وقائع المحاكمة وما الذي تم فيها

لننتقل إلى جزئية أخرى وهي محاكمة الشخص الذي تم القبض عليه وتعالوا سريعا نرى كيف روى لنا الإنجيليون هذا الحدث المهم :-
يروي لنا صاحب إنجيل متى في إنجيله في الإصحاح السادس والعشرون :-
وأما يسوع فكان ساكتا. فأجاب رئيس الكهنة وقال له : أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا: هل أنت المسيح ابن الله؟ 63قال له يسوع: أنت قلت! وأيضا أقول لكم: من الآن تبصرون ابن الإنسان جالسا عن يمين القوة ،وآتيا على سحاب السماء. 64

يصور لنا أيضا صاحب إنجيل لوقا هذا الحدث فيقول في الإصحاح الثاني والعشرون :-
ولما كان النهار اجتمعت مشيخة الشعب: رؤساء الكهنة والكتبة ، واصعدوه إلى مجمعهم 66قائلين: إن كنت أنت المسيح ، فقل لنا! . فقال لهم: إن قلت لكم لا تصدقون ، 67وإن سألت لا تجيبونني ولا تطلقونني.68منذ الآن يكون ابن الإنسان جالسا عن يمين قوة الله69فقال الجميع: أفأنت ابن الله؟ فقال لهم: أنتم تقولون إني أنا هو. 70






في أثناء المحاكمة ثمة أمر عجيب قد حدث وهو إنكار بطرس الحواري للشخص الذي كان في المحاكمة وليس مرة بل ثلاث مرات :-
تعالوا بنا نرى كيف تصور الأناجيل هذا الأمر :-
يروي لنا صاحب إنجيل متى في الإصحاح السادس والعشرون هذا الحدث فيقول :-
أما بطرس فكان جالسا خارجا في الدار ،فجاءت إليه جارية قائلة: وأنت كنت مع يسوع الجليلي ! .69فأنكر قدام الجميع قائلا: لست أدري ما تقولين! 70ثم إذ خرج إلى الدهليز رأته أخرى ،فقالت للذين هناك: وهذا كان مع يسوع الناصري! 71فأنكر أيضا بقسم: إني لست أعرف الرجل! 72وبعد قليل جاء القيام وقالوا لبطرس: حقا أنت أيضا منهم ،فإن لغتك تظهرك! 73
فابتدأ حينئذ يلعن ويحلف: إني لا أعرف الرجل! وللوقت صاح الديك. 74

أليس هذا هو بطرس الذي قال للمسيح ذات مرة :-
فقال له: يا رب ، إني مستعد أن أمضي معك حتى إلى السجن وإلى الموت! . 33
فما الذي حدث ؟ ولماذا أنكره بطرس ؟





بعد ذلك حين حكم على الشخص بالقتل اقتادوه إلى بلاط بيلاطس ولنترك الأناجيل تصور لنا الحوار الذي دار بين الشخص المحكوم عليه بالموت وبيلاطس

يصور لنا صاحب إنجيل مرقص في الإصحاح الخامس عشر هذا الأمر فيقول :-
وللوقت في الصباح تشاور رؤساء الكهنة والشيوخ والكتبة والمجمع كله، فأوثقوا يسوع ومضوا به وأسلموه إلى بيلاطس. 1فسأله بيلاطس: أنت ملك اليهود؟ فأجاب وقال له: أنت تقول.2وكان رؤساء الكهنة يشتكون عليه كثيرا.3فسأله بيلاطس أيضا قائلا: أما تجيب بشيء؟ انظر كم يشهدون عليك!4فلم يجب يسوع أيضا بشيء حتى تعجب بيلاطس.5


يتبع بأمر الله تعالى

من خلال هذا الطرح الذي وضحته بين يديك أيها القارئ نستطيع أن نقول أن المسيح لم يكن الشخص الذي تم قبض عليه ولم يكن الشخص الذي تمت محاكمته وذلك للأسباب التالية :-

1-يسوع المسيح كان معروفا لدى جميع الناس وخصوصا رؤساء الكهنة وقد أوضحنا أنه كان دائما ما يدخل الهيكل ليعلم ويتعلم .

