الأخ الكريم بن حزم بارك الله فيك

بالطبع قصة سيدنا يوسف عليه السلام غنية بالعبر واللطائف والفوائد ويسعدنا التطرق إليها
فقط أشير إلى أن القصة وإن كانت إلهامية إلا أنه لا يجوز للرسامين التجرؤ على رسم صور لأنبياء الله كما لا يجوز شرعاً تشخيصهم عبر المسلسلات والأفلام وما شابه وإليك تفصيل ذلك بمثل هذا الموضوع : قاطعوا مسلسل عمر .. وال mbc

فإن كان هذا الحال بالنسبة للصحابة الكرام فكيف هو بالنسبة للأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه ؟!

بارك الله فيك .. وبانتظار أن يدلي الإخوة بدلوهم حول ما استوقفهم في القصة العظيمة من عِبَر وحِكَم ..

اظن كلامك اختي يصح لحد بعيد و قد تذكرت به كلام للفيلسوفة الدكتورة أميرة حلمي مطر (كتاب علم الجمال و فلسفة الفن) في صدد نظرها في تطور فلسفة الفن موازية للنزعة الواقعية فيه متخلفا عن النزعة التجريدية فذكرت ان هذه النزعة الاخيرة هي التي المسيطرة في الفن الاسلامي تقول:
و عندما ازدهرت الحضارة العربية في ظل الاسلام و انصهر فيها كثير من المؤثرات من الحضارات السابقة التي سادت البلاد التي فتحتها العرب كحضارة الفرس و مصر عكست الفنون الاسلامية صدى البيئة الجغرافية والنظام الاجتماعي والعقيدة الفكرية غير ان النزعة التجريدية كانت هي النزعة الغالبة على فنون هذه الحضارة وقد تقول ان الشعراء قد مالوا الى الوصف الدقيق للطبيعة والالتزام بتصوير الواقع على نحو ما يبدو في خبرتهم الحسية بل ربما سادت نزعة مادية حسية في الشعر العربي (الاستاذة تقصد الشعر الجاهلي على ما يبدو)، الا انه رغم ذلك خاصة بعد الاسلام غلب على الفن الاسلامي عموما روحانية مصدرها التعلق بما وراء الطبيعة من معقولية و تدبير الهي فالشعر العربي بما فيه من وزن و "قافية" يقوم على وحدات متكررة يمكن ان تطور الى مالا نهاية ثم ان الشاعر في القصيدة العربية ينتقل من المحسوس الى المعقول بحيث يسترسل في التعبير غعن افكاره و ينتقل الى اكثر من موضوع يخطر بباله، اما في الفن التشكيلي فكانت الاشكال الهندسية و الالوان هي طريقة التعبير في هذه الفنون و يعد الفنان عن تقليد الطبيعة فكانت النزعة التجريدية اشد وضوحا في هذه الفنون.

و ما يروي عن كراهية التصوير ان السيدة عائشة (رضي الله عنها) كانت تضع في بيتها سترا عليه تصاوير فقال لها الرسول (عليه السلام) اميطي عنه فانه لا تزال تصاويره تعرض الي في صلاتي و تقول عائشة (رضي الله عنها) ان الرسول (عليه السلام) نوع الستر فقطعته وسادتين كان يرتفق عليهما, فكراهية الرسول للتصار اذن مثارها ما تثيره التصاوير من انشغال عن الفكر و العبادة و العالم الحسي بما فيه من صور هو عالم الزيف و الوهم و لم تكن الحضارة الاسلامية وحدها هي التي اخذت بهذه الفلسفة التي تميل الى التجريد بل تساوت معها في هذا التجريد التيارات المثالية في الحضارة الاوروبية الوسطي فعرفت جركة انصار تحطيم التصور Iconoclasm في القرن الثامن في الدولة الرومانية الشرقية و قد تكون هذه الحركة قد تمت بتأثر من الحضارة الاسلامية.

