الليبراليون و خالد عبد الله
فراج إسماعيل
يوما بعد يوم يثبت الليبراليون فى مصر أن لا علاقة لهم بالليبرالية بمفهومها الذى نعرفه. معظم الليبراليين المصريين وحتى العرب متطرفون، لا يفهمون الديمقراطية إلا إذا جاءت بهم، ولا يعترفون بنتيجتها إذا جاءت بتيار آخر.
هؤلاء الليبراليون خذلوا الناس بمواقفهم المتطرفة الحالية وحملاتهم المستمرة على التيار الفائز فى كل الانتخابات التى أقيمت عقب ثورة 25 يناير وآخرها الانتخابات الرئاسية التى جاءت بأول حاكم منتخب فى تاريخ مصر.
بمعايير الليبرالية تولى التيار الإسلامى الحكم وتولى أيضا معظم المقاعد النيابية فى مجلس الشعب المنحل ومجلس الشورى وهذا حقه، لكن الليبراليين المتطرفين يقفون موقفا لتصيد العداء الشديد بصحبة مال سياسى لا حدود له، مرة باختلاق أحداث وهمية وهيئات لا وجود لها كهيئة الأمر بالمعروف، ومرات بمطاردة تصرفات شخصية وإسقاطها على الإسلاميين كدليل إدانة.
يفهمون معايير الليبرالية بطريقتهم. إذا حرض صاحب قناة فضائية على إهدار دم رئيس الجمهورية على الهواء مباشرة، اعتبروها حرية إعلامية وهاجموا أى إجراء قانونى بشأن القناة متهمين التيار الإسلامى بتقييد الحريات. وهكذا اندفعوا فى ثورة غاضبة على جر صحيفة إلى ساحة القضاء لتحريضها على الفتنة الطائفية واختلاق شائعات والتعامل معها على أنها أخبار!
وعندما تحدثت فنانة عن رئيس الجمهورية بأسلوب ساقط من خلال قناة فضائية، وقلدتها أخرى اشتهرت بأفلامها المتعرية، ثم ردت عليهما بعض القنوات الفضائية الإسلامية من خلال ضيوف يمثلون الرأى الآخر، ارتد الليبراليون على أعقابهم إلى زاوية معاكسة وطالبوا بوقف هذه القنوات عن البث!
إنها نظرتهم المتناقضة للحريات. فإما أن تكون لهم ومعهم وإما فإلى جحيم المصادرات والرقابة التى يفهمونها على طريقتهم. مصادرات للصوت المخالف فقط ورقابة على من يرد لهم الصاع صاعين فى ساحة الرأى.
الليبراليون حاليا فى غاية الضيق لأن أقلاما وأصواتا تستطيع أن تكشفهم وتتعقب آراءهم وتعريها سواء من خلال القنوات الفضائية الإسلامية أو بعض الصحف المحترمة والراقية فى أسلوبها.
هذا على سبيل المثال، سر الحملة على برنامج "مصر الجديدة" الذى يقدمه الإعلامى خالد عبدالله فى قناة "الناس". قارن بين تأثير برنامجه بسبب مهنية مقدمه العالية وقدراته الإبداعية، كلاما وحوارا، وبين برامج توك شو فى قنوات أخرى ينفق عليها الملايين وتديرها شبكات إعلانية ضخمة، ويصنع المال السياسى السيال نجومية مقدميها وضيوفها.
خالد عبدالله الأكثر مشاهدة والأكثر قبولا عند الناس، تغلفه الثقة فى كلامه ومضمون ما يبثه، رغم ندرة الإمكانيات المادية.. فيما الآخرون متفرغون للهجوم عليه والدعوة لإغلاق قناته وقنوات إسلامية أخرى بعد أن فشلوا أمامه ولم يسعفهم المال الغزير الذى يجرى بين أيديهم.
