بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين خالق الظلمة والنور هو الله المعبود بحق والمستحق للسجود له وحده وليس غيره هو رب العالمين نفرده بالوحدانية ونقر له بالربوبية ونخضع له بالعبودية ونقدس ذاته فهو ربنا بالغ الكمال المتعالى عن كل نقص لا تضره معصية ولا تنفعه طاعة فهو تعالى جد ربنا لم يتخذ صاحبة ولا ولد ونصلى ونسلم على من بعثه رحمة للعالمين سيد الأولين والأخرين وسيد ولد آدم محمد رسوله الخاتم لكل رسالاته فليس بعد دينه دين وليس بعده نبى أنزل الله عليه معجزته الكبرى فكان قرءانآ يتلى إلى أن يقيم الله الناس للحساب فدحض به حجة الضالين وأخرص به كذب المنافقين ووجه تحديآ قائمآ لأهل الكتاب بقوله سبحانه إنه أغرى العداوة والبغضاء بين طوائف النصارى ومللهم ونحلهم إلى أن تقوم الساعة فلن يتألفوا ولن يتصالحوا ولن يتفقوا فيما بينهم وهو تحدى قائم لن يستطيعوا أن يكذبوا القرءان فيه ولو حرصوا وما نشاهده من تكفير كل طائفة للأخرى والحروب التى قامت بينهم خير دليل على ذلك .
أما بعد
أشد ما يحتار أمامه كل عاقل هو تخبط النصارى البين فى عقيدتهم والذى وصل بهم إلى الضلال المبين والكفر برب العالمين والأشد منه حيرة هو عدم محاولتهم فهم ما تكتنفه هذه العقيدة من غموض مشبوه والإبقاء على ما فيها من كفر وإلحاد وشرك بالله رب الأولين والأخرين وصل إليهم عن طريق السابقين المحرفين لهذه العقيدة أمثال بولس وأثيناسيوس وغيرهم فأقروهم على ما فيها من كفر بالله بل وزاد البطاركة والرهبان الكثير وقالوا هو من عند الله وما هو من عند الله فكانوا أضل خلف لأضل سلف وأصبحوا كالأنعام بل هم أضل ( هذا ما وجدنا عليه آباءنا ) ولم يكتفى هؤلآء بكفرهم بل روجوا له بين المؤمنين الموحدين لرب العالمين من المسلمين فساقوا إليهم الشبهات وطعنوا فى الدين وزعموا إنه يوجد بالقرءان ما يدل على صدق ما فى أيديهم وهم كاذبون فكيف يستدلون بالقرءان وهم به كافرون ولرسول الأسلام منكرون بل إن كل ما جاء بالقرءان المجيد شاهد على كفرهم بربهم وإنهم ضالون .
وصدق ربنا إذ قال سبحانه ( ودُوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء ) وهذا حقدآ من عند أنفسهم بعد ما تبين إنهم ليسوا على شيىء ومكابرة فى عدم الرجوع عن غلوهم فى دينهم وقولهم على الله غير الحق وما لا يعلمون ويفترون على الله الكذب ليدحضوا به الحق واختاروا لأنفسهم أن يكونوا من أصحاب ا لسعير فسحقآ لأصحاب السعير .
وقبل أن أبدء بعون الله وفضله الكلام عن عقيدة التثليث وزعمهم بتألية المسيح ابن مريم عليه السلام كبداية أحب أن أبرىء المسيح إبن مريم مما وصفه به الضالون وإنه واحد من ثلاثة وأشهد له شهادة الحق بإنه لم يرضاه لنفسه كما شهد هو بنفسه بإنه رسول الله وإنه ما قال لهم إلآ ما أمره الله به ( أن اعبدوا الله ربى وربكم)
تفنيد عقيدةالتثليث [الآب – الآين – الروح القدس]
ثلاثة والثلاثة واحد وهى عقيدة التثليث . وتقول النصارى أن المسيح وهو الأبن مولود من الأب (الله) وليس مخلوق وهو إله كأبيه والروح القدس المنبثق منهم أيضا إله والثلاثة ثلاثة آلهه بإمتياز حقيقى ولكنهم إله واحد .
ولمحاولة فهم هذه النظرية الشبه مستحيلة أو هذا اللغز . نقول وبالله التوفيق وهو المستعان عما تصفون :
إنكم تقولون أن المسيح مولود من الله وبكر الخليقة وليس مخلوق ونقول إن هذا القول مردود عليه فأذا كان المسيح مولود من الآب ففى هذه الحالة يكون الأب سابقا عليه أى هو الواجد للأبن ولا يكون الأبن أزليا لأنه مسبوق .
ولو قلتم هو بكر كل خليقه أى مولود فلزم أن تكون له والدة سابقة عليه وتكون هى بكر الخليقة لا هو وما دام المسيح ولد من مريم فلزم أن تكون مريم موجودة قبله فلا يعقل أن المولود يكون سابقا على من ولدته وعليه تكون هى بكر الخليقة . ( سبحان الله تعالى عما يصفون)
ثم إن الخليقة غير الخالق لأن الخالق هو الواجد للخليقة وما دام المسيح هو بكر كل خليقة كما تقولون فهو إذن مخلوق وهو ما تنكرونه. وإن قلتم إنه مولود من الله فهذا لا يصح لأن المعلوم إنه ولد من بشر ( مريم) . وإن قلتم ا نصفه إله ( لاهوت) من جهة الأب والنصف الآخر بشر ( ناسوت) من جهة الأم .فنسئل أى النصفين كان مسيطر على الآخر اللاهوت أم الناسوت وأين كان الروح القدس .
وإذا كنتم تزعمون ان اللاهوت إنفصل عن الناسوت عند الصلب وإن الناسوت هو الذى مات مع إنكم تقولون ( إن اللآهوت لم ينفصل عن الناسوت طرفة عين ). نرد عليكم فى هذه أيضا ونقول إن معنى قولكم هذا إن الذى مات هو النصف حسب قولكم بأن نصفه لاهوت ونصفه الآخر ناسوت وإن الذى إلتحم بجسد مريم نصف لاهوت فقط وعلى ذلك تكون مقولتكم خاطئة .
وإن قلتم إنما هو إله كامل إلتحم بجسد مريم . نقول و هل التحمت الآقانيم الثلاثة بمريم ولو صح ذلك منكم لكان المولود ( ناسوت + لاهوت + روح قدس ) وأنتم تقولون ناسوت ولاهوت وإن الناسوت مات واللاهوت نزل الى الجحيم فأين الروح القدس من ذلك هل مات مع الناسوت على الصليب أم نزل مع اللاهوت الى الجحيم .
وإذا تمسكتم بأن اللاهوت لم يفارق الناسوت طرفة عين لزم عليكم القول أيضا بأن الروح القدس لم يفارقهم ويكون ثلاثتهم ماتو على الصليب . ولكن طبقآ لأقوالكم بأن الأب غير الأبن غير الروح القدس فيكون الأبن هو مجرد ثلث من الثلاثة والثلث لا يكوٌن عدد صحيح كما يقول علم الحساب وحاول أنت أن تقسم جنيه صحيح إلى ثلآثة أجزاء فيكون كل جزء غير مكتمل حتى فى ذاته ( اللهم انى أستغفرك وسبحانك عما يصفون)
والظاهر من أناجيلكم بأن الناسوت كان يتحكم فى اللآهوت لأن الناسوت كان يجوع ويأكل واللآهوت لا يفعل ذلك ولا يشرب الخمر ولا ينام فكيف يتحكم الناسوت فى اللآهوت وهل الناسوت أقوى من اللآهوت ؟.
إن اللغز كلما إستفحل عليكم وتشابك بحثتم عن مخرج له فمع قولكم بأن اللآهوت لم يفارق الناسوت طرفة عين وتؤكدوا على طرفة عين هذه وقفتم إمام موت الناسوت على الصليب وهل مات اللآهوت معه أم لا وكان لا مفر إمامكم من إيجاد وظيفة للآهوت فأنزلتوه إلى الجحيم ولكنكم وسهوا منكم لم تحددوا دورآ للروح القدس فلم تذكروا له دورآ فى هذه الرواية الكاذبة.
وكيف ... كيف ... كيف يلتحم الإله الخالق بجسم بشرى مخلوق له وهل يستطيع الجسم البشرى رؤية الإله أو حتى سماع صوته إن موسى عليه السلام طلب أن يرى الله فقال سبحانه لن ترانى ولكن إنظر الى الجبل فأن استقر مكانه فسوف ترانى فلما تجلى ربه للجبل جعله دكاً وخر موسى صعقا وعندما طلب بنو اسرائيل من موسى أن يروا الله جهرة أخذتهم الصاعقة وهم ينظرون فماتوا ثم أحياهم الله بعد ذلك . فما بالك بهذا الجسم البشرى يحمل الإله تسعة أشهر يرضعه ويهشكه ويدلعه ويطعمه . وهذا الإله يتبول ويتغوط على مخلوقه ويطلب الرضاع فيسترضع ويعلوا صوته بالبكاء إذا جاع والغرابة فى أن يتحمل الجسم البشرى إله ولكن الأ غرب منه أن يحمل الجحش أو الأتان إله أو تحمل الخشبه إله ( تعالى الله عما يصفون ).
لقد ورد بالكتاب المقدس إن نوح عليه السلام لما ثمل من الخمر وتعرى داخل خبائه وأبصر إبنه حام أبو كنعان عورة أبيه وعلم نوح عليه السلام بما فعل به إبنه الصغير دعا على كنعان ( نسل ) حام باللعنة. فما بالك وقد رأت مريم عورة الإله بل وتلامس دائما تلك العورة عندما تزيل عنها القاذورات عندما يتبول أو يتغوط حسب زعمكم بأنه إله ( تعالى الله عما يصفون علوا كبيرا )
ولو قلتم إن الله واحد ولكنه عبارة عن ثلاثة الآب والآبن والروح القدس ومعلوم أن الواحد الصحيح ( فى علم الحساب) لو تم تقسيمه الى ثلاثة أجزاء . لا نستطيع أن نسميه بعد ذلك واحد صحيح ولكن نقول ثلث ، وثلث ، وثلث . ولانستطيع أن نقول على كل جزء واحد صحيح وإنما ثلث . ( وحاشا لله أن يتجزأ أو تتعدد زاته ) فإن كان كما تقولون على الآبن إله وعلى الاب إله وعلى الروح القدس إله فهم ثلاثة ألهه وليسو إله واحد فبطلت عقيدتكم . وإن قمتم بفك الإله إلى ثلاثة أجزاء( أب وإبن وروح قدس)فإنه فى حالة وجود الآبن على الآرض يكون إله ناقص ينقصه جزئان ويكون الآب إله ناقص ينقصه جزئان ويكون الروح القدس إله ناقص ينقصه جزئان . والآله الناقص لا يستحق العبادة ( تعالى الله عما يصفون ).
ونحاول إن نصورها بتصوير آخر لو أردنا مثلآ أن نفك ( جنبه صحيح) إلى ثلاثة أجزاء فلا نستطيع أن نطلق على كل جزء جنيه صحيح حتى لو جمعنا هذه الأجزاء مرة إخرى لا تصبح واحد صحيح ( أى لا نستطيع أن نعيد الجنيه إلى قطعة واحدة أى جنيه سليم)) وإن كانت قيمة الثلاث أجزاء تساوى جنيه ولكن ليس جنيه صحيح سليم والمثل بيقول اللى إنكسر عمره ما يتصلح ! .
وتقول النصارى أن كل منهم متساوى مع الآخر فى كل شيىْ وان كل منهم إله كامل كيف بالله يستقيم هذا الأمر . ومن من الثلاثة حدد مهام كل منهم أن يكون هذا آب وهذا إبن وهذا روح قدس ومن من الثلاثة حددالإله الذى سيتم صلبه ولماذا قبل الإله المصلوب القيام بهذا الدور الذى سيعرضه للضرب والشتم والبصق والقتل بحجة إنه هو الآخر إله لا يقل عنهم إلوهية. الا تعلم النصارى إنه إذا تم موت أحدهم مات جزء من الواحد الصحيح فتصبح بقيتهم ألهه ناقصة وإذا مات الجزء أصبح من الممكن موت الكل ولا حول ولا قوة الآ بالله سبحانه عما تصفون .لأنهم يقولون أن الثلاثة واحد ثم تقول النصارى عن إن الأبن هو عقل الله الناطق فهل كان الله غير عاقل قبل أن يولد الأبن وهل ظل الله سبحانه بدون عقله الناطق طوال الفترة التى قضاها الأبن ميتآ فى قبره ( إن هذا ليس بكلام العاقلين ولا حتى المجانين ولكنه كلام الكافرين ). سبحان الله وتعالى عما يصفون علوا كبيرا .
هل لى أن أطلب من نيافة البابا والذى يجلس على الكرسى البابوى أن يخرج عقله من جمجمته ولا يسقطه على الأرض بل يضعه بجانب كرسى البابوية وأن يخرج روحه من داخل جسده ويرسلها إلى نائبه مثلآ أعتقد إن هذا ليس فى إستطاعته لأن ذلك محال . ربما تستطيع أن تخرج روحك وذلك بأن تنتحر ولكنك مع ذلك لا تستطيع إرسالها إلى نائبك كما إن عقلك سيظل فى رأسك مع الأسف وإذا فكرت فى ما طلبته منك لوصفتنى بالمجنون فكيف بخالقك وقد أقررت إقرارآ بأنه أرسل عقله الناطق وروحه الحية إلى اليهود ليقتلوا عقل الله الناطق بعد أن يضربوه ويهينوه ويصلبوه والروح تشاهد ذلك وهى هادئة مستكنة.
وهل بعد ما سقته إليك من البيان هل تكون نيافتك إنسان عاقل لا إعتقد . وإذا قال كتبة الاناجيل إن الآبن سيجلس عن يمين الآب أو عن يمين القوة فأين سيجلس الروح القدس وهو كما يزعمون الإقنوم الثالث أم سيظل واقفا. أرجو أن تجد النصارى حل لهذه المشكلة . الآ يستحون من الله وهو شديد المحال ( اللهم انى أشهدك انى برىء مما يشركون ) .
وتارة يقولون أن اللاهوت حل فى الناسوت والتحم بجسد مريم أى تجسد الإله ونسئلهم هل تجسد كله أم جزء منه فأذا قالوا تجسد كله آى الثلاث’ أقانيم فمعناه إن السموات والأرض والعوالم كلها خلت من وجود إله يدير هذا الكون ويوفر أسباب الحياة لكل مخلوقاته وإن الذين قصدوه بالدعاء إفتقدوه لأنهم لم يجدوه لأنه كان مصلوبآ ثم مقبورآ ( تعالى الله عما يصفون ). وإذا قالوا جزء منه فهو تجسد ناقص نتج عنه إله ناقص . لآنهم هم الذين قالوا إن اللاهوت لم يفارق الناسوت طرفة عين. والواضح أن عمى القلب هو الذى لم يفارقهم طرفة عين ( إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور ) .
لقد خلعوا على الله هيئة و صفات البشر فجعلوا له هيئة البشر وملامحهم ونسبوا له السهو والغفله وعدم العلم والنوم والتعب والجهل والنسيان والندم بل نسبوا لأحد أنبيائه ( يعقوب عليه السلام) إنه صارع الله وكاد يهزمه( تعالى الله عن ذلك أيها المشركون الضالون ) إن النصارى تتخبط حتى فى ماهية المسيح هل هو إله أم إبن إله .وقد تذكروا نفاق بولس فقلدوه وقالوا نحن نؤمن بإله واحد ولا نشرك مع الله إله آخر بل ونقول لا إله إلا الله وقد كذبوا لأنهم يقولوا عن الأبن إله حق من إله حق فهما إثنين والروح القدس إله حق كذلك فصاروا ثلآثة ألهه فإذا ذكر التعدد إنتفى التفرد.لقد إعتقد النصارى بقولهم هذا إلباس الباطل ثوب الحق حتى يخدعوا غيرهم بأنهم غير مشركين بالله وقد كذبوا . والذين شبهوا التثليث بالشمس وإنها لهب وحرارة وضوء وضربوا لله الأمثال سبحانه وتعالى عما يصفون ما قدروا الله حق قدره وتناسوا ما يحدث للشمس من الكسوف والأحتجاب وهو محال على الله سيجزيهم ربهم بما يقولون . وما كانوا ليكذبوا قول الله سبحانه ( ولا تقولوا ثلآثة إنتهوا خيرآ لكم إنما الله إله واحد) فالله العليم بما فى قلوبهم رد عليهم نفاقهم ولعنهم بكفرهم .
ولو عادوا الى الفطرة السوية التى فطر الله الناس عليها فى إستبيان الحق وإعمال العقل و الآدلة التى أوجدها الله سبحانه فى خلقه للدلاله على وحدانيته وتفرده بالملك وحده .فما من أب يكون له أبناء إلآ وإختلف معهم وكثيرا مايتشاجر مع أبنائه ليعلمهم وما من طائر إلا وأنقلب على مثله حتى ولو كان زوجه . ولا حيوان الا وتصارع مع جنسه وغار من صنفه حتى الأشجار إن تجاورت تشابكت أغصانها وما من شيىء إلا وله ضد أو عدو . النور ضد الظلمة والظل ضد الحرور والحياة ضد الموت والخير ضد الشر ولا صداقة بين إثنين إلآ وأعتراها أحيانا شقاق . وحتى فلا تسلم الصحبة بين الأشقاء لا تصالح دائم ولا تودد دائما قائم إنها سنة الله فى خلقه فالعلاقات بين الأجناس لا تعنى التعلق ببعضها ولكن تعنى أيضا ما يعلق بها من مصادمات وإختلافات وكلها دلائل تنطق بوحدانية الله و أن الله ( تعالى شأنه ) لا نظير له ولا ضد ولا ند وليس معه من إله آخر . ولم يكن غيره . وإلآ إختلف كل إله مع الآخر ولتضاربة إرادة كل منهم ومشيئته ولتشاجرا ولذهب كل إله بما خلق ولفسدت السموات والأرض . فسبحان الغنى عن الشرك والشركاء والصاحبة والولد .
إن ذات الله لا تتعدد ولكن تتعدد أسمائه وصفاته . إن الله سبحانه لا يجرى عليه ما يجرى على عباده . وهو سبحانه يجرى على عباده ما يشاء وقتما شاء وكيف شاء . فسبحانه هو المتصرف فى الخلق وحده . يقول الكتاب المقدس عندهم ان الله (تقدست أسمائه) نزل الى بابل ليتأكد من الأخبار التى وصلت اليه هل هى صحيحه أم لا من أن البابلين يبنون بنيان ليبلغوا به الى السموات . ووجد إن الأخبار صحيحه فخشى سبحانه ان يحققوا مايريدون فبلبل ألسنتهم حتى لا يفهموا بعضهم . والمعروف أن الخرص لا يتكلمون ولكنهم يتافهموا فيما بينهم بالأشارات . فهل جهل الله ذلك ( تعالى الله عما يصفون ) وهل سبحانه لا يدرى بما يدور فى الارض لينزل ويتأكد بنفسه فربما نقلت اليه الملائكة أخبار كاذبة ( إن هذا لعين الكفر) .
يقول الأنبا موسى اسقف الشياب موضحا الثالوث ومشبهاً له بمثلث ذهبى متساوى الأضلاع أ – ب – ج وهى كما يقول الشريحة الذهبية ويقول إن (أ) = الشريحة الذهبية كلها و( ب) = الشريحة الذهبية كلها و(ج) = الشريحة الذهبية كلها . ولا تنفصل الشريحة الذهبية عن بعضها أبداً البته ( ونسئل كيف إنفصل ضلع من المثلث وإلتحم بمريم مع تأكيد نيافته إن الأضلاع لا تنفصل عن بعضها أبدا أبدا ) . ويقول نيافته ان (أ) مساوى (ب) ومساوى (ج) .ويواصل نيافته الشرح فيقول ان الأب لا ينفصل عن الأبن ولا عن الروح القدس . فالأب هو الله .والأبن هو الله . والروح القدس هو الله ولا ينفصلون عن بعضهم البته . ومعنى كلام نيافته ان الثلاثة إلتحموا بمريم وظلوا فى بطنها تسعة أشهر ثم ولدتهم ثم أرضعتهم وإنهم تبولوا وتغوطوا عليها إلى آخره ثم ماتوا على الصليب وتم دفنهم فمن الذى أقامهم هل هناك ضلع رابع غفل عنه الأنبا موسى فليسوف الشباب وجهبز التفسير والمرشح لكرسى البابوية فإذا كان هذا فهم كبيرهم فكيف يكون حمارهم .