ويقال ايضا ان كراهية التصوير في صدر الاسلام مرجعها كراهية الروح الوثنية التي كانت تسود العصر الجاهلي و من جهة اخرى فان الفنان مهما حاول ان يصور الطبيعية فلن يبلغ مبلغ الخالق يقول تعالى:
"هو الذي يصوركم في الارحام".
فالتجريد الاسلامي اذن مصدره تحول كبير في روح الحضارة الاسلامية التي جعلت محور الوجود هو الذات الالهية و الاحساس بقدرتها الانهائية وتجردها عن كل تجسيم او تحديد فالمكان و الزمان لا يمكن تحديدهما في شكل محسوس او صيغ محددة و من هنا جاءت كراهية العرب في الاسلام لتصوير الاجسام الحية بالنحت او التصوير و ظهر عزوفهم عن صناعة الاصنام و من هنا مالت الفنون الى تقديم الفكرة بالنسب الهندسية و الرموز و تميز التصوير الاسلامي بالزخرفة الخطية او الهندسية او التوريق، و تميزت العمارة بمآذنها و سموقها الى الملأ الاعلى و كان تكرار الوحدة الى ما لا نهاية في الموسيقى و العشر دليلا على هذا الاتجاه نحو اللامتناهي.

النزعة التجريدية ممختلفة و ربما مناقضة احيانا للواقعية و لهذا انا ارى الفرق لابد ان يكون بالمقابلة التالية:
تشابه فيه قدر من المماثلة (اختلاف) قدر من التشابه لا مماثلة فيه

و ما يعزز فرضيتي هو مذهب ابن تيمية في الصفات الالهية

اذا صح الاتجاه و ارتبط بشكل اصيل لا اجتهاد معه بحكم اسلامي صادر من البيت النبوي
فان ليس تصوير الانبياء وحده لا يجوز بل كل تصوير سيكون محرم تباعا لما في التمثيل عند الواقعيين من شهادة زور باللزوم.

و اذا افترضنا الرباط الوثيق بالحكم النبوي فلا يجوز ان ننسى ان منزع المسلمين في تفهم النصوص منقسم ايضا فهذا يفهم الظاهر لا يعمل فيه رأي و ذاك يفهم الظاهر يعمل فيه رأي، وهذا معروف عند السلام و لعل اشهر مثال هو امر الرسول عليه السلام اصدقاءه ان يؤدوا الصلاة في قرية قريظة فكان اختلاف و هم سائرون. حتى النبي عليه السلام نفسه كان يحكم بشيء ثم يغير رأيه لأنه رأى العلة بمنظار غير المنظار الأول مثل نهيه عن زيارة القبور ثم بدل الرأي و اجازه.
اذن نحن اذا عرفنا اصل العلة في الحكم ثم رأينا ان العلة زالت فان المعلول يتغير تباعا.

و هذا اختلاف بين اهل النظر من المسلمين و انا لا استطيع ان اقف بجوار صف دون صف و انما اكتفي بانما الاعمال بالنيات و الايمان في القلب.

و ما يخص طرايف قصة يوسف
الباب مفتوح للجميع ان يذكر شعر او قصة او اغنية او انشودة او لوحة تشكيلية او عمل ادبي فني فكري فلسفي اخر يكون مصدر الهامه هذه القصة.

شكرا لك عزيزتي

حلوة حلوة

مثال 2:

البعد التصويري في القرآن الكريم
- سورة 'يوسف' نموذجا-

مذكرة معدّة لنيل شهادة الماجستير
تخصص : الأدب قديما و حديثا
إعداد الطالبة : مريم سعود
إشراف الدكتور : يوسف عروج

السنة الجامعية
2006-2005

وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
جامعة الجزائر
كلية الآداب و اللغات قسم اللغة العربية و آدابها

http://www.al5aatr.com/researches/15...d_tasawori.pdf

مثال 3:

كتاب لكن غير موجود على الانترنيت

تجليات قصة يوسف في الشعر الأندلسي بين الثابت القرآني والإنزياح الشعري

عجيييييييب
لا احد يشارك الا الاخت الناشطة نصرة الاسلام؟

ما حد يعرف آثار هذه القصة في الثقافات الاسلامية و المعارف العلمية و الادبية و الفنية؟