2-حين جاء رؤساء الكهنة والجنود للقبض على يسوع ... لم يتعرفوا عليه وسألهم أكثر من مرة من تطلبون فقالوا يسوع الناصري مع أن الإجابة كان من المفترض أن تكون نريدك أنت ... مما يدلل على أنهم لم يعرفوه أصلا .

3-في أثناء عملية القبض على الشخص المصلوب ثمة أمر عظيم حدث و هو أنهم رجعوا جميعا إلى الوراء وسقطوا جميعا على الأرض........ وهنا حدث ما لم ترويه الأناجيل إطلاقا وهو إلقاء الشبه على الخائن وسوف نتعرض لهذا الموضوع في أخر المقال وهل لدى المسيح قدرات أعطاها الله ليفعل ذلك .

4-حين اقتادوا المسيح إلى رئيس الكهنة واستحلفوه أن يخبرهم هل هو المسيح أم لا ..... فلماذا هذا الأمر هل لأنهم لا يعرفونه أم أنهم يشكون في الشخص الواقف أمامهم وأنه ليس المسيح الذي عرفوه من قبل .

5-كان رد الشخص الذي تم توجيه السؤال له أنتم تقولون وكان من المفترض أن تكون الإجابة نعم أنا هو المسيح ولكن جاءت الإجابة لتدلل على أن الشخص الواقف ليس هو المسيح عليه السلام .

6-في رواية إنجيل لوقا لرد الشخص الذي كان يحاكم كان رده إن قلت لكم لا تصدقون وأن سألت لا تجيبونني ولا تطلقونني ... ففعلا لو قال لهم أنه ليس المسيح فلن يصدقوه لأن الواقف أمامهم هو شبيه بالمسيح عليه السلام فما الذي يفيد إن قال لهم أنه ليس هو المسيح .

7-جاء في رد الشخص الذي كان في المحكمة قولا نتوقف عنده مليا وهو قوله منذ الآن يكون ابن الإنسان جالسا عن يمين قوة الله .... ويفهم من هذا القول أنه في اللحظة التي يتكلم فيها الشخص المحاكم يكون ابن الإنسان وهو يسوع المسيح جالسا عن يمين قوة الله وقد تم رفعه ونجاته كما وعد الله بذلك .فلو كان الشخص المحاكم هو يسوع لقال بعد الصلب والقيامة يكون ابن الإنسان جالسا عن يمين قوة الله ولكن جاءت الإجابة لتدلل بما لا يدع مجالا للشك على أن المصلوب شخص غير المسيح عليه السلام.

8-في أثناء المحاكمة تعرفوا على بطرس ولكن حين سألوه عن الشخص الذي يقف في المحاكمة أنكره ثلاث مرات ولك أن تعرف أن بطرس قال ذات مرة للمسيح إني مستعد أن أمضي معك إلى السجن وحتى إلى الموت فلماذا أنكر بطرس هذا الشخص الواقف في المحاكمة مما يدلل على أن الشخص الذي كان يقف في المحاكمة ليس هو المسيح عليه السلام .

9-لم نرى الأناجيل تخبرنا لماذا لم يتابع التلاميذ محاكمة المسيح عليه السلام بل على العكس لقد ترك الجميع الشخص الواقف في المحاكمة مما يدلل على أنهم لم يعطوا أي اهتمام لهذه المحاكمة لأن الشخص الواقف ليس هو المسيح عليه السلام .

10-حين تم اقتياد الشخص المحكوم عليه إلى بيلاطس وسأله أأنت ملك اليهود كان أيضا من المفترض أن تكون الإجابة نعم ولكن جاءت الإجابة تعريضا بقول الشخص أنتم تقولون .

