سمط اللآلي في الذبّ عن ياسر برهامي
شبكة سلفي | S.N.N
#سلفي | #مقالات | د. هشام قاسم يكتب / سمط اللآلي في الذبّ عن ياسر برهامي #SALAFI #Q
لم أكن أتوقع أن أكتب هذا الكلام يوماً .. فما كنت أتخيل أن يصل الوضع إلى ما آلت إليه الأحوال ..
صار البغي و العدوان على أهل العلم و الفضل هو الأصل الأصيل و صار انتهاك حرمتهم أمراً هيناً حتى تطاول عليهم الأصاغر
و إذا لم تكن من المهاجمين فأنت منبطح .. جبان .. تقاد كالخراف ... إلى غيرها من التهم المعلّبة ..
و لست اليوم في مقام الدفاع عن الشيخ .. فأنا أجزم أن الله يدافع عن أوليائه ... و إذا لم يكن العلماء بأولياء لله فليس لله في الأرض أولياء ...
و إنما هو تذكير بفضله و سابقته علّ من سولت له نفسه أن يطعن في دينه .. أن يعلم حجم نفسه و يضعها موضعها
حكي لي شيخي .. و هو سكندرّي و قريب من الشيخ ياسر حكاية أردت أن أحكيها كما يرويها هو ..
" كنت مع الشيخ يوما في أواخر الثمانينات فقال لي : تسافر معي غداً إلى مطروح لإلقاء ندوة هناك ... فقلت : أفعل ..
فلما كان الغد قابلته بعد صلاة الفجر و كان يوم جمعة ... ركبنا سيارة أجرة ... وصلنا إلى مدينة الحمّام في العاشرة صباحاً ... اجتمع بالإخوة هناك و أعطاهم درساً ... ثم جلس مع المسئولين عن العمل الدعوي هناك ..
تحركنا بالسيارة سريعاً فوصلنا قبل الجمعة بدقائق و هناك خطب الشيخ بمسجد الفتح بالضبعة و خطبت أنا بمسجد مجاور .. فلما انتهينا .. جلس الناس إلى الشيخ يسئلونه ثم اجتمع بالإخوة و أعطاهم درساً و نسّق العمل الدعوى معهم حتى صلاة العصر ..
ثم ذهبنا إلى مدينة رأس الحكمة المجاورة فصنع مثلما صنع في سابقتيها و أنا قد تملكني التعب من كثرة السفر و كل هذا و لم نصل إلى مطروح حيث المؤتمر ... تحركنا إلى هناك بعد المغرب ووصلنا عشاءً إلى مكان الندوة حيث احتشد الناس و امتلأ المكان بسيارات أمن الدولة ...
ألقى الشيخ الندوة و استمرت ساعتان تقريباً فلما فرغ أخرجه الإخوة من الخلف حتى لا يتم القبض عليه ووقف شبيه له وسط الناس مولياً ظهره للعيون ...
فسرنا في الصحراء بالسيارات و كانت الساعة العاشرة و نصف تقريباً .. فذهب إلى قبائل مطروح و جلس مع شيوخها و ظلول يتكلمون في تنظيم العمل الدعويّ حتى الساعة الواحدة و النصف
لما فرغ كانت قدماي لا تقويان على حملي فذهبنا إلى مكان المبيت الذي سننام فيه حتى الفجر قبل العودة إلى الإسكندرية .. و هنا سئلنا الشيخ على غلاب (مسئول الدعوة السلفية بمطروح) إذا ما كنا نريد شيئاً فطلب منه الشيخ زجاجة ماء لنشرب إذا عطشنا ليلاً..
و بعد أن خلدنا للنوم بربع ساعة ... نادني الشيخ بصوت خفيض جداً و قال لي هكذا : أنت صاحي ؟؟ فأجبته : نعم .خير يا شيخ ؟؟ فقال : أطمئن عليك فقط ..
ثم بعدها بربع ساعة تقريباً نادني ثانيةً بصوت هامس فلم أرد لأعرف ماذا وراءه ...
