الشبهة(3) : القول بالمصادفة

تقليص

عن الكاتب

تقليص

وليد المسلم مسلم اكتشف المزيد حول وليد المسلم
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 1 (0 أعضاء و 1 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • وليد المسلم
    مشرف عام
    • 11 يون, 2006
    • 762
    • مسلم

    الشبهة(3) : القول بالمصادفة

    وأن الكون أو الإنسان لا يحتاج إلى موجِد أوجده، بل وجد صدفة دون تقدير ولا تدبير، فلا خالق ولا موجِد له.
    الرد على هذه الشبهة :

    القول بالصدفة هو المخرج الثاني للقائلين بنظرية النشوء والارتقاء لأصل الإنسان، فإنهم لمَّا قالوا بنظرية الارتقاء والتطور، والنشوء سُئلوا عن أساس التطور، فأجابوا بأنه حدث فعلاً بالصدفة، وأن الحياة والكون إنما هما نتيجتا الصدفة، وقد سبق معنا الرد على نظرية التطور والنشوء والارتقاء، وأما القول بالصدفة فيقال في الرد عليها:
    إن القول بالصدفة من الافتراءات الآثمة التي قال بها الغافلون عن الإبداع الكوني، وما في العالم من أسرار ونواميس هي أكبر شاهد على مدبر حكيم، إن ما يحدث في الكون من تقدير في الأرزاق والآجال، وما عليه الكون من إبداع، وما يحتوي عليه من أسرار لا مرد له إلى العشوائية والارتجال، فهي قضية من المسلَّمات التي اتفقت عليها الدلائل العلمية المادية، والبراهين العقلية المنطقية.

    فالدلائل العلمية المادية المستندة إلى الوسائل الإنسانية تحيل وجود المتقنات الراقية الدقيقة المعقدة بالمصادفة، وترفض المصادفة في أية ظاهرة كونية ذات إتقان دقيق معقد، والباحثون العلميون سواء أكانوا مثاليين أو ماديين، يبحثون باستمرار عن سبب أية ظاهرة كونية يشاهدونها، ويرفضون ادعاء المصادفة فيها رفضًا قاطعًا؛ لأن المناهج العلمية الاستقرائية قد أثبتت للعلماء أنه ما من ظاهرة تحدث في الكون دون أن تكون مسبوقة بسبب مكافئ لحدوثها، وإذا كانت هذه الظاهرة من الظواهر التي تحتاج إلى علم ومهارة حتى يكون قادرًا على إنتاجها، قرروا أن منتجها صاحب علم ومهارة، وهكذا. فكيف بالكون كله وما فيه من متقنات لا حصر لها، أصغرها الذرة وأكثرها المجرة – في نظرنا -، وأدناها في الأحياء التي اكتشفناها الفيروس، وأعلاها فيما نشاهد: الإنسان؟

    وللرد عليهم علميًّا، يُذكر ما يلي:

    1- إن البروتينات من المركبات الأساسية في جميع الخلايا الحية، وهي تتكون من خمسة عناصر، هي: الكربون والأيدروجين، والنيتروجين، والأكسجين، والكبريت، ويبلغ عدد الذرات في الجزء الواحد (40) ألف ذرة، ولمَّا كان عدد العناصر الكيماوية في الطبيعة (92) عنصرًا موزعة بقدر معلوم، فإن احتمال اجتماع هذه العناصر الخمسة لكي تكون جزئيًا واحدًا من جزئياتِ البروتين يمكن حسابه لمعرفة كميات المادة التي ينبغي أن تخلط خلطًا مستمرًا لكي تُؤلِّف هذا الجزئي. وقد حاول أحد العلماء حساب الفترة الزمنية التي يجب أن تستغرقها عملية خلط العناصر المذكورة هي (10) 243 سنة.... معنى ذلك أنه قبل وجود الكون وما بعد أيامنا هذه بمليون سنة أمامه (239) صفر، واشترط العلماء توفر مواد كونية تساوي حجم الكون مليون أمامه (431) صفر مرة، فهل هذا معقول؟ كل تلك الأرقام المستحيلة يطلبها قانون الصدفة لتكوين جزئي، واحدة من جزئيات الخلية الحية،... ألا يكفي خلق الإنسان من بلايين الخلايا [الحية] التي تحركها إشعاعة الحياة (تلك النفخة الإلهية العظمى في المادة)، ألا يكفي هذا لكي يؤمن الملحدون بالخالق الواحد الأحد الفرد الصمد؟).