فتلك عشرة أدلة منهجية كاملة على أن الشخص الذي قدم للمحاكمة لم يكن المسيح عليه السلام

يتبع بأمر الله تعالى

بقى لنا سؤال مهم وهذا نصه :-


نقول نعم لقد أعطى الله عزوجل المسيح عليه السلام من القدرات ما يؤهله لكي ينجو بنفسه من الرومان واليهود والإجابة على هذا التساؤل تفسر لنا ما قد حدث حين جاء رؤساء الكهنة والجنود للقبض على المسيح حين رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض وتعالوا بنا نفتح صفحات الأناجيل لنرى ما هي القدرات التي أعطاها الله عزوجل للمسيح عليه السلام .
من بين هذه القدرات ........ مقدرته على أن يجتاز من بين الناس دون أن يشعروا به
وتعالوا بنا لنفتح إنجيل لوقا في إصحاحه الرابع حيث يقول :-
فامتلأ غضبا جميع الذين في المجمع حين سمعوا هذا،28فقاموا وأخرجوه خارج المدينة ، وجاءوا به إلى حافة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه حتى يطرحوه إلى أسفل. 29
أما هو فجاز في وسطهم ومضى.30

وما يرويه لنا إنجيل يوحنا في إصحاحه الثامن حيث يقول :-
فرفعوا حجارة ليرجموه. أما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازا في وسطهم ومضى هكذا.

وما يرويه لنا إنجيل يوحنا أيضا في إصحاحه العاشر حيث يقول :-
فطلبوا أيضا أن يمسكوه فخرج من أيديهم، 39ومضى أيضا إلى عبر الأردن إلى المكان الذي كان يوحنا يعمد فيه أولا ومكث هناك. 40

وما يرويه لنا أيضا إنجيل يوحنا في إصحاحه السابع حيث يقول :-
فحدث انشقاق في الجمع لسببه. 43وكان قوم منهم يريدون أن يمسكوه، ولكن لم يلق أحد عليه الأيادي.44

وما يرويه أيضا لنا يوحنا في إصحاحه الثامن حيث يقول :-
هذا الكلام قاله يسوع في الخزانة وهو يعلم في الهيكل. ولم يمسكه أحد، لأن ساعته لم تكن قد جاءت بعد.20

ولعل هذا ما عناه القرءان في هذا الأمر حيث يقول تعالى :-
§¤°~®~°¤§وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ }المائدة110§¤°~®~°¤§

لقد أعطي المسيح من القدرات ما يعينه على اختراق الجدران والأبواب المغلقة دون أن يشعر به أحد
ويروي لنا صاحب إنجيل يوحنا في إصحاحه العشرون هذا الأمر فيقول :-
ولما كانت عشية ذلك اليوم، وهو أول الأسبوع، وكانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود، جاء يسوع ووقف في الوسط ، وقال لهم: سلام لكم!. 19

ومن القدرات أيضا قدرته على التخفي بحيث لا يتعرف عليه أحد ومن بين الذين لم يتعرفوا عليه أقرب الناس إليه كمريم المجدلية حيث كانت تظنه أنه البستاني مع أنها كانت قريبة منه
وها هو صاحب انجيل يوحنا في إصحاحه العشرون يقول :-
ولما قالت هذا التفتت إلى الوراء، فنظرت يسوع واقفا، ولم تعلم أنه يسوع. 14قال لها يسوع: يا امرأة، لماذا تبكين؟ من تطلبين؟ فظنت تلك أنه البستاني، فقالت له: يا سيد إن كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته، وأنا آخذه. 15

وكان من بين القدرات التي أعطاها الله للمسيح عليه السلام قدرته على تغيير هيئته مطلقا وها هو صاحب انجيل متى في الإصحاح السابع عشر يقول :-
وبعد ستة أيام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه وصعد بهم إلى جبل عال منفردين.1وتغيرت هيئته قدامهم ، وأضاء وجهه كالشمس ، وصارت ثيابه بيضاء كالنور. 2

أكتفي فقط بذكر هذه القدرات التي أعطاها الله عزوجل للمسيح عليه السلام ويبقى السؤال مطروحا على كل منصف عاقل أين ذهبت تلك الإمكانيات حين احتاج إليها المسيح ؟

لاشك أنه قد استخدمها حين جاءوا للقبض عليه ويدلل على ذلك ما حدث حين تراجعوا وسقطوا على الأرض جميعا فحدث أمر خارق لكي ينجو منهم .

