او حتى دعاءا يمنح القوة وهكذا وهذه اشياء تخفف فعلا من مشاعر الاسى ولكنها وللاسف ما هي الا عملية تخدير للحالة وسرعان ما يستيقظ الانسان من جرعات الكلمات المهدئة ليجد اماهه شبح المشكلة واقفا امامه والتي تسبب له دائما ذالك النوع المؤلم من المشاعر.
اردت هنا ان اطرح موضوع قد يمتد الى اجزاء اخرى من هذا الطرح الذي اتأمل ان يساعد هؤلاء الاشخاص الذين يرغبون فعلا في ايجاد استراتيجية واضحة في التعامل مع المشاعر المؤلمة .
حسنا يا شباب , اولا وقبل ان اتكلم بمعاني هذه المشاعر وما هي مدلولاتها ولماذا يشعر الانسان بالحزن والالم والقلق وغيرها ومن اين تاتي؟ يجب ان نتعرف على طريقة تعامل الانسان مع مشاعرة المؤلمة لانها مدخل مهم للوقوف على سبب ان تستمر هذه المشاعر بالظهور بشكل متسلسل ولفترات ليست بالقصيرة ويعود ذلك لفشل التعامل مع هكذا نوع من المشاعر.
فما هي الطرق الاساسية التي يعرفها الانسان للتعامل مع مشاعره المؤلمة؟
1. (التجنب)
هل شعر احدكم يوما بأنه تجنب علاقة معينة مع شخص اخر-خصوصا بين الرجل والمرأة- او مجموعة اشخاص هو سبيل جيد لتجنب الشعور بالرفض , وبالتالي يتجنب الم التجربة!!!
نعم , هناك اناس تعاملت معهم يتجنبون اقامة اي علاقة وان كانت علاقة حوارية بالكلمات ضمن المجتمع بشكل عام فهم في الحقيقة لا يتجنبون امكانية وضع انفسهم موضع الرفض من الاخرين ثم الشعور بالم التجاهل .. وهنا نجد ان بعض الاشخاص يبقون بعيدا من نوع معين او فئة معينة من الناس (كالاشخاص الذين يتسمون بالوسامه او المركز الاجتماعي او الرفعة الوظيفية) او الوظائف التي تتطلب اثبات الكفاءة تجنبا لرفضهم من الاخرين! لذا يحاول معظم هؤلاء تجنب مقدما اي وضعية قد تؤدي الى الرفض والذي يؤدي بدوره الى الشعور بالالم والاسى .
ان التجنب بحد ذاته طريقة للتعامل مع المشاعر , ولكنها طريقة تمثل مصيدة خطيرة لنمو الشخصية , انا احترم من يمارس سياسة تجنب المشاعر المؤلمة بتجنب مصادرها اصلا لكن هذه الطريقة لن تفلح الا على المدى القصير , وهذه الطريقة في الحقيقة تحرم الاشخاص رجالا ونساءا من اقامة علاقات صحية تصل الى حد الحرمان الذي بقف ورائة الخوف من الرفض من الطرف الاخر او عدم الكفاءة في مجال معين فيتم رفضهم!
ومهما تجنب الانسان المشاعر (المتوقعة) من نتاج التواصل مع الاخرين ففي النهاية لن يستطيع تجنب الرغبة بالتواصل.
وهذه نصيحتي الاولى في مجال حديثي (( لا تتجنب المشاعر )).
2. (النفي)
هناك اناس لديهم قدرات لا باس بها في النفي وهي استراتيجية تعتمد على انكار ما بداخلهم من مشاعر , وهذا نوع من الانعزال عن المشاعر ولسان حالهم دائما هي - اني لا اشعر بشعور سيء لهذا الحد- غير انهم يتابعون تحريك الجمر بداخلهم بديمومة التفكير بفظاعة ما حصل لهم !! او انهم ينكرون الالم الذي بداخلهم نتيجة لفعل او حالة معينة.
ما يحصل لمن يمارس استراتيجية النفي والانكار لمشاعره هو انهم لا يغيرون من نقطة تركيزهم على المدى القريب ويتساءلون مع انفسهم لماذا يحصل هذا لي؟ ويتابعون تقليب الجمر بالكلام مع انفسهم عن المشكلة وبنفس الطريقة يوميا!! لكن التظاهر بأن المشكلة غير موجودة ما هو الا جرعة اخرى من الالم العاطفي الذي يقضي على راحتهم بسبب عدم التعامل الصحيح مع ما يشعرون به.
