وكذلك إبليس أخى كلم الله بل زاد على الأنبياء فقد رأى الجنة وعاش فيها ورأى الملائكة وخالطهم وعاش معهم وعرف نعيماً لا ينفذ فليس كل عارفاً عابداً
كما ليس كل عابد عارف
أما قولك أنك قد تكون أفضل منهم إذا عملت خيراً
فإن موسى عليه السلام ولد ووضع فى تابوت وأُلقى به فى اليم فى عصر يقتل فيه كل وليد فى عصر يَعبد الناس فيه فرعون
وأنت ولدت ولم توضع فى تابوت ولم تلقى فى اليم ولم يصبح فؤاد أمك فارغا ولم يقتل فى عصرك كل وليد وولِدت فى عصر فيه حرية إعتقاد
ومحمد صلى الله عليه وسلم ولد يتيم من كفالة الى كفالة ومن بيت الى بيت كفله جده ومات فكفله عمه ومات
ثم من رعى الغنم فى الصحارى الحارقة للتجارة
ماتت زوجته أول من آمن به وبقى وحده بين قوم يعبدون الأصنام وضعوا على ظهره قاذورات وهو ساجد بين يدى الله وإبنته فاطمة ترفع عنه وتبكى
أُخرج رغماً عنه من مكة حاربه المشركون والكفار لأنه يقول ربى الله لا إله إلا هو
وتآمر عليه اليهود رغم أنه يدعوا لدعوتهم وألفوا عليه الأحزاب حتى كادوا يفتكون به وزلزل مع المؤمنين ( مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ )
أما أنت فى رغد عيشك جائتك الأديان جاهزة الكتب موجودة لا يكلفك معرفة ما فيها إلا شرائها وقرائتها أو تحميلها مجانى من الإنترنت لا تشعر بمعاناة من بلغها لم تشهد حروبهم
فبغير دعوتهم لله كيف لك أن تعرف الله لتعمل له عز وجل ؟
وكم من عقيدة التبس فيها الخير بالشر فصارت المتعة بالزوانى وخير الغسل من المتعة بكل قطرة حسنة !!!
وصارت إعارة الفروج كرم !!! ونشيد الأناشيد كلام لله وقربى الصالحين وقد تقرأه فى صلاة !!!؟...
فأى خير ستتبعه ؟
إلا بالإقتداء بهم وبما قالوه وتركوه لك سهل المنال ... لا من أولياء ولا أبناء .


صحيح أخى وصكه لأنه لازال يرى فى قومه إعوجاجاً فلم يشأ أن يقبض حتى يقيمه ولم يقصد فقأ عينه كما فى الحديث أنه فقط صكه فكان فقأ عينه حادث غير مقصود
وهذا موسى عليه السلام قال فيه رب العزة كلمات تدع الحليم حيرانا لم تقال لنبى قبله او بعده :
( وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ) ( وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي ) (وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي )
طلب لأخيه الرسالة والنبوة فرب العزة جل جلاله ( قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى )

وأرسله وأخيه إلى فرعون فقال لهما : ( فَأْتِيَاهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى )
وهكذا لله بإذن الله در القائل رب الأرباب إذا وهب لا تسألن عن السبب ...



وللخازن تفسير غير تفسير بن كثير ... فلم يأتينا فيها نص محكم من قرآن أو سنة والمسألة فى باب الإجتهاد

وقوله عزَّ وجلَّ: (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31))
فى ( معانى القرآن وإعرابه للزجاج )
........ قال: (ثم عرضهم) لأن فيهم من يعقل.
وكل ما يعقل يقال لجماعتهم (هم). و (هم) يقال للناس ويقال للملائكة؛ ويقال للجن، -
ويقال للجان ويقال للشياطين فكل مميز في الإضمار (هم) هذا مذهب أهل اللغة.