الآن قد أوضحت لك أيها الصديق والقارئ المنصف لكلامي أن المسيح لم يكن هو الشخص المقبوض عليه ولم يكن هو الذي تمت محاكمته وصدق الله عزوجل إذ يقول في كتابه الكريم :-

{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً }النساء157

هذا وبالله التوفيق
نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن يعلمنا ما ينفعنا انه ولي ذلك والقادر عليه .
{فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبه الراجي عفو ربه :-
دكتور أزهري

موضوع رائع ولي تعليق لاحقا إن شاء الله

6 صباحا

السلام عليكم
بارك الله فيك اخى الحبيب دكتور ازهرى مقالا رائعا
هذا فضلا عن تضاربات الانجيل فى تقريبا كافة احداث الصلب من مكانه لزمانه لغيرها من التفصيلات المهمة جدا و مفصلية لتعلم البشرية حقيقة قتل يسوع على الصليب و الذى تبنى عليه العقيدة المسيحية فالصليب هو المرتكز الرئيس لدين المسيحين و من التضاربات:
"وكانت الساعة الثالثة فصلبوه." مرقس 25:12
"وكان استعداد الفصح نحو الساعة السادسة."
بينما يقول إنجيل مرقس أن المسيح صلب في الساعة الثالثة يقول مؤلف إنجيل يوحنا أنه صلب في حدود الساعة السادسة. لا يمكن القول أن كاتب إنجيل يوحنا كان يكتب الوقت على الطريقة اليونانية لأنه لا يوجد ما يدل على ذلك كان يستخدم الطريقة اليونانية في حساب الوقت في إنجيل يوحنا
وما شد انتباهى هنا فى المقال

كان رد الشخص الذي تم توجيه السؤال له أنتم تقولون وكان من المفترض أن تكون الإجابة نعم أنا هو المسيح ولكن جاءت الإجابة لتدلل على أن الشخص الواقف ليس هو المسيح عليه السلام

-حين تم اقتياد الشخص المحكوم عليه إلى بيلاطس وسأله أأنت ملك اليهود كان أيضا من المفترض أن تكون الإجابة نعم ولكن جاءت الإجابة تعريضا بقول الشخص أنتم تقولون .

فمن الواضح جدا اخى الحبيب عدم معرفة المقبوض عليه عن اى شئ فاذا ضربنا مثلا صغيرا ضيقا و معاصرا فتخيل اخى الحبيب لو ان شخصا تم القبض عليه فى حارة مصرية و فجاءة وجد اناس يضربونه و يسبونه و يسالونه اسالة لا علم له بها ابدا و يقولون ان اسمه خليل مثلا فعندما يساله احد و هو فى هذه الحالة المتردية جسديا و نفسيا هل انت خليل سيردعليه بالعامية"يا عم انت اللى بتقول و انتم اللى بتقوله انتم بتضربونى ليه...."
و هذا هو محتوى ردود المقبوض عليه اجمالا
نعم فهذا شخص يظهر جدا انه لا يفقه اى شئ و ردوده هى التى تدل على ذلك و ليس يسوع باعماله و بحكمته و التى وصلت بالطبع لمسامع بيلاطس و عندما قابله الاخير لم يجد ابدا ذلك الرجل الذى سمع عنه

موضوع فعلا رائعا
جزاك الله كل خير

ممتع ورائع

بارك الله فيك على هذا المجهود الوافر الوافى

هل تم القبض على يسوع؟ مشاهدات وتأملات

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وحده لا شريك ونحن له عابدون
والصلا ة والسلام على خير عباده ومصطفاة الهادى البشير محمد الرسول الأعظم والنبى الخاتم
أما بعد –
أشكر أخى دكتور أزهرى على هذا الطرح الراقى وإن كان لى تعليق عليه
أولآ : مما لاشك فيه ولا إختلاف عليه إن المقبوض عليه شخص آخر بخلاف المسيح