    2- يقول أحد الباحثين المعاصرين: إن (معظم الحيوانات والنباتات تتكون من عدد هائل من تلك الوحدات الدقيقة الحجم التي نسمِّيها (الخلايا)، كما يتكون المبنى من مجموعة من الأحجار المرصوصة).
    وخلايا أجسامنا وأجسام غيرنا من الحيوانات دائمة الانقسام، وذلك الانقسام قد يكون لنمو الجسم أو لتعويض ما يفقد أو يموت من الخلايا لأسباب عديدة، وكل خلية من هذه الخلايا تتكون أساسًا من مادة عجيبة نطلق عليها اسم (البروتوبلازم).
    وتوجد بداخل كل خلية محتويات عديدة ذات وظائف محددة، ومن هذه المحتويات أجسام دقيقة تحمل عوامل وراثية هي التي نطلق عليها اسم (الكروموسومات)، وعدد هذه الكروموسومات ثابت في خلايا كل نوع من أنواع الحيوانات والنباتات المختلفة، فعددها في خلايا القط – مثلاً – يختلف عن عددها في خلايا الكلب أو الفيل أو الأرنب أو نبات الجزر أو الفول. وفي كل خلية من الخلايا التي يتكون منها جسم الإنسان يوجد ستة وأربعون من هذه الكروموسومات.
    وعندما تنقسم الخلية إلى خليتين داخل أجسامنا، فإن كل خلية جديدة لا بد أن تحتوي على العدد نفسه من (الكروموسومات)، وهي ستة وأربعون، إذ لو اختل هذا العدد لما أصبح الإنسان إنسانًا.
    والخلايا – كما ذكرت – دائمة الانقسام. يحدث هذا في جميع ساعات اليوم حتى في أثناء نومنا، ونحن حتى الآن ما ندرك حقيقة القوى المهيمنة على هذه العملية المذهلة – عملية انقسام الخلايا –، بل يكتفي العلم بوصف خطوات العملية التي يمكن ملاحظتها تحت عدسات (الميكروسكوب) العادي، أو عن طريق (الميكروسكوب الإلكتروني) الذي يكبر الأشياء تكبيرًا أكثر بكثير من تكبير الميكروسكوب العادي.
    إن جميع الخلايا الناتجة عن عمليات الانقسام في جسم الإنسان لا بد أن تحتوي – كما ذكرت – على ستة وأربعين كروموسومًا، فيما عدا نوعين من الخلايا؛ هما الخلايا التناسلية، أي الحيوان المنوي في الذكر والبويضة في الأنثى، إذ عندما تنقسم خلايا الأنسجة لتكوين هذه الخلايا التناسلية فإنها تنتج خلايا لا تحتوي على الستة والأربعين كروموسومًا، بل تحتوي على نصف هذا العدد؛ أي يصبح في كل خلية تناسلية ذكرية أو أنثوية ثلاثة وعشرون كروموسومًا فقط.
    لماذا يحدث ذلك؟ يحدث هذا؛ لحكمة بالغة ولهدف عظيم، إذ إن الخلية الذكرية (الحيوان المنوي) لا بد أن تندمج مع الخلية الأنثوية (البويضة) لتكوين أول خلية في جسم الجنين، وهي التي نطلق عليها اسم (الخلية الملقحة)، وبهذا الاندماج يعود عدد الكروموسومات في الخلية الجديدة إلى العدد الأصلي وهو ستة وأربعون (كروموسومًا).
    وهذه الخلية الملقحة التي أصبحت تحتوي على ستة وأربعين (كروموسومًا) توالي انقسامها فتصبح خليتين، ثم أربع خلايا، ثم ثمان خلايا، وهكذا حتى يتم تكوين الجنين الذي يخرج من بطن أمه ويستمر نموه عن طريق انقسام الخلايا حتى يصبح إنسانًا كامل النمو في كل خلية من خلاياه ستة وأربعون (كروموسومًا)، كما هو الحال في خلايا جسد أبيه وأمه وأجداده وجميع أفراد الجنس البشري.
    إن اختزال عدد الكروموسومات إلى النصف عند تكوين الخلايا التناسلية بالذات لكي تندمج فيعود العدد الأصلي (للكروموسومات) في الخلايا لا يمكن مطلقًا نتيجة مصادفة عمياء، بل لا بد أن يكون نتيجة تخطيط دقيق من قوة عُليا تعرف ماذا تفعل، وهي في الوقت نفسه لا يمكن أن تخضع للتجربة واحتمال الخطأ، إذ لو حدث خطأ مرة واحدة عند بدء الخلق لقُضي على الكائن الحي قبل تكوين الجيل الثاني؛ أي أن هذا الترتيب لا بد أن يكون قد تَمَّ منذ تكوين أول جنين ظهر في الوجود. ألا يكفي هذا وحده دليلاً على وجود قوة عُليا مدبرة مقدرة حكيمة؟ بل لا يمكن أبدًا أن يكون هذا المبدأ أو القانون الذي يسود جميع الكائنات الحية من صنع مصادفة عمياء تتخبط في الظلام، إذ إن المصادفة لا يمكن أن تتخذ مظهر قانون عام تخضع له جميع الكائنات.