ذكرت القصة خلق آدم والسجود له فى الجنة سبع مرات :
منها أربع مرات بأمر للسجود مباشر يعقبها سجود الملائكة مسبوقة بــــــ (فـ ) التعقيب أى أمروا فسجدوا ولم يعترض إلا إبليس .والأربع مواضع :

1 - (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (11) قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) )
2 - (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً (62) قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُورًا (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا (64) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً (65) )
3 - (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً (50) )
4 - (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى (116) فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) )
وهذا مصداقاً لقوله تعالى : ( لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6) )

================================

و مرتان بدأت القصة بقول الله جل جلاله للملائكة بأنه سيخلق مستقبلاً بشراً وأمر بالسجود له إذا ما خلقه وسواه وأيضاً السجود الفورى للملائكة ومعارضة إبليس :
وفى كلا المرتان الله عز وجل لم يخاطب الملائكة من قبيل عرض الخبر لأخذ الرأى والمشورة ( والعياذ بالله ) وإلا كانت الآيات تقف على قوله تعالى : (إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا ) ولو حتى موضع واحد
ولكن الخطاب كان من قبيل ( الإعلام لأمر مطالبين به ) التعريف بكائن سيخلقه ( أمراً حتمياً ) ومطالبين بالسجود له : (...إِنِّي خَالِقٌ ....فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ )
وأعقب الأمر سجود الملائكة مسبوقاً بــ (فـــ ) التعقيب فى المرتان وأيضاً معارضة إبليس :

5 - (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31))
6 - (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ (74) )
أى أن الله جل جلاله قال لهم أنه سيخلق بشراً عليهم أن يسجدوا له فالتزم الملائكة الأمر فسجدوا
هكذا إنتهينا من ستة مواضع لم يسجل فيها إعتراض لا على الخلق بدءاً ولا على السجود لهذا الخلق
ولوكان قول الملائكة لقالت : اتخلق بشراً ... ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك
أو أنسجد لمن يسفك الدماء ويعصيك ونحن لا نسجد إلا لك
باقى موضع واحد
=====

((وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34))

فالإعتراض بدا فقط فى الآية التى صرح بها الله عز وجل أنه سيجعله خليفة فى الأرض :

(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) لا يعنى أن القائل الملائكة فيعرف القائل من قوله
كما فى : ( قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ )
فمن يقول أن هذه المقوله قالها آدم عليه السلام وليس رب العزة ؟ ( المقولة ) فلا يعلم غيب السماوات والأرض وما نبدى وما نكتم إلا الله
كذلك القول الأول لا يقوله الملائكة والأدلة من القرآن :
أن هذا القول خرج على ثلاث إحتمالات : 1 – التشاور 2 – السؤال 3 – الغيرة :
*** الأول : التشاور :
" قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ "
وهذا لا يجوز إطلاقاً لأن التشاور يعرض فيه الأراء للبحث فى الأصلح
لما عسكر المسلمون يوم بدر في أدنى ماء جاء الحباب بن منذر( وكان له خبرة بالحروب ) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أرأيت هذا المنزل أمنزلاً أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟
... قال : بل هو الرأي والحرب والمكيدة .
... قال : يا رسول الله فإن هذا ليس بمنزل ، فانهض بالناس حتى نأتي ماء من القوم فنعسكر فيه ثم نغوّر ما رواءه من الآبار ثم نبني عليه حوضاً فنملأه ماء ثم نقاتل القوم فنشر ولا يشربون . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد أشرت بالرأي .
وأخذ صلى الله عليه وسلم بما أشار به .
فما يريده الله عز وجل ليس فيه مشورة فهو الأصلح فالله أعلم وقد فطنها الصحابة فكيف لا تفطنها الملائكة ؟
هل يعقل أن الملائكة ظنت أنها تعلم مالا يعلمه الله مستقبلاً !!!؟؟؟...
فمشاورة الملائكة لله كأنهم لهم رؤية قد تكون صحيحة خلاف ما أراد الله عز وجل والعياذ بالله والإله الحق لا يحتاج لرأى خلقه فهو العليم
وهذا يتعارض مع كلام المتحدث (وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ )
ومعنى التقديس : التنزيه عن كل نقص
والحاجه لمشورة ورأى من خلق نقص فى العلم والخبرة والحكمة والإله قدوس أى منزه عن أى نقص.
وعلى هذا تكون الملائكة كذبت فى تقديس الله عز وجل وإن صح ( وهذا بعيد )
فقد يكون مناسباً لها قوله عز وجل (فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )
فهل الملائكة كذبت فى تقديسها وتسبيحها لله عز وجل ؟!!!
وهم لم ينبئوا إذاً فهم غير صادقين

هناك نص بالقرآن يثبت صدق الملائكة قال تعالى مخبراً عن المستقبل فى الحساب :

(وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119 )