ثم يزيد نيافته الطين بله فيقول فى نفس الدرس الذى يلقيه على مستمعيه إن الأب غير الأبن غير الروح القدس . وهنا يثبت نيافته إنه يوجد ثلاثة كيانات مختلفة عن بعضها ولكنها متساوية ويخالف نظريته الأولى . ونحن نسئل نيافته لو كانت له نيافة لمحاولة حل هذا اللغز الذى تحاول النصارى حله ولا تجد له حل . نسئل نيافته من من الثلاثة خلق الأخر .فلو كان الثلاثة موجودون معا ما كان هناك داعى لتوزيع الأدوار وتسمية أحدهم آب والآخر إبن والاخر روح قدس . ومن من الثلاثة خلق آدم ومن منهم أرسل النبين والمرسلين ومن منهم أنزل التوراة و الأنجيل والزبور وإتركوا القرآن لنا لأنكم لا تعترفون به لأنه هو الكتاب الحق الذى لم يصبه تحريف أو تبديل ولا تعترفوا برسوله وهو خاتم المرسلين وسيد الأولين والأخرين ورحمة الله إلى العالمين ولأنكم للحق كارهون. ومن منهم الذى كان يتمشى فى الجنة ومن منهم الذى طرد آدم منها ومن منهم الذى أرسل الطوفان . ومن منهم الذى كلم موسى . ومن منهم الذى صارع يعقوب . ومن منهم الذى أكل عند ابراهيم العجل الحنيز . ومن منهم التى كانت تتعبد له مريم البتول ومن منهم الذى أعطى عهده لإبراهيم
يقول القس أنطونيوس فكرى ما يلى:
إعترض البعض كيف يكون للشيطان القدرة أن يصل إلى حيث العظمة الإلهية ومقر الملائكة الأطهار؟ والرد أن الله ليس محصورًا في مكان ، فالله موجود في كل مكان ومثول الملائكة والشيطان أمام الله .....)
إنتهى كلام القس .
وقد أقر القس أنطونيوس فكرى حقيقة بأن الله ليس محصورآ فى مكان فالله موجود فى كل مكان . فهل يدلنا سيادته كيف كان الله يتمشى فى الجنة وكان محصورآ فى جزء منها وينتقل من مكان إلى مكان آى ان المكان الذى ينتقل إليه كان يخلوا منه كما يقول كتابهم المقدس وكيف كان محصورا فى بطن مريم كما يقول إنجيلهم إن الله يحيط بكل شيىء ولايحيط به شيىء وهذا أيضا ينطبق على المسيح إبن مريم الذى زعموا إنه الله وكان ينتقل من مكان إلى مكان بل وقيد إلى الصليب وشلت حركته ومات واحتواه القبر .
أسئلة كثيرة تحتاج الى أجوبة من النصارى .وكلها أسئلة ضرورية لحل لغز التثليث بالنسبة لآباء الكنيسة وغالبية السذج من النصارى . أما نحن المسلمين فليس لنا فى فك هذا اللغز ناقة ولا جمل لأنه لا يخصنا لأننا نكفر بالطاغوت والتثليث . ونؤمن بوحدانية الله ولا نشرك به شيئا وعقيدتنا فى المسيح إنه رسول كغيره من رسل الله المبعوثون برسالة واحدة وهى التوحيد وإنه عليه السلام مخلوق ومولود ولد من بطن مريم بأمر الله وبمشيئته وإنه حُمل فى بطن امه مدة حمل أكثر النساء وهى تسعة أشهر وولدته كما تلد غيرها من النساء عن طريق المخاض ولم يشذ عن غيره فى الرضاعة ولا فى التبول والتغوط ولا فى البكاء وإنه صلى الله عليه وسلم لم يدعٌى قط إنه إبن الله ولم يدعى إنه هو الله ( حاشاه أن يفعل ذلك أو يدعُيه ) وهل يدعُى ما ليس له بحق وهو ما سيشهد به يوم الحساب وإنه كان رسول الله وإنه كان مؤيد من الله بروح القدس جبريل عليه السلام الذى نزل بالرسالات السماوية من عند الله وعلى كافة رسل الله عليهم جميعا الصلاة والسلام .
لقد فهم الهدهد فى عهد سليمان عليه السلام عقيدة التوحيد وعلم إن هناك إله واحد وذلك إنه لما رأى ملكة سبأ تسجد هى وقومها للشمس من دون الله وأخبر سليمان عليه السلام بما رءاه وقال الهدهد تعقيبا على ما رءاه ( الآ يسجدوا لله الذى يخرج الخبء فى السموات والأرض ).لقد تعجب الهدهد لسجودهم للشمس من دون الله وهى من مخلوقات الله ( كما هو المسيح من مخلوقات الله) ولا يسجدوا لله الخالق لها والذى يسًر للهدهد طعامه وكيف يهتدى إليه فى باطن الأرض . الله الذى يخرج الخبء فى السموات والأرض والعليم بكل شيىء لقد كان الهدهد أهدى منكم سبيلا لعلمه بأن السجود لا يكون إلآ لله وليس لبشر مخلوق لله .
إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ . (النمل27)
لقد فهمها الهدهد ولم تفهموها وأقر بالوحدانية لله وجحدتوها لأن الله (تعالى) خلق الهدهد بالفطرة الصحيحة السوية ولو عدتم الى فطرتكم التى فطركم الله عليها لتبرأتم من التثليث ومن عبادة المخلوق وأقررتم بوحدانية الخالق .
مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (92)المؤمنون
قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً (42) سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاًكَبِيراً (43) تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً (44)
مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (المائدة 75)
ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ( مريم 36)
يا أهل الكتاب لقد جئتم بشىء تتفطر منه السموات والأرض وتنهد منه الجبال بأدعائكم إن المسيح هو إبن الله أوهو الله وهو لا يعدو عن كونه عبداً لله ورسول الى بنى اسرائيل ولا يزيد عن ذلك إبدا وهو كآدم فى خلقه ونفخ الروح فيه فإن كان المسيح ولد بدون زكر فآدم يذيد عليه لأنه ولد بدون ذكر وأنثى . وحواء ولدت من ذكر (آدم) وبدون أنثى .
يقول سبحانه وتعالى فى كتابه الحكيم الذى تولاه الله بحفظه من آى تحريف فلم تتبدل كلماته أو حروفه وحفظه من ضياع إصوله فبقى إلى الآن منذ كان وحيا يوحى محفوظا فى الصدور وقرآنا يتلى آناء الليل وأطراف النهار الى ما شاء الله.
إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ( النساء 163 )
لقد ذكر الله سبحانه إنه أوحى إلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم كما أوحى إلى نوح والنبيين من بعده ابراهيم وإسماعيل وأسحق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب وهارون وسليمان وآتى داوود زبورا .فالله سبحانه أوحى الى عيسى إبن مريم الإنجيل ولم يقل سبحانه إنا أوحينا الى متى ومرقص ولوقا ويوحنا ولم يوحى سبحانه الى بولس بالطبع ليغير عقيدة النصارى ويضلهم .ويعدهم ولا يعدهم الشيطان الآ غرورا .
إننا نسمى ما إنزل على موسى عليه السلام التوراة ونسمى ما إنزل على داوود عليه السلام الزبور ونسمى ما إنزل على عيسى عليه السلام الأنجيل الذى ضيعوه ونسمى ما إنزل على محمد خاتم النبيين القرآن الكريم وهى تسمية الله لكتبه المنزله من عنده . و نحن المسلمون لا نقول قرآن محمد ( صلى الله عليه وسلم ) . أما عند النصارى فهى إنجيل متى وإنجيل مرقص وإنجيل لوقا وإنجيل يوحنا ورسالة فلان ورسالة علان لأنها أناجيل غير منزلة من الله .
وثبتت أن رواية يوحنا لم يكتبها هو ولكن نسبت اليه والآناجيل كتابها مجهولون وكانت من قبل لا تحمل إسم إنجيل ولكن رأى المتقدمون منهم أن يسموها وينسبوها الى من تقدم ذكرهم وكل منها يتناقض مع الآخر بل إن كل إنجيل يناقض نفسه بل تجد التناقض فى الصفحة الواحد ة من الأنجيل وصدق الله تعالى فى قوله عن القرآن و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه إختلافاً كثيرا .
والأناجيل مكتوبة على نسق قال الراوى متى ياسادة يا كرام ا ن أغلب اليهود (99%) منهم كانوا مصابين بالبرص والعمى والكساح وخرص اللسان وكانت تركبهم الشياطين وقد شفاهم المسيح وإن منهم من كانت لها خمسة أزواج أما الذى تعيش معه حاليا ليس زوجها آى هى زانية كمريم المجدلية وكأن الزنا ليس حراما فى شريعة موسى وإن كان الكتاب المقدس عندهم ألصق تهمة الزنا لأغلب أنبياء بنى إسرائيل . كما أحيا أمواتا كثيرين لا ندرى كيف قاموا وكيف خرجوا من قبورهم هل أزاح كل منهم الحجر عن فتحة القبر وخرج رغم تراكم الأتربة للقدم أم دفع كل منهم ما يغطيه من سطح الأرض لو كان مدفونآ فيها وليس فى مغارة على بابها حجر كبير يسدها ويحول دون دخول هوام الأرض وقال كاتب الإنجيل إنهم بعد قيامتهم من الموت وخروجهم من قبورهم دخلوا المدينة ولم يذكر لنا هل دخلوا عرايا كما ولدتهم إمهاتهم أم لا فلا يعقل أن يدخلوا بأكفانهم وقد بالت وأصبحت سرابآ أم ستروا عوراتهم بأوراق التين ؟
وأقول للنصارى إنه من باب الوفاء أن تجعلوا لهذا الحدث عيدا فمثل تخصيصكم يوم عيد القيامة المجيد والذى قام فيه إلهكم من الموت كما تزعمون أن يكون للقديسين أيضآ عيدا لقيامتهم من الموت مثل المسيح فهم لا يقلون عنه معجزة بل سبقت قيامتهم قيامته وتسمونه عيد القيامة المجيد الثانى !! .
إننا لا ننكر معجزات السيد المسيح ابن مريم ولكن نتحدث عن خيال الراوى الخصب خاصة رواية متى فى تضخيم الأحداث والزيادة بإسهاب وعدم توخى الصدق لإضفاء هالة كبيرة على الأحداث . كما حدث من يوحنا فى روايته وتركيزه على الجانب الذى يخدم بنوة المسيح لله (حاشاه) إن كتابات متى ولوقا ومرقص ويوحنا إنما هى روايات عن السيرة الذاتية للسيد المسيح وتتضمن بعض أقواله القليلة القليلة الصحيحة والكثير الكثير من أقواله التى لم يتفوه بها عليه السلام . وأقواله الصحيحة التى لم يصبها التحريف هى التى يتكلم فيها على بشريته وإنه إبن الأنسان ويعمل بمشيئة الله وليس بمشيئته هو وإنه كان عليه السلام يأكل ويشرب ويبول ويتغوط وينام ويشرب الخمر كما يزعم الرواة وكان يجزع ويخاف ويهرب ويبكى ويفرح وكل ذلك أغيار خاصة بالبشر تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . فالله لا يجزع ولا يخاف ولا يهرب ولا يبكى ولا يتأسف فى قلبه ولا يتعمد من مخلوق له كما تعمد المسيح من يوحنا والله لا يختتن فى لحم غرلته كما ختُن المسيح . ولا يصبه الكلل فيستريح ولا يغلبه التعب فينام ( وإذا نام فمن يمسك السماء أن تقع على الأرض ومن يرزق العباد ومن يدير شئون خلقه ) . وهل للنوم سلطان على الله والله الخالق له ( وجعلنا الليل سباتا) وهو الذى لا تأخذه سنة ولا نوم ( تعالى الله عما يصفون) والله ليس بحاجة الى الطعام والشراب . إنماالانسان يحتاج الى الطعام والشرا ب ليعيش و إذا إمتنع عنهم أو إمتنعوا عنه مات والله حى لا يموت فهو ليس بحاجة إلى الطعام والشراب . وليس بحاجة الى أن يضع قوسه فى السحاب ليتذكر فلا يغرق الأرض إن الله يمسك السماء أن تقع على الأرض إلآ بإذنه] . وليس بحاجة الى أن ينزل إلى الأرض ليعرف ماذا يصنع أهل بابل أو يبلبل ألسنتهم . وهو الذى لا يخفىَ عليه شىء فى الأرض ولا فى السماء . إن الله (تعالى شأنه) خلق كل شىء بتقدير وقدر( وما أمرنا إلآ واحدة كلمح بالبصر) وليس كما يقول الكتاب المقدس إن الله رأى إن ذلك حسن أو إنه حزن على إنه عمل الإنسان وتأسف فى قلبه. لقد كان رد موسى عليه السلام عندما سئله فرعون ( فما بال القرون الأولى) فرد عليه موسى عليه السلام قائلا ( علمها عند ربى فى كتاب لا يضل ربى ولاينسى) وأنتم تقولون إن الله وضع قوسه فى السحاب حتى يتذكر ولا ينسى .
ثم نأتى الى المقصود بالكلمة أن كل ما خلقه الله من سموات وما فيها . وأرضين وما عليها . وأفلاك وما يدور فيها ولا يعلمها غيره ومحيطات وبحار وأنهار وما فيها . وملائكة وإنس وجن . وكل ما نبت من نبات وكل ما دب من دواب الأرض . وما حلقت من طيور . ولا رطب ولا يابس الآ فى كتاب وهى مشيئة الله المقدرة فى علمه أزلاَ قبل أن يخلق آى شىْ وهذه هى ( الكلمة ) أى ما سيكون . فالسموات والارض كانت كلمة عند الله قبل أن تكونا ومثلها الآفلاك بما فيها من مجرات ونجوم وكواكب والبحار والانهار وجمبع دواب الارض والملائكة والجن والأنس الى جميع ما خلق الله .كل ذلك كان كلمة ( آى مشيئة مقدرة أزلاَ فى علم الله العليم الخبير ) ولا يختص بها المسيح وحده إنما هو كسائر إخوانه الرسل عليهم جميعا الصلاة والسلام كانوا ( كلمة) وهى مشيئة الله المقدرة أزلا .
أما الأمر بالكينونه ( كن) فهى النفخ من روح الله فيه وهو ما وقع لآدم عندما أخبر الله (سبحانه) الملائكة إنه سيجعل فى الأرض خليفة فهى كلمة ومشيئة مقدرة أزلا فى علم الله . أما النفخ فيه من روح الله فهو الأمر بالكينونه ( كن).
والبشارة هى عن شيىء موجود فى علم الله أزلا ويبشر بكينونتها ( أى وقوعها ) تأتى من الغيب الذى قدره الله ليتم وقوعها فى الوقت والمكان الذى حدده الله ( سبحانه)بحدوثها بالأمر ( كن) .
ومثل عيسى عند الله كمثل آدم نفخ الله فيه من روحه . وكلنا فينا من روح الله منذ أن نفخ الله من روحه فى آدم (كن) وكانت ذريته فى صلبه وذرية أبنائه فى أصلابهم.ولم يشذ المسيح عن هذه القاعدة إلآ فى ميلاده المعجز مثله مثل آدم بل إن معجزة آدم تفوق معجزة المسيح من حيث الخلق لأن آدم خلقه الله سبحانه بدون ذكر أو إنثى والمسيح خلقه الله سبحانه من إنثى بدون ذكر .فالخلق على أربعة وجوه من غير ذكر وأنثى ( آدم ) ] ومن ذكر فقط من غير أنثى ( حواء) ] و ذكر من انثى فقط ( المسيح ابن مريم ) وباقى الخلقمن ذكر وانثى ] .
وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ 115 (الأنعام)
وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ (137 الأعراف)
فالكلمة هنا فى الأية عن مشيئة الله ( سبحانه) التى قدرها فى علمه أزلاٌ وهى واقعة بأمره سبحانه متى أراد هو ذلك. والكينونه ( كن) هى تدمير ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون لتتم المشيئة وكذلك الساعة أمرها محتوم مقدور فى علم الله أزلاً ولا يجليها لوقتها الآ هو بأمره ( كن) . ( والله أعلى وأعلم بتأويله )
[line][/line]
الخطيئة والفداء
وهو ما يزعمه أهل الكتاب أن المسيح جاْ ء من أجل الفداء عن خطيئة آدم ومخالفته لأوامر الله والتى ترتب عليها طرد آدم من الجنه بسببها . والغريب فى الأمر ان إسم آدم لم يذكر على لسان المسيح فى الأناجيل الأربعة ولم يذكر المسيح عن نفسه إنه جاء ليكفر عن تلك الخطيئة أو يخلص البشرية من تلك اللعنة . ومع ذلك فسوف نفند هذا الزعم..
نسأل أهل الكتاب: أنتم تقولون أن المسيح جاء للفداء عن خطيئة آدم فماذا عن حواء وأنتم تقولون إنها أطعمت زوجها وهى التى أقنعت آدم وناولته الثمرة فأكل ألآ يكون من الأنصاف أن تأتى إبنة مع الأبن لتكفر عن خطيئة حواء ؟
ونسأل أيضا: هل جاء ليكفر عن خطيئة أدم فقط وما هو الوضع بالنسبة لباقى الخطايا منذ قتل قابيل هابيل الى الزنا والسرقة والمجازر الجماعية التى أرتكبتها الطوائف المسيحية بينها وبين بعض أو بينها وبين الأمم الأخرى ؟
ولو كان جوابكم إنه جاء عن كل الخطايا نسئلكم هل عن كل الخطايا التى حدثت حتى مجيئه فقط وفداءه عنها بموته على الصليب كما تزعمون . اذا فما موقف الخطايا التى حدثت بعد وفاته وتحدث حتى اليوم ؟
فلو كان ردكم عن كل الخطايا التى أحدثتها وتحدثها البشرية لكان هذا زريعة لإرتكاب كل الخطايا التى يرتكبها البشر من قتل وزنا وسرقة وربا ومخالفة للشرائع طالما ان المسيح قام بالفداء عنها مقدما . ولو صح هذا الرد منكم نقول فما هى الحاجة لأن يرسل الله الرسل الى جميع خلقه ليبين لهم طريق الحق فيتبعوه ويبين لهم طريق الضلال فيجتنبوه ولا تخلو أمة من الآمم الآ وفيها نذير من الله ( رسول) يحذرها من مغبة العصيان لأوامر الله , والذى يفوق عددهم عن ألف وأربعمائة رسول صلى الله عليهم أجمعين مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس حجة على الله بعد الرسل؟
وكان موسى عليه السلام السابق قبل المسيح إبن مريم عليه السلام برسالة التوراة فلو كان المسيح إبن مريم جاء فداء عن الخطايا فلم يكن هناك داعى أن يبعث الله المرسلين لهداية العباد الى عبادة الله الواحد رب العالمين . وكان خاتمهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم برسالة الأسلام .
إن خلق الله للجنة والنار لهو أبلغ برهان على أن عقيدة الصلب والفداء عن الخطيئة اكذوبة كبرى إخترعها المبطلون بوحى من الشيطان لآيهام السذج من النصارى على أن الرهبان يملكون سلطة إعطاء صكوك الفغران والسؤال هنا لماذا صكوك الغفران ألم يفديكم المسيح من كل خطاياكم كما تزعمون .
إن الله تقدست أسماؤه وتباركت صفاته وتوحد ذاته لا تنفعه طاعة ولا تضره معصية وهو الغنى عن عباده . إن يشأ يهلك من فى الأرض جميعا لا يمنعهم منه مانع ولا يحجبهم عنه حاجب ولا راد لقضائه . وما كان المسيح إبن مريم إلآ رسول شأنه شأن من سبقه وشأن من لحقه من المرسلين لا يزيد عنهم ولا ينقص .
ان العدل من صفات الله (تعالى) [وما ربك بظلام للعبيد ] ومن كانت تلك صفاته فيمتنع منه الظلم تجاه خلقه فلا يحُمل الأبناء خطايا الأباء ولايؤاخذ الأبناء بجريرة الأباء وإلآ إنتفت عنه صفة العدل ( حاشاه سبحانه) .
وبعض الحق الذى سلم من التحريف فى الكتاب المقدس يتكلم عن إن خطايا الأباء لا يتحملها الأبناء وخطايا الأبناء لا يتحملها الأباء كل واحد بخطيئته . ونحن المسلمين نؤمن بجميع رسل الله لا نفرق بين أحد من رسله ونؤمن بجميع ما أنزل الله عليهم من كتب قبل أن تحرف وتبدل كلماتها .
