إحذروا عدنان إبراهيم
كالفقاعة الهوائية ظهر في النمسا شخص يحمل اسم عدنان إبراهيم ، يقال إن الرجل له اطلاع واسع في أكثر من علم..تجشمت قراءة ما كتبه و ما كتبه حتى الآن قليل جدا بالنسبة للهالة التي ضربها البعض حوله. لكنه يصور كل لقاءاته و كل خطبه التي يلقيها في مسجده بفيينا، كما يحرص على تسجيل كل الدروس التي يلقيها و يكثر أصحابه من نشر دروسه على اليوتوب، فهو منبر لمن لا منبر له ! أغلب ما اطلعت عليه كان إذن من خلال ما نشر على اليوتوب. لم ألمس في الرجل معشار ما يروجه أتباعه، أغلب حديثه بالدارجة، و ليس في أسلوبه صبابة من الحس النقدي فهو أكبر حاطب ليل فيما يتعلق بالروايات التي يستشهد بها ضد الصحابة. إنه يشبه أولئك الكتاب الأغرار الذين تستدل على ضحالتهم الفكرية من أول وهلة عندما تجدهم يعاملون الروايات التاريخية معاملة الآيات القرآنية أو الأحاديث الصحيحة. يأتي الرجل بروايات شاذة ثم يجحظ عينيه في مريديه صارخا: هذا الخبر ذكره المسعودي أو اليعقوبي أو الطبري ! و كأن هذه الكتب هي وعاء الروايات المحققة الصحيحة مع أن كل أصحابها اعترفوا بعدم صدقية كل الأخبار التي أوردوها، فالمسعودي يعتذر للقراء عن التقصير و الوهم في بعض الروايات و الطبري يقول بالحرف: و قد أديت هذا الأمر على النحو الذي أدي إلي.و من الأدلة الواضحة على مستواه العلمي الفعلي هو قوله في كتاب نهج البلاغة أنه دون كلام الله و فوق كلام البشر !!! مع أن أقل الناس شأنا في العلم يدركون أن كتاب نهج البلاغة ليس فيه من كلام علي رضي الله عنه معشار العشر، بل هو كله قد انتحله الشريف الرضي الشاعر الشيعي المعروف و باعترافه، كما أن نهج البلاغة جاء عاكسا للأساطير الخرافية عن الكون و نشأته،و التي كانت معششة في دماغ منتحل الكتاب أي الشريف الرضي. تصور أن فيه أن السماوات السبع قد أنشئت من مياه بحار الأرض بعد أن طار الماء في الأجواء و عصفت به الرياح يقول: "….. فَأَمَرَها بِتَصْفِيقِ الْمَاءِ الزَّخَّارِ، وَإِثَارَةِ مَوْجِ الْبِحَارِ، فَمَخَضَتْهُ مَخْضَ السَّقَاءِ وَعَصَفَتْ بهِ عَصْفَهَا بِالْفَضَاءِ. تَرُدُّ أَوَّلَهُ إلَى آخِرِهِ، وَسَاجِيَهْ (ساكنه) إلَى مَائِرِهِ ، حَتَّى عَبَّ عُبَابُهُ، وَرَمَى بالزَّبَدِ رُكَامُهُ، فَرَفَعَهُ في هَواء مُنْفَتِق ، وَجَوٍّ مُنْفَهِق، فَسَوَّى مِنْهُ سَبْعَ سَمَاوَات…" فالشريف الرضي كان يتصور خلق السموت كان يشبه صناعة الزبدة بمخض اللبن الذي كانت أمه تصنعه. و من يتتبع الخرافات المعيبة التي في نهج البلاغة يصاب بالإكتئاب، و الكتاب مثقل بالصنعة و التكلف و السجع الثقيل فهو أبعد ما يكون عن أسلوب متكلم سوي فبالأحرى أن يكون من كلام علي.
يقول الرجل إنه سني و شافعي المذهب أيضا ! و تجده يستشهد بالأحاديث في البخاري و مسلم و باقي الكتب الست على وجه الاستدلال لأفكاره حينا، و على وجه التنقيص من نفس الكتب في مناسبات أخرى.