ثانيآ إن اليهود والجنود الرومان لم يضعوا آيديهم عليه فى آى وقت
ثالثآ إن المسيح لم يحمل صليبه كما صورت ذلك بعض الأناجيل لآن الله سبحانه نفى عنه الصلب والقتل وبالتالى نفى عنه ملآمسته لخشبة الصلب من قريب أو من بعيد
رابعآ الساعة التى سبقت القبض على الشبيه أو المتشبه به وصورتها روايات الأناجيل بعضها فى بستان جيشمانى وهى صلاته صلى الله عليه وسلم وقال لوقا إنها على جبل الزيتون وأضاف لروايته ظهور ملآك ليقوى المسيح ولكنهم اتفقوا فيما بينهم إنه أوصى تلاميذه أن يسهروا ويصلوا لئلا يدخلوا فى تجربة ولكنهم ناموا أو تم تنويمهم فلم يشاهدوا رفعه حيث إنه إشتد فى طلب النجاة من ربه وكان يذهب للصلاة ويعاود فيجد تلاميذه نيام فيوقظهم ثم يذهب للصلاة مرة آخرى ثم يعاود فيجدهم أيضآ قد ناموا من جديد وهكذا فيكون رفعه عليه السلام تم فى أثناء صلاته الأخيرة فى البستان أثناء نوم تلاميذه أو أثناء صلاته على حبل الزيتون وأيضآ أثناء نوم تلاميذه ويكون الملاك الذى ظهرله ليس ليقويه كما يعتقد لوقا وإنما ليصحبه فى رحلة رفعه إلى السماء ( رغم ان لوقا ومرقص من تلاميذ بولص وليس تلاميذ المسيح )
خامسآ لا شك إن لله سبحانه وتعالى قد كف أيدى بنى إسرائيل عن المسيح فلم يكن فى إستطاعتهم أن يمسوه بسوء لذلك كان يجتاز من وسطهم إن أرادوا به الأذى وهذا ينفى بالتالى أن يكون هو المصلوب الذى ضربوه وبصقوا فى وجهه وأهانوه وعروه من ثيابه أو فروا به إلى مصر خوفآ عليه من القتل عندما كان طفلآ
سادسآ لم تكن فى قدرته عليه السلام أن يغير من شكله أو هيئته ولو كان هذا فى قدرته أو فى متناوله ما كان جد فى طلب النجاة وخوفه من القبض عليه والروايات تشهد إنه كان يبتهل إلى ربه بعرقه ودموعه أن ينقذه ( إن أمكن ) وهذه العبارة كذب على المسيح وإضافة من الكاتب فلم يتكلم المسيح بذلك لآنها تعنى الشك فى قدرة الله سبحانه
سابعآ العبارة المتكررة وأعنى بها ( أنا هو ) والتى وردت على لسانه عليه السلام كانت بقصد تحذير تلاميذه حتى لا يصدقوا من يأتيهم ويقول لهم ( أنا هو ) وكان يقصد عليه السلام إن قائل هذه العبارة يقصد بها التلبيس وإلباس الباطل ثوب الحق
لذلك كان ينكرها عندما كانت توجه له عند سؤاله أأنت هو فيكون رده أنت تقول ذلك أو إنكم تقولون ذلك . ولا ننسى ان كلمة ( أنا ) يختص بها الله سبحانه وتعالى ( اننى أنا الله لآ إله إلآ أنا فأعبدنى وأقم الصلاة لذكرى ) 114 طه وقد وردت كثيرآ فى القرءان الكريم وعندما نطق بها إبليس فى مفاضلته بينه وبين آدم وقال (أنا ) خيرآ منه طرده الله من رحمته ولعنه إلى يوم الدين . فلا يمتنع إن الذى قالها وقت أن طلبوا المسيح ليقبضوا عليه هو الشيطان نفسه أو أحد جنوده وقد أخذ صورة المسيح وتشبه به وهناك حديث لرسول الله لأصحابه يقول لهم ما معناه من رأنى فقد رأنى فإن الشيطان لا يتمثل بى ( أو يتشبه بى ) فلم يقول صلى الله عليه وسلم إن الشيطان لا يتمثل بالأنبياء وإنما قال لا يتمثل بى فخص بذلك نفسه دون سواه من الأنبياء فجاز أن يتمثل الشيطان بإبن مريم وأن يشبه نفسه على هيئته على إنه هو بعد رفع الله للمسيح .
ثامنآ ليس فى إستطاعة المسيح الدخول من الأبواب المغلقة أو الظهور فجأة إمام الأشخاص لإنه بشر لا يذيد عنهم فى شيىء ولم نسمع إن الإختفاء كان من ضمن معجزاته ولو كانت له هذه الميزة وهى تكون فضل من الله سبحانه إن كانت له ما كان هناك سبب لخوفه من القبض عليه ودليل ذلك إن من ضمن معجزاته التى ذكرها القرءان الكريم بالإضافة إلى معجزة إحياء الموتى بإذن الله وإبراء الأبرص والأكمه بإذن الله وتصوير الطين على هيئة الطير بإذن الله ثم النفخ فيه فيكون طيرآ حيآ بإذن الله هناك معجزة إنبائهم بما يأكلون ويدخرون فى بيوتهم عن طريق إخبار الروح القدس له الذى أيده به الله وليس عن طريق الإختفاء والذهاب إلى بيوتهم متخفيآ لمعرفة ماذا يأكلون وماذا يدخرون