كيف عالج القرءان المجيد خطيئة آدم ؟
فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (البقرة37)
إن الله هو التواب الرحيم غفر لآدم وحواء تلك الخطيئة لأن الله خلق الأنسان ويعلم سبحانه إنه ليس معصوما من الخطأ وإنه سبحانه خلق آدم مختارا حر الإرادة . ويعلمما توسوس به نفس آدم وتسول له . ولو كان آدم مخلوقا معصوماً لما خالف أوامر ربه سبحانه والدليل على عدم عصمته إن الله ( تبارك وتعالى) عندما أسكن آدم الجنة دل آدم على الشجرة ونهاه عن الأكل منها وهذا يدل على عدم عصمة آدم وإن الأكل من الشجرة وعدم الأكل منها يرجع الى إختيار آدم فى آى الأمرين يختار . ولو كان آدم معصوما من الخطأ لما نبهه الله ونهاه لأن آدم فى هذه الحالة لن يخطىء . ولكن هى مشيئة الله المقدرة أزلاً فى علم الله وهى طبيعة آدم التى خلُقه الله عليها ولأن آدم علمه الله الأسماء كلها فحان له أن يتعرف على صفات الله تعالى وأسمائه الحسنى ومنها التواب الرحيم لذا فقد تلقى آدم من ربه كلمات يدعوه بها ليغفر له ربه معصيته فدعا آدم ربه بهذه الدعاء (الكلمات) فغفرله وتاب عليه إنه هو التواب الرحيم وبذلك غفرت خطيئة آدم با لندم والتوبة . فالله الحمد على كبير عفوه والمنه على سعة مغفرته . وله الحمد والمنه على نعمة الأسلام وكفى بها نعمة . وله الحمد والمنه على نعمة التوحيد نعبد الله ولا نشرك به أحدا . فالله يغفر الذنوب جميعا لعباده إذا ندموا وتابوا واستغفروه الآ الشرك به فهو لا يغفره لصاحبه أبداً
إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ( النساء 43)
وما وقع من آدم كان مقدرا فى علم الله أزلا. لان الله العليم بما سيكون خلق الأرض بما فيها وما عليها قبل خلق آدم ليعيش ادم وذريته عليها وسخر له كل ما فيها ويسرله حياته عليها . أما عودته الى الجنة فمرهون بإتباع أوامر الله والأقرار له بالوحدانية.والأفراد له بالعبودية وعمل الطاعات واجتناب ما نهى الله عنه من النواهى . .وأخبر سبحانه آدم بأنه سيكون هنا ك يوما للحساب يجازى فيه الطائعين فيدخلهم االجنة ويجازى فيه الخاطئين فيدخلهم النار وهذ ا اليوم المعلوم لله أخفاه عن آدم حتى يكون وذريته على حرص الطاعة ويتوقعوا قيام الساعة متى شاء الله لها أن تكون .. وحزر آدم ثم ذريته من بعده من الشيطان الرجيم وأعلمه بأن الشيطان عدو لكم فلا تطيعوه لأنه يريد أن تتبعوه الى جهنم لأنها مصيره وذلك لتكبره وعدم سجوده حينما أمره الله . وتكاثرت ذرية آدم على الآرض فمنهم من إتبع سبيل المرسلين وأطاع الله ومنهم من إ تبع سبيل الشياطين وعصى الله
وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ النحل/36 .
ولم يترك الله من رحمته بنى آدم فأرسل المرسلين والنبين ليذكروهم بعهدهم مع الله حين استخرجهم من ظهور أبائهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى فمنهم من نكرومنهم من تذكر ومنهم من أعرض وكفر.إن الله لم يمنع رحمته عن عباده و جعل للعاصى توبةإذا تاب من ذنبه وأناب وندم على ما كان وأن المشرك بربه له سوء الحساب جهنم وبئس المهاد خالدا فيها لا يخفف عنه العذاب ذلك بماعصى وكفر وأشرك مع الله غيره . وهو ما نحذر منه النصارى الذين يشركون مع الله إله آخر فى صورة إبن أو روح قدس ( تعالى الله عما يصفون) .
إن الله غضب على إبليس وطرده من رحمته عندما رفض السجود تعظيما لآدم عندما أمره الله بذلك متعللآ بأنه خير من آدم الذى خلق من طين وهو خلق من نار فأخرجه الله من رحمته وقال له ليس لك أن تتكبر فيها فطلب من الله أن يمهله الى وقت قيام الساعة وصرح إبليس بأنه سيغوى بنو آدم ويبعدهم عن طريق الله وسيقعد لهم فى كل طريق يؤدى الى وحدانية الله ليردهم عن هذا الطريق ويفسد عقولهم ويضلهم ويوردهم طريق الشرك بالله والكفر به وقال لعنه الله لن تجد أكثرهم شاكرين فأمهله الله وقال سبحانه إن عبادى ليس لك عليهم سلطان الأ من إتبعك من الغاوين (الذين أغواهم الشيطان وعندهم الأستعداد للغواية ) وإن جهنم لموعدكم أجمعين .
ومن هذه اللحظة بدأ عمل الشيطان بدون كلل أو نصب مستعيناً بحقده على آدم وإحتقاراً له . هذه الكراهية التى تسببت فى طرده من رحمة الله وأصبحت عد اوته لأدم وذريته الآتية من بعده عداوة أبدية فأجتهد فى دفع آدم كى يعصى ربه ويخالف أمره فجعله يأكل من ثمار الشجرة المحرمة عليه ولكن تلك الكراهية ذادت بعد عفو الله عن آدم وقبول توبته عن خطيئة أكله من الشجرة التى نهاه الله عنها أما هو ( إبليس) فمطرود من رحمة الله بسبب معصيته لربه وعدم إقراره بذنبه وعدم التوبة . هذه العداوة القديمة الظاهرة والمستمرة بين إبليس وجنده وبين آدم وذريته من بعده وإجتهاد إبليس لدفع بنو آدم لمعصية الله ومخالفة أوامره وإتيان نواهيه مستخدماً فى ذلك كل أمر مستبيحاُ كل نهى مستعينا بجنده ليأخذ نصيبه المفروض من ذرية آدم ليكونوا معه شركاء فى العذاب فى جهنم وبئس القرار. فقد إبتدأ عمله على الأرض بعد هبوطه مع آدم عليها أن دفع قابيل لقتل هابيل وإستمر يفسد صلاح بنو آدم نحو تعاليم ربهم ويخرجهم عن شريعة الله ( شريعة التوحيد) الى شريعة الشرك و الكفر ( شريعة الطاغوت ) وما من رسالة سماوية أنزلهاالله وأوحى بها عن طريق الرسل والأنبياء الآ وقد عمل الشيطان على دفع بنو آدم لمخالفتها والكفر بها و التشكيك فى هذه الرسالة أو التغيير فيها والتبديل والتحريف أو إخفاء الحق منها مزينا بذلك كل خطيئة مشوها لكل حقيقة. فلم تسلم كتب الوحى والرسالات السماوية من تحريف وتبديل وتضييع إلآ القرآن الكريم فقد حفظه الله تعالى فى كلماته فلا تتبدل حروفه وحفظه فى بيانه فلا يختلط على الناس فى فهمه فقال سبحانه لينفى عن القرآن آى شبهة للتحريف والتبديل ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) . وقال سبحانه (ثم إن علينا بيانه) أى توضيحه بسنة رسوله وهنا يظهر تساؤل كبير يحتاج الى توضيح وهو لماذا إستمر إبليس فى غواية آدم بعد خطيئة ا لأ كل من الشجرة وهبوطه الى الأرض بتلك الخطيئة واستمرار تلك الخطيئة ملتصقة بآدم وذريته وهو ما كان يريده إبليس من أن يغضب الله على آدم فيتساوى آدم مع إبليس فى المعصية ويكون كل منهم قد عصى الله وعصى أوامره .
ولكن إستمرار إبليس فى غواية آدم ونسله يدل على عدم إلتصاق الخطيئة الأولى بآدم لأن الله قد غفرها له بعد توبته منها وطلب العفو من الله عنها . ولو لم يعفوا الله عن آدم ويغفر له لأكتفى إبليس بمعصية آدم لربه وإستحقاقه العذاب ولكن إبليس يعرف بأن الله غفر لأدم تلك الخطيئة لذلك إ ستمر فى غوايته وذريته ليتكررمنهم الخطأ وسول لقابيل أن يقتل هابيل ولكن قابيل أصبح من النادمين كمايخبرناالقرآن الكريم والندم هو أول مراتب التوبة فقد غفر الله له واستمرت المعركة الكبرى بين الشيطان وجنده من ناحية وذرية آدم من الناحية الأخرى الناجى فيها من المؤمنين القليل ومن يستولى عليهم الشيطان أكثرممن حقت عليهم الضلالة من ذرية آدم وتلاحق المرسلين مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس حجة على الله بعد الرسل وبين الله لعباده إن هذا صراطى مستقيم فاتبعوه ولا تتبعوا السبل الأخرى فتضل بكم عن سبيلى وجاْء إبن مريم كما جاء المرسلون من قبله بعثه الله الى بنى إسرائيل ليبين لهم الطريق الصحيح الذى ضلوا عنه وأيده الله بالمعجزات كما أيد السابقين عليه من الرسل وأيده بروح القدس ( جبريل عليه السلام) ولكن النصارى إدعوا إنه إبن الله ثم إدعوا بعد ذلك إنه الله ( ونحن نبرأ إلى الله من شركهم وكفرهم ) وإنه جاء تكفيرا عن خطيئة آدم وهنا يعود التساؤل السابق إذا كان المسيح إبن مريم قد إفتدى آدم وذريته بموته على الصليب بزعمهم وإنه قد غفرالخطايا حتى ولو كان للمؤمنين به فقط على إنه إبن إله أوهو إله وإنه قد غفر لهم فلماذا إستمر إبليس فى غوايتهم والمجازر البشرية التى قامت بين طوائفهم وإستمرار العداوة والبغضاء بين طوائفهم والتى ستدوم إلى يوم القيامة كما أخبرنا الله فى القرءان الكريم وهى إحدى المعجزات التى لا يستطيع النصارى أن يكذبٌوا فيها القرءان والزنا المتفشى بينهم وفى كنائسهم والشذوذ الجنسى فى الأديرة والبلاوى التى تتم أثناء الأعتراف والمحروقى ليس ببعيد . نقول لماذايغويهم إبليس بكل هذه الموبقات إذا كنتم تقولون إن المسيح إفتداكم على الصليب وحمل عنكم جميع خطاياكم السابقة واللآحقة إن عقيدتكم فى الفداء ليس لها أساس وهى منسوفة .
إن الله الواحد المستحق العباده وحده الذى لآيتثنى ولا يتثلث ولا يتجزأ ولا يحتاج إلى إله آخر يعينه ولا الى مولود يخلفه هو من يغفر الخطيئة وحده ويغفر خطايا كل تائب بدون مصلوب ملعون أو إبن مزعوم . إن الله تقدست أسمائه وتباركت صفاته لم يخبرآدم عندما أخطأ أو فعل الخطيه كماتقولون وطرده من الجنة لم يقول الله لآدم بأنه سيرسل إبنه ليكفر عنه هذه الخطيئة وعندما أقام الله آدم بعد أن نفخ فيه من روحه لم يرى آدم مع الله إبن أو إقنوم ثانى وأنتم تقولون إن المسيح بكر كل خليقة ثم إن الكتاب المقدس ذكر إن الله سبحانه لعن الأرض ولم يلعن آدم فادم غير ملعون ولكن الأرض والحية ملعونان كما يقول كتابكم وبهذا تبطل عقيدتكم عن الفداء( الآ إذا) كان المسيح قد جاء فداءا عن الحية أوالأرض وليس الإنسان حتى تستقيم دعواكم وأيضا تكون قد بطلت دعواكم عن فداء المسيح عن خطيئة آدم لأن آدم ليس ملعوناً من الله فالأنسان هو الأنسان منذ أن خلقه الله لم يتغير بفدية المسيح عنه لآن الفداء إكذوبة صنعها المبطلون ( يوم لا تغنى نفس عن نفس شيئاً والأمر يومئذ لله) هذه هى النفس البشرية تزل قدمها و تخطىء ثم تتوب الى ربها وتندم فيغفر لها ويصفح لأن النفس بفطرتها التى فطرها الله عليها تعلم أن لها ربا واحدا تجده حيث تطلبه لأنه ليس بمتغير أو متحرك فهو محيط بكل شىء ( سبحانه وتعالى عما يصفون ويقولون ) ولا نقول كما تقول النصارى عن ربهم إنه كان ينتقل هو وتلاميذه من مكان الى آخر .
فلو كان الله متحرك كما يزعمون لكان هناك مكان يخلو منه ينتقل إليه وهوإفتراء على الله وكفر به فهو يملىء كل حيز ومحيط بكل شيىء وهو الخالق للمكان والزمان فالله ثابت ليس بمتغير أو متحرك ولا متبدل ولا متجزىء ولا متثنى أو متثلث . وتتبين هنا الحقيقة التى يجب أن يفطن إليها كل عاقل لبيب وكل ذى قلب سليم والدليل عليها من كتابكم المقدس وهى حقيقة إن آدم ليس ملعون من الله بسبب خطيئته وإنما لعن الله الأرض كما يقول كتابكم المقدس
[line][/line]
نظرة على ما تقدم
إن خلق الله للأرض وما فيها قبل خلق آدم عليه السلام لهو أكبر دليل على إن الله سبحانه قد أعد الأرض لإستقبال آدم قبل ان يخلقه وينفخ فيه من روحه فآدم جبل من تراب الأرض والجنةالتى وضع الله سبحانه فيها آدم إنما كانت كحقل تعليم لآدم يتعرف فيها على خالقه سبحانه ويتعرف فيها على من حوله ( وعلم آدم الأسماء كلها ) ويتعلم فيها المسموح والمحظور آى الحلال فيما سمح الله به والحرام فيما لم يسمح الله به وهى الحدود التى لا يتعداها ويتمثل الحلال فى السماح له بالأكل من كل شجر الجنة والحرام وهو ما لم يسمح الله به وهو عدم الأكل من الشجرة (والشجرة هى رمز لحدود الله) فإذا قسنا المسموح به وهو ما يرمز إلى الطيبات التى أحلها الله سبحانه والغير مسموح بها وهى المحرمات وجدنا إن المحرمات قليلة جدا والطيبات لا يحصى عددها مع الأخذ فى الإعتبار إن المحرمات والتى هى تعدى على حدود الله هى ضرر لآدم وذريته من بعده والتى تتمثل فىالكفر بالله والشرك به والقتل والزنا والربا والسرقة إلى آخر ما حرم الله .....وكى يتعرف آدم كذلك على صفات خالقه سبحانه وتعالى وهذا الحقل التعليمى كان ضروريآ لآدم لأن آدم لم يسبقه أنبياء لكونه عليه السلام أبو البشر وهو أولهم وهو ليس معصوما هكذا خلقه الله سبحانه وتعالى فكان له أن يعلمه الله قبل أن يهبطه إلى الأرض .علمه الأسماء كلها .علمه كيف يتعامل مع غيره ( تحيته للملآئكة) وعلمه إذا أخطأ كيف يتوب إلى الله بالندم على المعصية وطلب المغفرة حتى يتم قبول توبته وعلمه الدعاء بكلمات يدعوه بها لانها كانت أول تجربة لأول بشر وأول دعاء عن أول خطيئة وعلمه كيف تكون نهاية المتكبرين كإبليس عندما رفض السجود كما أمره الله .
وكما عرف آدم إن الله هو الخالق وهو الرا زق ( الذى رزقه ثمار الجنة ) وهو الوهاب الذى وهب له زوجة من جنسه وهى من ضلعه عرف أيضا إن لله صفات المغفرة والتوبة وعرف من أسمائه إنه السميع لإنه سمع دعائه عندما دعاه ليغفر له وعرف إنه الحميد الذى يصير له الحمد وحده وذلك عندما نفخ فيه الله من روحه عطس آدم فألهمه الله أن يقول الحمد لله فرد سبحانه يرحمك الله . وعرف أيضا من هو عدوه وهو إبليس الملعون. فالجنة هى المدرسة التى تخرج منها آدم حاملآ معه حقيبة المعرفة با لله سبحانه وأسمائه وصفاته وأسماء مخلوقاته مما دب على الأرض أو نبت عليها وما يجرى فيها وحمل معه المعرفة بما سمح الله له به من الطيبات وما حرم عليه من الخبا ئث وعرف إذا ما وقع فى آى منها كيف يدعو الله ويتوب إليه من ذنبه ويستغفره وعرف أهم ما عرف إن الله ليس معه شركاء إنما الله هو إله واحد فلا يشرك به فهذا هو الذنب الوحيد الذى لا يغفره الله تعالى لأى من مخلوقاته العاقلة ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. هذه التجارب والمعرفة جاء بها أول قادم تم صقله إلى الأرض وهوآدم وهوأول عائد إليها بعد أن جًبل منها . والجنة التى كان آدم فيها ومعه حواء زوجه لم تكن لإستمرار آدم فيها وإلآ لتناسلا فى الجنة . وهذا دليل آخر على إعداد الأرض لآدم لتناسل ذريته عليها فلم يهب الله حواء لآدم ليظلا بلا ذرية. ولذلك لم يعرف آدم زوجته حواء إلا بعد نزوله إلى الأرض فحملت منه وتكاثر نسله وكثر فيهم غواية الشيطان عدوهم الأول ليخرجهم من النور إلى الظلمات و يفسد من يستطيع منهم ويزين لمن أطاعه منهم أن يتعدى حدود الله والكفر والشرك به وما من رسالة سماوية بعث الله سبحانه بها المرسلين إلآ وعمل إبليس على إضلال التابعين لها لو إستطاع فيجعهلم يبدلون ويحرفون ويخفون ما فى كتبهم وينكرون ويضلون ويشركون ثم يكفرون . ولم يحفظ الله من رسالاته إلا الإسلام لأنه هو الدين الخاتم فلن يأتى بعده دين يصلحه لو فسد لذا تولى الله حفظه وبعث به نبيآ هوالخاتم وهو خيرالرسل وخص به إمة هى خير الأمم . وهذا ينفى قول النصارى بالخطيئة الإولى وفداء المسيح عنها وهى أساس عقيدتهم الباطلة .
ونعود للقول بإن الله لم يلعن آدم وإنما لعن الأرض ولعن الحية كما يقول كتابكم المقدس 3: 17
و قال لادم لانك سمعت لقول امراتك و اكلت من الشجرة التي اوصيتك قائلا لا تاكل منها ملعونة الارض بسببك بالتعب تاكل منها كل ايام حياتك
فالله تعالى شأنه ووسعت رحمته لم يقل لآدم أنت ملعون لأكلك من الشجرة حتى تزعموا إن المسيح جاء ليفتديكم من لعنة آدم وخطيئته عن الأكل من الشجرة ثم هناك أمرآخرهل لعن الله تقدست أسمائه الأرض وكتابكم يذكرإن الله تعالى كلماخلق شيئا فى الأرض يقول هذاحسن وقرآننا الذى لايأتيه الباطل يقول وإن من شيىء إلآ يسبح بحمده سواء فى السموات أو الأرض وهذا التسبيح يشمل الملاء الأعلى من حملة العرش والملآئكة والأفلاك بما تحوى من مجرات والأرض وما تحويه بخلاف الأنسان من حيوان وجبال ونبات وجماد وبحار فهل لعنة الله لمن يسبح بحمده نحن كمسلمين نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى لم يلعن آدم ولكنه سبحانه لعن إبليس الذى أغوى آدم كما جاء فى كتابه العزيز موجها القول الى إبليس اللعين(وإن عليك لعنتى الى يوم الدين) فهل جاء المسيح فداءا ليرفع اللعنة عن إبليس ويطهره من خطيئة غوايته لأدم أم جاء فداءا عن الحية التى قال لها الله فى كتابكم المقدس أنت ملعونة أم ما زلتم تصرون على إن آدم عصى الله فغضب الله عليه وأنتم صلبتم إبنه وقتلتوه كزعمكم ولم يغضب عليكم بل تعتقدون إنه سيدخلكم ملكوته جزاءا لكم على معصيتكم لله والأكل من الشجرة.