لكنه في الآونة الأخيرة آثر أن يزيل عن وجهه كل الأقنعة التي خدع الكثيرين بها بمن فيهم علماء أجلاء موضع ثقة و تقدير في بلاد الإسلام. الذين تسرعوا للأسف في إطرائه و كيل المديح المجاني لشخصه. و ذلك بتخصيص معظم دروسه و جهوده للتنقيص من شأن أصحاب الرسول ص، و الطعن في الكثير منهم كابي هريرة و معاوية و عمرو بن العاص و طلحة و الزبير بل تجرأ أيضا على حرم رسول الله ص فتكلم في السيدة عائشة أم المومنين و وصفها بأوصاف لا تليق لا بها و لا بزوجها ، فقد سمعته يصف أم المومنين بأنها جاهلة و بدائية ! كما سمعته يصف أحد الصحابة بأنه مجرد قرد. و قال عن أبي هريرة رضي الله عنه و أرضاه بأن إيمانه كان إيمان خرفان، كما أني سمعته يسب و يلعن مسلمة الفتح كلهم دون تفريق بين واحد منهم.
بل سمعته يلعن السلفيين و علماءهم بالجملة و يصف علماء أهل السنة بالحاخامات ! الذين يفصلون الفتاوى على مقاس الحكام.إلا شيخه البوطي و حسون و علماء الرافضة طبعا. كما أنه يرمي " الأمويين" عن قوس واحدة سيرا مع تيار الرعاع الذين يحاكمون الناس حسب انتماءاتهم العرقية و القبائلية. و من بوائقه أنه اتهم معاوية في شرفه،بما أستحيي أن أذكره، كما اتهم زوجته ميسون المشهود لها بالشرف في قومها و كان لها من العفة القدح المعلى إتهمها بالزنا عياذا بالله رجما بالغيب حيث سمعته يقول: لعلها خانت معاوية مع خادمها فأنجبت يزيد !!
في كثير من الأحيان- و أنا ألاحظ حركاته البهلوانية و طرقه الخداية في الاحتجاج و التدليس و تسرعه الغير مسبوق في لعن بعض الصحابة و لعن آلاف العلماء و إصداره لأحكام جائرة جاهزة -، خيل إلي أن الرجل مصاب في عقله و يعاني من اضطراب نفسي أكيد…لكن مع مزيد اطلاع على أقواله و المواضيع التي يتطرق إليها، و الاستنباطات التي ينتقيها بعناية و طريقة التحليل التي ينتهجها بدا لي واضحا وضوح الشمس في ربيعة النهار أن الرجل متشبع بما سطره غلاة الروافض ، و أنه مقتات على مخلفات موائدهم. لأنه بصراحة لم يأت بأي شيء جديد البتة. بل هو مجرد مروج لما في كتب غلاة الرافضة الخرافيين مثل عبد الحسين الموسوي و أسد حيدر، و التيجاني التافه، و علي الكوراني الذي قال على الملأ أن الأئمة شركاء مع الله في تدبير الكون.و الشيرازي و ياسر الحبيب الذي في المقابل ينهى عن لعنه. كما أنه قد زُوِّد بكتيبات لأحد أكبر غلاة المتصوفة في المغرب و التي كتبها في فترة الانغلاق الفكري و الضياع العاطفي قبل أن يتراجع منذ أكثر من 60 سنة خلت. و لا أريد أن أذكر اسمه لعلمي بتوبته مما سبق و كتب بل هناك نسخ أخرى لكتبه قد حذف منها كل تلك الضلالات التي قالها عن معاوية و عمرو بن العاص.
عدنان إبراهيم إذن جندي من جنود غلاة الرافضة و يعمل ليل نهار على نشر مذهبهم الخرافي …لكنه على ما أستنتجه آثر أن يبدأ مشروعه الذي تحوم شكوك قوية جدا بأنه مدعوم من التيار الشيرازي الذي بلغ من كفره البواح أنه يتهم أم المومنين بالزنا علانية و هو شيخ لذلك المرتد المسمى ياسر الحبيب. أقول آثر أن يبدأ مشروعه بخديعة رخيصة و هي إظهار نفسه كما لو كان سنيا و شافعيا حتى يجمع أكبر قدر ممكن من التزكيات التي يجود بها علماء أهل السنة الموصوفون دوما بالطوباوية الشديدة للأسف و الذين جعلوا من شعارهم : من خدعنا بالله انخدعنا له. لكن عدنان إبراهيم خِبٌّ متمرس فقد استغل طوباوية أولئك العلماء و استصدر منهم تزكيات سخية غير محتاطة فبادر إلى تدبيج موقعه على الشبكة بكلماتهم واحدة تلو الأخرى كطعم يصطاد به المعجبين بتلك الشخصيات يسبقهم إلى شخصه الانبهار و يزول عن نفوسهم التوجس من أفكاره، و بذلك يسهل عليه الترويج لبضاعته الفاسدة من الانحراف الفكري الخطير، تماما كما يفعل مروجوا السلع بعرض سلعهم مقرونة بصور لمعشوقي و معشوقات الجماهير فيقول البلهاء و المغفلون: طالما أن الأيقونة الفلانية أو الممثل الفلاني يتعلق بتلك البضاعة فلا بد أنها بضاعة جيدة و نافعة !!! قالوها بأفواههم أو اندمغت على صفحة نفوسهم فإن النتائج واحدة.و قد حصل عليها للأسف عدنان إبراهيم بهذا الاحتيال الرخيص.