    فهذه بعض الأمثلة من جملة عشرات الأمثلة للدلائل العلمية المادية المستندة إلى الوسائل الإنسانية، تحيل وجود المتقنات الراقية الدقيقة المعقدة بالصدفة.
    وأما البراهين العقلية المنطقية فهي أيضًا تحيل وجود المتقنات الراقية الدقيقة المعقدة بالصدفة. وفيما يلي استعراض سريع لبعض هذه الأدلة:

    1- إن الأرض هي الكوكب الوحيد الذي يمكن أن توجد فيه الحياة على الوجه الذي نعرفه (إن حركة دوران الأرض حول نفسها إن أسرعت أو أبطأت عمَّا هي عليه؛ لطالت الأيام أو قصرت، ولتوقفت الحياة بسبب برودة الليل أو قيظ النهار، والشمس في نفس الموقع بالضبط الذي يمكنها من حفظ الحياة على الأرض، ودرجة حرارتها البالغة (6500) درجة مئوية هي على وجه التحديد درجة الحرارة اللازمة لكوكبنا، فلو انحرف متوسط درجة الحرارة صعودًا أو هبوطًا على الهامش الصغير الذي لا يتجاوز (28) درجة لانعدمت أمواج المد، فغمرت السهول والجبال وغطت كل شيء على ظهر الأرض تحت طبقة من الماء عمقها (2500) متر.
    أما محور الأرض فإنه إن لم يكن على زاوية (23) درجة كما هو، فلن تكون هناك فصول، ولتحركت أبخرة المحيطات نحو القطبين: الشمالي والجنوبي، مكونة تراكمات هائلة من الثلج عند القطبين، تاركة وسط الأرض خاليًا تمامًا من الماء، لن تكون هناك عندئذٍ أمطار، وستخلو المحيطات من مياهها، وستنبعج الأرض عند خط الاستواء تحت ضغط الثلوج المتراكمة عند القطبين، وسيترتب على ذلك آثار هائلة.
    أما الغازات التي يتكون منها الغلاف الجوي فإنها إن اختلفت عمَّا هي عليه فلن يستطيع أي شيء أن يبقى حيًّا، واحتمال أن يكون كل هذا وليد الصدفة احتمال متناهي الضآلة، ولا يعدو أن يكون واحدًا في المليار؛ ولذلك يقول « آينشتين » : (لا أستطيع أن أصدق أن الكون قد نتج عن رمية زهر).
    2- لقد وجد من يقول: (لو جلست ستة من القردة على آلات كاتبة، وظلت تضرب على حروفها بلايين السنين فلا نستبعد أن نجد في بعض الأوراق الأخيرة التي كتبتها قصيدة من قصائد شكسبير – فكذلك الكون الموجود الآن، نتيجة لعمليات عمياء، ظلَّت تدور في المادة لبلايين السنين).
    هذا قول أحد الملاحدة من المنكرين لوجود الله، ويجاب عن هذه الفرية؛ بأن أي كلام من هذا القبيل (لغو مثير)، بكل ما تحويه هذه الكلمة من معانٍ، فإن جميع علومنا تجهل – إلى يوم الناس هذا – أية مصادفة أنتجت واقعًا عظيمًا ذا روح عجيبة، في روعة الكون.
    ثم إن الرياضيات التي تعطينا نكتة (المصادفة) هي نفسها التي تنفي أي إمكان رياضي في وجود الكون الحالي بفعل قانون المصادفة، ولهذا ردَّ على هذه الفرية عالم آخر من الغرب بقوله: (لو تناولت عشرة دراهم وكتبت عليها الأعداد من واحد إلى عشرة ثم رميتها في جيبك، وخلطتها جيدًا، ثم حاولت أن تخرج من الواحد إلى العشرة بالترتيب العددي بحيث تلقي كل درهم في جيبك بعد تناوله مرة أخرى، فإمكان أن نتناول الدرهم المكتوب عليه واحد في المحاولة الأولى هو واحد في المائة، وإمكان أن نخرج الدراهم (1، 2، 3، 4) بالترتيب هو واحد في عشرة آلاف... حتى إن الإمكان في أن تنجح في تناول الدراهم من (1-10) بالترتيب واحد في عشرة بلايين من المحاولات). وعلى ذلك فكم يستغرق بناء هذا الكون لو نشأ بالمصادفة والاتفاق؟ إن حساب ذلك بالطريقة نفسها يجعل هذا الاحتمال خاليًا يصعب حسابه فضلاً عن تصوره.