ألآ يكون ردكم إ نما أخطىء أبونا آدم فهو الذى أكل من الشجرة ونحن لم نخطىء واليهود هم من قتلوا إبنه ونحن لم نقتل !!!!!! فنقول لكم يكفينا هذا لقد إنهارت عقيدتكم لأنه حقا لايحمل الأبناء وزر الأباء وإن الله ليس بظلام للعبيد وإنه سبحانه ليس له ولد ولم تكن له صاحبة وإنه سبحانه سيعذبكم بذنوبكم و شرككم به وتجديفكم عليه وليس على خطيئة أدم لأن الله غفر لأدم يوم أن دعاه فتاب عليه
حتى لوكانت اللعنة أصابت الأرض بخطيئةآدم فان الله تقدست أسمائه وتكاملت صفاته قد غسلها الله بالطوفان كما ورد فى كتابكم المقدس فى سفر التكوين
6: 12 و راى الله الارض فاذا هي قد فسدت اذ كان كل بشر قد افسد طريقه على الارض
6: 13 فقال الله لنوح نهاية كل بشر قد اتت امامي لان الارض امتلات ظلما منهم فها انا مهلكهم مع الارض
فأين الخطيئة وأين اللعنة التى تحاولوا ان تلصقوها بالبشرية من أجل تألية السيد المسيح عليه السلام وتصويره كالذبيحة وفى سبيل ذلك أهانوه وسبوه وحقروه وصلبوه وقبروه ثم بعد ذلك زعموا قيامته وأصبحت مقولة المسيح قام حقا قام موجودة فقط فى خيال النصرانية المريض والحق كل الحق هو إن المسيح حقا لم يقوم لأنه حقا لم يموت لأن الله رفعه إليه وهذا ما سنحاول بيانه بأذن الله وتوفيقه سبحانه جلت قدرته وتعاظم شأنه لأن كل الأمر بيده هو وحده الذى يجلى الحقائق ويزهق الباطل ويهدى الى سواء السبيل . وسوف نذكر الأحداث السابقة مباشرة على عملية القبض على الشبيه وإحتيال إبليس بعد رفع السيد المسيح
26: 40 ثم جاء الى التلاميذ فوجدهم نياما فقال لبطرس اهكذا ما قدرتم ان تسهروا معي ساعة واحدة
26: 42 فمضى ايضا ثانية و صلى قائلا يا ابتاه ان لم يمكن ان تعبر عني هذه الكاس الا ان اشربها فلتكن مشيئتك
26: 43 ثم جاء فوجدهم ايضا نياما اذ كانت اعينهم ثقيلة ( متى)
26: 44 فتركهم و مضى ايضا و صلى ثالثة قائلا ذلك الكلام بعينه . مرقص
14: 37 ثم جاء و وجدهم نياما فقال لبطرس يا سمعان انت نائم اما قدرت ان تسهر ساعة واحدة
14: 38 اسهروا و صلوا لئلا تدخلوا في تجربة اما الروح فنشيط و اما الجسد فضعيف
14: 39 و مضى ايضا و صلى قائلا ذلك الكلام بعينه
14: 40 ثم رجع و وجدهم ايضا نياما اذ كانت اعينهم ثقيلة فلم يعلموا بماذا يجيبونه . مرقص 21:12
قال لهم يسوع هلموا تغدوا و لم يجسر احد من التلاميذ ان يساله من انت اذ كانوا يعلمون انه الرب يوحنا
كما جاء فى مرقص أما لوقا فقد ذكر إنه صلى مرة واحدة وعاد فوجد تلاميذه نيام فلماذا كان يصلى ولأكثر من مرة يصلى ثم يعود لتلاميذه ثم يذهب مرة إخرى للصلاة فهل كان يصلى ليستعجل وعد الله له لبرفعه قبل ان تمتد آيدى اليهود عليه هذا يحتاج بالطبع الى التفكر والتأمل خاصة وأن السيد المسيح كان يشعر بوشك القبض عليه ولا نستبعد رفعه عليه السلام أثناء الصلاة خصوصا وإن تلاميذه تم تنويمهم . فمن الذى تقمص شخصيته وعاد فأيقذ التلاميذ من النوم وكأنه معلمهم ! من هذه الشخصية وما هدفها من ذلك إن الله تعالى قد رفع المسيح قبل أن تمتد عليه أيدى اليهود ليصلبوه وبالتالى فهو لم يصلب ولم يقبر فى قبر فمن الذى تم صلبه ومن الذى تم قبره ومن الذى دحرج الحجر عن فتحة القبر ليوهم الناس إن المسيح قام ومن الذى ظهر عند القبر فى ثوب ملائكى وهو قادر على التقمص ليخبر من ذهب الى القبر بأن المسيح قام ومن الذى ظهر لمريم المجدلية فى البستان وقال لها لا تلمسينى لأنى لم أصعد بعد وهى التى لمسته ولامسته قبل ذلك ومسحته بالطيب وهل خاف إنها لو لمسته تكتشف إن هذا الجسد ليس للمسيح وهى التى لها خبرة تستطيع أن تميز بها بين جسد وجسد عن طريق اللمس وهى التى كانت سيئة السلوك قبل لقائها بالسيد المسيح وتوبتها هل خاف ان تعرفه حتى وإن كان له نفس الشبه؟ومن الذى دخل الحجرة على التلاميذ وهى مغلقة وقد فوجئوا به وهو يقف فى وسطهم حتى إنه أصابهم الفزع .
من الذى يستطيع الدخول من خلال الأبواب المغلقة وقال لهم أنا لست روح عندما أصابهم الخوف ومن صاحب الصوت الذى كلم بولس وهو فى طريقه إلى دمشق والذى إختلف فى رواياته الثلاث وكلها روايات متناقضة علمآ بأنه لم يشاهد المسيح ولم يقابله بالمرة فكيف عرف إن الذى رأه هو المسيح يقول النصارى بأن المسيح أخبره عن نفسه وأقول وهل يمتنع ذلك عن الشيطان .
ولمحاولة فهم ذلك هناك تفسيرين الأول منهم إن المسيح تم رفعه أثناء صلاته ونوم تلاميذه بفعل فاعل والذى لم يجدوا له مايبرره على حد تعبيرهم إذ كانت أعينهم ثقيلة [14: 40] ثم رجع و وجدهم ايضا نياما اذ كانت اعينهم ثقيلة فلم يعلموا بماذا يجيبونه ثم جاء إبليس وشيه لهم نفسه على إنه المسيح وإستمر فى تأدية هذا الدور حتى تم صلبه وهو على هذا التقمص وتظاهره بالموت على الصليب وتم دفنه ثم قام ودحرج الحجر وخرج بعد أن ترك الثياب التى كانت عليه داخل القبر ثم جلس على الحجر ليخبر القادمين إن المسيح قام ثم ظهر لمريم المجدلية فى البستان ثم ظهر لتلاميذ المسيح أثناء إجتماعهم فى مكان مغلق مما أصابهم بحالة من الخوف والدهشة والمقصود من ذلك كله هو إثبات إن المسيح عليه السلام قام من الموت بعد فدائه عن الخطيئة وإنه إبن الله ( تعالى الله عن ذلك) ثم ظهوره لبولس بعد ذلك وثبيت المفهوم بأن الله ليس وحده إنما معه شركاء (إبن وروح قدس ) حاشا لله ان يتخذ ولدا ولم تكن له صاحبه ولم يكن معه من إله وبذلك يكون نجح فى تغير عقيدة النصارى وهو مانراه اليوم من سجودهم إمام صورة تمثل المسيح المتشبه وهو على الصليب (وهو فى الحقيقة رمز الى إبليس وهو على الصليب ) فقد صرفهم لعنة الله عليه من السجود لله المستحق للسجود وحده الى السجود لغير الله وهو إبليس هل عرفتم كيف ضحك عليهم الملعون والواقع يؤيد هذا الأحتمال وبقوة فما نراه اليوم من إستطاعة القسيس والراهب من شفاء الشخص الملبوس من شيطان الجن فذلك لآن إبليس الملعون علمهم السحر الأسود فهم يتعاملون مع الشياطين وقد أخبرنا ربنا سبحانه وتعالى فى كتابه المجيد وفى قوله ( وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر إلى آخر الآية )
والسذج من النصارى لا يعلمون بإستخدام الراهب أو القس للسحر الآسود وإبليس يفعل ذلك لترسيخ العقيدة التى أوحى بها إلى النصارى فطاعته لهم حتى يعبدوه وحتى يظلوا على غيهم وكفرهم بالله تعالى ويظلوا على عبادتهم لإبليس فيعتقد كل من رأى الراهب أو القس يفعل ذلك إنه أخرج الشيطان من الملبوس بصحيح عقيدته ويظن أيضا من شاهدوا ذلك من النصارى المخدوعين فى دينهم كما ينخدع بعض الجها ل السذج من المسلمين كذلك للأسف وإنما الصحيح إن ذلك تم بفعل تعليم إبليس لهم السحر .
22: 31 و قال الرب سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة
والوارد فى الأناجيل مما يؤيد خديعة الشيطان للنصارى وصرفهم إلى عبادته بدلآ عبادة الله الواحد كما أوردنا عاليه 20: 19 و لما كانت عشية ذلك اليوم و هو اول الاسبوع و كانت الابواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود جاء يسوع و وقف في الوسط و قال لهم سلام لكم
20: 26 و بعد ثمانية ايام كان تلاميذه ايضا داخلا و توما معهم فجاء يسوع و الابواب مغلقة و وقف في الوسط و قال سلام لكم
يوحنا
28: 17 و لما راوه سجدوا له و لكن بعضهم شكوا
متى
24: 37 فجزعوا و خافوا و ظنوا انهم نظروا روحا
لوقا
24 : 31 فانفتحت اعينهما و عرفاه ثم اختفى عنهما
لوقا
16 : 12 و بعد ذلك ظهر بهيئة اخرى لاثنين منهم و هما يمشيان منطلقين الى البرية
مرقص
أما الأحتمال الثانى وهوأضعف من الأحتمال الأول . وهو إنه بعد إلقاء القبض على السيد المسيح عليه السلام وأثناء سجنه طلب اليهود من بيلاطس أن يطلق لهم باراباس أما المسيح فقد طالبوا بصلبه وعند ذلك يكون شٌبه المسيح إلقى على باراباس وهو فى السجن فأصبح كأنه هو وشُبه باراباس إلقى على السيد المسيح وبذلك يكون السيد المسيح هو الذى أطلقوا سراحه حيث كان يحمل شٌبه باراباس أما باراباس فهو الشخص الذى تم صلبه وكان يحمل شٌٌبه السيد المسيح عليه السلام خاصة إن جريمة باراباس كانت فتنة قتل كما يقول الانجيل وكانت عقبوتها الموت وان المسيح أقنعه بالملكوت إن هو حمل شبهه وصلب بدلا عنه وبعد تمام ذلك ووضعه فى القبر رجع إليه شبهه الأصلى بعد دهنه بالطيب كما يقول كتابكم ثم جاء إبليس وأكمل الدور السابق ذكره من دحرجة الحجر والجلوس عليه الى أخر ما ذكر.
أما المسيح إبن مريم صلى الله عليه وعلى نبينا وحميع أنبياء ورسل الله وعليهم منا الصلاة والسلام فقد رفعه الله إليه عقب إطلاق سراحه . وخيانة يهوذا للمسيح إن كانت هناك خيانه كما يزعم إنجيلكم ولم يكن قد رضى بحمل شبه المسيح لينقذ معلمه وقد أستبعدنا هذا الإحتمال لأنكم ستقولون بأن يهوذا قد أنتحر بعد أن دل اليهود على سيده ومع ذلك سنقول إن خيانته ليست مستبعده فى الإحتمال الأول لأنه إنما دل على الشبيهٌ إعتقادا منه بإنه المسيح إبن مريم ويبقى الإحتمال الأول هو أقوى الإحتمالات وهو إحتمال تقمص الشيطان لدور المسيح بعد رفعه( والله وحده هوعلام الغيوب)
قال النبى صلى الله عليه وسلم ( من رأنى فقد رأنى فإن الشيطان لا يتمثل بى ) وهذا يختص به رسول الله وحده ولو كان خاص بكل الأنبياء لقال رسول الله ( أو رأى أحد من الأنبياء) فدل ذلك على إختصاصه وحده بهذا الأمر وبناءآ على ذلك يمكن للشيطان أن يتمثل بالمسيح إبن مريم بعد رفعه وصعوده أو بأى نبى آخر غير رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. وما سقناه إنما هو مجرد تفكر وتدبر ومحاولة للفهم فى مجمل العقيدة النصرانية وإنحرافها عن التوحيد الى التثليث وغلوها فى دينها والقول على الله بما لا يعلمون وهو أمر نعوذ بالله منه .
ودعواهم بإن روح القدس مازال فيهم يؤيدهم فهذا باطل حقا . فهل يجدف الروح القدس على الله أو يوحى بما لم يأمره الله به (حاشاه جبريل) علاوة على إستحالة قدرته لمخالفة أوامر الله لأنه مجبول على الطاعة. إن روح القدس هو الروح الأمين كما أسماه رب العالمين نزل بكل رسالات الله على كافة أنبيائه ولا يتنزل إلآ بأمر الله . وقد أيد الله به المسيح إبن مريم أثناء وجوده على الأرض فلما إستوفى المسيح مدة بقائه فى الأرض ودعوته خراف بنى إسرائيل الضالة إلى العودة للناموس وهى الشريعة التى جاء بها موسى رفعه الله إليه وكذلك الروح القدس عليه السلام أتم تكليف الله له بتأيد إبن مريم فى عمل معجزاته بأمر الله فكل معجزة أتاها إبن مريم كانت بوحى من الله وأمره أوحيت إليه عن طريق الروح القدس فما كان لبشر أن يكلمه الله إلآ وحيآ بأن يقر فى قلبه أو يصرفه لعمل ذلك لما فيه الصواب كوحى الله إلى أم موسى بأن تلقيه فى اليم أو كوحى الله إلى النحل أن إتخذى من الجبال بيوتا ومن الشجر و مما يعرشون . أو كوحى الله إلى الحوارين ليؤمنوا بالله ورسوله . فليس كل وحى نبوة .
أو يكون الوحى من وراء حجاب كما كلم الله موسى من خلف حجاب النار أو كما كلم الله رسوله محمد من خلف حجاب النور وكلفه وامته بالصلوات الخمس فى رحلة المعراج أو يرسل إليه رسولآ ( الروح القدس ) وهو جبريل عليه السلام كما كان الحال مع نبيه موسى عندما أنزل عليه التوراة ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه القرءان . فلم أتم إبن مريم فترة تكليفه رفع الله كلاهما فلم يعد يظل فيهم بعد رفع المسيح وزعمهم بانهم يمتلئون من الروح القدس زعم كاذب تكذبه تماثيلهم وصورهم وسجودهم للشيطان والصليب والعذراء ومجمل عبادتهم الفاسدة التى تشمل الأقانيم والتثليث وهو ما إستجد بعد رفع المسيح وأحدثه لهم بولس ولم يشيرإليه المسيح خلال وجوده على الأرض ولم يشير إليه الروح القدس كذلك( حاشاه جبريل روح الله الأمين) ثم تهجمهم على الآسلام وأهله وسب نبيه ومحاربته وهى أفعال لا تأتى من أشخاص يمتلئون من الروح القدس والروح القدس برىء من كفرهم فهو لا يجدف على الله ولا يقول إلآ الحق ولا يأمرهم بالسجود للتماثيل ولا للصليب الشيطانى ولا يأمرهم بشرب الخمر وأكل لحم الخنزير أو أكل الجسد وشرب الدم ولا يأمرهم بعدم الختان ولا يأمرهم بمهاجمة نبى الأسلام وهو الذى كان ينزل عليه بوحى الله . ولا يأمرهم بعبادة الشيطان من دون الله ولا يأمر كلبهم زكريا بطرس بذكر الله فى محل النجاسة ولا يأمره بسب المسلمين ونبيهم ولكنها أفعال تأتى من أشخاص يمتلئون من الشيطان حتى أعمى بصيرتهم فأصبحوا له عبيدآ وتبعآ يطيعهم ويطيعونه وله يسجدون.
ثم إن هناك علامة إستفهام (؟) كبرى تحتاج إلى إعمال العقل قبل الإجابة عليها ولو تدبرت النصارى المعنى لرجعوا عن الباطل إلى الحق والسؤال هو لماذا ظهر المسيح بعد قيامته المزعومة لفترة قصيرة لتلاميذه ولقلة قليلة من الأفراد وظل متخفيا كما تقول الأناجيل بل لم يظهر لأمه حتى تراه بعد قيامته من الموت وهو ما كان يجب عليه أن يفعله ولكن لماذا لم يظهر لأمه بعد قيامته المزعومة والجواب الصحيح على ذلك إن الذى تم صلبه وتم قبره ثم قام وخرج من القبر لم يكن المسيح ولكنه كان إبليس المتشبه فى صورته ولذلك لم يظهر الملعون لمريم أم المسيح حتى لا تنكره من فورها وإنه ليس إبنها وإنما هو شخص متقمص له فمن الصعب ألآ تتعرف أم على ولدها التى ربته وأرضعته وكانت تحمله على صدرها وسهرت عليه وعاش معها زمنآ والإحساس المتبادل بين الأم وإبنها سواء كان طفلآ أو رجلآ . وليس لأم أن تتوه عن إبنها أبدا ولذلك لم يظهر للسيدة مريم وظهر لمريم الإخرى وقال لها لا تلمسينى لإنى لم أصعد بعد فلم تقترب منه وظهر لتلاميذ السيد المسيح الذين خافوا منه وقال لهم جسونى أنا هو (هو من...؟) وطبعا لم يجسوه وهو متأكد إنهم لن يجسوه لفزعهم منه ولظهوره المفاجىء بينهم والأبواب مغلقة وخوفهم منه لإعتقادهم بإنه روح .
بالإضافة إن مريم إصطفاها الله وطهرها وأعاذتها امها وذريتها بالله من الشيطان الرجيم فما كان للشيطان إستطاعة فى الإحتيال عليها والظهور لها وهى التى تعرف بأن الله رفعه إليه لأنها صٌديقة كما أخبرنا القرآن الكريم ومن كان الله يرزقها وهى فى محرابها تتعبد له وبشرتها الملآئكة بميلاده وأرسل الله لها روح القدس يبشرها بكلمة من الله مقدرة أزلآ ونفخ فيها أمر الله بالقضاء (كن) لقد تم إخبارها أيضا بعدم صلب المسيح وإن الله سبحانه قد رفعه إليه.كما لم يذكر ثلاثة من رواة الأنجيل وهم متى ومرقص ولوقا إن مريم امه لم تشاهد صلبه والوحيد الذى ذكره يوحنا وفى هذا مما يشكك فى روايته واتفق الأربعة على عدم ذهاب امه إلى القبر لمشاهدة قيامته مما يؤكد كذب شهادة يوحنا فى روايته عندما ذكر مشاهدتها لعملية الصلب .
وفى هذا ما يؤكد علم السيدة مريم ام المسيح بإن المسيح لم يتم صلبه. وبالنسبة إلى عيسى إبن مريم عليه السلام ما كان للشيطان عليه من سبيل ولا أن يحمله ويجربه كما تدعُى الأناجيل ولا حتى أن يلمسه لإن الله أعاذه وأمه من الشيطان الرجيم بدعوة جدته. ولكن يمكن للشيطان أن يحتال على تلآميذه بعد رفع المسيح عليه وعلى نبينا وسائر الأنبياء أفضل الصلاة والسلام . علمآ بإن المسيح إبن مريم لو كان هو المصلوب والمقبور والذى قام من الموت كما يزعمون لاستمر ظهوره بعد قيامته وللجميع ليكون دليلآ دامغآ على تغلبه على الموت مما يدفعهم للإيمان به وتصديقه وتكون آية كبرى قٌَل أو ندر من يكفر بها وتكون برهانآ على زعمهم بإنه إبن لله ( وحاشاه أن يدعى إنه إبن لله بمفهوم الأبوة الصحيح فى تصورهم المريض) وهذا يؤكدعدم صلبه .
كما إنه لم يتكلم بمثل واحد خلال الفترة التى قابل فيها تلاميذه بعد قيامته وهو الذى كان يتحدث دائمآ بالأمثال وندر أن يتحدث بغيرها فلم تذكر الأناجيل إنه تحدث بمثل واحد بعد قيامته المزعومة .
لقد ألقينا بحجر الحق فى بركة الباطل المظلمة ذات الماء العفن حتى يمحق الحق البا طل ويزهقه ونقول للذين ما زالت الغشاوة على أعينهم ولا يريدوا لها إن تنقشع ويهاجموا الحق وهو غالب لهم (قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) صدق الله العظيم .
فلا تفتروا على الله وأنبيائه الكذب وأنتم تعلمون .ولا تطيعوا الشيطان فتخسروا أنفسكم وتكونوا فى جهنم له تابعين .
اللهم تقبل هذا منى كعمل صا لح خالصا أبتغى به وجهك الكريم من غير رياء ولا سمعة فكٌفًر به ذنبى وذنوب المؤمنين وإرحم به مواتانا وموتى المسلمين وإغفر لوا لدى إنك أنت الغفور الرحيم .
اللهم إن كنت أخطئت أو تجاوزت فمن الشيطان ونفسى وأنت أعلم به منى وتعلم سبحانك إنك خلقتنى كما خلقت آبانا آدم غير معصوما . وإن كان توفيقا فمنك يا الله وحدك لا أشرك معك غيرك . اللهم توفنا مسلمين لك ومن ذريتنا إمة مسلمة لك . وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا رسول الله حقا وصدقآ وإن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وإن الجنة حق وإن النار حق وإن الساعة آتية لا ريب فيها وإن الله يبعث من فى القبور.
اللهم ثبتنا على الأسلام دينآ وعلى التوحيد عقيدة و اجعل القرءان الكريم الذى أنزلته على خاتم أنبيائك ربيع قلوبنا ونور صدورنا . اللهم وتقبل منا واعفوا عن تقصيرنا فى عبادتك . فالملائكة وحدهم الذين لا يفترون عن عباد تك فما من موضع فى السماء إلآ وفيه ملك بين قائم وراكع وساجد يسبحون بحمدك ويقد سون لك ويقولون سبحانك ما عبدناك حق عبادتك . اللهم إشرح للإسلام قلب كل عاقل وإفتح اللهم به بصيرة كل غافل . وإطمس اللهم على قلب كل كافر ومشرك وفاجر تجرأ عليك و سب نبيك ( صلى الله عليه وسلم) ولم يقدرك حق قدرك يا الله . اللهم أمين . وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .
