بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين
وبه أستعين
( ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ( 59 ) الحق من ربك فلا تكن من الممترين ( 60 ) )ال عمران
( أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم ( 81 ) إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ( 82 ) فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون ( 83 ) ) يس
أقوال الأباء فى جسد المسيح
القديس أثناسيوس: قال "لأنهم (الهراطقة) يطلقون على جسد المسيح أوصافًا مثل "غير مخلوق" و"سمائي" وأحيانًا يقولون أن الجسد "من ذات جوهر اللاهوت".. لكن كل ما قالوه ليس إلاَّ سفسطة فارغة وآراء عاطلة..
القديس كيرلس الكبير: قال عن السيد المسيح "هو هو واحد مع أبيه، جسده كله مخلوق بلاخطية، في بطن العذراء كطبيعة واحدة لاهوتية غير مدركة، وهي التي ولدته بالجسد.. هو أيضًا الذي شرب اللبن من ثدي العذراء، وهو أيضًا الإله بلا تغيير لعلوه ومجده، وتسجد له المجوس كالإله، وتمجده الملائكة، وتأتي إليه المجوس بالقرابين كالإله" (2).
وقال أيضًا "غير ممكن أن يتغير شيء من المخلوقات إلى طبيعة اللاهوت، لأن الجسد مخلوق والكلمة غير مخلوق" (3).
القديس باسيليوس أسقف قيسارية: قال "ويجب أن تقال هذه المعاني على ناسوت المخلص أنه خُلِق، وليس على لاهوته"(4).
وقال أيضًا "ولما رأى الإبن أن الخطية قد كثرت، تنازل وسكن في العذراء مريم بمثال لا ينطق به، ولا يبحث عنه، وصار فيها تسعة أشهر، وأخذ منها جسدًا تامًا، وبناه هو فيها بإرادته ومشيئة أبيه" (5).
القديس غريغوريوس أسقف نيصص: قال "المسيح غير مخلوق (اللاهوت) ومخلوق (الناسوت) اجتمعتا في موضع واحد معًا، أما الغير مخلوق، فنقول لأجله أنه أزلي قبل كل الدهور، وانه دائم إلى الأبد، وهو خالق كل شيء كائن، فإما المخلوق (الناسوت) فهو المشاركة التي صار فيها مع جسد تواضعنا بالتدبير (التجسد) " (6).
وقال أيضًا " جوهر واحد ليس أثنين، لم ينقل لاهوته الخالق فيجعله مخلوقًا، ولا نقل المخلوق فجعله غير مخلوق، هو هو واحد ليس أثنين " (1).
القديس بوليدس أسقف روما: قال "لا نجعل اللاهوت مخلوقًا ولا عبدًا، لأنه غير مخلوق، ولا نجعل أيضًا الجسد غير مخلوق..). بالفعل نوافق ونعترف به باتفاق واحد، إن الجسد هو من العذراء مريم، وإن اللاهوت من السماء، وإن الجسد مخلوق من البطن، واللاهوت غير مخلوق في خاصته بل هو موجود في كل حين " (2
وقال أيضًا "هكذا نعترف بالمخلوق بإتحاد الخالق لما اجتمع بالمخلوق، طبيعة واحدة قائمة ثابتة من الجهتين" (3). ولعل يا صديقي مازال أحد يتساءل: أليس القول بأن جسد المسيح مخلوق يتعارض مع ما جاء في قانون الإيمان الذي يقول " مولود غير مخلوق"؟
فنجيبه بهدوء شديد قائلين إن قانون الإيمان يحدثنا عن طبيعتي المسيح، فتكلم أولًا عن لاهوت المسيح قائلًا "نؤمن برب واحد يسوع المسيح، إبن الله الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر، الذي به كان كل شئ " فهذا ينطبق على اللاهوت الأزلي المولود من الآب والمساو له ولاينطبق على الناسوت، لذلك يكمل قانون الإيمان قائلًا " هذا الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا، نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء. تأنس .. " فالذي نزل من السماء هو اللاهوت وليس الناسوت، واتخذ جسدًا من مريم العذراء، والروح القدس هو الذي هيأ أو أنشأ أو خلق هذا الجسد المقدس للإبن الكلمة.
ولكن لنحذر في التعبير، فقولنا أن "جسد المسيح مخلوق" فهذا قول أرثوذكسي صحيح. أما القول بأن "المسيح مخلوق" فهو هرطقة أريوسية في منتهى الخطورة يجرّمها الكتاب والآباء يحرمون من يقول بها.
من المنطقى أن الخالق غير المخلوق فالخالق أحق بالعبادة من المخلوق
أحيانا بولس يخرج منه فلتات
رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 1
25 الَّذِينَ اسْتَبْدَلُوا حَقَّ اللهِ بِالْكَذِبِ، وَاتَّقَوْا وَعَبَدُوا الْمَخْلُوقَ دُونَ الْخَالِقِ، الَّذِي هُوَ مُبَارَكٌ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.
شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القس أنطونيوس فكري
الرسالة إلى أهل رومية 1 - تفسير رسالة رومية
آية (25): "الذين استبدلوا حق الله بالكذب واتّقوا وعبدوا المخلوق دون الخالق الذي هو مبارك إلى الأبد أمين."
أستبدلوا حق الله= هؤلاء إستبدلوا الإله الحقيقي الحق الذي أستعلن لهم في وعيهم العام بالآلهة الوثنية الكاذبة غير الحقيقية. ثم كرسوا قلوبهم ووجهوا عبادتهم إلي الخليقة والمخلوقات. وهكذا بدلًا من أن يكرموا ويعبدوا الخالق الذي خلق وكوَّن كل المخلوقات، والذي يلزم أن نقدم له التمجيد إلي الأبد، عبدوا المخلوقات. لقد ظهر تقدير الله للإنسان في أنه خلقه علي شبهه وعلي صورته بينما ظهرت حماقة الإنسان وظلام قلبه في أنه صنع الله علي حسب صورٍ فانية. ولاحظ انحدار الإنسان الذي جعل آلهته بهذه الصور، فإذا كانت هذه صورة الآلهة فكم تكون قيمة الإنسان الذي يعبدها. ولاحظ أنه يطلق علي الآلهة الوثنية الكذب فهي شخصيات وهمية غير حقيقية، بل هي تخفي الحق ولا تفيد ولا تضر. وأنظر لمن يتصور أن أي شهوة خاطئة قادرة ان تشبعه فيجري وراءها العمر كله ولكنه لا يشبع، كمن يبحث عن ماء لا يروي أو عن آبار مشققة لا تضبط ماء تاركًا الله المشبع ينبوع المياه الحقيقي (أر13:2) فهذه المياه التي لا تروي هي الكذب.
الذي هو مبارك= حينما ذكر إهانات الوثنيين لله لم يحتمل إهانتهم له وبارك الله.
اذن فالذى خلق جسد المسيح قادر أن يخلق مثلهُ و يجعل الناس كلها بلا وراثة للخطية أو عقابها بمعنى أنه اذا كان الله قادر على أن يخلق جسد المسيح بلا دنس ( كما يعتقد النصارى ) هو أيضا قادر أن يجعل الناس كلها مثله دون الحاجة الى فداء