" دستور تأويلستان " عمرو عبد العزيز

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أبو البراء1 مسلم اكتشف المزيد حول أبو البراء1
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 1 (0 أعضاء و 1 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أبو البراء1
    0- عضو حديث
    • 10 ديس, 2010
    • 9
    • معلم
    • مسلم

    " دستور تأويلستان " عمرو عبد العزيز

    استعد الجنود الاسرائيليون للهجوم على جنود دولة (تأويلستان) الاسلامية ..
    انه الهجوم الأخير .. الهجوم القاصم المبيد ..
    سيقومون بافناء جنود دولة (تأويلستان) هذه المرة ..
    هم يعرفون ذلك ، جنود دولة (تأويلستان) يعرفون ذلك ، القادة من الجانبين متأكدين من ذلك .
    وبدأ الهجوم ..
    فجأة حدث أغرب شئ يتخيله أي منهم ..
    قام جنود دولة (تأويلستان) بنزع ملابسهم وكشف عوراتهم !
    حدث اضطراب في جنود اسرائيل ..
    ما هذا ؟ ما هذه الحماقة ؟
    أثناء ذلك الارتباك راح جنود (تأويلستان) العرايا يركضون هاربين مستغلين ذهول الجنود الاسرائيليين الذين نظروا الى بعضهم البعض في بلاهة !
    ما معنى هذا ؟ كيف حدث هذا ؟
    أي جنون ؟!

    ****
    حدثت ثورة في (تأويلستان) ..
    ياللفضيحة وياللعار ..
    تم تحويل قائد الجيش للمحاكمة .. وقف أمام القضاة في هدوء .. طلبوا منه في ثورة بالغة أن يوضح سبب هذه الخطة الفضيحة للانسحاب .. في برود شديد قال لهم :

    - استندت الى فتوى الشيخ ( آية الدين ماضي) .. ان أردتم محاسبتي فحاسبوه أولاً !
    ساد الاضطراب قاعة المحاكمة .. الشيخ (آية الدين ماضي) ؟!
    ياللهول ..
    الرجل من كبار العلماء .. من كبار المجاهدين .. كيف نتصرف ؟!
    طلبوا استدعاء الشيخ .. جاء معه مليون ونصف محامي وأكثر من عشرة ملايين محب وقفوا في القاعة .. ساد الاضطراب بين الجميع .. سأله القاضي بصوت مرتعش :
    - يا شيخ (آية الدين) .. هل حقيقي انك قلت بجواز كشف العورات للمجندين كي ينجو بحياتهم ؟

    رد الشيخ (آية الدين) في قوة :
    - نعم .. فعلتها ..

    قال شيخ الأئمة الجالس بجوار القاضي :
    - لكن هذا لا يجوز .. كشف عورة ونقض مروءة وهزيمة مذلة وعار تاريخي ومساخر أمام الأعداء !
    كيف قلت بهذا ؟

    رد الشيخ (آية الدين) :
    - تأولت هذا استناداً الى واقعة كشف (عمرو بن العاص) لعورته أمام (علي بن ابي طالب) كي ينجوا بحياته !

    اتسعت أعين شيخ الأئمة في ذهول ، دق على منضدته بغضب قائلاً :
    - واقعة كاذبة .. رويت من طريقين كلاهما كاذب .. من رواهما اثنان (ابن مزاحم) و (ابن الكلبي) وكلاهما في مراتب الرافضة الكارهين لـ (عمرو) ..

