قناة مكافح الشبهات - أبو عمر الباحث
نسف أكاذيب النصارى حول القرآن الكريم
شبهة آيتين في القرآن لم تُـكتبا في المصحف
لتحميل البحث بصيغة pdf اضغط هنا
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه نسف أكاذيب النصارى حول القرآن الكريم
شبهة آيتين في القرآن لم تُـكتبا في المصحف
لتحميل البحث بصيغة pdf اضغط هنا
وبعد:
هذه سلسلة ردود علمية على شبهات النصارى حول عصمة القرآن الكريم.
قالوا كيف تقولون أن كتابكم محفوظ من التغيير وعندكم رواية تقول أن القرآن ضاع منه آيتان ؟
واستدلوا بما أبو عبيد في فضائل القرآن قال:
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ الْكَلَاعِيِّ، أَنَّ مَسْلَمَةَ بْنَ مُخَلَّدٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ لَهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ: أَخْبِرُونِي بِآيَتَيْنِ مِنَ الْقُرْآنِ لَمْ تُكْتَبَا فِي الْمُصْحَفِ، فَلَمْ يُخْبِرُوهُ، وَعِنْدَهُمْ أَبُو الْكَنُودِ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ، فَقَالَ مَسْلَمَةُ: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَلَا أَبْشِرُوا أَنْتُمُ الْمُفْلِحُونَ، وَالَّذِينَ آوُوهُمْ وَنَصَرُوهُمْ وَجَادَلُوا عَنْهُمُ الْقَوْمَ الَّذِينَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أُولَئِكَ مَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).(1)
وللرد على هذا الافتراء أقول:
أولا: الرواية غير صحيحة:
ففي سندها راوٍ ضعيف وآخر مجهول الحال.
والمسلمون لا يقبلون في دينهم إلا حديثاً صحيحا حتى تنطبق عليه شروط خمس وهي:
1- اتصال السند. 2- عدالة الرواة. 3- ضبط الرواة. 4- انتفاء الشذوذ. 5- انتفاء العلة.
قال أبو عمرو بن الصلاح :{ أَمَّا الْحَدِيثُ الصّحِيحُ: فَهُوَ الْحَدِيثُ الْمُسْنَدُ الّذِي يَتّصِلُ إِسْنَادُهُ بِنَقْلِ الْعَدْلِ الضّابِطِ عَنِ الْعَدْلِ الضّابِطِ إِلَى مُنْتَهَاهُ ، وَلَا يَكُونُ شَاذّاً ، وَلا مُعَلّلاً}. (2) علل الرواية:
العلة الأولى: ابْنِ لَهِيعَةَ ضعيف الحديث.
قال الإمام الذهبي:
· قال ابن معين ضعيف لا يُـحتج به.
· الحميدي عن يحيى بن سعيد أنه كان لا يراه شيئا.
· نعيم بن حماد سمعت ابن مهدي يقول ما أعتد بشيء سمعته من حديث ابن لهيعة إلا سماع ابن المبارك ونحوه.
· أحمد بن محمد الحضرمي سألت ابن معين عن ابن لهيعة فقال: ليس بالقوي.
· معاوية بن صالح سمعت يحيى يقول: ابن لهيعة ضعيف.(3)
العلة الثانية: أَبُو سُفْيَانَ الْكَلَاعِيّ مجهول الحال.
ورواية المجهول عندنا مردودة غير مقبولة.
قال الإمام أبو عمرو بن الصلاح:
{الْمَجْهُولُ الْعَدَالَةِ مِنْ حَيْثُ الظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ جَمِيعًا ، وَرِوَايَتُهُ غَيْرُ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ الْجَمَاهِيرِ}.(4)
قال الإمام ابن كثير:
{فَأَمّا الْـمُبْهَمُ الَّذِي لَمْ يُسَمَّ ، أَوْ من سُمِّيَ وَلَمْ تُعْرَفْ عَيْنُهُ فهذا ممن لا يَقْبَلُ رِوَايَتَهُ أَحَدٌ عَلِمْنَاهُ}.(5)
فكل هذه العلل تمنعنا من قبول هذه الرواية ويحكم العلماء عليها بالوضع والكذب.
ثانيا: الرواية تخالف الصحيح المتفق عليه:
هذه الرواية مخالفة لما اتفقت على الأمة الإسلامية
فلقد روى الإمام البخاري في صحيحه: عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ قَالَ:
{ دَخَلْتُ أَنَا وَشَدَّادُ بْنُ مَعْقِلٍ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
فَقَالَ لَهُ شَدَّادُ بْنُ مَعْقِلٍ: أَتَرَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ شَيْءٍ؟
قَالَ: مَا تَرَكَ إِلَّا مَا بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ.