أنا لست هنا بصدد رد طعونه في أم المومنين و لا في أصحاب رسول الله و لا في المحدثين و لا أئمة المذاهب فما يروجه اليوم كله قد أفحم فيه علماؤنا أسلاف الروافض من السبئيين منذ القرون الأولى بما لا مزيد عليه. فهو لم يأت بأي شيء جديد على الإطلاق. و كل اعتماده على حكايات تاريخية و أخبار جلها شاذ لا يلتفت إليه باحث حاز شرف العالم المحقق المتحري للحق و الصدق، و ما يروجه و يكثر من التساقط عليه من أخبار تافهة المصدر و تصير أتفه عندما يضيف إليها عدنان إبراهيم من تأويلاته المدلسة المجحفة. إن كل الاتهامات التي يهذي بها لسانه السلق في حق أصحاب النبي ص و العلماء و المحدثين هي و الله العظيم أتفه من أن يضيع الإنسان وقته الثمين في الرد عليها.
لكني أقول بصفة عامة لأولئك الذين زلت بهم أقدامهم إلى مستنقع هذا الفتَّان في فيينا أنه لو عقلتم قليلا لأدركتم أنكم قد استدرجتم بالانخداع به إلى مكب قمامة الأحقاد على خيرة الأمجاد و مفخرة الإسلام و التي لم يزل الرافضة في تيهها يعمهون منذ أن وجدوا.
لقد كنت في نقاش مرة مع أحد الروافض في بلجيكا و طبعا فإن 99,99 % من حديث الرافضة هو حول التنقيص من أصحاب الرسول و أمهات المومنين ، و قد كنت أعلم أن ذلك المسترفض لا حديث له غير ذلك منذ أم داس الرافضة على فكره. فقلت له: إن أعجب ما أعجب منه هو عدم وعي الرافضة بالعقوبة الماحقة التي سلطت عليهم؟ قال لي في استغراب: أية عقوبة؟ قلت ها أنت أيضا صرت مثلهم لا تعرف العقوبة التي سلطت عليك بسببهم؟ فازداد حنق الرجل و الروافض سريعوا الغضب و فجرة في الخصام، و من لم يصدق فليتابع لعنات عدنان إبراهيم و شدة حنقه و انتفاخ أوداجه و جحوظ عينيه التي تصاحب طريقة استغفاله لأتباعه الأغرار. قلت له إن العقوبة هي صرف أعماركم في نهش لحوم الموتى من الأولين. فكروا معي أحبائي القراء . أليس الوقت هو أثمن ما أعطيه الإنسان في الحياة بعد الإيمان الحق؟
و لقد ارتجزت في إحدى قصائدي و قلتُ:
و ما أُعْطِيت بعد الدين مِنحة ××× أعظم ُمن عمر يطفح صحة
ساعاته أثمن من نقد الذهب ××× فلا تك في يديك مثل السراب
من شاء الاطلاع على القصيدة كاملة 33 بيتا فهي بعنوان "الحياة عظة "بهذه المدونة. أنظروها في قسم الشعر بهذه المدونة. أليس حقا أن أكبر عقوبة تصيب الرافضة و المسترفضة أنهم يحشرون في سرداب ذلك الجدال العقيم الذي يَكْبِسهم غلوهم فيه كبْسا ًحتى لا يُبقي لهم من ضيقه الخانق مخرجا لعالم الإسلام الفسيح و السباحة في محيطاته المديدة الغنية بلآلئ المعرفة و ذخائر العلوم و جواهر الحكم. إنني أعرف أشخاصا قد أرداهم دين الرافضة منذ أكثر من عقدين من الزمن و منذ ذلك التاريخ لا حديث لهم إلا في عرض الصحابة و أمهات المومنين، و علماء الإسلام وأئمة المذاهب. أحدهم باع دينه و مسجده لمموليه لم ألتق به منذ سنوات ما يصل من أخبار عنه تقول إنه لا شغل له غير نهش لحوم خير الخلق بعد رسول الله و في السنة الماضية قال تقرير صحفي أن ذلك الرجل دخل عليه الصحفيون في مسجده فوجدوه يلقي درسا على أبناء المهاجرين موضوعه زوجات الرسول ص و الانتقاص منهن. فأية عقوبة أكبر من أن يخسر الإنسان عمره في بث الأحقاد أي أفق هذا ! و أي خذلان ماحق !
