http://elwatanmedia.sarmady.net/News...60_8306551.jpg
«كيف تنقد المسيحية وترد على مهاجمى الإسلام والداعين للتنصر؟».. السؤال طرحته جمعية خيرية تدعى «سخاء» فى إعلانها عن دورات يتم تقديمها خصيصا للرد على هذه الأسئلة، برسم اشتراك لا يزيد على 200 جنيه للدورة كاملة.. الإعلان نشر على الحوائط ومن خلال «الفيس بوك» ولاقى تعليقات عدة تباينت بين المعارضة والتأييد لمضمون الدورات.
فى ضواحى مدينة نصر، وبالقرب من منطقة عزبة الهجانة، وتحديدا فى 2 شارع جمال حمدان، تبرز اللافتة التى تعلن عن مقر الجمعية الخيرية.. شارع عشوائى تحتل فيه الجمعية دورين (الأرضى والأول) فى بناية حديثة، لا أحد من سكان الشارع يعرف طبيعة نشاطها أو يهتم به.
«جمعية سخاء للخدمات الاجتماعية.. شمس تضاء بالعلم والعطاء» الشعار احتل مدخل العقار، وحوله عدد ضخم من الملصقات تشرح أنشطة الجمعية من عينة: «الحاجة دينا/ إخصائية العلاج بالإبر الصينية وإبر النحل والحجامة»، تجاور كل هذا لافتة أكبر تدعو زوار الجمعية إلى قضاء وقت «طلوع ونزول السلم» فى ذكر الله وقول: «الله أكبر» و«سبحان الله».
فى منتصف السلم، ظهر إعلان المحاضرة الجدلية، ونصه: «بسم الله الرحمن الرحيم، بمشيئة الله سيتم عقد دورة مكثفة فى التعريف بالعقيدة النصرانية وكيفية الرد عليها بعد عيد الفطر المبارك برعاية شركة لاباز الدولية»، وشرح الإعلان المواد التى ستتناولها الدورة: «مقدمة عامة عن كتاب النصارى وإيمانهم وتحريف الكتب الأخرى، والثالوث فى النصرانية، ومقدمة عامة عن ألوهية المسيح والرد على نصوص ألوهية المسيح»، يقدم هذه المحاضرات شخص وصف نفسه بـ«العبد الفقير لله أبوالمنتصر محمد شاهين التاعب».
«الوطن» ذهبت إلى مقر الجمعية، للسؤال عن دورة نقد المسيحية، اتصلت إحدى فتيات الاستقبال بـ«نجاح أحمد»، قالت عنها الفتاة إنها «مديرة الجمعية»، وشرحت مديرة الجمعية التفاصيل هاتفيا لـ«الوطن»: «الدورة تهدف إلى نقد الديانة المسيحية، من خلال شرحها بشكل تخصصى على يد مجموعة من الشيوخ الكبار، وكلهم بيذيعوا فى قناة الحكمة.. بنعمل ده ردا على 5 كنايس فى منطقة عزبة الهجانة بيبشروا بالدين المسيحى، وهدفنا الأساسى رد حملات التنصير، وسبق أن نظمنا دورات متخصصة لأئمة المساجد فى المنطقة لتعليمهم كيفية الرد على تلك الافتراءات».. وبسؤالها هل يحصل المشترك على إجازة شرعية بالدعوة إلى الدين الإسلامى بعد حضور المحاضرة ردت نجاح: «قبل الثورة كان صعب نعمل ده، لكن بعد ما محمد مرسى أصبح رئيسا للجمهورية بنعمل حاليا على منح المشترك إجازة للعمل فى الدعوة، زى ما تقولى كده الأول كانت دعوتنا سرية، لكن دلوقتى الوضع اختلف».