قَالَ: وَدَخَلْنَا عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ فَسَأَلْنَاهُ:
فَقَالَ: مَا تَرَكَ إِلَّا مَا بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ}.(6)
قال الإمام ابن حجر العسقلاني:
{ وَهَذِهِ التَّرْجَمَةُ لِلرَّدِّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّ كَثِيرًا مِنَ الْقُرْآنِ ذَهَبَ لِذَهَابِ حَمَلَتِهِ}.(7)
ثالثا: على فرض صحة الرواية:
أقول: على فرض صحة الرواية فهاتان الآيتان من منسوخ التلاوة ولا تطعن هذه الرواية بحال من الأحوال في عصمة القرآن الكريم.
قال الإمام السيوطي في الإتقان:
النَّوْعُ السَّابِعُ وَالْأَرْبَعُونَ: فِي نَاسِخِهِ وَمَنْسُوخِهِ
الضَّرْبُ الثَّالِثُ: مَا نُسِخَ تِلَاوَتُهُ دُونَ حُكْمِهِ .. وَقَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيِّ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ الْكَلَاعِيِّ أَنَّ مَسْلَمَةَ بْنَ مُخَلَّدٍ الْأَنْصَارِيَّ قَالَ لَهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ: {أَخْبِرُونِي بِآيَتَيْنِ فِي الْقُرْآنِ لَمْ يُكْتَبَا فِي الْمُصْحَفِ فَلَمْ يُخْبِرُوهُ وَعِنْدَهُمْ أَبُو الْكَنُّودِ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ فَقَالَ مَسْلَمَةُ " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَلَا أَبْشِرُوا أَنْتُمُ الْمُفْلِحُونَ وَالَّذِينَ آوَوْهُمْ وَنَصَرُوهُمْ وَجَادَلُوا عَنْهُمُ الْقَوْمَ الَّذِينَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أُولَئِكَ لَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }.(8)
إذاً فالإمام السيوطي يضع الرواية تحت باب "ما نُسِخَت تِلَاوَتُهُ دُونَ حُكْمِهِ"
ولذلك نقول أن هذه الرواية في حالة صحة سندها ستكون من المنسوخ تلاوته الذي لم يثبت في العرضة الأخيرة التي نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم بها.
وأقول: كل ما لم يثبت في العرضة الأخيرة فليس بقرآن ، ولو صح سنده فهو منسوخ.
رابعاً: من فمك أُدينك:
ألم تنظروا إلى ما في كتبكم يا قوم ؟ ألم تروا حجم التحريفات والتخريفات التي في كتابكم ؟
قال المهندس رياض يوسف داود:
{ كان الكٍتَابُ يُنْسَخُ نَسْخَ اليد في بداية العصر المسيحي وكانوا ينسخون بأدوات كتابة بدائية ، عن نسخ منسوخة ، ولقد أدخل النُّسَّاخُ الكثيرَ من التبديل والتعديل على النصوص وتراكم بعضُه على بعضِه الآخر ، فكان النص الذي وصل آخرَ الأمرَ مُثْقَلاً بألوان التبديل التي ظهرت في عدد كبير من القراءات ، فما إن يَصْدُر كتاب جديد حتى تنشر له نُسْخَاتٌ مشحونة بالأغلاط} .(9)
مراجع البحـث:
(1) فضائل القرآن للإمام أبي عبيد القاسم ابن سلّام ص301 ، ط دار ابن كثير - بيروت .
(2) علوم الحديث للإمام أبي عمرو بن الصلاح ص11 ، ط دار الفكر المعاصر - لبنان ، دار الفكر - سوريا ، ت: نور الدين عنتر .
(3) ميزان الاعتدال في نقد الرجال للإمام الذهبي ج4 ص166 ، ط دار الكتب العلمية - بيروت .
(4) علوم الحديث للإمام أبي عمرو بن الصلاح ص111 ، ط دار الفكر المعاصر - لبنان ودار الفكر - سوريا ، ت: نور الدين عنتر .
(5) الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث للإمام ابن كثير ص92 ، تأليف الشيخ أحمد شاكر ، ط دار الكتب العلمية - بيروت .
(6) صحيح البخاري ص1282 ح5019 ، ط دار بن كثير - بيروت .
(7) فتح الباري للإمام بن حجر العسقلاني ج11 ص251 ، ط دار طيبة - القاهرة ، ت: نظر محمد الفَاريابي .
(8) الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي ج4 ص1454 و1462ط وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالسعودية.
(9) مدخل إلى النقد الكتابي للمهندس رياض يوسف داود ص23 ط دار المشرق - بيروت .
تمت بحمد الله
كتبه أبو عمر الباحث
غفر الله له ولوالديه
كتبه أبو عمر الباحث
غفر الله له ولوالديه
تعليق