( رضا شومان)
إحتيال إبليس بعد رفع السيد المسيح ا
الحمد لله رب العالمين خالق الظلمة والنور هو الله المعبود بحق والمستحق للسجود له وحده وليس غيره هو رب العالمين نفرده بالوحدانية ونقر له بالربوبية ونخضع له بالعبودية ونقدس ذاته فهو ربنا بالغ الكمال المتعالى عن كل نقص لا تضره معصية ولا تنفعه طاعة فهو تعالى جد ربنا لم يتخذ صاحبة ولا ولد ونصلى ونسلم على من بعثه رحمة للعالمين سيد الأولين والأخرين وسيد ولد آدم محمد رسوله الخاتم لكل رسالاته فليس بعد دينه دين وليس بعده نبى أنزل الله عليه معجزته الكبرى فكان قرءانآ يتلى إلى أن يقيم الله الناس للحساب فدحض به حجة الضالين وأخرص به كذب المنافقين ووجه تحديآ قائمآ لأهل الكتاب بقوله سبحانه إنه أغرى العداوة والبغضاء بين طوائف النصارى ومللهم ونحلهم إلى أن تقوم الساعة فلن يتألفوا ولن يتصالحوا ولن يتفقوا فيما بينهم وهو تحدى قائم لن يستطيعوا أن يكذبوا القرءان فيه ولو حرصوا وما نشاهده من تكفير كل طائفة للأخرى والحروب التى قامت بينهم خير دليل على ذلك .
أما بعد
أشد ما يحتار أمامه كل عاقل هو تخبط النصارى البين فى عقيدتهم والذى وصل بهم إلى الضلال المبين والكفر برب العالمين والأشد منه حيرة هو عدم محاولتهم فهم ما تكتنفه هذه العقيدة من غموض مشبوه والإبقاء على ما فيها من كفر وإلحاد وشرك بالله رب الأولين والأخرين وصل إليهم عن طريق السابقين المحرفين لهذه العقيدة أمثال بولس وأثيناسيوس وغيرهم فأقروهم على ما فيها من كفر بالله بل وزاد البطاركة والرهبان الكثير وقالوا هو من عند الله وما هو من عند الله فكانوا أضل خلف لأضل سلف وأصبحوا كالأنعام بل هم أضل ( هذا ما وجدنا عليه آباءنا ) ولم يكتفى هؤلآء بكفرهم بل روجوا له بين المؤمنين الموحدين لرب العالمين من المسلمين فساقوا إليهم الشبهات وطعنوا فى الدين وزعموا إنه يوجد بالقرءان ما يدل على صدق ما فى أيديهم وهم كاذبون فكيف يستدلون بالقرءان وهم به كافرون ولرسول الأسلام منكرون بل إن كل ما جاء بالقرءان المجيد شاهد على كفرهم بربهم وإنهم ضالون .
وصدق ربنا إذ قال سبحانه ( ودُوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء ) وهذا حقدآ من عند أنفسهم بعد ما تبين إنهم ليسوا على شيىء ومكابرة فى عدم الرجوع عن غلوهم فى دينهم وقولهم على الله غير الحق وما لا يعلمون ويفترون على الله الكذب ليدحضوا به الحق واختاروا لأنفسهم أن يكونوا من أصحاب ا لسعير فسحقآ لأصحاب السعير .
وقبل أن أبدء بعون الله وفضله الكلام عن عقيدة التثليث وزعمهم بتألية المسيح ابن مريم عليه السلام كبداية أحب أن أبرىء المسيح إبن مريم مما وصفه به الضالون وإنه واحد من ثلاثة وأشهد له شهادة الحق بإنه لم يرضاه لنفسه كما شهد هو بنفسه بإنه رسول الله وإنه ما قال لهم إلآ ما أمره الله به ( أن اعبدوا الله ربى وربكم)
تفنيد عقيدةالتثليث [الآب – الآين – الروح القدس]
ثلاثة والثلاثة واحد وهى عقيدة التثليث . وتقول النصارى أن المسيح وهو الأبن مولود من الأب (الله) وليس مخلوق وهو إله كأبيه والروح القدس المنبثق منهم أيضا إله والثلاثة ثلاثة آلهه بإمتياز حقيقى ولكنهم إله واحد .
ولمحاولة فهم هذه النظرية الشبه مستحيلة أو هذا اللغز . نقول وبالله التوفيق وهو المستعان عما تصفون :
إنكم تقولون أن المسيح مولود من الله وبكر الخليقة وليس مخلوق ونقول إن هذا القول مردود عليه فأذا كان المسيح مولود من الآب ففى هذه الحالة يكون الأب سابقا عليه أى هو الواجد للأبن ولا يكون الأبن أزليا لأنه مسبوق .
ولو قلتم هو بكر كل خليقه أى مولود فلزم أن تكون له والدة سابقة عليه وتكون هى بكر الخليقة لا هو وما دام المسيح ولد من مريم فلزم أن تكون مريم موجودة قبله فلا يعقل أن المولود يكون سابقا على من ولدته وعليه تكون هى بكر الخليقة . ( سبحان الله تعالى عما يصفون)
ثم إن الخليقة غير الخالق لأن الخالق هو الواجد للخليقة وما دام المسيح هو بكر كل خليقة كما تقولون فهو إذن مخلوق وهو ما تنكرونه. وإن قلتم إنه مولود من الله فهذا لا يصح لأن المعلوم إنه ولد من بشر ( مريم) . وإن قلتم ا نصفه إله ( لاهوت) من جهة الأب والنصف الآخر بشر ( ناسوت) من جهة الأم .فنسئل أى النصفين كان مسيطر على الآخر اللاهوت أم الناسوت وأين كان الروح القدس .
وإذا كنتم تزعمون ان اللاهوت إنفصل عن الناسوت عند الصلب وإن الناسوت هو الذى مات مع إنكم تقولون ( إن اللآهوت لم ينفصل عن الناسوت طرفة عين ). نرد عليكم فى هذه أيضا ونقول إن معنى قولكم هذا إن الذى مات هو النصف حسب قولكم بأن نصفه لاهوت ونصفه الآخر ناسوت وإن الذى إلتحم بجسد مريم نصف لاهوت فقط وعلى ذلك تكون مقولتكم خاطئة .
وإن قلتم إنما هو إله كامل إلتحم بجسد مريم . نقول و هل التحمت الآقانيم الثلاثة بمريم ولو صح ذلك منكم لكان المولود ( ناسوت + لاهوت + روح قدس ) وأنتم تقولون ناسوت ولاهوت وإن الناسوت مات واللاهوت نزل الى الجحيم فأين الروح القدس من ذلك هل مات مع الناسوت على الصليب أم نزل مع اللاهوت الى الجحيم .
وإذا تمسكتم بأن اللاهوت لم يفارق الناسوت طرفة عين لزم عليكم القول أيضا بأن الروح القدس لم يفارقهم ويكون ثلاثتهم ماتو على الصليب . ولكن طبقآ لأقوالكم بأن الأب غير الأبن غير الروح القدس فيكون الأبن هو مجرد ثلث من الثلاثة والثلث لا يكوٌن عدد صحيح كما يقول علم الحساب وحاول أنت أن تقسم جنيه صحيح إلى ثلآثة أجزاء فيكون كل جزء غير مكتمل حتى فى ذاته ( اللهم انى أستغفرك وسبحانك عما يصفون)
والظاهر من أناجيلكم بأن الناسوت كان يتحكم فى اللآهوت لأن الناسوت كان يجوع ويأكل واللآهوت لا يفعل ذلك ولا يشرب الخمر ولا ينام فكيف يتحكم الناسوت فى اللآهوت وهل الناسوت أقوى من اللآهوت ؟.
إن اللغز كلما إستفحل عليكم وتشابك بحثتم عن مخرج له فمع قولكم بأن اللآهوت لم يفارق الناسوت طرفة عين وتؤكدوا على طرفة عين هذه وقفتم إمام موت الناسوت على الصليب وهل مات اللآهوت معه أم لا وكان لا مفر إمامكم من إيجاد وظيفة للآهوت فأنزلتوه إلى الجحيم ولكنكم وسهوا منكم لم تحددوا دورآ للروح القدس فلم تذكروا له دورآ فى هذه الرواية الكاذبة.
وكيف ... كيف ... كيف يلتحم الإله الخالق بجسم بشرى مخلوق له وهل يستطيع الجسم البشرى رؤية الإله أو حتى سماع صوته إن موسى عليه السلام طلب أن يرى الله فقال سبحانه لن ترانى ولكن إنظر الى الجبل فأن استقر مكانه فسوف ترانى فلما تجلى ربه للجبل جعله دكاً وخر موسى صعقا وعندما طلب بنو اسرائيل من موسى أن يروا الله جهرة أخذتهم الصاعقة وهم ينظرون فماتوا ثم أحياهم الله بعد ذلك . فما بالك بهذا الجسم البشرى يحمل الإله تسعة أشهر يرضعه ويهشكه ويدلعه ويطعمه . وهذا الإله يتبول ويتغوط على مخلوقه ويطلب الرضاع فيسترضع ويعلوا صوته بالبكاء إذا جاع والغرابة فى أن يتحمل الجسم البشرى إله ولكن الأ غرب منه أن يحمل الجحش أو الأتان إله أو تحمل الخشبه إله ( تعالى الله عما يصفون ).
لقد ورد بالكتاب المقدس إن نوح عليه السلام لما ثمل من الخمر وتعرى داخل خبائه وأبصر إبنه حام أبو كنعان عورة أبيه وعلم نوح عليه السلام بما فعل به إبنه الصغير دعا على كنعان ( نسل ) حام باللعنة. فما بالك وقد رأت مريم عورة الإله بل وتلامس دائما تلك العورة عندما تزيل عنها القاذورات عندما يتبول أو يتغوط حسب زعمكم بأنه إله ( تعالى الله عما يصفون علوا كبيرا )
ولو قلتم إن الله واحد ولكنه عبارة عن ثلاثة الآب والآبن والروح القدس ومعلوم أن الواحد الصحيح ( فى علم الحساب) لو تم تقسيمه الى ثلاثة أجزاء . لا نستطيع أن نسميه بعد ذلك واحد صحيح ولكن نقول ثلث ، وثلث ، وثلث . ولانستطيع أن نقول على كل جزء واحد صحيح وإنما ثلث . ( وحاشا لله أن يتجزأ أو تتعدد زاته ) فإن كان كما تقولون على الآبن إله وعلى الاب إله وعلى الروح القدس إله فهم ثلاثة ألهه وليسو إله واحد فبطلت عقيدتكم . وإن قمتم بفك الإله إلى ثلاثة أجزاء( أب وإبن وروح قدس)فإنه فى حالة وجود الآبن على الآرض يكون إله ناقص ينقصه جزئان ويكون الآب إله ناقص ينقصه جزئان ويكون الروح القدس إله ناقص ينقصه جزئان . والآله الناقص لا يستحق العبادة ( تعالى الله عما يصفون ).
ونحاول إن نصورها بتصوير آخر لو أردنا مثلآ أن نفك ( جنبه صحيح) إلى ثلاثة أجزاء فلا نستطيع أن نطلق على كل جزء جنيه صحيح حتى لو جمعنا هذه الأجزاء مرة إخرى لا تصبح واحد صحيح ( أى لا نستطيع أن نعيد الجنيه إلى قطعة واحدة أى جنيه سليم)) وإن كانت قيمة الثلاث أجزاء تساوى جنيه ولكن ليس جنيه صحيح سليم والمثل بيقول اللى إنكسر عمره ما يتصلح ! .
وتقول النصارى أن كل منهم متساوى مع الآخر فى كل شيىْ وان كل منهم إله كامل كيف بالله يستقيم هذا الأمر . ومن من الثلاثة حدد مهام كل منهم أن يكون هذا آب وهذا إبن وهذا روح قدس ومن من الثلاثة حددالإله الذى سيتم صلبه ولماذا قبل الإله المصلوب القيام بهذا الدور الذى سيعرضه للضرب والشتم والبصق والقتل بحجة إنه هو الآخر إله لا يقل عنهم إلوهية. الا تعلم النصارى إنه إذا تم موت أحدهم مات جزء من الواحد الصحيح فتصبح بقيتهم ألهه ناقصة وإذا مات الجزء أصبح من الممكن موت الكل ولا حول ولا قوة الآ بالله سبحانه عما تصفون .لأنهم يقولون أن الثلاثة واحد ثم تقول النصارى عن إن الأبن هو عقل الله الناطق فهل كان الله غير عاقل قبل أن يولد الأبن وهل ظل الله سبحانه بدون عقله الناطق طوال الفترة التى قضاها الأبن ميتآ فى قبره ( إن هذا ليس بكلام العاقلين ولا حتى المجانين ولكنه كلام الكافرين ). سبحان الله وتعالى عما يصفون علوا كبيرا .
هل لى أن أطلب من نيافة البابا والذى يجلس على الكرسى البابوى أن يخرج عقله من جمجمته ولا يسقطه على الأرض بل يضعه بجانب كرسى البابوية وأن يخرج روحه من داخل جسده ويرسلها إلى نائبه مثلآ أعتقد إن هذا ليس فى إستطاعته لأن ذلك محال . ربما تستطيع أن تخرج روحك وذلك بأن تنتحر ولكنك مع ذلك لا تستطيع إرسالها إلى نائبك كما إن عقلك سيظل فى رأسك مع الأسف وإذا فكرت فى ما طلبته منك لوصفتنى بالمجنون فكيف بخالقك وقد أقررت إقرارآ بأنه أرسل عقله الناطق وروحه الحية إلى اليهود ليقتلوا عقل الله الناطق بعد أن يضربوه ويهينوه ويصلبوه والروح تشاهد ذلك وهى هادئة مستكنة.
وهل بعد ما سقته إليك من البيان هل تكون نيافتك إنسان عاقل لا إعتقد . وإذا قال كتبة الاناجيل إن الآبن سيجلس عن يمين الآب أو عن يمين القوة فأين سيجلس الروح القدس وهو كما يزعمون الإقنوم الثالث أم سيظل واقفا. أرجو أن تجد النصارى حل لهذه المشكلة . الآ يستحون من الله وهو شديد المحال ( اللهم انى أشهدك انى برىء مما يشركون ) .
وتارة يقولون أن اللاهوت حل فى الناسوت والتحم بجسد مريم أى تجسد الإله ونسئلهم هل تجسد كله أم جزء منه فأذا قالوا تجسد كله آى الثلاث’ أقانيم فمعناه إن السموات والأرض والعوالم كلها خلت من وجود إله يدير هذا الكون ويوفر أسباب الحياة لكل مخلوقاته وإن الذين قصدوه بالدعاء إفتقدوه لأنهم لم يجدوه لأنه كان مصلوبآ ثم مقبورآ ( تعالى الله عما يصفون ). وإذا قالوا جزء منه فهو تجسد ناقص نتج عنه إله ناقص . لآنهم هم الذين قالوا إن اللاهوت لم يفارق الناسوت طرفة عين. والواضح أن عمى القلب هو الذى لم يفارقهم طرفة عين ( إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور ) .
لقد خلعوا على الله هيئة و صفات البشر فجعلوا له هيئة البشر وملامحهم ونسبوا له السهو والغفله وعدم العلم والنوم والتعب والجهل والنسيان والندم بل نسبوا لأحد أنبيائه ( يعقوب عليه السلام) إنه صارع الله وكاد يهزمه( تعالى الله عن ذلك أيها المشركون الضالون ) إن النصارى تتخبط حتى فى ماهية المسيح هل هو إله أم إبن إله .وقد تذكروا نفاق بولس فقلدوه وقالوا نحن نؤمن بإله واحد ولا نشرك مع الله إله آخر بل ونقول لا إله إلا الله وقد كذبوا لأنهم يقولوا عن الأبن إله حق من إله حق فهما إثنين والروح القدس إله حق كذلك فصاروا ثلآثة ألهه فإذا ذكر التعدد إنتفى التفرد.لقد إعتقد النصارى بقولهم هذا إلباس الباطل ثوب الحق حتى يخدعوا غيرهم بأنهم غير مشركين بالله وقد كذبوا . والذين شبهوا التثليث بالشمس وإنها لهب وحرارة وضوء وضربوا لله الأمثال سبحانه وتعالى عما يصفون ما قدروا الله حق قدره وتناسوا ما يحدث للشمس من الكسوف والأحتجاب وهو محال على الله سيجزيهم ربهم بما يقولون . وما كانوا ليكذبوا قول الله سبحانه ( ولا تقولوا ثلآثة إنتهوا خيرآ لكم إنما الله إله واحد) فالله العليم بما فى قلوبهم رد عليهم نفاقهم ولعنهم بكفرهم .
ولو عادوا الى الفطرة السوية التى فطر الله الناس عليها فى إستبيان الحق وإعمال العقل و الآدلة التى أوجدها الله سبحانه فى خلقه للدلاله على وحدانيته وتفرده بالملك وحده .فما من أب يكون له أبناء إلآ وإختلف معهم وكثيرا مايتشاجر مع أبنائه ليعلمهم وما من طائر إلا وأنقلب على مثله حتى ولو كان زوجه . ولا حيوان الا وتصارع مع جنسه وغار من صنفه حتى الأشجار إن تجاورت تشابكت أغصانها وما من شيىء إلا وله ضد أو عدو . النور ضد الظلمة والظل ضد الحرور والحياة ضد الموت والخير ضد الشر ولا صداقة بين إثنين إلآ وأعتراها أحيانا شقاق . وحتى فلا تسلم الصحبة بين الأشقاء لا تصالح دائم ولا تودد دائما قائم إنها سنة الله فى خلقه فالعلاقات بين الأجناس لا تعنى التعلق ببعضها ولكن تعنى أيضا ما يعلق بها من مصادمات وإختلافات وكلها دلائل تنطق بوحدانية الله و أن الله ( تعالى شأنه ) لا نظير له ولا ضد ولا ند وليس معه من إله آخر . ولم يكن غيره . وإلآ إختلف كل إله مع الآخر ولتضاربة إرادة كل منهم ومشيئته ولتشاجرا ولذهب كل إله بما خلق ولفسدت السموات والأرض . فسبحان الغنى عن الشرك والشركاء والصاحبة والولد .
إن ذات الله لا تتعدد ولكن تتعدد أسمائه وصفاته . إن الله سبحانه لا يجرى عليه ما يجرى على عباده . وهو سبحانه يجرى على عباده ما يشاء وقتما شاء وكيف شاء . فسبحانه هو المتصرف فى الخلق وحده . يقول الكتاب المقدس عندهم ان الله (تقدست أسمائه) نزل الى بابل ليتأكد من الأخبار التى وصلت اليه هل هى صحيحه أم لا من أن البابلين يبنون بنيان ليبلغوا به الى السموات . ووجد إن الأخبار صحيحه فخشى سبحانه ان يحققوا مايريدون فبلبل ألسنتهم حتى لا يفهموا بعضهم . والمعروف أن الخرص لا يتكلمون ولكنهم يتافهموا فيما بينهم بالأشارات . فهل جهل الله ذلك ( تعالى الله عما يصفون ) وهل سبحانه لا يدرى بما يدور فى الارض لينزل ويتأكد بنفسه فربما نقلت اليه الملائكة أخبار كاذبة ( إن هذا لعين الكفر) .
يقول الأنبا موسى اسقف الشياب موضحا الثالوث ومشبهاً له بمثلث ذهبى متساوى الأضلاع أ – ب – ج وهى كما يقول الشريحة الذهبية ويقول إن (أ) = الشريحة الذهبية كلها و( ب) = الشريحة الذهبية كلها و(ج) = الشريحة الذهبية كلها . ولا تنفصل الشريحة الذهبية عن بعضها أبداً البته ( ونسئل كيف إنفصل ضلع من المثلث وإلتحم بمريم مع تأكيد نيافته إن الأضلاع لا تنفصل عن بعضها أبدا أبدا ) . ويقول نيافته ان (أ) مساوى (ب) ومساوى (ج) .ويواصل نيافته الشرح فيقول ان الأب لا ينفصل عن الأبن ولا عن الروح القدس . فالأب هو الله .والأبن هو الله . والروح القدس هو الله ولا ينفصلون عن بعضهم البته . ومعنى كلام نيافته ان الثلاثة إلتحموا بمريم وظلوا فى بطنها تسعة أشهر ثم ولدتهم ثم أرضعتهم وإنهم تبولوا وتغوطوا عليها إلى آخره ثم ماتوا على الصليب وتم دفنهم فمن الذى أقامهم هل هناك ضلع رابع غفل عنه الأنبا موسى فليسوف الشباب وجهبز التفسير والمرشح لكرسى البابوية فإذا كان هذا فهم كبيرهم فكيف يكون حمارهم .