    رفع محامي الشيخ ( آية الدين ماضي) يديه اعتراضاً .. طلب الكلمة فأذن له القاضي .. قال في انتصار :
    - لكنها ذكرت في التاريخ .. والشيخ ذكر أن هذا تأويل خاص به .. وقد قال بهذا القول منذ سنوات فلم يعلق عليه أحد من كبار المعلقين الا بكل أدب باعتبار هذه وجهة نظر وتأويل خاص ..
    ثم أخرج فجأة من حقيبته دستور دولة (تأويلستان) وفتح الباب الأول وقرأ منه :

    (( مادة 1 : كل عالم حصل على تزكية شيخ معروف وله تصنيفات في العلم والفقه له أن يتأول كيف يشاء دون تعرضه لأدنى عقوبة ويُمنع من الرد عليه الا عالم أكبر منه دون رفض لتأويله .. والا فالسجن مصير من يرفض كلامه ممن يعتبرون من العامة الذين لم يحصلوا على تزكية الشيوخ حتى لو ألفوا ألف كتاب ))

    وضع قائد الجيش يديه في جيبه مبتسماً في سخرية ، بينما رفع الشيخ (آية الدين ماضي) رأسه في اباء .. لقد نصره دستور ( تأويلستان ) أيما نصر .. فحتى شيخ الأئمة لا يعدو أن يكون رأيه المضاد مجرد (رأي آخر) أمام رأيه ..
    وخرج الشيخ (آية الدين ماضي) من المحكمة والملايين يرفعونه فوق رؤوسهم .. اسم الله عليه اسم الله عليه .. بينما قائد الجيش الذي سمع الكلام أخذ البراءة وخرج معه محاطاً بهالات الاعجاب والتقدير من محبي الشيخ الكبير .. لقد أخذ بفتوى شيخهم اذن فهو منهم وهم منه ..
    وأصبح قائد جيش (تأويلستان) أسطورة عند تاريخ مسلمي هذه الدولة .. و مسخرة عند تاريخ الاسرائيليين ..
    وأصبح تأويله هو السنة .. وفي كل حرب يحاول اليهود الانتصار على (تأويلستان) قدر طاقتهم كي يصلوا الى هذه النهاية المضحكة .. مشهد آلاف الجنود يركضون عرايا كي يفلتوا من الموت !

    *****
    في دراستي لدبلوم الكيمياء الحيوية قبل سنوات من الآن ، كنت أشعر بالانبهار الشديد من هذه الدقة التي خلق بها الانسان .. كنت أنبهر كيف أن ذرة كربون جاءت هنا بالخطأ يمكنها أن تدمر صحتك كلها .. كيف أن ذرة اوكسجين نقصت من هنا بالخطأ أهلكت أسره بل بلد كاملة .. كيف أبدع الله فأحسن الابداع والدقة .. وكيف أن هذه الدقة لا تسمح لذرة واحدة بالتفلت - الا أن يأتي أمر الله - من الابداع الرباني طوال اليوم .. طوال السنه .. طوال العمر !
    نعم درست لأربع سنوات سابقة (الميكروبيولوجي) .. وهو تخصص أحببته ولله الحمد منذ الثانوية العامة .. لكن (الميكروبيولوجي) برغم كل الابهار الموجود به يتناقص أمام كم (الابهار) الموجود في علوم الكيمياء الحيوية للانسان !
    دخلت لأحضر محاضرة أحد أشهر أساتذة القسم ، انه صاحب عدة رسالات دكتوراة وبقى في الولايات المتحدة لفترة طويلة ، حتى اننا كنا نرتبك أول محاضرتين عندما يقول لنا (آنطاي- )
    حتى عرفنا انها (anti) لكن بكلنة بعض الولايات الأمريكية التي درس فيها !
    كان حديثه في مادته كله قائم على أمر واحد .. النشوء والتطور ..
    عقدنا سواعدنا في ضيق وقلق .. اننا سنطالب بسماع الكفر بعينه وتقديس دارون ثم نطالب بعد هذا بكتابة هذا في ورق الاجابة .. قلنا حسناً .. فليمر الأمر كما مر في الثانوية ودراسة ما قبل التخرج .
    لكن الأمر لم يمر .. الدكتور كان صاحب منطق رهيب .. العيون تتطلع له في انبهار .. راقبنا من حولنا في قلق .. الانسان أصله قرد .. والقرد أصله بكتيريا .. نعم نعم يا دكتور .. آااامين !
    بعد المحاضرة الثانية وقفت مع بعض شباب السلف والاخوان .. طلبت منهم أن تكلموا الرجل .. كنت أعرف أن هذا حرث في بحر .. فالرجل اقترب من الستين ولابد أنه نوقش ألف مرة قبل هذا ..
    ذهب الاخوة اليه .. كنت أريد الذهاب وحدي اليه لكنني آثرت الاخوة السلف بسبب حفظهم لآلاف الأدلة الشرعية ..
    ذهبوا اليه فعلاً .. تحدثوا معه وذكروا مئات الأدلة .. نظر لهم جاداً حتى انتهوا ثم قال لهم بكل حسم :
    - ان هذه هي وجهة نظري .. واني اؤمن بالله وبرسوله كما تؤمنون .. لكن الايمان شئ والعلم شئ .. لا تدخلو الايمان في العلم .. الانسان أصله قرد والقضية محسومة !