إن الإسلام أسس لفلسفة الانعتاق من براثن الالتصاق و الخلود إلى الأرض خلود الاسترقاق عندما قال: تلك أمة قد خلت لها ما كسبت و لكم ما كسبتم و لا تسألون عما كانوا يعلمون. و علم المومنين أدب السماحة و الوداعة لمن مضى من الذين آمنوا فقال:
" و الذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان و لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم"
لكن عدنان إبراهيم يجهد في سلب هذه القيم القرآنية النبيلة من قلوب مستمعيه، قيم السماحة و حسن الظن بأصحاب محمد ص قيم الغفران و سلامة الصدر على السلف الصالح، و استبدالها بالغل و الحقد و المقت الأسود على الجيل الأول. فأي الطريقين تختارون طريق القرآن أم طريق الشيطان.
ما استنتجته أن الرجل من غلاة الرافضة لكنه أقل شجاعة في عرض حقيقة عقيدته و هو بارع في استعمال التقية. أنا أتطوع في تزويد كل متشكك في قولي ب 10 أ, 20 دليلا قاطعا على أن عدنان إبراهيم من غلاة الرافضة، و أنه قطعا كاذب في ادعائه الانتماء إلى التيار الجارف للإسلام الذي هو الأمة و غيره نحل كنحلته الرافضية.
كالفقاعة الهوائية ظهر في النمسا شخص يحمل اسم عدنان إبراهيم ، يقال إن الرجل له اطلاع واسع في أكثر من علم..تجشمت قراءة ما كتبه و ما كتبه حتى الآن قليل جدا بالنسبة للهالة التي ضربها البعض حوله. لكنه يصور كل لقاءاته و كل خطبه التي يلقيها في مسجده بفيينا، كما يحرص على تسجيل كل الدروس التي يلقيها و يكثر أصحابه من نشر دروسه على اليوتوب، فهو منبر لمن لا منبر له ! أغلب ما اطلعت عليه كان إذن من خلال ما نشر على اليوتوب. لم ألمس في الرجل معشار ما يروجه أتباعه، أغلب حديثه بالدارجة، و ليس في أسلوبه صبابة من الحس النقدي فهو أكبر حاطب ليل فيما يتعلق بالروايات التي يستشهد بها ضد الصحابة. إنه يشبه أولئك الكتاب الأغرار الذين تستدل على ضحالتهم الفكرية من أول وهلة عندما تجدهم يعاملون الروايات التاريخية معاملة الآيات القرآنية أو الأحاديث الصحيحة. يأتي الرجل بروايات شاذة ثم يجحظ عينيه في مريديه صارخا: هذا الخبر ذكره المسعودي أو اليعقوبي أو الطبري ! و كأن هذه الكتب هي وعاء الروايات المحققة الصحيحة مع أن كل أصحابها اعترفوا بعدم صدقية كل الأخبار التي أوردوها، فالمسعودي يعتذر للقراء عن التقصير و الوهم في بعض الروايات و الطبري يقول بالحرف: و قد أديت هذا الأمر على النحو الذي أدي إلي.