ثم يزيد نيافته الطين بله فيقول فى نفس الدرس الذى يلقيه على مستمعيه إن الأب غير الأبن غير الروح القدس . وهنا يثبت نيافته إنه يوجد ثلاثة كيانات مختلفة عن بعضها ولكنها متساوية ويخالف نظريته الأولى . ونحن نسئل نيافته لو كانت له نيافة لمحاولة حل هذا اللغز الذى تحاول النصارى حله ولا تجد له حل . نسئل نيافته من من الثلاثة خلق الأخر .فلو كان الثلاثة موجودون معا ما كان هناك داعى لتوزيع الأدوار وتسمية أحدهم آب والآخر إبن والاخر روح قدس . ومن من الثلاثة خلق آدم ومن منهم أرسل النبين والمرسلين ومن منهم أنزل التوراة و الأنجيل والزبور وإتركوا القرآن لنا لأنكم لا تعترفون به لأنه هو الكتاب الحق الذى لم يصبه تحريف أو تبديل ولا تعترفوا برسوله وهو خاتم المرسلين وسيد الأولين والأخرين ورحمة الله إلى العالمين ولأنكم للحق كارهون. ومن منهم الذى كان يتمشى فى الجنة ومن منهم الذى طرد آدم منها ومن منهم الذى أرسل الطوفان . ومن منهم الذى كلم موسى . ومن منهم الذى صارع يعقوب . ومن منهم الذى أكل عند ابراهيم العجل الحنيز . ومن منهم التى كانت تتعبد له مريم البتول ومن منهم الذى أعطى عهده لإبراهيم
يقول القس أنطونيوس فكرى ما يلى:
إعترض البعض كيف يكون للشيطان القدرة أن يصل إلى حيث العظمة الإلهية ومقر الملائكة الأطهار؟ والرد أن الله ليس محصورًا في مكان ، فالله موجود في كل مكان ومثول الملائكة والشيطان أمام الله .....)
إنتهى كلام القس .
وقد أقر القس أنطونيوس فكرى حقيقة بأن الله ليس محصورآ فى مكان فالله موجود فى كل مكان . فهل يدلنا سيادته كيف كان الله يتمشى فى الجنة وكان محصورآ فى جزء منها وينتقل من مكان إلى مكان آى ان المكان الذى ينتقل إليه كان يخلوا منه كما يقول كتابهم المقدس وكيف كان محصورا فى بطن مريم كما يقول إنجيلهم إن الله يحيط بكل شيىء ولايحيط به شيىء وهذا أيضا ينطبق على المسيح إبن مريم الذى زعموا إنه الله وكان ينتقل من مكان إلى مكان بل وقيد إلى الصليب وشلت حركته ومات واحتواه القبر .
أسئلة كثيرة تحتاج الى أجوبة من النصارى .وكلها أسئلة ضرورية لحل لغز التثليث بالنسبة لآباء الكنيسة وغالبية السذج من النصارى . أما نحن المسلمين فليس لنا فى فك هذا اللغز ناقة ولا جمل لأنه لا يخصنا لأننا نكفر بالطاغوت والتثليث . ونؤمن بوحدانية الله ولا نشرك به شيئا وعقيدتنا فى المسيح إنه رسول كغيره من رسل الله المبعوثون برسالة واحدة وهى التوحيد وإنه عليه السلام مخلوق ومولود ولد من بطن مريم بأمر الله وبمشيئته وإنه حُمل فى بطن امه مدة حمل أكثر النساء وهى تسعة أشهر وولدته كما تلد غيرها من النساء عن طريق المخاض ولم يشذ عن غيره فى الرضاعة ولا فى التبول والتغوط ولا فى البكاء وإنه صلى الله عليه وسلم لم يدعٌى قط إنه إبن الله ولم يدعى إنه هو الله ( حاشاه أن يفعل ذلك أو يدعُيه ) وهل يدعُى ما ليس له بحق وهو ما سيشهد به يوم الحساب وإنه كان رسول الله وإنه كان مؤيد من الله بروح القدس جبريل عليه السلام الذى نزل بالرسالات السماوية من عند الله وعلى كافة رسل الله عليهم جميعا الصلاة والسلام .
لقد فهم الهدهد فى عهد سليمان عليه السلام عقيدة التوحيد وعلم إن هناك إله واحد وذلك إنه لما رأى ملكة سبأ تسجد هى وقومها للشمس من دون الله وأخبر سليمان عليه السلام بما رءاه وقال الهدهد تعقيبا على ما رءاه ( الآ يسجدوا لله الذى يخرج الخبء فى السموات والأرض ).لقد تعجب الهدهد لسجودهم للشمس من دون الله وهى من مخلوقات الله ( كما هو المسيح من مخلوقات الله) ولا يسجدوا لله الخالق لها والذى يسًر للهدهد طعامه وكيف يهتدى إليه فى باطن الأرض . الله الذى يخرج الخبء فى السموات والأرض والعليم بكل شيىء لقد كان الهدهد أهدى منكم سبيلا لعلمه بأن السجود لا يكون إلآ لله وليس لبشر مخلوق لله .
إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ . (النمل27)
لقد فهمها الهدهد ولم تفهموها وأقر بالوحدانية لله وجحدتوها لأن الله (تعالى) خلق الهدهد بالفطرة الصحيحة السوية ولو عدتم الى فطرتكم التى فطركم الله عليها لتبرأتم من التثليث ومن عبادة المخلوق وأقررتم بوحدانية الخالق .
مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (92)المؤمنون
قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً (42) سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاًكَبِيراً (43) تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً (44)
مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (المائدة 75)
ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ( مريم 36)
يا أهل الكتاب لقد جئتم بشىء تتفطر منه السموات والأرض وتنهد منه الجبال بأدعائكم إن المسيح هو إبن الله أوهو الله وهو لا يعدو عن كونه عبداً لله ورسول الى بنى اسرائيل ولا يزيد عن ذلك إبدا وهو كآدم فى خلقه ونفخ الروح فيه فإن كان المسيح ولد بدون زكر فآدم يذيد عليه لأنه ولد بدون ذكر وأنثى . وحواء ولدت من ذكر (آدم) وبدون أنثى .
يقول سبحانه وتعالى فى كتابه الحكيم الذى تولاه الله بحفظه من آى تحريف فلم تتبدل كلماته أو حروفه وحفظه من ضياع إصوله فبقى إلى الآن منذ كان وحيا يوحى محفوظا فى الصدور وقرآنا يتلى آناء الليل وأطراف النهار الى ما شاء الله.
إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ( النساء 163 )
لقد ذكر الله سبحانه إنه أوحى إلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم كما أوحى إلى نوح والنبيين من بعده ابراهيم وإسماعيل وأسحق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب وهارون وسليمان وآتى داوود زبورا .فالله سبحانه أوحى الى عيسى إبن مريم الإنجيل ولم يقل سبحانه إنا أوحينا الى متى ومرقص ولوقا ويوحنا ولم يوحى سبحانه الى بولس بالطبع ليغير عقيدة النصارى ويضلهم .ويعدهم ولا يعدهم الشيطان الآ غرورا .
إننا نسمى ما إنزل على موسى عليه السلام التوراة ونسمى ما إنزل على داوود عليه السلام الزبور ونسمى ما إنزل على عيسى عليه السلام الأنجيل الذى ضيعوه ونسمى ما إنزل على محمد خاتم النبيين القرآن الكريم وهى تسمية الله لكتبه المنزله من عنده . و نحن المسلمون لا نقول قرآن محمد ( صلى الله عليه وسلم ) . أما عند النصارى فهى إنجيل متى وإنجيل مرقص وإنجيل لوقا وإنجيل يوحنا ورسالة فلان ورسالة علان لأنها أناجيل غير منزلة من الله .
وثبتت أن رواية يوحنا لم يكتبها هو ولكن نسبت اليه والآناجيل كتابها مجهولون وكانت من قبل لا تحمل إسم إنجيل ولكن رأى المتقدمون منهم أن يسموها وينسبوها الى من تقدم ذكرهم وكل منها يتناقض مع الآخر بل إن كل إنجيل يناقض نفسه بل تجد التناقض فى الصفحة الواحد ة من الأنجيل وصدق الله تعالى فى قوله عن القرآن و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه إختلافاً كثيرا .
والأناجيل مكتوبة على نسق قال الراوى متى ياسادة يا كرام ا ن أغلب اليهود (99%) منهم كانوا مصابين بالبرص والعمى والكساح وخرص اللسان وكانت تركبهم الشياطين وقد شفاهم المسيح وإن منهم من كانت لها خمسة أزواج أما الذى تعيش معه حاليا ليس زوجها آى هى زانية كمريم المجدلية وكأن الزنا ليس حراما فى شريعة موسى وإن كان الكتاب المقدس عندهم ألصق تهمة الزنا لأغلب أنبياء بنى إسرائيل . كما أحيا أمواتا كثيرين لا ندرى كيف قاموا وكيف خرجوا من قبورهم هل أزاح كل منهم الحجر عن فتحة القبر وخرج رغم تراكم الأتربة للقدم أم دفع كل منهم ما يغطيه من سطح الأرض لو كان مدفونآ فيها وليس فى مغارة على بابها حجر كبير يسدها ويحول دون دخول هوام الأرض وقال كاتب الإنجيل إنهم بعد قيامتهم من الموت وخروجهم من قبورهم دخلوا المدينة ولم يذكر لنا هل دخلوا عرايا كما ولدتهم إمهاتهم أم لا فلا يعقل أن يدخلوا بأكفانهم وقد بالت وأصبحت سرابآ أم ستروا عوراتهم بأوراق التين ؟
وأقول للنصارى إنه من باب الوفاء أن تجعلوا لهذا الحدث عيدا فمثل تخصيصكم يوم عيد القيامة المجيد والذى قام فيه إلهكم من الموت كما تزعمون أن يكون للقديسين أيضآ عيدا لقيامتهم من الموت مثل المسيح فهم لا يقلون عنه معجزة بل سبقت قيامتهم قيامته وتسمونه عيد القيامة المجيد الثانى !! .
إننا لا ننكر معجزات السيد المسيح ابن مريم ولكن نتحدث عن خيال الراوى الخصب خاصة رواية متى فى تضخيم الأحداث والزيادة بإسهاب وعدم توخى الصدق لإضفاء هالة كبيرة على الأحداث . كما حدث من يوحنا فى روايته وتركيزه على الجانب الذى يخدم بنوة المسيح لله (حاشاه) إن كتابات متى ولوقا ومرقص ويوحنا إنما هى روايات عن السيرة الذاتية للسيد المسيح وتتضمن بعض أقواله القليلة القليلة الصحيحة والكثير الكثير من أقواله التى لم يتفوه بها عليه السلام . وأقواله الصحيحة التى لم يصبها التحريف هى التى يتكلم فيها على بشريته وإنه إبن الأنسان ويعمل بمشيئة الله وليس بمشيئته هو وإنه كان عليه السلام يأكل ويشرب ويبول ويتغوط وينام ويشرب الخمر كما يزعم الرواة وكان يجزع ويخاف ويهرب ويبكى ويفرح وكل ذلك أغيار خاصة بالبشر تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . فالله لا يجزع ولا يخاف ولا يهرب ولا يبكى ولا يتأسف فى قلبه ولا يتعمد من مخلوق له كما تعمد المسيح من يوحنا والله لا يختتن فى لحم غرلته كما ختُن المسيح . ولا يصبه الكلل فيستريح ولا يغلبه التعب فينام ( وإذا نام فمن يمسك السماء أن تقع على الأرض ومن يرزق العباد ومن يدير شئون خلقه ) . وهل للنوم سلطان على الله والله الخالق له ( وجعلنا الليل سباتا) وهو الذى لا تأخذه سنة ولا نوم ( تعالى الله عما يصفون) والله ليس بحاجة الى الطعام والشراب . إنماالانسان يحتاج الى الطعام والشرا ب ليعيش و إذا إمتنع عنهم أو إمتنعوا عنه مات والله حى لا يموت فهو ليس بحاجة إلى الطعام والشراب . وليس بحاجة الى أن يضع قوسه فى السحاب ليتذكر فلا يغرق الأرض إن الله يمسك السماء أن تقع على الأرض إلآ بإذنه] . وليس بحاجة الى أن ينزل إلى الأرض ليعرف ماذا يصنع أهل بابل أو يبلبل ألسنتهم . وهو الذى لا يخفىَ عليه شىء فى الأرض ولا فى السماء . إن الله (تعالى شأنه) خلق كل شىء بتقدير وقدر( وما أمرنا إلآ واحدة كلمح بالبصر) وليس كما يقول الكتاب المقدس إن الله رأى إن ذلك حسن أو إنه حزن على إنه عمل الإنسان وتأسف فى قلبه. لقد كان رد موسى عليه السلام عندما سئله فرعون ( فما بال القرون الأولى) فرد عليه موسى عليه السلام قائلا ( علمها عند ربى فى كتاب لا يضل ربى ولاينسى) وأنتم تقولون إن الله وضع قوسه فى السحاب حتى يتذكر ولا ينسى .
ثم نأتى الى المقصود بالكلمة أن كل ما خلقه الله من سموات وما فيها . وأرضين وما عليها . وأفلاك وما يدور فيها ولا يعلمها غيره ومحيطات وبحار وأنهار وما فيها . وملائكة وإنس وجن . وكل ما نبت من نبات وكل ما دب من دواب الأرض . وما حلقت من طيور . ولا رطب ولا يابس الآ فى كتاب وهى مشيئة الله المقدرة فى علمه أزلاَ قبل أن يخلق آى شىْ وهذه هى ( الكلمة ) أى ما سيكون . فالسموات والارض كانت كلمة عند الله قبل أن تكونا ومثلها الآفلاك بما فيها من مجرات ونجوم وكواكب والبحار والانهار وجمبع دواب الارض والملائكة والجن والأنس الى جميع ما خلق الله .كل ذلك كان كلمة ( آى مشيئة مقدرة أزلاَ فى علم الله العليم الخبير ) ولا يختص بها المسيح وحده إنما هو كسائر إخوانه الرسل عليهم جميعا الصلاة والسلام كانوا ( كلمة) وهى مشيئة الله المقدرة أزلا .
أما الأمر بالكينونه ( كن) فهى النفخ من روح الله فيه وهو ما وقع لآدم عندما أخبر الله (سبحانه) الملائكة إنه سيجعل فى الأرض خليفة فهى كلمة ومشيئة مقدرة أزلا فى علم الله . أما النفخ فيه من روح الله فهو الأمر بالكينونه ( كن).
والبشارة هى عن شيىء موجود فى علم الله أزلا ويبشر بكينونتها ( أى وقوعها ) تأتى من الغيب الذى قدره الله ليتم وقوعها فى الوقت والمكان الذى حدده الله ( سبحانه)بحدوثها بالأمر ( كن) .
ومثل عيسى عند الله كمثل آدم نفخ الله فيه من روحه . وكلنا فينا من روح الله منذ أن نفخ الله من روحه فى آدم (كن) وكانت ذريته فى صلبه وذرية أبنائه فى أصلابهم.ولم يشذ المسيح عن هذه القاعدة إلآ فى ميلاده المعجز مثله مثل آدم بل إن معجزة آدم تفوق معجزة المسيح من حيث الخلق لأن آدم خلقه الله سبحانه بدون ذكر أو إنثى والمسيح خلقه الله سبحانه من إنثى بدون ذكر .فالخلق على أربعة وجوه من غير ذكر وأنثى ( آدم ) ] ومن ذكر فقط من غير أنثى ( حواء) ] و ذكر من انثى فقط ( المسيح ابن مريم ) وباقى الخلقمن ذكر وانثى ] .
وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ 115 (الأنعام)
وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ (137 الأعراف)
فالكلمة هنا فى الأية عن مشيئة الله ( سبحانه) التى قدرها فى علمه أزلاٌ وهى واقعة بأمره سبحانه متى أراد هو ذلك. والكينونه ( كن) هى تدمير ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون لتتم المشيئة وكذلك الساعة أمرها محتوم مقدور فى علم الله أزلاً ولا يجليها لوقتها الآ هو بأمره ( كن) . ( والله أعلى وأعلم بتأويله )
[line][/line]
الخطيئة والفداء
وهو ما يزعمه أهل الكتاب أن المسيح جاْ ء من أجل الفداء عن خطيئة آدم ومخالفته لأوامر الله والتى ترتب عليها طرد آدم من الجنه بسببها . والغريب فى الأمر ان إسم آدم لم يذكر على لسان المسيح فى الأناجيل الأربعة ولم يذكر المسيح عن نفسه إنه جاء ليكفر عن تلك الخطيئة أو يخلص البشرية من تلك اللعنة . ومع ذلك فسوف نفند هذا الزعم..
نسأل أهل الكتاب: أنتم تقولون أن المسيح جاء للفداء عن خطيئة آدم فماذا عن حواء وأنتم تقولون إنها أطعمت زوجها وهى التى أقنعت آدم وناولته الثمرة فأكل ألآ يكون من الأنصاف أن تأتى إبنة مع الأبن لتكفر عن خطيئة حواء ؟
ونسأل أيضا: هل جاء ليكفر عن خطيئة أدم فقط وما هو الوضع بالنسبة لباقى الخطايا منذ قتل قابيل هابيل الى الزنا والسرقة والمجازر الجماعية التى أرتكبتها الطوائف المسيحية بينها وبين بعض أو بينها وبين الأمم الأخرى ؟
ولو كان جوابكم إنه جاء عن كل الخطايا نسئلكم هل عن كل الخطايا التى حدثت حتى مجيئه فقط وفداءه عنها بموته على الصليب كما تزعمون . اذا فما موقف الخطايا التى حدثت بعد وفاته وتحدث حتى اليوم ؟
فلو كان ردكم عن كل الخطايا التى أحدثتها وتحدثها البشرية لكان هذا زريعة لإرتكاب كل الخطايا التى يرتكبها البشر من قتل وزنا وسرقة وربا ومخالفة للشرائع طالما ان المسيح قام بالفداء عنها مقدما . ولو صح هذا الرد منكم نقول فما هى الحاجة لأن يرسل الله الرسل الى جميع خلقه ليبين لهم طريق الحق فيتبعوه ويبين لهم طريق الضلال فيجتنبوه ولا تخلو أمة من الآمم الآ وفيها نذير من الله ( رسول) يحذرها من مغبة العصيان لأوامر الله , والذى يفوق عددهم عن ألف وأربعمائة رسول صلى الله عليهم أجمعين مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس حجة على الله بعد الرسل؟
وكان موسى عليه السلام السابق قبل المسيح إبن مريم عليه السلام برسالة التوراة فلو كان المسيح إبن مريم جاء فداء عن الخطايا فلم يكن هناك داعى أن يبعث الله المرسلين لهداية العباد الى عبادة الله الواحد رب العالمين . وكان خاتمهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم برسالة الأسلام .
إن خلق الله للجنة والنار لهو أبلغ برهان على أن عقيدة الصلب والفداء عن الخطيئة اكذوبة كبرى إخترعها المبطلون بوحى من الشيطان لآيهام السذج من النصارى على أن الرهبان يملكون سلطة إعطاء صكوك الفغران والسؤال هنا لماذا صكوك الغفران ألم يفديكم المسيح من كل خطاياكم كما تزعمون .
إن الله تقدست أسماؤه وتباركت صفاته وتوحد ذاته لا تنفعه طاعة ولا تضره معصية وهو الغنى عن عباده . إن يشأ يهلك من فى الأرض جميعا لا يمنعهم منه مانع ولا يحجبهم عنه حاجب ولا راد لقضائه . وما كان المسيح إبن مريم إلآ رسول شأنه شأن من سبقه وشأن من لحقه من المرسلين لا يزيد عنهم ولا ينقص .
ان العدل من صفات الله (تعالى) [وما ربك بظلام للعبيد ] ومن كانت تلك صفاته فيمتنع منه الظلم تجاه خلقه فلا يحُمل الأبناء خطايا الأباء ولايؤاخذ الأبناء بجريرة الأباء وإلآ إنتفت عنه صفة العدل ( حاشاه سبحانه) .
وبعض الحق الذى سلم من التحريف فى الكتاب المقدس يتكلم عن إن خطايا الأباء لا يتحملها الأبناء وخطايا الأبناء لا يتحملها الأباء كل واحد بخطيئته . ونحن المسلمين نؤمن بجميع رسل الله لا نفرق بين أحد من رسله ونؤمن بجميع ما أنزل الله عليهم من كتب قبل أن تحرف وتبدل كلماتها .