    إن كل ما في الكون يحكي أنه إيجاد موجِد حكيم عليم خبير، ولكن الإنسان ظلوم جهول: { قُتِلَ الإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ*مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ * ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ * كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ * فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا * فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلاً}. كيف يمكن أن تتأتى المصادفة في ذلك كله، في خلق الإنسان وتكوينه، وفي صنع طعامه على هذا النحو المقدَّر الذي تشارك فيه الأرض والسماء. { قُتِلَ الإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ}. وصدق الله في وصفه للإنسان: { إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً}.
    قال الإمام ابن القيم: سل المعطل الجاحد: ما تقول في دولاب دائر على نهر قد أُحكمت آلاته، وأُحكم ترتيبه، وقُدرت أدواته أحسن تقدير وأبلغه بحيث لا يرى الناظر فيه خللاً في مادته ولا في صورته، وقد جعل على حديقة عظيمة فيها من كل أنواع الثمار والزروع يسقيها حاجتها، وفي تلك الحديقة من يلِمُّ شعثها ويحسن مراعاتها وتعهدها والقيام بجميع مصالحها فلا يختل منها شيء ولا تتلف ثمارها، ثم يقسم قيمتها عند الجذاذ على سائر المخارج بحسب حاجاتهم وضروراتهم، فيقسم لكل صنف منهم ما يليق به، ويقسمه هكذا على الدوام... أترى هذا اتفاقًا بلا صانع ولا مختار ولا مدبر؟‍ بل اتفق وجود ذلك الدولاب والحديقة وكل ذلك اتفاقًا من غير فاعل ولا قيِّم ولا مدبر.. أفترى ما يقول لك عقلك في ذلك لو كان؟ وما الذي يفتيك به؟ وما الذي يرشدك إليه؟
    ولكن من حكمة العزيز الحكيم أنْ خلق قلوبًا عميًا لا بصائر لها – فلا ترى هذه الآيات الباهرة إلا رؤية الحيوانات البهيمية – كما خلق أعينًا عميًا لا أبصار لها، والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره وهي لا تراها، فما ذنبها إن أنكرتها وجحدتها! فهي تقول في ضوء النهار: هذا ليل! ولكن أصحاب الأعين لا يعرفون شيئًا.

    ولقد أحسن القائل:
    وَهَبْنِي قلت هذا الصبــح ليـل أَيَعْمَى العالمون عند الضيــاء