    خرج هؤلاء بعدما يأسوا .. ذهبوا له مرة أخرى فزاد من حجته عليهم .. طلبت منهم أن يقولوا قولاً صريحاً في الرجل .. طلبت منهم أن يقولوا بكفره وكفر معتقده ويحذروا منه باقي الطلاب ..
    انتفض البعض غضباً .. تكفير ؟ لا لا لا .. أنت جاهل .. الرجل يقول عن نفسه مؤمن بالله .. لا يحل لنا تكفير أحد بعينه .. لابد من العلماء الكبار !
    اذن هاتوا العلماء الكبار ليناقشوه فان لم يتوب فليكفروه ولنحذر الطلبة ..
    لا لا لا .. العلماء الكبار ورائهم مشغوليات و تضييق أمني .. وان جاؤا حتى فمن الصعب اقامة الحجة !
    اذن ماذا نفعل ؟ انتم تتورعون وعلماؤكم مشغولون ؟ والمصيبة الالحادية تنتشر يوماً وراء الآخر بسرعة ؟ما الحل ؟
    نستمر في الدعوة .. لا نيأس .. الدعوة الحسنة يا أخ .. انما الا التكفير .. هو أخ مسلم متأول !

    واستمروا في الدعوة حتى أيقنوا عدم جدواها .. وظهر الاستاذ كأنه المنتصر .. وظهر هؤلاء في أسوأ صورة كأنهم ضد العلم .. وتورعوا عن تكفيره والتحذير منه ومن منهجه خوفاً من الوقوع في (تهمة) التكفير .. واستمرت المحاضرات مع تأكيد الدكتور أنه ( مؤمن ) وان الانسان أصله (قرد) ..
    مع نهاية العام كانت ربع الدفعة (أو أكثر) قد آمنت بأن الانسان فعلاً أصله قرد ..
    وهذه وجهة نظر يا أخ .. لا يحق التكفير بل العلماء فقط هم الذين يملكونه ! أين هم ؟ انهم مشغولون يا أخ !