كيف عالج القرءان المجيد خطيئة آدم ؟
فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (البقرة37)
إن الله هو التواب الرحيم غفر لآدم وحواء تلك الخطيئة لأن الله خلق الأنسان ويعلم سبحانه إنه ليس معصوما من الخطأ وإنه سبحانه خلق آدم مختارا حر الإرادة . ويعلمما توسوس به نفس آدم وتسول له . ولو كان آدم مخلوقا معصوماً لما خالف أوامر ربه سبحانه والدليل على عدم عصمته إن الله ( تبارك وتعالى) عندما أسكن آدم الجنة دل آدم على الشجرة ونهاه عن الأكل منها وهذا يدل على عدم عصمة آدم وإن الأكل من الشجرة وعدم الأكل منها يرجع الى إختيار آدم فى آى الأمرين يختار . ولو كان آدم معصوما من الخطأ لما نبهه الله ونهاه لأن آدم فى هذه الحالة لن يخطىء . ولكن هى مشيئة الله المقدرة أزلاً فى علم الله وهى طبيعة آدم التى خلُقه الله عليها ولأن آدم علمه الله الأسماء كلها فحان له أن يتعرف على صفات الله تعالى وأسمائه الحسنى ومنها التواب الرحيم لذا فقد تلقى آدم من ربه كلمات يدعوه بها ليغفر له ربه معصيته فدعا آدم ربه بهذه الدعاء (الكلمات) فغفرله وتاب عليه إنه هو التواب الرحيم وبذلك غفرت خطيئة آدم با لندم والتوبة . فالله الحمد على كبير عفوه والمنه على سعة مغفرته . وله الحمد والمنه على نعمة الأسلام وكفى بها نعمة . وله الحمد والمنه على نعمة التوحيد نعبد الله ولا نشرك به أحدا . فالله يغفر الذنوب جميعا لعباده إذا ندموا وتابوا واستغفروه الآ الشرك به فهو لا يغفره لصاحبه أبداً
إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ( النساء 43)
وما وقع من آدم كان مقدرا فى علم الله أزلا. لان الله العليم بما سيكون خلق الأرض بما فيها وما عليها قبل خلق آدم ليعيش ادم وذريته عليها وسخر له كل ما فيها ويسرله حياته عليها . أما عودته الى الجنة فمرهون بإتباع أوامر الله والأقرار له بالوحدانية.والأفراد له بالعبودية وعمل الطاعات واجتناب ما نهى الله عنه من النواهى . .وأخبر سبحانه آدم بأنه سيكون هنا ك يوما للحساب يجازى فيه الطائعين فيدخلهم االجنة ويجازى فيه الخاطئين فيدخلهم النار وهذ ا اليوم المعلوم لله أخفاه عن آدم حتى يكون وذريته على حرص الطاعة ويتوقعوا قيام الساعة متى شاء الله لها أن تكون .. وحزر آدم ثم ذريته من بعده من الشيطان الرجيم وأعلمه بأن الشيطان عدو لكم فلا تطيعوه لأنه يريد أن تتبعوه الى جهنم لأنها مصيره وذلك لتكبره وعدم سجوده حينما أمره الله . وتكاثرت ذرية آدم على الآرض فمنهم من إتبع سبيل المرسلين وأطاع الله ومنهم من إ تبع سبيل الشياطين وعصى الله
وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ النحل/36 .
ولم يترك الله من رحمته بنى آدم فأرسل المرسلين والنبين ليذكروهم بعهدهم مع الله حين استخرجهم من ظهور أبائهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى فمنهم من نكرومنهم من تذكر ومنهم من أعرض وكفر.إن الله لم يمنع رحمته عن عباده و جعل للعاصى توبةإذا تاب من ذنبه وأناب وندم على ما كان وأن المشرك بربه له سوء الحساب جهنم وبئس المهاد خالدا فيها لا يخفف عنه العذاب ذلك بماعصى وكفر وأشرك مع الله غيره . وهو ما نحذر منه النصارى الذين يشركون مع الله إله آخر فى صورة إبن أو روح قدس ( تعالى الله عما يصفون) .
إن الله غضب على إبليس وطرده من رحمته عندما رفض السجود تعظيما لآدم عندما أمره الله بذلك متعللآ بأنه خير من آدم الذى خلق من طين وهو خلق من نار فأخرجه الله من رحمته وقال له ليس لك أن تتكبر فيها فطلب من الله أن يمهله الى وقت قيام الساعة وصرح إبليس بأنه سيغوى بنو آدم ويبعدهم عن طريق الله وسيقعد لهم فى كل طريق يؤدى الى وحدانية الله ليردهم عن هذا الطريق ويفسد عقولهم ويضلهم ويوردهم طريق الشرك بالله والكفر به وقال لعنه الله لن تجد أكثرهم شاكرين فأمهله الله وقال سبحانه إن عبادى ليس لك عليهم سلطان الأ من إتبعك من الغاوين (الذين أغواهم الشيطان وعندهم الأستعداد للغواية ) وإن جهنم لموعدكم أجمعين .
ومن هذه اللحظة بدأ عمل الشيطان بدون كلل أو نصب مستعيناً بحقده على آدم وإحتقاراً له . هذه الكراهية التى تسببت فى طرده من رحمة الله وأصبحت عد اوته لأدم وذريته الآتية من بعده عداوة أبدية فأجتهد فى دفع آدم كى يعصى ربه ويخالف أمره فجعله يأكل من ثمار الشجرة المحرمة عليه ولكن تلك الكراهية ذادت بعد عفو الله عن آدم وقبول توبته عن خطيئة أكله من الشجرة التى نهاه الله عنها أما هو ( إبليس) فمطرود من رحمة الله بسبب معصيته لربه وعدم إقراره بذنبه وعدم التوبة . هذه العداوة القديمة الظاهرة والمستمرة بين إبليس وجنده وبين آدم وذريته من بعده وإجتهاد إبليس لدفع بنو آدم لمعصية الله ومخالفة أوامره وإتيان نواهيه مستخدماً فى ذلك كل أمر مستبيحاُ كل نهى مستعينا بجنده ليأخذ نصيبه المفروض من ذرية آدم ليكونوا معه شركاء فى العذاب فى جهنم وبئس القرار. فقد إبتدأ عمله على الأرض بعد هبوطه مع آدم عليها أن دفع قابيل لقتل هابيل وإستمر يفسد صلاح بنو آدم نحو تعاليم ربهم ويخرجهم عن شريعة الله ( شريعة التوحيد) الى شريعة الشرك و الكفر ( شريعة الطاغوت ) وما من رسالة سماوية أنزلهاالله وأوحى بها عن طريق الرسل والأنبياء الآ وقد عمل الشيطان على دفع بنو آدم لمخالفتها والكفر بها و التشكيك فى هذه الرسالة أو التغيير فيها والتبديل والتحريف أو إخفاء الحق منها مزينا بذلك كل خطيئة مشوها لكل حقيقة. فلم تسلم كتب الوحى والرسالات السماوية من تحريف وتبديل وتضييع إلآ القرآن الكريم فقد حفظه الله تعالى فى كلماته فلا تتبدل حروفه وحفظه فى بيانه فلا يختلط على الناس فى فهمه فقال سبحانه لينفى عن القرآن آى شبهة للتحريف والتبديل ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) . وقال سبحانه (ثم إن علينا بيانه) أى توضيحه بسنة رسوله وهنا يظهر تساؤل كبير يحتاج الى توضيح وهو لماذا إستمر إبليس فى غواية آدم بعد خطيئة ا لأ كل من الشجرة وهبوطه الى الأرض بتلك الخطيئة واستمرار تلك الخطيئة ملتصقة بآدم وذريته وهو ما كان يريده إبليس من أن يغضب الله على آدم فيتساوى آدم مع إبليس فى المعصية ويكون كل منهم قد عصى الله وعصى أوامره .
ولكن إستمرار إبليس فى غواية آدم ونسله يدل على عدم إلتصاق الخطيئة الأولى بآدم لأن الله قد غفرها له بعد توبته منها وطلب العفو من الله عنها . ولو لم يعفوا الله عن آدم ويغفر له لأكتفى إبليس بمعصية آدم لربه وإستحقاقه العذاب ولكن إبليس يعرف بأن الله غفر لأدم تلك الخطيئة لذلك إ ستمر فى غوايته وذريته ليتكررمنهم الخطأ وسول لقابيل أن يقتل هابيل ولكن قابيل أصبح من النادمين كمايخبرناالقرآن الكريم والندم هو أول مراتب التوبة فقد غفر الله له واستمرت المعركة الكبرى بين الشيطان وجنده من ناحية وذرية آدم من الناحية الأخرى الناجى فيها من المؤمنين القليل ومن يستولى عليهم الشيطان أكثرممن حقت عليهم الضلالة من ذرية آدم وتلاحق المرسلين مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس حجة على الله بعد الرسل وبين الله لعباده إن هذا صراطى مستقيم فاتبعوه ولا تتبعوا السبل الأخرى فتضل بكم عن سبيلى وجاْء إبن مريم كما جاء المرسلون من قبله بعثه الله الى بنى إسرائيل ليبين لهم الطريق الصحيح الذى ضلوا عنه وأيده الله بالمعجزات كما أيد السابقين عليه من الرسل وأيده بروح القدس ( جبريل عليه السلام) ولكن النصارى إدعوا إنه إبن الله ثم إدعوا بعد ذلك إنه الله ( ونحن نبرأ إلى الله من شركهم وكفرهم ) وإنه جاء تكفيرا عن خطيئة آدم وهنا يعود التساؤل السابق إذا كان المسيح إبن مريم قد إفتدى آدم وذريته بموته على الصليب بزعمهم وإنه قد غفرالخطايا حتى ولو كان للمؤمنين به فقط على إنه إبن إله أوهو إله وإنه قد غفر لهم فلماذا إستمر إبليس فى غوايتهم والمجازر البشرية التى قامت بين طوائفهم وإستمرار العداوة والبغضاء بين طوائفهم والتى ستدوم إلى يوم القيامة كما أخبرنا الله فى القرءان الكريم وهى إحدى المعجزات التى لا يستطيع النصارى أن يكذبٌوا فيها القرءان والزنا المتفشى بينهم وفى كنائسهم والشذوذ الجنسى فى الأديرة والبلاوى التى تتم أثناء الأعتراف والمحروقى ليس ببعيد . نقول لماذايغويهم إبليس بكل هذه الموبقات إذا كنتم تقولون إن المسيح إفتداكم على الصليب وحمل عنكم جميع خطاياكم السابقة واللآحقة إن عقيدتكم فى الفداء ليس لها أساس وهى منسوفة .
إن الله الواحد المستحق العباده وحده الذى لآيتثنى ولا يتثلث ولا يتجزأ ولا يحتاج إلى إله آخر يعينه ولا الى مولود يخلفه هو من يغفر الخطيئة وحده ويغفر خطايا كل تائب بدون مصلوب ملعون أو إبن مزعوم . إن الله تقدست أسمائه وتباركت صفاته لم يخبرآدم عندما أخطأ أو فعل الخطيه كماتقولون وطرده من الجنة لم يقول الله لآدم بأنه سيرسل إبنه ليكفر عنه هذه الخطيئة وعندما أقام الله آدم بعد أن نفخ فيه من روحه لم يرى آدم مع الله إبن أو إقنوم ثانى وأنتم تقولون إن المسيح بكر كل خليقة ثم إن الكتاب المقدس ذكر إن الله سبحانه لعن الأرض ولم يلعن آدم فادم غير ملعون ولكن الأرض والحية ملعونان كما يقول كتابكم وبهذا تبطل عقيدتكم عن الفداء( الآ إذا) كان المسيح قد جاء فداءا عن الحية أوالأرض وليس الإنسان حتى تستقيم دعواكم وأيضا تكون قد بطلت دعواكم عن فداء المسيح عن خطيئة آدم لأن آدم ليس ملعوناً من الله فالأنسان هو الأنسان منذ أن خلقه الله لم يتغير بفدية المسيح عنه لآن الفداء إكذوبة صنعها المبطلون ( يوم لا تغنى نفس عن نفس شيئاً والأمر يومئذ لله) هذه هى النفس البشرية تزل قدمها و تخطىء ثم تتوب الى ربها وتندم فيغفر لها ويصفح لأن النفس بفطرتها التى فطرها الله عليها تعلم أن لها ربا واحدا تجده حيث تطلبه لأنه ليس بمتغير أو متحرك فهو محيط بكل شىء ( سبحانه وتعالى عما يصفون ويقولون ) ولا نقول كما تقول النصارى عن ربهم إنه كان ينتقل هو وتلاميذه من مكان الى آخر .
فلو كان الله متحرك كما يزعمون لكان هناك مكان يخلو منه ينتقل إليه وهوإفتراء على الله وكفر به فهو يملىء كل حيز ومحيط بكل شيىء وهو الخالق للمكان والزمان فالله ثابت ليس بمتغير أو متحرك ولا متبدل ولا متجزىء ولا متثنى أو متثلث . وتتبين هنا الحقيقة التى يجب أن يفطن إليها كل عاقل لبيب وكل ذى قلب سليم والدليل عليها من كتابكم المقدس وهى حقيقة إن آدم ليس ملعون من الله بسبب خطيئته وإنما لعن الله الأرض كما يقول كتابكم المقدس
[line][/line]
نظرة على ما تقدم
إن خلق الله للأرض وما فيها قبل خلق آدم عليه السلام لهو أكبر دليل على إن الله سبحانه قد أعد الأرض لإستقبال آدم قبل ان يخلقه وينفخ فيه من روحه فآدم جبل من تراب الأرض والجنةالتى وضع الله سبحانه فيها آدم إنما كانت كحقل تعليم لآدم يتعرف فيها على خالقه سبحانه ويتعرف فيها على من حوله ( وعلم آدم الأسماء كلها ) ويتعلم فيها المسموح والمحظور آى الحلال فيما سمح الله به والحرام فيما لم يسمح الله به وهى الحدود التى لا يتعداها ويتمثل الحلال فى السماح له بالأكل من كل شجر الجنة والحرام وهو ما لم يسمح الله به وهو عدم الأكل من الشجرة (والشجرة هى رمز لحدود الله) فإذا قسنا المسموح به وهو ما يرمز إلى الطيبات التى أحلها الله سبحانه والغير مسموح بها وهى المحرمات وجدنا إن المحرمات قليلة جدا والطيبات لا يحصى عددها مع الأخذ فى الإعتبار إن المحرمات والتى هى تعدى على حدود الله هى ضرر لآدم وذريته من بعده والتى تتمثل فىالكفر بالله والشرك به والقتل والزنا والربا والسرقة إلى آخر ما حرم الله .....وكى يتعرف آدم كذلك على صفات خالقه سبحانه وتعالى وهذا الحقل التعليمى كان ضروريآ لآدم لأن آدم لم يسبقه أنبياء لكونه عليه السلام أبو البشر وهو أولهم وهو ليس معصوما هكذا خلقه الله سبحانه وتعالى فكان له أن يعلمه الله قبل أن يهبطه إلى الأرض .علمه الأسماء كلها .علمه كيف يتعامل مع غيره ( تحيته للملآئكة) وعلمه إذا أخطأ كيف يتوب إلى الله بالندم على المعصية وطلب المغفرة حتى يتم قبول توبته وعلمه الدعاء بكلمات يدعوه بها لانها كانت أول تجربة لأول بشر وأول دعاء عن أول خطيئة وعلمه كيف تكون نهاية المتكبرين كإبليس عندما رفض السجود كما أمره الله .
وكما عرف آدم إن الله هو الخالق وهو الرا زق ( الذى رزقه ثمار الجنة ) وهو الوهاب الذى وهب له زوجة من جنسه وهى من ضلعه عرف أيضا إن لله صفات المغفرة والتوبة وعرف من أسمائه إنه السميع لإنه سمع دعائه عندما دعاه ليغفر له وعرف إنه الحميد الذى يصير له الحمد وحده وذلك عندما نفخ فيه الله من روحه عطس آدم فألهمه الله أن يقول الحمد لله فرد سبحانه يرحمك الله . وعرف أيضا من هو عدوه وهو إبليس الملعون. فالجنة هى المدرسة التى تخرج منها آدم حاملآ معه حقيبة المعرفة با لله سبحانه وأسمائه وصفاته وأسماء مخلوقاته مما دب على الأرض أو نبت عليها وما يجرى فيها وحمل معه المعرفة بما سمح الله له به من الطيبات وما حرم عليه من الخبا ئث وعرف إذا ما وقع فى آى منها كيف يدعو الله ويتوب إليه من ذنبه ويستغفره وعرف أهم ما عرف إن الله ليس معه شركاء إنما الله هو إله واحد فلا يشرك به فهذا هو الذنب الوحيد الذى لا يغفره الله تعالى لأى من مخلوقاته العاقلة ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. هذه التجارب والمعرفة جاء بها أول قادم تم صقله إلى الأرض وهوآدم وهوأول عائد إليها بعد أن جًبل منها . والجنة التى كان آدم فيها ومعه حواء زوجه لم تكن لإستمرار آدم فيها وإلآ لتناسلا فى الجنة . وهذا دليل آخر على إعداد الأرض لآدم لتناسل ذريته عليها فلم يهب الله حواء لآدم ليظلا بلا ذرية. ولذلك لم يعرف آدم زوجته حواء إلا بعد نزوله إلى الأرض فحملت منه وتكاثر نسله وكثر فيهم غواية الشيطان عدوهم الأول ليخرجهم من النور إلى الظلمات و يفسد من يستطيع منهم ويزين لمن أطاعه منهم أن يتعدى حدود الله والكفر والشرك به وما من رسالة سماوية بعث الله سبحانه بها المرسلين إلآ وعمل إبليس على إضلال التابعين لها لو إستطاع فيجعهلم يبدلون ويحرفون ويخفون ما فى كتبهم وينكرون ويضلون ويشركون ثم يكفرون . ولم يحفظ الله من رسالاته إلا الإسلام لأنه هو الدين الخاتم فلن يأتى بعده دين يصلحه لو فسد لذا تولى الله حفظه وبعث به نبيآ هوالخاتم وهو خيرالرسل وخص به إمة هى خير الأمم . وهذا ينفى قول النصارى بالخطيئة الإولى وفداء المسيح عنها وهى أساس عقيدتهم الباطلة .
ونعود للقول بإن الله لم يلعن آدم وإنما لعن الأرض ولعن الحية كما يقول كتابكم المقدس 3: 17
و قال لادم لانك سمعت لقول امراتك و اكلت من الشجرة التي اوصيتك قائلا لا تاكل منها ملعونة الارض بسببك بالتعب تاكل منها كل ايام حياتك
فالله تعالى شأنه ووسعت رحمته لم يقل لآدم أنت ملعون لأكلك من الشجرة حتى تزعموا إن المسيح جاء ليفتديكم من لعنة آدم وخطيئته عن الأكل من الشجرة ثم هناك أمرآخرهل لعن الله تقدست أسمائه الأرض وكتابكم يذكرإن الله تعالى كلماخلق شيئا فى الأرض يقول هذاحسن وقرآننا الذى لايأتيه الباطل يقول وإن من شيىء إلآ يسبح بحمده سواء فى السموات أو الأرض وهذا التسبيح يشمل الملاء الأعلى من حملة العرش والملآئكة والأفلاك بما تحوى من مجرات والأرض وما تحويه بخلاف الأنسان من حيوان وجبال ونبات وجماد وبحار فهل لعنة الله لمن يسبح بحمده نحن كمسلمين نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى لم يلعن آدم ولكنه سبحانه لعن إبليس الذى أغوى آدم كما جاء فى كتابه العزيز موجها القول الى إبليس اللعين(وإن عليك لعنتى الى يوم الدين) فهل جاء المسيح فداءا ليرفع اللعنة عن إبليس ويطهره من خطيئة غوايته لأدم أم جاء فداءا عن الحية التى قال لها الله فى كتابكم المقدس أنت ملعونة أم ما زلتم تصرون على إن آدم عصى الله فغضب الله عليه وأنتم صلبتم إبنه وقتلتوه كزعمكم ولم يغضب عليكم بل تعتقدون إنه سيدخلكم ملكوته جزاءا لكم على معصيتكم لله والأكل من الشجرة.