ان التجنب والنفي للمشاعر التي تؤلم صاحبها كلاهما لن يصلح الامور لابل يزيدها تعقيدا , لان المشاعر ما هي الا اشارات عصبية تحاول ان تفهمك ان شيئا ما او موضوع ما يحتاج الى تعديل او تغيير بالكامل لتغير وضعيتك الى الافضل وهذا حسب نوع الشعور والرسالة المصاحبه له, اما تجاهل هذه الرسالة لن يلغيها وانما ستزداد حدتها الى ان تتفهم الموضوع وتلجأ الى التغيير وتغيير نقطة تركيزك على المشكلة.
( فلا تنفي ابدا ما هو بداخلك من شعور غير مريح بل تعلم كيف تتعامل معه-الحديث في الجزء الثاني )
3. (المنافسة)
هناك نوع ثالث من الناس, حقيقة رأيتها عند النساء خاصة - اعذروني يا بنات - وهي موجودة عند الرجال ايضا ولكن بنسب اقل ,وهي ان هؤلاء الاشخاص يتوقفون عن منافسة مشاعرهم فيقررون الانغماس فيها بدلا من التعلم من الرسائل الايجابية التي تحاول مشاعرهم ان توصلها اليهم ازاء ما يعانون , وبذلك يزيدون من حدة مشاعر الالم وتزداد نفسيتهم سوءا عن ما هي عليه في الواقع!! لا بل انهم يتنافسون مع غيرهم ولسان حالهم-انك لم تعاني كما عانيت انا !!- وكأنها مباراة بين شخصين حول من لقي معاناة اكثر من صاحبه!!!
ونتيجة لهذه الاستراتيجية الشائعة في التحدث عن المشاعرتصبح مشاعر الالم عندهم ملتصقة بهويتهم فيتخذون قرارات لا شعورية بانهم لم يخلقوا ليعيشوا بأرتياح كغيرهم! .
فلا تتنافس بمشاعرك بشكل قاطع او جعلها مباراة حول من تألم اكثر في هذه الحياة, فهذا النهج المدمر يقود الشخص في المستقبل الى ارضاء فشله بأستثمار شعوره السيء على نحو نظامي وعلى اساس انها ارادة القدر!!!!
مع الاسف ان الاستراتيجيات التي تكلمت عنها هنا هي الاشمل في التعامل مع المشاعر .
وكما قراتم ان هذه النقاط الثلاث هي اسوأ ما يمكن ان يفعله الانسان في ادارة مشاعره , وهذا الجزء من هذا الموضوع لن ينتهي فهناك الاستراتيجية الرابعة للتعامل مع المشاعر وهي:
4. ( التعلم والاستخدام )
النجاح في ادارة المشاعر وتحويلها الى اشارات تحملنا على فعل شيء بقصد تعديل او تغيير الحالة الراهنة هو الاساس الذي تبنى عليه حالات الرضى (الصحي) عن النفس , فلا يمكن لاي مخلوق ان يجد طريقة واحدة لتجاهل مشاعرة بشكل مستمر بالتجنب او النفي او حتى الامتناع عن التركيز على مشاعرة والانغماس فيها كحالة متأصله بشخصيته و هنا تبرز الحاجة الى التعامل بشكل واعي مع المشاعر المؤلمه على انها حقيقة واقعة وموجودة بداخلنا وعلينا التعامل معها بنضج ونتعلم منها ونستخدمها كدافع لتغيير حالتنا بتصحيح الحالة او الغائها .
nlp
-----------------------
المشاعر هل سمعتم بهذه الكلمة من قبل ؟ بالتأكيد نعم , لا بل لايوجد بشرا على وجه الارض لم تنتابه حالات من الخوف او الحزن او الانزعاج او حتى الاحساس بالاذى ..
لاحظت من خلال ممارستي في مجال البرمجة اللغوية العصبية ان اغلب الناس تنتابهم حالات من العواطف المذكورة ولا يملكون حولا ولا قوة ازاء ما يمكن ان يفعلوا ازاء مشاعرهم المؤلمة والتي تنغص عليهم عيشهم! الكل يعرف ان أفات الحياة كثيرة وهي تحدث بلا موعد مسبق وبلا موعد فهي ببساطة تحدث لنا , قد يسمع الشخص خبرا سيئا من بعيد فيحزن .او تساء معاملة شخص من قبل احد احبته فيشعر بالاذى او يقف المرء قلقا من موضوع لاحت تباشيره في الافق !