    أخيرًا : ما أقول، هو ما اعترف به كبار علماء الكون المعاصرين، من تراجع العلم المعاصر عن اعتبار الكون عن طريق المصادفة إلى إدراك أنه مظهر لخطة عليم حكيم قدير مهيمن على كل شيء.
    يقول العلاَّمة الفلكي الرياضي البريطاني السيد (جيمس جينز): (لقد كنا قبل ثلاثين سنة – ونحن ننظر إلى الكون – نظن أننا أمام حقيقة من النوع الميكانيكي، وكان يبدو لنا أن الكون يشتمل على ركام من المادة المبعثرة، وقد اجتمعت أجزاؤه بالمصادفة، وأنَّ عمل هذه المادة ينحصر في أن ترقص لبعض الوقت رقصًا لا معنى له، تحت تأثير قوى عمياء لا هدف لها، وأنها بعد نهاية الرقص ستنتهي هذه المادة في صورة كون ميت، وأن الحياة قد وجدت مصادفة خلال عمل هذه القوى العمياء، وأن بقعة صغيرة جدًّا من الكون قد نعمت بهذه الحياة، أو على سبيل الاحتمال يمكن أن توجد هذه الحياة في بقاع أخرى، وأن كل هذه ستنتهي يومًا ما، وسيبقى الكون فاقد الروح.
    ولكن توجد اليوم أدلة قوية، تضطر علم الطبيعة إلى قبول الحقيقة القائلة: بأن نهر العلم ينساب نحو حقيقة غير ميكانيكية.
    إن الكون أشبه بفكر عظيم منه بماكينة عظيمة. إن (الذهن) لم يدخل إلى هذا العالم المادي كأجنبي عنه، ونحن نصل الآن إلى مكان يجدر بنا فيه استقبال (الذهن) كخالق هذا الكون وحاكمه.
    إن هذا الذهن – بلا شك – ليس كأذهاننا البشرية، بل هو ذهن خَلَقَ الذهن الإنساني من (الذرة، المادة)، وهذا كله كان موجودًا في ذلك الذهن الكوني في صورة برنامج معد سابقًا.
    إن العلم الجديد يفرض علينا أن نعيد النظر في أفكارنا عن العالم، تلك التي أقمناها على عجل، لقد اكتشفنا أن الكون يشهد بوجود قوة منظمة أو مهيمنة..).
    فهذا التراجع يدلنا على أن مواقفهم غير ثابتة، بل هي واهية البنيان والأساس، وما الاستدلالات التي استدلوا بها على أفكارهم إلا ظنونًا وتخمينًا، فالعالم من خلق خالق مبدع حكيم مريد خلقه على خطة مسبقة معدٍّ، وهو يهيمن عليه ويحيط به في جميع أجزائه.
    ( المرجع : رسالة : الشرك في القديم والحديث ، للأستاذ أبوبكر محمد زكريا ، 2 / 734-744) .


    http://www.alkashf.net/

    تنسيق موقع صيد الفوائد
    http://www.saaid.net/
    د/عبدالرحمن السحيم
  • سيف الكلمة
    إدارة المنتدى
    • 13 يون, 2006
    • 6036
    • مسلم

    #2
    كثيرا ما يدعى الملحد أن هناك فرق بين الصدفة والصدفة العلمية خاصة عندما نواجهه بالمفارقات العجيبة ولغة الأرقام فمثلا لا يمكن تفسير بناء طائرة بوينج بعاصفة رملية عنيفة هبت على مقلب للخردة ولا ديوان الحماسة بقرد يجلس على آلة كاتبة يعبث بها فكيف تفسر الصدفة حدوث ما هو أعقد من ذلك بل ما لا يمكن أن يقارن بذلك دقة وإحكاما كخلق الكائن الحى عندها يفاجئنا الملحد بأن هناك صدفة علمية تختلف عن الصدفة غير العلمية وعندما تسأل الملحد وما هو مفهوم الصدفة العلمية لديكم لا تجد أى إجابة منطقية بل تجد تهربا وتعقيدا لفظيا وفذلكة عقلية وحبرا أخطبوطيا ..
    ولا زلنا نسأل الملاحدة ما الذى تعنونه بالصدفة العلمية أو الشماعة التى تعلقون عليها تفسيركم المادى ؟

    http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=1961
    أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
    والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
    وينصر الله من ينصره

    تعليق

    • سيف الكلمة
      إدارة المنتدى
      • 13 يون, 2006
      • 6036
      • مسلم

      #3
      بقلم : الدكتور عبد العظيم المطعنى
      من كتاب الاسلام فى مواجهة الايدلوجيات المعاصرة ص 360

      ان لله نظاما مطردا فى الكون ومن فيه وما فيه . وهذا النظام يجرى بوضوح حسب الارادة الالهية . ولا توجد قوة فى الارض تعوق هذا النظام او تعطله او تبدله ، وفى القرآن الكريم ايات لفتت الانظار الى هذا النظام ، واتخذت منه دليلا قويا على وجود الله وتفرده بالكمال . وسمو ارادته فوق كل الارادات . وقدرته فوق كل القدرات . وعلمه فوق كل العلوم .