ألآ يكون ردكم إ نما أخطىء أبونا آدم فهو الذى أكل من الشجرة ونحن لم نخطىء واليهود هم من قتلوا إبنه ونحن لم نقتل !!!!!! فنقول لكم يكفينا هذا لقد إنهارت عقيدتكم لأنه حقا لايحمل الأبناء وزر الأباء وإن الله ليس بظلام للعبيد وإنه سبحانه ليس له ولد ولم تكن له صاحبة وإنه سبحانه سيعذبكم بذنوبكم و شرككم به وتجديفكم عليه وليس على خطيئة أدم لأن الله غفر لأدم يوم أن دعاه فتاب عليه
حتى لوكانت اللعنة أصابت الأرض بخطيئةآدم فان الله تقدست أسمائه وتكاملت صفاته قد غسلها الله بالطوفان كما ورد فى كتابكم المقدس فى سفر التكوين
6: 12 و راى الله الارض فاذا هي قد فسدت اذ كان كل بشر قد افسد طريقه على الارض
6: 13 فقال الله لنوح نهاية كل بشر قد اتت امامي لان الارض امتلات ظلما منهم فها انا مهلكهم مع الارض
فأين الخطيئة وأين اللعنة التى تحاولوا ان تلصقوها بالبشرية من أجل تألية السيد المسيح عليه السلام وتصويره كالذبيحة وفى سبيل ذلك أهانوه وسبوه وحقروه وصلبوه وقبروه ثم بعد ذلك زعموا قيامته وأصبحت مقولة المسيح قام حقا قام موجودة فقط فى خيال النصرانية المريض والحق كل الحق هو إن المسيح حقا لم يقوم لأنه حقا لم يموت لأن الله رفعه إليه وهذا ما سنحاول بيانه بأذن الله وتوفيقه سبحانه جلت قدرته وتعاظم شأنه لأن كل الأمر بيده هو وحده الذى يجلى الحقائق ويزهق الباطل ويهدى الى سواء السبيل . وسوف نذكر الأحداث السابقة مباشرة على عملية القبض على الشبيه وإحتيال إبليس بعد رفع السيد المسيح
26: 40 ثم جاء الى التلاميذ فوجدهم نياما فقال لبطرس اهكذا ما قدرتم ان تسهروا معي ساعة واحدة
26: 42 فمضى ايضا ثانية و صلى قائلا يا ابتاه ان لم يمكن ان تعبر عني هذه الكاس الا ان اشربها فلتكن مشيئتك
26: 43 ثم جاء فوجدهم ايضا نياما اذ كانت اعينهم ثقيلة ( متى)
26: 44 فتركهم و مضى ايضا و صلى ثالثة قائلا ذلك الكلام بعينه . مرقص
14: 37 ثم جاء و وجدهم نياما فقال لبطرس يا سمعان انت نائم اما قدرت ان تسهر ساعة واحدة
14: 38 اسهروا و صلوا لئلا تدخلوا في تجربة اما الروح فنشيط و اما الجسد فضعيف
14: 39 و مضى ايضا و صلى قائلا ذلك الكلام بعينه
14: 40 ثم رجع و وجدهم ايضا نياما اذ كانت اعينهم ثقيلة فلم يعلموا بماذا يجيبونه . مرقص 21:12
قال لهم يسوع هلموا تغدوا و لم يجسر احد من التلاميذ ان يساله من انت اذ كانوا يعلمون انه الرب يوحنا
كما جاء فى مرقص أما لوقا فقد ذكر إنه صلى مرة واحدة وعاد فوجد تلاميذه نيام فلماذا كان يصلى ولأكثر من مرة يصلى ثم يعود لتلاميذه ثم يذهب مرة إخرى للصلاة فهل كان يصلى ليستعجل وعد الله له لبرفعه قبل ان تمتد آيدى اليهود عليه هذا يحتاج بالطبع الى التفكر والتأمل خاصة وأن السيد المسيح كان يشعر بوشك القبض عليه ولا نستبعد رفعه عليه السلام أثناء الصلاة خصوصا وإن تلاميذه تم تنويمهم . فمن الذى تقمص شخصيته وعاد فأيقذ التلاميذ من النوم وكأنه معلمهم ! من هذه الشخصية وما هدفها من ذلك إن الله تعالى قد رفع المسيح قبل أن تمتد عليه أيدى اليهود ليصلبوه وبالتالى فهو لم يصلب ولم يقبر فى قبر فمن الذى تم صلبه ومن الذى تم قبره ومن الذى دحرج الحجر عن فتحة القبر ليوهم الناس إن المسيح قام ومن الذى ظهر عند القبر فى ثوب ملائكى وهو قادر على التقمص ليخبر من ذهب الى القبر بأن المسيح قام ومن الذى ظهر لمريم المجدلية فى البستان وقال لها لا تلمسينى لأنى لم أصعد بعد وهى التى لمسته ولامسته قبل ذلك ومسحته بالطيب وهل خاف إنها لو لمسته تكتشف إن هذا الجسد ليس للمسيح وهى التى لها خبرة تستطيع أن تميز بها بين جسد وجسد عن طريق اللمس وهى التى كانت سيئة السلوك قبل لقائها بالسيد المسيح وتوبتها هل خاف ان تعرفه حتى وإن كان له نفس الشبه؟ومن الذى دخل الحجرة على التلاميذ وهى مغلقة وقد فوجئوا به وهو يقف فى وسطهم حتى إنه أصابهم الفزع .
من الذى يستطيع الدخول من خلال الأبواب المغلقة وقال لهم أنا لست روح عندما أصابهم الخوف ومن صاحب الصوت الذى كلم بولس وهو فى طريقه إلى دمشق والذى إختلف فى رواياته الثلاث وكلها روايات متناقضة علمآ بأنه لم يشاهد المسيح ولم يقابله بالمرة فكيف عرف إن الذى رأه هو المسيح يقول النصارى بأن المسيح أخبره عن نفسه وأقول وهل يمتنع ذلك عن الشيطان .
ولمحاولة فهم ذلك هناك تفسيرين الأول منهم إن المسيح تم رفعه أثناء صلاته ونوم تلاميذه بفعل فاعل والذى لم يجدوا له مايبرره على حد تعبيرهم إذ كانت أعينهم ثقيلة [14: 40] ثم رجع و وجدهم ايضا نياما اذ كانت اعينهم ثقيلة فلم يعلموا بماذا يجيبونه ثم جاء إبليس وشيه لهم نفسه على إنه المسيح وإستمر فى تأدية هذا الدور حتى تم صلبه وهو على هذا التقمص وتظاهره بالموت على الصليب وتم دفنه ثم قام ودحرج الحجر وخرج بعد أن ترك الثياب التى كانت عليه داخل القبر ثم جلس على الحجر ليخبر القادمين إن المسيح قام ثم ظهر لمريم المجدلية فى البستان ثم ظهر لتلاميذ المسيح أثناء إجتماعهم فى مكان مغلق مما أصابهم بحالة من الخوف والدهشة والمقصود من ذلك كله هو إثبات إن المسيح عليه السلام قام من الموت بعد فدائه عن الخطيئة وإنه إبن الله ( تعالى الله عن ذلك) ثم ظهوره لبولس بعد ذلك وثبيت المفهوم بأن الله ليس وحده إنما معه شركاء (إبن وروح قدس ) حاشا لله ان يتخذ ولدا ولم تكن له صاحبه ولم يكن معه من إله وبذلك يكون نجح فى تغير عقيدة النصارى وهو مانراه اليوم من سجودهم إمام صورة تمثل المسيح المتشبه وهو على الصليب (وهو فى الحقيقة رمز الى إبليس وهو على الصليب ) فقد صرفهم لعنة الله عليه من السجود لله المستحق للسجود وحده الى السجود لغير الله وهو إبليس هل عرفتم كيف ضحك عليهم الملعون والواقع يؤيد هذا الأحتمال وبقوة فما نراه اليوم من إستطاعة القسيس والراهب من شفاء الشخص الملبوس من شيطان الجن فذلك لآن إبليس الملعون علمهم السحر الأسود فهم يتعاملون مع الشياطين وقد أخبرنا ربنا سبحانه وتعالى فى كتابه المجيد وفى قوله ( وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر إلى آخر الآية )
والسذج من النصارى لا يعلمون بإستخدام الراهب أو القس للسحر الآسود وإبليس يفعل ذلك لترسيخ العقيدة التى أوحى بها إلى النصارى فطاعته لهم حتى يعبدوه وحتى يظلوا على غيهم وكفرهم بالله تعالى ويظلوا على عبادتهم لإبليس فيعتقد كل من رأى الراهب أو القس يفعل ذلك إنه أخرج الشيطان من الملبوس بصحيح عقيدته ويظن أيضا من شاهدوا ذلك من النصارى المخدوعين فى دينهم كما ينخدع بعض الجها ل السذج من المسلمين كذلك للأسف وإنما الصحيح إن ذلك تم بفعل تعليم إبليس لهم السحر .
22: 31 و قال الرب سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة
والوارد فى الأناجيل مما يؤيد خديعة الشيطان للنصارى وصرفهم إلى عبادته بدلآ عبادة الله الواحد كما أوردنا عاليه 20: 19 و لما كانت عشية ذلك اليوم و هو اول الاسبوع و كانت الابواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود جاء يسوع و وقف في الوسط و قال لهم سلام لكم
20: 26 و بعد ثمانية ايام كان تلاميذه ايضا داخلا و توما معهم فجاء يسوع و الابواب مغلقة و وقف في الوسط و قال سلام لكم
يوحنا
28: 17 و لما راوه سجدوا له و لكن بعضهم شكوا
متى
24: 37 فجزعوا و خافوا و ظنوا انهم نظروا روحا
لوقا
24 : 31 فانفتحت اعينهما و عرفاه ثم اختفى عنهما
لوقا
16 : 12 و بعد ذلك ظهر بهيئة اخرى لاثنين منهم و هما يمشيان منطلقين الى البرية
مرقص
أما الأحتمال الثانى وهوأضعف من الأحتمال الأول . وهو إنه بعد إلقاء القبض على السيد المسيح عليه السلام وأثناء سجنه طلب اليهود من بيلاطس أن يطلق لهم باراباس أما المسيح فقد طالبوا بصلبه وعند ذلك يكون شٌبه المسيح إلقى على باراباس وهو فى السجن فأصبح كأنه هو وشُبه باراباس إلقى على السيد المسيح وبذلك يكون السيد المسيح هو الذى أطلقوا سراحه حيث كان يحمل شٌبه باراباس أما باراباس فهو الشخص الذى تم صلبه وكان يحمل شٌٌبه السيد المسيح عليه السلام خاصة إن جريمة باراباس كانت فتنة قتل كما يقول الانجيل وكانت عقبوتها الموت وان المسيح أقنعه بالملكوت إن هو حمل شبهه وصلب بدلا عنه وبعد تمام ذلك ووضعه فى القبر رجع إليه شبهه الأصلى بعد دهنه بالطيب كما يقول كتابكم ثم جاء إبليس وأكمل الدور السابق ذكره من دحرجة الحجر والجلوس عليه الى أخر ما ذكر.
أما المسيح إبن مريم صلى الله عليه وعلى نبينا وحميع أنبياء ورسل الله وعليهم منا الصلاة والسلام فقد رفعه الله إليه عقب إطلاق سراحه . وخيانة يهوذا للمسيح إن كانت هناك خيانه كما يزعم إنجيلكم ولم يكن قد رضى بحمل شبه المسيح لينقذ معلمه وقد أستبعدنا هذا الإحتمال لأنكم ستقولون بأن يهوذا قد أنتحر بعد أن دل اليهود على سيده ومع ذلك سنقول إن خيانته ليست مستبعده فى الإحتمال الأول لأنه إنما دل على الشبيهٌ إعتقادا منه بإنه المسيح إبن مريم ويبقى الإحتمال الأول هو أقوى الإحتمالات وهو إحتمال تقمص الشيطان لدور المسيح بعد رفعه( والله وحده هوعلام الغيوب)
قال النبى صلى الله عليه وسلم ( من رأنى فقد رأنى فإن الشيطان لا يتمثل بى ) وهذا يختص به رسول الله وحده ولو كان خاص بكل الأنبياء لقال رسول الله ( أو رأى أحد من الأنبياء) فدل ذلك على إختصاصه وحده بهذا الأمر وبناءآ على ذلك يمكن للشيطان أن يتمثل بالمسيح إبن مريم بعد رفعه وصعوده أو بأى نبى آخر غير رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. وما سقناه إنما هو مجرد تفكر وتدبر ومحاولة للفهم فى مجمل العقيدة النصرانية وإنحرافها عن التوحيد الى التثليث وغلوها فى دينها والقول على الله بما لا يعلمون وهو أمر نعوذ بالله منه .
ودعواهم بإن روح القدس مازال فيهم يؤيدهم فهذا باطل حقا . فهل يجدف الروح القدس على الله أو يوحى بما لم يأمره الله به (حاشاه جبريل) علاوة على إستحالة قدرته لمخالفة أوامر الله لأنه مجبول على الطاعة. إن روح القدس هو الروح الأمين كما أسماه رب العالمين نزل بكل رسالات الله على كافة أنبيائه ولا يتنزل إلآ بأمر الله . وقد أيد الله به المسيح إبن مريم أثناء وجوده على الأرض فلما إستوفى المسيح مدة بقائه فى الأرض ودعوته خراف بنى إسرائيل الضالة إلى العودة للناموس وهى الشريعة التى جاء بها موسى رفعه الله إليه وكذلك الروح القدس عليه السلام أتم تكليف الله له بتأيد إبن مريم فى عمل معجزاته بأمر الله فكل معجزة أتاها إبن مريم كانت بوحى من الله وأمره أوحيت إليه عن طريق الروح القدس فما كان لبشر أن يكلمه الله إلآ وحيآ بأن يقر فى قلبه أو يصرفه لعمل ذلك لما فيه الصواب كوحى الله إلى أم موسى بأن تلقيه فى اليم أو كوحى الله إلى النحل أن إتخذى من الجبال بيوتا ومن الشجر و مما يعرشون . أو كوحى الله إلى الحوارين ليؤمنوا بالله ورسوله . فليس كل وحى نبوة .
أو يكون الوحى من وراء حجاب كما كلم الله موسى من خلف حجاب النار أو كما كلم الله رسوله محمد من خلف حجاب النور وكلفه وامته بالصلوات الخمس فى رحلة المعراج أو يرسل إليه رسولآ ( الروح القدس ) وهو جبريل عليه السلام كما كان الحال مع نبيه موسى عندما أنزل عليه التوراة ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه القرءان . فلم أتم إبن مريم فترة تكليفه رفع الله كلاهما فلم يعد يظل فيهم بعد رفع المسيح وزعمهم بانهم يمتلئون من الروح القدس زعم كاذب تكذبه تماثيلهم وصورهم وسجودهم للشيطان والصليب والعذراء ومجمل عبادتهم الفاسدة التى تشمل الأقانيم والتثليث وهو ما إستجد بعد رفع المسيح وأحدثه لهم بولس ولم يشيرإليه المسيح خلال وجوده على الأرض ولم يشير إليه الروح القدس كذلك( حاشاه جبريل روح الله الأمين) ثم تهجمهم على الآسلام وأهله وسب نبيه ومحاربته وهى أفعال لا تأتى من أشخاص يمتلئون من الروح القدس والروح القدس برىء من كفرهم فهو لا يجدف على الله ولا يقول إلآ الحق ولا يأمرهم بالسجود للتماثيل ولا للصليب الشيطانى ولا يأمرهم بشرب الخمر وأكل لحم الخنزير أو أكل الجسد وشرب الدم ولا يأمرهم بعدم الختان ولا يأمرهم بمهاجمة نبى الأسلام وهو الذى كان ينزل عليه بوحى الله . ولا يأمرهم بعبادة الشيطان من دون الله ولا يأمر كلبهم زكريا بطرس بذكر الله فى محل النجاسة ولا يأمره بسب المسلمين ونبيهم ولكنها أفعال تأتى من أشخاص يمتلئون من الشيطان حتى أعمى بصيرتهم فأصبحوا له عبيدآ وتبعآ يطيعهم ويطيعونه وله يسجدون.
ثم إن هناك علامة إستفهام (؟) كبرى تحتاج إلى إعمال العقل قبل الإجابة عليها ولو تدبرت النصارى المعنى لرجعوا عن الباطل إلى الحق والسؤال هو لماذا ظهر المسيح بعد قيامته المزعومة لفترة قصيرة لتلاميذه ولقلة قليلة من الأفراد وظل متخفيا كما تقول الأناجيل بل لم يظهر لأمه حتى تراه بعد قيامته من الموت وهو ما كان يجب عليه أن يفعله ولكن لماذا لم يظهر لأمه بعد قيامته المزعومة والجواب الصحيح على ذلك إن الذى تم صلبه وتم قبره ثم قام وخرج من القبر لم يكن المسيح ولكنه كان إبليس المتشبه فى صورته ولذلك لم يظهر الملعون لمريم أم المسيح حتى لا تنكره من فورها وإنه ليس إبنها وإنما هو شخص متقمص له فمن الصعب ألآ تتعرف أم على ولدها التى ربته وأرضعته وكانت تحمله على صدرها وسهرت عليه وعاش معها زمنآ والإحساس المتبادل بين الأم وإبنها سواء كان طفلآ أو رجلآ . وليس لأم أن تتوه عن إبنها أبدا ولذلك لم يظهر للسيدة مريم وظهر لمريم الإخرى وقال لها لا تلمسينى لإنى لم أصعد بعد فلم تقترب منه وظهر لتلاميذ السيد المسيح الذين خافوا منه وقال لهم جسونى أنا هو (هو من...؟) وطبعا لم يجسوه وهو متأكد إنهم لن يجسوه لفزعهم منه ولظهوره المفاجىء بينهم والأبواب مغلقة وخوفهم منه لإعتقادهم بإنه روح .
بالإضافة إن مريم إصطفاها الله وطهرها وأعاذتها امها وذريتها بالله من الشيطان الرجيم فما كان للشيطان إستطاعة فى الإحتيال عليها والظهور لها وهى التى تعرف بأن الله رفعه إليه لأنها صٌديقة كما أخبرنا القرآن الكريم ومن كان الله يرزقها وهى فى محرابها تتعبد له وبشرتها الملآئكة بميلاده وأرسل الله لها روح القدس يبشرها بكلمة من الله مقدرة أزلآ ونفخ فيها أمر الله بالقضاء (كن) لقد تم إخبارها أيضا بعدم صلب المسيح وإن الله سبحانه قد رفعه إليه.كما لم يذكر ثلاثة من رواة الأنجيل وهم متى ومرقص ولوقا إن مريم امه لم تشاهد صلبه والوحيد الذى ذكره يوحنا وفى هذا مما يشكك فى روايته واتفق الأربعة على عدم ذهاب امه إلى القبر لمشاهدة قيامته مما يؤكد كذب شهادة يوحنا فى روايته عندما ذكر مشاهدتها لعملية الصلب .
وفى هذا ما يؤكد علم السيدة مريم ام المسيح بإن المسيح لم يتم صلبه. وبالنسبة إلى عيسى إبن مريم عليه السلام ما كان للشيطان عليه من سبيل ولا أن يحمله ويجربه كما تدعُى الأناجيل ولا حتى أن يلمسه لإن الله أعاذه وأمه من الشيطان الرجيم بدعوة جدته. ولكن يمكن للشيطان أن يحتال على تلآميذه بعد رفع المسيح عليه وعلى نبينا وسائر الأنبياء أفضل الصلاة والسلام . علمآ بإن المسيح إبن مريم لو كان هو المصلوب والمقبور والذى قام من الموت كما يزعمون لاستمر ظهوره بعد قيامته وللجميع ليكون دليلآ دامغآ على تغلبه على الموت مما يدفعهم للإيمان به وتصديقه وتكون آية كبرى قٌَل أو ندر من يكفر بها وتكون برهانآ على زعمهم بإنه إبن لله ( وحاشاه أن يدعى إنه إبن لله بمفهوم الأبوة الصحيح فى تصورهم المريض) وهذا يؤكدعدم صلبه .
كما إنه لم يتكلم بمثل واحد خلال الفترة التى قابل فيها تلاميذه بعد قيامته وهو الذى كان يتحدث دائمآ بالأمثال وندر أن يتحدث بغيرها فلم تذكر الأناجيل إنه تحدث بمثل واحد بعد قيامته المزعومة .
لقد ألقينا بحجر الحق فى بركة الباطل المظلمة ذات الماء العفن حتى يمحق الحق البا طل ويزهقه ونقول للذين ما زالت الغشاوة على أعينهم ولا يريدوا لها إن تنقشع ويهاجموا الحق وهو غالب لهم (قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) صدق الله العظيم .
فلا تفتروا على الله وأنبيائه الكذب وأنتم تعلمون .ولا تطيعوا الشيطان فتخسروا أنفسكم وتكونوا فى جهنم له تابعين .
اللهم تقبل هذا منى كعمل صا لح خالصا أبتغى به وجهك الكريم من غير رياء ولا سمعة فكٌفًر به ذنبى وذنوب المؤمنين وإرحم به مواتانا وموتى المسلمين وإغفر لوا لدى إنك أنت الغفور الرحيم .
اللهم إن كنت أخطئت أو تجاوزت فمن الشيطان ونفسى وأنت أعلم به منى وتعلم سبحانك إنك خلقتنى كما خلقت آبانا آدم غير معصوما . وإن كان توفيقا فمنك يا الله وحدك لا أشرك معك غيرك . اللهم توفنا مسلمين لك ومن ذريتنا إمة مسلمة لك . وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا رسول الله حقا وصدقآ وإن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وإن الجنة حق وإن النار حق وإن الساعة آتية لا ريب فيها وإن الله يبعث من فى القبور.
اللهم ثبتنا على الأسلام دينآ وعلى التوحيد عقيدة و اجعل القرءان الكريم الذى أنزلته على خاتم أنبيائك ربيع قلوبنا ونور صدورنا . اللهم وتقبل منا واعفوا عن تقصيرنا فى عبادتك . فالملائكة وحدهم الذين لا يفترون عن عباد تك فما من موضع فى السماء إلآ وفيه ملك بين قائم وراكع وساجد يسبحون بحمدك ويقد سون لك ويقولون سبحانك ما عبدناك حق عبادتك . اللهم إشرح للإسلام قلب كل عاقل وإفتح اللهم به بصيرة كل غافل . وإطمس اللهم على قلب كل كافر ومشرك وفاجر تجرأ عليك و سب نبيك ( صلى الله عليه وسلم) ولم يقدرك حق قدرك يا الله . اللهم أمين . وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .
( رضا شومان)
تعليق