سن الزواج والخشبة التي في عينهم

تقليص

عن الكاتب

تقليص

مسلم عن حق مسلم اكتشف المزيد حول مسلم عن حق
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مسلم عن حق
    1- عضو جديد
    • 12 أكت, 2009
    • 56
    • مهندس
    • مسلم

    سن الزواج والخشبة التي في عينهم

    بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ، أما بعد :

    تجدد مؤخرًا الجدل حول سن الزواج، على خلفية تصريحات الشيخ محمد سعد الأزهري بخصوص رفضه لتشريع يحرم سن الزواج للفتيات قبل سن الثامنة عشرة.
    و أصل الموضوع هو الحديث الصحيح، بأن الرسول تزوج من السيدة عائشة في سن صغيرة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين وبنى بي وأنا بنت تسع سنين. ). أما الحديث فقد رواه البخاري و مسلم، وهذا يعني أنه في أعلى درجات الصحة بعد القرآن الكريم.

    وعليه بنى الشيخ رأيه، وتسبب هذا الرأي في ردود فعل عنيفة، من بعض فئات العلمانيين والجمعيات المهتمة بحقوق المرأة، موجهين إلى الشيخ بل و إلى كل المنتمين لنسقه الفكري ومرجعيَّته، اتهاماتٍ شنيعة، من شهوانية و رجعية، وتخلف وهمجية و (بيدوفيلية) ، إلى آخر هذه الحزمة من الاتهامات.

    و السبب في ذلك هو أنهم يريدون تحديد عمر الزواج للفتاة بسن 18 عامًا، ولا نعلم من أين لهم هذا الرقم تحديدًا، فلا مصدر له إلا بعض و ليس كل القوانين الغربية.
    و من المعروف أن شدة الهجوم ينتج عنها عند بعض قليلي العلم و بعض ضعاف النفوس، حالةً من الإنكار، فيلجأ بعضهم إلى إنكار الحديث الصحيح إنكارًا نفسيًا، ويرفضونه إما رفضًا غير مسبب علميًا، أو ارتكانًا إلى بعض الروايات الواردة في كتب التاريخ، التي هي أقل بكثيٍر في درجة الصحة من الحديث المذكور، ويلجأ البعض الآخر إلى تخصيص الحالة، فيقنع نفسه أن هذه حالة خاصة بالرسول وحده، فلا يشرع تكرارها ولا القياس عليها.

    و كل هذا ما يعد إلا تأثرًا شديدًا بالغرب في قوانينه، وتلقيًا وخضوعًا ثقافيًا له، فيحرمون بذلك ما تحرمه بعض الدول و يحلون ما يحلونه، بل ويشنعون على المخالف الذي تمسك بثوابته ومرجعيَّته.

    و مبدئيًا، مقالي هذا ليس دعوة إلى تزويج الفتيات في سن صغيرة، بل هو محاولة لكسر الحاجز النفسي بين ضعاف النفوس من المسلمين، وبين قبول هذه الحقيقة الثابتة في صحيح السنة، وإجلاء حقيقة أن سن الزواج المبكر هذا - وإن كان لا يتفق مع الثقافة المجتمعية للمدينة - إلَّا أنه لا يجب علينا فرضه على المجتمعات الأخرى، فالسن المقبول للزواج يتغير بحسب عوامل الثقافة والتاريخ و الجغرافيا.

    نستعرض مقدما بإيجاز شديد تاريخ القوانين التي تحدد العمر الأدنى لممارسة الجنس في الغرب، ونشير هنا إلى أن ممارسة الجنس في الغرب، تم تقييدها بشروط عمرية، بغير شرط الزواج، فنجد أن أول قانون قد سنَّ في إنجلترا عام 1275م وجعل أدنى عمر مناسب للمارسة الجنسية هو 12 عامًا، أما في فرنسا فتم تحديده بـ11 عامًا وذلك في سنة 1791، ثم زيد إلى 13 عامًا للجنسين في عام 1863، بعد هذه المدة بدأت الدول في رفع العمر الأدنى مرة بعد مرة، بعد إعادة النظر في مفهوم الطفولة، وعدم الإكتفاء بالمظاهر الفيسيولوجية كدليل للمواءمة والجاهزية، وتعزَّزت بالبعد السيكولوجي الذي أدَّى إلى رفع العمر الأدنى إلى 16 عامًا في القرن الـ19، ثم طالب البعض برفعه إلى 18 والبعض الآخر إلى 21 عامًا.
    إذًا، وبعد مرور 800 عام من صدور أول قانون يحدد العمر الأدنى للمارسة الجنسية، تخللها الجدل والاختلاف المستمرَّين حول تحديد هذا العمر، فإن القوانين حول العالم اختلفت فيه ما بين 13 و 18 عامًا
    [*]


    و بعد أن استعرضنا الموضوع من الجانب القانوني، وخاصة في الدول الغربية، وكيف أنهم اختلفوا فيه كثيرًا، طبقًا لقناعات مختلفة تعكس رؤى متنوعة قانوينة وطبية ونفسية واجتماعية، وبعد أن علمنا أن الرقم 18 ليس رقمًا مقدسًا، ولسنا مضطرين للإذعان له ولمن نادوا به، يتضح لنا أنه يجب مناقشة الموضوع بما يتناسب مع ثقافتنا وقوانينا الإجتماعية والشرعية، وهذا هو عين ما فعلته الدول الأخرى وهي تفكِّر في مصالح أبنائها، وليس في ( الستايل ) الذي ستظهر به في عيون الآخرين، وبعد أن أشرنا للخشبة التي في عين الغرب، نستعرض ما ورد في هذ الشأن في الديانتين الإبراهيميتين الأخريين المسيحية واليهودية.
    نبدأ أولا بالسن الشرعي للزواج في قانون الأحوال الشخصية للكنيسة الأرثوذوكسية:
    • تقول المادة 16 من لائحة الأحوال الشخصية للكنيسة الأرثوذوكسية , المنفذة من 8 يوليو عام 1938 (لا يجوز زواج الرجل قبل لوغه 18 سنة ميلادية كاملة ولا المرأة قبل بلوغها سن 16 سنة كاملة و يعتبر الزواج في هذه الحالة باطلا.) [1] ونفس المادة أوردها أيضًا القمص صليب سريال، في كتابه: (دراسة في قوانين الأحوال الشخصية لعقدي الزواج و الخطبة وبطلانه وفسخه) [2] ؛ فنلحظ هنا أنهم حددوا العمر 16 سنة للمرأة.