فوجدته قام من سريره فتوضأ بزجاجة الماء ثم قام يقوم الليل و يبكي و هو يقرأ قوله تعالى
"واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت "
و ظل يرددها كثيراً ..
كاد عقلي يطير .. بعد هذا اليوم الشاق المجهد يقوم ليصلي و يبكي .. إن له مع الله حالاً خاصة
و ظل على حاله هذا حتى الآذان الأول فأنهى صلاته و دخل ينام حتى غرق في نومه ..
و جاء بعدها بعشر دقائق الشيخ علي غلاب يوقظنا فقام الشيخ ياسر حفظه الله و هو يبدو عليه كأنه نام جيداً ..
صلينا الفجر ثم أراد الشيخ على أن نمكث للإفطار فأبى الشيخ و قال : لا نريد فيها شيئاً لأنفسنا ..
عدنا في سيارة كالتي جئنا فيها و جلسنا إلى جوار السائق فكنت أنام لأني لم أنم ليلاً ..
و كات الشيخ ممسكا بمصحفه بجواري .. فلما بلغ قوله تعالى " كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته" .. أخذ يبكي حتى نظر لي السائق فقلت : دعه و حاله ..
انتهى كلام الراوي
كنت أعجب دوماً من بكاء الشيخ في الصلاة في مواضع من القرآن و أقول هل صارت قلوبنا قاسية أم أن هذا القلب مختلف ... أسأل الله أن يثبته ... هذا رجل من السلف
و لما رأيت هذا البغي الظالم عليه حتى صنعوا له كشف حساب .. إلى الله المشتكى ..
هنا تذكرت الأبيات التي سمعتها كثيراً من الشيخ محمد إسماعيل المقدّم حفظه الله :
تصـدر للتدريس كل مهوس *** بليد تسمى بالفقيه المدرس
فحق لأهل العلم أن يتمثلوا *** ببيت قديم شاع في كل مجلس
لقد هزلت حتى بدا من هُـزالها *** كلاها وحتى سامها كل مفلس
" إن الله يدافع عن الذين آمنوا "
و الله يقول الحق و هو يهدي السبيل
#سلفي | #مقالات | د. هشام قاسم يكتب / سمط اللآلي في الذبّ عن ياسر برهامي #SALAFI #Q
لم أكن أتوقع أن أكتب هذا الكلام يوماً .. فما كنت أتخيل أن يصل الوضع إلى ما آلت إليه الأحوال ..
صار البغي و العدوان على أهل العلم و الفضل هو الأصل الأصيل و صار انتهاك حرمتهم أمراً هيناً حتى تطاول عليهم الأصاغر
و إذا لم تكن من المهاجمين فأنت منبطح .. جبان .. تقاد كالخراف ... إلى غيرها من التهم المعلّبة ..
و لست اليوم في مقام الدفاع عن الشيخ .. فأنا أجزم أن الله يدافع عن أوليائه ... و إذا لم يكن العلماء بأولياء لله فليس لله في الأرض أولياء ...
و إنما هو تذكير بفضله و سابقته علّ من سولت له نفسه أن يطعن في دينه .. أن يعلم حجم نفسه و يضعها موضعها
حكي لي شيخي .. و هو سكندرّي و قريب من الشيخ ياسر حكاية أردت أن أحكيها كما يرويها هو ..
" كنت مع الشيخ يوما في أواخر الثمانينات فقال لي : تسافر معي غداً إلى مطروح لإلقاء ندوة هناك ... فقلت : أفعل ..
فلما كان الغد قابلته بعد صلاة الفجر و كان يوم جمعة ... ركبنا سيارة أجرة ... وصلنا إلى مدينة الحمّام في العاشرة صباحاً ... اجتمع بالإخوة هناك و أعطاهم درساً ... ثم جلس مع المسئولين عن العمل الدعوي هناك ..
تحركنا بالسيارة سريعاً فوصلنا قبل الجمعة بدقائق و هناك خطب الشيخ بمسجد الفتح بالضبعة و خطبت أنا بمسجد مجاور .. فلما انتهينا .. جلس الناس إلى الشيخ يسئلونه ثم اجتمع بالإخوة و أعطاهم درساً و نسّق العمل الدعوى معهم حتى صلاة العصر ..