فهذا السؤال لن يسأله عيسى عليه السلام وحده بل سيسأله للصادقين الذين عُبِدُوا من دون الله وهم بريئين من هذه العبادة لإقامة الحجة
وإقرار الصادقين بالعبودية لله فلا يستكبرون أن يكونوا عبيداً لله يسألهم ويجيبون يرجون رحمته ويشيرون بألوهيته جل جلاله
وبأن الملك له على مرأى ومسمع ممن عبدوهم من دون الله وعلى جميع الخلائق
وهذا السؤال سيسأل للملائكة فعليه هم من الصادقين الذين سَيُسْألوا عن صدقهم :

((وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (40) قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ (41) فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَّفْعًا وَلا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ (42) )
لا يملك العابدين و المعبودين ضر ولا نفع ( الإنس والجن )

==========
ثانياً على سبيل السؤال :
" قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ "
فلا يعقل أن يكون سائله الملائكة !!!
لأنه يتعارض مع نهى الله تعالى :
(لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23) )
(لا يُسْأَلُ ) (لا يُفْعَلُ ) فلا ينبغى أن يُسْأَل عما يفعل
كما فى قوله تعالى (لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ) (وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا)
فالملائكة مخلوقة على الطاعة لا تسأل الله عز وجل عما يفعل ...
وكذلك المؤمنون لا يسألون الله عز وجل عن أفعاله ولكن يرضون بكل ما يقدره الله عز وجل :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عجباً لأمر المؤمن كله خير إذا أصابته سراء شكر وإذا أصابته ضراء صبر وهذا لا يكون إلا للمؤمن " أو كما قال
وفى ابى الأنبياء الخليل مثل عندما شاهد رؤيا ذبح إبنه فلم يسأل الله عز وجل لماذا ؟
أما غير المؤمنين يسألون الله عز وجل عن أفعاله !!! يقبض الله عز وجل ولد هذا فيقول : لماذا يارب ؟ ويفلس هذا فيقول : لماذا يارب ؟ والعياذ بالله وكذلك إبليس والعصاة من الجن
*** وقوله تعالى : (وَهُمْ يُسْأَلُونَ ) حقيقة واقعة الإنس والجن يسألون :
(يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ (130) ذَلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ (31) )
وكذلك الملائكة تسأل :
((وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (40) قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ (41) فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَّفْعًا وَلا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ (42) )
=======

ثالثاً أن يكون من باب الغيرة :
" قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ "
هل يمكن أن تقوله الملائكة غيرة على محارم الله أن يستخلف من يعصى الله ويسفك الدماء :
إن كان من باب الغيرة فهى نية عظيمة إن صحت فى الموضع
ولكنها أيضاً لا تصح :
1 – لأنهم لم يعترضوا غيرة على أن يخلق الله عز وجل آدم بدءاً فلم يقولوا أتخلق من يسفك الدماء ونحن ... .
2- لأنهم لم يعترضوا غيرة عن السجود لهذا الذى سيسفك الدماء وهم من يسجدون للخالق .
3 - ولأنها لو كانت غيرة لتتعارضت مع قول الله عز وجل :
(فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) فهم غير صادقين فى غيرتهم من أن يخلق العاصى السافك للدماء وهم يسبحون ويقدسون
=========

(وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ .... )
هذه منه لا تخرج من الملائكة وقد عاتب الله عز وجل قوم إذ منوا بإسلامهم على رسول الله :
عن ابن عباس قال : جاءت بنو أسد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا يا رسول الله : أسلمنا وقاتلك العرب ولم نقاتلك ،
فنزلت هذه الآية { يمنون عليك أن أسلموا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17) } .

=========
(( قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ .... )
سياق الكلام يميل أكثر لأن القائل الجن :
1 - معروف عن الجن إستراقهم للسمع .
2 - تدخلوا فى أمر غير معنيين به فالأمر للملائكة فى كل النصوص .
3 - سجل الإعتراض عليهم .
4 - هذه المقارنة للمفاضلة :
( قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ) نحن أولى ( وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ )
فكان مبرر العصيان الطمع فى الإستخلاف فى الأرض
فهل تترك الملائكة الجنة والخلد بها وعبادة الله وتطمع لتنزل الى الأرض ؟
النزول من الجنة الى الأرض شقاء وليس تكريماً
( فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى )
فالذى يطمع فى خلافة الأرض هو من سكانها وقد طمع بالفعل ابليس فى الخلافة ويدل عليه :
( قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً (62))
ما هذا الذى كرم به آدم عليه ؟ الإستخلاف فى الأرض
ولم تأتى أى آية فضل الله عز وجل فيها البشر على الملائكة قال تعالى :
( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً )
وليس على كل من خلقنا