      وتجىء فى سياق الكلام ايات فيها توقيف وتحد – كذلك – بان هذا النظام المحكم البديع المطرد ماض حسب ارادة الله قاهر غير مقهور . وفيما يلى البيان :
      (سبحان الذى خلق الازواج كلها مما تنبت الارض ، ومن انفسهم ، ومما يعلمون . واية لهم الليل نسلخ منه النهار فاذا هم مظلمون . والشمس تجرى لمستقر لها . ذلك تقدير العزيز العليم . والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغى لها ان تدرك القمر ، ولا الليل سابق النهار ، وكل فى فلك يسبحون ) يس (36 – 40 )

      تشير هذه الايات الى النظام البديع المطرد فى مجالين جليلين :
      اولهما : مصادر الخلق والايجاد المتكرر من نبات وحيوان وغيرهما .
      وثانيهما : حركة الافلاك العظمى اليومية وما يترتب عليها من ايات كونية مدهشة .
      فمصادر الخلق محصورة فى ثلاثة : انبات الارض ، وتوالد الانسان ومصدر ثالث لا يعلمه الناس ويعلمه الخالق سبحانه . وقد يرد هنا سؤال مؤداه ان هناك مصدرا رابعا للخلق اغفلته الاية الاولى وهو خلق الحيوان من دواب وزواحف وطير . والجواب : ان هذه الانواع داخلة فى (مما تنبت الارض) والانسان - بدوره – كذلك ، ولكن الخالق ميزه وفضله عن المخلوقات الدنيا .

      فهذا هو نظام الخلق والتكوين والايجاد ، ليس له الا خالق واحد ، ويد مبدعة واحدة . هو الله الذى احسن كل شىء خلقه . فهل من مقدور احد ان يعطل هذا النظام . فليدع الماديون مادتهم . وليركعوا فى محرابها ويتوسلوا اليها ان تحدث تغييرا فى هذا النظام ولينظروا عطاءها ان كان لها عطاء وتاثيرها ام كان لها تاثير ! وليبحثوا عن القبعة السوداء التى لا وجود لها فى غرفتهم المظلمة !


      حركة الافلاك

      اما حركة الافلاك العظمى اليومية فعجب عاجب واعجاز دائم . فالليل والنهار يتعاقبان فى نظام بديع حقا كن الليل يطلب النهار ، وكان النهار يطلب الليل طلبا حثيثا فى كليهما . واحيانا يطول الليل باقتطاع جزء منه . كما يطول النهار – احيانا اخرى – على الليل باقتطاع جزء منه . وهذا الاقتطاع او قل التداخل المسمى فى الكتاب العزيز بالايلاج متساو تماما وبكل دقة . كان احدهما يقترض من الاخر جزءا فى زمن ، ثم يرده موزونا بموازين الذرة فى زمن مماثل تماما لزمن الافتراض . ويتساوان – الليل والنهار – فى يومين اثنين على مدى العام كله – احدهما فى الاعتدال الربيعى والاخر فى الاعتدال الخريفى – وهذا شىء ناشىء عن اوضاع حركة الفلك الدائبة التى قدرها العزيز العليم ، والشمس تجرى لمستقر لها لا يعلمه الا الله ، والقمر مقدر منازل تقديرا حكيما فهو يسير فى مداره ومجراه من يوم خلقه الله دون اختلال عفوى او توقف .

      هذه الافلاك العظمى تسبح فى الفضاء فى مسافات وابعاد مقدرة تقديرا حكيما حتى لا يحدث بينها اصطدام فتقع كوارث لا عهد للناس بها .. وليست الشمس والقمر هما وحدهما يسبحان فى الفضاء الكونى الهائل بل تسبح بجوارهما بلايين الكواكب والنجوم كل فى مداره الخاص به ، محكومة بقدرة الله وتدبيره دون احتياج الى حركة تنظيم او اداب وقواع مرور . ولكنها تسبح – هكذا – فى يسر وسهولة واتزان دون ان يعوق حركاتها شىء : (صنع الله الذى اتقن كل شىء ) .