    أما في مكان آخر من العالم، وتحديدًا في لبنان، نجد أن لدى المسيحيين هناك رأيًا آخر، فحددوا السن الأدنى لزواج الفتيات 12 عامًا، وذلك لا يمنع أن تخطب قبل ذلك العمر.
    • «في كتاب قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين في لبنان اعتبروا أن سن الزواج للإناث هو الثانية عشرة حيث قال ما نصه : " والتزويج ممنوع لمن لم يبلغ الأربعة عشرة سنة ، والمرأة اثنتي عشرة سنة ، وهذا لا يمنع من الخطبة.» [3]


    و من العجيب والغريب أن يرفض هؤلاء المسلمون زواج الرسول من السيدة عائشة في سن صغيرة، وانتقالها إلى بيته في سن تسع سنوات، منطلقين في ذلك من مفهوم غربي ، بينما يعتقد الغرب و الشرق بأن السيدة مريم العذراء تزوجت من يوسف النجار وعمرها فقط 12 عشرة سنة، وهو شيخ طاعن في السن تخطى عامه التسعين.

    فكما تقول دائرة المعارف الكتابية، والتي من ضمن أعضاء مجلس تحريرها الدكتور القس منيس عبد النور، ما نصه : «تربت مريم في الناصرة ، والأرجح أنها كانت في العقد الثاني من عمرها عندما خطبت ، وفي كتاب ( تاريخ يوسف النجار ) يقال أنها كانت بنت اثنى عشرة سنة عندما خطبت ليوسف ، الذي كان أرمل في التسعين من العمر وصاحب عائلة .» [4] كذلك ورد نفس الكلام للأغنسطس نبيل أميل معوض [5] ، والأنبا غريغوريوس أسقف عام الدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية الأرثوذكسية، يؤكدان زواج السيدة مريم في الثانية عشرة من عمرها من يوسف وهو شيخ كبير عمره نحو التسعين. [6] وأيضاً نيافة الأنبا تكلا أسقف دشنا وتوابعها الذي ينص على أن عمر العذراء كان اثنتي عشرة سنة . [7]
    أما إذا ذهبنا إلى ثقافة أخرى و هي الثقافة اليهودية، نجد العجب، ففي موقع (http://www.jewfaq.org) الشهير , نجد أن العمر الأدنى للزواج هو 13 عامًا بالنسبة للذكور و 12 عامًا بالنسبة للإناث، وأن الخطبة يمكن أن تتم في قبل ذلك. [8] ونجد نفس الكلام أيضًا في كتاب المعاملات و الحدود في شريعة اليهود : «أيضا كتب الشريعة اليهودية الحالية تنص أن سن الزواج المفروض بلوغ الثالثة عشرة للرجل والثانية عشرة للمرأة . ولكن يجوز نكاح من بدت عليه أعراض بلوغ الحلم قبل هذا السن[9]

    و بالرغم من تحديد سن 12 كحد أدنى للزواج في اليهودية، فإننا نجد في تعاليم التلمود أمرًا عجيبًا حقًا، بل وصادمًا إلى حد بعيد، وإليكم النص كما هو :
    «قال معلمونا : يروى أن يوستينيا ابنة أسيفيروس ابن أنطونيوس , أنها في يوم ذهبت إلى "راباي" (معلم) ، و قالت له : "في أي عمر يمكن للمرأة أن تتزوج ؟"
    فقال لها : "في عمر ثلاث سنوات و يوم واحد."
    فسألته : "و في أي عمر تستطيع أن تحمل؟"
    فأجابها : "في عمر اثنى عشرة سنة و يوم واحد."
    فقالت له : "أنا تزوجت حين كان عمري ست سنوات وأنجبت و عمري سبع سنوات".»
    [10]

    و استنادا لكون الشريعة اليهودية توجب موافقة المرأة على زوجها كما ورد في التلمود : «يحرم على الرجل تزويج ابنته حتى تبلغ وتقول : هذا هو الذي أريد الزواج به» [11] ، شرعت اليهودية حقًا للمرأة التي تتزوج في سن صغيرة أن ترفض الزيجة , بعملية اجرائية تسمى (معون , MI'UN) [12] ، وهي نوع من فسخ عقد الزواج عن طريق ترديد صيغة معينة في حضور اثنين من الشهود، كالآتي :
    • «من تزوجت قبل عامها السادس، يمكنها رفض الزواج بدون أي إجراءات لكن فقط بإعلان رفضها للزواج
    • «من تزوجت بين عامها السادس و العاشر، يجب عليها إجراء المعون إذا بدا عليها علامات الذكاء و إدراك معنى الزواج
    • «من تزوجت بعد عامها العاشر، يجب عليها إجراء المعون حتى و إن لم تظهر عليها علامات الذكاء ولا إدراك معنى الزواج


    و عليه أدعو كل مرتاب و كل محرج و كل صاحب نفس ضعيفة و كل خاضع لثقافة الغرب، أن يراجع نفسه، وأن يصرِّح و يجهر بما في دينه دون حرج، و أن ينفض عن نفسه غبار الخضوع والانهزام الحضاري و النفسي .

    و أدعو كل حاقد و ناقم على الشريعة و كل طاعن في دين الله، وشريعته وفي رسوله أن ينظر إلى الخشبة التي في عينه قبل أن يبحث عن القذى في عين أخيه.




    [*] Stephen Robertson, "Age of Consent Laws," in Children and Youth in History, Item #230, http://chnm.gmu.edu/cyh/teaching-modules/230 (accessed September 19, 2012).