وهذه الميزة لو كانت له لخلعت عنه بشريته لإنها ليست فى قدرة البشر وهو عليه السلام لم يكن إلآ بشرآ رسولا
تاسعآ الدخول من الأبواب المغلقة والظهورات الفجائية ( كا ختراعهم لظهورات العذراء) للمسيح لم تحدث إلا بعد الصلب والقيامة المزعومة ولم تتكلم الأناجيل والروايات والرسائل فى طولها وعرضها عن هذه الميزة وأعنى بها الإختفاء والدخول من الأبواب المغلقة والظهور وسط الأشخاص قبل القبض عليه المزعوم ولو قالوا به وصدقوه لتعارض هذا مع إقرارهم بالقبض عليه مع قدرته على الإختفاء
لقد سبق طرحى لهذا الموضوع تحت إسم إسهروا وصلوا لئلآ تدخلوا فى تجربة وهى العبارة التى كلم بها المسيح تلاميذه عند صلاته الأخيرة وقبل رفعه مباشرة . ولكنهم لم يسهروا ويصلوا بل ناموا وغطوا فى نومهم فدخلوا فى التجربة وهى
عدم رؤيتهم لرفع معلمهم والظن بإنه ما زال معهم ومن هنا إحتال عليهم الشيطان
وهو ما قصده المسيح بالتجربة
عاشرآ كل الأحداث التى جرت عقب القبض على الشبيه من صلب وقتل وقبر وقيام والتى إختلفت فيها الأناجيل إختلافات شديدة فى كل جزئية منها إبتداء من الشخص الذى حمل الصليب هل هو سمعان أم يسوع ومن هم شهود الصلب ثلاثة منهم قالوا إن شهود الصلب النسوة وقد وقفن من بعيد والرابع وهو يوحنا هو الوحيد الذى خالفهم وقال إن امه كانت ضمن النسوة وقد وقفن عند صليبه وليس بعيدآ عنه ويوحنا يكون كاذب لمخالفته الثلاثة كما إن الجنود لا يسمحوا لأهله بالأقتراب من المصلوب . فلم تكن امه معهم لسبب بسيط جدآ لأنها تعلم إن المصلوب ليس هو المسيح كما إنها لم تذهب إلى القبرحتى من باب الفضول والأعجب وهو العجب العجاب إن يسوع حسب رواية يوحنا ومشاهدة امه لصلبه ووصيته لتلميذه المحبوب الذى كان يقبله ويأخذه على صدره بأن يأخذ أم معلمه كأمه وأوصاها كذلك بإتخاذه إبن لها والعجب ان الأم لم تذهب الى القبر وليست عاطفة المجدلية أقوى من عاطفة الأمومة والأعجب إن المسيح بعد قيامته
المزعومة وحسب سيناريو يوحنا ظهر للكثيرين وكلم الكثيرين وذهب لأماكن عدة ولكن العجب إنه لم يذهب لرؤية امه أبدآ !!
إن تفسير ذلك إن السيدة مريم ونحن نوقرها كمسلمين ونطهرها من كل دنس كانت مطمئنة القلب مرتبطة الصلة بالله وتعلم إن المسيح قد تم رفعه وإنه ليس هو المصلوب فلم تذهب إلى مكان الصلب كما إدعى يوحنا وخالفه الثلاثة ولم تذهب إلى القبر ولم تحاول لقاء من زعموا بإنه هو من قام من قبره والتقى بتلاميذه واختلفوا فى ساعة الصلب ومن صلب معه ومن الذى ذهب إلى القبر من النسوة
حتى الإختلاف فى هل ظهر لهم ملآك واحد أم ملكان واختلفوا فيما حدث عند الموت هل إنشق حجاب الهيكل أحدهم يقول عمت المكان ظلمة وآخر يقول حصلت زلزل عظيمة والصخور تشققت وخرج جمع من القديسين من قبورهم وغيره يقول إن المصلوب صرخ صرخة عظيمة والآخر يقول لم يصرخ وقال أكمل حتى فى زحزحة الحجر يقول إن الذى زحزحه ملك هبط من السماء إمام المجدلية والآخر يقول إنها وجدت الحجر قد زحزح لخبطة عظيمة وفجة وأغلاط بالجملة لو كان هؤلاء هم الشهود لبطلت شهادتهم للتناقض الفظيع فيما بينهم . فالأربعة وضع كل منهم السنياريو الخاص به من وجهة نظره وأخرج المشهد بطريقته الخاصة مفبركآ مع الإضافات اللآزمة لشد إنتباه القارىء ولآن هذا كذب وإفتراء لذلك لم تتفق عليه شهادتهم . ثم هناك أمر عجيب بعد القيامة المزعومة وظهوره إنه لم يتكلم بمثل واحد كما كان يتكلم بالأمثال من قبل !! ولم يحاول أن يقابل امه لترى الآية العظمى فى قيامته المزعومة !!
وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ (20)
وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21)
قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ (22) سبأ
وللحديث بقية إن كان فى العمر بقية إن شاء الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