      هذا النظام البديع واحد من الادلة لا على وجود الصانع العظيم فحسب ، ولكن على وجوده وكمال قدرته وبليغ حكمته وتفرده بالسلطان الذى ليس فوقه سلطان . فليدع عبيد المادة الجمادية مادتهم ؟ ولينظروا هل تجيبهم اذ يدعون ؟ او هل تسمعهم اذ ينادون (الحمد لله الذى خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور . ثم الذين كفروا بربهم يعدلون)


      الساعة الكونية

      (وجعلنا الليل والنهار ايتين ، فمحونا اية الليل وجعلنا اية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ، ولتعلموا عدد السنين والحساب ، وكل شىء فصلناه تفصيلا) الاسراء

      جعل الله الليل والنهار ايتين هو اس النظام الكونى فى اجلى مظاهره فهما –الليل والنهار- ايتان عظيمتان خالدتان ما خلدت الحياة . وناشئان عن عمل ضخم لا فاعل له سوى العلى القدير . فدوران الارض حول نفسها دون ان يشعر احد باختلال او اضطراب فى سكونها وقرارها يترتب عليه ايتا الليل والنهار . ودورانها حول الشمس ينشا عنه الفصول الاربعة المعروفة . ولو ظلت الارض جامدة لا تتحرك لتوقف تعاقف الليل والنهار ولما استطاعت قوى البشر جميعا ان تحركها . ولتوقفت الحياة على ظهرها فالناس ينامون والفلك يتحرك ويعملون والفلك يتحرك . ولا تاثير لهم ناموا او عملوا فى ادارة الافلاك بل ذلك نظام الذى بيده ملكوت كل شىء .
      ولكل من ايتى الليل والنهار خاصة ووظيفة . خاصة الليل هى الاظلام المعبر عنه فى الكتاب العزيز ب(المحو) لان الرؤية تختفى بالليل فكان الاشياء التى كانت ترى نهارا قد (محيت) فهى لا وجود لها كما يمحو الكاتب اسطرا كان قد كتبها
      ووظيفة الليل الراحة والجمام والسكون . وما احوج الخلق الى الراحة والجمام .
      وخاصة النهار (الابصار) ووظيفته النشاط والعمل والضرب فى الارض وما احوج الناس الى العمل بعد الراحة فيركن الناس الى الراحة وتدق مرة اخرى بقدوم النهار فينشط الناس للعمل .
      وهذه الساعة تعلم الناس الحساب ليعرفوا المواعيد المناسبة لكل شىء ويحسبوا الاعمار ويضبطوا المعاملات ومواسم الحرث والحصد . وفى هذه الساعة الكونية مؤشران هائلان : الشمس والقمر ، بالاضافة الى مؤشرات (ثانوية) دقيقة تضبط بها مواعيد اخرى لمن احتاج اليها .
      وعمل المؤشرين الهائلين موزع توزيعا دقيقا محكما ورائعا . انهما يتعاونان فى الفة واحكام لتحديد الايام والشهور والسنين واليك البيان :

      وظيفتا الشمس والقمر :
      فالقمر يحدد بداية الشهر ونهايته . والشمس تحدد بداية اليوم ونهايته كما تحدد بداية النهار (الوقت المضىء فحسب) ونهايته. وتحدد بداية الليل (الوقت المظلم فحسب) ونهايته. والقمر تحسب به السنين (الكونية) والشمس تعين الجهات الاربع . فهى تظهر من الشرق وتغيب فى الغرب والواقف تجاه شروق الشمس يكون الجنوب عن يمينه والشمال عن يساره والواقف تجاه الغروب يكون الغرب عن يمينه والشرق خلفه والجنوب عن يساره والشمال عن يمينه . وبتحديد الجهات الاربع الاصلية يسهل تعيين الجهات الاربع الفرعية وهى الجنوب الشرقى ، والجنوب الغربى ، والجنوب الغربى ، والجنوب الشرقى ، كما تحدد الفصول السنوية الاربعة بدوران الارض حول الشمس . وبحركة الارض حول نفسها تعرف مواقيت العبادات اليومية فالفجر يبدا بسطوع عمود النور الباكر المؤذن بشروق الشمس والظهر حين ينعدم (الظل) وقد توسطت الشمس كبد السماء . والعصر اذا بلغ ظل كل شىء مثله وبغروب قرص الشمس يكون المغرب وباختفاء الشفق الاحمر يكون العشاء
      وبالقمر تتحدد العبادات السنوية من حج وصيام كما تستعين النساء عن طريق حركته الدائبة ضبط بعض الاحوال الخاصة بهن (العادات الشهرية) والسنة القمرية معدودة بايام لا تزيد ولا تنقص وشهورها تترواح بين حد اعلى (ثلاثون يوما) وحد ادنى (تسعة وعشرون يوما) وليس فى الاشهر القمرية شهر كامل دائما ولا شهر ناقص دائما . فقد يكمل شهر فى سنة وينقص فى سنة ثانية .