إنه الفشل العريض لليبراليين المصريين. خيبة كبيرة تركب جملا!
http://www.almesryoon.com/permalink/24023.html
فراج إسماعيل
يوما بعد يوم يثبت الليبراليون فى مصر أن لا علاقة لهم بالليبرالية بمفهومها الذى نعرفه. معظم الليبراليين المصريين وحتى العرب متطرفون، لا يفهمون الديمقراطية إلا إذا جاءت بهم، ولا يعترفون بنتيجتها إذا جاءت بتيار آخر.
هؤلاء الليبراليون خذلوا الناس بمواقفهم المتطرفة الحالية وحملاتهم المستمرة على التيار الفائز فى كل الانتخابات التى أقيمت عقب ثورة 25 يناير وآخرها الانتخابات الرئاسية التى جاءت بأول حاكم منتخب فى تاريخ مصر.
بمعايير الليبرالية تولى التيار الإسلامى الحكم وتولى أيضا معظم المقاعد النيابية فى مجلس الشعب المنحل ومجلس الشورى وهذا حقه، لكن الليبراليين المتطرفين يقفون موقفا لتصيد العداء الشديد بصحبة مال سياسى لا حدود له، مرة باختلاق أحداث وهمية وهيئات لا وجود لها كهيئة الأمر بالمعروف، ومرات بمطاردة تصرفات شخصية وإسقاطها على الإسلاميين كدليل إدانة.
يفهمون معايير الليبرالية بطريقتهم. إذا حرض صاحب قناة فضائية على إهدار دم رئيس الجمهورية على الهواء مباشرة، اعتبروها حرية إعلامية وهاجموا أى إجراء قانونى بشأن القناة متهمين التيار الإسلامى بتقييد الحريات. وهكذا اندفعوا فى ثورة غاضبة على جر صحيفة إلى ساحة القضاء لتحريضها على الفتنة الطائفية واختلاق شائعات والتعامل معها على أنها أخبار!
وعندما تحدثت فنانة عن رئيس الجمهورية بأسلوب ساقط من خلال قناة فضائية، وقلدتها أخرى اشتهرت بأفلامها المتعرية، ثم ردت عليهما بعض القنوات الفضائية الإسلامية من خلال ضيوف يمثلون الرأى الآخر، ارتد الليبراليون على أعقابهم إلى زاوية معاكسة وطالبوا بوقف هذه القنوات عن البث!
إنها نظرتهم المتناقضة للحريات. فإما أن تكون لهم ومعهم وإما فإلى جحيم المصادرات والرقابة التى يفهمونها على طريقتهم. مصادرات للصوت المخالف فقط ورقابة على من يرد لهم الصاع صاعين فى ساحة الرأى.
الليبراليون حاليا فى غاية الضيق لأن أقلاما وأصواتا تستطيع أن تكشفهم وتتعقب آراءهم وتعريها سواء من خلال القنوات الفضائية الإسلامية أو بعض الصحف المحترمة والراقية فى أسلوبها.
هذا على سبيل المثال، سر الحملة على برنامج "مصر الجديدة" الذى يقدمه الإعلامى خالد عبدالله فى قناة "الناس". قارن بين تأثير برنامجه بسبب مهنية مقدمه العالية وقدراته الإبداعية، كلاما وحوارا، وبين برامج توك شو فى قنوات أخرى ينفق عليها الملايين وتديرها شبكات إعلانية ضخمة، ويصنع المال السياسى السيال نجومية مقدميها وضيوفها.
خالد عبدالله الأكثر مشاهدة والأكثر قبولا عند الناس، تغلفه الثقة فى كلامه ومضمون ما يبثه، رغم ندرة الإمكانيات المادية.. فيما الآخرون متفرغون للهجوم عليه والدعوة لإغلاق قناته وقنوات إسلامية أخرى بعد أن فشلوا أمامه ولم يسعفهم المال الغزير الذى يجرى بين أيديهم.
إنه الفشل العريض لليبراليين المصريين. خيبة كبيرة تركب جملا!
http://www.almesryoon.com/permalink/24023.html