أعتقد أنك قد وضعت يدك على الحلقة المفقودة دائما دكتور أزهرى ...

بارك الله فيك ... أهنئك من كل قلبى على هذا الاكتشاف القيم ...


لابد من أن تكون هذه هى الحقيقة ... قلبى يطمئن لتفسير وقائع يوم الجمعة القديمة وفقا لهذ المسلسل المنطقى والبديع جدا فى توقيعاته ...

حقا ... يقول الله العلى فى كتابه العزيز (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا) ...

صدق الله العظيم ... لقد شبه لهم حتى اشتبه عليهم الامر ... فلم يعرفوا ... بل لم يتيقنوا أنه هو ...

أعتقد الآن ان هذا التفسير اقرب الى العقل والمنطق ومسلسل الاحداث من اى تفسير آخر ...

جزاك الله خيرا ... وتقبل خالص تحياتى ...

الأخ الحبيب الفاضل .... نافع سلامة بارك

تحية طيبة لحضرتك ... لقد شرفني مروك وتعليقك على الموضوع

بخصوص ما أثرته حضرتك حول كون أن المسيح عليه السلام اذا كان من قدراته التخفي فلقد أوردت في الموضوع ما يفيد أن المسيح كان من قدراته التخفي والمضي بين الناس حتى قبل أن يرفع ويمكن لحضرتك أن تراجع هذه الشواهد :-

لوقا اصحاح 4 عدد 28 - 30
يوحنا اصحاح 10 عدد 39 - 40

وأما بخصوص ما قمت بذكره من أن المسيح قد تخفى حسب كتاب النصارى بعد قيامته حسب زعمهم فما أوردت هذا الا من باب اقامة الحجة عليهم

فأذا كان من قدرات المسيح التخفي قبل رفعه وحسب زعمهم بعد رفعه كان من الأولى أن يتخفى حين أراد اليهود أن يقبضوا عليه .

فذكر الواقعة ليس على سبيل الربط بل على سبيل تنبيه النصارى واقامة الحجة عليهم بحسب رواياتهم ونحن لا نسلم لهم بصحة جميع الروايات .

مرة أخرى ... تحية لك وشرفني مرورك