و من الأدلة الواضحة على مستواه العلمي الفعلي هو قوله في كتاب نهج البلاغة أنه دون كلام الله و فوق كلام البشر !!! مع أن أقل الناس شأنا في العلم يدركون أن كتاب نهج البلاغة ليس فيه من كلام علي رضي الله عنه معشار العشر، بل هو كله قد انتحله الشريف الرضي الشاعر الشيعي المعروف و باعترافه، كما أن نهج البلاغة جاء عاكسا للأساطير الخرافية عن الكون و نشأته،و التي كانت معششة في دماغ منتحل الكتاب أي الشريف الرضي. تصور أن فيه أن السماوات السبع قد أنشئت من مياه بحار الأرض بعد أن طار الماء في الأجواء و عصفت به الرياح يقول: "….. فَأَمَرَها بِتَصْفِيقِ الْمَاءِ الزَّخَّارِ، وَإِثَارَةِ مَوْجِ الْبِحَارِ، فَمَخَضَتْهُ مَخْضَ السَّقَاءِ وَعَصَفَتْ بهِ عَصْفَهَا بِالْفَضَاءِ. تَرُدُّ أَوَّلَهُ إلَى آخِرِهِ، وَسَاجِيَهْ (ساكنه) إلَى مَائِرِهِ ، حَتَّى عَبَّ عُبَابُهُ، وَرَمَى بالزَّبَدِ رُكَامُهُ، فَرَفَعَهُ في هَواء مُنْفَتِق ، وَجَوٍّ مُنْفَهِق، فَسَوَّى مِنْهُ سَبْعَ سَمَاوَات…" فالشريف الرضي كان يتصور خلق السموت كان يشبه صناعة الزبدة بمخض اللبن الذي كانت أمه تصنعه. و من يتتبع الخرافات المعيبة التي في نهج البلاغة يصاب بالإكتئاب، و الكتاب مثقل بالصنعة و التكلف و السجع الثقيل فهو أبعد ما يكون عن أسلوب متكلم سوي فبالأحرى أن يكون من كلام علي.
يقول الرجل إنه سني و شافعي المذهب أيضا ! و تجده يستشهد بالأحاديث في البخاري و مسلم و باقي الكتب الست على وجه الاستدلال لأفكاره حينا، و على وجه التنقيص من نفس الكتب في مناسبات أخرى.
لكنه في الآونة الأخيرة آثر أن يزيل عن وجهه كل الأقنعة التي خدع الكثيرين بها بمن فيهم علماء أجلاء موضع ثقة و تقدير في بلاد الإسلام. الذين تسرعوا للأسف في إطرائه و كيل المديح المجاني لشخصه. و ذلك بتخصيص معظم دروسه و جهوده للتنقيص من شأن أصحاب الرسول ص، و الطعن في الكثير منهم كابي هريرة و معاوية و عمرو بن العاص و طلحة و الزبير بل تجرأ أيضا على حرم رسول الله ص فتكلم في السيدة عائشة أم المومنين و وصفها بأوصاف لا تليق لا بها و لا بزوجها ، فقد سمعته يصف أم المومنين بأنها جاهلة و بدائية ! كما سمعته يصف أحد الصحابة بأنه مجرد قرد. و قال عن أبي هريرة رضي الله عنه و أرضاه بأن إيمانه كان إيمان خرفان، كما أني سمعته يسب و يلعن مسلمة الفتح كلهم دون تفريق بين واحد منهم.
بل سمعته يلعن السلفيين و علماءهم بالجملة و يصف علماء أهل السنة بالحاخامات ! الذين يفصلون الفتاوى على مقاس الحكام.إلا شيخه البوطي و حسون و علماء الرافضة طبعا. كما أنه يرمي " الأمويين" عن قوس واحدة سيرا مع تيار الرعاع الذين يحاكمون الناس حسب انتماءاتهم العرقية و القبائلية. و من بوائقه أنه اتهم معاوية في شرفه،بما أستحيي أن أذكره، كما اتهم زوجته ميسون المشهود لها بالشرف في قومها و كان لها من العفة القدح المعلى إتهمها بالزنا عياذا بالله رجما بالغيب حيث سمعته يقول: لعلها خانت معاوية مع خادمها فأنجبت يزيد !!