    [1]
    موسوعة الخادم القبطي , الجزء الرابع , مادة : قانون كنسي , بطريركية الأقباط الأرثوذوكس , كنيسة الشهيد العظيم مار جرجس بالمطرية , 1998 , ص : 71

    [2] صليب سريال (قمص) , دراسة في قوانين الأحوال الشخصية لعقدي الزواج و الخطبة و بطلانه و فسخه , الكلية الإكليريكية اللاهوتية للقبط الأرثوذوكس , الطبعة الثالثة , ص : 130

    [3] عبدالله قراعلي ( مطران ) ، قانون الاحوال الشخصية بلبنان ، صفحة 112

    [4] الأرشمندريت سلوان موسي ، سر التجسد ، صفحة 24

    [5] نبيل اميل معوض ( أغنسطس ) ، أيام مع العدرا ، صفحة 20

    [6] غريغوريوس ( الأنبا ) ، العذراء مريم ، حياتها ورموزها ، صفحة 21

    [7] تكلا أسقف دشنا ( الأنبا ) ، مخلصون أحاطوا بالمذود ، صفحة 9

    [8] http://www.jewfaq.org/marriage.htm

    [9] المعاملات والحدود في شرع اليهود ، نقله العلامه ج. دي. بفلي ، صفحة 370

    [10] http://www.come-and-hear.com/niddah/niddah_45.html

    [11] Talmud Kiddushin 41a

    [12] http://www.jewishencyclopedia.com/articles/10888-mi-un
    التعديل الأخير تم بواسطة نصرة الإسلام; 20 سبت, 2012, 01:54 م. سبب آخر: إضافة مرجع ..
  • في حب الله
    المشرفة على أقسام
    المذاهب الفكرية الهدامة

    • 28 مار, 2007
    • 8324
    • باحث
    • مسلم

    #2
    جزاكم الله كل الخير
    وهذا تأكيداً على ما تفضلتم به


    وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ
    وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
    @إن كنت صفراً في الحياة.... فحاول أن تكون يميناً لا يسارا@
    --------------------------------------
    اللهم ارزقني الشهادة
    اللهم اجعل همي الآخرة

    تعليق

    • مسلم عن حق
      1- عضو جديد
      • 12 أكت, 2009
      • 56
      • مهندس
      • مسلم

      #3
      بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله,

      جزاك الله خيرا , أختنا الفاضلة على مرورك و إضافتك القيمة .

      أطلب من الإدارة أن تتكرم بإضافة هذا المرجع إلى النص الأصلي , بعد هذه الجملة (فإن القوانين حول العالم اختلفت فيه ما بين 13 و 18 عامًا
      .
      )
      [1]

      --------------------

      و أحب أن أهدي هذا البحث الصغير إن جاز عليه اللقب إلى شيخي و أستاذي أبو رائد , محمد عنان , رحمه الله و غفر له , فكل حرف كتبته في هذا المقال تعلمته منه.
      و إلى أخي الحبيب الأديب محمود توفيق.

      و أن أشكر إدارة المنتدى و القائمين عليهو أن يجعل عملهم و عملنا خالصا لوجهة .

      [1] Stephen Robertson, "Age of Consent Laws," in Children and Youth in History, Item #230, http://chnm.gmu.edu/cyh/teaching-modules/230 (accessed September 19, 2012).

      تعليق

      • نصرة الإسلام
        المشرفة العامة
        على الأقسام الإسلامية

        • 17 مار, 2008
        • 14565
        • عبادة الله
        • مسلمة ولله الحمد

        #4
        تمت الإضافة أخونا الفاضل مسلم عن حق لكن بالعلامة [*] لأن استخدام رقم 1 سيؤدي إلى تغيير جميع ما يليه
        وجزاك الله خيراً عن جهدك المحمود خيراً
        فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً
        شرح السيرة النبوية للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيــــــــل.. أدلة وجود الله عز وجل ..هام لكل مسلم مُوَحِّد : 200 سؤال وجواب في العقيدة
        مـــاذا فعلتَ قبل تسجيلك الدخـول للمنتدى ؟؟.. ضيْفتنــــــــــــــــــــــــــا المسيحية ، الحجاب والنقـاب ، حكـم إلـهي أخفاه عنكم القساوسة .. هـل نحتـاج الديـن لنكـون صالحيـن ؟؟
        لمــاذا محمد هو آخر الرسل للإنس والجــن ؟؟ .. حوار شامل حول أسماء الله الحسنى هل هي صحيحة أم خطـأ أم غير مفهـومـــة؟!.. بمنـاسبة شهر رمضان ..للنساء فقط فقط فقط
        إلى كـل مسيحـي : مـواقف ومشـاكل وحلـول .. الثـــــــــــــــــــــــــالوث وإلغــاء العقـــــــــــــــــــل .. عِلْـم الرّجــال عِند أمــة محمــد تحَـدٍّ مفتوح للمسيحيـــــة!.. الصلـوات التـي يجب على المرأة قضاؤهــا
        أختي الحبيبة التي تريد خلع نقابها لأجل الامتحانات إسمعـي((هنا)) ... مشيئـــــــــــــــــــــة الله ومشيئـــــــــــــــــــــة العبد ... كتاب هام للأستاذ ياسر جبر : الرد المخرِس على زكريا بطرس
        خدعوك فقالوا : حد الرجم وحشية وهمجية !...إنتبـه / خطـأ شائع يقع فيه المسلمون عند صلاة التراويـح...أفيقـوا / حقيقـة المؤامـرة هنـا أيها المُغَيَّبون الواهمون...هل يحق لكل مسلم "الاجتهاد" في النصوص؟
        الغــــــزو التنصيـــــــــري على قناة فتافيت (Fatafeat) ... أشهر الفنانين يعترفون بأن الفن حرام و"فلوسه حرام" ... المنتقبة يتم التحرش بها! الغربيون لا يتحرشون ! زعموا .