========

ما الذى يمنع أن القائل إبليس والجن ؟
هل تسبيحهم لله وأنهم يسبحون بحمد الله ويقدسونه
(وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ) أعقبها الله عز وجل فى الآية التى تلتها بقوله : ( فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) فأثبت عدم صدقهم
( قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) أعقبها الله عز وجل فى الآية التى تلتها بقوله : ( قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ) ( قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ ) وكأنهم غير موقنين بها
لقد عاش الجن بين الملائكة وشاهدوا أحوالهم وتسبيحهم بحمد الله وتقديسه
والكافر والمنافق والعاصى قد يشهد بالحق ويكون غير صادق نيةً فيه :
(إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) )
وقد إدانهم الله عز وجل بالكذب فلا هؤلاء صدقوا نيتةً فى تسبيحهم وتقديسهم ( فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )
ولا المنافقين صدقوا نيتةً فى شهادتهم لرسول الله (وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ )
من هدى الآيات :
أن الله عز وجل قال للملائكة انه سيخلق بشراً فإذا خلقه فليسجدوا له ولم يسجل عليهم إعتراض عى الخلق أو السجود ( فسجدوا له )

أن المعترض إعترض على إستخلاف آدم
أنه أبى إبليس وبعض من الجن وكانوا غير مأمورين بالسجود
أن المعترض على إستخلاف آدم رأى أحقيته بالخلافة ( وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ )
فعلم آدم كل الأسماء وأقر عدم صدق المعترض بحجة التسبيح والتقديس إذا لم ينبأ بالأسماء ( أنبئونى بأسماء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )
(قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32))
قول حق ارادوا به الباطل
ظاهره تسبيح ونسب العلم والحكمة لله
وباطنه سبحانك لا نعلم لأنك لم تعلمنا وعلم لأنك علمته إنك عليم حكيم
وهو ما يعنى أنه غير أحق بالخلافة لو علمتنا لأجبنا
( قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33) )
أى يعلم الغيب فى السماء والأرض ولا تغيب عنه غائبة ويعلم ما يبدون من تسبيح وتقديس وما يبطنون من أن النية ليست خالصة لله ولكن لرغبتهم فى الخلافة
وهى كقوله تعالى :
(يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لاَّ تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (17) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) ) أى الله يرى أفعالهم .
فكأن علة هؤلاء أفعالهم بينما أولئك تناقض فيه سرهم وعلانيتهم
فبعد أن سقطت حجتهم فى أحقيتهم بالخلافة بالتسبيح والتقديس وظهر قناع الجهل على فعلهم
ألزموا أنفسهم فى الدخول فى الساجدين مع الملائكة ولله المثل الأعلى كأن يقول الوالد لولده ( س ) إنزل إشترى شيئاً فيوافق
فيقول ولده الآخر (ص )لا أنزل أبداً فيقول لــ( ص ) لماذا ما الذى يمنعك من النزول ؟.
وهذا واقع فلما يعترض أولادنا على أمر نلزمه بفعله وامر الله أكبر وأعلى وأجل
((قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ...)
(قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) ... )
فصاروا مأمورين بالسجود فظهر السبب الحقيقى وراء الإباء والإستكبار عن أمر الله لا تسبيح ولا تقديس :
( قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ)
( قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (33) )
(قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا )
فاستحق الطرد :
(قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) )
( قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) )
فعرف آدم بعدوه وأن الخروج من الجنة شقاء :
(فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى (119) )

واى دفاع عن الملائكة وصدقهم وعن طاعتهم لله يمكن وصفه بعد ان جعل الله نفسه عدواً لمن عاداهم :

(مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ (98) )

فجعل نفسه عدواً لمن عاداه أولاً وعدواً لمن عادى ملائكته ثانياً وعدواً لمن عادى رسله ثالثاً وزاد تكريماً أن خص جبريل وميكال عليهم السلام وعلى ملائكته ورسله أجمعين