وعلى كم ما اقرأ في منتديات الاستشارة النفسية على اختلافها من رسائل تستنجد بمن يمكن ان يعطيهم حلا او كلمة تخفف عنهم ثقل الشعور بمشاعر الاسى من شيء حصل لهم فتأتي الاجابات بحلول مؤقته من اكثر المشاركين فكلمات الدعم النفسي ودعوة الاعتبار من المصيبة او حتى دعاءا يمنح القوة وهكذا وهذه اشياء تخفف فعلا من مشاعر الاسى ولكنها وللاسف ما هي الا عملية تخدير للحالة وسرعان ما يستيقظ الانسان من جرعات الكلمات المهدئة ليجد اماهه شبح المشكلة واقفا امامه والتي تسبب له دائما ذالك النوع المؤلم من المشاعر.
اردت هنا ان اطرح موضوع قد يمتد الى اجزاء اخرى من هذا الطرح الذي اتأمل ان يساعد هؤلاء الاشخاص الذين يرغبون فعلا في ايجاد استراتيجية واضحة في التعامل مع المشاعر المؤلمة .
حسنا يا شباب , اولا وقبل ان اتكلم بمعاني هذه المشاعر وما هي مدلولاتها ولماذا يشعر الانسان بالحزن والالم والقلق وغيرها ومن اين تاتي؟ يجب ان نتعرف على طريقة تعامل الانسان مع مشاعرة المؤلمة لانها مدخل مهم للوقوف على سبب ان تستمر هذه المشاعر بالظهور بشكل متسلسل ولفترات ليست بالقصيرة ويعود ذلك لفشل التعامل مع هكذا نوع من المشاعر.
فما هي الطرق الاساسية التي يعرفها الانسان للتعامل مع مشاعره المؤلمة؟
1. (التجنب)
هل شعر احدكم يوما بأنه تجنب علاقة معينة مع شخص اخر-خصوصا بين الرجل والمرأة- او مجموعة اشخاص هو سبيل جيد لتجنب الشعور بالرفض , وبالتالي يتجنب الم التجربة!!!
نعم , هناك اناس تعاملت معهم يتجنبون اقامة اي علاقة وان كانت علاقة حوارية بالكلمات ضمن المجتمع بشكل عام فهم في الحقيقة لا يتجنبون امكانية وضع انفسهم موضع الرفض من الاخرين ثم الشعور بالم التجاهل .. وهنا نجد ان بعض الاشخاص يبقون بعيدا من نوع معين او فئة معينة من الناس (كالاشخاص الذين يتسمون بالوسامه او المركز الاجتماعي او الرفعة الوظيفية) او الوظائف التي تتطلب اثبات الكفاءة تجنبا لرفضهم من الاخرين! لذا يحاول معظم هؤلاء تجنب مقدما اي وضعية قد تؤدي الى الرفض والذي يؤدي بدوره الى الشعور بالالم والاسى .
ان التجنب بحد ذاته طريقة للتعامل مع المشاعر , ولكنها طريقة تمثل مصيدة خطيرة لنمو الشخصية , انا احترم من يمارس سياسة تجنب المشاعر المؤلمة بتجنب مصادرها اصلا لكن هذه الطريقة لن تفلح الا على المدى القصير , وهذه الطريقة في الحقيقة تحرم الاشخاص رجالا ونساءا من اقامة علاقات صحية تصل الى حد الحرمان الذي بقف ورائة الخوف من الرفض من الطرف الاخر او عدم الكفاءة في مجال معين فيتم رفضهم!
ومهما تجنب الانسان المشاعر (المتوقعة) من نتاج التواصل مع الاخرين ففي النهاية لن يستطيع تجنب الرغبة بالتواصل.
وهذه نصيحتي الاولى في مجال حديثي (( لا تتجنب المشاعر )).