ثم ذهبنا إلى مدينة رأس الحكمة المجاورة فصنع مثلما صنع في سابقتيها و أنا قد تملكني التعب من كثرة السفر و كل هذا و لم نصل إلى مطروح حيث المؤتمر ... تحركنا إلى هناك بعد المغرب ووصلنا عشاءً إلى مكان الندوة حيث احتشد الناس و امتلأ المكان بسيارات أمن الدولة ...
ألقى الشيخ الندوة و استمرت ساعتان تقريباً فلما فرغ أخرجه الإخوة من الخلف حتى لا يتم القبض عليه ووقف شبيه له وسط الناس مولياً ظهره للعيون ...
فسرنا في الصحراء بالسيارات و كانت الساعة العاشرة و نصف تقريباً .. فذهب إلى قبائل مطروح و جلس مع شيوخها و ظلول يتكلمون في تنظيم العمل الدعويّ حتى الساعة الواحدة و النصف
لما فرغ كانت قدماي لا تقويان على حملي فذهبنا إلى مكان المبيت الذي سننام فيه حتى الفجر قبل العودة إلى الإسكندرية .. و هنا سئلنا الشيخ على غلاب (مسئول الدعوة السلفية بمطروح) إذا ما كنا نريد شيئاً فطلب منه الشيخ زجاجة ماء لنشرب إذا عطشنا ليلاً..
و بعد أن خلدنا للنوم بربع ساعة ... نادني الشيخ بصوت خفيض جداً و قال لي هكذا : أنت صاحي ؟؟ فأجبته : نعم .خير يا شيخ ؟؟ فقال : أطمئن عليك فقط ..
ثم بعدها بربع ساعة تقريباً نادني ثانيةً بصوت هامس فلم أرد لأعرف ماذا وراءه ...
فوجدته قام من سريره فتوضأ بزجاجة الماء ثم قام يقوم الليل و يبكي و هو يقرأ قوله تعالى
"واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت "
و ظل يرددها كثيراً ..
كاد عقلي يطير .. بعد هذا اليوم الشاق المجهد يقوم ليصلي و يبكي .. إن له مع الله حالاً خاصة
و ظل على حاله هذا حتى الآذان الأول فأنهى صلاته و دخل ينام حتى غرق في نومه ..
و جاء بعدها بعشر دقائق الشيخ علي غلاب يوقظنا فقام الشيخ ياسر حفظه الله و هو يبدو عليه كأنه نام جيداً ..
صلينا الفجر ثم أراد الشيخ على أن نمكث للإفطار فأبى الشيخ و قال : لا نريد فيها شيئاً لأنفسنا ..
عدنا في سيارة كالتي جئنا فيها و جلسنا إلى جوار السائق فكنت أنام لأني لم أنم ليلاً ..
و كات الشيخ ممسكا بمصحفه بجواري .. فلما بلغ قوله تعالى " كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته" .. أخذ يبكي حتى نظر لي السائق فقلت : دعه و حاله ..
انتهى كلام الراوي
كنت أعجب دوماً من بكاء الشيخ في الصلاة في مواضع من القرآن و أقول هل صارت قلوبنا قاسية أم أن هذا القلب مختلف ... أسأل الله أن يثبته ... هذا رجل من السلف
و لما رأيت هذا البغي الظالم عليه حتى صنعوا له كشف حساب .. إلى الله المشتكى ..
هنا تذكرت الأبيات التي سمعتها كثيراً من الشيخ محمد إسماعيل المقدّم حفظه الله :
تصـدر للتدريس كل مهوس *** بليد تسمى بالفقيه المدرس
فحق لأهل العلم أن يتمثلوا *** ببيت قديم شاع في كل مجلس
لقد هزلت حتى بدا من هُـزالها *** كلاها وحتى سامها كل مفلس
" إن الله يدافع عن الذين آمنوا "
و الله يقول الحق و هو يهدي السبيل
تعليق