        أيهــا المتشكـــــــــــــــــــــــــــك أتحــــــــــــــــــــــــداك أن تقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرأ هذا الموضــــــــــوع ثم تشك بعدها في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
        <<<مؤامرة في المزرعة السعيدة>>>.||..<<< تأمــــــــــــــــــــلات في آيـــــــــــــــــــــــــــــات >>>
        ((( حازم أبو إسماعيل و"إخراج الناس من الظلمات إلى النور" )))

        تعليق

        • مسلم للأبد
          مشرف الأقسام العامة

          • 20 ماي, 2008
          • 11698
          • محاسب
          • مسلم

          #5
          إستوقفتنى آية ( ليشارك الجميع ) -- أستوقفنى حديث رسول الله ... متجدد

          من كلمات الإمام الشافعى رحمة الله عليه
          إن كنت تغدو في الذنوب جليـدا ... وتخاف في يوم المعاد وعيــدا
          فلقـد أتاك من المهيمن عـفـوه
          ... وأفاض من نعم عليك مزيــدا
          لا تيأسن من لطف ربك في الحشا
          ... في بطن أمك مضغة ووليــدا
          لو شـاء أن تصلى جهنم خالـدا
          ... ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيـدا
          ●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●
          أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ
          ●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●

          تعليق

          • مسلم عن حق
            1- عضو جديد
            • 12 أكت, 2009
            • 56
            • مهندس
            • مسلم

            #6
            جزاكي الله أختنا مشرفة عموم المنتدى على تكرمك بإضافة المرجع , خيرا .

            وبارك الله فيك و جزاك خيرا, أخي مسلم للأبد , على إضافتك لكلام أخينا العزيز حسام عبد العزيز .

            تعليق

            • جمال عبد الناصر
              0- عضو حديث
              • 6 نوف, 2006
              • 24

              #7
              احصائية لسن الزواج الرسمى فى امريكا اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	سن الزواج.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	101.8 كيلوبايت 
الهوية:	735533

              تعليق

              • أحمد.
                مشرف اللجنة العلمية

                حارس من حراس العقيدة
                • 30 يون, 2011
                • 6655
                • -
                • مسلم

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة جمال عبد الناصر
                احصائية لسن الزواج الرسمى فى امريكا [ATTACH=CONFIG]2605[/ATTACH]




                زواج الصغيرة بدون إذنها.

                * لماذا يبحثُ الملحدُ عن المُساواة بين الذكرِ والأنثى ؟ وما هىَ مرجعيَّةُ المُلحد فى طلبش هذه المُساواة ؟ وإذا كان المُحد يؤمنُ أنَّه ليس الذكر والأنثى سوى غُبار نجمى بصورة أو بأخرى وليسا سوى حلقة من حلقاتِ سلسلة عبثية من النشوء والارتقاء فما الجاجةُ إلى المُساواة بينهما تحديدا ؟ وهل يُساوى الملحدُ بين نفسه وبين روثِ الأبقار ؟ ما الفارقُ بين المُلحدِ وبين روثِ الأبقار وكلاهُما نتيجةُ التحول فى المادة والطاقة ؟

                * يعترضُ المُلحدُ على إباحة الإسلامِ تزويجَ الفتاة الصغيرة إذا بلغت القدرة على تحمُّل الوطء .. وهذا خلافُ بحثه عن المُساواة لأنَّ الإسلام ساوى بين الذكر والأنثى تماما فى هذا الحُكمِ فجعلَ مناط الإباحة فى الزواج فى كليهما هو القدرة على تحمُّل الوطء وادائه .. فأباح للأنثى الزواج إذا قدرت على تحمُّل الوطء وأباح للذكر الزواج إذا قدر على أداءِ الوطء .. دليلنا هُنا قولُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج .... ) .. فقد ساوى الإسلامُ بينهما فى الحُكم ولكنْ وقعَ الاختلافُ بينهما فى الظرف .. فالمعروفُ لدى جميعِ البشرِ أنَّ المرأة - فى الغالبِ الأعمِّ - تبلغُ القدرة على تحمُّل الوطء قبل بلوغ الرجل القدرة على أدائه بفترة كبيرة فلذلك تحصلُ لها الإباحةُ قبل حصولِها له بفترةٍ كبيرة لاختلافِ الظرف لا لاختلافِ الحُكم .. ومُراعاة الظرفِ هى قِمةُ العدل لأنَّ عدم مُراعاته يوقعُ الظلم .. فلو لم تُراعِ ظرف المريض مع الصحيح لظلمتَ المريض ولو لم تُراعِ ظرف الفقير مع الغنىِّ لظلمتَ الفقير .. فمعيارُ الإباحةِ فى الإسلامِ هو القُدرةُ فى النوعين فأينَ الظلمُ فى هذا ؟

                * يعترضُ المُلحدُ على إباحة تزويجِ الأب لفتاته الصغيرة دون إذنِها .. وعليه أنْ يُفسر لنا لماذا تُعطى جميعُ قوانين العالم للولىِّ الولاية على مالِ الصبىِّ الصغير وتُبيحُ له التصرُّف فى ماله دون إذنه ؟ .. نعم أباح الإسلامُ للأب أن يُزوج ابنته الصغيرة دون إذنها ولكنْ هل فى هذا ظلمٌ للفتاة إذا كانت لا تستطيعُ اتخاذ القرار السليم فى هذه السنِّ المُبكرة لقلة خبرتها وحداثة سِنِّها ؟ وهل يكونُ هذا ظلما مع أنَّ الإسلام يأمرُ الأبَّ بألا يظلم ابنته ويأمرُ الزوج بألا يظلمُ زوجته ؟ .. اذا امتثل الأب والزوج المسلمان تعاليم الإسلام ولم يظلما البنت الصغيرة فمن أين سيقعُ الظلمُ عليها ؟

                * إذا اعترضَ المُلحدُ على الإسلامِ بأنَّه لا يضمنُ للبنت الصغيرة عدم تعسف الأبِّ فى استعمال تلك السلطة فى تزويجها بغير إذنها .. أى لا يضمنُ لها ألا يظلمها أبوها فليُخبرنا كيفَ يضمنُ الإلحادُ للمُلحِدة الصغيرة ألا يغتصبها أبوها وهى فى سنِّ الخامسة مثلا كما وقع فى كثيرٍ من الحالات ؟ إن قال القانون يضمنُ حقها سألناهُ فماذا إذا أمِنَ أن يطاله القانون وأراد اغتصابها هل يضمنُ لها الإلحادُ ذلك ؟ لن يُجيبَ المُلحِد .. خسِأ المُلحدُ.