في كثير من الأحيان- و أنا ألاحظ حركاته البهلوانية و طرقه الخداية في الاحتجاج و التدليس و تسرعه الغير مسبوق في لعن بعض الصحابة و لعن آلاف العلماء و إصداره لأحكام جائرة جاهزة -، خيل إلي أن الرجل مصاب في عقله و يعاني من اضطراب نفسي أكيد…لكن مع مزيد اطلاع على أقواله و المواضيع التي يتطرق إليها، و الاستنباطات التي ينتقيها بعناية و طريقة التحليل التي ينتهجها بدا لي واضحا وضوح الشمس في ربيعة النهار أن الرجل متشبع بما سطره غلاة الروافض ، و أنه مقتات على مخلفات موائدهم. لأنه بصراحة لم يأت بأي شيء جديد البتة. بل هو مجرد مروج لما في كتب غلاة الرافضة الخرافيين مثل عبد الحسين الموسوي و أسد حيدر، و التيجاني التافه، و علي الكوراني الذي قال على الملأ أن الأئمة شركاء مع الله في تدبير الكون.و الشيرازي و ياسر الحبيب الذي في المقابل ينهى عن لعنه. كما أنه قد زُوِّد بكتيبات لأحد أكبر غلاة المتصوفة في المغرب و التي كتبها في فترة الانغلاق الفكري و الضياع العاطفي قبل أن يتراجع منذ أكثر من 60 سنة خلت. و لا أريد أن أذكر اسمه لعلمي بتوبته مما سبق و كتب بل هناك نسخ أخرى لكتبه قد حذف منها كل تلك الضلالات التي قالها عن معاوية و عمرو بن العاص.
عدنان إبراهيم إذن جندي من جنود غلاة الرافضة و يعمل ليل نهار على نشر مذهبهم الخرافي …لكنه على ما أستنتجه آثر أن يبدأ مشروعه الذي تحوم شكوك قوية جدا بأنه مدعوم من التيار الشيرازي الذي بلغ من كفره البواح أنه يتهم أم المومنين بالزنا علانية و هو شيخ لذلك المرتد المسمى ياسر الحبيب. أقول آثر أن يبدأ مشروعه بخديعة رخيصة و هي إظهار نفسه كما لو كان سنيا و شافعيا حتى يجمع أكبر قدر ممكن من التزكيات التي يجود بها علماء أهل السنة الموصوفون دوما بالطوباوية الشديدة للأسف و الذين جعلوا من شعارهم : من خدعنا بالله انخدعنا له. لكن عدنان إبراهيم خِبٌّ متمرس فقد استغل طوباوية أولئك العلماء و استصدر منهم تزكيات سخية غير محتاطة فبادر إلى تدبيج موقعه على الشبكة بكلماتهم واحدة تلو الأخرى كطعم يصطاد به المعجبين بتلك الشخصيات يسبقهم إلى شخصه الانبهار و يزول عن نفوسهم التوجس من أفكاره، و بذلك يسهل عليه الترويج لبضاعته الفاسدة من الانحراف الفكري الخطير، تماما كما يفعل مروجوا السلع بعرض سلعهم مقرونة بصور لمعشوقي و معشوقات الجماهير فيقول البلهاء و المغفلون: طالما أن الأيقونة الفلانية أو الممثل الفلاني يتعلق بتلك البضاعة فلا بد أنها بضاعة جيدة و نافعة !!! قالوها بأفواههم أو اندمغت على صفحة نفوسهم فإن النتائج واحدة.و قد حصل عليها للأسف عدنان إبراهيم بهذا الاحتيال الرخيص.
أنا لست هنا بصدد رد طعونه في أم المومنين و لا في أصحاب رسول الله و لا في المحدثين و لا أئمة المذاهب فما يروجه اليوم كله قد أفحم فيه علماؤنا أسلاف الروافض من السبئيين منذ القرون الأولى بما لا مزيد عليه. فهو لم يأت بأي شيء جديد على الإطلاق. و كل اعتماده على حكايات تاريخية و أخبار جلها شاذ لا يلتفت إليه باحث حاز شرف العالم المحقق المتحري للحق و الصدق، و ما يروجه و يكثر من التساقط عليه من أخبار تافهة المصدر و تصير أتفه عندما يضيف إليها عدنان إبراهيم من تأويلاته المدلسة المجحفة. إن كل الاتهامات التي يهذي بها لسانه السلق في حق أصحاب النبي ص و العلماء و المحدثين هي و الله العظيم أتفه من أن يضيع الإنسان وقته الثمين في الرد عليها.
لكني أقول بصفة عامة لأولئك الذين زلت بهم أقدامهم إلى مستنقع هذا الفتَّان في فيينا أنه لو عقلتم قليلا لأدركتم أنكم قد استدرجتم بالانخداع به إلى مكب قمامة الأحقاد على خيرة الأمجاد و مفخرة الإسلام و التي لم يزل الرافضة في تيهها يعمهون منذ أن وجدوا.