الاستفسار عن دورة نقد المسيحية قاد «الوطن» إلى محمود عليان، أحد المحاضرين فى الدورة، أكد أن الهدف الأساسى هو التعريف بالمسيحية حتى يستطيع المشترك التعامل مع الآخرين، وقال: الدورة لكل المسلمين حتى الأجانب، وقتها نوفر لهم مترجما، خاصة أننا نفصل فى الدورة بين النساء والرجال ليس فى المواعيد لكن باستخدام «حاجز». عليان أكد أن الدورة ليست من النوع «الهجومى»، ولا تهدف إلى مهاجمة الدين المسيحى لكن هدفها التعريف بالمسيحية.
الصفحة الرسمية لجمعية سخاء الخيرية على الفيس بوك، تُعرّف نفسها بأنها جمعية مُهتمَّة بالأنشطة الدينية والعلمية والثقافية، وخاصة مقارنة الأديان والتعريف بالإسلام، وأنها تقدم محاضرات فى كافة المجالات، دينية وثقافية وعلمية، والرَّد على الشُّبُهات، ومجال الحوار الإسلامى المسيحى، وأكدت الجمعية فى الصفحة التعريفية أن المحاضِرين المختصين بمقارنة الأديان والحوار الإسلامى المسيحى مجموعة متميزة من الإخوة المتخصصين فى المجال أمثال: محمد حمدى، محمود داود، مُعاذ عليان، أبوالمنتصر شاهين، أبوعمر الباحث، وجدان العلى.
صفحة الجمعية، التى يتابعها 22750 مشتركا، دائما ما تهتم بنشر أخبار عن مسيحيين أشهروا إسلامهم، آخر هذه الأخبار ما نشر بتاريخ 3 أغسطس: «اليوم حضر الدورة أخ جديد فى الإسلام، كان مسيحيا أرثوذكسيا وأشهر إسلامه بفضل الله، أهم حاجة قالها أن الإخوة المسلمين مقصرون فى دعوة النصارى للإسلام رغم أنهم يمكن أن يتقبلوه بسهولة، لأنهم تعبانين من دينهم أصلا».
محاضرة «نقد المسيحية» ليست الأولى من نوعها، حيث سبقها فى شهر مايو إعلان آخر للجمعية جاء فيه «لأول مرة فى القاهرة، الحجز مقدما والعدد محدود، نقدم محاضرات فى إثبات تحريف الكتاب المقدس»، بالإضافة إلى دورة أخرى عقدت فى فبراير الماضى فى الإسكندرية بعنوان «كيف تحاور منصّرا» قدمها معاذ العليان، الذى يعرف نفسه بأنه متخصص فى «رد الشبهات حول الإسلام العظيم»، وكتب على صفحته الشخصية «لى حلقات على بعض القنوات الفضائية كقناة الخليجية وقناة الحافظ، والحمد لله تمكنت وبعض الإخوة الأفاضل من فتح قناة كاملة فى الرد على زكريا بطرس وهى قناة المُخلِّص على اليوتيوب وهى مخصصة لرد شبهات زكريا بطرس ورد شبهات كل من يشكك فى الإسلام من النصارى المتطرفين أو غيرهم».
الدورات التى تقدمها جمعية سخاء، دفعت مركز الأندلس لدراسات التسامح ومناهضة العنف إلى تقديم بلاغ للنائب العام، حصلت «الوطن» على نسخة منه، وجاء فيه: «نظرا لعمل مركز أندلس فى دراسات التسامح ومناهضة العنف فى المجتمع فقد ورد إلى المركز شكوى من أحد المواطنين عن جمعية خيرية فى مدينة نصر تحض على الكراهية بين المسلمين والمسيحيين فى مصر مما يدب بالفتنة الطائفية فى الوطن والذى يواجه كل يوم مثل هذه الأحداث فى دهشور وقبلها فى العامرية وأطفيح مما يعد تكرارا نموذجياً لقضية هددت أحد أهم مقومات المجتمع المصرى وأسباب تفرده وهو وحدته الوطنية.
http://elwatanadmin.sarmady.net/Port...874_832550.jpg
المصدر : http://www.elwatannews.com/news/details/35912
تعليق