                * إذا كان تزويجُ الأب لفتاتِه الصغيرة بغير إذنها مردُّه احتقارُ المرأة كما ادَّعى المُلحد فما الفارقُ بين الصغيرةِ والكبيرة ؟ لماذا لم يُفسر لنا الملحد التناقض بين قوله أنَّ الإسلام يحتقرُ المرأة وبين أنَّ الإسلام لا يُجيز للأبِّ أن يُزوج ابنته الثيِّب بغيرِ إذنها .. هل الفتاةُ البِكرُ بعد صيرورتها ثيِّبا تصيرُ رجلا فيحترمها الإسلامُ ويُعطيها حقوقها ؟ .. إعطاءُ المرأة الثيِّب الحقَّ فى اختيارِ زوجها هو دليلٌ يُبطل مُدَّعى المُلحد بأنَّ حِرمانها مِنه بكرا بسبب احتقارها.

                * جميلٌ أنْ جاءَ المُلحِد بمِثالٍ على تِلكَ الحالة "تزويجُ الأبِّ ابنتَه الصغيرة دون إذنِها" ومِثالُه كانَ السيِّدة عائشة رضىَ اللهُ تعالى عنْها .. وقد زوَّجها أبوها وهى فى السادِسة مِنْ رسولِ الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّم ودخل بِها وهىَ فى التاسِعَةِ وعمرُه ثلاثٌ وخمسونَ سنة أى بفارقِ أربعةٍ وأربعين سنةً .. والسؤالُ هو "هل كانَ فى هذا الزواجِ ظلمٌ لها ؟" الوحيدُ الذى يستطيعُ أن يُجيبنا على ذلكَ هو أمُّ المؤمنين نفسُها .. والحقيقةُ أنَّها أبدا لم تستشْعِر ظُلمًا مِنْ هذا الزواجِ ولا ساعةً مِنْ نهارٍ بل على العكس تماما عِندما خيَّرها رسولُ الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّم اختارَتهُ ورفضت حتى أن تستشيرَ أبيها فى ذلك وجميعُنا نعلمُ مدى صعوبةِ بقاءِ المرأةِ على ذِمَّة رجُلٍ وهى شاعِرةٌ بالظلمِ .. بل إنَّها بقيت سنين طويلةً بعد وفاتِهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم تحكى عنهُ أخبارَه وتصفُ أخلاقَه بأجملِ الأوصافِ والنعوتِ وتحنُّ له وتشتاق للحوقِ به حتى أنَّ من يقرأُ بعض أقوالِها عنهُ فقط يوقنُ للوهلَةِ الأولى أنَّها مُتيَّمةٌ بهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ورضىَ عنها .. فإذا كانتْ هىَ نفسُها لم ترَ فى زواجِها بهذهِ الطريقةِ ظُلما فبأىِّ حقٍّ يدَّعى المُلحدُ أنَّها قدْ ظُلِمَت - هيا رخامه ؟! - .. فالمِثالُ الوحيدُ الذى أتى بهِ المُلحِد ينفى ادِّعاءه بظُلمِ الإسلامِ للمرأةِ .. فليأتِنا المُلحِدُ بخبَرٍ صحيحٍ واحِدٍ عنها تقولُ فيه أنَّ الزواجَ بهذه الطريقةِ ظلمٌ وإلا فليخنس فى جُحرِه.

                * ومازِلنا معَ مِثال المُلحِدِ الوحيدِ .. يدَّعى المُلحِدُ أنَّ تزويجَ البنتِ الصغيرةِ بغيرِ إذنِها علامةٌ على احتقارِ الإسلامِ للمرأة .. ومِثالُه الوحيدُ يُضادُّ هذا الادِّعاء .. فالسيِّدة عائشةُ رضىَ اللهُ تعالى عنْها قد كرَّمَها الإسلامُ وشرَّفها ورفع قدْرَها ومنزِلَتِها بما لم تؤتَهُ امرأةٌ فى العالمِ بعدها رضىَ اللهُ تعالى عنْها .. وكلُّ عاقلٍ يعلمُ منزِلتها وقدْرَها فى كِتابِ اللهِ وسُنَّة رسولِه وقلوبِ المؤمنين .. وكيفَ لا وهىَ أمُّ المؤمنينَ العالِمَة الورِعةُ التقيَّة الزاهِدةُ العابدَة المُسلمة المؤمنة القانِتَة التائبةُ العابِدَة .. هىَ مَنْ هىَ ولا يجهلُ مَنْ هىَ إلا جَهولٌ .. فقولُ الجهولِ أنَّ هذا الحُكمَ فيهِ احتقارٌ للمرأة ينفيهِ مِثالُه الوحيدُ عن المرأة التى لم تُعط بعدها امرأةٌ مِنَ التكريمِ ما أعطَتْه ومع ذلك سارَ عليها هذا الحُكمُ .. فليأتِنا المُلحِدُ بآيةٍ واحدَةٍ أو حديثٍ صحيحٍ واحِدٍ يحتقرُ السيِّدةَ عائشةَ رضى اللهُ تعالى عنْها وإلا فليخنسْ فى جُحْرِه.

                * المُلحِدُ ليسَ لديهِ بديلٌ أكثرَ عدْلا مِن هذا المعيارِ كما سيأتى فى الحديثِ مع الباحثينَ عنْ الحقِّ.

                *
                إلى هُنا تنتهى قضيَّةُ المُلحِدِ فقضيَّتُه إثباتُ الظلمِ لنفى المصدَرِ الإلهىِّ للتشريعِ الإسلامىِّ .. وقدْ ظهرَ انتفاءُ الظلمِ عنه فبطلت دعوى المُلحدِ وسقطتْ قضيَّتُه .. باقى الردِّ هو للباحثِينَ عنْ الحقِّ.

