بسْم اللهِ الرحْمن الرحيم
السَلامُ عليْكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه
السَلامُ عليْكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه
هذا بحثٌ قديمٌ لى كتبته منذُ ما يقربُ من سبع سنوات كنتُ حينها فى سنىِّ دِراستى الأولى فى الجامعة عن ليلة القدر .. وهو بحثٌ له مكانته ومنزلتُه عندى فهو أولُّ مُحاولة جدية لى للكتابةِ البحثيَّة .. ورغمَ ما امتلأ به هذا البحثُ من أخطاء وعيوب إلا أنَّ منزلتَه عندى باقيةٌ كما هى لِما بذلتُه فيه من جُهد ولصِدقِ نيَّتى حال كِتابته ولاستشعارى أهميَّة مُتعلقه وهو تلك الليلة الطاهرة المُباركة التى أُنزِل فيها القرآن هدى للنَّاس وبينات مِن الهُدى والفرقان .. ففى هذه الليلة الكريمة أنزلَ الله تعالى كِتابه إلى السماء الدُنيا وفيها بدء إرسالُ وحى السماء إلى أهل الأرض وفيها بدءَ اتصالُ أمينِ السماء بأمين الأرض وفيها يفرقُ الله تعالى كلَّ أمر حكيم وتتنزل فيها الملائكة والروح بإذنه سبحانه وتعمُّ فيها رحمته حتى تجعلها خيرا من ألفِ شهر .
وكانت لكِتابتى هذا البحثَ ظروفٌ أثرَّت عليه فقد كان مطلوبا مِنِّى كتابتُه فى خمس وعشرين صفحة فحاولتُ كثيرا أن أختصره ولا أطيله وبرغم مُحاولاتى العديدة لذلك إلا أنَّه خرج فى حوالى خمس وأربعين صفحة من القطع الكبير .. ومع ذلك فلأنَّنى تناولت فيه جوانب مُتعددة ومسائل متنوعة فقد خرجَ مُخلا فى بعضِ مواضعه حيث لم أستطع لأجل حرصى على الكمِّ أن أهتمَّ حقَّ الاهتمام بالكيف فقصرتُ مثلا فى استخراج الدروس والآثار التى ترتبت عليه واكتفيت بذكر غيضٍ من فيضٍ منها مُطيلا النفس قدر الإمكان فيما تكلمتُ عنه فيها غافلا ما سواها .
وكان من ظروفِ كتابته أيضا أنَّنى كان مطلوبا منِّى إنهاؤه فى وقتٍ قصير لم يُتح لى البحث عن المراجع الواجب النظرُ فيها عند كِتابة مثله لا سيَّما كتب الحديث الشريف وشروحاتها فاستعنتُ بالله واعتمدتُ على ما لدىَّ من مراجع على قلته واكتفيتُ من كُتب الحديث الشريف بصحيحى الشيخين البخارى ومسلم .. فظهر لأجل ذلك بعضُ الفقر فى مادته العلمية بما لا يجب أن يكون فى مثله .
وكان من ظروفِ كِتابته أيضا قِلة علمى وحداثة سنِّى وانعدامُ خبرتى فى كِتابة البحوث واستقراءِ المراجع ونحو ذلك فظهرت فيه عيوبٌ مُتعلقة بالسياقِ وأسلوب الكتابة وما يحتمله المجال ومالا يحتمله من مسائل إلى غير ذلك من العيوب التى لا تخفى على أريبٍ .
وكان لهذه الأسباب أنَّنى عندما أردتُ رفع البحثِ إلى مُنتدانا الطيِّب رفعتُه بتصرُّفٍ غير يسير فحذفتُ منه أشياء وغيَّرتُ منه أشياء وأضفتُ إليه أشياء .. إلا أنَّنى مع ذلك - ولأهميته عندى - لم أتصرَّف فيه إلى الدرجة التى تطغى على أصله فتنقله إلى صورة أخرى مغايرة تماما للصورة التى كان عليها مُحافظا قدر الإمكان على هذه الصورة الأولى رغم عدم اقتناعى بكثير مِمَّا تركته فيها .. غير أنَّ عدَم قناعتى هذه لا تمسُّ شيئا شرعيا ولا جوهريا وإلا كان واجب التغيير بلا شك .. فليعذرنى جميعُ إخوانى إن ظهرَ هذا البحثُ على غير المأمولِ أو كثُرت فيه العيوب فهو مُجرَّدُ مُحاولةٍ لشابٍّ غرير ليس أكثر .
قامت بتنسيق هذا البحث ومراجعته لغويًّا الأختُ الكريمةُ حاملة اللواء .. جزاها الله تعالى كلَّ خير وجعله فى ميزان حسناتها .
أسألُ الله تعالى أن يجعل هذا البحثَ خالصا لوجهه الكريم .. وأن يرزقنا فضل ليلة القدر وأن يصيبنا برحمته فيها هو سبحانه ولىُّ ذلك والقادر عليه .
تعليق