    ***

    بعد ما يقارب العام بدأت في متابعة حرب (الأستاذ عبد الصبور شاهين) !
    من هو عبد الصبور شاهين ؟
    ابحث فقط عن سيرة الرجل وكتبه لتنبهر انبهاراً مخيفاً .. الرجل صاحب دعوة وصاحب فكر اسلامي ولطالما أذاق غير الاسلاميين نيراناً في حلوقهم بقوة منطقه وعلمه الشرعي .. يحبه الجميع ويقدر الجميع مجهوده .. امام مسجد (عمرو بن العاص) أكبر مساجد مصر .. له عشرات المؤلفات وله كتاب مفصل لآيات القرآن الكريم في عشر مجلدات ! ان (بنت الشاطئ) عائشة عبد الرحمن من تلاميذه !
    ما هي الحرب التي ختم بها حياته ؟
    لقد أراد شاهين أن يثبت أن الانسان لم يخلق من تراب وصلصال وكل تلك الرواية القرآنية !
    ان آدم من أب وأم !
    ومادام الأمر كذلك فلا مشكلة في نظرية داروين ! فليكن الانسان أصله قرد والقرد أصله أميبا !
    وقام بكتابة كتاب (أبي آدم) في آخر التسعينيات .. وفيه كل الأدلة الشرعية والقرآنية على هذا !
    احتار الجميع .. نصحه البعض وظل الأدب يغلف كل الناصحين .. لم يزجره أحد أو يقول له أن بهذا يكفر بالقرآن ! الكل اعتبر أن عالم مثله ما قاله مجرد (عثرة) سيفيق منها .. الكل راعى للرجل سنه وتاريخه ورفض اطلاق أي حكم على أقواله .. انه متأول .. لكنه يخطئ التأول !
    انتفض البعض من خارج الأزهر .. لم يقم عالم كبير واحد بالرد عليه بكتاب شهير سوى د. زغلول النجار الذي أقام معه مناظرة فعل فيها ما بوسعه دون مساندة (فقهية) واسعة !
    لا يوجد مصنف شهير يثبت أن كتاب أبي آدم كفر بالله وبكتابه .. هو مجرد متأول أو مجتهد يرى الانسان أصله قرد .. وهو عالم فاضل لا يحق لفسل أن ينتقده .. لابد أن يرد عالم كبير .. والعلماء الكبار أصدقاؤه يتحرجون منه أو يعتبرونه متأولاً !
    قضى الرجل آخر عشر سنوات من عمره يدافع عن الكتاب وعن نظريته يدعمه أهل الالحاد من العلماء .. حتى مات وسيلقى الله ومعه كتابه أن الانسان أصله قرد .. وسيجئ كل عالم مثل استاذ الجامعة هذا أمام الله يعتبر أن حجته (الشرعية) هي كتاب (أبي آدم) للعالم الكبير ( عبد الصبور شاهين ) !
    لقد ضل وأضل وشفعت له كتبه وشفع له تاريخه وأنقذته صداقاته وجولاته ضد العلمانيين التي انتصر فيها ، أنقذه كل ذلك من تهمة (الكفر) ! لم يقلها أحد من العلماء الكبار صراحة .. مات الرجل المجاهد سابقاً ضد أعداء الدين والذي تخرج على يديه الآلاف وهو يجاهد آخر مجاهدة في حياته لاثبات أن الانسان أصله قرد !
    جاهد ضد أهل الالحاد عشرات السنين ثم لم يمت حتى اعطاهم سلاحاً لم يحلموا به : تأصيل شرعي لنظرية داروين !
    من اليوم لو قابلت ملحداً فجئت له بالقرآن لتثبت كذب (داروين) فسيقابلك بالقرآن أيضاً ليثبت صدق النظرية كما علمه (شاهين)!
    من الملوم الأول على هذا ؟ هو أم العلماء الكبار الذين قدروا (تاريخ) الرجل فقبلوا منه شطحة (كفر) واعتبروها تأويل شخصي رافضين أي تكفير من (سفهاء الأحلام) !
    لقد حماه في الدنيا (دستور تأويلستان) ..
    فهل يحميه في الآخرة ؟

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 20 ينا, 2023, 12:34 ص
ردود 0
40 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة عطيه الدماطى
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 مار, 2022, 03:43 ص
ردود 0
41 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 مار, 2022, 03:38 ص
ردود 0
63 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 1 فبر, 2022, 04:13 ص
ردود 0
68 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة صلاح عامر
بواسطة صلاح عامر
ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 22 يول, 2021, 02:08 م
ردود 0
58 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة صلاح عامر
بواسطة صلاح عامر
يعمل...