                * أوَّلُ شئٍ ننتبِهُ إليهِ هو أنَّ الإسلامَ لمْ يفرِضْ تزويجَ الفتاة الصغيرة بمُجرَّد بلوغِها القُدرَة على تحمُّلِ الوطء .. بل الإسلامُ فقط أباحَ هذا ثمَّ وضعَ لهُ مِنَ الضوابطِ ما يكفلُ مُراعاةَ حقِّ الصغيرَةِ .. فالسؤالُ هو هلْ كانَ المُلحِدُ يريدُ مِنَ الإسلامِ أن يمنعَ هذا الأمرَ أمْ ماذا .. وهل جاء الإسلامُ ليُضيِّق على الناس فى معاشِهم أمْ ليُنظِّم لهُم حياتَهم ؟! .. نعمْ فمنعُ تزويجِ الأبِّ فتاتَه الصغيرَة سيؤدى للتضييقِ على النَّاس فى حياتِهم ودونَ مُبرِّرٍ معقولٍ أصلا .. فكثيرٌ مِنَ الفتياتِ حتى فى زمانِنا هذا ينضُجنَ مُبكِّرا وكثيرٌ مِنهنَّ من يحتاجُ الأبُّ لتزويِجِها فى أسرَعِ وقتٍ لصالِحِها هى لأىِّ سَببٍ كانَ كمَرَضِ الأبِّ أو سَفَرِه أو ما سِوى ذلك .. فلِماذا يُضيِّقُ الإسلامُ على النَّاس فى حياتِهم ويمنعُ عنهُم هذا الأمرَ بِما قد يجرُّ عليهم الكثيرَ مِنَ الضيقاتِ فى حياتِهم .. ولننظر إلى حالِ الغربيين متى تبدأُ عِندَهم الفتاةُ فى الزنى ومتى تُفضُّ بكارتُها سيجدون أنَّ كثيرين جِدًّا من الفتيات يُزنى بِهنَّ فى سنٍّ دونَ الخامسة .. فهلْ الزواجُ للبنتِ أفضلُ أمْ الاغتصابُ أمْ الزنى ؟ سؤالٌ لا يعرفُ إجابتَه غيرَ المؤمنين.

                * هل الزواجُ شرٌّ ؟ .. لا الزواجُ ليسَ شرًّا أبدا فحاصِلُ الزواجِ هو انتِقالُ ولايةِ المرأة مِن رجُلٍ هو الأبُّ إلى رجُلٍ آخرض هو الزوجُ .. الزائِدُ فى الزوج أنَّه له الحقُّ فى مُعاشَرَتِها وهذا ليسَ فيهِ شرٌّ لأنَّ الفتاة بالفِعلِ - طبقا للمِعيارِ الإسلامىِّ - قادِرةٌ على تحمُّل المُعاشرَة والجِماعِ .. ناهيكُم عن أنَّ الأبَّ يستطيعُ أن يظلِم ابنته الصغيرةَ بأىِّ صورة حتى بالاغتصابِ كما يحدثُ فى المُجتمعاتِ الإلحاديَّة بينما فى المُجتمعاتِ الإسلاميَّة يُحافظُ الأبُّ على ابنته ويُراعيها .. فكذلكَ الزوجُ المُسلِمُ يُحافظ على زوجتِه ويُراعيها امتثالا لأمرِ اللهِ تعالى ووصيَّة نبيِّه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم .. فما الفارِقُ بينَ ولاية الأبِّ وولاية الزوجِ حتى يمنعَ الإسلام النَّاسَ مِنْ هذا البابِ مِنْ أبوابِ الخيرِ ؟!.

                * أمَّا تزويجُها بغيرِ إذنِها فلهُ وجاهتُه أيضا .. ذلكَ أنَّ البنتَ فى هذه السنِّ الصغيرةِ لا تَعرفُ شيئا عنْ الرِّجالِ حتى تستطيعَ أنْ تُقرِّر الأنسبَ لها مِنَ الرِّجال كما أنَّها لا تعرفُ شيئا عن الزواجِ حتى تستطيعَ أن تُقرِّر الأنسبَ لها بينَ الزواجِ وعدَمِه .. فالبنتُ المُسلِمةُ - بحقٍّ - كما هوَ معلومٌ مُحصَنَةٌ عفيفةٌ لم تدرُج على مُضاجَعَةِ الرِّجالِ - بل ولا معرِفَتُهم - كما هو حالُ بناتِ المُلحِدينَ .. فماذا صنعَ لهَا الإسلامُ مُكافأةً لها على حَصانِها وعفافِها .. أعطى الإسلامُ القرارَ لأقربِ النَّاسِ إليها وأشدِّ النَّاس حِرصا على مصلحتِها وأكثرِهِم حبًّا لها .. لأبيها .. لا سيَّما بعدَ أنْ ربَّى الإسلامُ الآباءَ على الرأفةِ والرَّحمة ببناتِهم وجعلَ إحسانَهُم إليهِنَّ سبيلا إلى الجنَّة .. فمَن الذى يستطيعُ القولَ بأنَّ ذلك فيهِ ظُلمٌ للفتاة.