2. (النفي)
هناك اناس لديهم قدرات لا باس بها في النفي وهي استراتيجية تعتمد على انكار ما بداخلهم من مشاعر , وهذا نوع من الانعزال عن المشاعر ولسان حالهم دائما هي - اني لا اشعر بشعور سيء لهذا الحد- غير انهم يتابعون تحريك الجمر بداخلهم بديمومة التفكير بفظاعة ما حصل لهم !! او انهم ينكرون الالم الذي بداخلهم نتيجة لفعل او حالة معينة.
ما يحصل لمن يمارس استراتيجية النفي والانكار لمشاعره هو انهم لا يغيرون من نقطة تركيزهم على المدى القريب ويتساءلون مع انفسهم لماذا يحصل هذا لي؟ ويتابعون تقليب الجمر بالكلام مع انفسهم عن المشكلة وبنفس الطريقة يوميا!! لكن التظاهر بأن المشكلة غير موجودة ما هو الا جرعة اخرى من الالم العاطفي الذي يقضي على راحتهم بسبب عدم التعامل الصحيح مع ما يشعرون به.
ان التجنب والنفي للمشاعر التي تؤلم صاحبها كلاهما لن يصلح الامور لابل يزيدها تعقيدا , لان المشاعر ما هي الا اشارات عصبية تحاول ان تفهمك ان شيئا ما او موضوع ما يحتاج الى تعديل او تغيير بالكامل لتغير وضعيتك الى الافضل وهذا حسب نوع الشعور والرسالة المصاحبه له, اما تجاهل هذه الرسالة لن يلغيها وانما ستزداد حدتها الى ان تتفهم الموضوع وتلجأ الى التغيير وتغيير نقطة تركيزك على المشكلة.
( فلا تنفي ابدا ما هو بداخلك من شعور غير مريح بل تعلم كيف تتعامل معه-الحديث في الجزء الثاني )
3. (المنافسة)
هناك نوع ثالث من الناس, حقيقة رأيتها عند النساء خاصة - اعذروني يا بنات - وهي موجودة عند الرجال ايضا ولكن بنسب اقل ,وهي ان هؤلاء الاشخاص يتوقفون عن منافسة مشاعرهم فيقررون الانغماس فيها بدلا من التعلم من الرسائل الايجابية التي تحاول مشاعرهم ان توصلها اليهم ازاء ما يعانون , وبذلك يزيدون من حدة مشاعر الالم وتزداد نفسيتهم سوءا عن ما هي عليه في الواقع!! لا بل انهم يتنافسون مع غيرهم ولسان حالهم-انك لم تعاني كما عانيت انا !!- وكأنها مباراة بين شخصين حول من لقي معاناة اكثر من صاحبه!!!
ونتيجة لهذه الاستراتيجية الشائعة في التحدث عن المشاعرتصبح مشاعر الالم عندهم ملتصقة بهويتهم فيتخذون قرارات لا شعورية بانهم لم يخلقوا ليعيشوا بأرتياح كغيرهم! .
فلا تتنافس بمشاعرك بشكل قاطع او جعلها مباراة حول من تألم اكثر في هذه الحياة, فهذا النهج المدمر يقود الشخص في المستقبل الى ارضاء فشله بأستثمار شعوره السيء على نحو نظامي وعلى اساس انها ارادة القدر!!!!
مع الاسف ان الاستراتيجيات التي تكلمت عنها هنا هي الاشمل في التعامل مع المشاعر .
وكما قراتم ان هذه النقاط الثلاث هي اسوأ ما يمكن ان يفعله الانسان في ادارة مشاعره , وهذا الجزء من هذا الموضوع لن ينتهي فهناك الاستراتيجية الرابعة للتعامل مع المشاعر وهي:
4. ( التعلم والاستخدام )
النجاح في ادارة المشاعر وتحويلها الى اشارات تحملنا على فعل شيء بقصد تعديل او تغيير الحالة الراهنة هو الاساس الذي تبنى عليه حالات الرضى (الصحي) عن النفس , فلا يمكن لاي مخلوق ان يجد طريقة واحدة لتجاهل مشاعرة بشكل مستمر بالتجنب او النفي او حتى الامتناع عن التركيز على مشاعرة والانغماس فيها كحالة متأصله بشخصيته و هنا تبرز الحاجة الى التعامل بشكل واعي مع المشاعر المؤلمه على انها حقيقة واقعة وموجودة بداخلنا وعلينا التعامل معها بنضج ونتعلم منها ونستخدمها كدافع لتغيير حالتنا بتصحيح الحالة او الغائها .
nlp
تعليق