الليبراليون المؤدلجون .. والليبراليون الداجون !!

تقليص

عن الكاتب

تقليص

سيف الكلمة مسلم اكتشف المزيد حول سيف الكلمة
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سيف الكلمة
    إدارة المنتدى

    • 13 يون, 2006
    • 6036
    • مسلم

    الليبراليون المؤدلجون .. والليبراليون الداجون !!

    الليبراليون المؤدلجون .. والليبراليون الداجون !!

    دكتور استفهام


    نعم .. إننا نعيش مرحلة استثنائية وحرجة يمر فيها البلد ، وقد أفرزت هذه الأحداث التي تمر بها منطقة الشرق أوسط الكبير بروز تيارات كانت كامنة في الأرض ، وكمون تيارات ، وصار العامل السياسي العالمي واستراتيجية امريكا تلعب دورا بارزا في نشاط هذه التيارات التي تتبني الفكرة الغربية بحذافيرها ، وأصبح لها حضور فاعل وقوي ، بل وجرئ للغاية في طرح ما كانت تداري بإعلانه في المرحلة الماضية .

    إن المعنى الدقيق لليبرالية يعاني من ضبابية واختلاف ولذلك لاختلاف طبيعة الحراك التاريخي للكلمة ، فهي بدأت بمفهوم خاص غير شمولي يدل على طبقة معينة من الناس ، ثم تطورت " سياسيا " حتى ارتبطت ارتباطا وثيقا بالرأسمالية ، إذ لا يمكن من الدعوة لليبرالية إلا بالدعوة للحرية الاقتصادية والحرية – وخاصة بالمال الخاص - ، وهذا يجعل محاولة " التلفيق " بين مبادئ الاسلام القارة الخالدة وبين الليبرالية بمفهومها الشمولي عبث فكري ، وسخف معرفي ، يدل على سطحية مفرطة وجهل بالكلمة ، او يدل على خبث في تمرير المفاهيم المبطنة من خلال اضفاء الشرعية عليها وأنها لا تتعارض مع الإسلام .

    في المشهد الثقافي والفكري في " السعودية " يطالعنا بعض الكتاب " الليبراليين " ليعلنوا عن دعوتهم الى الليبرالية ، ثم هم لا يبينون عن أي ليبرالية يريدون ، حيث أن الليبرالية في الغرب مرت بمراحل من النقد والمراجعة والتطوير ، وكانت في نهايتها توسيعا لنفوذ الرأسماليين في الواقع ، والدعوة الى الحرية المطلقة المتفلتة من أي قيد ، ولكن كلمة " ليبرالية " تستهوي بعض الكتاب ليظهر نفسه بمظهر المثقف والمنفتح على الثقافات ، ولا يدري مآلات حمل هذه الفكرة على البلد سياسيا او ثقافيا او اجتماعيا .

    إن هناك صنفان من الليبراليين :

    الصنف الأول : الليبرالي المؤدلج الذي يتحيز إلى الغرب ثقافة وفكرا وتاريخا ، ويقوم مشروعه على التبشير بالمشروع الغربي لحمة وسدى ، وله موقف مبدئي من القيم الاسلامية ، بل من الاسلام ذاته ، ولولا وضع البلد سياسيا وقيما ، وكون الاسلام يشكل عمقا ضخما في البلد لأبان بموقفه من الاسلام بشكل مباشر وواضح ، ولكنه – ولهذا السبب – يمارس دور المنافق الذي يغمز ويلمز ويعمي الالفاظ ويخاتل بها إدراكا لطبيعة المرحلة التي يمر بها ، وان كانوا الآن أكثر صراحة ، ولعل هذا بداية مشروع لتأجيج الصراع مع الحكومة لقناعة الليبراليين بأن القفزة الى المجتمع الديمقراطي والليبرالي الرأسمالي الحر لا يمكن إلا من خلال ثورة حمراء ، لأن الحرية عندهم تنتزع ولا تعطى طوعا .

    إن هؤلاء هم الذين يشكلون الخطر الحقيقي على البلد ، لأنهم يركبون مشروعا مناهضا للبلد واقعا ومستقبلا ، ويشكلون بديلا محتملا للأنظمة القائمة في المنطقة ، وما العراق إلا نموذجا لهذا ، حيث عمل هؤلاء على التسويغ للمحتل بدخول الأرض ، وكانوا قبل ذلك يحملون المشروع الغربي بكل تفاصيله ، ويبشرون به ، وخاصة بعد اكتشافهم بفشلهم في منحى " التغيير الاجتماعي " حين ادركوا إن المجتمعات الاسلامية قد لفظتهم وفشلوا في إحداث مشروعهم التغييري ، فان كان الاسلاميون قد نجحوا في تركيا اتاتورك ، فما بالك بموقع هؤلاء في بلد مثل المملكة العربية السعودية .

    إن هؤلاء لهم أجنداتهم الخاصة ، ولهم كذلك مواقعم المؤثرة إعلاميا ، ولهم أتباع كثر ، ولهم دعومات كبيرة من جهات متعددة ، ولمثل هؤلاء يحتاج الى التركيز على مشروعهم ، ورصد تحركاتهم ، فإن مدافعتهم شريعة ماضية ، ومقصد شرعي حفظا لثوابت الأمة من جهة واستقرارها وأمنها في ظل دينها وعقيدتها وأخلاقها .

    الصنف الثاني : أولئك الشلة الفاشلة من الشباب الذين يريدون التفلت من قيم الشريعة ، والاخلاق الاسلامية ، ويحملون في دواخلهم حنقا ضد كل التوجهات الاسلامية ، وهؤلاء ما أسميهم بـ " الليبراليون الداجون " ، فهم شهوانيون لا يريدون سوى تمتيع الشهوات وإلباس دعوتهم بالفكر والحرية والليبرالية ، وهؤلاء مساكين لاهثون خلف مصالحهم ، يُركبون من المؤدلجين لتحقيق مكاسب خاصة ، ثم يلفظونهم ليبحثوا عن صيدة أخرى ، ومن الخطأ الكبير إعطاء هؤلاء اكبر من حجمهم ، أو صرف الجهود عليهم ، لأنهم سيخبون ويخفتون حالما ينتهي الدور المصاغ لهم .

    هذه فكرة عارضة أحببت ان اشارك فيها الاخوة .. والله الموفق !

    http://saaid.net/mktarat/almani/55.htm
    أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
    والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
    وينصر الله من ينصره

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة عادل خراط, 22 أكت, 2021, 08:29 م
ردود 0
136 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة عادل خراط
بواسطة عادل خراط
ابتدأ بواسطة عبد الصمد حدوش, 25 سبت, 2019, 06:15 م
ردود 0
123 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة عبد الصمد حدوش
ابتدأ بواسطة نصرة الإسلام, 17 ديس, 2015, 09:36 ص
ردود 28
6,104 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة فارس الميـدان
ابتدأ بواسطة قلب ينبض بحب الله, 7 أبر, 2015, 09:03 ص
ردود 6
2,968 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة قلب ينبض بحب الله
ابتدأ بواسطة اسامة النميرى, 3 يون, 2013, 10:59 ص
ردود 39
8,898 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة قلب ينبض بحب الله
يعمل...