(للأنبا تواضروس بمناسبة تنصيبه كبيرًا للطائفة الأرثوذكسية المصرية في الداخل والخارج)
من أتباع النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى الأنبا تواضروس كبير الأقباط الأرثوذكس :
السلام على من اتبع الهدى ..
السلام على من اتبع الهدى ..
ساعاتٌ قليلة ويتم تنصيبُك -رسميًّا- بطْريَرْكـًا للكرازة المُرْقُسيّة وبابا للإسكندرية ورأسا للطائفة الأرثوذُكسِيّةِ المصرية في الداخل والخارج ، ولاشكَّ أنك تترقب هذه اللحظات الحاسِمةِ - مِن حياتك - بفارغ الصبر ، ونحن بصفتنا دعاةً للهِ عزّ وجلّ أخذوا على عاتِقِهِم أمرَ اللهِ - بوجوبَ - دعوتِك ودعوةِ عامة النصارى أنشأنا لكَ هذه الصفحةِ .
ومنها ندْعوكَ بدعاية الإسلام ، وهي شهادةُ أن لا إله إلا الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلِد ولم يُولَد ولم يكُن لهُ كُفُؤًا أحد , وشهادةُ أن محمدًا عبدُهُ ورسولُه أرْسَلَهُ اللهُ - بيْن يديْ الساعةِ بشيرًا ونذيرًا - بالهدى ودينِ الحقِّ ليُظْهِرَهُ على الدينِ كُلِّه. وأنزل عليْهِ كتابًا مُصدِّقًا لما بيْن يديْهِ من الكتاب ومهيمِنًا على كل ما سبقهُ من الكُتُب شاهِدًا وحاكمًا, يشهدُ لما فيها من خبرٍ صادِق ويُقرِّرُ ما فيها من أصولٍ وشرائِعٍ اتّفقت عليها الرُسُل , فدينُ الأنبياءِ والمُرْسَلينَ دينٌ واحِد, دينًا يُخالِفُ دينَ المشرِكين, , فدعوا قوْمهم إلى عبادةِ اللهِ وحْدَه واتِّباعِ ما أنزل اللهُ على أنبياءِهِ , وشرَع اللهُ لهم من الدينِ ما وصّى به نوحًا , ووصّى به إبراهيمَ وموسى وعيسى أن أقيموا الدينَ ولا تتفرّقوا فيه, ليُخرِجُوا الناسَ من الظُّلُماتِ إلى النور بإذْنِ ربِّهِم إلى صِراطِ العزيزِ الحميد.
وإن كان لكلٍ من التوراةِ والإنجيلِ والقرآنِ شرْعَةً ومِنْهاجًا, فإنّ اللهَ خصّ محمدًا على جميعِ الأنبياءِ والمرسلين فجعل له أفضلَ شرْعةً وأكمل منهاجًا وجعلَ أمّتَهُ خيْرَ أمةٍ أخرِجَت للناس, فأمرهم بالمعروفِ ونهاهُم عن المنكر , وأحلّ لهم الطيِّباتِ وحرّمَ عليْهِمُ الخبائِث , ولم يُحرِّم لهم من الطيباتِ ما حرّمها على اليهود , ولم يُحلِّل لهم من الخبائِثِ ما استَحلّها النصارى فتركوا الطهارة من الجنابة, ولم يجتنبوا النجاسة في الصلاة , وتركوا الختان شريعةَ أبيهِم ابراهيم , وابتدعوا - في دينِهِم - ما لم يأذن بهِ الله وغالوا في أنبيائِهِم , ونسبوا النقائِص والمعايِب لله الذي ليْس كمثلِهِ شيء. فهدى الله برسولِهِ وبكتابِه الناسَ إلى ما اختلفوا فيهِ من الحق, فأرسلهُ رحمةً للعالمين وختمَ به النبيِّين وأكمل لهُ ولأمّتِهِ الدين وحقّق بهِ صْدق التوراة والزبور والإنْجيل. فأماط ما بها من باطلٍ وتبديل , وأثبتَ بشارة الأنبياء والمرسلين , ويقذف بالحق على ما فيهِ من باطلٍ فيدْمغهُ فإذا هو زاهِق.
واعلم - أيها الانبا تاوضروس - أنّك مُبتلى في دينِكِ بدُنْياك - إن زيّن لك الشيْطان بهرجَةَ المناصِب وحُبّ الكرْسي فلا يزيدُك من اللهِ إلا بُعْدَا يُعميكً عن الحق وصراط اللهِ المستقيم - وأعلم أن المناصِبَ تزول , ويبقى الحق الذي تنطق به الفِطَرُ السليمة , وينطِقُ به - ولا يزال- الهدى والنور في كتابِك شاهِدًا عليْكَ يومَ الدين , يوم لا ينْفَعُ مالٌ ولا بنون.
فأنت تعلمُ أن الإنجيل أبلجٌ واضِحٌ مُبين في تبيان وحدانيةِ اللهِ عزّ وجل - والذي نادى بهِ أنبياء الله جميعًا - وما ذكر قط ما أنتم عليْه من حلول الرب, والإتحاد و الثالوث , أما وقد كفّرتم اليهود لأنهم اتهموا المسيح بأنه ساحِر كذاب , فما بالك بمن اتهموه بما هو أشْنَع فنسبوه إلى الألوهية وجعلوه خالق الأولين والآخرين الديّانُ يومَ الدين !! , وما المسيحُ ابن مريمَ إلا رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريمَ وروحٌ منه , خلقه الله بكلمة القدرة كُن فكان , من أمٍ بلا أب ، وكرمه وجعله من أولى العزم من الرُّسل , ولكنه شأن باقي الأنبياء لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئا , ولا يعلم الغيب ولا متى الساعة , خرجَ مِنْ رحِمِ أمِّهِ كما يخْرُجُ البشَر , ينام وياكل الطعام ويجري عليْه ما يجري على البشر , بلغ عن الله رسالته ولم يقل يومًا أنا الله فاعبدوني ! , بل قال في ما بين أيديكم من الكتاب " ما أنا إلا إنسان كلمكم بالحقِّ الذي سمعهُ من الله" , قال لكم: " الحياةُ ألأبديّة أن يعرفوك أنك أنت الله وحدك وأنا المسيحَ الذي أرسلتَه " , قال لكم " لا تدعوني صالِحًا لا أحد صالح إلا الله" .
ولا نجِدُ لكَ خيرًا من قول نبي الله محمد - صلى اللهُ عليْهِ وسلّمَ - لمن سبقوك , نخْتِمُ به " أسْلِم تسْلَم , يؤْتِكَ اللهُ أجْرَكَ مرّتيْن, فإن تولّيْت فإنّ عليْكَ إثْم القبطِ جميعًا ".
ولك ومن تبِعَك من أهل الكتاب , نقولُ ما قال لكم ربّنا , قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ"
والله المستعان على ما تصفون ، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
الصفْحة الرسْمِيّة لدعوة الأنبا تواضروس للإسْلام العظيم
الصفْحة الرسْمِيّة لدعوة الأنبا تواضروس للإسْلام العظيم
تعليق