                * ولِقائلٍ أن يقولَ أنَّ مِنَ الآباء مَنْ قدْ يُسئُ استغلال هذه السُلطة ليستغلَّ ابنتَه .. ولِهذا الاعتِراضِ وجاهتُه ولكنَّ العُقلاءَ يرونَ أنَّ الرَّجُل الذى لا تظهرُ فيهِ تربيةُ الإسلام ولا يتورعُ عن استغلالِ ابنتِه الصغيرَة لمُجرَّد أنَّه يملِكُ هذا الحقَّ فلن يتورع عن استغلالِها بأىِّ طريقةٍ أخرى .. فرجلٌ كهذا فاجِرٌ ماجِنٌ لا رادِعَ له مِنْ دينٍ أو خُلُقٍ ماذا بقىَ فى صالِحِ البنتِ مِنْ بقائِها معهُ حتى يمنعَ الإسلامُ تزويجهُ لها بغيرِ إذنِها .. وقدْ ظهرَ هذا فى بعضِ أشباهِ الرِّجالِ مِمَّن يدَّعونَ الإسلامَ والإسلامُ مِنهُم براء .. وهؤلاء أيضا مِنهُم مَن وصل بهِ الحال كأسيادِهم الكُفَّارِ الملاعينِ إلى اغتصاب طفلتِه الصغيرةِ وتربيتِها على الفجورِ والانحلالِ بل ومِنهُم من استأجرَ عليها الرِّجالَ وهىَ دونَ الثامِنة .. فمثلُ هذا أىُّ خيرٍ يُرتجى مِن بقائها معهُ لنمنعَ ما قدْ يكون مخرجَهَا الوحيدَ مِنْ هذا القليبِ ؟! .. ومعَ ذلكَ فالأمرُ فى الإسلامِ ليسَ على إطلاقِه .. والقواعِدُ الكليَّة فى الإسلام حاكِمةٌ على كلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ بِما فيها هذه الحالة .. يكفى القاعِدةُ الأصوليَّة "لا ضررَ ولا ضِرارَ" لمنعِ هذا التزويجِ إذا كانَ فيهِ تعسُّفٌ مِن الأبِّ أو ظلمٌ للفتاةِ فالقاضى هُنا رقيبٌ على سلامةِ التصرُّفِ مِن الظُلم والإضرارِ .. بلْ إنَّهُ يملِكُ نزعَ ولايَة مثلِ هذا الأبِّ الفاجِرِ عن ابنتِهِ بالكُليَّة.

                * طيِّب ماذا إن ظلَّمها الزوجُ وكلُّنا نعلمُ حقَّ الزوجِ على زوجتهِ .. أيضا نفسُ الأمرِ فلها أيضا حقوقُ الزوجةِ حتى أنَّها تستطيع أن تخلعَ نفسَهَا مِنْ زوجِها ..كما وأنَّ الإسلامَ يُربِّى الرِّجالَ على مُعاشَرَة نسائِهم بالمعروفِ لا على ظُلمِهِنَّ .. ومِنَ المعلومِ للعُقلاء أنَّ النُّظُم تُحاسَبُ على مجموعِ قواعِدِها لا على آحادِها .. فإذا أردتَ مُحاسبةَ الإسلامِ فلتأخُذ فى اعتبارِك أنَّه يمنعُ الظلم ويُحرِّمُه ويحضُّ على المُعاشَرَةِ بالمعروفِ ويوجِبُها .. فالحمدُ للهِ على نِعمةِ الإسلامِ.

                * هل يوجدُ بديلٌ أكثرَ عدلا مِنْ هذا المِعيار ؟ لا يوجدُ بديلٌ أكثر عدلا مِنْ مِعيارِ القُدرة على تحمُّلِ الوطء .. فتحديدُ سنٍّ للزواجِ يؤدى إلى ظلمٍ فاحِشٍ ذلكَ أنَّك ستضطر إلى رفعِ سنِّ الزواج لدى الفتياتِ لتستجيبَ إلى طلبِ المُلحدِ بعدم الزواجِ فى سنٍّ صغيرة وليكن 16 أو 17 أو 18 .. فهذا التحديدُ سيظلمُ فتياتٍ كثيراتٍ ينضجنَ جِنسيا ويذُقن الاحتياجَ الجِنسىَّ قبل هذا الحدِّ بسنواتٍ والواقِعُ أكبرُ شاهدٍ ودليلٍ وانحرافُ الفتياتِ فى سنٍّ مُبكِّرَة عن هذا كثيرا فى جميعِ دولِ العالمِ - بنسب مُختلفة - أكبرُ شاهدٍ ودليلٍ .. وإنْ تركتَ الاختيارَ والحريَّة للفتاة فى زواجِها فأنتَ تظلمُها أشدَّ الظلمِ لأنَّها لا شكَّ ستُخطئ كثيرا فى الاختيارِ فى مسائلَ ليسَ لها فيها خِبرَةٌ أو معرِفةٌ .. فهذا نظيرُ أنْ تأتىَ على يتيمٍ فى عامِهِ التاسِعَ وتدفعَ لهُ أموالَهُ وتترُكَهُ فى الدنيا وحيدا ولسانُ حالِك "تصرَّف فى مالِكَ كيفَ شِئتَ وبما شِئت" فهذا أشدُّ الظلمِ.

                * دفعُ الولايةِ على الصغيرَةِ فى نفسِها إلى أقربِ الأقرباء إليها وأخلَصِ المُحبِّين لها وأولاهم حقا عليها - إلى أبيها - مع تقييدِ ولايته هذه بقُدرَتِها على تحمُّل الوطء ومعَ تهذيبِ نفسهِ بالحضِّ على برِّها والإحسانِ إليها والرحمة بِها لهوَ أشدُّ التحصيناتِ للفتاةِ الصغيرَةِ فى هذه الدنيا بِما يجعلُه للعاقِلِ المُنصِف يتخطى حدودَ العدلِ إلى الرحمة ويجعلُ ما اعترَضَ عليه المُلحِدُ - لجهله وحِقدِه - تشريعا أسمى مِنْ كلِّ ما أنتَجَتْهُ قرائِحُ البشرِ مِنْ نُّظمٍ للمُحافظة على النِّساء وضمانِ حقوقِهنَّ .. والواقِعُ خيرُ شاهدٍ ودليلٍ .. واللهُ المُستعانُ.