      وهكذا تتناوب الاشهر القمرية الاثنا عشر الكمال والنقص . وهذه ظواهر تحدث بعيدا عن تدخل (الخلق) وتدبيرهم وتقديرهم انها تدبير العزيز العليم. وهذا النظام المحكم البديع لم يتخلف ولن يتخلف وهذه الساعة الكونية الكبرى لم يصبها عطل ولا فساد منذ خلق الله السماوات والارض ، ولا هى محتاجة الى صيانة ولا قطع غيار ولا اشراف مهندسين ولا رقابة خبراء لانها (صنع الله الذى اتقن كل شىء) والذى (احسن كل شىء خلقه) سبحانه فى علاه (بديع السماوات والارض) اذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون.

      والمؤشرات الثانوية من النجوم مثل سهيل والنجم القطبى علامات واضحة تهتدى بها قوافل التجارة فى البر ، والسفن والبواخر فى البحر ومنها ما يعرف به بدء الفصول ونهايتها . اليس وراء هذا النظام البديع المحكم يد مبدعة وصانع حكيم ليس كمثله شىء ؟!

      http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=2874
      أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
      والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
      وينصر الله من ينصره

      تعليق

      • محب المصطفى
        مشرف عام
        • 7 يول, 2006
        • 17078
        • مسلم

        #4
        جزاكم الله خيرا ولكن اضيف ايضا سؤالا واحد وهو :

        ان كانت الصدفة هي من اوجدت الكون : فكيف اوجدت الصدفة النظام في الكون ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!

        ولهذا السؤال أشكالا اخرى مثل :
        هل نظام DNA والمعاملات الوراثية المنظمة جاء صدفة ؟
        هل نظام حركة الكواكب جاءت صدفة ؟
        هل لغاتنا المنظمة بقواعدها وتركيباتها وما نتعلمه منها كل يوم بمنتهى الدقة والنظام ووفق قواعد وقوانين جاءت صدفة ؟؟

        هل يحق لي ان اصفعك واقول لك معذرة فهذا صدر مني صدفة ؟؟ كما ظهر نظام الحاسوب مثلا صدفة ؟؟

        يا محاسن الصدف

        هداكم الله من عنده ...
        شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

        سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
        حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
        ،،،
        يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
        وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
        وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
        عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
        وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




        أحمد .. مسلم

        تعليق

        • سيف الكلمة
          إدارة المنتدى
          • 13 يون, 2006
          • 6036
          • مسلم

          #5
          يا محاسن الصدف
          أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
          والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
          وينصر الله من ينصره

          تعليق

          مواضيع ذات صلة

          تقليص

          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
          ابتدأ بواسطة الراجى رضا الله, منذ 2 ساعات
          ردود 0
          5 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة الراجى رضا الله
          إعادة توجية: مهم
          بواسطة Amo2024
          ابتدأ بواسطة Amo2024, منذ 6 يوم
          ابتدأ بواسطة كريم العيني, منذ 2 أسابيع
          ردود 0
          23 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة كريم العيني
          بواسطة كريم العيني
          ابتدأ بواسطة كريم العيني, منذ 2 أسابيع
          ردود 0
          14 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة كريم العيني
          بواسطة كريم العيني
          ابتدأ بواسطة كريم العيني, 20 ماي, 2024, 05:55 م
          ردود 0
          21 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة كريم العيني
          بواسطة كريم العيني
          يعمل...