لقد كنت في نقاش مرة مع أحد الروافض في بلجيكا و طبعا فإن 99,99 % من حديث الرافضة هو حول التنقيص من أصحاب الرسول و أمهات المومنين ، و قد كنت أعلم أن ذلك المسترفض لا حديث له غير ذلك منذ أم داس الرافضة على فكره. فقلت له: إن أعجب ما أعجب منه هو عدم وعي الرافضة بالعقوبة الماحقة التي سلطت عليهم؟ قال لي في استغراب: أية عقوبة؟ قلت ها أنت أيضا صرت مثلهم لا تعرف العقوبة التي سلطت عليك بسببهم؟ فازداد حنق الرجل و الروافض سريعوا الغضب و فجرة في الخصام، و من لم يصدق فليتابع لعنات عدنان إبراهيم و شدة حنقه و انتفاخ أوداجه و جحوظ عينيه التي تصاحب طريقة استغفاله لأتباعه الأغرار. قلت له إن العقوبة هي صرف أعماركم في نهش لحوم الموتى من الأولين. فكروا معي أحبائي القراء . أليس الوقت هو أثمن ما أعطيه الإنسان في الحياة بعد الإيمان الحق؟
و لقد ارتجزت في إحدى قصائدي و قلتُ:
و ما أُعْطِيت بعد الدين مِنحة ××× أعظم ُمن عمر يطفح صحة
ساعاته أثمن من نقد الذهب ××× فلا تك في يديك مثل السراب
من شاء الاطلاع على القصيدة كاملة 33 بيتا فهي بعنوان "الحياة عظة "بهذه المدونة. أنظروها في قسم الشعر بهذه المدونة. أليس حقا أن أكبر عقوبة تصيب الرافضة و المسترفضة أنهم يحشرون في سرداب ذلك الجدال العقيم الذي يَكْبِسهم غلوهم فيه كبْسا ًحتى لا يُبقي لهم من ضيقه الخانق مخرجا لعالم الإسلام الفسيح و السباحة في محيطاته المديدة الغنية بلآلئ المعرفة و ذخائر العلوم و جواهر الحكم. إنني أعرف أشخاصا قد أرداهم دين الرافضة منذ أكثر من عقدين من الزمن و منذ ذلك التاريخ لا حديث لهم إلا في عرض الصحابة و أمهات المومنين، و علماء الإسلام وأئمة المذاهب. أحدهم باع دينه و مسجده لمموليه لم ألتق به منذ سنوات ما يصل من أخبار عنه تقول إنه لا شغل له غير نهش لحوم خير الخلق بعد رسول الله و في السنة الماضية قال تقرير صحفي أن ذلك الرجل دخل عليه الصحفيون في مسجده فوجدوه يلقي درسا على أبناء المهاجرين موضوعه زوجات الرسول ص و الانتقاص منهن. فأية عقوبة أكبر من أن يخسر الإنسان عمره في بث الأحقاد أي أفق هذا ! و أي خذلان ماحق !
إن الإسلام أسس لفلسفة الانعتاق من براثن الالتصاق و الخلود إلى الأرض خلود الاسترقاق عندما قال: تلك أمة قد خلت لها ما كسبت و لكم ما كسبتم و لا تسألون عما كانوا يعلمون. و علم المومنين أدب السماحة و الوداعة لمن مضى من الذين آمنوا فقال:
" و الذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان و لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم"
لكن عدنان إبراهيم يجهد في سلب هذه القيم القرآنية النبيلة من قلوب مستمعيه، قيم السماحة و حسن الظن بأصحاب محمد ص قيم الغفران و سلامة الصدر على السلف الصالح، و استبدالها بالغل و الحقد و المقت الأسود على الجيل الأول. فأي الطريقين تختارون طريق القرآن أم طريق الشيطان.
ما استنتجته أن الرجل من غلاة الرافضة لكنه أقل شجاعة في عرض حقيقة عقيدته و هو بارع في استعمال التقية. أنا أتطوع في تزويد كل متشكك في قولي ب 10 أ, 20 دليلا قاطعا على أن عدنان إبراهيم من غلاة الرافضة، و أنه قطعا كاذب في ادعائه الانتماء إلى التيار الجارف للإسلام الذي هو الأمة و غيره نحل كنحلته الرافضية.
تعليق