                وآخرُ دعوانا أنْ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
                وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

                رحِمَ
                اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

                تعليق

                • قلب ينبض بحب الله
                  مشرفة عامة

                  • 24 سبت, 2010
                  • 3429
                  • طاعة الله
                  • مسلمة

                  #9
                  طالما هو تشريع إسلامى فهو يستحق الإنتقاد من وجهة نظرهم !!
                  حتى وإن وافق هذا التشريع الفطرة واختلف بإختلاف الثقافة والتاريخ والجغرافيا
                  وقد فضحوا أنفسهم وحقدهم على الإسلام بعدم مخالفة قوانينهم لشريعتنا فى هذا الأمر
                  فما الذى يعنيه هذا التناقض عندهم سوى حقد ورفض لكل ماهو إسلامى !!
                  الحديث يقول إن الرسول صل الله عليه وسلم تزوج السيدة عائشة رضى الله عنها وأرضاها وهى بنت تسع سنوات
                  هذا إهدار لحقوق الطفل وشهوانية وشذوذ !!
                  دولة الفاتيكان تبيح إقامة علاقة مع فتاة برضاها فى سن 12 عام
                  هذا دين وعقيدة وتقدم ورقى ولا دخل لأحد به !!
                  نسأل الله تبارك وتعالى لنا ولهم الهداية
                  وَريحُ يوسفَ لا تَأتي نَسائمُها
                  إِلا لِقلبٍ كانَ هواهُ يَعقوبا



                  تعليق

                  • عزام رائد
                    4- عضو فعال
                    • 12 نوف, 2011
                    • 635
                    • جهاد الكلمة
                    • مسلم

                    #10
                    سامحكم الله لماذا كل هذا التعقيد ؟

                    لو جائني أهوائي لينتقد رفض تحتديد سن الزواج في الإسلام فالرد بسيط جدا

                    أعطني سن محدد للبلوغ و سأعطيك سن محدد للزواج في الإسلام

                    للشاب و الفتاة و ليس الفتاة فقط !

                    و بخصوص زواج الرسول بعائشة ففي جزيرة العرب في ذلك الزمن كانت تبلغ الفتاة في سن التاسعة

                    عن عائشة رضي الله عنها انها قالت أن الجارية إذا بلغت تسع سنوات سميت إمرأة

                    رواه الترمذي على ما أذكر ...

                    تعليق

                    • مسلم للأبد
                      مشرف الأقسام العامة

                      • 20 ماي, 2008
                      • 11698
                      • محاسب
                      • مسلم

                      #11
                      إستوقفتنى آية ( ليشارك الجميع ) -- أستوقفنى حديث رسول الله ... متجدد

                      من كلمات الإمام الشافعى رحمة الله عليه
                      إن كنت تغدو في الذنوب جليـدا ... وتخاف في يوم المعاد وعيــدا
                      فلقـد أتاك من المهيمن عـفـوه
                      ... وأفاض من نعم عليك مزيــدا
                      لا تيأسن من لطف ربك في الحشا
                      ... في بطن أمك مضغة ووليــدا
                      لو شـاء أن تصلى جهنم خالـدا
                      ... ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيـدا
                      ●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●
                      أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ
                      ●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●

                      تعليق

                      • مسلم عن حق
                        1- عضو جديد
                        • 12 أكت, 2009
                        • 56
                        • مهندس
                        • مسلم

                        #12
                        بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.

                        حياكم الله إخوتي جميعا و جزاكم الله الفردوس الأعلى.

                        الموضوع طرحه لا يجب أن يكون فيه إنتصارا لرأي على حساب أخر .

                        بل كان طرحي للموضوع أولا ردا على ما يثار من شبهات حول زواج النبي صلى الله عليه و سلم من السيدة عائشة , خاصة من اليهود و النصارى و من بعض الملاحدة في الغرب .

                        و ردا على بعض المسلمين الذين يخالفون الأحاديث الصحيحة , للهروب من تلك الشبهات .

                        و توضيحا لأن ما يطالب به بعض المتأثرين بالغرب , ليس بأمر مستقر و ليس بأمر مقدس , بل هو أمر تمت مناقشته على مستويات (فسيولوجية تتعلق بالبلوغ, سيكولوجية تتعلق بنمو إدراك الشخص من مرحلة الطفولة إلى مرحلة أكثر نضوجا و إجتماعية تتعلق بالعمل و حق التعليم و أشياء أخرى) لمدة قرون في الغرب و إستقرت كل دولة على ما ناسبها في ذلك .

                        و أن ما علينا فعله هو النظر في مجتمعنا و في مشاكله و في شرعنا و ثقافتنا و في الطبيعة الفسيولوجية و السيكولوجية لأبنائنا لنخرج بما يناسبنا .
                        فهناك مشاكل مجتمعية مثل الإتجار بالصغيرات و بموافقة الأهل و ترحيبهم , بتزويجهم صغيرات لبعض الأثرياء مقابل مبلغ معين من المال .
                        و على الحكام و القائمين على البلد أن يشرعو القوانين المناسبة , لدرء المفاسد .
                        -------
                        و بالنسبة لتحديد سن أدنى للزواج من وجهة النظر الشرعية , أنقل تعليق أخي الحبيب الشيخ عمرو بسيوني (ستيودنت):
                        (قرأته .
                        وهو مميز في النقطة المسيحية ، وهو جواب كامل على قضية زواج السيدة عائشة .

                        لكن موضوع تحديد سن الزواج لا إشكال فيه ، ومما يسع فيه الاجتهاد ، لأن زواج الصغيرة جائز ، ليس واجبا ولا مستحبا ، وتحديده في مثل هذا العصر عندي واجب ، وهو مذهب ابن عثيمين .
                        )

                        تعليق

                        مواضيع ذات صلة

                        تقليص

                        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                        ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, منذ 2 أسابيع
                        ردود 0
                        129 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة أحمد الشامي1
                        بواسطة أحمد الشامي1
                        ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, منذ 3 أسابيع
                        ردود 0
                        24 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة أحمد الشامي1
                        بواسطة أحمد الشامي1
                        ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 14 أكت, 2024, 04:41 ص
                        ردود 0
                        251 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة أحمد الشامي1
                        بواسطة أحمد الشامي1
                        ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 27 سبت, 2024, 09:29 م
                        ردود 0
                        119 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة أحمد الشامي1
                        بواسطة أحمد الشامي1
                        ابتدأ بواسطة الشهاب_الثاقب, 13 أغس, 2024, 06:03 ص
                        ردود 3
                        122 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة الشهاب_الثاقب
                        يعمل...